أول مواجهة بين حزب الله والتحقيق الدولي على أرض الضاحية

تاريخ الإضافة الجمعة 29 تشرين الأول 2010 - 6:07 ص    عدد الزيارات 3181    التعليقات 0    القسم محلية

        


مرجع أمني كبير يروي لـ <اللـــواء> حقيقة حادثة المطار واقتحام النسوة عيادة شرارة
أول مواجهة بين حزب الله والتحقيق الدولي على أرض الضاحية
بيلمار يدين العنف ويستمر في تحقيقاته··· ونصر الله يعلن اليوم وقف التعامل مع المحكمة
  الدكتورة إيمان شرارة تتحدث في عيادتها، بعد الإشكال بين المحققين ونسوة في عيادتها (تصوير: طلال سلمان

المواجهة المتوقعة بين المحكمة الخاصة بلبنان و<حزب الله> خرجت الى العلن على ارض الضاحية الجنوبية، وعلى نحو اتسم بالعنف، في رسالة كانت واضحة للمدعي العام لدى المحكمة دانيال بيلمار الذي رد عليها بموقف حاسم من ثلاث نقاط:

1- ادانة العنف الذي تعرض له ثلاثة من محققي لجنة التحقيق الدولية العاملين في مكتب بيلمار في بيروت.

2- التأكيد ان التحقيق سيستمر في اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري.

3- الجزم بأن الاعتداء الذي تعرض له المحققون في عيادة الطبيبة النسائية ايمان شرارة، لن يردع مكتب بيلمار من انجاز مهمته.

أما في رد الحزب، فبرز تركيز على النقاط الآتية بعد صمت دام بضع ساعات. اعقب الاعلان عن ان <وفداً من لجنة التحقيق الدولية دخل الى عيادة الدكتورة شرارة وبدأ بطرح الاسئلة عليها، مما اثار البلبلة وادى الى وقوع الاشكال، وما لبث ان تم اقفال العيادة وتدخلت القوى الامنية لمنع تطور الامور>:

1- قرار الحزب بأن يطل امينه العام السيد حسن نصر الله، عبر شاشة قناة <المنار> عند الثامنة والنصف من هذا المساء، ليتحدث شخصياً عن اداء وسلوك لجنة التحقيق في المحكمة الدولية.

2- صياغة مدروسة لرواية جرى تعميمها عبر <المنار> ومحطات <الجديد> و<او تي في> و، وصفت ما جرى بأنه <اشكال> في عيادة نسائية في منطقة طريق المطار في الضاحية الجنوبية.

وفي التعميم الخبري لما حدث ان شهود عيان قالوا ان وجود المحققين في العيادة النسائية اثار انزعاج النسوة اللواتي كن ينتظرن ادوارهن للمعالجة، فحصل الاشكال داخل العيادة بعد وصول حالة طارئة لم تتحرك الدكتورة لمعاينتها بسبب انشغالها مع المحققين، ومع الاصوات تجمعت نسوة من عيادات اخرى في المبنى واشتركن في الاشكال.

ونسب التعميم الخبري اياه الى الدكتورة شرارة ان المحققين أحدهما فرنسي والآخر أوسترالي ومعهما مترجمة وصلوا الى العيادة بناء على بلاغ خطي بهدف الحصول على ارشيف 17 امرأة وارقام هواتفهم وعناوينهم.

3- تركيز النشرة الليلة لمحطة <المنار> على اعتبار مجيء المحققين اعتداء موصوف (وهو للمناسبة التعبير الذي استخدمته الامانة العامة لقوى 14 آذار في وصف الحادثة بأنه اعتداء موصوف لحزب الله) عن سابقة تصور وتعميم <بالمعنى الاخلاقي والانساني>، سجلته لجنة التحقيق الدولية بانتهاك الحرمات وخصوصيات الناس.

ووصفت ما حدث بأنه <سابقة خطيرة لاستباحة البلد وسيادته، وهي <فضيحة بكل المقاييس> واعتبرت ما حصل بأنه كان <رداً تلقائياً وحازماً من النسوة أنفسهن>.

4- <حزب الله> والمعارضة معه دافعا ويدافعان عن طرد المحققين من الضاحية، باعتبار أن الرسالة تفيد أنه في بيئة المقاومة وحزب الله غير مرغوب لعناصر ومحققي المحكمة في لبنان.

