أخبار لبنان..حركة يمينية إسرائيلية لشن حرب على لبنان وعدم التوقف في غزة..خيارات الحكومة مصرفياً ومالياً بين غضب الإدارة وحراك الشارع..كفررمان بعد النبطية وسقوط قتيلَين و3 جرحى في غارة إسرائيلية..دمشق تحتجّ لدى بيروت: «الأبراج البريطانية» تهديد لأمننا القومي..المسيحيّون وحزب الله: عودة إلى هوّة ما قبل 2005..حوار بري - باسيل يلاقي مساعي الدوحة..أحدهم أبرز خبراء الصواريخ بالحزب..كشف هوية قتيلي حزب الله في هجوم كفر رمان..الخلاف الأميركي ـ الفرنسي بشأن لبنان يصل إلى النفط..لبنان تَسَلَّمَ الورقة الفرنسية حول الجنوب ويتمسّك بـ «الحل الشامل»..

تاريخ الإضافة الجمعة 23 شباط 2024 - 4:20 ص    التعليقات 0    القسم محلية

        


حركة يمينية إسرائيلية لشن حرب على لبنان وعدم التوقف في غزة..

«لوبي 1701» و«خيمة الجنود» يطالبان بإطلاق أيدي القوات الميدانية

الشرق الاوسط...تل أبيب: نظير مجلي... نفذت مجموعتان من سكان الشمال الإسرائيلي، فجر اليوم (الخميس)، عملية نشر لافتات على مداخل منطقة الجليل الأعلى، تقول إنه يحظر دخول الإسرائيليين إليها لأنها أصبحت جزءاً من نفوذ «حزب الله»، كما حال الجنوب اللبناني. وأكدوا أن هذه الخطوة جزء من معركتهم لدفع الحكومة إلى معالجة القصف المدفعي والصاروخي الذي يهدد بلدات الشمال، مطالبين بنقل المعركة إلى الأرض اللبنانية حتى يطبق لبنان قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701، ويجعل المنطقة من نهر الليطاني وجنوباً منزوعة السلاح. وجاءت اللافتات الضخمة بنصّ ساخر باللغات الثلاث العبرية والعربية والإنجليزية، يقول: «هذا الطريق يؤدي إلى الشريط الأمني للجنوب اللبناني داخل أراضي دولة إسرائيل. دخول المواطنين الإسرائيليين محظور إلى حين عودة الأمن إلى مدن الشمال».

إحدى اللافتات على مدخل الجليل الأعلى

يقف وراء هذه العملية الاحتجاجية تنظيمان جديدان أثسسا خلال الحرب على غزة: «خيمة الجنود في الاحتياط»، و«لوبي 1701». ومع أنهما يرفضان تصنيفهما كتيار حزبي أو سياسي، فإن نشاط كليهما يصبّ في الاتجاه اليميني الذي يرفض وقف الحرب في غزة، ويطالب بتوسيع الحرب المحدودة في الشمال، وتحقيق الانتصار فيهما، ضد «حزب الله» اللبناني وضد «حماس». ونشأت الحركتان في ظل التصريحات الحكومية حول تحقيق الانتصار، فصدق البعض الحكومة عندما قالت إن هدف القصف على لبنان هو «تطهير الجنوب اللبناني من قوات (حزب الله) حتى شمال الليطاني وفقاً للقرار 1701، وإن إسرائيل لا تريد حرباً مع لبنان، ولكنها مستعدة لحرب كهذه، وستعيد لبنان إلى القرون الوسطى وتحول بيروت إلى غزة ثانية». ولكن داعمي التنظيمين يجدون أن الإجراءات العملية على الأرض مختلفة، إذ دخلت حسابات دولية إلى الموضوع، وراحت الولايات المتحدة وفرنسا وغيرهما من الدول تمارس الضغوط لمنع توسيع الحرب، وبدأت تسمع تحذيرات من جنرالات يقولون إن التهديدات الرسمية للبنان لا تستند إلى قوة حقيقية، وإن الجيش الإسرائيلي ليس جاهزاً بعد لحرب كهذه، والجبهة الداخلية غير مؤهلة و«حزب الله» يمتلك قوة تضاهي عشرات الأضعاف قوة «حماس»، وأنفاقه أكبر وأخطر من أنفاق «حماس» في غزة. فاعتبر اليمين ذلك تراجعاً وبادر إلى نشاط احتجاجي.

تعطيل صفقة الأسرى

وتعمل حركة «خيمة الجنود في الاحتياط» لأجل الاستمرار في الحرب على غزة، وترفض التوقف فيها، حتى على حساب تعطيل صفقة تبادل الأسرى. وتتخذ الموقف نفسه لأجل توسيع الحرب مع لبنان، وفي الضفة الغربية أيضاً. وفي موقعها الإلكتروني تعرف نفسها بالقول: «نحن من قوات الاحتياط، محاربين ومحاربات، دفعنا ثمناً بدمائنا في هذه الحرب (على غزة)، فقدنا رفاق سلاح وقاتلنا لعدة شهور وتركنا في البيت عائلات قلقة. ولكن عندما عدنا من الخدمة اكتشفنا وجود جبهة حرب أخرى ضد الإرادة الإسرائيلية لتحقيق النصر. لن نتنازل حتى ننتصر انتصاراً حقيقياً». ويتابع التعريف: «على الرغم من المصاعب نحن مستعدون لمواصلة القتال حتى النصر. وماذا نقصد بالنصر؟ أن نجبي ثمناً من العدو يكفي ليفهم أنه لا نحن ولا أولادنا ولا أحفادنا مستعدون للعيش تحت التهديد بمذبحة أخرى مثل مذبحة 7 أكتوبر في غلاف غزة. وكيف يتم ذلك؟ بأن يكون الثمن أولاً بالأرض، أن نأخذ مساحات من قطاع غزة ونضمها إلى إسرائيل. يجب أن يعرف كل مخرب أنه عندما ينطلق لتنفيذ عملية ضد إسرائيل لن يجد مكاناً يعود إليه. ويجب أن نقتل الحماسيين، ونشجع الفلسطينيين الأبرياء (غير المشاركين في الحرب)، على الهجرة». يعترف قادة هذا التنظيم أن أفكارهم صعبة القبول، لذا «قررنا إطلاق معركة على الوعي الإسرائيلي حتى نغير (مفاهيمنا) تغييراً جوهرياً». أتباع المجموعة ينظمون خيام احتجاج في عدة مناطق في غلاف غزة، وأمام مكاتب الحكومة في القدس الغربية، وأمام مقر وزارة الدفاع في تل أبيب. ونظّموا مسيرة في الرابع من الشهر الحالي ومهرجاناً في الثامن منه. وجاء النشاط فجر الخميس ضمن «الجهود لدعم الحكومة وتشجيعها على تصليب مواقفها حتى تحقيق الانتصار ومنع محاولات تكبيل أيدي الجيش». وبحسب عومر فتسينياش، وهي ضابط برتبة رائد في جيش الاحتياط: «هناك محاولات لتغيير أوامر إطلاق النار للجنود والضباط، الذين يتحولون إلى لحم مدافع لدى العدو، ويشكون من تقييد نشاطهم الحربي. ونحن نطلق صرختهم، ونعتقد أن حرية العمل للقوات الميدانية شرط أساسي لتحقيق الانتصار». وأما حركة «لوبي 1701»، التي تضم ألوفاً من سكان البلدات القائمة على الحدود مع لبنان (حتى 120 كيلومتراً)، فتقول إنها تأسست في سبيل تطبيق حقيقي للقرار المذكور. والنشاط الذي قامت به، فجر الخميس، جاء ليذكر الناس بأن هناك نحو 100 ألف مواطن من سكان الشمال الإسرائيلي جرى إخلاؤهم من بيوتهم بعد 7 أكتوبر، خوفاً من عمليات اجتياح واحتلال لقوات «حزب الله»، كما حصل في غلاف غزة، وما زالوا مشردين. وعائلاتهم مفككة، ومجتمعاتهم مشتتة. وبلداتهم تقصف بشكل يومي بصواريخ «حزب الله»، حتى بات كثير من البيوت لا يصلح للسكن. ويقولون إنهم يحتاجون إلى خطة حكومية وميزانيات كبيرة تدعم صمودهم ويحتاجون إلى قرارات حازمة ضد «حزب الله» «حتى يكفّ عن تهديد حياتهم».

خيارات الحكومة مصرفياً ومالياً بين غضب الإدارة وحراك الشارع..

حزب الله ينوِّه بالأداء الرسمي جنوباً.. والضربات الموجعة تشتد في الميدان..

