أخبار فلسطين..والحرب على غزة..مصادر للعربية: حماس تتجه لقبول المبادرة المصرية القطرية لتبادل الأسرى..جنوب أفريقيا ترفع دعوى إبادة جماعية على إسرائيل بمحكمة العدل الدولية..مندوب فلسطين باليونسكو: إسرائيل تعمدت استهداف 200 موقع أثري بغزة..كيف تستخدم إسرائيل مسيّرات "كوادكوبتر" في حرب غزة؟..الصحة العالمية: قلقون للغاية من خطر انتشار الأمراض المعدية في غزة..بعد الشمال..إسرائيل تفرّغ وسط غزة..متحدث باسم الجيش الإسرائيلي: ندفع ثمناً باهظاً في حرب غزة..إسرائيل تُواصل الاعتقالات ومصادرة الأموال في الضفة..نتنياهو يدرس فرص التعاون مع عشائر في غزة بعد الحرب..سموتريتش متحدياً بايدن: لن أحول شيقلاً واحداً إلى غزة..المرصد الأورومتوسطي: جنود إسرائيليون قاموا بأعمال نهب لمنازل مدنيين في غزة..

تاريخ الإضافة السبت 30 كانون الأول 2023 - 3:30 ص    عدد الزيارات 340    التعليقات 0    القسم عربية

        


مصادر للعربية: حماس تتجه لقبول المبادرة المصرية القطرية لتبادل الأسرى..

المبادرة تقضي بإطلاق سراح المحتجزين المدنيين مقابل أسرى وهدنة لـ 20 يوماً..

العربية.نت، مراسلو العربية ووكالات.. أفادت مصادر العربية والحدث في القاهرة أن يحيى السنوار يتجه لقبول المبادرة المصرية القطرية لتبادل الأسرى، حيث تقضي بإطلاق سراح المحتجزين المدنيين مقابل أسرى وهدنة لـ 20 يوما. وأكدت مصادر مطلعة توجه وفد من حماس إلى القاهرة، الجمعة، لبحث المبادرة المصرية التي تهدف لإنهاء الحرب في غزة، وفق ما أفاد مسؤول في الحركة. إلا أن قيادياً في حماس نفى ما أثير حول زيارة وفد من الحركة للقاهرة، وقال محمود مرداوي "حتى اللحظة، لم يتوجه وفد من حركة حماس إلى القاهرة، ولذلك لا يوجد ما يمكن الحديث عنه في هذا السياق، طالما أن ما تم تداوله عن هذه الزيارة غير صحيح". وأضاف "منفتحون على كل المباحثات، ونتحدث مع جميع الأطراف، لكن في الوقت المناسب ومع الطرف المناسب، حسب كل قضية يتم الحديث عنها". وكان من المنتظر وصول وفد حماس إلى القاهرة، لمناقشة خطة مصرية تشمل ثلاث مراحل تنص على هدن قابلة للتمديد والإفراج التدريجي عن عشرات الأسرى الذين تحتجزهم حماس في مقابل إطلاق فلسطينيين تعتقلهم إسرائيل، ما يؤدي في نهاية المطاف إلى التوصل لوقف الأعمال القتالية التي اندلعت في 7 أكتوبر بعد الهجوم الذي نفذته الحركة في الأراضي الإسرائيلية. وكانت المبادرة المصرية طُرحت الأسبوع الماضي على مسؤولين من حركتَي حماس والجهاد، خلال زيارات قام بها قادة من الحركتين للقاهرة. وفي القاهرة سينقل وفد حماس إلى المصريين "رد الفصائل الفلسطينية الذي يتضمن ملاحظات عدة على خطتهم"، حسب ما قال مسؤول في الحركة الإسلامية لفرانس برس طالبا عدم كشف هويته. وأضاف المسؤول أن هذه الملاحظات تتعلق خصوصا بـ"طرائق عمليات التبادل المرتقبة وبعدد الفلسطينيين الذين سيطلق سراحهم وبالحصول على ضمانات من أجل انسحاب عسكري إسرائيلي كامل من قطاع غزة". من جهته، قال أسامة حمدان، القيادي في حركة حماس، إن الحركة تريد سلطة وطنية تحمل مشروع التحرير، مؤكداً أن الأسرى الإسرائيليين لن يتم إطلاق سراحهم إلا بعد تنفيذ وقف دائم لإطلاق النار. من جهته، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، خلال اجتماع الخميس في تل أبيب مع عائلات أسرى: "نحن على اتصال (مع الوسطاء) في هذه اللحظة. لا أستطيع تقديم مزيد من التفاصيل. نحن نعمل على إعادتهم جميعا. هذا هدفنا". وتشن إسرائيل مذاك قصفا مكثفا على القطاع المحاصر أعقبته باجتياح بري ما خلف أكثر من 21,320 قتيلاً، معظمهم نساء وأطفال، بحسب إعلان وزارة الصحة في غزة.

إعلام إسرائيلي: مجلس الحرب ناقش مقترحاً للإفراج عن نحو 50 أسيراً في غزة مقابل هدنة لشهر

الراي.. ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن مجلس الحرب ناقش مقترحا للإفراج عن نحو 50 أسيراً في غزة مقابل هدنة لشهر.

جنوب أفريقيا ترفع دعوى إبادة جماعية على إسرائيل بمحكمة العدل الدولية

جنوب إفريقيا: أفعال إسرائيل وأوجه تقصيرها تحمل طابع إبادة لأنها مصحوبة بالنية المحددة المطلوبة لتدمير فلسطينيي غزة كجزء من المجموعة القومية والعرقية والإتنية الأوسع

العربية.نت – وكالات.. قدمت جنوب إفريقيا طلبا إلى محكمة العدل الدولية لبدء إجراءات ضد إسرائيل لما وصفته بأنه "أعمال إبادة ضد الشعب الفلسطيني" في قطاع غزة، على ما أعلنت المحكمة الجمعة، فيما أعربت إسرائيل عن "اشمئزازها" من الاتهام. جنوب إفريقيا من أبرز داعمي القضية الفلسطينية، ووجهت مرارا انتقادات شديدة إلى القصف الإسرائيلي المدمر في قطاع غزة منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في أكتوبر الماضي. وأكّدت جنوب إفريقيا أن "أفعال إسرائيل وأوجه تقصيرها تحمل طابع إبادة لأنها مصحوبة بالنية المحددة المطلوبة (...) لتدمير فلسطينيي غزة كجزء من المجموعة القومية والعرقية والإتنية الأوسع أي الفلسطينيين"، حسبما أفادت محكمة العدل في بيان. وتشمل الأفعال "قتل الفلسطينيين في غزة، وإلحاق الأذى الجسدي والنفسي بهم، وفرض ظروف معيشية عليهم من شأنها أن تؤدي إلى تدميرهم جسديا"، بحسب جنوب إفريقيا. وأضافت جنوب إفريقيا "تعزي جميع هذه الأفعال إلى إسرائيل، التي فشلت في منع الإبادة الجماعية وترتكب إبادة جماعية في انتهاك واضح لاتفاقية منع الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها". ورأت أن إسرائيل، بما في ذلك كبار مسؤوليها، الرئيس ورئيس الوزراء ووزير الدفاع، تعبر عن نية الإبادة الجماعية. وعلق الناطق باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية ليئور حيات على الاتهام عبر منصة إكس قائلا إن "إسرائيل ترفض باشمئزاز... التشهير الذي نشرته جنوب إفريقيا والطلب الذي تقدمت به أمام محكمة العدل الدولية" في لاهاي. وأضاف "تفتقر ادعاءات جنوب إفريقيا إلى أساس واقعي وقانوني وتشكّل استغلالًا خسيسًا ومهينًا للمحكمة"، متهّما بريتوريا بـ"التعاون مع منظمة إرهابية"، في إشارة إلى حركة حماس. ودعا "محكمة العدل الدولية والمجتمع الدولي إلى الرفض التام لاتهامات جنوب إفريقيا التي لا أساس لها". وتقدمت جنوب إفريقيا بطلبها في اليوم الرابع والثمانين للحرب التي اندلعت بين إسرائيل وحماس. ويأتي ذلك فيما ارتفعت حصيلة القصف الإسرائيلي على غزة إلى 21507 قتلى غالبيتهم من النساء والأطفال وأكثر من 55 ألف جريح، وفق أحدث حصيلة أعلنتها وزارة الصحة التابعة لحماس.

