الخطاب "الصاخب" لنجاد في الضاحية يستفز ردود فعل دولية

تاريخ الإضافة الجمعة 15 تشرين الأول 2010 - 6:43 ص    عدد الزيارات 3095    التعليقات 0    القسم محلية

        


الخطاب "الصاخب" لنجاد في الضاحية يستفز ردود فعل دولية

وصف المعارضون لزيارة الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد للبنان كلامه في القصر الجمهوري امس بانه "معتدل جداً" "على حد تعبير رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع. كما لم ير وزير الشؤون الاجتماعية سليم الصايغ ما يستأهل انتقاده سواء في ما قاله في المؤتمر الصحافي مع الرئيس ميشال سليمان او قبل مأدبة الغداء التكريمية له في القصر الجمهوري. واتفق معهما في الرأي وزراء ونواب كانوا طالبوا بان يبقى خطاب نجاد في إطار رئيس دولة يزور دولة أخرى بدعوة رسمية من دون استعمال لبنان ساحة لتوجيه رسائل الى زعماء الدول المناوئة له. ودعوا الى الترجمة العملية لما شدّد عليه بمساعدة لبنان الذي يريده قوياً ومقتدراً وفي العديد من المجالات المتوافرة لدى الدولة الايرانية. وشدّدوا على دعوة نجاد الى الدعم العملي لنظيره اللبناني الذي يقدر فيه وطنيته وحكمته في ادارة الحوار وشؤون البلاد. وان الرئيس الايراني بوسعه ان يساعد على تنفيذ ما هو مطلوب من لبنان لتنفيذ القرار 1701 في حال كان هناك ضمان دولي لالزام اسرائيل التقيد، بدورها، لتطبيق هذا القرار، وبذلك ينطلق السلام بخطى ثابتة ابتداء من لبنان الذي يساعد بقوة على حل القضية الفلسطينية وتحرير الاراضي العربية من الجنوب الى الجولان الى الاراضي الفلسطينية.
من يراجع نتائج زيارات رؤساء الدول الغربية او العربية للبنان لم يجر لأي من هؤلاء استقبال شعبي لدى وصوله الى "مطار رفيق الحريري الدولي" كالذي جرى امس للرئيس نجاد الذي حرص على توجيه التحيات من سيارة لبنانية مصفحّة في لبنان وكان لحشود المستقبلين ابلغ الأثر في نفسه ولم يخف ذلك على من التقاهم في قصر بعبدا.
واكتملت بهجته واعجابه في الحماسة التي تجلت في ملعب "الراية" في الضاحية الجنوبية ليس فقط بالحشود التي اتت للاستماع الى خطابه السياسي الشامل المختلف بل ايضاً الى ما تضمنته كلمة الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله لجهة ما تفعله بلاده لدعم لبنان في شتى الميادين ولتعزيز صموده في وجه اسرائيل. كما ان رد نجاد على خطاب نصرالله بدأ "هادئاً وامتداحاً بموقع لبنان الحضاري وتعايش طوائفه وثناء على النموذجية التي يتمتع بها من مواهب واعجاب بدور الشباب". ورأوا في الشق السياسي من خطابه بانه تطرق الى الخلاف الحاصل حول القرارالاتهامي المتوقع صدوره عن "المحكمة الدولية الخاصة" لمحاكمة قتلة الرئيس رفيق الحريري الذي وصفه بانه كان "صديقاً عزيزاً "لبلاده" وتأكيد رفضه الاجتهادات القانونية التي تطرح وتمهد لصدور قرار اتهامي للبنانيين بعدما كان الاتهام لسوريا. واتهم اسرائيل بانها خطفت اربعة ديبلوماسيين كانوا معتمدين لدى السفارة الايرانية في لبنان وانهم لا زالوا أحياء لدى السلطات الاسرائيلية وطالب بالافراج عنهم.
 ووجه رسائل بالغة الاهمية الى الولايات المتحدة التي تحتل افغانستان والعراق للانسحاب منه واتهمها بأنها تدعم اسرائيل لممارسة خططها لزرع الفتنة. وتطرق الى التغيير في هذه المنطقة. وهدّد بـ"تقصير عمر الكيان المغتصب" اذا "بدر منه أي شرّ جديد". واكد ان ايران ولبنان في "جبهة واحدة".
وعلقت مصادر ديبلوماسية ليلاً على خطاب نجاد في الضاحية بانه مختلف عن خطابه في القصر الذي كان "هادئاً ومتزناً". اما في الضاحية، فكان "صاخباً وبعث برسائل تهديدية لاكثر من دولة من بينها اميركا واسرائيل ستكون موضع انتقاد من واشنطن ومن دول أخرى". ورأت ان خطاب نجاد في الضاحية لا يختلف عن اي خطاب له يلقيه في ايران او في اي دولة أخرى. وتوقعت ان يتبلغ المسؤولون احتجاجات على تلك الرسائل.     
اما على صعيد المحادثات الثنائية، فاللافت ان قرار مدّ لبنان بأسلحة ايرانية لمواجهة اسرائيل اذا ما شنّت حرباً جديدة عليه لم يتخذ أمس لأن "مذكرة التعاون الدفاعية" المعقودة بين وزارتي الدفاع في البلدين انتهى مفعولها في أيار الماضي بعد مرور خمس سنوات على توقيعها وتأجل تجديدها أثناء المحادثات في القصر، لاستكمال المشاورات بين الطرفين. 