اللواء..بين احتدام الضربات الموجعة المتبادلة جنوباً بين حزب الله والبيئة الجنوبية، الداعمة واسرائيل المتعطشة للانتقام والمضي في سلوك «شريعة الغاب»، واشتداد الخلافات الداخلية حول آليات التعامل مع النظام المصرفي وسعر الدولار الجديد، فضلا عن العطاءات او الزيادات للعاملين في القطاع العام بين كبار الموظفين وصغاره، حيث تمكن الرئيس نجيب ميقاتي من اخماد نيران الحرائق في الوزارات والادارات بعد الطلب من وزير المال يوسف خليل وقف العطاءات المتعلقة بموظفين او شخصيات او دوائر بحد ذاتها، ريثما ينعقد مجلس الوزراء اليوم للبحث في المسألة من جوانبها كافة، والنظر في امكان توحيد معايير الزيادات التي وُعد بها الموظفون والمتقاعدون قبل نهاية العام الماضي، على ان تسري الزيادات المقترحة بدءا من ك1 (2023). وأكدت مصادر وزارية لـ «اللواء» أن جلسة مجلس الوزراء اليوم قائمة في موعدها، لكن الاشكالية قائمة في عرض بند المصارف والنقاش فيه مع العلم انه مرشح للتأجيل في ضوء اعتراض العدد الأكبر من الوزراء، وقالت أنه ربما يصار إلى تبادل الأفكار حول البدائل المتاحة في حين يبقى ملف العسكريين المتقاعدين وحوافز القطاع العام. ومن هنا فإن الجلسة اليوم قد تكون متفجرة وإن احتمال عدم انعقادها يبقى قائما إلى حد كبير. واستبق وزير التربية والتعليم العالي الجلسة باعلانه: «لن أقبل بشطب اموال المودعين، ولا بالقضاء على القطاع المصرفي، وأي نهضة اقتصادية تحتاج الى قطاع مصرفي قوي». ولم تقتصر اضرابات قطاعات الادارة والعاملين في الوزارات على الادارة نفسها، بل بدأت ترمي ذيولها الخطيرة على مصالح البلاد والعباد، من الدوائر العقارية التي يؤدي تعطيلها الى شلل الحركة الاقتصادية والتجارية والعمرانية. وحذرت نقابة مستوردي المواد الغذائية من تداعيات اضراب موظفي وزارة الصحة ومراقبي حماية المستهلك، لجهة توقف ادخال البضائع، لا سيما الغذائية عبر المعابر والموانئ اللبنانية. وطالبت نقابة القصابين الرئيس ميقاتي ومجلس الوزراء «بإيجاد حل للاضراب المفتوح الذي اعلنه موظفو وزارة الزراعة من اجل تسيير اعمال المواطنين والمستوردين. وعشية جلسة مجلس الوزراء التي تعقد عند الثالثة من بعد ظهر اليوم، تداعى الموظفون والمتقاعدون الى اعلان الاضراب العام والمشاركة في الاعتصام بالتزامن مع الجلسة، وفي مقدمة هؤلاء المجلس التنسيقي لمتقاعدي القطاع العام وتجمع العسكريين المتقاعدين. ونفذ العسكريون المتقاعدون اعتصاماً عند مدخل مركز محافظة لبنان الجنوبي في سراي صيدا الحكومي، وكذلك امام سرايا طرابلس وامام سراي زحلة مطالبين رئاسة الحكومة بإصدار قرار فوري بتعليق العمل بمرسوم سلفة 36 الف مليار تمهيداً لاعادة توزيعها بعدالة ومساواة.

تحية من الحزب للموقف الرسمي

وفي ما يشبه الرد على التباعد مع التيار الوطني الحر، حيث كتلة الوفاء للمقاومة بعد اجتماعها امس «موقف التضامن الشعبي في لبنان والأداء الرسمي تجاه الاعتداءات والتهديدات الصهيونية لأمن لبنان وسيادته، واعتبرت أن المواقف التي يعلنها سماحة الأمين العام السيد حسن نصر الله، تعكس تطلعات واستعدادات معظم اللبنانيين وتستحضر الحكمة والحرص على حماية البلاد وحفظ مصالحها الوطنيّة السياديّة والسياسيّة والعامة».

الحركة الدبلوماسية

دبلوماسياً، وفي وقت كشف فيه النصاب عن ان السفير ديفيد هيل لن يأتي الى لبنان للمشاركة في اطلاق كتابه حول «الدبلوماسية الاميركية من العام 1943 - 2023 تجاه لبنان» والمشاركة عن بُعد، استمر تحرك سفراء الخماسية. في الاطار اعلن سفير مصر علاء موسى بعد زيارة البطريرك الراعي: لا يمكن بقاء دولة بحجم لبنان من دون رئيس في ظل ما يجري في المنطقة». وفي عرض الرئيس ميقاتي الوضع الجنوبي خلال لقاء مع قائد «اليونيفيل» في الجنوب الجنرال ارولدو لازارو، لا سيما التعاون بين جنود الامم المتحدة والجيش اللبناني. هدّد رئيس حكومة اسرائيل بنيامين نتنياهو بأن جيشه «سيعيد الامن الى الشمال بكل الطرق، وعلى حزب الله ان يدرك ذلك».

تحرك مسيحي

سياسياً، توجه الى بكركي امس، بتكليف من رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع وفدا من تكتل الجمهورية القوية، حيث التقى البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، وسلمه مذكرة بمخالفات وارتكابات تعمق الخلل الوطني. وقال النائب زياد حواط باسم الوفد القواتي: «مؤسف جداً ما وصلنا إليه من تجاوزات ومخالفات للدستور ولصيغة الشراكة والتوازن الوطني، أولاً من رد القوانين وهي من الصلاحيات اللصيقة المرتبطة برئيس الجمهورية وتجاوز فاضح لدور الرئيس، مما يؤكد للمرة الألف ضرورة إنتخاب رئيس للجمهورية بأسرع وقت. من هنا نطالب الرئيس بري بالدعوة السريعة لعقد جلسة لإنتخاب رئيس بدورات متتالية حتى نصل إلى رئيس للجمهورية يعيد التوازن في البلد ويعيد إنتظام المؤسسات». وسأل: هل المطلوب إفراغ المؤسسة والإدارة العامة من المسيحيين وتغيير صورة لبنان؟ ودعا الحواط نواب جبل لبنان إلى تحرك كبير لفتح الدوائر العقارية، ورئاسة الحكومة ووزارة المالية والمديريات العامة للدوائر العقارية إلى تحمل مسؤوليتهم وإعادة إنتظام العمل بأسرع وقت ممكن».

تحذير مديرة الأونروا

وحول عمل الأونروا في لبنان، كشفت مديرة الوكالة في بيروت (دورثي كلاوس) ان الوكالة تعتني بـ 12 مخيماً للاجئين في لبنان، وتوفر الخدمات الصحية والتعليمية، بما في ذلك النظافة، وجمع القمامة، فإذا ما توقف التمويل، فإن شوارع المخيمات في كل لبنان ستمتلئ بالنفايات بأقل من ساعات، وفي كل المناطق.

الوضع الميداني

ميدانياً، اعلن «حزب الله» عن تنفيذ 7 هجمات على مواقع للجيش الاسرائيلي بالتزامن مع قصف اسرائيلي على بلدة كفررمان ادى الى سقوط شهيد و6 جرحى. ولاحقا نعى حزب الله الشهيدين حسن محمود صالح (عدشيت الشقيف) وهشام حسين عبد الله (الخيام)، والمكان المستهدف في كفر رمان يقع خلف مدرسة البنات الرسمية على الأوتوستراد الجديد، وقد اطلقت عليه دفعة من الصواريخ الذكية. وفي اول ردّ له، اعلن حزب الله استهداف ثكنة يوآف بصواريخ الكاتيوشا. كما اعلن حزب الله عن استهداف موقع بركة ريشا بصاروخين من نوع بركان، مما ادى الى اصابة مباشرة. كما استهدف حزب موقع حايثا. وزعمت اسرائيل ان الشهيد صالح مسؤول كبير في حزب الله، وهو لمسؤول من منطقة مزارع شبعا. وحسب صحيفة «معاريف» فإن حزب الله يمتلك العشرات من صواريخ فاتح -110 الدقيقة فضلا عن مخزون من مئات الصواريخ الدقيقة القصيرة وصواريخ كروز وصواريخ ارض- جو وطائرات مسيرة تمكن من توجيه ضربات وتغني عن سلاح الجو، حسب الصحيفة الاسرائيلية.

