هكذا ستردّ إيران من خلال "حزب الله" على منظومة الدفاع الصاروخية!

تاريخ الإضافة الأحد 28 تشرين الثاني 2010 - 6:43 ص    عدد الزيارات 2828    التعليقات 0    القسم دولية

        


 

طارق نجم
 
بعد ان تمكن من غزو العالم المعروف في عصره، قال الإسكندر "المنتصرون في أرض المعركة هم من استطاعوا تطوير وسائل قتالية جديدة أو امتلكوا أسلحة اكثر حداثة". هذه المقولة التي يرجع تاريخها الى اكثر من الفي عام، قد تفسر سباق التسلح المحموم الذي يعيشه الشرق الأوسط، والبحث الحثيث للأطراف المتصارعة عن ادوات متقدمة وتكتيكات غير مسبوقة في القتال، وذلك بغية تحقيق تفوق نوعي على الخصم في أرض المعركة.
 لدى مراجعة الإستراتيجية الجديدة التي تم تبنيها من قبل حلف شمال الأطلسي (ناتو) في الأسبوع الماضي خلال قمة لشبونة والتي نشرت لاحقاً، نلاحظ أنه جرى التشديد في الوثيقة (وبالتحديد في البندين رقم 8 و 9) على أن التهديد التقليدي لأمن دول الناتو لا يمكن تجاهله خصوصاً في المنطقة القريبة نسبياً من اوروبا. وهذا الخطر متمثل في أحد جوانبه بالصواريخ البالسيتية وفي جانب آخر بالأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل المحملة في هذه الصواريخ، والتي من المرجح أن تشهد انتشاراً ابتداءً من العقد القادم، الى جانب التهديدات الارهابية والألكترونية والجريمة المنظمة بالطبع.
 
ولدى التدقيق في هذين البندين فإن الوصف اكثر ما ينطبق هو على الجمهورية الإسلامية الإيرانية لأنها هي الوحيدة في المنطقة التي تملك مشاريع لصواريخ بالسيتية بعيدة المدى وكذلك لديها برامج اسلحة غير تقليدية (نووية وكيماوية). فالجمهورية الإسلامية وإن كانت غير قادرة حالياً على الوصول إلى أهداف في أوروبا ، لكن هذا وضع قد يتغير مع الوقت وربما في القريب العاجل اي مع العام 2012 اذا ما تقرر البدأ بإنتاج هذه الصواريخ متوسطة المدى المطورة نسبياً. وكانت ايران منذ العام 2009 أعلنت نجاح تجربتها مع سجيل 2 والذي يصل مداه الى 2000 كلم ويعمل بالوقود الصلب، مما اثار خشية الدول الأوروبية من البرنامج البالستي الإيراني لأن مدى سجيل2 يلامس حدودها الجنوبية، وهو قابل للتطوير والتعديل. وبما أنّ مفهوم الناتو لمنظومة الدفاع الصاروخي يعتمد أولاً على نشر انظمة صواريخ على متن سفن حربية في منطقة شرقي البحر الأبيض المتوسط، ثم في وقت لاحق نشر صواريخ اعتراضية على اليابسة قادرة على تدمير الصواريخ البالستية في الجو. هذا النظام ستحمله بالدرجة الأولى السفن الأمريكية من طراز Aegis، وهو ينطوي على بعض نقاط الضعف التي يمكن ان تستغلها ايران لضرب هذه المنظومة.
 
حزب الله رأس الحربة في الخطة الإيرانية للتصدي لمنظومة الدفاع الصاروخي.. ولبنان هو القاعدة الخلفية لإيران
 
وقبل تبني هذا المفهوم الجديد بأسبوع، قدّم مايكل أيسنستاد Micheal Einsenstadt، تقريراً عن احتمالات التعاطي العسكري الإيراني مع هذه المنظومة الجديدة التي ينوي الناتو نشرها على السفن الأمريكية في حال نشوب حرب مع الغرب واسرائيل. ووفق التقرير الذي نشره معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى The Washington Institute for Near East Policy بتاريخ 19 تشرين الثاني 2010، فإنّه من المتوقع ان يلعب حزب الله دور رأس الحربة في خطة التصدي الإيراني للدفاع الصاروخي الخاص في الناتو. الكاتب الأمريكي مايكل أيسنستاد هو مدير برنامج الدراسات العسكرية والأمنية في المعهد، وخبير في شؤون الشرق الأوسط، ومحلل عسكري عمل لصالح الحكومة الأمريكية في العراق وإسرائيل والأراضي المحتلة والأردن. وكذلك، فإنه يتقن اللغتين العربية والعبرية، الى جانب الفرنسية والإنكليزية.
 
