المحكمة: القرار الاتهامي يعتمد على أدلة مباشرة كافية

تاريخ الإضافة السبت 23 تشرين الأول 2010 - 6:41 ص    عدد الزيارات 3177    التعليقات 0    القسم محلية

        


"حزب الله" مستعد "لما يمنع الكأس المرّة"
وواشنطن تؤكّد أن العدالة لا تتعارض مع الاستقرار
المحكمة: القرار الاتهامي يعتمد على أدلة مباشرة كافية
الحريري في قبرص للترسيم البحري وتركيا تبدأ التنقيب

لا يزال عنوان المحكمة ذات الطابع الدولي الخاصة بلبنان يحتل مكاناً بارزاً في التحرك الدولي، مع حديث دوائر المحكمة في لاهاي عن الارضية الصلبة التي ينطلق منها عملها. وفي المقابل، تراجع التأزم الداخلي في ملف ما يسمى "شهود الزور" الذي تعتبره قوى 8 آذار نافذة رئيسية الى ملف المحكمة وهو ما تتطلع اليه في الجلسة المقررة لمجلس الوزراء المخصصة للملف الاول. واتجهت الانظار الى تحرك داخلي بارز تردد انه سيكون لقاء يجمع رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري والامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله لإحداث اختراق في العلاقات بين الجانبين. وعلمت "النهار" ان فكرة هذا اللقاء لم تطرح قط خلال الاجتماع الاخير لرئيس الحكومة والمعاون السياسي للسيد نصرالله حسن خليل.
الحريري
وفي فسحة تمثل استراحة سياسية، اجرى الرئيس الحريري امس محادثات مع الرئيس القبرصي ديمتريس كريستوفياس في نيقوسيا، بينما يتوجه رئيس الجمهورية ميشال سليمان اليوم الى مونترو بسويسرا ليرئس الوفد اللبناني الى القمة الفرنكوفونية التي تبدأ اعمالها غداً وتستمر يومين ويلتقي خلالها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي.
وتميزت محادثات الرئيس الحريري في قبرص، الى جوانب المواضيع السياسية في المنطقة، بالجانب الاقتصادي، وصرح في هذا المجال: "(...) نحن نتطلع قدما الى الحفاظ على العلاقات الاقتصادية وتطويرها وخصوصاً في مجال التنقيب عن النفط والغاز في البحر. كما اننا متشوقون للمشاركة بنشاط في الاتحاد من أجل المتوسط ونتطلع الى دعم قبرص لمبادرات لبنان في هذا المجال".
ونقلت عنه وكالة "رويترز" ان لبنان يعتزم قريبا ترسيم حدوده البحرية مع قبرص وسوريا وسيمضي قدما في منح تراخيص للتنقيب عن النفط والغاز الطبيعي. ويقول لبنان انه يأمل في اطلاق جولة منح تراخيص للتنقيب عن الغاز الطبيعي في مناطق بحرية مطلع 2012.
وقال الحريري للصحافيين في قبرص: "نضع اللمسات النهائية على المناطق الاقتصادية مع سوريا ونأمل ان نحيل الامر برمته على البرلمان قريباً للمصادقة عليه... في مرحلة ما حصل بعض الخلافات في شأن الاتفاق مع قبرص، وكانت لدينا خلافات مع سوريا. الآن لدينا علاقة افضل كثيرا مع سوريا ونتفاوض في شأن المنطقة الاقتصادية".
تركيا
واعلنت تركيا في وقت سابق امس عزمها على بدء العمل في التنقيب عن النفط حول قبرص، لكنها لم تحدد مكانا لذلك.
وحددت حكومة الشطر الجنوبي من جزيرة قبرص المعترف به دولياً 13 منطقة بحرية تعرض بيع حقوق التنقيب فيها.
وتمتلك شركة "نوبل" الاميركية حقوق التنقيب في احدى المناطق القبرصية، بينما تخطط قبرص لتنظيم جولة تراخيص ثانية قريبا. ويقول مسؤولو الطاقة انهم يريدون اتمام المحادثات مع الدول المجاورة قبل مباشرة تنظيم جولة جديدة.