كفررمان بعد النبطية وسقوط قتيلَين و3 جرحى في غارة إسرائيلية

"حزب الله" يمتدح أداء ميقاتي ووفد الكونغرس: إسرائيل لا تُخادع

نداء الوطن..وسط ميدان لا يهدأ وآخر منازلاته الغارة على كفررمان، وفي موازاة تحرّك ديبلوماسي غربي ودولي مستنفر، ما زال الموقف الرسمي يتظهّر كـ»النعامة التي تدفن رأسها في الرمال»، بالتماهي مع قرار «حزب الله» ربط الجبهة الجنوبية بحرب غزة. وبدا الموقف الذي تجسّده حكومة تصريف الأعمال برئاسة نجيب ميقاتي كـ»الجبل الذي لا تهزّه ريح» التحذيرات الخارجية من خطر انزلاق لبنان الى الحرب الموسّعة. ففي نيويورك، أعلن المندوب الفرنسي الدائم لدى الأمم المتحدة السفير نيكولا دو ريفيير «أنّ استقرار لبنان مهم جداً بالنسبة لنا». أما في بيروت، فكان السفير الفرنسي في لبنان هيرفيه ماغرو يجري مع الرئيس نجيب ميقاتي محادثات حول تطورات الأوضاع الجنوبية المتدهورة. كذلك أجرى قائد قوات «اليونيفيل» الجنرال أرولدو لازارو محادثات مماثلة مع ميقاتي. وفي سياق متصل، أعلن «حزب الله» موقفاً لافتاً مثنياً على «الأداء الرسمي تجاه الاعتداءات والتهديدات الصهيونية لأمن لبنان وسيادته»، وذلك في البيان الأسبوعي لـ»كتلة الوفاء للمقاومة» البرلمانية التابعة لـ»الحزب». وأبلغ مصدر ديبلوماسي الى «نداء الوطن» أنّ الموقف الرسمي «لا يساعد على الحل بسبب التصاقه بـ»حزب الله». وأثبتت المواقف التي أعلنها أمس وفد مجلس الشيوخ الأميركي الذي يزور لبنان «أنّ السلوك الرسمي ليس على قدر جبه المخاطر التي تحيق بهذا البلد». وضم الوفد عضويّ مجلس الشيوخ الديمقراطيين كريس كونز وريتشارد بلومنتال. وقال كونز: «الأسابيع القليلة المقبلة هي نقطة مفصلية حقيقية – لغزة وإسرائيل ولبنان والبحر الأحمر والعراق». وأضاف: «إن صفقة الرهائن والهدنة المصاحبة لها في غزة يمكن أن تكون لها «عواقب إيجابية» على لبنان». وأمل «أن تؤدي إلى التنفيذ الكامل للقرار 1701». وقال بلومنتال إنه أبلغ الى رئيس مجلس النواب نبيه بري، أنّ إسرائيل «لا تخادع» في شأن الهجوم على لبنان. وأضاف إنه «ليس مجرد خطاب. سوف تعمل (اسرائيل)، ونأمل أن تكون هذه الرسالة قد نقلت إلى «حزب الله». ميدانياً، شنّ الطيران الحربي الإسرائيلي أمس غارة جوية، استهدفت مبنى في بلدة كفررمان قرب مدينة النبطية جنوب لبنان، ما أدّى إلى مقتل شخصين وإصابة 3 آخرين في حصيلة أولية. واستهدفت الغارة الطبقة الأخيرة من مبنى في حي سكني على أوتوستراد كفررمان- مرجعيون، بصواريخ ذكية، أسفرت عن تدميره، كما أصيبت منازل مجاورة بأضرار. وقد نعى «حزب الله» سقوط حسن محمود صالح «جعفر» مواليد عام 1973 من بلدة عدشيت في جنوب لبنان، وهشام حسين عبدالله «أبو زينب» مواليد عام 1987 من بلدة الخيام. وفي إسرائيل، قال رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، خلال جولة على القوات الإسرائيلية في جبل الشيخ في هضبة الجولان المحتلة: «على «حزب الله» أن يدرك أننا سنعيد الأمن. وآمل أن يستوعب هذه الرسالة». وأردف قائلاً: «سنحقق هذا الأمر بإحدى طريقتين: بالطريقة العسكرية، إذا اضطررنا؛ وبالطريقة السياسية، إذا أمكن». وأشار وزير الطاقة الإسرائيلي إيلي كوهين، إلى أنّ «منشآت الطاقة مُهدّدة بالفعل إذا تصاعدت المواجهة في الشمال مع «حزب الله». وأبلغ كوهين موقع «والا» الإسرائيليّ: «لا حاجة للقلق نحن جاهزون».

دمشق تحتجّ لدى بيروت: «الأبراج البريطانية» تهديد لأمننا القومي

الاخبار..فراس الشوفي .. بعد سنوات من الترقّب للنشاط الأميركي والبريطاني على الحدود اللبنانية - السورية، قرّرت الحكومة السورية توجيه مذكّرة رسمية إلى الحكومة اللبنانية، حول الأبراج المنتشرة على الحدود، من مصبّ النهر الكبير في الشمال إلى ما بعد منطقة راشيا في البقاع.وعلمت «الأخبار» أن المذكّرة التي وصلت من وزارة الخارجية السورية إلى نظيرتها اللبنانية، منتصف هذا الأسبوع، تحمل إعلاناً خطيراً باعتبار الأبراج التي أنشأها البريطانيون لأفواج الحدود البرية الأربعة في الجيش اللبناني على الحدود السورية، «تهديداً للأمن القومي السوري». وتفنّد المذكّرة التهديد تحت عدّة مستويات، أوّلها المعدات الاستعلامية والتجسسيّة الحساسة التي تتضمّنها منظومات الأبراج، و«التي تسطع إلى مسافات عميقة داخل الأراضي السورية وتجمع المعلومات عن الداخل السوري». وبحسب الرسالة السورية، فإن «الناتج المعلوماتي من هذه المعدّات، يصل إلى أيدي البريطانيين، وأن العدو الإسرائيلي يستفيد من الناتج لاستهداف الأراضي السورية وتنفيذ ضربات في العمق السوري». كما تشير المذكرة إلى «حضور بعض الضباط البريطانيين إلى الأبراج»، في وقت يمارس فيه البريطانيون دوراً سلبياً تجاه دمشق ويشاركون الأميركيين وقوى غربية أخرى في حربهم ضدها منذ 2011.

وفي جزئها الثاني، تذكّر المذكّرة السورية بالقانون الدولي المتعلّق بالحدود المشتركة بين الدول، إذ يفرض القانون الدولي على الدولة الأولى - أي لبنان - (في حال عدم وجود حرب بين الدولتين) تزويد الدولة الثانية بالناتج المعلوماتي من أبراج المراقبة التي تنشئها على حدود الثانية. أما في حال الحرب، فيحقّ للدولتين إنشاء أبراج متقابلة على مسافة صفر من جانبَي الحدود. وتختم المذكّرة بمطالبة الحكومة اللبنانية بالتوضيح واتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية الأمن المشترك. وفيما رفضت مصادر السفارة السورية في بيروت التعليق على المذكرةمن دون أن تنفي إرسالها، أكّدت مصادر في الخارجية اللبنانية لـ«الأخبار» أنها تلقّت الرسالة السورية وأرسلت نسخاً منها إلى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وقيادة الجيش والمعنيّين في الدولة، لكنّها رفضت التعليق على فحواها، مشيرةً إلى أنها ستردّ على الرسالة السورية بعد تبلور الموقف الرسمي. تأتي الرسالة السورية على أهميتها، توقيتاً ومضموناً، في ظروف سياسية وأمنية دقيقة، وتُفَرِّع التأثير المباشر إلى شقيّن. الأول، يتعلّق بالأبراج على الحدود الشرقية والشمالية نفسها. أمّا الثاني، فهو المشروع البريطاني المقترح للحدود الجنوبية مع فلسطين المحتلّة، والذي طرحه رسميّاً وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون خلال لقاء قائد الجيش العماد جوزف عون في زيارته الأخيرة لبيروت مطلع هذا الشهر.

يجري البحث في إقامة أبراج جديدة تعزّز السيطرة على المنطقة الممتدّة من شمال المصنع وصولاً إلى جبل الشيخ

