قاسم: المبادرة السورية - السعودية جدية لكن الوقت ليس مفتوحاً

تاريخ الإضافة السبت 27 تشرين الثاني 2010 - 5:35 ص    عدد الزيارات 2853    التعليقات 0    القسم محلية

        



 

"النهار" حاورته حول كل الأمور والمخاوف
رافضاً الإفصاح عن خيارات الحزب اللاحقة
قاسم: المبادرة السورية - السعودية جدية لكن الوقت ليس مفتوحاً
نحن ضد الفتنة وسنواجهها... ولا قطيعة بين "حزب الله" والحريري

ثابتان اساسيان يبدو أنهما لدى "حزب الله" في لحظة تشهد فيها الساحة الكثير من التحولات. اولهما ان المبادرة السورية - السعودية لمعالجة الأزمة في لبنان قبل صدور القرار الظني الموعود ما زالت حية، وافكارها وفصولها تتوالى في انتظار أن تتبلور نهائياً، والحزب ما انفك ينتظر، مستبعداً بروز مبادرات أخرى في الوقت الحاضر. وثانيهما ان الحزب ما زال معتصماً بصمته حيال خياراته الممكنة اذا ما صدر القرار الظني، قبل بلورة الحل اذ لا يزال يردد المقولة التي أطلقها منذ البداية وهي ان لكل حادث حديثاً، وان كان يشدد على  انه لا يريد الفتنة ولا يسعى اليها.
اضافة الى ذلك يؤكد نائب الأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم لـ"النهار" ان الضغوط الاميركية لاصدار القرار الظني مستمرة في الداخل والخارج. واذ يرفض التعليق على التقرير الاعلامي الاخير الذي بثته قناة "سي بي سي" الكندية للتلفزيون عن المحكمة، فانه يرى أن هذا التقرير يثبت أن المحكمة مسيّسة.
ويعلن ان المعارضة ليست في وارد مقاطعة الحكومة أو العمل لشلها، ولكن المشكلة هي في رفض الطرف الآخر المبادرة الى حسم ملف شهود الزور واحالته على المجلس العدلي. اما تفاهماً أو تصويتاً داخل مجلس الوزراء. واكد ايضاً ان الحزب ليس في وارد احداث قطيعة بينه وبين الرئيس سعد الحريري، لافتاً الى ان ليس هناك مستجد يوجب عقد لقاء معه في القريب العاجل "وعندما يستجد أمر يتطلب لقاء للتفاهم أو للنقاش يحصل اللقاء باتصال هاتفي واتفاق عليه".
وهنا نص الحوار مع الشيخ قاسم:
• في الايام الاخيرة، بدت المبادرة السورية - السعودية لمعالجة الازمة في لبنان كأنها دخلت في غيبوبة، في حين ان البعض أوشك أن ينعاها، فما مصير هذه المبادرة؟ وماذا انتجت حتى الآن؟
- توجد مبادرة سورية - سعودية جدية، وهي قيد المتابعة وان كانت أفكارها التفصيلية غير محسومة بشكل نهائي، بانتظار بلورة التفاهم على أمور تساعد في ايجاد حل يرضى عنه الاطراف اللبنانيون المعنيون. وحتى الساعة لا تزال المساعي مستمرة ونحن في انتظار ما سيعرض لابداء الرأي، ولنبني على الشيء مقتضاه. ونحن نتابع سير هذه المبادرة بدقائقها.
• هل هناك مرحلة زمنية لكي تؤتي هذه المبادرة ثمارها خصوصاً انها مستمرة منذ اسابيع عدة؟
- نأمل في أن تظهر النتائج المرجوة قريباً. المسألة باتت مرتبطة ببلورة الافكار. وبالتأكيد الوقت ليس مفتوحاً.