 

"حزب الله"

سياسيا، أبدى نائب الامين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم "الاستعداد لكل ما من شأنه ان يمنع الكأس المرّة عن بلدنا"، كما نقلت عنه قناة "المنار" التلفزيونية التي اضافت "ان الحرص عينه لا يلغي ضرورة المضي في ملف شهود الزور ولو اصابه بعض الامهال لا الاهمال".
وأكد الشيخ قاسم، الذي استقبل رئيس "تيار التوحيد اللبناني" الوزير السابق وئام وهاب، "ان استقرار البلد اساس، ونحن كحزب الله ومعارضة حريصون على تعزيز مسار الوحدة الوطنية من دون المس بالثوابت وعلى رأسها مواجهة الخطر الاسرائيلي ودعم قوة لبنان ومقاومته وشعبه". واضاف: "فتح ملف شهود الزور اولوية تحصن الداخل اللبناني من العبث الدولي من الافتراءات والاتهامات الجائرة ولا تنفع المناورات في الاستقواء بالخارج، فالحل يبدأ من لبنان ومن تعاون الأطراف المعنيين".

 

المحكمة

ومن لاهاي، نقل نبيل بومنصف عن رئيس فريق المحاكمة في مكتب المدعي العام للمحكمة الخاصة بلبنان وايكهارد ويتهوف ان المدعي العام دانيال بلمار سيصدر قراره الاتهامي "حين يشعر بأن لديه الأدلة الكافية". وقال رداً على سؤال في إطار ندوة نظمتها المحكمة ومؤسسة الاعلام الخارجي في هولندا "ان هذه الأدلة يجب أن تقدم الى قاضي الاجراءات التمهيدية (دانيال فرانسين)، وهي يجب أن تحترم المعايير الدولية للأدلة. والقرار الاتهامي (...) سيكون اكثر تفصيلاً من قرار اتهامي لبناني عادي".
وعن موعد صدور القرار، قال: "لا يمكنني التعليق على سؤال كهذا. لكنه استدرك قائلاً: "سيحين الوقت". وأكد انه اتخذت تدابير لتفادي أي تسريبات بعدما لاحظ ان أثرها سيئ و"نحن نأسف لها سواء أكانت صحيحة أم خاطئة لأنها تؤثر سلباً وتؤدي الى افتراضات، وهذا لا يساعد التحقيق".
وفي شأن الالتباس الذي أثاره قول المدعي العام انه يعتمد على أدلة ظرفية في القرار الاتهامي أكد مسؤولو مكتب بلمار مجدداً ان الادعاء يعتمد على ادلة ظرفية، لكن هذه الأدلة لا تستبدل الأدلة المباشرة و"ستكون هناك أدلة كافية كي لا يعتمد الادعاء فقط على أدلة ظرفية".

 

الخارجية الأميركية

وفي باريس، أفاد سمير تويني ان مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الأدنى جيفري فيلتمان يجري محادثات مع مسؤولين في وزارة الخارجية الفرنسية وقصر الاليزيه تتناول الوضع في الشرق الأوسط وخصوصاً في لبنان، بعد التطورات الأخيرة التي شهدها منذ زيارة الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد.
وأعلنت مديرة مكتب الشرق الأدنى في الخارجية الاميركية نيكول شامبين التي تقوم بزيارة للعاصمة الفرنسية خلال لقاء مع بعض الصحافيين ان واشنطن تعمل مع فرنسا ودول أخرى من أجل "الحد من التوتر في لبنان على خلفية المحكمة الخاصة بلبنان". وأبدت قلقها من هذا التوتر.
وشددت على معارضتها للفكرة القائلة بأن على "لبنان الاختيار بين العدالة والاستقرار"، ورأت "انه مفهوم خاطئ واقتراح سيئ. فالعدالة لا تتناقض مع استقرار لبنان. والمحكمة الخاصة أنشئت بقرار دولي ويجب ترك المحكمة تعمل بكل استقلالية وحرية ومن دون أي تدخل. نحن لا نتدخل في عملها وقد انشئت لوضع حد للافلات من العقاب في لبنان، والعدالة هي احد عناصر الديموقراطية والسيادة والاستقلال".
ولفتت الى "اختلافات في وجهات النظر بين سوريا وايران" في العراق. لكنهما في لبنان "متفقان وهما تدعمان حزب الله".
وأشارت الى ان الادارة الاميركية تحاول اقناع الكونغرس بعدم التخلي عن دعم الجيش اللبناني اثر احتجاج بعض النواب على تزويده سلاحاً يستخدمه ضد اسرائيل. وخلصت الى القول: "الادارة الاميركية اتخذت قراراً بمساعدة الجيش اللبناني. انها مسألة مبدئية (...) والولايات المتحدة تراهن على دور للجيش اللبناني لتفادي العنف واحتوائه. والموضوع يتناول أمن لبنان والمنطقة". وذكّرت بدوره عام 2007 في مواجهة "فتح الاسلام" في مخيم نهر البارد.