وفيما تمهّلت مديرية التوجيه في الجيش قبل الإجابة عن أسئلة «الأخبار» إلى «حين دراسة الموضوع»، وكذلك فعلت مصادر رئاسة الحكومة، علّقت مصادر قريبة من السفارة البريطانية بأن «السفارة فخورة بالدعم البريطاني المستمر للجيش اللبناني وأفواج الحدود البرية التي ساعدت على تأمين الحماية للحدود اللبنانية مع سوريا. وعبر أبراج المراقبة، تمكّن الجيش من تحديد ومنع نشاطات من ضمنها التهريب»، من دون أن تعلّق على فحوى الرسالة. وفي انتظار التوضيحات الرسمية حول خطورة ما ذكرته الرسالة من دورٍ للأبراج في تهديد سوريا، فإن هذه الإشارة من دمشق هي الأولى من نوعها بعد سياسة حريصة للغاية في التعامل مع الدولة اللبنانية، منذ بدء التمثيل الديبلوماسي بين البلدين في 2009، وحتى في عزّ الحرب السورية. إذ إن انحياز العديد من الحكومات إلى معسكر خصوم دمشق وتهديد الأراضي السورية من لبنان بتهريب السلاح والمسلحين وشنّ الهجمات انطلاقاً من الأراضي اللبنانية، والبدء بتشييد الأبراج منذ عام 2012، لم يحرّك السوريين إلّا الآن، للمطالبة بتبديد التهديد والحقّ بالحصول على الناتج المعلوماتي. وبحسب معلومات «الأخبار»، يجري التداول بأفكار لإنشاء أبراج جديدة تعزّز السيطرة على المنطقة الممتدّة من شمال المصنع إلى جنوبه، وصولاً إلى جبل الشيخ على غرار الأبراج الكثيفة المشيّدة من البحر حتى عرسال، بالتزامن مع الاقتراح البريطاني للحدود الجنوبية. وهي قد تكون سبباً دفع السوريين إلى التحرّك ضد ما يعتبرونه خطراً منذ سنوات. وإضافة إلى الضربات المتكرّرة للعمق السوري من جانب العدوّ الإسرائيلي وفي معظم الأحيان باستخدام الأراضي اللبنانية، يشكّل تدهور العلاقات السورية - البريطانية، والموقف والسلوك البريطانيان تجاه الحكومة السورية سبباً إضافياً لكي يستنفر السوريون حيال النشاط البريطاني على الحدود اللبنانية. ويتزامن الطرح البريطاني للحدود الجنوبية اللبنانية بتشييد الأبراج، مع استمرار لندن بدعم العدو الإسرائيلي بالسلاح والذخائر وتدريب بعض الجنود الإسرائيليين على الأراضي البريطانية وتزويد إسرائيل بالمعلومات من طائرات الاستطلاع، فضلاً عن تنفيذ اعتداءات على القوات اليمنية دفاعاً عن إسرائيل. وفيما لم يظهر التبني الأميركي للطرح البريطاني بعد، علمت «الأخبار» أن هناك اتصالات بريطانية مع المبعوث الأميركي عاموس هوكشتين لتبني هذا الطرح من ضمن سلّة طروحات تتعلّق بالحدود الجنوبية. ويتضمّن المشروع المقترح تشييد أبراج ترصد بعمق خمسة كيلومترات داخل الأراضي اللبنانية وخمسة كيلومترات داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، على أن يبدأ العمل في بقعة صغيرة، ثمّ يتوسع على كامل الحدود. إلّا أن هذا الطرح لا يملك البريطانيون أي ضمانات بأن إسرائيل توافق عليه. بل على العكس من ذلك، تشير مصادر ديبلوماسية غربية إلى أن المسؤولين الإسرائيليين سخروا من هذا الطرح. وكذلك الأمر بالنسبة إلى لبنان، الذي لا يملك أيّ ضمانات بتنفيذ إسرائيل التزاماً من هذا النوع، فضلاً عن أن المقاومة والجيش ليسا في وارد تقديم هديّة مجانية للعدوّ.

المسيحيّون وحزب الله: عودة إلى هوّة ما قبل 2005

الاخبار..تقرير هيام القصيفي .... يحسب خصوم حزب الله، بدقّة، ما يقوم به منذ أربعة أشهر في الميزان العسكري والسياسي. عسكرياً، تدور شكوك حول إمكان استثمار الاشتباك جنوباً في المعادلة الإقليمية، والحوار حول ما بعد حرب غزة وتفعيل القرار 1701 بعد وقائع مفاوضات إقليمية ودولية لم تذهب في هذا الاتجاه. وسياسياً، هناك حسابات أخرى لا تصبّ في خانة الربح الصافي للحزب. ولم يكن ينقص حزب الله سوى المواقف الأخيرة للتيار الوطني الحر، ليكتمل المشهد الداخلي المعارض لتدخّله في حرب غزة، وتالياً لتحقيقه أرباحاً صافية منها.يقرأ خصوم الحزب موقفه منذ حرب غزة على أنه عالق بين حدّين، الأول قفزة حماس في 7 تشرين الأول الى المشهد الإقليمي وإمساكها بورقة القضية الفلسطينية، والثاني سعي إيران الى تحقيق توازن بين ورقة فلسطين والتهدئة مع الولايات المتحدة. لذا يتنقل الحزب بين النقاط، محاولاً بالحدّ الأدنى تحقيق توازن عسكري في الردود المدروسة مع إسرائيل، وبالحدّ الأقصى منع تفلّتها نحو حرب واسعة. وبين الاثنين، يحاول تحقيق مكسب على المدى البعيد في الحفاظ على قوته ودوره الإقليمي، فلا يخسر من حضوره في الوقت الذي تسعى فيه إسرائيل الى تدمير قوة حماس. وتقاطعاً مع معلومات دوائر غربية تتواصل مع جهات لبنانية معارضة للحزب، فإنّ ثمة اقتناعاً شبه كلي بأن الأخير لن يفتح ثغرة عسكرية تسمح لإسرائيل بتوسيع اعتداءاتها إلى عمليات نوعية خارج الجنوب أو استهداف قيادات حزبية. لكن ذلك لا يمنع أن عامل القلق قائم من رغبة إسرائيل في استدراج الحزب ووضعه في منطقة شائكة، تدفعه حكماً الى الردّ الأوسع مدى. وكان يفترض أن يأخذ الحزب ذلك في الحسبان، فيقيس خياراته الداخلية في شكل أكثر واقعية. مشكلة حزب الله اليوم، وفق خصومه، لا تنحصر بالواقع العسكري فحسب، وإنما تتعلق بإدارته المعركة مع إسرائيل من دون الالتفات الى ما سيرتدّ عليه داخلياً في اليوم التالي لغزة، وعدم تقديره حجم الخطوات الناقصة داخلياً وتفاعلها مستقبلاً. ومن الصعب تقبّل أنه سيكون قادراً على استثمار صاف بعدما أصبح على مسافة كبيرة من معظم القوى السياسية، على عكس عدوان تموز وحرب سوريا، عندما كان أفرقاء الداخل منقسمين أفقياً بين مؤيد ومعارض، وعندما بقي الحزب مطمئناً الى سند خلفي يقيه من أيّ ارتداد شعبي عليه. فانضمام التيار الوطني الحرّ الى الصف المعارض لتماهي الحزب مع غزة، لا يتعلق فحسب بورقة التفاهم والانقضاض عليها، وهذا تبسيط لحقيقة الخلاف بينهما الذي تحوّل عميقاً بين شريحتين، كما هو تبسيط القول إن موقف التيار الاستراتيجي يتعلق بردة فعل وليس بموقف جوهري. ما حصل هو خرق إضافي في شبكة الأمان الداخلية التي كانت تشكّل مظلّة سياسية للحزب. من هنا، نظر خصوم الحزب الى انضمام حركة أمل الى الواقع الجنوبي العسكري بمعنى تحصين الجبهة الداخلية الشيعية، في وجه تكتل الخصوم والأضداد.

مشكلة حزب الله، وفق خصومه، إدارته المعركة من دون الالتفات إلى الارتدادات الداخلية في اليوم التالي

عادةً، يحاول الحزب تخفيف خسائره الداخلية وتقليص معاركه في الداخل عند أي استحقاق إقليمي كبير مثل الذي يحصل في غزة. ومع ذلك، هناك تساؤلات حول السبب الذي جعله يقوم بخطوات ناقصة. فهو أصلاً يعاني من حجم ردود الفعل عليه من خصومه، وزاد عليهم بكركي التي انفجر الخلاف معها رغم وساطات ولقاءات جانبية، ثم التيار بعد «الإمعان» في مسار «الانقلاب» عبر الحكومة ومبدأ قيامها بالتعيينات، الى التمديد لقائد الجيش، ثم تعيين رئيس الأركان. والأهم أن الحزب، في لحظات مفصلية، انحاز الى الرئيس نبيه بري، وإلى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، وإلى الزعيم الدرزي وليد جنبلاط. ورغم اختلاف مواقع الثلاثة وتأثيراتهم في مرحلة التفاوض الداخلي، إلا أن الغطاء المسيحي الواسع لم يعد مؤمّناً في علاقة حزب الله بالمكوّنات المسيحية، والتي كان التيار بوصفه الأكثر تمثيلاً - وهنا الأهم شعبياً - قادراً على أن يحققها كما فعل في حربَي تموز وسوريا، وتحديداً حرب سوريا التي كان العماد ميشال عون مدافعاً أول عن الحزب فيها. الأكيد أن حرب غزة ستنفتح عاجلاً أو آجلاً على مفاوضات، ومنها ما يتعلق بترتيبات داخلية تشمل كل المستويات. ما يقوله حزب الله اليوم وما يفعله لم يعد يتعلق بخصومه. وهم وإن لم يكونوا على ثقة كاملة بالتيار الوطني، بعد تجارب سابقة، إلا أنهم يلاحظون أن الأخير لم يتراجع منذ أشهر عن السقف الذي رفعه، ولو كلّفه العلاقة مع الحزب. فكيف الحال إذا كان الحزب هذه المرة هو الذي تخلّى عن التيار، وأن الأخير بات يعطي للواقع المسيحي في علاقته مع حزب الله بعداً آخر، يتعدّى التوظيف والمحاصصة التي كانت تؤمن له مصالحه. وهذا ما يجعل اليوم التالي لغزة، لبنانياً، يفرض واقعاً تتراكم فيه نتائج الخطوات التي اتخذها الحزب تجاه حلفائه وخصومه. وبين الثقة الزائدة لدى الحزب بأنه سيقبض ثمن حرب غزة، واطمئنان خصومه إلى أن الواقع الإقليمي والدولي لن يغطي هذا الثمن، وصلت الهوّة بين الحزب والمكوّنات المسيحية الى مستوى لم يسجّل منذ ما قبل عام 2005.

