مصادر الحريري: غير نادم على ما قام به حيال سورية وماض في إيجابيته

تاريخ الإضافة الأربعاء 27 تشرين الأول 2010 - 7:29 ص    عدد الزيارات 2717    التعليقات 0    القسم محلية

        


مصادر الحريري: غير نادم على ما قام به حيال سورية وماض في إيجابيته

قالت لـ «الشرق الأوسط»: لا استقالة ولا اعتكاف لأن البديل هو الفراغ القاتل.. والتكلفة على الحريري كبيرة للبقاء لكنها كارثية على البلد إذا استقال

سعد الحريري رئيس وزراء لبنان لدى ترؤسه مجلس الوزراء في بيروت أمس (تصوير: دالاتي ونهرا)

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

بيروت: ثائر عباس
مع كل موقف يصدر في بيروت عن سياسيين مقربين من سورية، أو تسريبة عبر وسائل إعلام لبنانية تهاجم الحريري وفريق عمله وتوجه «الملاحظات السورية» على أداء الحريري، كان يتعزز في لبنان الاعتقاد بأن ثمة رسائل سورية توجه إلى رئيس الحكومة الشاب الذي يتعرض للكثير من الضغوطات من فريقه السياسي تحت عنوان «الإفراط في الإيجابية حيال سورية من دون مقابل» ومن الفريق الخصم لأنه «لم يقدم التنازلات المطلوبة».

ووصلت الأمور إلى حد اقتناع البعض بضرورة قيامه بخطوة مماثلة لما اعتاد والده الراحل رفيق الحريري القيام به لجهة «قلب الطاولة بوجه الجميع» بالإعلان عن استقالة أو عن اعتكاف، لكن مصادر الحريري تنفي لـ«الشرق الأوسط» نيته «الاستقالة أو الاعتكاف».. مبررة ذلك بأن البديل هو «الفراغ القاتل».

وعلى الرغم من هذه الحملة العنيفة التي شنت ضد الحريري فإن الأخير ما يزال مقتنعا بما قام به حيال العلاقة مع سورية، ومع الرئيس بشار الأسد شخصيا، كما يؤكد النائب في كتلة الحريري عقاب صقر الذي يقول لـ«الشرق الأوسط» إن «العلاقة مع الرئيس الأسد تبقى فوق أي اعتبار آخر، وهي علاقة مفتوحة ولا يوجد أمامها أي عائق».

وفي المقابل تؤكد مصادر الرئيس الحريري أنه «ليس نادما على أي خطوة إيجابية قام بها تجاه سورية، لأنه قام بها عن قناعة وإيمان بالعلاقة المشتركة ومن منطلق رغبة في تصحيح العلاقات بين البلدين لأنه يرى فيها مصلحة لبنانية أولا، وسورية ثانية، ومصلحة عربية بامتياز». مشيرة إلى أنه «يرى أن ما بدأ به هو الصحيح وهو مستمر فيه ولن يتراجع عنه، وإذا ما توقف - كما هي الحال الآن - فلأخذ العبر. وهو لا يعتبر أن كلمة من هنا أو هناك أو تصريحا ما يعرقل هذه العلاقة». وأنه «قد يطرح أسئلة ويرسم علامات استفهام، لكنه لا يفرمل هذه العلاقة، بل يسير فيها قدما ومن دون التفاتة إلى الوراء». وتشدد المصادر على أن الحريري «ماض في عملية بناء ثقة لبنانية - سورية تخدم العالم العربي»، انطلاقا من «أننا بأمس الحاجة إلى هذا في لبنان والعالم العربي، والمهمة الملقاة على عاتقه في هذا المجال ليست لبنانية فقط، بل عربية أيضا». وتضيف: «الرئيس الحريري يتعاطى مع كل هذا الصخب الذي يحيط بهذه العلاقات ومع كل ما يصيبه من سهام سواء من الذين يتهمونه بأنه أفرط في الإيجابية تجاه سورية، أو البعض الذي يتجنى عليه بالقول بأنه لا بد من تقديم المزيد، بالمضي في إيجابيته»، وتؤكد أنه «بقدر ما تتجاوب الإدارة السورية مع هذا الموضوع، بقدر ما هو ماض في إيجابيته». نافية كل ما يشاع حول جداول ومطالب ودفاتر شروط سورية: «هي ترهات إعلامية لا أساس لها من الصحة، ومن الوجود إلا في أذهان من يخترعها». وقالت إنه «مقتنع بالعلاقة المتوازنة من دولة إلى دولة ومن مؤسسة إلى مؤسسة التي تعززها العلاقة الشخصية مع الرئيس الأسد. وهو يعتبر أن كل ما هو شخصي يشكل إضافة نوعية إلى العلاقة المؤسساتية، ويطمح للاستمرار بهذا النوع من العلاقة».