وعلى وقع هذه المواجهة بين <حزب الله> والتحقيق الدولي، وبعيداً عن الاتصالات الجارية لترتيب مخارج لشهود الزور وتعزيز الاستقرار، صارت حادثة العيادة البند رقم واحد في دوائر الاهتمام والمشاورات، فرئيس المحكمة الخاصة بلبنان أنطونيو كاسيزي سيرفع تقريراً الى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والحكومة اللبنانية حول ما حصل، وفي ضوء التحقيقات الجارية، بعد أن فتح القضاء اللبناني تحقيقاً في الحادث، بالتزامن مع جمع لجنة التحقيق للمعلومات والمعطيات حول حادثة هي الأولى من نوعها منذ أن بدأت لجنة التحقيق عملها قبل العام 2007.

ومن غير المستبعد، استناداً الى مصدر دبلوماسي في الأمم المتحدة، أن يدعو بان كي مون مجلس الأمن للانعقاد للبحث في الحادثة، على الرغم من أن بيلمار نفسه أكد في بيانه أن لا تراجع عن التحقيقات الجارية، ولا بد من إنجاز المهمة.

ومن المتوقع أيضاً، أن تأخذ هذه الحادثة حيّزاً في سجالات الساحة الداخلية، وأن تعمّق الخلافات بين اللبنانيين، وتضيف نقطة ساخنة الى مجلس الوزراء الذي ما تزال قضية شهود الزور تؤخر موعد انعقاده، وفي وقت يطوف فيه الرئيس نبيه بري على مواقع المسؤولين الفرنسيين قبل لقاء الرئيس الفرنسي نيكولاي ساركوزي اليوم للدفاع عن مقولة أن المحكمة الدولية لم تعد تحظى بإجماع اللبنانيين.

وإذا كانت الرافعة العربية والعربية - الايرانية ما تزال تتحكم بمعادلة الاستقرار اللبناني من زاوية دعم وبقاء الرئيس سعد الحريري في رئاسة الحكومة، باعتبار أنه وحده المؤهل لمنع البلد من الانزلاق الى توترات القرار الاتهامي الذي كشفت حادثة طريق المطار عينة من مخاطره، في ضوء رسالة حزب الله القاضية بقطع التعامل مع المحكمة الدولية.

وتفيد المعلومات انه بعد المؤتمر الصحافي للسيد نصر الله اليوم، فإن المعارضة ستصعد خطواتها، سواء في مجلسي النواب والوزراء، مطالبة اسقاط المحكمة من زاوية انها تفتقد الى الدستورية والقانونية، فيما يصر بيلمار على متابعة عمله، وقبول تحدي حزب الله مهما كانت النتائج، على غرار ما يحصل بين المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية الرئيس السوداني عمر حسن البشير.

الروايات ماذا حدث فعلا على الأرض؟

من مراجعة سريعة لما حدث عند التاسعة من صباح امس، في مبنى العيادات الخاصة قرب مقهى <الفوتو ذي ورد> على طريق المطار، يتبين ان لا تطابق بين اي من الروايات، وإن كانت الرواية الرسمية التي حصلت عليها <اللواء> من مرجع امني كبير تفيد ان اللجنة الامنية في الحزب، كانت قد اخطرت مسبقا جريا على العادة، بأن فريقا من لجنة التحقيق الدولية سيأتي الى عيادة الدكتورة شرارة، في الضاحية لجلاء بعض النقاط.

ويقول المرجع الامني ان اللجنة الدولية كانت قد اتصلت بالدكتورة شرارة منذ يوم الجمعة الماضية وخيرتها بين ان تأتي الى مقرها لسؤالها عن بعض المعلومات التي تتعلق بزبائنها او ان تحضر اللجنة اليها، فاستمهلت بعض الوقت، ثم عادت وابلغت اللجنة انها تفضل ان <تستقبل> الفريق الذي سيأتي الى عندها في التاسعة من صباح الاربعاء (اي امس).