حوار بري - باسيل يلاقي مساعي الدوحة

الاخبار..غسان سعود... يحتاج مسار الحوار الأوّلي بين الرئيس نبيه بري والنائب جبران باسيل، في ظل النيات الإيجابية من الطرفين، إلى جهد شخصيّ مباشر، مكرّر ومعجّل، من رئيس المجلس لحمايته ممن يتصرفون على أساس أنهم متضررون منه. أما حزب الله، الذي عبّر مراراً عن تطلّعه إلى ترتيب العلاقة بين الطرفين بعدما أسهم توترها في تخريب علاقته بالتيار الوطني الحر، فمطالَب، من جهته، ببذل جهد جدي لتحصين الخطوات الأولية الحالية وحمايتها من دسائس الخبثاء وكمائنهم. إذ إن التفاهم الأولي بين الحركة والتيار، أو تنظيم خلافاتهما، يطيح بمبرر وجود عدد لا يستهان به من السياسيين.منذ نحو عام، انصبّت ضغوط خارجية وداخلية (بكركي) على بري، بعد نجاحها في «تحييد» باسيل، وبلغت في حدّتها درجات خيالية. مع ذلك، حافظ رئيس المجلس على ثباته، قبل أن تتراجع الضغوط بعد حرب غزة وتتحوّل من محاولات ترهيب إلى محاولات ترغيب. المؤكد أن الرجلين يريدان من حوارهما الوصول إلى هدف واحد، فيما المتدخلون السلبيون، هنا وهناك، يحذّرون من أن كلاً منهما يريد من الحوار أن يوصله إلى هدفه، لا إلى الهدف المشترك. وبحسب المعلومات، هناك ارتباط وثيق بين التحول الحالي في المسار القطري وتطرية الأجواء بين التيار والحركة، عبر «حوار على الحوار»، قبل تلبية دعوة بري إلى الحوار الموسع الذي يُرجّح، مبدئياً، أن يكون تحت المظلة القطرية. ولقطر، هنا، «آثار» في كل الاتجاهات. فسفيرة لبنان في الدوحة، فرح نبيه بري، حافظت دائماً على خط اتصال مفتوح وثابت مع باسيل، والمساعي القطرية الجديدة انطلقت من وجوب تأمين مساحة حدّ أدنى مشتركة بين بري وباسيل أولاً. وفيما قد يكون هناك لاعبون ثانويون (في التيار والحركة) لا يريدون لهذا التقارب نجاحاً، فالمؤكد أن أفرقاء إقليميين ودوليين - تتقدمهم الإمارات وفرنسا - لا يريدون لقطر أن تنجح أيضاً، ولدى هؤلاء أدوات سياسية وإعلامية نافذة جداً. إذ تلمس فرنسا، ضمن ما يعرف بـ«الخماسية»، تهديداً مباشراً لطموحاتها، وتشعر بنقمة وغضب ورغبة في الانتقام، بعدما راكمت مبادراتها ومساعيها المتواصلة منذ سنوات فشلاً فوق فشل: يتدخل الأميركيّون مباشرة لإفشالها كما حصل في المؤتمر الخاص بدعم الجيش اللبناني الذي كانت تنوي عقده نهاية هذا الشهر. تؤكد وزيرة خارجيتها (السابقة) تأخير البحث في تفاصيل الاتفاقات المزعومة إلى ما بعد حرب غزة، فيبدأ المبعوث الأميركي عاموس هوكشتين حركة مكوكية لتطريز ما يمكن من حلول في انتظار إعلانها بعد وقف الحرب، ليخرج الفرنسيّ من هذا المولد أيضاً بلا حمص. وتلمس باريس أن مبدأ التسوية التشاركية مع حزب الله كان مرفوضاً، أميركياً وسعودياً، حين كان طرحاً فرنسياً وأصبح مقبولاً عندما بات الطرح قطريّاً. ورغم تفاهم الحد الأدنى السعوديّ - الفرنسيّ، يلاحظ الفرنسيون طبعاً كيف تعامل حلفاء السعودية مع تسويتهم في لبنان، وكيف يتعامل هؤلاء اليوم، سواء بودّ أو بلامبالاة، مع المقترحات القطرية. فرنسا هذه - الغاضبة والناقمة - لديها الكثير من الوسائل التي لم تمكّنها من إنجاز شيء إيجابي، لكنها قادرة على التخريب أو محاولة التخريب.

فرنسا غاضبة بعدما راكمت مبادراتها ومساعيها المتواصلة منذ سنوات فشلاً فوق فشل

وهنا، تلفت مصادر ديبلوماسية فرنسية إلى معلومة خطيرة تستوجب التدقيق: في لقائه الأخير مع المسؤولين القطريين، طلب الرئيس نجيب ميقاتي من الدوحة إرجاء مساعيها أو مبادراتها في لبنان حتى إشعار آخر أو تغيير الفريق المكلّف بهذه المساعي. يحاول الفرنسيون، عبر هذه «المعلومة»، الإيحاء بأن لبنان الرسمي ممثلاً بالحكومة لا يريد لقطر أن تؤدي دوراً إيجابياً، ويسوّقون أن وعود القطريين باستثمارات وخطط ومشاريع في لبنان، كلام قديم ثبت منذ عام 2008 أنه حبر على ورق. ويشير تقرير ديبلوماسي موثوق، هنا، إلى أن الأجندتَين الفرنسية والسعودية يمكن أن تتقاطعا، لكن لا يمكن أن تكونا أجندة واحدة. إذ يريد الفرنسيون أشخاصاً معينين وضمان مصالح وأموراً أخرى، فيما يبدو واضحاً أن السعودية تنتظر مآل المشهد اللبناني العام لتقرر العودة إلى البلد أو عدمها، من دون أن تربط ذلك بأشخاص أو مواقع أو مصالح اقتصادية. وخلافاً لما يشاع، يقدر التقرير الديبلوماسيّ بأن الثنائي الشيعي هو الأكثر استعداداً بين الأفرقاء اللبنانيين لملاقاة ما تريده المملكة في منتصف الطريق، علماً أن ما تريده السعودية معروف (جوّ لبناني عام غير معادٍ، لا طائفة مؤيدة لها أو حصة حكومية وازنة)، وكذلك ما تريده فرنسا (مصالح اقتصادية) وقطر والولايات المتحدة. لكن لا أحد يملك تصوّراً واضحاً عما يريده الثنائي فعلاً. وبالعودة إلى السعودية، يلفت التقرير الديبلوماسي إلى أن تصوير رئيس الحكومة السابق سعد الحريري نفسه حاجة لبنانية أو إقليمية باعتباره منبع «الاعتدال» ومصبّه، هو وهم يستفزّ المملكة التي جعلت من الاعتدال عنواناً لسياستها الخارجية، وتعتبر، في ظل ما تشهده من تحوّلات سياسية واجتماعية، أنها هي من باتت تعطي صكوك الاعتدال وتجعل ممّن تدعمه، أياً يكن، رمزاً لهذا الاعتدال. وبالمثل، لا يمكن القول للمملكة إن ميقاتي (أو غيره) يمثل حصتها في لبنان. ويسجل هنا تقاطع سعودي - قطري في النفور ممن يتشدّقون بفسادهم ولا يشبعون من توسل الاموال، والإصرار على تجاوز مبدأ الصفقة (الشكل) لمصلحة المشروع (المضمون)، في تقاطع لغوي شكليّ حتى الآن مع باسيل، ما يستوجب في النتيجة بحثاً في وظيفة البلد ودوره مع حزب الله. فلا يكفي السعودية إيهامها بوجود رئيس حكومة مقرب منها في لبنان، بل تريد أن تعرف دور هذه الحكومة ووظيفتها. ولا شك في أن ما كان صعباً في الأيام والأسابيع الأولى من عمر التفاهم الإيراني - السعوديّ يصبح أسهل يوماً بعد يوم، وخصوصاً في ظل رفض لأن تكون جزءاً من أي تحالف أو مشروع لمواجهة إيران وحلفائها في المنطقة. والمؤكد أن ظهور الولايات المتحدة بمظهر العاجز عن حماية إسرائيل أو إنقاذها من نفسها يشجع دولاً كثيرة، تتقدمها السعودية، على عدم الرهان مستقبلاً على واشنطن. فإذا كانت إسرائيل، بكل ترسانتها العسكرية والتكنولوجية والأمنية وفي ظل جسر جوي عسكري مع الولايات المتحدة، عاجزة عن القضاء على تنظيم محاصر بالكامل منذ سنوات طويلة، فكيف الحال مع حزب الله أو الحوثيين أو إيران نفسها، وهو ما أفهمته المملكة كما يبدو لأتباعها الذين كابروا قليلاً بعد التفاهم الإيراني - السعودي، لكنهم عادوا والتزموا بمقتضياته حين تيقّنوا من أن قرار التفاهم نهائيّ وطويل الأمد، لا مجرد تكتيك مرحليّ. وهو ما يدفع إلى القول إن ما تريده السعودية، بشخص وليّ العهد، يمكن أن يمثل زخماً للمسعى القطري الذي يفترض أن يزداد الأسبوع المقبل أو الأسبوع الذي يليه، مستفيداً من رغبة أميركية بالوصول إلى حلول موسّعة فور التوصل إلى اتفاق في غزة، ومن المرونة المستجدة التي يظهرها الأفرقاء الأساسيون في لبنان والمنطقة، باستثناء الإمارات.