"أفعال إبادة"

ولا يزال سكان قطاع غزة البالغ عددهم نحو 2,4 مليون نسمة، والذين اضطر 85% منهم إلى الفرار من منازلهم وفقا للأمم المتحدة، يواجهون وضعا إنسانيا كارثيا. واعتبرت جنوب إفريقيا أن إسرائيل "خصوصا منذ السابع من أكتوبر 2023 (...) انخرطت وتنخرط وقد تستمر في الانخراط في أعمال إبادة ضد الشعب الفلسطيني في غزة"، وفق ما أفادت المحكمة. وتفصل محكمة العدل الدولية التابعة للأمم المتحدة في النزاعات بين الدول. وقراراتها نهائية غير قابلة للاستئناف لكن ليس لديها وسيلة لتنفيذها. وكانت المحكمة الجنائية الدولية، التي يقع مقرها أيضا في لاهاي، قد تلقت طلبا الشهر الماضي من جنوب إفريقيا وبنغلادش وبوليفيا وجزر القمر وجيبوتي لإجراء تحقيق في الوضع في "دولة فلسطين". كما فتحت المحكمة الجنائية الدولية تحقيقا في عام 2021 في جرائم حرب محتملة في الأراضي الفلسطينية، من بينها جرائم محتملة ارتكبتها القوات الإسرائيلية وحماس وفصائل فلسطينية مسلحة أخرى.

إجراءات عاجلة

تلفت جنوب إفريقيا في الطلب الذي قدمته إلى محكمة العدل الدولية، إلى إمكانية "الاستدلال" على تلك "النية (...) من طبيعة العملية العسكرية الإسرائيلية في غزة وسيرها، مع الأخذ في الاعتبار على وجه الخصوص أن إسرائيل لم توفر أو تضمن الغذاء الأساسي والمياه والدواء والوقود والمأوى وغيرها من المساعدات الإنسانية لأفراد الشعب الفلسطيني المحاصرين والعالقين، ما يدفعهم إلى حافة المجاعة". كما توضح في طلبها أنها لجأت إلى المحكمة "لإثبات مسؤولية إسرائيل عن الانتهاكات لاتفاقية منع الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها"، وكذلك "لضمان الحماية العاجلة والأكثر اكتمالا للفلسطينيين". وطلبت بريتوريا من المحكمة إعلان إجراءات عاجلة "لحماية الشعب الفلسطيني في غزة"، ولا سيما من خلال إصدار أمر لإسرائيل "بالوقف الفوري لجميع الهجمات العسكرية". في سياق التوترات بين جنوب أفريقيا وإسرائيل، أعلنت بريتوريا في نوفمبر، استدعاء دبلوماسييها في إسرائيل للتشاور. بدورها، أعلنت الخارجية الاسرائيلية استدعاء سفيرها من جنوب إفريقيا.

مندوب فلسطين باليونسكو: إسرائيل تعمدت استهداف 200 موقع أثري بغزة

مندوب فلسطين باليونسكو: إسرائيل قصفت المواقع الأثرية بغزة رغم تسليمها إحداثياتها

العربية.نت – وكالات.. اتهم منير انسطاس المندوب الدائم لفلسطين لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) إسرائيل، الجمعة، "بتعمد" استهداف نحو 200 موقع أثري وتراثي منذ بداية الحرب على غزة في السابع من أكتوبر الماضي، رغم علمها بإحداثيات تلك المواقع. وقال انسطاس لوكالة أنباء العالم العربي (AWP) "الاستهداف متعمد، ليس فقط للمواقع الأثرية كالمساجد والكنائس والمتاحف والمنازل الأثرية وغيرها من مواقع التراث، لكن أيضا للمدارس والجامعات والمستشفيات". وأضاف أن المديرة العامة لليونسكو أودري أزولاي أبلغت السلطات الإسرائيلية بإحداثيات مواقع التراث العالمي الموجودة في غزة بعد اندلاع الحرب كي لا تستهدفها، ومن ثم فإن إسرائيل "تضرب المواقع وهى لديها إحداثياتها مسبقا". وأكد على أن القصد من وراء هذا التعمد هو "مسح البنية التحتية لغزة كي تصبح غزة أرض صحراوية غير قابلة للحياة"، مشيرا إلى أن المواقع التراثية والأثرية في القطاع واضحة مثل "المسجد العمري الكبير الذي يمكن رؤيته على بعد كيلو مترات وكذلك قصر الباشا الذى تم تدميره وكنيسة بروفيريوس". وكان المكتب الإعلامي الحكومي في غزة قال في وقت سابق الجمعة إن إسرائيل استهدفت أكثر من 200 موقع أثري وتراثي من أصل 325 موقعا في القطاع، من بينها "مساجد أثرية وكنائس ومدارس ومتاحف ومنازل أثرية قديمة ومواقع تراثية مختلفة". وذكر المكتب في بيان أن من بين أبرز تلك المواقع كنيسة جباليا البيزنطية والمسجد العمري في جباليا، بالإضافة إلى مركز المخطوطات والوثائق القديمة في مدينة غزة. ولفت انسطاس إلى أنه كخطوة استباقية، "طلبنا في الاجتماع الأخير للمنظمة قبل أسبوعين إدراج موقع تل إم عامر، أو دير القديس هيلاريون، الموجود في غزة تحت الحماية المعززة، ومع ذلك تم استهدافه جزئيا". وأشار إلى أن مسؤولية اليونسكو لا تندرج تحتها حماية مواقع التراث العالمي فحسب، بل كذلك المدارس والجامعات والمراكز الثقافية ومراكز الصحافة والإعلام وأيضا حماية الصحفيين الذين قتل منهم أكثر من 100 صحفي حتى الآن. وعبر المندوب الفلسطيني عن أسفه لعدم قدرة اليونسكو على اتخاذ إجراءات عقابية تجاه إسرائيل كونها ليست عضوا في المنظمة، وإن كانت لا تزال طرفا في الاتفاقية المؤسسة لها. وعن تحريك دعوات جنائية ضد إسرائيل بشأن استهداف المواقع التاريخية ، قال "الدعوات يتم تقديمها من قبل الدول المعنية أو الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن، لكن اليونسكو لا يمكنها رفع دعوى أمام الجنائية الدولية بهذا الشأن".

صندوق خاص لإعمار غزة

وتحدث انسطاس في حواره مع وكالة أنباء العالم العربي عن أهمية المواقع التي استهدفتها إسرائيل، وقال إن هناك ثلاثة منها مدرجة على اللائحة التمهيدية للتراث العالمي لليونيسكو، وهى ميناء غزة القديم وتل أم عامر ومحمية طبيعية في وادي غزة. وأضاف "هناك مواقع تراثية أخرى مدرجة على لائحة فلسطين القومية مثل المسجد العمري الكبير، وقصر الباشا، وكنيسة بروفيريوس، كذلك متاحف ومراكز ثقافية تم تدميرها كليا كمتحف جباليا، وأحدث هذه المباني التي دمرتها إسرائيل يعود تاريخها إلى 200 عام". وبشأن حماية القانون الدولي للمواقع الأثرية، أوضح انسطاس أن اتفاقية 1954 لحماية الممتلكات الثقافية تكفل حماية تلك المواقع في حالة الصراعات المسلحة، وأن سرائيل طرف في هذه الاتفاقية "لكنها كالعادة تضرب بها عرض الحائط". وكشف انسطاس أيضا عن أن الجانب الفلسطيني طلب من اليونيسكو "فتح صندوق خاص لإعادة إعمار غزة في المستقبل، ليس فقط للمواقع الأثرية، لكن أيضا للمدارس والجامعات، وطلبنا كذلك تفعيل برنامج مساعدة طارئة" خلال الأيام المقبلة. وأشار المندوب الفلسطيني إلى أنه سيتم تفعيل تقنية مراقبة المواقع عبر الأقمار الاصطناعية في غزة خلال الأيام القادمة "مما يتيح لنا متابعة ما يحدث بشكل فوري". وكان المكتب الإعلامي الحكومي في غزة قد دعا في بيانه اليوم المنظمات الدولية إلى "التدخل الفوري" لوقف استهداف إسرائيل للمواقع الأثرية وإعادة ترميم المواقع المدمرة.

