جنتي يحذر نجاد: سياسة الحكومة الاقتصادية ستشعل الغضب الشعبي خلال أسابيع

تاريخ الإضافة السبت 16 تشرين الأول 2010 - 8:37 ص    عدد الزيارات 3103    التعليقات 0    القسم دولية

        


جنتي يحذر نجاد: سياسة الحكومة الاقتصادية ستشعل الغضب الشعبي خلال أسابيع

قال: إن ارتفاع أسعار السلع الأساسية إلى 4 أضعاف يثير استياء الأمة * طهران: صحافيان ألمانيان معتقلان اعترفا بخرق القانون

عناصر من القوات الجوية الايرانية يهتفون ضد الولايات المتحدة واسرائيل خلال صلاة الجمعة في طهران أمس (رويترز) وأحمد جنتي خلال القائه خطبة الجمعة أمس (رويترز)

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

طهران - لندن: «الشرق الأوسط»
حذر رجل دين إيراني محافظ بارز حكومة الرئيس محمود أحمدي نجاد أمس من أن خطتها لخفض الدعم الحكومي الضخم على السلع الأساسية، مثل الطعام والوقود، في الأسابيع المقبلة تثير مخاطر إشعال الغضب الشعبي.

وتمثل هذه الخطوة أحدث دليل على الانقسامات داخل النخبة السياسة المتشددة التي تسيطر على الجمهورية الإيرانية، كما تعكس القلق المتنامي إزاء المصاعب الاقتصادية المقبلة. وزادت قيمة بعض فواتير الكهرباء بمقدار عشرة أضعاف في الشهر الماضي. وجاء التعبير عن الاستياء بين المؤيدين التقليديين للحكومة بسبب تعاملها مع الاقتصاد، حتى من بعض كبار رجال الدين في الجمهورية الإسلامية.

وقال آية الله أحمد جنتي في خطبة الجمعة: إن الناس لديهم أسباب للقلق بشأن الاقتصاد. وأضاف للمصلين: «يجب على الحكومة ألا تفعل أي شيء يثير استياء الأمة. هذه هي الأسباب.. ستتم زيادة الأسعار. لقد قيل لي مرارا إن أسعار الماء والكهرباء مرتفعة أكثر مما يلزم. يقال إنها ارتفعت بمقدار مثلين وأربعة أمثال. لقد دعوت الوزير وكتب رسالة.. ولم أتلق بعدُ ردا واضحا. وأقترح ألا يحدث ذلك. ولكن إذا كان هذا هو الشيء الصحيح الذي ينبغي عمله ينبغي تفسير ذلك للأمة ويجب أن يقتنعوا بأن هذا هو الشيء الصحيح».

وجنتي حليف قوي للرئيس، لكنه يواصل انتقاد الرئيس نجاد في الفترة الأخيرة. كان جنتي قد دعا الإيرانيين، الأسبوع الماضي، إلى الاستعداد لربط الأحزمة على البطون. وقال: «سنواجه فترة من شبه التقشف». وأضاف: «ينبغي أن تكون الحكومة حريصة على تخفيف التوترات والآثار السلبية على الفقراء».

ويمثل خفض الدعم، الذي يكلف إيران ما يقرب من 100 مليار دولار أميركي سنويا، استراتيجية محفوفة بالمخاطر بالنسبة للحكومة وربما يؤدي لإحياء الاحتجاجات المناهضة للحكومة، التي هزت البلاد لشهور بعد انتخابات العام الماضي الرئاسية المتنازع عليها. وسيحصل الإيرانيون الفقراء على مدفوعات مباشرة لمساعدتهم في تحمل ارتفاع الأسعار.

وقال أحمدي نجاد: إن هذه السياسة ستقلل الفقر ولن تزيده، مؤكدا أن «معيشة الناس ستتحسن من البداية».

ومن المقرر أن يبدأ الإلغاء التدريجي للدعم، الذي أرجئ بالفعل 6 أشهر، بسبب خلافات بين أحمدي نجاد والبرلمان، لكن الحكومة لم توضح بالتحديد متى وأين سيجري خفض الدعم. وقال مسؤول رفيع: إن دعم البنزين سيظل ساريا لمدة شهر آخر على الأقل، وهو تأجيل قال محللون إنه قد يعني أن الحكومة أصبحت محجمة.