• البعض تحدث عن مبادرات بديلة للحل، لا سيما بعد الزيارة المفاجئة لرئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الى بيروت في يوم عيد الاستقلال، ومع الزيارة الحالية لرئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، فما صحة ذلك؟
- لا أعتقد ان مبادرة ممكنة ومناسبة مع وجود المبادرة السورية - السعودية ومع استمرارها، لا بل ان كل ما سمعناه من تصريحات للمسؤولين في قطر أو تركيا أو ايران وغيرهم، أظهرت أن الجميع يتحدث بلغة واحدة، وهي ضرورة فتح المجال واعطاء الفرصة لمعرفة مدى تقدم المبادرة السورية - السعودية وما هي انجازاتها.
• ولكن بازاء هذه المبادرة، ثمة كلام على ضغوط اميركية شديدة تمارس في الداخل والخارج، للحيلولة دون تقدم هذه المبادرة، حتى ان ثمة من يعتبر ان هناك سباقاً محموماً بين المساعي العربية والمساعي الاميركية الراغبة في اصدار القرار الظني الموعود، فما هي معلوماتكم؟
- القرار عند واشنطن هو اصدار القرار الظني الذي يتهم "حزب الله"، وهم فعلاً يمارسون ضغوطاً دولية واقليمية ومحلية ومعلنة وغير معلنة، لتعجيل اصدار القرار الظني وانجاز هذه المرحلة. وفي اعتقادهم ان صدور مثل هذا القرار الاتهامي سيربك "حزب الله" ويضعه في موقع صعب. وبالتالي، وانسجاماً مع هذه الرؤية الاميركية، هناك مساعٍ لتعطيل أي حل يمكن أن يظهر. ويبقى السؤال أي مصالح ستتغلب؟ وهل ستكون الاطراف الحريصة على لبنان واستقراره على مستوى المسؤولية لمواجهة التسييس وحملة الضغوط الاميركية؟
نحن نفضل أن نترك الحكم على هذا الامر للايام المقبلة، اذ لا يستطيع احد الا ان يتحمل مسؤولية أي قرار يتخذه. وفي رأينا كحزب الله ان الحل والتفاهم هما الأفضل للجميع، ولا يمكن أن ينجح في تسليم رقبته للمشروع الاميركي – الصهيوني.
• السؤال الذي يطرح عليكم دائماً، نعيد طرحه الآن بعدما بلغت الأمور ما بلغته. ما هي الخيارات لديكم اذا ما صدر القرار الظني قبل نضج التسوية المنشودة؟
- قررنا كحزب الله، الا نتحدث نهائياً عما يمكن ان يحصل أو أن نبادر الى فعله اذا ما صدر القرار الظني، ولم تحصل المعالجة والحل، وبالتالي نحن نفضل الانتظار فلا حاجة الى ان نستبق الأمور لأنه وعلى اساس النتائج يبنى على الشيء مقتضاه. لكن بالتأكيد يجب أن يكون الرهان على كف يد اميركا عن اللعب بمصير لبنان وليس بالاستسلام للخطوات التي تخطط لها وتريدها.
• ولكن ألا يمكن أن نعرف ولو بشكل عام ما هي خطواتكم اذا صدر القرار الظني قبل التسوية وخصوصاً أن الجميع في لبنان وحتى خارجه يعيشون المخاوف الواسعة؟
- اذا صدر القرار الظني قبل أن تحصل المعالجة فنحن أمام أمر جديد وساعتها لكل حادث حديث.
• ولكن انتم الآن في موقع المتهم من جانب الفريق الآخر بانكم لجأتم أخيراً الى تعطيل مجلس الوزراء من خلال مقاطعة جلساته،ـ فما هو ردكم؟