ويضيف بأن اللجنة انتدبت محققين مع مترجمة، وحضر الثلاثة الى عيادة الدكتورة شرارة، في الموعد المحدد، ولم يكن في العيادة أي مرضى، باعتبار أن الدكتورة شرارة طلبت من سكرتيرتها عدم اعطاء اي موعد لزبائن في الموعد المحدد.. إلا أن الدكتورة فوجئت بعد مضي بعض الوقت، باقتحام عدد من النسوة المحجبات مبنى العيادة اللواتي وجهن الى المحققين الدولييين عبارات لاذعة من طراز <انتم عملاء وإسرائيليون>، وان احداهن انتزعت من يد أحد المحققين ملفاً يحتوي على مستندات عائدة للجنة، الامر الذي استدعى تدخل دورية تابعة للمباحث الجنائية المركزية التي كانت برفقة المحققين، لكن النسوة الذين قدّر عددهن ما بين مائة ومائة وخمسين واصلوا اندفاعهم في اتجاه العيادة وتمكن ايضاً من انتزاع هواتف عناصر الدورية.

فانسحب المحققان مع المترجمة بعد تأمين طريقهم من قبل قوة من الجيش كانت ترابط بعيداً عن المبنى.

رواية بيلمار أما رواية بيلمار فهي تحدثت عن لقاء مرتب مسبقاً في عيادة الطبيبة في بيروت، وعن توجه المحققين والمترجمة في خطوة مشروعة ضمن اطار التحقيق الجاري.

ووصفت الرواية الزيارة والاجراءات المحيطة بانها كانت على درجة عالية من المهنية وخاضعة للضمانات القانونية، وحظيت بموافقة السلطات القضائية، وامنت الشرطة القضائية وعناصر الجيش الحماية، وحصلت الطبيبة على اذن نقابة الاطباء للإجتماع بالمحققين.

واضافت رواية بيلمار ان اللقاء جرى في جو يسوده الاحترام، وخلاله ظهرت مجموعة كبيرة من الاشخاص (لم يحدد بيلمار انهم نسوة) على نحو مفاجئ اعتدوا بعنف من المحققين والمترجمة وسرقت اغراض تعود لموظفي مكتب المدعي العام.

ونقل الجيش اللبناني الثلاثة الى مكتب المحكمة في بيروت حيث تلقوا الاسعافات الاولية.

وخلصت رواية المدعي العام الى ان مكتب المدعي العام يأخذ الحادثة على محمل كبير من الجد>.

رواية شرارة أما رواية الدكتورة شرارة، فلم تختلف كثيراً عن الرواية ا لرسمية ورواية بيلمار، لكنها أعطيت مزيداً من التفاصيل، إذ روت لوكالة <فرانس برس> ولصحافيين آخرين حضروا الى عيادتها، أنها كانت ألغت مواعيدها لهذا الصباح لاستقبال فريق المحققين الدوليين بناء على موعد مسبق، وقالت إن محققين يتكلمان باللغة الانكليزية برفقة مترجمة طلبا منها معلومات عن أرقام هواتف بين 14 و17 شخصاً قصدوا عيادتها منذ العام 2003، وانها ابلغهتما ان هذا الامر سيتطلب وقتا، فقال لها: <لا نريد ان نزعجك ويمكن للسكرتيرة ان تعطينا المعلومات>.

وتابعت: انها خرجت من المكتب للتحدث مع السكرتيرة، فوجدت حوالى 30 امرأة يصرخن ويعتدين على السكرتيرة بالدفع، حتى ان احداهن اخذت ملفات من احد الادراج وداست عليه.

واضافت ان الممرضة والسكرتيرة تعرضتا للضرب، وهناك من تعرض للمترجمة بشد شعرها.

وقالت ان المحققين هربا خلال الحادث، وان بعض النسوة قد يكن انتزعن بعض الاغراض منهما.

واشارت الى انها لم تنسق مع اي جهة سياسية، وقالت: استغرب كيف اتت النسوة اللواتي لا اعرفهن، مضيفة: <انا في وضع يشبه الانهيار العصبي.. لم اتخيل ان يحدث هذا الشيء في عيادة>.

 


 

المصدر: جريدة اللواء

ملف خاص..200 يوم على حرب غزة..

 الأربعاء 24 نيسان 2024 - 4:15 ص

200 يوم على حرب غزة.. الشرق الاوسط...مائتا يوم انقضت منذ اشتعال شرارة الحرب بين إسرائيل و«حماس» ع… تتمة »

عدد الزيارات: 154,199,420

عدد الزوار: 6,940,141

المتواجدون الآن: 97