شركة لوكهيد مارتن Lockheed Martin المطورة لنظام Aegis أعلنت عام 2009 عن نجاح هذه المنظومة الحديثة المضادة لصواريخ البالستية من خلال الجمع بين الرادارSPY 1 وAegis مما سيقدم فعالية أكبر وكلفة اقل لصالح البحرية الأميركية في رصد كل التحركات الجوية وصولاً الى الفضاء. وفي أيلول 2010، ذكرت Lockheed Martin بأنه تم تجهيز 23 سفينة Aegis بمنظومة الدفاع الصاروخي: 20 منها في البحرية الأمريكية وثلاثة في البحرية اليابانية، وذلك في سبيل التصدي للصواريخ البالستية.
 
ويشير أيسنستاد في تقريره الى أنّ خطة حلف شمال الاطلسي الإقليمية للدفاع الصاروخي على سفن Aegis فضلا عن رادار X Band من خلال نشرها في بلغاريا أو تركيا في العام 2011 ومن ثم توسيعها تجاه رومانيا وبولندا. وبالتالي، فإن أي سعي ايراني لضرب اوروبا بالصواريخ سيحبط ما دام هذا النظام موجوداً وخصوصاً على سفن. وهنا يأتي دور حلفاء طهران في المنطقة أي حزب الله اللبناني وسوريا.
 
تقرير معهد واشنطن يعتبر بأن حزب الله هو أوثق حليف لطهران في جهودها الرامية إلى تقويض اسرائيل، وفي ردع الهجمات على طموحاتها النوويه، وكذلك إعادة تشكيل الجغرافيا السياسية الإقليمية. لذا فحزب الله هو جزأً لا يتجزأ من الترسانة الإيرانية الرادعة في وجه إسرائيل. تحقيقاً لهذه الغاية، قدمت طهران ما يزيد عن 40 ألف صاروخ، فضلاً عن طائرات استطلاع بلا طيار وآليات جوية موجهة عن بعد من طراز مرصاد وأبابيل. هذا بالإضافة إلى صواريخ سي802 المضادة للسفن والتي يمكن إطلاقها من الشاطئ. ويعتقد أن تكون سوريا قد قدمت للحزب صواريخ قصيرة وبعيدة المدى وبالتحديد من طراز سكود سي لتعزيز قوته حيث تلقى عدة طواقم من حزب الله التدريبات اللازمة على هذه الصواريخ الروسية الصنع في الداخل السوري. كما أكدّ هذا التقرير أنه على مدى العقود الثلاثة الماضية، نفذّ حزب الله عدد من العمليات الحساسة للغاية بالتعاون مع الاجهزة الأمنية الإيرانية ومنها: سلسلة من التفجيرات التي وقعت في باريس في عام 1986، بهدف الضغط على فرنسا لوقف مبيعات الأسلحة إلى العراق، إغتيال عدد من قادة المعارضة الكردية - الايرانية في برلين عام 1992، تفجير ثكنة أبراج الخبر ضد القوات الامريكية في المملكة العربية السعودية عام 1996، وأخيراً وليس آخراً تسليح وتدريب الشيعة المسلحين المتورطين في هجمات على قوات التحالف في العراق منذ عام 2003. في الحالات التي سبق ذكرها، عملت أجهزة أمن حزب الله بشكل دائم على دعم أهداف الأمن القومي الإيراني، من هنا ليس من المستبعد أن يعمد حزب الله على مساعدة إيران (وربما سوريا) في التصدي لأنظمة الدفاع الصاروخية التابعة لحلف شمال الأطلسي في شرق البحر المتوسط خلال اي من الأزمات أو الحروب القادمة.
 
مقرات استطلاع وتخريب إيرانية في شرق المتوسط...واداوت متنوعة من القوارب الناسفة الى الغواصات والصواريخ
 
أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله كان حذر مؤخراً من أنه إذا فرضت اسرائيل حصاراً على لبنان في أي حرب مستقبلية، فإن الحزب سيهاجم االسفن والبحرية الاسرائيلية العسكرية والمدنية من دون إنذار، وهذا بحد ذاته إشارة الى قدرته في هذا المجال. وبامكان حزب الله والإيرانيين اللجوء الى مجموعة واسعة من الوسائل كالسفن المدنية والقوارب الصغيرة التي قد تنطلق من الشواطىء اللبنانية، بالإضافة الى الطائرات بدون طيار استطلاع تنطلق من على متن السفن. وهذا يتوافق تماماً مع ما أعلن مطلع هذا الشهر أن حزب الله قد حصل على ما يشبه الأسطول الجوي من ايران، والذي يتالف من طائرات هجوم وعدة أشكال من الأجسام الطائرة من دون طيار والموجهة عن بعد. وهذا الخبر الذي سربته صحيفة السياسة الكويتية، ورد فيه انّ مصادر قريبة من قيادة حزب الله العسكرية اكدت ان لدى الحزب حالياً ما لا يقل عن ثلاثة أنواع مختلفة من هذه التي يمكن ان تصل الى مسافات بعيدة وتهاجمة اهداف محددة. وهذه هي جزء من الـ"مفاجآت" التي وعد بها نصرالله.
 
