ائتلاف المالكي يرفض المبادرة السعودية ونهاية دامية لاحتجاز رهائن في كنيسة

ائتلاف المالكي يرفض المبادرة السعودية ونهاية دامية لاحتجاز رهائن في كنيسة

برزت امس تباينات عراقية حيال دعوة العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز الاطراف العراقيين الى عقد اجتماع في الرياض بعد انتهاء موسم الحج في 16 تشرين الثاني الجاري من أجل البحث في سبل التغلب على العقبات التي لا تزال تحول دون تأليف حكومة عراقية جديدة بعد ثمانية اشهر من الاننتخابات النيابية، إذ رفض "الائتلاف الوطني" الذي يضم أحزاباً شيعية منها "ائتلاف دولة القانون" بزعامة رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي، الدعوة، معتبراً ان من شأنها "تعقيد الوضع السياسي في العراق"، بينما رحبت بها "القائمة العراقية" بزعامة رئيس الوزراء سابقاً اياد علاوي والتي يدعمها من السنة. واوضحت الرياض ان المبادرة لا تتضمن شروطاً مسبقة لجمع القيادات العراقية.(راجع العرب والعالم)
 وفي ظل التجاذب السياسي الحاد، استمر الوضع الامني الهم الاكبر الذي يؤرق العراقيين. فقد اقتحم مسلحون كنيسة سيدة النجاة للسريان الكاثوليك التي تعتبر من اكبر الكنائس في بغداد واحتجزوا فيها المصلين طوال اربع ساعات، قبل ان تقتحم قوات الامن العراقية بدعم من الجنود الاميركيين الكنيسة لتحرير الرهائن مما اسفر عن مقتل 24 شخصاً بينهم عشر من الرهائن.   
 وكان المسلحون الذين ارتدوا سترات ناسفة هاجموا اول الامر  سوق الاوراق المالية في حي الكرادة بالقنابل اليدوية والاسلحة الرشاشة. وبعد الاشتباك مع قوات من الشرطة فروا الى الكنيسة التي تقع بالقرب من المكان وعمدوا الى احتجاز نحو مئة شخص كانوا يحضرون قداساً، مطالبين باطلاق افراد من تنظيم "القاعدة" معتقلين.
 وقال المطران شليمون وردوني: "لقد وردتنا معلومات تفيد ان ارهابيين احتجزوا عددا من المصلين وكاهنين رهائن في الكنيسة. انهم يطالبون باطلاق سراح ارهابيين معتقلين في العراق ومصر".
 وأفاد عنصر في وحدة مكافحة الارهاب العراقية ان القوات العراقية والاميركية تمكنت من تحرير الرهائن. وقال:"لقد جئنا نمد يد العون للجيش والشرطة، وقد حررنا الرهائن بمساعدة الاميركيين". وشاهد مراسل جنوداً اميركيين في المكان.
 واعلن الجيش الاميركي إن 24 شخصا قتلوا في حادث احتجاز الرهائن بينهم 10 من الرهائن. وأضاف أن سبعة من افراد قوات الامن العراقية قتلوا وكذلك ما بين خمسة وسبعة مسلحين. واشار الى ان ما لا يقل عن 120 شخصاً كانوا في الكنيسة لدى حصول الهجوم وأن نحو 30 اصيبوا.
 

وعلق الناطق  باسم الكرسي الرسولي الاب فيديريكو لومباردي على ما حصل: "انه وضع محزن جداً يؤكد صعوبة الاوضاع التي يعيشها المسيحيون في هذا البلد"، مذكراً بان وضع المسيحيين في المشرق بما فيه العراق كان محور السينودس الذي انعقد في الفاتيكان وانتهى الاسبوع الماضي. وقال: "الكنيسة بأسرها قريبة جداً (من هؤلاء المسيحيين) وتعرب لهم عن عميق تضامنها الروحي". واضاف: "نحن نتابع الوضع عن كثب ونأمل في حل سريع  ومن دون عنف او ضحايا".
 كما نددت روما وباريس بـ"شدة" بعملية احتجاز الرهائن في الكنيسة.
 

 على صعيد آخر، نفى الناطق باسم المحكمة الجنائية العراقية العليا القاضي محمد عبد الصاحب اعلان نائب رئيس مجلس الوزراء العراقي في النظام السابق طارق عزيز الذي صدر عليه حكم بالاعدام، اضرابا عن الطعام، مؤكدا انه في "صحة جيدة". واضاف انه "سيواصل (حضور) جلسات 
وكان نجل عزيز زياد المقيم في عمان مع عدد من افراد العائلة  قال الجمعة ان "والدي و25 سجينا آخر بدأوا أمس (الخميس) إضراباً عن الطعام" وان "الاضراب جاء احتجاجا على عدم تمكنهم من استغلال الزيارة الشهرية الوحيدة التي يحظون بها يوم الجمعة الاخير من كل شهر، فلم يتمكن اقاربهم ومعارفهم من زيارتهم".
 واصدرت المحكمة الجنائية العليا الثلثاء احكاما بالاعدام "شنقا حتى الموت" على عزيز ومسؤولين سابقين آخرين هما سعدون شاكر وعبد حمود بعد ادانتهم في قضية "تصفية الاحزاب الدينية".
 

في غضون ذلك، هبطت طائرة تابعة لشركة الطيران الفرنسية "ايغل ازور" في بغداد آتية من باريس  في رحلة جوية اولى لناقل اوروبي في اتجاه العاصمة العراقية منذ الحظر الدولي الذي فرض على العراق عام 1990.
 وهبطت الطائرة وهي من طراز "ايرباص اي 319 "   الساعة 06,00 (03,00  بتوقيت غرينيتش) بعد رحلة استمرت اكثر من خمس ساعات بقليل.
 وكانت الطائرة اقلعت ليل السبت - الاحد من مطار رواسي - شارل ديغول الساعة 23,45 (21,45  بتوقيت غرينيتش)، وعلى متنها 111 شخصا بينهم وزيرة الدولة الفرنسية للتجارة الخارجية آن ماري ايدراك. وقد رافقها في هذه الرحلة نحو40 رجل اعمال فرنسياً.
 وتزامن وصول الرحلة مع افتتاح معرض بغداد الدولي   اليوم بمشاركة  اكثر من 300 شركة عربية وعالمية بينها 37 شركة فرنسية.
 وقال المالكي لدى لقائه إيدراك في مكتبه بالمنطقة الخضراء في وسط بغداد: "نريد تفعيل العلاقات بين العراق وفرنسا بما يخدم مصلحة البلدين، ولدينا تصور عن هذه العلاقات، واننا نتجه نحو البناء والإعمار والإستثمار، لذلك نتطلع الى التعاون في المجالات الأخرى كالكهرباء والنفط وغيرهما".

 (رويترز، و ص ف، أ ب)