 

فيلتمان يجري محادثات مع المسؤولين الفرنسيين
واشنطن تعمل مع باريس للجم التوتر في لبنان:
العدالة مستمرة في عملها ولا تتعارض مع الاستقرار

يجري مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى جيفري فيلتمان محادثات مع المسؤولين الفرنسيين تتناول الوضع في الشرق الأوسط، وخصوصا في لبنان بعد التطورات الأخيرة التي شهدها منذ زاره الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد.
وقالت أمس مديرة مكتب الشرق الادنى في الخارجية الأميركية نيكول شامبين الموجودة في العاصمة الفرنسية تعليقا على زيارة فيلتمان: "هناك تعاون وثيق بين باريس وواشنطن والزيارة تندرج في إطار التشاور الدائم مع الفرنسيين. وهي تأتي بعد جولة شملت السعودية ولبنان والمغرب وتركزت على الملف الفلسطيني والجهود الرامية الى استئناف المفاوضات الفلسطينية  - الإسرائيلية، والوضع المقلق جدا في لبنان".
وأعلنت شامبين ان بلادها تعمل مع فرنسا ودول اخرى من اجل "الحد من التوتر في لبنان على خلفية المحكمة الخاصة بلبنان المكلفة النظر في قضية اغتيال رئيس مجلس الوزراء السابق رفيق الحريري"، وأعربت عن قلقها حيال "الوضع المتوتر في لبنان"، وقالت: "نحن نعمل بنشاط مع الشركاء للتخفيف من هذا التوتر، ولا سيما مع فرنسا التي تشاطرنا القلق والرؤية في شأن التوصل الى سلام شامل في الشرق الأوسط".
وشددت على معارضتها للفكرة القائلة ان على "لبنان الاختيار بين العدالة والاستقرار"، ورأت "انه مفهوم خاطئ واقتراح سيئ. فالعدالة لا تتناقض مع استقرار لبنان، والمحكمة الخاصة أنشئت بقرار دولي ويجب تركها تعمل بكل استقلالية وحرية ومن دون أي تدخل. نحن لا نتدخل في عملها وقد أنشئت لوضع حد للإفلات من العقاب في لبنان، والعدالة هي احد عناصر الديموقراطية والسيادة والاستقلال".
وشددت على ان "المحكمة تتخذ مسارا مهنيا ويجب ان يتاح لها مواصلة عملها في شكل مستقل و بعيداً عن أي تدخل، وهذه المقاربة تشارك فيها دول عدة، اما الذين يتهمون المحكمة، فعليهم ان يفهموا ان العدالة مستمرة في عملها، ويجب الحفاظ على الاستقرار".
وفي شأن ما يمكن ان تجنيه سوريا من وراء المحافظة على هذا الاستقرار، قالت: "عدم الاستقرار في لبنان لا يخدم المصالح السورية، وقد أعربنا بوضوح للجانب السوري عن مخاوفنا. الرسالة التي نقلها السفير فيلتمان من الرئيس الأميركي باراك اوباما الى نظيره اللبناني ميشال سليمان تركزت على التزام واشنطن سيادة لبنان واستقلاله واحترام عمل المحكمة الخاصة بلبنان".
 