خليل فليحان   

 

 

  جريدة الحياة

نجاد يعتدل في قصر بعبدا ويتشدد في الضاحية الجنوبية
 
الخميس, 14 أكتوبر 2010..
 
بيروت – «الحياة»

لقي الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد استقبالاً شعبياً ضخماً في بيروت من جمهور «حزب الله» وحركة «أمل»، لم يسبق لزائر أجنبي أن لقيه، فور وصوله الى مطار رفيق الحريري الدولي، وأطلق مواقف سياسية معتدلة كما وصفها، حتى بعض خصومه، في مواقفه المعلنة عن محادثاته مع نظيره اللبناني ميشال سليمان، وخلال المحادثات المغلقة. فأكد دعمه سياسة لبنان بالصمود عبر تطبيق قرار مجلس الأمن الرقم 1701 ومنع الفتنة وتغليب الوفاق الوطني ومواصلة التنمية الاقتصادية. وأسفرت زيارته عن توقيع 16 اتفاقا، ومذكرة تفاهم للتعاون في مجالات البنى التحتية والاجتماعية، مع تأجيل البت في اتفاق للتعاون العسكري، نظراً الى تعارضها مع الحظر المفروض بموجب العقوبات الدولية على شراء الأسلحة من إيران، فيما قالت مصادر وزارية أن السبب الحاجة الى تحديث اتفاق سابق بين البلدين.

وإذ تميز خطاب نجاد بتكرار دعمه الحكومة اللبنانية، ووحدة لبنان القوي، فإنه لم يفته التأكيد قبل وصوله الى بيروت أن لبنان «نقطة محورية في المقاومة» ثم في مؤتمره الصحافي المشترك مع الرئيس اللبناني أن «لبنان غيّر معادلات الأعداء في المنطقة ويشكل مصدر فخر لجميع شعوب المنطقة».

وزيارة الرئيس الإيراني التي كانت محط مراقبة عواصم عالمية وإقليمية عدة أخذت طابعين، الأول رسمي حكمته محادثات مكثفة والثاني شعبي وحزبي تمثل في الحشد الشعبي الكبير الذي أمنه «حزب الله» وحركة «أمل» لاستقباله، إذ أوكل البروتوكول الى رئيس البرلمان نبيه بري ملاقاته على أرض المطار، ثم في المهرجان الحاشد الذي أقيم احتفاء به السابعة مساء في الضاحية الجنوبية لبيروت حيث تحدث والأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله، ثم في الاحتفال الشعبي الذي يقام بعد ظهر اليوم في مدينة بنت جبيل جنوب لبنان حيث يطل من هناك على مقربة من الحدود مع إسرائيل التي استنفرت قواتها متخوفة من أعمال تقوم بها الحشود الشعبية.