أحدهم أبرز خبراء الصواريخ بالحزب.. كشف هوية قتيلي حزب الله في هجوم كفر رمان

القتيلان المنتميان لحزب الله من جراء الغارة الإسرائيلية على كفر رومان جنوبي لبنان، هما حسن صالح وهشام عبد الله

العربية.نت – وكالات.. كشفت وسائل إعلام لبنانية، الخميس، أن القتيلين المنتميين لحزب الله من جراء الغارة الإسرائيلية على كفر رومان جنوبي لبنان، هما حسن صالح وهشام عبد الله. وقتل 4 أشخاص على الأقل، من بينهم اثنان ينتميان لحزب الله، وأصيب آخرون، في الغارة الإسرائيلية التي استهدفت شقة سكنية في كفر رمان. ويعتبر صالح، أحد القتيلين، من أبرز خبراء الصواريخ في حزب الله. وتقع كفر رمان على بعد 12 كلم بخط مستقيم، عن أقرب نقطة حدودية مع إسرائيل. وكان حزب الله أعلن في بيانات متلاحقة، الخميس، استهداف مواقع عدة في شمال إسرائيل، من بينها كفر يوفال "ردا على الاعتداءات الإسرائيلية على القرى والمنازل المدنية". وأسفر القصف الإسرائيلي عن مقتل نحو 190 مقاتلا من حزب الله و50 مدنيا، بينما قتل 12 جنديا و5 مدنيين في شمال إسرائيل، ونزح عشرات الآلاف من على جانبي الحدود.

الخلاف الأميركي ـ الفرنسي بشأن لبنان يصل إلى النفط

باريس تؤجل مؤتمر دعم الجيش..وواشنطن ترفض الورقة الفرنسية حول الجنوب

الجريدة..منير الربيع ... لم تنجح مساعي فرنسا في تثبيت موعد مؤتمر دعم الجيش اللبناني الذي كانت تنوي عقده في 27 الشهر الجاري، واضطرت باريس الى تأجيل المؤتمر لموعد يُحدد لاحقاً، وهو ما يُعد مؤشراً جديداً على التباين الفرنسي ـ الأميركي بشأن الأوضاع في لبنان، سواء فيما يتعلق بإعادة الهدوء الى الجنوب، أو بإنهاء الفراغ الرئاسي، وذلك في ظل قناعة بأنه لا حلّ أو نجاح لأي مسعى في لبنان ما لم تكن الولايات المتحدة عرابته. ووفق ما تشير مصادر دبلوماسية، فإن واشنطن رفضت ورقة الحلّ الفرنسية المقترحة على لبنان حول الجنوب، حيث يرغب المبعوث الأميركي الرئاسي آموس هوكشتاين بأن يكون الحل مرتبطاً به حصراً. ويرى البعض أن الرؤية الأميركية التي تضع ملفّي الجنوب والرئاسية في سلة واحدة، تلقى معارضة من باريس، التي تعتبر أنه لا بدّ من فصل الملفين عن بعضهما، لاسيما أن الوضع في الجنوب مرتبط بحرب غزة التي يرجح أن تطول، ولا يجوز ربط الاستحقاقات اللبنانية بها. وتحاول باريس من خلال تفعيل عمل اللجنة الخماسية حول الرئاسة والحل السياسي، وكذلك من خلال مبادرتها بشأن جبهة الجنوب، الحيلولة دون تفرّد واشنطن بالحل. لكن الاعتراضات على باريس لا تنبع من واشنطن، ففرنسا التي كانت تقدم نفسها كقوة أوروبية أو غربية قادرة على التواصل مع الجميع، خصوصاً مع حزب الله في لبنان وكذلك مع ايران، باتت في موقع آخر بعد حرب غزة، خصوصا بعد أن وصف الرئيس إيمانويل ماكرون حزب الله بالتنظيم الإرهابي، الأمر الذي استفز الحزب، الذي يعتقد البعض أنه بات قادرا على التفاوض مع الأميركيين من دون وساطة بما في ذلك الوساطة الفرنسية. وهناك بعد آخر، للتباين الفرنسي ـ الأميركي، يرتبط بانفتاح ماكرون على الصين وموقفه من ضرورة تعزيز التعاون الاقتصادي والمالي معها، وكذلك رفعه شعار الاستقلال الاستراتيجي لأوروبا عن الولايات المتحدة، فيما ترى واشنطن أن المانيا وإيطاليا أقرب اليها من باريس. وعلى وقع التزاحم بين كل هذه الملفات، برز عدم توقيع شركة توتال الفرنسية، التي فازت مع تحالف شركات بعقود التنقيب عن النفط والغاز في البلوكين رقم 8 و10 في البحر مقابل جنوب لبنان، لعقود البدء بالتنفيذ مع انتهاء المهل الخاصة بذلك قبل أيام. وأثار قرار «توتال» عدم التوقيع تساؤلات حول خلفيات الخطوة، وإذا كانت تعني أنها انسحبت أم ستستمر، وسط معطيات تفيد بأن هناك طموحات لشركات أميركية لتولي عمليات التنقيب والاستخراج والتصدير لاحقاً.

إضراباتٌ توقظ الأزمة المالية وتهدّد الرواتب والإمدادات الغذائية لشهر رمضان

لبنان تَسَلَّمَ الورقة الفرنسية حول الجنوب ويتمسّك بـ «الحل الشامل»

الراي.. | بيروت - من وسام أبوحرفوش وليندا عازار |

- غارة إسرائيلية على كفررمان توقع ضحايا في صفوف «حزب الله»

يعكس خروجُ جمر الأزمتين المالية والرئاسية إلى فوق الرماد المتناثر على مساحات واسعة من القرى الحدودية اللبنانية مع إسرائيل، تَشابُكَ المَخاطر التي تتكاتف لتضع «بلاد الأرز» على فالقٍ مصيري وتُعَمَّقَ حال «فقدان الجاذبية» على كل المستويات بما يعزز الخشيةَ من سقوطٍ حرّ... «ثلاثي الدفع». وإذا كانت معاودة تحريكُ الملف الرئاسي، الذي يدور في حلقة مفرغة منذ 1 نوفمبر 2023، عبر «مجموعة الخمس حول لبنان» (تضم الولايات المتحدة، فرنسا، السعودية، مصر وقطر) تأتي على خلفية استشعار أعضائها بأهمية فصل هذا الاستحقاق عن مجريات حرب غزة و«الجبهة التوأم» في الجنوب اللبناني فلا يكون الرئيس العتيد جزءاً من ترسيماتِ التفاهمات المقبلة ووليد توازناتها، إلى جانب ضرورة ملاقاة «اليوم التالي» للحرب بنظامٍ تشغيلي للمؤسسات «على رأسه الرئيس»، فإنّ أقوى عودةٍ للانهيار المالي إلى الواجهة منذ «طوفان الأقصى» على شكل إضراباتٍ متسلسلة في القطاع العام وتداعياتها على مرافق عدة وصرف الرواتب وحتى على «الأمن الغذائي» وإمدادات شهر رمضان المبارك، أطلقتْ «جرسَ إنذار» مزدوجا:

- أولاً حيال اعتمال الأزمة المالية رغم كل «الترقيعات» التي بدت على طريقة «الاختباء وراء الاصبع» أو «طمر الرأس في الرمال»، وسط ذهولٍ حيال السياسات الـ «خبط عشواء» في ما خص الحوافز للقطاع العام أو العطاءات والتي تسبَّبت آخِر «نسخها» المتصلة بتخصيص موظفي وزارة المال ورئاستي الجمهورية والحكومة والهيئات الرقابية بمبالغ مالية دون سائر موظفي الدولة بانتفاضةٍ ضدّ «التمييز بين موظفي الإدارة» وإعلان 7 وزارات الإضراب، قبل أن يْفْضي قرارُ وقفِ العمل بالحوافز الإضافية للعاملين في «المالية» ورفاقهم

- «على أن يُستكمل البحث في هذا الملف برمته في جلسة مجلس الوزراء (اليوم) من خارج جدول الأعمال»

- إلى «ثورة غضب» في صفوف هؤلاء أتبعوها بإعلان الإضراب المفتوح. وفي موازاة التأثيرات المباشرة لهذا الإضراب «المالي» على واقع بقية الإدارات العامة وصرف الرواتب التي تصبح مهدَّدة بحال لم يتم إيجاد حل سريع كما على صرْف الاعتمادات للاستيراد، برز تنبيه نقابة مستوردي المواد الغذائية من التداعيات الكبيرة للإضراب الذي أعلنه موظفو وزارة الزراعة ومراقبو حماية المستهلك في وزارة الاقتصاد، لا سيما لناحية توقف إدخال البضائع خصوصاً المواد الغذائية عبر المعابر الحدودية والموانئ اللبنانية، معتبرة «أن ما يزيد من تداعيات هذا الأمر هو حدوثه قبل شهر رمضان المبارك، حيث هناك كميات كبيرة من المواد الغذائية المستوردة والتي تصل تباعاً في هذه الفترة لإمداد الأسواق بها»، محذرة من «أن توقف عملية إخراجها من المرافئ سيؤدي حتماً إلى حصول نقص حاد في البضائع في الأسواق فضلاً عن التأثير المباشر على إمدادات شهر رمضان».