متخطية الكونغرس.. الإدارة الأميركية تقر صفقة بنادق لإسرائيل

الحرة / وكالات – واشنطن.. بلينكن حدد أن هناك حالة طوارئ تستلزم بيع هذه الأسلحة على الفور لإسرائيل

قالت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون"، الجمعة، إن وزير الخارجية، أنتوني بلينكن، أقر صفقة محتملة لبيع بنادق (إم107) عيار 155 ملم والمعدات المرتبطة بها لإسرائيل مقابل 147.5 مليون دولار. كانت واشنطن قد وافقت بشكل طارئ أيضا، في 9 ديسمبر، على بيع إسرائيل ما يقرب من 14 ألف قذيفة دبابة عيار 120 ملم لاستخدامها في حربها ضد حماس في قطاع غزة. وقالت وكالة التعاون الأمني الدفاعي الأميركية في بيان إن إسرائيل طلبت إضافة صمامات ومفجرات وقذائف عيار 155 ملم إلى طلب البيع السابق، ما يزيد كلفته الإجمالية المقدرة من 96.51 مليون دولار إلى 147.5 مليون دولار ويتطلب إخطارا جديدا. وقال بلينكن إن "هناك حالة طوارئ تتطلب هذا البيع الفوري للحكومة الإسرائيلية"، ما يتيح عدم عرض الطلب على الكونغرس ليراجعه، بحسب البيان الذي قال إن الذخائر ستأتي من مخزونات الجيش الأميركي. وجاء في البيان أن "إسرائيل ستستخدم القدرة المعززة لردع التهديدات الإقليمية وتعزيز دفاعاتها"، مضيفا أنه "يتعين على كل الدول استخدام ذخائر تتوافق مع القانون الإنساني الدولي".

كيف تستخدم إسرائيل مسيّرات "كوادكوبتر" في حرب غزة؟

الحرة..حسين طليس – بيروت.. طائرات "كوادكوبتر" الصغيرة تلعب أدواراً عسكرية بارزة في حرب غزة

تكتسب الطائرات المسيرة الصغيرة، أو ما يعرف بطائرات "الكوادكوبتر"، أهمية متزايدة ودوراً متنامياً في ساحات المعارك العسكرية حول العالم. شكلت الحرب الروسية على أوكرانيا ميدان اختبار وتجريب واسع لهذه التقنيات، بعدما اعتمد عليها الجيشان في مهمات قتالية وتجسسية وعمليات قصف واستهداف معقدة. ثم جاءت حرب غزة وما رافقها من خصوصيات قتالية وميدانية لتعزز من الاعتماد العسكري على هذه الطائرات التي كانت حتى وقت قريب جداً، مجرد تقنية مدنية، فاستحالت ركيزة أساسية من ركائز القتال المعقد في المناطق العمرانية.

الأكثر فعالية

في هذا السياق، رصدت صحيفة "وول ستريت جورنال" في تقرير نشرته، حجم اعتماد الجيش الإسرائيلي في غزة على هذا النوع من الطائرات الصغيرة، وهي في الأساس طائرات هليكوبتر صغيرة ذات أربع مروحيات لذلك يطلق عليها اسم "كوادكوبتر". فبعدما اختبر مجموعة متنوعة من الأساليب لاستكشاف أنفاق حماس في غزة، منها الروبوتات والكلاب الآلية والكلاب الحقيقية، "تعلم بسرعة أن الخيار الأرخص والأكثر فعالية لاستكشاف المتاهات الموجودة تحت الأرض - والتي تمثل فخًا محتملاً لموت الجنود - هو طائرة صغيرة بدون طيار كوادكوبتر"، تقول الصحيفة. ليس فقط في الأنفاق، بل في ساحة المعركة أيضاً، في مدينة غزة ذات الكثافة العمرانية، كان الجيش الإسرائيلي يحلق بهذه المروحيات الرباعية داخل المباني قبل إرسال الجنود، حيث تزود هذه الأجهزة وحدات أصغر بالاستطلاع الجوي وتستخدم كذخائر موجهة. الطائرات الصغيرة بدون طيار هي مجرد قطعة جديدة من الترسانة الجوية الإسرائيلية بدون طيار، والتي يقول المسؤولون العسكريون، وفقاً لوول ستريت جورنال، إنها لعبت دورًا أساسيًا في تقليل خسائرهم أثناء تقدمها السريع عبر ساحة معركة مكتظة بالسكان ومحصنة جيدًا ومفخخة على نطاق واسع وتدير إسرائيل أيضًا أسطولًا كبيرًا من الطائرات بدون طيار ذات الأجنحة الثابتة، بعضها بحجم طائرات إف-16 وغيرها صغيرة بما يكفي لحملها على ظهر جندي، وتقوم بمزيج من المراقبة والاستطلاع والغارات الجوية - وهي قدرة اعترفت بأنها تمتلكها لأول مرة في العام الماضي، بحسب الصحيفة. ويمكن لأكبر طائرة من هذا السرب، أن تطير على ارتفاع 45000 قدم وتظل في الجو لمدة يوم ونصف تقريبًا، بينما تحلق أصغرها على ارتفاع 5000 قدم ويمكنها البقاء عالياً لبضع ساعات. ونقلت "وول ستريت جورنال" عن مسؤولين عسكريين إسرائيليين قولهم إن تلك الطائرات بدون طيار لا تزال تمثل "العمود الفقري الحاسم لدعم الجيش"، واتضح أن الطائرات الصغيرة بدون طيار "الكوادكوبتر" الرخيصة هي أكثر فائدة من نواحٍ عديدة في بعض أجزاء ساحة المعركة، كما هو الحال في الأنفاق. وقال جاكوب ناجل، مستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق للصحيفة، إنه منذ حوالي عقد من الزمن، "ناقش مجلس الأمن القومي الإسرائيلي ما إذا كان للطائرات بدون طيار تأثير على ساحة المعركة، وخلص إلى أنه لن يكون لها تأثير"، وأضاف: "الآن الأجواء في غزة مليئة بها".