وفيما قالت مصادر وزارية لبنانية متعددة لـ «الحياة» أن الاتصالات الإقليمية التي سبقت الزيارة ساهمت في صوغ اللهجة الهادئة عموماً لنجاد في بيروت، ولم يستبعد بعض هذه المصادر أن تكون سورية ساهمت في هذا التوجه، فإن مصدراً وزارياً بارزاً في المعارضة أبلغ «الحياة» أن «حزب الله» من جهته لعب دوراً مع القيادة الإيرانية في ترجيح الهدوء في لهجة نجاد، وهي لهجة تغيرت واتسمت بالتصلب المعتاد في المواقف الايرانية في كلمته التي القاها مساء في مهرجان الضاحية الجنوبية، خصوصاً بالنسبة إلى الولايات المتحدة واسرائيل.

وتنشر «الحياة» وقائع من محضر جلسة المحادثات الموسعة بين الجانبين اللبناني والإيراني في القصر الرئاسي ظهر أمس بعد أن كان نجاد التقى الرؤساء الثلاثة كلاً على حدة.

واستهل سليمان الاجتماع مرحباً بنجاد مبدياً سعادته «باستقبالكم مع عقيلتكم المحترمة وقد ظهرت مشاعر الاستقبال والحب من المواطنين الذين استقبلوكم حتى وصولكم الى مقر الرئاسة. هؤلاء يعبّرون عن تقديرهم لمساندة إيران لنا في كل الظروف وبخاصة في مواجهة إسرائيل وتهديداتها وتحديداً خلال حرب تموز (يوليو) ومن بعدها حين بادرتم الى مساعدة لبنان لإعادة بناء ما هدمه العدوان».

وأضاف سليمان: «العلاقة بيننا وثيقة وتعود قديماً في التاريخ منذ عهد الصحابي أبي ذر الغفاري والشيخ بهاء الدين العاملي وترجمت في بناء المدارس والحوزات الدينية». وأكد أن «همنا اليوم تعزيز هذه العلاقة لأن الدول المعزولة لا يمكنها القيام بواجباتها تجاه مواطنيها. وبالمناسبة نتقدم منكم بالتعزية بالشهداء الذين سقطوا جراء التفجير الذي حصل أمس في إيران».

واختتم سليمان مخاطباً إياه بالفارسية: «خوش آمديد» (أهلاً وسهلاً).

وردّ نجاد بقوله: «أشكر الله تعالى لأنه وفقنا في أن نأتي الى بلدكم الكريم للقاء اخوتنا وأحبتنا وقد أشرتم الى الاستقبال الجماهيري الذي لقيناه. وأنا أقول إننا شاهدنا هذه الجموع الغفيرة بفضلكم وبفضل دولة رئيس مجلس الوزراء وسائر المسؤولين في الدولة. إن هذه الجموع الغفيرة ما هي إلا إشارة الى لطفكم. ونحن نقف خاشعين أمام هذه الجماهير وكما أشرتم العلاقة بيننا جذورها ضاربة في التاريخ، المسلمون اللبنانيون تجمعهم علاقة عميقة مع إيران وكذلك المسيحيون، فنحن معكم في حوزة ثقافية واحدة وشعبانا يحب أحدهما الآخر. لدينا مصالح مشتركة وتجمعنا عادات مشتركة. إن التاريخ والمصالح المشتركة تكوّن لدينا أعداء مشتركين وكل هذا يحتم علينا تعزيز العلاقات».

