هجمات جديدة على مسيحيي العراق توقع ست ضحايا وعشرات الجرحى

وأثارت استهداف المسيحيين جدالاً في الأوساط الأمنية حول مستوى اختراق الأجهزة من جهة، وما تتمتع به التنظيمات المسلحة التابعة لـ «القاعدة» من قدرة على التخطيط وجمع المعلومات الاستخبارية، من جهة اخرى.

ولم يستبعد ضابط رفيع المستوى في وزارة الداخلية ان تكون وراء الهجمات «أجندة خارجية تهدف الى ترويع ابناء هذه الطائفة»، معتبراً ان «استمرار هجمات المسلحين تؤكد فشل برامج التدريب الاميركية الجيشَ والشرطة».

وأمر رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي بتشكيل لجنة تحقيق وزارية لمتابعة هذا الملف.

وقال اللواء الركن مهدي الغراوي وجود «اكثر من سبب وراء تحقيق القاعدة نجاحات عسكرية في العراق، منها الاختراق الكبير للأجهزة الأمنية».

واضاف في تصريح الى «الحياة» ان «مسلحي القاعدة اثبتوا في عملياتهم الاخيرة انهم قادرون على الوصول الى اي مكان في الوقت الذي يحددونه».

ولفت الى انه «منذ عام 2007 وحتى الآن تجرى عمليات الاختراق بتخطيط دقيق عبر زج شخصيات ورتب عليا معروفة بارتباطاتها السابقة بحزب البعث ومناهضتها العملية السياسية الجارية حالياً، وعلى رغم تحذيراتنا من خطورة ما جرى ويجرى الا ان المراجع العليا تحتج بأعذار شتى».

وزاد ان «الهجمات التي وقعت بعد مهاجمة كنيسة سيدة النجاة خير دليل على مستوى الاختراق الواسع لقوى الأمن».

وأشار الغراوي الى ان «عجز القوات العراقية طوال السنوات الماضية عن مجابهة القاعدة يؤكد أن برامج التدريب الأميركية فاشلة وبعيدة من واقع الحال». ودعا الى «اعادة هيكلة القوات الامنية الوطنية وتشكيلها من جديد وفق مقتضيات الواقع الامني».

الى ذلك، قال اسماعيل المشكوري، وهو لواء سابق في الجيش في تصريح الى «الحياة» ان «تنظيم القاعدة استغل الاقتتال الطائفي في البلاد وعمليات التهجير التي طاولت مئات الآلاف من العراقيين لزرع شبكة واسعة من مصادر معلوماته ساعدته لاحقاً في مهاجمة اهداف حيوية ضد خصومه من السّنّة الذين انقلبوا عليه وشكلوا الصحوات ونجح فعلاً في قتل عدد كبير منهم، وكذلك الوصول الى اهداف شيعية او مسيحية لخدمة اهدافه في اذكاء الطائفية».