وبالعودة الى التقرير الأمريكي، فإن كاتبه يتوقع أن العون الذي سيقدمه حزب الله لايران يتمثل باستهداف سفن Aegis البحرية للدفاعات الصاروخية التابعة لحلف شمال الاطلسي من خلال إجراء عمليات استطلاع بحرية وعمليات تدمير وتخريب. وكذلك قد يتم اللجوء لجنود إيرانيين للعمل مباشرة من خلال لبنان واستعمال معدات وتجهيزات اكثر تطوراً وفق ما يسمى بحرب العصابات البحرية. وعلى الرغم من أنّ قوات حزب الله البحرية تفتقر للخبرة القتالية لأن نشاطها ارتكز على تهريب السلاح البحري القادم الى غزة ولبنان، ومع ذلك فقد تلق افراد من الحزب منذ حرب تموز 2006 تدريبات مكثفة على يد البحرية الايرانية بالإضافة الى معدات حديثة وزوارق سريعة وفعالة للغاية. ويمكن لهذه الوسائل ان تتخذ الأشكال التالية:
 
- قوارب عبوات ناسفة: استخدمها سلاح البحرية الايطالية خلال الحرب العالمية الثانية، لإغراق الطراد البريطاني HMS York في كريت. وكانت القاعدة لجأت لنفس الأسلوب في هجومها الانتحاري في تشرين الأول من العام 2000 على المدمرة الأمريكية كول في اليمن.
 
- القوارب المسلحة، الطوربيدات البشرية، والغواصات الصغيرة: إيران وحزب الله قد يهاجمان السفن العسكرية الغربية من خلال استخدام زوارق سريعة مسلحة برشاشات وقذائف صاروخية وصواريخ من طراز 107 ملم مثلاً، وألغام. ويمكن أن تستخدم أيضا الطوربيدات البشرية أو الغواصات الصغيرة. وتعتبر القوات الايرانية رائدة في هذه الهجمات منذ الحرب الإيرانية-العراقية.
 
- الطائرات بدون طيار: ورغم ان محاولات حزب الله لاستخدام مثل هذا الأسلوب كان فاشلاً خلال حرب 2006 مع اسرائيل، مازال هناك امكانية كبيرة لإطلاق مثل هذه الأسلحة من لبنان أو من على قوارب. وهي قادرة على ايصال الحمولات الصغيرة بدقة تامة، على الرغم من أنه من غير الواضح ما إذا كان يمكن اختراق الدفاعات حول السفن الغربية وراداراتها الحساسة.
 
- صواريخ قصيرة المدى: وهذا بديهي نظراً للعدد الهائل من هذه الصواريه التي يملكها حزب الله ، وبالتحديد من طراز M600 والتي ربما تفتقد للدقة ولكن سبق لايران واستخدمتها ضد اهداف بحرية خلال تدريبات في الخليج. كما يمكن لصواريخ Yakhont300 التي من المرجح أن سوريا تسلمتها من روسيا ان تشكل تهديدا أكبر بكثير على سفن Aegis إذا تم نقل هذه الصواريخ الى حزب الله.
 
وبحسب كاتب التقرير، فإنّ حزب الله قد يحصل على نوع من المساعدة من الجيش اللبناني، على غرار ما حدث في تموز 2006 خلال ضرب حزب الله للمدمرة الإسرائيلية حانيت قبالة شواطىء بيروت، والتي لم تكن للتتحقق لولا المعلوامت والإحداثيات التي تكون قد قد قدمت في حينه من خفر السواحل والرادارات التابعة للجيش. وأخيراً، يمكننا القول أنّ هذا السيناريو الإيراني يمكن ان يعتمد ايضاً في حال قيام حرب إسرائيلية – إيرانية وليس فقط في حالة إعتداء إيرانم على أوروبا، حيث من المحتمل ان يستعان بسفن Aegis لتحديد مسارات الصواريخ والأجسام الطائرة التي قد تتطلق او تتوجه نحو الكيان الإسرائيلي.
 المصدر : خاص موقع 14 آذار

المصدر: موقع 14 آذار

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,699,429

عدد الزوار: 6,909,172

المتواجدون الآن: 108