وأضاف نجاد: «لبنان في الخط الأمامي للمواجهة وأعداؤنا الذين يهيمنون على المنطقة يوجهون الضربات الى لبنان أولاً، هم أعداء إيران ولبنان وسورية والأردن والعراق وتركيا، وكل شعوب المنطقة وكل من يريد العزة والاستقلال. هم أعداء المسيحيين والسنّة والدروز والشيعة ولا يريدون للشعوب أن تكون لها سيادة على أراضيها».

ثم خاطب نجاد سليمان والحريري وقال: «أوجه من صميم قلبي الشكر الى فخامتكم وإلى دولة رئيس مجلس الوزراء وهذا الشعور المشترك النابع من القلب والعلاقات الودية يزيد من مسؤوليتنا في تعزيز هذه العلاقات. يسعدني أن العلاقات التي تجمعنا فريدة من نوعها إذ لا توجد فيها نقطة سلبية أو مظلمة في تاريخها وليس هناك من حاجز أو مانع أمام تعزيزها».

ولفت نجاد الى أن «تعزيز علاقاتنا هو من أهم العوامل التي تدفع العدو الى اليأس»، وقال: «علاقاتنا جيدة ونحن مستعدون لأن نرفعها الى الذروة، لا حدود أمام تنمية علاقاتنا الثنائية ونحن نرى عزتكم عزة لنا وواثقون بأن الشعور متبادل لأن ما يجمعنا هو مصالح مشتركة وأعداء مشتركون ومصيرنا واحد ومشترك. إن مستقبل المنطقة نبنيه معاً وهو بناء لا يتم إلا على أسس التعاون السليم، وأشكركم مجدداً على حسن الضيافة والدعوة الكريمة وهذا الاستقبال الذي أشعرنا بأننا بين إخوان لنا».

وردّ سليمان قائلاً: «قبل أن أبدأ عرض جدول الأعمال أرجوكم أن تنقلوا التحية الى المرشد الأعلى للثورة في إيران الإمام السيد علي خامنئي، صحيح أن لبنان اليوم موجود في المواجهة مع إسرائيل وكي تبقى المواجهة ويبقى لبنان صامداً يجب أن يبقى لبنان صامداً على ثلاث مندرجات أولاً الالتزام بالقرار 1701 وإلزام إسرائيل بتطبيقه بكل مندرجاته مع حق لبنان باسترجاع أراضيه المحتلة بكل الوسائل المشروعة، منذ انتشار الجيش على الخط الأمامي في الجنوب تعكف الدولة اللبنانية على وضع استراتيجية دفاعية تجمع كل عناصر قوة لبنان لمواجهة إسرائيل».

أما الأمر الثاني، «فهو تعزيز الصمود ومنع الفتنة في لبنان والحفاظ على الوحدة الوطنية وصيغة العيش المشترك والتي كانت الأساس في نجاح لبنان في تحرير أرضه عام 2000 عبر المقاومة وبمساندة الجيش والشعب اللبناني ودعمهما. ينبغي أن نمنع الفتنة ما بين الطوائف والاتجاهات السياسية. إن وجود لبنان قائم أصلاً على الحوار وعلى التساوي بين الجميع في الحقوق والواجبات وهذا هو الرد الأساسي على إسرائيل لأنه إذا وقعت الفتنة تكون إسرائيل بغنى عن شن حرب على لبنان أو على سورية أو حتى على إيران، أقول ذلك لا لطلب تدخل دولتكم في صميم الشؤون الداخلية، لكني أعتبر أن المثال اللبناني، معنية به الدول العربية والإسلامية بينما الدولة اليهودية المزعومة تناقض تماماً هذا المثال».