استخدامات غير متوقعة

في حرب غزة الأخيرة، كان أول ظهور عسكري لهذه الطائرات في الصور والمقاطع التي بثتها حركة حماس، خلال هجومها المفاجئ في السابع من أكتوبر. عبرها نفذت حماس، التي تصنفها الولايات المتحدة منظمة إرهابية، هجمات على وسائل اتصال ومراقبة إسرائيلية، واستخدمتها في المراقبة والاستطلاع الجوي والتصوير، فضلاً عن استخدامها كحاملات قنابل صغيرة، ضربت عبرها دبابات وآليات إسرائيلية على حدود القطاع، فيما قامت بتفخيخ بعضها واستخدامها كطائرات انتحارية. واستمر الاستخدام المحدود لهذه الطائرات من قبل حماس، حتى خلال الهجوم البري الذي أطلقته إسرائيل في أواخر أكتوبر الماضي، حيث بثت فيديو لاستهداف جنود إسرائيليين بقنابل يدوية محمولة بطائرة مسيرة صغيرة. بعد ذلك تراجع الاعتماد عليها من جانب مسلحي الحركة، ويعود ذلك لانعدام القدرة على استخدامها بنطاق واسع في الحرب الدفاعية التي تخوضها حماس مقابل الهجوم الإسرائيلي، وفق ما يقول الخبير العسكري، وخريج كلية القيادة الجوية والأركان في القوات المسلحة الأميركية، العميد إلياس حنا. ويشرح في حديثه لموقع "الحرة"، أن تلك الطائرات لا تخدم الأسلوب الذي تقاتل به حماس اليوم في غزة، "فهي تحتاج تشغيلا من فوق الأرض، واستخدامها كمفخخات يتطلب استعلاما مسبقاً عن وجهتها وهدفها وانتشار القوات الإسرائيلية، في وقت تملك حماس عنصراً بسلاح مضاد للدروع في كل شارع وعند كل مفترق، بإمكانه أن ينفذ الاستهداف بشكل مباشر وبقرار فردي، بعكس الديناميكية الهجومية في 7 أكتوبر والتي سبقها تخطيط وتحضير ومزج بوسائل القتال وبين الوحدات، جوا وبراً وبحراً." لكن وبينما اعتمدت حماس هذه الطائرات في "هجومها المؤقت" واستغنت عنها في "دفاعها الاستراتيجي"، بحسب تعبير الخبير العسكري، كان الجيش الإسرائيلي الذي اعتمد في المقابل "الهجوم الاستراتيجي"، عبر دخوله البري إلى غزة، أكثر اعتمادا واستخداماً لهذه الطائرات المسيرة الصغيرة، "بعدما كان يقلل من أهميتها" على حد قوله. في ذلك الوقت، تقول "وول ستريت جورنال" إن آلاف الطائرات التجارية بدون طيار كانت "تشق طريقها إلى أيدي الجنود الإسرائيليين في ساحة المعركة والمدنيين الذين يتطلعون للدفاع عن أنفسهم." وتضيف أن تلك الطائرة الرباعية الصغيرة، أصبحت "شريان الحياة للوحدات الإسرائيلية الأصغر حجما والأقل تجهيزا، مثل تلك المكونة من جنود الاحتياط الذين تم استدعاؤهم إلى المعركة بعد هجمات حماس." ومع ذلك، لم يكن من المتوقع، بحسب التقرير، استخدام الطائرات بدون طيار لاستكشاف الأنفاق. إذ بدأت إسرائيل في الأصل باستخدام روبوتات ثقيلة متصلة بالسطح من خلال كابل لتفتيش مئات الأميال من الممرات التي حفرتها حماس تحت غزة. لكن أرضيات النفق التي غالباً ما تكون مليئة بالقمامة والعوائق، أدت إلى تعثر الروبوتات، في حين ثبت أن بعض الممرات ضيقة للغاية بحيث لا يمكن تشغيلها. ثم حاولت إسرائيل، بحسب الصحيفة، استخدام الكلاب الآلية، لكنها باهظة الثمن وثقيلة. في المقابل يمكن للطائرات الصغيرة بدون طيار إنشاء خرائط ثلاثية الأبعاد للأنفاق، وهي غير مقيدة تمامًا، ويمكن أن تتلاءم مع المساحات الصغيرة. يمكن لهذه الطائرات، أيضًا، بحسب التقرير، إنشاء شبكات اتصالات خاصة بها تحت الأرض، حيث تطير كل طائرة صغيرة بدون طيار إلى أقصى حد ممكن، ثم تصبح بمثابة جهاز إرسال جديدة يسمح للطائرة بدون طيار التالية بالتحليق لمسافة أبعد.

اهتمام متأخر

وترى "وول ستريت جورنال" أن إسرائيل لم تكن وحدها هي التي "فشلت في التنبؤ بمدى أهمية المروحيات الرباعية في مناطق الحرب"، وتضيف أن الجيش الأميركي بدوره "ركز لسنوات على بناء طائرات بدون طيار أكبر وأكثر تكلفة قبل أن يدرك بعد فوات الأوان أنه تنازل عن سوق الطائرات بدون طيار الصغيرة للصين." وتلفت الصحيفة إلى أن شركة SZ DJI Technology الصينية، تعد اليوم أكبر صانع للطائرات بدون طيار للمستهلكين في العالم، "وقد أصبحت طائراتها الرباعية الرخيصة ذات شعبية كبيرة في ساحة المعركة". في بداية الحرب في غزة، عندما كان هناك اندفاع لإيصال طائرات صغيرة بدون طيار إلى أيدي الإسرائيليين، كان العديد من الطائرات التي تم إرسالها عبارة عن طائرات بدون طيار من طراز DJI صينية الصنع، حسبما نقلت الصحيفة عن موظيفن في شركات الطائرات بدون طيار الخاصة التي تعمل مع الجيش الإسرائيلي. وتذكِّر أنه في أحد مقاطع الفيديو التي نشرها الجيش الإسرائيلي، "كان يمكن رؤية الجنود وهم ينزلون طائرة بدون طيار من طراز DJI Mavic 3 في نفق أسفل مجمع مستشفى في مدينة غزة." وتنقل عن مسؤول عسكري إسرائيلي كبير قوله إنه "تم بذل جهد لتوحيد نوع الطائرات بدون طيار التي يمكن للجنود استخدامها في ساحة المعركة." من جانبه، قال بليك ريسنيك، الرئيس التنفيذي لشركة الطائرات بدون طيار الأميركية BRINCلـ "وول ستريت جورنال" : "إن إحدى أهم أولويات الاستحواذ للجيش الإسرائيلي في الوقت الحالي هي الطائرات بدون طيار الداخلية." وأضاف ريسنيك لـ "وول ستريت جورنال" أنه كان في إسرائيل في وقت سابق من شهر ديسمبر، وقام الجيش الإسرائيلي بشراء بعض طائرات LEMUR 2 بدون طيار التابعة للشركة، والمصممة لعمليات البحث والإنقاذ. ويتم استخدام الطائرات بدون طيار في المقام الأول في عمليات إنقاذ الرهائن في أنفاق حماس والبيئات الجوفية." كما نقلت الصحيفة عن أفيف شابيرا، المؤسس المشارك الإسرائيلي والرئيس التنفيذي لشركة الطائرات بدون طيار XTEND، قوله إن الجيش الإسرائيلي يستخدم الآن الطائرات بدون طيار التابعة للشركة لمجموعة متنوعة من الأغراض داخل غزة. "البعض يذهب إلى الأنفاق، بينما يمكن للبعض الآخر اختراق النوافذ واستكشاف المباني الداخلية، وطائرات أخرى مجهزة بأذرع آلية تحمل حمولة صغيرة، مثل مادة متفجرة لاصقة صغيرة يمكن أن تفجر الباب وتطير وتسقط القنابل اليدوية." وأضاف شابيرا آن منظمة "ياهالوم" العسكرية، المتخصصة في العثور على أنفاق حماس وتدميرها، تستخدم طائرات بدون طيار "لإسقاط أشياء على ألغام أو أفخاخ توجد عادة حول مخارج الأنفاق." وتابع أن هذه الوظائف، التي صممت في البداية للاستخدام الداخلي، "أصبحت الآن ضرورية للاستخدام الخارجي في غزة، لأن حماس وإسرائيل تقومان بالتشويش على أنظمة تحديد المواقع العالمية للملاحة وإشارات الراديو للاتصالات."