- وثانياً لجهة ابعاد عودة «النقار» الداخلي، وليد «القلّة»، بعد استكانةٍ نسبية على قاعدة «لا صوت يعلو فوق صوت المعركة»، وسط تحركات في الشارع أيضاً للمتقاعدين لتصحيح رواتبهم ستكون ذروتُها اليوم على تخوم السرايا الحكومية. واعتبرت أوساط مطلعة أن هذا الضجيج المستعاد يعكس تسليماً بأن مسار «الميني حرب» في الجنوب لا قدرة محلية على التحكّم به ولا بآفاقه، علماً أن مخاطر انفلات المواجهات تتزايد في ظلّ إمعان إسرائيل في اللعب خارج قواعد الاشتباك ومحاولة «حزب الله» تحقيق ردعٍ صعب في ضوء «الرقابة الذاتية» التي يفرضها على عملياته ربْطاً باعتباراتٍ متشابكة يدخل في إطارها تفادي طهران الانجرار إلى تصعيدٍ شامل تعتبر أن تل ابيب تريده وتتقاطع إيران مع الولايات المتحدة في الرغبة بتجنّبه.

وكان بارزاً أمس أن جبهة الجنوب استقطبت الاهتمام، من زاويتين:

- الميدان الذي بقي على التهابه حيث استهدفت إسرائيل بالقصف المدفعي بلدات عدة، في موازاة غارات على قرى أخرى بينها بليدا والخيام قبل أن يشن الطيران المعادي غارة عصراً في كفررمان على مبنى يُطل مباشرة على اوتوستراد النبطية – مرجعيون وسط معلومات عن أن شقة تم استهدافها وعن مقتل ما لا يقل عن ثلاثة أشخاص (تردد انهم من "حزب الله") وإصابة آخرين ومسارعة الحزب إلى فرض طوق أمني حول مسرح الجريمة. وفي المقابل، ورداً على استهدافات إسرائيل لمدنيين في لبنان ودعماً لغزة، نفّذ حزب الله سلسلة عمليات أبرزها ضد مقر قيادة اللواء الشرقي 769 في ثكنة كريات شمونة، و«مبنى يتمركز فيه جنود العدو الإسرائيلي في مستعمرة كفر يوفال وحققنا إصابة مباشرة»، وذلك قبل أن تفيد تقارير إسرائيلية عن اعتراض صاروخ فوق صفد من دون تفعيل صافرات الإنذار، ما تسبب بدوي انفجار كبير في المنطقة. وفي حين تحدثت قناة «الجزيرة» عن تسلل مسيّرتين من جنوب لبنان إلى منطقة إصبع الجليل، أعلن الجيش الإسرائيلي انه ضرب خلال الساعات القليلة الماضية مواقع في جنوب لبنان انطلقت منها صواريخ في اتجاه كريات شمونة ويوفال، لافتاً إلى أن مقاتلاته قصفت مجمعاً عسكرياً لحزب الله في منطقة مارون الراس وبنية تحتية «تستخدمها عناصر مسلحة» في كفركلا والخيام.

- والزاوية الثانية المساعي الديبلوماسية لتوفير مخرج يتيح خفْض التصعيد على جبهة الجنوب عبر خريطة طريق متدرّجة وصولاً إلى حل مستدام، وهو ما يصبح أكثر قابلية للتحقق «نظرياً» بحال نجحت مساعي الوصول الى صفقة لتبادل الأسرى بين تل أبيب وحماس، رغم الاقتناع الراسخ بأن جبهة الجنوب باتت قائمة في ذاتها، في سياقاتها المتفجرة كما الانفراجية التي يُعمل عليها تحت ضغط النار.

الورقة الفرنسية

وفيما كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يؤكد خلال جولة في شمال الجولان إصراره على «إعادة الأمن» إلى شمال إسرائيل متوعّداً «سنعيد الأمن في الشمال بكل الطرق، سياسياً إذا أمكن، وإلا عسكرياً، وعلى حزب الله أن يفهم ذلك»، أشارت معلومات في بيروت إلى أن الخارجية اللبنانية تسلمت من الجانب الفرنسي الورقة الرسمية بالاقتراحات الخاصة بمعالجة التوتر في الجنوب والتي سبق أن قدّمها «بالأحرف الأولى» (بطريقة غير رسمية) وزير الخارجية ستيفان سيجورنيه خلال زيارته للبنان. وكشفت صحيفة «نداء الوطن» أن الورقة تتضمّن فقرة تتعلق بمزارع شبعا وتلال كفرشوبا وضرورة البحث فيها مستقبلاً، في ما بدا وفق أوساط متابعة «حلاً وسطياً» بين عدم إدراجهما ضمن أي تَفاهُم تحت عنوان تنفيذ القرار 1701 وبين إصرار حزب الله ولبنان الرسمي على أن يكونا جزءاً من الحل المستدام، بمعنى إحداث «ربْط نزاع» حيالهما بما يكرّس «حقّ لبنان» نظرياً بالتفاوض اللاحق حولهما. وذُكر أن الورقة الرسمية تحمل عنوان السفارة الفرنسية في لبنان، وأنها باللغات العربية والفرنسية والانكليزية، وهي ستكون مدار بحث بين رئيس الحكومة ووزير الخارجية عبدالله بوحبيب لوضع الردّ الرسمي عليها الذي يُرجّح أن يصرّ على «الحل الشامل»، وذلك بعدما كان المسؤولون اللبنانيون امتنعوا عن تقديم أي جواب حين طرح سيجورنيه الصيغة غير الرسمية، ولكن مع إشاراتٍ إلى امتعاضٍ من عدم شمول مزارع شبعا وتلال كفرشوبا بالحلّ المقترح إضافة الى ملاحظات أخرى. ومعلوم أن الطرح الفرنسي يوازيه مسعى أميركي عبر الموفد آموس هوكشتاين لإيجاد مَخْرجٍ يبدأ بعد وقف القتال في غزة، وهو الموقف الذي يصرّ عليه «حزب الله»، ومن مندرجاته الأولية أولويةُ ابتعاد الحزب عن الحدود لِما بين 8 و10 كيلومترات بحيث يَطمئنّ سكان المستوطنات الإسرائيلية للعودة، وذلك ريثما تكتمل عناصر التفاهم المتكامل بما في ذلك على النقاط البرية المتنازَع عليها. وكانت الورقة الفرنسية بصيغتها غير الرسمية والتي تهدف إلى إنهاء الأعمال القتالية مع إسرائيل والتوصل لتسوية بشأن الحدود المتنازَع عليها، تتضمّن 3 مراحل، وأعادت إلى الأذهان حين كُشف عنها وقف النار الذي أنهى عدوان 1996 الإسرائيلي بما عُرف بـ «تفاهم أبريل»، وكذلك القرار 1701 الذي أنهى حرب 2006. ونصّت المرحلة الأولى على أن يقوم «حزب الله» وإسرائيل بوقف العمليات العسكرية. وفي غضون ثلاثة أيام، تقضي الخطوة الثانية بأن تسحب الجماعات المسلّحة اللبنانية مقاتليها على الأقل 10 كيلومترات شمال الحدود، ويبدأ لبنان بنشر مزيد من جنود الجيش في الجنوب (تم اقتراح نشر 15 ألف جندي) وتوقف إسرائيل التحليق فوق الأراضي اللبنانية. أما الخطوة الثالثة، خلال عشرة أيام، فهي أن يستأنف لبنان وإسرائيل المفاوضات حول ترسيم الحدود البرية «بطريقة تدريجية» وبدعم من قوة اليونيفيل. كما سيخوضان مفاوضات حول خريطة طريق لضمان إنشاء منطقة خالية من أي جماعات مسلحة غير تابعة للدولة بين الحدود ونهر الليطاني. ودعا الاقتراح إلى بذل جهد دولي لدعم انتشار الجيش اللبناني «بالتمويل والعتاد والتدريب»، كما إلى «التنمية الاجتماعية الاقتصادية لجنوب لبنان». كما نصّ على أن «تهدم الجماعات المسلحة اللبنانية جميع المباني والمنشآت القريبة من الحدود ولا تعاود بناءها وتسحب القوات المقاتلة بما يشمل مقاتلي الرضوان، وهي قوة النخبة التابعة لحزب الله، وكذلك القدرات العسكرية مثل الأنظمة المضادة للدبابات إلى مسافة 10 كيلومترات على الأقل شمال الحدود»...