وتابع سليمان: «بالنسبة الى الأمر الثالث فإن التنمية الاقتصادية تساعد لبنان على الصمود بخاصة أن إسرائيل تهددنا يومياً بالاعتداء وهذا ما يجعل المستثمرين يخافون ويزعزع ثقة اللبنانيين ويدفعهم للذهاب الى الخارج وهذا ما يجعل لبنان جديراً بالدعم الاقتصادي. هناك خطر كبير على اقتصادنا ولدى اللبنانيين خوف عليه وإذا وصلت الفتنة يكون مفعولها أكبر بكثير من التهديدات الإسرائيلية. أقول ذلك لأننا في لحظة سعيدة وهي مناسبة توقيع عدد كبير من مذكرات التفاهم بين لبنان وإيران وهي اقتصادية وإنمائية وثقافية ورياضية».

ونوّه سليمان بدعم إيران للبنان وقال: «إن دعمك لقطاع الطاقة والمياه عبر القرض الميسر الذي قررتم تقديمه لهو مهم لنا. وهناك الكثير في مجالات التعاون ونبدأ اليوم بتوقيع المذكرات وبعدها نتابعها عبر الزيارات والبعثات الديبلوماسية والاتصال المباشر».

ورد نجاد شاكراً سليمان على هذا «السرد الطيّب لبرامج التعاون»، وقال: «إن العوامل الرئيسة الثلاثة التي ذكرتموها نقبلها وهي صحيحة، وصحيح أنكم تخططون لاستراتيجية دفاعية شاملة تأخذ في الاعتبار كل الظروف والأطراف، وأعتقد أن الظروف مهيأة بالكامل. فلديكم جيش جيد ومهيأ ويحتاج الى بعض المعدات والتدريب ولديكم شعب طيب ومقاوم وأن روحكم العامرة بالمقاومة والصمود أكبر ثروة لديكم. ونرى أن فخامتكم ورئيس حكومتكم وشعبكم جبهة واحدة ضد العدو الإسرائيلي وهذه ثروة عظيمة، بخاصة أن عدونا المشترك لن يرضخ لأي منطق إنساني، والدول الكبرى تدعم هذا العدو وعلينا أن نعبئ كل قوانا لمواجهته، والكلام عن الوحدة صحيح وهو عامل أساس للتنمية والدفاع الوطني وأعتقد أن كل الأطراف والجماعات اللبنانية يعلمون أن ليس في مقدور أحد منهم أن يحذف الآخر وبالتعاون يبنون لبنان ويدافعون عنه. العدو يريد ضرب الجميع وعليكم أن تتحدوا وتساعدوا بعضكم بعضاً».

وتوقف نجاد أمام مسألة التنمية الاجتماعية، وقال إن «من أهداف العدو منع التنمية عن شعوب المنطقة، ونحن نعتقد بأن الشعب اللبناني ككل شعوب المنطقة على أتم الاستعداد للتضحية والصمود، وواثقون بأنهم يدافعون عن بلدهم وعن حفظ وحدته وبنائه، وبأن قيادتكم الرشيدة تستطيع أن تحقق ذلك ونحن في خدمتكم في النقاط الثلاث التي أشرتم إليها».

وعن الجانب الدفاعي قال نجاد: «نحن على أتم الاستعداد لتلبية طلباتكم في هذا المجال ونحن تطورنا كثيراً في بلدنا في هذه المجالات ومستعدون لتلبية حاجاتكم إذا ما طلبتم منا».

وشدد نجاد على أن إيران «تحب كل أطراف الشعب اللبناني وتعتز بهم جميعاً وتشجعهم على الوحدة وتمد أيديها للمساعدة ولخدمة لبنان جسماً واحداً ليبقى كل لبنان عزيزاً صامداً في وجه المخاطر. إن العزة التي كتبها لبنان تعود الى جميع الأطراف والجماعات في بلدكم، وأن يقول المواطن أنا لبناني فهذا يعني أنا عزيز».