توفير خسائر مادية وبشرية

وبات يمكن أيضًا توجيه طائرات بدون طيار متعددة - تسمى أحيانًا بالسرب - بواسطة مشغل واحد، وفق التقرير، باستخدام سماعة رأس للواقع الافتراضي مزودة بخلاصات صورة داخل صورة، يمكن للمشغل استخدام طائرة بدون طيار لاقتحام المبنى من خلال نافذة أو باب، والهبوط بطائرة ثانية عند المدخل لمزيد من المراقبة. وفي الوقت نفسه، يمكن لثالث البحث في المبنى عن الهدف. من جهته يلفت حنا إلى الأهمية البارزة لهذه الطائرات الصغيرة في توفير التكلفة المادية المرتفعة لعمليات المراقبة والاستطلاع خلال المعارك، فضلاً عن توفيرها للأرواح. ويضيف الخبير العسكري: "اليوم بات يمكن لطائرة أن تستكشف مواقع كاملة وترسل بثاً مباشراً دون الحاجة لإرسال جنود." وبقدر ما تساعد هذه الطائرات الجيوش النظامية في مهماتها، فإنها ونظراً لتوفرها الواسع في الأسواق وانخفاض تكلفتها، فإنها في المقابل تتيح الميزات نفسها للمنظمات العسكرية غير الحكومية، وللمجموعات المسلحة الصغيرة، وحتى للأفراد. وبحسب حنا فقد باتت اليوم "كلفة الحرب أقل بكثير على الدول الفقيرة والتنظيمات، مثل حماس أو الحوثيين أو حزب الله، في مقابل المصاريف العسكرية الكبيرة التي تتكبدها الدول الكبرى في المقابل، وهذه الطائرات المسيرة الصغيرة تشكل مثالاً على ذلك، متوفرة ورخيصة، سهلة الاستخدام ومؤذية." إلا أن الآمال العسكرية المعلقة على هذه الطائرات، لا تصل بعد إلى حد الاستغناء عن الطائرات المسيرة العسكرية التقليدية، فبحسب خريج كلية القيادة الجوية في القوات المسلحة الأميركية، لا يزال الاعتماد على هذه الطائرات محصور بالمستوى الأول المعروف بـ "المستوى التكتيكي" القريب من أرض المعركة، أما على المستوى العملاني الأوسع، الذي يمثل مثلا مدينة غزة، فلا يزال الاعتماد على طائرات كـ "سكاي لارك"، وعلى المستوى الثالث الاستراتيجي، مثل قطاع غزة بأكمله، تستخدم طائرات أكبر بقدرات ومهمات رصد أوسع ومختلفة، بحسب الحاجة، التي لا يمكن للطائرات الصغيرة تأمينها.

هذه البداية وحسب

بحسب حنا، ما يجري اليوم إن كان في غزة أو قبلها في أوكرانيا أو في سوريا، هوو عملية اختبار لهذه الطائرات وتقنياتها، وتفتح المجال أمام دراسة أوسع للأدوار التي يمكن أن تؤديها على المستوى العسكري في المستقبل، وكل ذلك سيدخل في تنظيم الجيوش وستغير تركيبته وهيكليته، كما أنها ستغير في خصائص القتال، فمن شأنها أن تقصر دورة اتخاذ القرار في أرض المعركة من خلال سرعة جمعها للمعلومات وتحليلها والتعامل معها." ويرى العميد المتقاعد إن هذه المسيرات ستخفف كثيرا مما يسمى "ضباب الحرب". وفي مقابل هذا الدور الذي باتت تلعبه المسيرات الصغيرة، يبرز في المقابل الضعف التقني على صعيد مواجهتها، أو الأسلحة المضادة لها، إذ لا تزال المضادات المخصصة لهذه الطائرات أقل فاعلية، أو مرتفعة التكلفة بصورة غير متناسبة. وفي هذا السياق يقول حنا: "لم نر بعد صراع بالطائرات المسيرة بين دول كبرى، لكن التجارب الحاصلة اليوم تدرس مع الوقت وعلى أساسها تتوضح الأسلحة اللازمة والفعالة التي ستدخلها الجيوش وتعتمدها على هذا الصعيد، فالأسلحة تحتاج اختبار ودراسة جدوى وفعالية قبل اعتمادها، وما نراه اليوم في الحرب، سيزيد من هذا التوجه." ويختم الخبير العسكري معتبراً أن العالم اليوم في "المراحل الأولية وحسب، لم نرَ جيوشا كبرى تتواجه بهذه الطائرات، لم نشهد بعد مثلاً هجمات بآلاف من هذه الطائرات المفخخة."..

بعد 7 أكتوبر.. "الحريديم" يلتحقون بالجيش الإسرائيلي رغم إعفائهم

الحرة / ترجمات – واشنطن.. الحريديم الإسرائيليون ينضمون إلى الجيش للمشاركة في قتال حركة حماس

بدأ اليهود الأرثوذكس المتشددون (الحريديم) في إسرائيل الالتحاق بالخدمة العسكرية، رغم إعفائهم من التجنيد، وذلك لقتال حركة حماس بعد الهجوم الذي نفذته في السابع من أكتوبر الذي قتلت فيه حوالى 1200 إسرائيلياً واحتجزت 240 آخرين كرهائن، بحسب ما أوردت صحيفة "واشنطن بوست". بعد الهجوم على إسرائيل، سعى متطوعون من مختلف مكونات المجتمع الإسرائيلي للانضمام إلى المجهود الحربي، والأبرز من بينهم هم المتقدمون الجدد من الحريديم والبالغ عددهم 2000 حريدي، والذين لطالما أثار إعفاؤهم من التجنيد الإلزامي الجدل في مجتمع يعتبر فيه أداء الخدمة العسكرية ركيزة أساسية للهوية الوطنية، وقد وصل هذا الجدل إلى ذروته عام 2019 عندما أسهم في إسقاط حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، ما أدى إلى أزمة انتخابية استمرت لأربع سنوات. مردخاي بورات واحد من عدد متزايد من الحريديم، الذين قرروا التطوع في صفوف الجيش الإسرائيلي، وبحسب الصحفية، فإن الأخصائي الاجتماعي البالغ من العمر 36 عاماً، يغادر منزله كل صباح مرتدياً بدلة وقبعة سوداء، إذ لا يرتدي زيه العسكري الأخضر إلا بعد وصوله إلى القاعدة العسكرية في وسط إسرائيل، حيث لا يريد أن تكتشف عائلته أو جيرانه سرّ تجندّه في الجيش الإسرائيلي. عارض الحريديم بشدة إجبارهم على الخدمة، معتبرين أنه ينبغي تخصيص وقتهم المتاح لدراسة التوراة، وهم يخشون أن يبتعد الشباب منهم عن واجباتهم الدينية إذا ما انخرطوا في الجيش. ودفع حجم الحريديم ونفوذهم، القادة الإسرائيليين إلى تلبية مطالبهم، كما تم إعفاؤهم من مراعاة معايير التعليم الوطنية ودفع بعض الضرائب.

تحوّل ملموس

الاندفاع للتجنيد الذي لا يزال من المحرمات بين بعض الحريديم، يظهر كيف أن هجوم حماس والحرب الإسرائيلية في غزة يعيدان تشكيل، بل يجمعان، شرائح متباينة من البلد المنقسم، بما في ذلك على طول بعض خطوط الصدع العميقة فيه. المحاضرة في كلية الدراسات الاجتماعية والسياسية في جامعة تل أبيب، نيتشومي يافي قالت "المجتمع الحريدي يضفي الشرعية على الجيش، حيث تتراجع وصمة العار المرتبطة بالتجنيد بين الشباب" مضيفة "أصبح مجتمع الحريديم يؤكد على أهمية الجيش، بل إن البعض منهم يعبر عن استعداده للتجنيد بنفسه". استطلعت يافي، الحريديم حول مواقفهم من الجيش في مارس 2022 ومرة أخرى بعد 7 أكتوبر. في عام 2022، وافق 35 في المئة بشدة على ضرورة المساهمة في الدفاع عن إسرائيل، وبعد الهجمات ارتفع النسبة إلى 49 في المئة. بعد السابع من أكتوبر، كلف الجيش الإسرائيلي الحاخام الحريدي رامي رافاد (65 عاما) والذي خدم سابقاً في سلاح الجو الإسرائيلي، بتجنيد الشبان من مجتمعه. نشر نداء عبر واتساب، وفي غضون ساعات، بحسب قوله، استجاب أكثر من 400 شخص، وسرعان ما تجاوز عدد الراغبين في التسجيل الألف شخص. وقال رافاد إن الرسائل كانت حاسمة. وأكد للمرشحين الذين ما زالوا في المدرسة الدينية، أنهم لن يضطروا إلى ترك الدراسة، مشيراً إلى أن الأيديولوجية الحريدية ليست ضد فكرة الجيش، تتضمن التوراة روايات عن الجنود والحرب، "لكن لا يمكنك إجبارهم". "من بين 2000 متقدم من اليهود المتشددين منذ 7 أكتوبر، يقول الجيش الإسرائيلي أنه تم قبول 450. وهذا يمثل جزءاً صغيراً من الجيش، الذي يضم حوالي 170 ألفاً من أفراد الخدمة الفعلية"، قالت يافي، معتبرة أن هذا تحول كبير بالنسبة للمجتمع الحريدي، وأضافت "الآن، ستكون هناك الكثير من الضغوط لتغيير قانون الإعفاء العام".