مساعدة الجيش

واذ جددت تأييد واشنطن للجيش اللبناني، وقالت ان "الإدارة الأميركية اتخذت قرارا بمساعدة الجيش، وهي مسألة مبدئية، ونعتقد انه أمر مهم جدا ونقوم بمناقشته مع الكونغرس لتفعيل هذه المساعدات التي هي أساسية لسياستنا في منطقة الشرق الأوسط، وسنتوصل الى تفاهم مع الكونغرس لاننا نسعى الى ضمان مصالح الولايات المتحدة التي تراهن على دور للجيش اللبناني، لتفادي العنف واحتوائه، فالموضوع يتناول امن لبنان والمنطقة، ولا يمكن ان ننسى دوره عام 2007 في مواجهة "فتح الاسلام" في مخيم نهر البارد".
وهل تعتقد أن ثمة اتفاقات ضمنية بين سوريا وإيران حيال المنطقة، وتوزيع أدوار بينهما في العراق ولبنان، فقالت: "هناك اختلافات في وجهات النظر بين سوريا وايران حول بعض المشاكل في المنطقة".
وأضافت ان "ايران وسوريا تدعمان "حزب الله"، وللبلدين مصالح مشتركة في لبنان، فبالنسبة إلينا سوريا منخرطة في لبنان سياسيا ولديها سياسة محددة وهي معنية بالوضع الداخلي ولديها مصالح كثيرة". ورأت ان "لكل من الطرفين مصالحه الخاصة وهو يتابعها. اما المصلحة المشتركة لهما في لبنان فهي دعم "حزب الله".
وتناولت العلاقات السورية  - الأميركية وعدم عودة سفير أميركا الى دمشق، فرأت ان "الكونغرس يعتبر ان لا حاجة الى سفير أميركي في دمشق. اما الإدارة فترى انه من مصلحتها تعيين سفير على رغم اعتقادنا بضرورة توضيح بعض النقاط، والهدف الذي تتابعه الإدارة هو الانخراط مع السوريين لنتمكن من إجراء نقاش معهم ولننقل الاهتمامات والمخاوف الأميركية الى المسؤولين السوريين. ويمكن في هذا السياق ان تؤدي دمشق دورا بناء، لانها تعلن انها تطمح الى عراق مستقر، وتريد سلاما شاملا".
وقالت شابين: "بالنسبة الى لبنان لدينا مخاوف جدية"، واضافت: "لبنان وسوريا بلدان جاران ولذا يجب ان يكون بينهما تواصل وحوار بناء كما هي الحال بين جارين ونحن ننظر بايجابية الى التبادل الديبلوماسي بين البلدين، ووعد الرئيس السوري بشار الأسد منذ عام بترسيم الحدود، لكن عندما ننظر الى موضوع "حزب الله" وسلاحه، لا نفهم ما يحصل بين البلدين لانه يجب احترام سيادة لبنان واستقلاله وان تكون حصرية السلاح الثقيل للجيش اللبناني وحده".
وفيما أكدت دعم بلادها "للمؤسسات اللبنانية ولسيادة لبنان واستقلاله"، اعتبرت انه "من غير المقبول وجود كمية مماثلة من السلاح غير الشرعي الذي ينقل عبر الحدود اللبنانية السورية، فهذا الامر مخالف للقرار الدولي 1701".
وختمت: "حصل تقدم في العلاقات بين البلدين، وهناك عودة للحوار الديبلوماسي الايجابي بينهما، الا ان طريقة توجيه مذكرات التوقيف السورية الى مقربين من رئيس الوزراء سعد الحريري لا تحسن العلاقات بين البلدين وهي غير مناسبة، وكان يجب ان تحصل بالطرق الديبلوماسية وبالحوار بين البلدين قبل صدور المذكرات".
 

باريس - من سمير تويني     


 


المصدر: جريدة النهار

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,663,123

عدد الزوار: 6,907,421

المتواجدون الآن: 102