مديرة «أونروا» في لبنان: لا «خطة بديلة» إذا تمسكت الدول بتعليق التمويل

الراي..قالت مديرة مكتب وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في لبنان دوروثي كلاوس إن الوكالة ليست لديها «خطة بديلة» لما بعد يوليو المقبل في حال تمسكت الدول المانحة بتعليق عملية تمويلها. وأضافت كلاوس في بيان أن الوكالة تتمنى إعادة التمويل لكي لا تواجه مشكلة ولكي تستمر في تقديم خدماتها بدون انقطاع. وأشارت إلى أنه «سيكون من الخطأ الاعتقاد بأن وكالات أخرى يمكنها الحلول محل الوكالة وسد الفجوة». وتدير (أونروا) 12 مخيما للاجئين في لبنان وكانت 16 دولة علقت تمويلها للوكالة في انتظار نتائج تحقيق يجريه مكتب الرقابة التابع للأمم المتحدة بعد اتهام الكيان الإسرائيلي المحتل موظفين تابعين للوكالة بالمشاركة في عملية (طوفان الأقصى) في السابع من أكتوبر الماضي.

نتنياهو يهدد بعمل عسكري ضد جنوب لبنان في حال فشل الحلول السياسية

«حزب الله» يقصف كريات شمونة… وإسرائيل تلاحق عناصره إلى عمق النبطية

بيروت: «الشرق الأوسط».. جددت إسرائيل قصف مدينة النبطية، حيث نفذت طائراتها غارتين على منزلين في بلدة كفرمان الملاصقة للمدينة، أسفرتا عن مقتل عنصرين للحزب كانا في شقة سكنية، في مقابل تصعيد «حزب الله» لوتيرة القصف وعمقه لجهة قصف أهداف في كريات شمونة، وسط تهديد إسرائيلي جديد بإعادة السكان إلى الجليل «بالطريقة العسكرية» في حال فشلت المفاوضات الدبلوماسية. وقال رئيس حكومة الحرب الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، خلال لقاء مع قوات عسكرية في جبل الشيخ في هضبة الجولان المحتلة: «لدينا غاية بسيطة في الشمال وهي إعادة السكان. ومن أجل إعادة السكان علينا أن نعيد الشعور بالأمن، ومن أجل إعادة الشعور بالأمن علينا إعادة الأمن، وهذا سيتحقق ولن نتوقف عن ذلك». وتابع: «سنحقق هذا الأمر بإحدى طريقتين: بالطريقة العسكرية، إذا اضطررنا؛ وبالطريقة السياسية، إذا أمكن. لكن في جميع الأحوال على حزب الله أن يدرك أننا سنعيد الأمن. وآمل أن يتم استيعاب هذه الرسالة هناك». ويأتي التهديد على إيقاع تصعيد إسرائيلي إضافي في العمق اللبناني، تمثل الخميس في قصف إسرائيلي استهدف بلدة كفرمان الملاصقة لمدينة النبطية، ما أسفر عن سقوط قتيلين وثلاثة جرحى على الأقل. وقالت وسائل إعلام لبنانية إن الطائرات الإسرائيلية نفذت غارتين على منزل على أوتوستراد كفرمان، وتم استهداف شقة قيد الإنشاء في بناء بالطابق الأخير، وشقة في الطابق الأول للبناء، وذلك بصواريخ ذكية. وذكر إعلام محلي أن القتيلين هما عنصران في «حزب الله». وجاء القصف على كفرمان بعد الظهر، بعد إطلاق صواريخ باتجاه كريات شمونة، حيث تحدث الإعلام الإسرائيلي عن صاروخ موجّه أو طائرة انتحارية أصابت مبنى داخل قاعدة عسكرية تابعة للجيش «الإسرائيلي» في كريات شمونة. ولاحقاً، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن صواريخ من لبنان أصابت منزلين في كريات شمونة، كما تحدثت أيضاً عن أضرار جسيمة لحقت بمنزل في مستوطنة كفار يوفال عند الحدود مع لبنان، أصيب بصاروخ موجه من الأراضي اللبنانية. وتلت تلك الضربات غارات إسرائيلية أدت إلى تدمير منازل في الخيام وكفركلا ومارون الراس، فضلاً عن تدمير 3 منازل في بليدا في العمق اللبناني. وأعلن الجيش الإسرائيلي، في بيان، مهاجمة أهداف لـ«حزب الله»، والردّ على مصدر إطلاق النار صوب كريات شمونة. وقال في بيان إن طائراته قصفت مبنى عسكريا لـ«حزب الله» في منطقة مارون الراس، وبنى تحتية للتنظيم في منطقتي كفركلا والخيام. كما أطلقت دبابة تابعة للجيش الإسرائيلي النار في منطقة الجبين. وأضاف أنه «في الساعات الأخيرة، تم رصد عمليات إطلاق نار من الأراضي اللبنانية باتجاه الأراضي الإسرائيلية في منطقتي كريات شمونة و(كفار يوفال)، وهاجم الجيش الإسرائيلي مصادر إطلاق النار». وكان «حزب الله» أعلن في بيان أن مقاتليه استهدفوا «مبنى يتموضع فيه جنود العدو ‏الإسرائيلي في مستعمرة (كفار يوفال) بالأسلحة المناسبة، وأصابوه إصابة مباشرة؛ رداً على ‏الاعتداءات الإسرائيلية على القرى والمنازل المدنية».‏ كما أعلن استهداف مقرّ ‏قيادة اللواء الشرقي 769 في ثكنة كريات شمونة بالأسلحة المناسبة، فضلاً عن استهدافات أخرى في مزارع شبعا.

تشييع طفلة

في غضون ذلك، أقام «حزب الله» و«حركة أمل» تشييعاً مشتركاً لامرأة وطفلة تبلغ من العمر 6 سنوات قتلتا يوم الأربعاء بغارة إسرائيلية استهدفت منزلاً في بلدة مجدل زون. وقال رئيس الهيئة التنفيذية في «حركة أمل» مصطفى الفوعاني: «إننا ندافع عن أرضنا وعرضنا وكرامة لبنان كل لبنان، ندافع عن السيادة ونحميها»، مضيفاً: «اليوم نحن بأمسّ الحاجة إلى الوحدة الوطنية وننظر إلى المواقع على مستوى الدولة على أنها وسيلة وليست هدفا، لأن الهدف هو كيفية الحفاظ على الوطن وصونه»، ودعا إلى «التقاط لحظة التحدي التي نعيشها اليوم من أجل البحث عن مخارج لأزمتنا السياسية»، موضحاً أن «المخرج واضح، وهو أن يلتقي كل الفرقاء مع بعضهم البعض على قاعدة التفاهم وتوسيع المشترك فيما بيننا من أجل الوصول إلى انتخاب رئيس للجمهورية يقود مفتاح العودة إلى انتظام عمل كل المؤسسات الدستورية، وفي مقدمها تشكيل حكومة جديدة».



السابق

أخبار وتقارير..هل يكمن مستقبل الجيش الأميركي في أوروبا أم بآسيا؟..بوتين يطرح الحوار بعد «أفدييفكا»..أوكرانيا قد تضطر لاختيار المدن التي ستتمكن من الحفاظ عليها..إقرار الحزمة الـ13 من العقوبات الأوروبية على روسيا..نظام الردع النووي البريطاني «أخطأ» خلال اختباره..مسؤولون غربيون: روسيا تعاني نقصاً في إنتاج الذخيرة اللازمة لحرب أوكرانيا..تقرير: مقتل أكثر من 45 ألف جندي روسي في أوكرانيا منذ بدء الحرب..هل الدعم العسكري الأميركي يمكن أن يقلب موازين المعركة لصالح أوكرانيا؟..التوترات العالمية تهيمن على اجتماعات مجموعة الـ20 في ريو دي جانيرو..اتفاق خصوم خان يعيد شريف وزرداري للسلطة..

التالي

أخبار فلسطين..والحرب على غزة..خطة نتنياهو لما بعد الحرب..تجريد غزة من السلاح ومنطقة أمنية داخل القطاع..إسرائيل تبحث عن «الأشخاص المناسبين» لإدارة غزة..مسؤولون إسرائيليون التقوا شخصيات من غزة لتشكيل «قيادة محلية»..40 قتيلاً وأكثر من 100 مصاب جراء غارات إسرائيلية على وسط غزة..الإجلاء من رفح..«وجهة مجهولة» للنازحين وتخوّفات من الأسوأ..شهداء غزة قد يتجاوزون الـ 85 ألفاً..مقتل مستوطن وجرح 8 في عملية قُرب معاليه أدوميم..واستشهاد المُنفذين الثلاثة..إسرائيل دمرت منزل عرفات في غزة..مفوض «الأونروا»: وصلنا إلى «نقطة الانهيار»..بن غفير يدعو لإقامة حواجز على كل القرى العربية..دعم واسع في مجموعة العشرين لحل الدولتين..

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East..

 السبت 11 أيار 2024 - 6:24 ص

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East.. Armed groups aligned with Teh… تتمة »

عدد الزيارات: 156,747,064

عدد الزوار: 7,041,477

المتواجدون الآن: 71