عواقب وخيمة

لعل الحريديم لم يكونوا منفصلين عن المجتمع الإسرائيلي أكثر من أي وقت مضى في 7 أكتوبر. كان السبت اليهودي وعيد سمحات توراة، استيقظ أفراد المجتمع على صافرات الإنذار أكثر من المعتاد، لكن لأنهم يمتنعون عن استخدام الكهرباء يوم السبت، لم يكن لديهم أي وسيلة لمعرفة السبب. قال بورات "لم أكن أعلم أنه بينما كنت أرقص كان الآخرون يبكون". أراد المساعدة، اعتقد أنه كأخصائي اجتماعي، بإمكانه دعم الجنود، أخبرته زوجته أنه مجنون، متوقعة أن التجنيد سيضر بمكانة العائلة في المجتمع. انضم بورات إلى الجيش في منتصف أكتوبر، أكمل أسبوعين من التدريب العسكري وكلّف بعدها بتقديم الاستشارة النفسية للجنود الذين يتعاملون مع جثث القتلى. رغم جهوده لإخفاء وظيفته الجديدة، بدأ الخبر ينتشر في مجتمعه. رُفض قبول ابنه في مدرستين دينيتين بدون أي تفسير، وقال بورات "كنت أعلم أنه ستكون هناك عواقب وخيمة كان عليّ أن أفكّر فيها" ومع ذلك، أكمل قائلاً "كان الأمر يستحق ذلك". أثناء التدريب، يتعلم المجندون كيفية استخدام السلاح، والتعامل مع حواجز التحدي، والتعرف على ضباطهم، ويتم تعيين الخريجين كسائقين وطباخين وحراس. وقد تم تكليف البعض بإعداد الجثث للدفن، وهي ممارسة مقدسة متأصلة في الشريعة اليهودية.

دعم بإخلاص

عندما تجند بنزي شوارتز الذي يبلغ قرابة الأربعين عاماً، أرسل له أقاربه عبر البريد الإلكتروني للتعبير عن عدم موافقتهم، وهو لم يتدرب على الخدمة القتالية، لكنه يتمنى أن يتمكن من ذلك، قائلاً إنه يدعم المجهود الحربي بكل إخلاص. دمرت الحملة الإسرائيلية جزءاً كبيراً من غزة، وفرّ أكثر من 1.8 مليون من سكان القطاع من ديارهم، وهم يعانون من نقص في المياه والغذاء والمأوى، ومن رعاية صحية محدودة للغاية، وانقطاع للكهرباء والاتصالات، وتحذر منظمات الإغاثة الدولية من تزايد المجاعة، ويقول شوارتز "ليس لدي أي تعاطف مع سكان غزة الذين استيقظوا في 7 أكتوبر وسار بعضهم على عكازين لقتل اليهود واغتصابهم وتعذيبهم، في أي دين، هناك مبدأ واضح: من جاء لقتلك، قم مبكراً لقتله". تم قبول ناثان راكوف، وهو مواطن بريطاني عاش في إسرائيل معظم حياته، في الجيش وينتظر أن يتم تكليفه بدور، وقال "إن وفاة أي شخص بريء هو أمر مؤلم وغير عادل. من ناحية أخرى، فإن الحفاظ على حياتي وحياة أطفالي وإخوتي مرتفعة كإنسان ويهودي ورجل متدين". وأضاف أن أحداث 7 أكتوبر جعلته يشعر بالوطنية بقدر ما يشعر بالتدين، وحين سئل فيما إن كان يشعر بأنه إسرائيلي أكثر الآن، أجاب "نعم".

إنقاذ رضيعة من تحت الأنقاض في غزة بعد استشهاد أمها في غارة للاحتلال

الجريدة.. رويترز.. تعالت صيحات المنقذين الذي يرتدون سترات برتقالية عند عثورهم على رضيعة ما زالت على قيد الحياة تحت أنقاض غارة جوية للاحتلال على مدينة رفح بقطاع غزة بعد ليلة أخرى من القصف على القطاع الفلسطيني. اكتست بشرة الرضيعة مريم أبو عقل بلون الرماد ولم يعل صراخها فيما كان المنقذون ينبشون لأعماق أبعد وسط الأنقاض لتحرير ساقيها ثم انتشالها. واحتشد الناس حول أنقاض منزل أسرة أبو عدوان حيث كانت تحتمي أسرة مريم بعدما فرت من منزلها في منطقة أكثر عرضة للخطر بالقرب من حدود غزة مع إسرائيل. وقال أشرف القدرة المتحدة باسم وزارة الصحة الفلسطينية إن الغارة الجوية أسفرت عن استشهاد 20 شخصاً وإصابة 55 آخرين. وكان منزل أبو عدوان يؤوي نازحين كثيرين مثل أسرة أبو عقل. واضطر أغلب سكان غزة إلى الفرار من منازلهم في مواجهة قصف مدمر وهجوم بري تشنه قوات الاحتلال أدى إلى استشهاد 21500 فلسطيني كثير منهم من القُصَّر تحت 18 عاماً. واستشهدت شقيقة مريم ووالدتهما جراء الغارة بالإضافة إلى أفراد من أسرة أبو عدوان وأشخاص من أسر أخرى تعيش معهم بشكل مؤقت. ونجا والدها وشقيقها حامد، الذي ما زال طفلا، من الانفجار. وحينما أُنقذت مريم من تحت الأنقاض، هرع بها أحد المنقذين حاملا إياها بين ذراعيه إلى المستشفى. وعمل الأطباء في المستشفى على تطهير جروحها. «كنت أرتجف.. كنت مذعورة» تتعامل مستشفيات رفح بالفعل مع توافد ليلي للمصابين الذين أُخرجوا من المنازل التي تعرضت للقصف. ووقفت نادين عبد اللطيف (13 عاماً) أمام كومة حطام مجاورة لمنزل في رفح كانت قد لجأت إليه مع أسرتها بعد دمار منزلهم في مدينة غزة جراء غارة جوية استهدفت المبنى المجاور له وأسفرت عن استشهاد شقيقها الأكبر. وقالت نادين إنها لم تستطع التوقف عن التفكير في أنها أو شقيقها الآخر قد يستشهدا. وتسببت الغارة الجوية خلال الليل في تحطيم النوافذ وأحدثت هزة قوية بالمبنى. وأضافت «كان أخي يرتجف. كنت أرتجف. كنت مذعورة. لم أستطع التحرك من مكاني بسبب خوفي الشديد». في موقع آخر قصفته غارة جوية، انتشل المنقذون طفلتين. وفي سيارة إسعاف، مسح المسعفون آثار طبقة سميكة من الرماد من وجهيهما فيما كان فتى جالس قبالتهما مذهولا ينزف الدم من جسده بغزارة. في المستشفى، تمدد أطفال على الأرض لتلقي الرعاية. وكان ثمة طفل يبكي ورأسه معصوب بالضمادات ووجهه مغطى بالدماء. وتمدد أمامه فتى آخر يلبس دعامة رقبة. وتمددت الطفلتان على محفة.