- لا توجد مقاطعة للحكومة من المعارضة وانما هناك ملف وطني كبير وحساس ويعني لبنان بأسره، ويعني أيضاً مسار الحقيقة، وهو ملف الشهود الزور، ومن صنعهم وفبركهم. هذا الملف أدى، كما هو معلوم، الى ارباك الوضع اللبناني، وايجاد الفتن في داخله، فضلا عن تخريب العلاقة مع سوريا في المرحلة السابقة، وتصعيد حال التوتر بين الأطراف اللبنانية كافة، ولقد آن للحكومة أن تضع يدها على هذا الملف بشكل جدي. وكل ما طلبناه ونطلبه هو اتباع المسار القانوني لاكتشاف خفايا هذا الملف ومحاسبة الضالعين والمرتكبين، وتصويب الطريق لمعرفة المجرمين القتلة. وهذا لن يتم الا بتحويل الملف الى المجلس العدلي. وبما أن هذا الملف هو ملف يمس الأمن الوطني فمن الطبيعي أن يحال على المجلس العدلي الذي أُحيلت عليه في السابق قضايا فردية مثل القضية المعروفة بقضية الزيادين، على قاعدة أهميتها بالنسبة للوضع اللبناني، فكيف بالأمر الذي يؤثر على الاستقرار السياسي والاجتماعي والاقتصادي؟
لكن للأسف هناك من لا يريد هذا المسار القضائي في مجلس الوزراء. وقد صبرنا جلسات عدة في محاولة للوصول الى تفاهم فلم نتمكن، لذا قلنا نحن نقبل بالذهاب الى التصويت وحسم الخيار، ونقبل بالنتيجة، الا أن الطرف الآخر رفض المضي الى التصويت، ويريد أن نتفاهم على عدم احالة الملف الى المجلس العدلي، أو ابقاء الملف معلقاً.
المعارضة رفضت هذا الأمر، وطالبت بحسم الأمر قبل أي نقاش آخر. فكفانا تأجيلاً وتسويفاً. وبالتالي نحن نقبل بأن نتجه للتصويت حول الملف وليتحمل كل فريق مسؤولية خياره أمام الناس وأمام النتائج.
بناء عليه نحن نحمّل الطرف الاخر مسؤولية عدم انعقاد جلسات الحكومة لأن مطلبنا واضح هو حسم الملف وهم لا يريدون جلسة للحكومة تحسم الملف، ولذلك الأمور معلقة، ولسنا من علقها. والآن أنا اؤكد ضرورة الدعوة وفي أسرع وقت، الى جلسة للحكومة تحسم هذا الملف.
• لكن الفريق الآخر يخشى أن تكون احالة ملف شهود الزور على المجلس العدلي جزءاً من مسلسل لتعطيل عمل المحكمة ومنعها من اصدار القرار الظني، فما ردكم؟
- اذا كانت المحكمة الدولية قد بنت عملها وقراراتها على شهادات الزور فمن الطبيعي أن تعرف أولاً نتيجة تصرف هؤلاء، وما خربوه في طريق الحقيقة، وبالتالي نحن نعتبر أن المعبر الطبيعي والوحيد والحصري لاكتشاف المجرمين هو معالجة ملف شهود الزور ومصنعيهم أولا، وليصل هذا الملف الى نتيجته القضائية مهما كانت. لكن أن يوضع هذا الملف على الرف تحت عنوان الاسراع في اصدار القرار الظني الذي يتهم "حزب الله" حصراً كما صار واضحاً فهذا عمل مسيس وليس عملاً قضائياً ولا نكون بذلك قد وصلنا الى الحقيقة وانما ابتعدنا كثيراً عنها. نعم وبكل وضوح، نريد حسم ملف الشهود الزور أولاً وقبل أي شيء.