وأكد نجاد أن إيران «وضعت رقماً مالياً للتعاون الاقتصادي من أجل خدمة لبنان في مجال التنمية وعبر الإدارة الحكيمة والرشيدة والجيدة لدولة رئيس مجلس الوزراء التي ستوفر كل مشاريع التنمية التي اتفقنا عليها على أرض الواقع وعندما تبدأ المشاريع فنحن على استعداد لتقديم مبالغ أكبر إذا تطلّب ذلك، وجاهزون لزيادتها ونحن في خدمتكم وفي خدمة كل المشاريع التي ترونها صالحة للبنان وعلى أتم الاستعداد للاستثمار في البنى التحتية».

وعن اتصاله بخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز قال نجاد: «اتصلت قبل أن أتوجه الى هنا بالملك عبدالله ملك المملكة العربية السعودية وقلت لجلالته إننا يجب أن نعمل معاً حتى نبني لبنان ونحميه وحتى يتجاوز هذه الظروف الحرجة. علينا أن نعمل جميعاً لنساعد لبنان وأنا سأتابع محادثاتي مع الملك عبدالله في هذا الصدد. كما اتصلت بالرئيس بشار الأسد ورأيت أن مواقفه جيدة تجاه لبنان وأكد لي حرصه على وحدته وعزته».

وتابع نجاد: «علينا أن نقاوم حقاً عدونا وأن نحمي بلدينا معاً، نحن مستعدون للتعاون مع بلد يقاوم عدواً مشتركاً وعندما يقف أحدنا الى جانب الآخر نصبح أقوياء ولا يستطيع الأعداء أن يتربصوا بنا. ومرة أخرى أؤكد لكم أن لبنان في الخط الأمامي وأي خطأ صغير، لا سمح الله، يمكن أن يضع لبنان في مواجهة مخاطر شتى. وأعتقد أن صمود لبنان وصونه وتنميته تمهد الطريق أمام عزة الشعوب وحشر العدو في الزاوية. وكونوا واثقين بأننا سنبقى دائماً الى جانبكم وفي أي وقت إذا وجدتم ضرورة للتخاطب عبر الهاتف أو حضورياً فأنا جاهز. نحن في خدمتكم وفي خدمة رئيس مجلس الوزراء والشعب اللبناني. ونحن جئنا الى هنا لتقولوا لنا ماذا يجب أن نفعل ونحن حاضرون».

وعاد سليمان الى الحديث وتوجه بالشكر الى نجاد وقال: «سنتابع المذكرات ونعمل من أجل تطبيقها ومن ضمنها مذكرة التعاون الدفاعي التي تمدد المذكرة السابقة والتعاون سوياً في مجالات مكافحة الإرهاب والحد من هذا الخطر الجاثم على صدور المسلمين والعرب قبل غيرهم».

وأبدى سليمان ارتياحه لاتصال نجاد بالملك عبدالله وقال: «صديقي العزيز، صديق لبنان. استقبل اللبنانيون اتصالكم بالملك عبدالله بفرح وطمأنينة وآمل وأنا أعبر عن رأيي لما فيه خير الأمة العربية والإسلامية بأن يستمر التواصل وهذا سيكون حجر الزاوية في سياسة الجوار التي طرحت في الجامعة العربية ونحن نؤيد تعزيزها، خصوصاً مع إيران وتركيا، ويهمنا أن تعمل هذه الدول المجاورة للحفاظ على وحدة الدول العربية وأخص بالذكر العراق والسودان».

وتحدث الرئيس الحريري مخاطباً نجاد: «مرة جديدة أهلاً وسهلاً بكم في لبنان. هذه العلاقة التاريخية ونريد أن نحسّن السياسة بين البلدين في كل المجالات، وكما قلتم وكما قال فخامة الرئيس نحن نرى أن هذه العلاقات السياسية في أحسن أحوالها، أما العلاقات الاقتصادية فهي دون المستوى الذي يجب أن تكون عليه وللمضي في تحسين العلاقات السياسية لا بد من تطوير العلاقات الاقتصادية لأنها السبيل الأساسي لصمودنا وهي العمود الفقري لكم أيضاً لأن شعوبنا هي التي تضعنا على هذه الطاولة ونحن نتكلم باسمها ولذلك علينا أن نعمل للتنمية والتطوير الاقتصادي».