الصحة العالمية: قلقون للغاية من خطر انتشار الأمراض المعدية في غزة

الراي..أعرب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غبرييسوس الجمعة عن قلق بالغ من تزايد خطر انتشار الأمراض المعدية في قطاع غزة في ظل النزوح والظروف الانسانية الناتجة عن الحرب بين إسرائيل وحماس. وكتب تيدروس عبر منصة إكس «مع استمرار نزوح الناس بشكل هائل على امتداد جنوب (قطاع) غزة، واضطرار بعض العائلات للنزوح أكثر من مرة، واتخاذ الكثيرين من منشآت صحية مكتظة ملجأ لهم، نبقى أنا وزملائي في منظمة الصحة العالمية قلقين للغاية حيال تزايد خطر الأمراض المعدية»...

بعد الشمال..إسرائيل تفرّغ وسط غزة

فولكر تورك لـ «الشرق الأوسط» : لا مكان آمناً في القطاع ونصف مليون فلسطيني معرضون للمجاعة

لندن: نجلاء حبريري رام الله: «الشرق الأوسط».. كثف الجيش الإسرائيلي، أمس، عملياته البرية في وسط غزة، ما أدى إلى موجة نزوح جماعي كبيرة باتجاه جنوب القطاع، وذلك بعد أن أصبح الشمال شبه فارغ من السكان في أعقاب الأسابيع الأولى من العملية البرية للجيش الإسرائيلي الذي دعا فيها السكان إلى النزوح جنوباً. وتدفق عشرات الآلاف إلى بلدة رفح المزدحمة أصلاً في أقصى الجنوب، فراراً من القصف الإسرائيلي على وسط القطاع، وفقاً لما ذكرت الأمم المتحدة. وقال سكان في غزة إن العشرات قتلوا، أمس، فيما وصلت أعداد كبيرة من النازحين إلى رفح بالشاحنات وعلى الأقدام، وأولئك الذين لم يجدوا مكاناً في الملاجئ المكتظة نصبوا خياماً على جوانب الطرق. وبعد مرور 12 أسبوعاً على الحرب حوّلت القوات الإسرائيلية كثيراً من أبنية قطاع غزة إلى أنقاض، ونزح معظم السكان، البالغ عددهم 2.3 مليون شخص، من منازلهم مرة واحدة على الأقل، فيما يفر كثيرون الآن لثالث أو رابع مرة. ولجأ السكان إلى المناطق التي حددتها إسرائيل على أنها آمنة، لكنها تعرضت للقصف هي الأخرى، وفق وكالة «أسوشييتد برس». وتتركز الحملة الإسرائيلية الآخذة في الاتساع، على مخيمات اللاجئين في البريج والنصيرات والمغازي في وسط غزة، حيث قامت الطائرات والمدفعية الإسرائيلية بتسوية المباني بالأرض. وكانت وكالة «الأونروا» أعلنت نزوح نحو 1.9 مليون شخص داخل غزة منذ بدء الحرب، ما يمثل نحو 80 في المائة من سكان القطاع. من جانبه، قال المفوّض الأممي لحقوق الإنسان فولكر تورك، لـ«الشرق الأوسط»، إن 70 في المائة من القتلى في غزة هم من الأطفال والنساء، مضيفاً أنه «لا مكان آمناً» في القطاع. ودقّ المفوّض الأممي ناقوس الخطر إزاء انعدام الأمن الغذائي في غزة، قائلاً «تأثر جميع سكان القطاع بذلك»، في حين أصبح «نصف مليون بينهم معرّضون لخطر المجاعة». وأضاف تورك أن «الكلمات تعجز عن وصف حجم المعاناة في غزة».

متحدث باسم الجيش الإسرائيلي: ندفع ثمناً باهظاً في حرب غزة

لكن خسائرنا متوقعة

تل أبيب: «الشرق الأوسط».. قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، لـ«وكالة أنباء العالم العربي»، اليوم الجمعة، إن إسرائيل تدفع ثمناً باهظاً في حربها على قطاع غزة، لكنه اعتبر أن الخسائر البشرية في صفوف الجيش خسائر متوقَّعة. وأكد أدرعي أن إجمالي عدد القتلى الذين سقطوا في صفوف الجيش الإسرائيلي، منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، بلغ 501 قتيل حتى أمس الخميس. وأضاف: «خسائرنا كانت متوقعة، لكن في الوقت نفسه نقول إننا أنجزنا مهامّنا... وسنمضي في تنفيذ خطتنا». وأشار إلى أن هناك تحدياً كبيراً يتمثل في القتال داخل الأنفاق. وقال إن «الجيش يستخدم طرقاً متنوعة وابتكارية للقتال داخل الأنفاق، لكن عندما يتم وضع مختطَفين إسرائيليين داخل الأنفاق فهذا يمثل تحدياً». غير أن أدرعي أشار إلى أن الجيش الإسرائيلي «استعدّ جيداً لحرب الشوارع الدائرة حالياً، وتدرّب جيداً على هذا النوع من الحروب». وحول استمرار الرشقات الصاروخية القادمة من قطاع غزة على إسرائيل، قال متحدث الجيش إن «هناك انخفاضاً ملحوظاً في عدد الصواريخ التي تطلَق من غزة تجاه إسرائيل، وهذا لا يعني أنه لا يوجد الآن لدى (حماس) مخزون من القذائف الصاروخية». وتابع: «القدرات الصاروخية لدى (حماس) تعرضت لضربات قوية جداً، لذلك هي تستطيع أن تطلق الصواريخ، ولكن لن يكون بالوتيرة نفسها، ولن تصل إلى المسافات نفسها ولن تكون بالكثافات السابقة نفسها».

تطورات الميدان

وعلى الصعيد الميداني، أشار أدرعي إلى أن العملية البرية التي يُجريها الجيش الإسرائيلي في غزة «ترتكز في هذه الساعة على عدة محاور في شمال القطاع ووسطه وجنوبه». وقال: «في منطقة شمال القطاع، تقع المهمة المركزية في حيي الدرج والتفاح، وتدور فيهما اشتباكات بين حين وآخر، وجرى الوصول إلى أنفاق تابعة لحماس، وقتل العشرات من عناصر حماس. هناك سيطرة عملياتية على المناطق الأخرى في شمال القطاع، وهذا لا يعني أننا قتلنا آخِر عنصر لحماس هناك، لكننا فككنا معظم بنيتها العسكرية في تلك المنطقة». وفي وسط قطاع غزة، ذكر أدرعي أن الجيش يقوم «بحملة مركّزة» في مخيم البريج، وأنه أخطر السكان، في الأيام الأخيرة، بضرورة إخلاء هذه المنطقة، والذهاب باتجاه دير البلح، لافتاً إلى أنه يشن غارات أيضاً على منطقة المغازي. أما في الجنوب فلفت المتحدث إلى أن الجيش الإسرائيلي أدخل، في اليومين الماضيين، لواء آخر للقتال في منطقة خان يونس، «وهذا يعني أن هناك خمسة ألوية تعمل حالياً في منطقة خان يونس؛ وهو عدد كبير جداً». وأعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، اليوم، ارتفاع عدد قتلى الحرب التي تشنّها إسرائيل في القطاع، منذ السابع من أكتوبر، إلى 21 ألفاً و507 قتلى. وقالت الوزارة، في بيان، إن عدد المصابين وصل إلى 55 ألفاً و915 مصاباً، مشيرة إلى مقتل 187 وإصابة 312 جراء القصف الإسرائيلي على قطاع غزة، خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.

إسرائيل تُواصل الاعتقالات ومصادرة الأموال في الضفة

عمليتا دهس وطعن على حواجز عسكرية تُصعّدان التوتر

رام الله: «الشرق الأوسط».. صعّد الجيش الإسرائيلي عملياته في الضفة الغربية، واقتحم معظم مناطقها، يوم الجمعة، في حملات دهم واعتقالات واسعة، بعد يوم واحد من قتله فلسطينيين وإغلاقه محالّ صيارفة ومصادرة أموال من فلسطينيين في الضفة، ما أجَّج التوترات قبل أن يردَّ الفلسطينيون بهجومين، مستخدمين الدهس والطعن على حواجز عسكرية في جنوب الضفة. واقتحم فلسطيني بسيارة مجموعة من الإسرائيليين كانوا قرب مستوطنة عُتْنيئيل جنوب الخليل في الضفة، فأصاب أربعة منهم، بينهم جراح متوسطة وخطيرة، قبل أن يقتله جنود الجيش الإسرائيلي. وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن الجنود أطلقوا النار على فلسطيني كان يقود سيارته جنوب مدينة دورا، بعد دهسه عدداً من الإسرائيليين. وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية لاحقاً «أن الهيئة العامة للشؤون المدنية أبلغتها باستشهاد الشاب عمرو عبد الفتاح أبو حسين عند مدخل واد الشاجنة شرق مدينة دورا».