ونفت المصادر وجود أي نية لدى الرئيس الحريري للاستقالة أو الاعتكاف، معتبرة أنه «لا يستطيع أن يذهب باتجاه استقالة، لأنه يكون عندها يترك البلد باتجاه المجهول، كما أنها حالة هروب من مسؤولية كبيرة. خصوصا أن لبنان على حافة استحقاقات غير مسبوقة». وإذ تعترف بأن «أسهل أمر على الرئيس الحريري هو أن يعلن الاعتكاف أو الاستقالة»، تشدد على أن «البلاد ستدخل عندها في أزمة وفوضى». قائلة إن «البديل عن الرئيس الحريري هو الرئيس الحريري، لكن هناك بديل آخر هو (الفراغ)». والفراغ البديل عن الرئيس الحريري هو «الفراغ القاتل». فالفراغ هو أكبر تدمير منهجي لمؤسسات الدولة، «وقد جربناه في رئاسة الجمهورية، فإذا جربناه اليوم مع الحكومة نكون قد وضعنا البلد في المجهول».

كما تعترف المصادر بأن «التكلفة على الحريري كبيرة للبقاء، لكن التكلفة كارثية على البلد إذا استقال، فالثمن سيكون دخول لبنان في حالة من اللاتوازن ولا استقرار. وهو لا يستطيع أن يتخلى عن واجباته للتخلص من الضغوط، بل هو يتحمل هذه الضغوط». مشيرة إلى أن بقاء الحريري في الحكومة «هو في إطار مهمة تتعلق بوضع البلد، وإذا تعارض وجوده في الحكومة مع الاستقرار فسيكون أول من يعلن تخليه عنها».وتقول: «إذا أراد مجلس الوزراء حل نفسه - أو أراد مجلس النواب سحب الثقة، فهذا شأن مؤسساتي، لكنه يتحمل مسؤولياته إلى آخر لحظة، ونهجه ليس نهج النكايات، ولم يكن يوما نهج قوى (14 آذار) التي رفعت شعار العبور إلى الدولة».

ويجري النائب في كتلة الحريري عقاب صقر، مراجعة لمسار العلاقات بين الحريري وسورية منذ أن قرر الأول زيارة دمشق وفتح صفحة جديدة معها. يصف صقر زيارة الحريري الأولى بأنها «تاريخية» مبررا ذلك بأنها «كسرت أكبر حاجز جليدي بين البلدين عبر قيام سعد رفيق الحريري رئيس حكومة لبنان ورئيس تيار المستقبل ورأس قوى 14 آذار، بزيارة إلى الرئيس الأسد وصفت بأنها (الأكثر شجاعة) في تاريخ الزيارات بين البلدين. وكانت عملا استثنائيا».