وتصاعدت الانتقادات من قبل جهات محافظة مؤخرا، وكانت السلطات قد اعتقلت الأربعاء نجل مرجع ديني محافظ بارز ينتهج سياسة معاكسة لسياسة والده، وضاعف مؤخرا انتقاداته للرئيس محمود أحمدي نجاد، كما أفاد موقع «راهسبز» الإلكتروني المعارض. واعتقل مهدي خزعلي بتهمة «النيل من الأمن الوطني وزعزعة النظام العام»، وأودع سجن أيوين في طهران بحسب الموقع. ومهدي خزعلي طبيب ولديه مدونة إلكترونية ينتقد فيها، بشكل متواصل، سياسة الرئيس، وقد أصبحت مدونته إحدى أكثر المدونات شعبية في إيران. أما والده آية الله المحافظ أبو القاسم خزعلي، وهو عضو في مجلس الخبراء، الذي يتمتع بصلاحية تعيين المرشد الأعلى ومراقبة أعماله وأيضا إمكانية إقالته، فندد بكتابات ابنه.

كان مهدي خزعلي قد اعتقل للمرة الأولى عام 2009 خلال الحركة الاحتجاجية التي تلت انتخاب الرئيس محمود أحمدي نجاد لولاية ثانية، ثم أفرج عنه بكفالة. وكانت السلطات قد منعته من الترشح إلى الانتخابات التشريعية عام 2008. ومنذ الانتخابات الرئاسية الأخيرة اعتقلت السلطات الإيرانية الكثير من قادة المعارضة الإصلاحية والمنشقين والصحافيين وأصحاب المدونات الإلكترونية وقد صدرت بحق بعضهم أحكام قاسية.

إلى ذلك، أفادت وسائل إعلام حكومية أمس بأن المدعي العام الإيراني غلام حسين محسني أجئي قال إن صحافيين ألمانيين اعتقلا في إيران عندما حاولا إجراء مقابلة مع نجل امرأة حُكم عليها بالرجم حتى الموت، اعترفا بأنهما خرقا القانون. وقالت ألمانيا إنها تسعى في سبيل الإفراج عن الصحافيين اللذين اعتقلا يوم الاثنين بعدما التقيا نجل سكينة محمدي أشتياني التي حكم عليها بالرجم حتى الموت بتهمة الزنا، لكن الحكم لم ينفذ الشهر الماضي بعدما أثار غضبا عالميا. وتواجه أشتياني أيضا اتهاما بالتورط في قتل زوجها، ما قد يؤدي إلى الحكم عليها بالإعدام شنقا في حالة الإدانة. ونفى الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد صدور حكم على أشتياني بالرجم حتى الموت، وقال: إن وسائل إعلام غربية هولت من الأمر لتشويه سمعة إيران. ويهدد اعتقال الألمانيين في إيران بتفاقم العلاقات بين الجانبين، بينما يحاول الاتحاد الأوروبي إعادة إيران إلى محادثات بشأن برنامجها النووي الذي يخشى الغرب من أن يكون هدفه صنع قنبلة ذرية. وتقول إيران إن الألمانيين دخلا الجمهورية الإسلامية عن طريق تأشيرتي سفر سياحيتين؛ لذا لا يحق لهما ممارسة العمل الصحافي. ويحتاج المراسلون المعتمدون، الذين يعملون في وسائل الإعلام الأجنبية، إلى الحصول على تصريح رسمي للسفر خارج العاصمة طهران. وتقول وسائل إعلام ألمانية إن المعتقلين كانا يعملان لدى صحيفة «بيلد إم زونتاج» واسعة الانتشار، لكن ناشر الصحيفة إكسل شبرينغر رفض التعليق على الأمر.

ونقل موقع قناة «برس تي في» الحكومية على شبكة الإنترنت عن أجئي قوله: «اعترف الألمانيان بفعلتهما وبأنه لم يكن من الصواب أن يزعما أنهما صحافيان».

وقال للصحافيين في مدينة تبريز بشمال غربي إيران، حيث أجرى الصحافيان الألمانيان المقابلة: «إنهما ينفذان أجندة معينة». ولم تعلن إيران الاتهامات التي قد يواجهها الألمانيان. وقالت الخارجية الإيرانية إن ثمة صلات تربطهما «بشبكات معادية للثورة في الخارج» وإن «مجموعة معادية للثورة» في ألمانيا ساعدتهما في الاتصال بنجل أشتياني.

وأفاد تقرير «برس تي في» بأن الألمانيين «اتصلا بأسرة أشتياني وانتحلا صفة صحافيين».


المصدر: جريدة الشرق الأوسط اللندنية

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,064,603

عدد الزوار: 6,750,944

المتواجدون الآن: 111