وأضاف الحريري: «نشكركم على كل ما قدمتم للبنان ولكن لبنان أيضاً قادر أن يقدم الكثير لإيران في مجالات المعلوماتية وغيرها من الخبرات وإن كان الاستهداف لهذه المنطقة من لبنان وسورية والعراق وإيران فهو استهداف لما ننتجه من خيرات في هذه المنطقة وهذا ما يدعونا الى تحصين اقتصادنا باعتباره المستهدف من كل ما يجرى في المنطقة».

وقال الحريري: «نحن متفقون في السياسة لكن علينا أن نكمل لتعيش شعوبنا حياة كريمة وأن نساعد بعضنا بعضاً في هذا المجال وهذا يوجب العمل لتحسين علاقاتنا العربية والإسلامية».

وشكر نجاد الحريري على ما «تفضلت به» وقال: «أنا أتفق مع وجهة نظركم ولا بد من أن نتبادل الخبرات في المعلوماتية لتعيش شعوبنا في ظروف أفضل. ولا بد لنا من أن ننشط في مجالات التكنولوجيا والصناعة ونحن وإياكم لدينا خبرات لا بد من أن نتبادلها في ما بيننا ومع المنطقة العربية كافة وغير العربية التي عليها أن تسلك هذا الطريق وأن نتعاون لأن منطقتنا ثرية بما لديها من جامعات ورجال وصناعيين فلماذا لا نستفيد من هذه الخبرات ومن تبادل القدرات ومن هذا المنطلق نقف الى جانبكم يا دولة الرئيس ونضع قدراتنا في خدمتكم».

ثم خاطب نجاد سليمان وقال: أتفق مع ما تفضلتم به عندما أشرتم الى السودان والعراق ونحن نعمل على أساس الوحدة وندافع عن وحدة أراضي السودان والعراق وكل الدول فالأعداء يريدون تجزئتنا ويريدون دولاً مجزّأة ولو أتيح لهم لجزأوا كل الدول من لبنان الى العراق والسودان وحتى السعودية. أعداؤنا يريدون أن يمنعوا عنا التنمية عبر التهديد وشن الحرب النفسية وهذا جانب كبير من اللعبة التي يقومون بها، خصوصاً مع إيران في شأن الموضوع النووي لمنعنا من التطور وهم لا يريدون لأي شعب أو دولة أن يكونوا أعزاء». وتابع: «نحن ندرس ونراعي ظروف لبنان وأؤكد من جديد على تنمية العلاقات العربية – الإيرانية ومنها اللبنانية. انظروا إذا كان لبنان وسورية وتركيا والعراق والأردن وإيران تعمل مع بعضها بعضاً فماذا يحدث أيضاً إذا عملت السعودية وقطر والكويت والبحرين مع بعضها البعض، وماذا يحدث لو عملنا جميعاً مع بعضنا هل نبقى في حاجة لمساعدة الآخرين أم يصبح الآخرون في حاجة لمساعداتنا؟

وسأل نجاد: «إذا اتحدنا مع بعضنا هل يستطيع الأعداء أن يهددوا أي بلد؟ أؤكد مرة أخرى لأصدقائنا في لبنان حكومة وشعباً ولسائر الحكومات العربية أن إيران تضع إمكاناتها في خدمتكم وسنبادر قريباً الى عقد مؤتمر حول مكافحة الإرهاب وأنا أدعو فخامة الرئيس للمشاركة فيه وأوجه لكم الآن دعوة رسمية لزيارة إيران وأوجه أيضاً الدعوة رسمياً لدولة رئيس مجلس الوزراء لزيارة إيران واللقاء مع إخوانه هناك».


المصدر: جريدة النهار

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,044,033

عدد الزوار: 6,749,282

المتواجدون الآن: 90