لا نعلق على التقارير
ما هو رأيكم بالتقرير الذي بثته قناة "سي بي سي" الكندية للتلفزيون، وما هي برأيكم أبعاد مضامينه وتوقيت بثه؟
- لم نعلق على التقارير الاعلامية المختلفة، ولم نناقشها اعلامياً ولا نرغب في ذلك. لكن التقرير الاخير هو مؤشر اضافي فاضح على تسييس المحكمة ومحاولة رصد الانطباعات والانعكاسات لأي معلومة يمكن ان توضع برسم الاعلام.
وفي كل الاحوال هذا التقرير وسواه يضعنا امام نقاش صدقية المحكمة ونزاهتها ومسألة تسييسها.
• دأب الرئيس سعد الحريري على الدعوة دائما الى الحوار كطريق لمعالجة الامور، فهل من قطيعة بينكم وبينه، ولماذا وما هي شروطكم لمعاودة هذا الحوار؟
- لا توجد قطيعة بيننا وبين الرئيس الحريري. وعندما تكون هناك حاجة الى أي لقاء يتم الاتفاق عليه ويحصل. وبالتالي لسنا في حاجة لا الى وسيط ولا الى اعادة وصل. الأمر لم ينقطع لكن لا توجد امور تتطلب انجازاً او حسماً او اتفاقاً، ولذا لا تحصل مثل هذه اللقاءات، وفي اي لحظة يستجد امر ما يتطلب لقاء للتفاهم او للنقاش نحن جاهزون وسيحصل اللقاء باتصال هاتفي واتفاق عليه. وقد حصل منذ نحو 3 اسابيع تقريباً لقاء بين المعاون السياسي للأمين العام للحزب الحاج حسين الخليل وبين الرئيس الحريري وجرى خلاله نقاش مختلف القضايا، وعبّر كل طرف عن وجهة نظره، ولا يبدو انه يوجد الآن شيء جديد يستوجب اللقاء.
• الكثير من المراقبين يأخذون على القوى السياسية اللبنانية عجزها عن اجتراح مبادرة داخلية للحل، بحيث بدت وكأنها مستسلمة للمبادرات الخارجية، فلماذا؟
- مبادرة داخلية من اجل ماذا؟ اذا كانت بهدف معالجة موضوع المحكمة وما يحيط بها، فالمبادرة موجودة الآن برعاية سوريا والسعودية وبموافقة الاطراف الداخلية. ومثل هذه الحركة الاقليمية تساعد كثيرا على تقريب وجهات النظر بسبب انسداد افق الاتفاق على هذا الموضوع داخليا لوقوف كل طرف عند وجهة نظره بشكل حاد. اما في شأن الوساطات الخارجية فهناك تدوير للزوايا ونقاش مفتوح على افكار عديدة يمكن ان تساعد على الحل.
• الرئيس سعد الحريري يردد دوماً انه لا يخشى حصول فتنة بسبب المحكمة والقرار الظني، فهل انتم تؤيدونه في هذا التوجه؟
- نحن كحزب الله لا نريد الفتنة، ولا نسعى اليها، ومستعدون كل الاستعداد لمواجهتها. وعندما نتحدث او يتحدث غيرنا عن فتنة وامكانات حصول فتنة او عدم حصولها فهذا لا يعني ان "حزب الله" سيفتعلها او ان الرئيس الحريري سيبادر اليها، لأن الفتنة عندما تطل برأسها فانها تطل عبر اطراف خفية كالمخابرات الاسرائيلية وأجهزة استخبارات لدول وجهات متضررة. ونحن عندما ندعو الى حل لمشكلة المحكمة الدولية، انما نريد ان نوصد الابواب بشكل مطمئن على اي احتمال لفتنة يريد اي طرف اشعالها. وعادة فان رفض الفتنة لا يكون باطلاق التصريحات انما يجب ان يكون عبر اجراءات عملية، وهذا اجراؤنا العملي وننتظر اجراءات الآخرين.
• بالأمس اطلق رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط تصريحاً دعا فيه الى اجتماع للحكومة تدين خلاله المحكمة وقرارها الظني، فهل ترون ان هذا الرأي هو احد الحلول التي يمكن ان يتم الاتفاق عليها لمعالجة الازمة الحالية؟
- الاستاذ جنبلاط يدرك التفاصيل التي تكتنف مسار المحكمة من ألفها الى يائها، ويعرف ايضا اسراراً عنها غير معروفة عند الكثيرين. لذا فهو عندما يتكلم فانما يتكلم عن معرفة وبالتالي يتعين اخذ كلام الاستاذ جنبلاط بالاعتبار لمصلحة لبنان.

ابرهيم بيرم     


المصدر: جريدة النهار

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,063,455

عدد الزوار: 6,750,870

المتواجدون الآن: 108