ويقول النائب صقر إن الرئيس الحريري «بدأ العلاقة بروحية إيجابية، تم بحث العلاقات الثنائية بروحية إيجابية في اتجاه سورية ورغم ملاحظات كثيرة في لبنان حول المجلس الأعلى بشخص رئيسه، فما يزال هذا المجلس قائما ويمارس عمله بشكل طبيعي وهو يرعى الاتفاقات الثنائية». وتابع قائلا: في مشكلة الحدود قال السوريون بإمكانية بدء الترسيم من الشمال إلى الجنوب بعكس رغبة لبنانية كانت تريد البدء من الجنوب، ومع هذا فقد نزلنا عند الرغبة السورية، وراعينا الهواجس السورية في هذا المجال، لكن الترسيم لم يتم بعد. وأوقفنا كل الحملات الإعلامية ضد سورية، وقد جمع الرئيس الحريري فريقه وأبلغ الجميع بضرورة عدم توجيه أي انتقاد إليها لأننا نريد بناء علاقات ممتازة. وقد انسحب الأمر بتمنيات الرئيس الحريري وبجهوده على قوى «14 آذار» حتى إن قائد القوات اللبنانية سمير جعجع ورئيس حزب الكتائب أمين الجميل كانا يطلقان مواقف التأييد لزيارات الرئيس الحريري إلى سورية عندما تتم وبعد حصولها، حتى إننا تحفظنا على أحد بيانات قوى «14 آذار» ذكرت حلفاء سورية في لبنان. مشيرا أيضا إلى أن «الرئيس الحريري، ولفتح صفحة جديدة التقى بكل حلفاء سورية في لبنان، حتى الذين لم يكن هناك من حاجة للقاء معهم»، كما يشير إلى «قيام الحريري بلقاء القيادة السورية قبل وبعد ذهابه إلى مجلس الأمن لترؤس وفد لبنان إلى الأمم المتحدة حيث كان يرأس لبنان مجلس الأمن حتى لا يكون ثمة حساسية لدى سورية». ويتحدث عن «جهود استثنائية من قبل الرئيس الحريري لثني عدد كبير من اللبنانيين عن إقامة دعاوى أمام القضاء اللبناني ضد مسؤولين سوريين بعد الدعوى التي أقامها اللواء جميل السيد ومذكرات التوقيف السورية بحق مسؤولين لبنانيين وقضاة وأشخاص مقربين من الحريري بينهم من كان يهندس العلاقات بين الحريري والقيادة السورية». ولا ينسى صقر أن ينطلق في الكلام عن إيجابية الحريري من «التبرئة السياسية لسورية بعد الاتهام السياسي، ورد الاعتبار لسورية في حديثه إلى (الشرق الأوسط) يضاف إليه ذهاب الرئيس الحريري في الحوار نفسه مع التسمية السياسية (شهود الزور) التي استعملها وتبناها» كما يشير إلى «تناغم وتنسيق اعترفت به الصحف السورية حول عملية الإدارة الاستراتيجية للسياسة الخارجية في البلدين في كثير من القضايا، كقضية صواريخ السكود التي أدلى بشأنها بمواقف ذهبت أبعد من تلك التي أدلت بها القيادة السورية وحزب الله».

ويعتبر صقر أن «زيارة الرئيس الحريري إلى سورية ساهمت في توسيع التفاهم السوري العربي والسوري الدولي، وهذا ما كان يحرص عليه الرئيس الحريري في كلامه مع من يلتقيهم في لبنان وخارجه» مشددا على أن «هذا كله لم يكن تجاوبا لطلبات أو سواها، بل كان التزاما مبدئيا من الرئيس الحريري لإنعاش العلاقات اللبنانية السورية وإحياء هذه العلاقات».

في المقابل، يقول النائب صقر إن «المطالب اللبنانية الاستراتيجية الثلاثة لم تتحقق، فلا المفقودون في سورية عرف مصيرهم، ولا الحدود بدأ ترسيمها ولا السلاح الفلسطيني داخل وخارج المخيمات جرت معالجته».

