باراك يشكو نتنياهو إلى قادة يهود العالم: نحتاج ديغول إسرائيليا شجاعا وليس تشرشل متغطرسا

تاريخ الإضافة السبت 23 تشرين الأول 2010 - 7:28 ص    عدد الزيارات 4048    التعليقات 0    القسم دولية

        


باراك يشكو نتنياهو إلى قادة يهود العالم: نحتاج ديغول إسرائيليا شجاعا وليس تشرشل متغطرسا

وزير إسرائيلي وقائد سابق في المخابرات يحذران من اغتيال رئيس الوزراء

تل أبيب: نظير مجلي
لأول مرة منذ تحالفهما قبل نحو سنتين، وجه وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، انتقادات لاذعة إلى رئيس وزرائه، بنيامين نتنياهو، على مماطلته في دفع عملية التفاوض المباشر مع الفلسطينيين. وقال باراك خلال لقائه أمس مع مجموعة من قادة يهود العالم، إن الشرط الذي يضعه نتنياهو على الفلسطينيين والمتمثل في اعترافهم بإسرائيل كدولة يهودية، هو شرط غير ضروري، على الأقل في الوقت الحاضر.

وفي الوقت نفسه، نشرت تقديرات في تل أبيب، أمس، تشير إلى أن وتيرة البناء في المستوطنات تضاعفت أربع مرات مقارنة بفترة ما قبل سنتين، مما يؤكد أن نتنياهو يخدع العالم عندما يقول إنه يبني بوتيرة ضعيفة.

وكان قادة يهود العالم، قد بدأوا اجتماعاتهم في إسرائيل، بهدف تقديم جملة من النصائح للحكومة فيما يتعلق بعملية السلام والمفاوضات بشأنها. وبدأت خيوط اقتراحاتهم للتسوية تتضح، من خلال ما نشر أمس في وسائل الإعلام الإلكترونية، وهي توافق إسرائيل على قيام دولة فلسطينية تقوم على أساس حدود 1967 مع بعض التعديلات الطفيفة النابعة من ضم الكتل الاستيطانية إلى تخوم إسرائيل، من جهة، وتعويض الفلسطينيين بضم أراض إلى دولتهم من إسرائيل في حدودها ما قبل عام 1967، والقبول بالقدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية، مع وضع الأماكن المقدسة تحت إدارة دولية مقبولة لدى الطرفين، وحل قضية اللاجئين بالاعتراف بمشكلتهم، وتوطينهم في عدد من دول الشرق الأوسط، بما فيها إسرائيل، ودول أوروبا والولايات المتحدة.

ومع أن طروحاتهم هذه لا تقبل في الحكومة الحالية في إسرائيل، فإن نتنياهو لم يستطع التهرب من اللقاء بهم. وقال إنهم يشكلون مجموعة محترمة لها وزنها العالمي ولا يجوز الدخول في صدام معها.

وقد وجد فيهم باراك «حائط مبكى»، فراح يشكو من أن نتنياهو يتردد طويلا في التقدم في عملية السلام، وانتهاز الفرصة الناشئة للتوصل إلى اتفاق سلام مع الفلسطينيين. وقال إن الظروف الحالية تحتاج قائدا شجاعا يتخذ قرارات مصيرية جريئة ذات بعد تاريخي. وأضاف أن نتنياهو يحاول تقليد الزعيم البريطاني، ونستون تشرتشل، المعروف بالاستناد إلى القوة وحتى الغطرسة، بينما مصالح الشعب اليهودي تحتاج اليوم إلى قائد مبدع وواع ومسؤول مثل الزعيم الفرنسي، شارل ديغول، الذي اتخذ القرار الجريء بالانسحاب من الجزائر وتركها لأهلها. وفاجأ باراك بهذه التصريحات، حتى رفاقه في حزب العمل، الذين يتهمونه بالولاء لنتنياهو، والتخلي عن مبادئ الحزب.

وبسبب مواقف باراك هذه تتسع حلقة التمرد عليه، وهناك ثلاثة وزراء أعلنوا انهم سيعملون على تقديم موعد المؤتمر العام للحزب، والتنافس على رئاسة الحزب في مواجهة باراك. وقال بعضهم إن هذه التصريحات مصطنعة وليست حقيقية، وأن باراك يحاول من خلالها استرضاء أعضاء حزبه، وليس تصحيح مسار نتنياهو. إلى ذلك حذر الوزير ميخائيل ايتان، والقائد السابق لقسم العمليات في المخابرات الإسرائيلية، حجاي طال، من تكرار عملية اغتيال رئيس الحكومة في إسرائيل، وقالا بشكل واضح إنه لا يوجد لرئيس الوزراء الحالي، بنيامين نتنياهو، أي ضمان لأن لا يتعرض للاغتيال في حال التقدم في مسيرة السلام وإقامة دولة فلسطينية.

وجاءت هذه التصريحات بمناسبة مرور 15 عاما على اغتيال رئيس الوزراء الأسبق، إسحق رابين، على يد متطرف يهودي أراد معاقبته على توقيعه اتفاقيات أوسلو، ونيته التوصل إلى سلام يفضي إلى قيام دولة فلسطينية. وقال طال، الذي شغل منصب رئيس قسم حماية الشخصيات في زمن رابين، إنه على الرغم من اختلاف الظروف اليوم عن ظروف تلك المرحلة، وعلى الرغم من التغيرات الكبيرة في عمل المخابرات الإسرائيلية وبينها مضاعفة عدد حراس رئيس الحكومة 10 مرات، فإن خطر اغتيال رئيس حكومة في إسرائيل ما زال قائما.

المعروف أن رابين اغتيل في الرابع من نوفمبر (تشرين الثاني) 1995، وهو ينزل الأدراج في الميدان الرئيسي في تل أبيب، بعد أن أنهى كلمته في مهرجان سلام ضخم حضره نحو مائة ألف شخص. وتبين من التحقيقات فيما بعد أن اغتيال رابين نفذ بطريقة سهلة جدا، بل إنها من أسهل عمليات الاغتيال في التاريخ الحديث. فقد تقدم رجل اليمين، يغئال عمير، نحو طريق مغادرة رئيس الحكومة وغيره من الوزراء، ووقف طيلة 45 دقيقة ينتظر خروجه وهو يضع مسدسا على خاصرته، ولم يشتبه به أحد من رجال الشرطة أو المخابرات، مع أن شكله وتصرفاته أثارت شبهات أحد المواطنين في المكان. فتوجه إلى شرطي وأخبره بأنه يشتبه في هذا الرجل. ولكن الشرطي لم يكترث ولم يتعامل مع الموضوع بجدية، وتوجه إلى شخص آخر وطلب منه أن يبتعد عن المكان. فعاد المواطن نفسه وتوجه إلى الشرطي من جديد وقال له إنه توجه إلى شخص آخر وإن الرجل الذي يشتبه به، أي يغئال عمير، ما زال واقفا في مكانه، وهو يشتبه به جدا. فتوجه إليه عندئذ وطلب منه الابتعاد. لم يسأله أي سؤال ولم يفتشه. فابتعد عمير بعض الشيء ثم عاد إلى مكانه من دون أن يتدخل أحد. وعندما وصل رابين أطلق عليه ثلاث رصاصات وأرداه قتيلا. وعندها ألقوا القبض عليه.


المصدر: جريدة الشرق الأوسط اللندنية

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,613,001

عدد الزوار: 6,904,027

المتواجدون الآن: 84