وقال: «على الرغم من موافقة لبنان لم ينجز ملف ترسيم الحدود، حتى أسماء المطلوبين على الحدود لم ترفع، بل وتم توقيف بعضهم. كذلك استمرت الحملة الإعلامية الشرسة من قبل سياسيين موالين لسورية وإعلاميين مقربين منها على شخص الرئيس الحريري وتيار المستقبل وقوى 14 آذار، حتى الإعلام السوري شارك في هذه الحملة وصولا إلى قيادات سورية آخرها رئيس الوزراء ناجي العطري».

ويلاحظ صقر أن «هذا المشهد يدل بالأرقام وبالأدلة على التزام الرئيس الحريري الكامل ببناء العلاقات اللبنانية - السورية». ويقول إن الحريري «قدم ما عليه وعلى لبنان - وبزيادة - ولم يعكر العلاقات بحجة أن المطالب اللبنانية لم يتم الإيفاء بالجزء الأكبر منها، بل اعتبر أننا ما زلنا على الطريق. وفي كل مرة كان يمد يده كانت تأتيه من لبنان صفعة لقوى 14 آذار ومن خلفها للرئيس الحريري. والبعض في لبنان كان يوجه صفعة مباشرة للرئيس الحريري، حتى إنه عندما كان يذهب العماد ميشال عون للقاء الرئيس الأسد يأتي إلى لبنان ويشن حملة على فرع المعلومات وعلى الرئيس الحريري، وبعدما يذهب اللواء السيد للقاء الرئيس الأسد يعود لتهديد الرئيس الحريري شخصيا بأخذ الحق باليد».

وعلى الرغم من ذلك - يضيف صقر - كان جواب الرئيس الحريري دائما بأننا نريد بناء علاقات إيجابية مع سورية، مستنتجا: «من هذه الحسابات نستنتج وجود إخلال بموجبات العلاقة الممتازة بين البلدين»، مؤكدا أن «الرئيس الحريري ليس هو من مس أو أخل بهذه العلاقات. بل قام بأكثر من اللازم ولم يتلق 10 في المائة مما قدمه، لكنه كان يعتبر أن بناء الثقة مع الرئيس الأسد هو أمر من الأهمية بمكان، بما يجعله يتجاوز هذه الأمور، لكننا لا نصل إلى حد أن يقول أحدهم بأن الرئيس الحريري هو من أخل بموجبات العلاقة، أو بأن هناك دفتر شروط عليه أن يلتزمه». ويقول: «هو (الحريري) لا يلتزم بدفاتر شروط، لأن هذه الذهنية انتهت منذ زمن طويل، والقيادة السورية تقولها علنا إنها لا تريد العودة إليها، وفي الوقت نفسه، التزامه كان بأعلى درجات القوة والمتانة حيال هذه العلاقات وهو لا يقارن بما رد به على الرئيس الحريري من قبل حلفاء سورية الذين شنوا أعنف الحملات وصولا إلى نبش القبور والعودة إلى الرئيس رفيق الحريري في انتقاداتهم وهجماتهم بطريقة تخدش حتى الحس الإنساني، لكن يبدو أنهم يتصرفون على قاعدة رضي القتيل ولا يرضى القاتل».

ويوضح صقر أنه «على الرغم من مذكرات التوقيف وغيرها، فإن الرئيس الحريري بقي مقتنعا بالعلاقات اللبنانية السورية، لكن الرئيس الحريري لن يقبل أن تعود العلاقة اللبنانية - السورية إلى ما قبل عام 2005، وأن تقوم العلاقة على إملاءات لا من لبنان ولا من سورية، ولا يقبل أن تكون على قاعدة طلبات شخصية أو سلطوية أو استقواء على أي طرف لبناني. وهو لم يطلب من سورية أي طلب شخصي ولن يفعل».

 


المصدر: جريدة الشرق الأوسط اللندنية

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,096,666

عدد الزوار: 6,752,497

المتواجدون الآن: 102