جبهة ثالثة

وجاءت العملية بعد ساعات من عملية طعن أُصيبت فيها مجنَّدة في حرس الحدود، وحارس أمن إسرائيلي عند حاجز مزموريا جنوب مدينة القدس. وقالت شرطة الاحتلال إن أحمد عليان، مُنفّذ العملية، وصل بسيارته إلى الحاجز قادماً من القدس، وترجَّل منها وطعن المجندة أولاً ثم حارس الأمن، قبل أن يطلق الجنود النار عليه ويقتلوه. وتعزِّز العمليات الفلسطينية المتقاربة المخاوف من تصعيد أكبر في الضفة الغربية قد يُحوّلها إلى جبهة ثالثة في الحرب الحالية بغزة. ومنذ هجوم حماس، في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، صعّدت إسرائيل عملياتها وفرضت أجواء حرب على الفلسطينيين، وراحت، إلى جانب القتل، تُنفّذ حملات دهم واعتقال ضخمة وتغلق مؤسسات ومحالّ وتُصادر أموالاً. وقتلت إسرائيل نحو 315 فلسطينياً في الضفة، منذ السابع من أكتوبر، واقتحم الجيش الإسرائيلي الضفة الغربية، يوم الجمعة، وأصاب فلسطينيين، واعتقل آخرين في مخيم الفارعة جنوب طوباس الذي شهد اشتباكات واسعة، وفي مخيم بلاطة والمنطقة الشرقية من مدينة نابلس، قبل أن يقتحم بلدات صوريف، ودورا يطا، في محافظة الخليل، وبلدة قفين شمال طولكرم، وقرية دير أبو مشعل، شمال غرب رام الله، ومخيم قلنديا، شمال القدس. كما اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، الجمعة، حي سطح مرحبا في مدينة البيرة، ومخيم الأمعري في رام الله، ومخيم عين السلطان، شمال غرب مدينة أريحا، وقرية الطيبة غرب جنين وكفر قدوم شرق قلقيلية، وقرية تقوع شرق بيت لحم، فاندلعت مواجهات واسعة، وأدّت إلى إصابات وانتهت باعتقالات.

اقتحامات يومية

وصاحبت حملات الدهم، يوم الجمعة، مصادرة مَركبات من الأغوار الشمالية، ومجموعة من الألعاب الإلكترونية للأطفال، خلال مداهمة محالّ تجارية بمدينة الخليل. وتجري الاقتحامات بشكل يومي في الضفة، منذ السابع من أكتوبر، لكنها أخذت منحى أكثر كثافة وأوسع نطاقاً في الأيام القليلة الماضية. وجاءت التطورات في الضفة بعد يوم قال فيه الجيش الإسرائيلي إن قواته داهمت مكاتب صرافة وتحويل أموال في رام الله ومدن أخرى بالضفة الغربية المحتلّة، وصادرت ملايين الدولارات التي يُشتبه بأنها موجَّهة لتمويل حركة «حماس». وطال التصعيد كذلك، يوم الجمعة، مدينة القدس الشرفية، بعدما فرضت سلطات الاحتلال قيوداً على دخول المُصلّين المسجد الأقصى المبارك، واعتدت عليهم في شوارع القدس؛ لإبعادهم عن محيط الأقصى، ومنعهم من الصلاة في شوارع المدينة. ونصبت إسرائيل حواجز إضافية في شوارع القدس، ودفعت مزيداً من قواتها، ومنعت وصول الآلاف إلى الأقصى، واعتدت على المُصلّين بالضرب في حي وادي الجوز القريب وفي حي رأس العامود. وقالت دائرة الأوقاف الإسلامية إن 12 ألف مُصلّ فقط تمكّنوا من دخول المسجد الأقصى لأداء الصلاة هناك.

تقرير الأمم المتحدة

وكان تقرير للأمم المتحدة، نُشر الخميس، قد استنكر «التدهور السريع» لحقوق الإنسان في الضفة، وحثّ سلطات الاحتلال الإسرائيلية على إنهاء العنف ضد الفلسطينيين. وأوضح التقرير، الذي نشره مكتب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، أن 300 فلسطيني استُشهدوا في الضفة الغربية، منذ السابع من أكتوبر الماضي، بينهم 79 طفلاً، وأن 291 استُشهدوا على يد الجنود الإسرائيليين، و9 على يد المستوطنين. ووقعت معظم عمليات قتل الفلسطينيين في أثناء عمليات نفّذتها قوات الاحتلال الإسرائيلي أو خلال مواجهات معهم.

نتنياهو يدرس فرص التعاون مع عشائر في غزة بعد الحرب

«الخارجية» الفلسطينية: إسرائيل تريد تفريغ الأرض من مواطنيها الأصليين

الشرق الاوسط...كفاح زبون.. طلب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من المسؤولين الأمنيين فحص ما إذا كانت هناك قوى محلية في قطاع غزة يمكن التعاون معها واستخدامها في إدارة شؤون القطاع بعد الحرب. وقالت صحيفة «يديعوت أحرنوت» الإسرائيلية، الجمعة، إن نتنياهو الذي يرفض إجراء مناقشات بشأن «اليوم التالي» للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، سأل عما إذا كان بالإمكان تعزيز مكانة عشائر مسلحة وجهات محلية ودعمها، بحيث يمكنها السيطرة على أجزاء من قطاع غزة. وجاء توجه نتنياهو في الوقت الذي أعلن فيه أنه يرفض تسلم السلطة الفلسطينية قطاع غزة بعد الحرب، رافعاً شعاره الشهير «لا حماسستان ولا فتحستان». ويسعى نتنياهو إلى إيجاد جهة تتولى إدارة الشؤون المدنية، بحيث يحتفظ الجيش بالسيطرة الأمنية، وهو تصور يثير خلافاً مع الولايات المتحدة، الحليف الرئيسي لإسرائيل في الحرب، والتي ترفض إعادة احتلال أي جزء من قطاع غزة أو تقليص مساحته، وتدعم تولي سلطة فلسطينية واحدة «مؤهلة»، الضفة الغربية وقطاع غزة.

المرحلة الثالثة والأخيرة

وتدفع الولايات المتحدة إسرائيل للبدء في المرحلة الثالثة والأخيرة من الحرب القائمة على عمليات دقيقة أكثر، وصولاً إلى اليوم التالي للحرب، لكن نتنياهو يؤجل ذلك. ومساء الجمعة، ألغى نتنياهو مناقشة المجلس الوزاري الحربي لتفاصيل «اليوم التالي من الحرب» على قطاع غزة، بفعل «ضغوطات مارسها شركاء في الائتلاف الحكومي». وذكرت «يديعوت أحرونوت» أنه لم يُعرض على المستوى الإسرائيلي أي طرح بديل حتى الآن، لأن نتنياهو يصد كل شيء. وطلب نتنياهو المتعلق بكيفية معالجة الوضع في قطاع غزة بعد اليوم التالي للحرب جاء في وقت عمقت فيه إسرائيل توغلها البري في منطقة خان يونس جنوب قطاع غزة يوم الجمعة، وهي المنطقة التي تعتقد إسرائيل أنها قد تصل فيها إلى زعيم حركة «حماس» يحيى السنوار. وقال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي إنه «لأول مرة منذ نشوب الحرب، بدأت قوات الجيش بالعمل في منطقة خربة خزاعة التي انطلق منها المهاجمون في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) باتجاه كيبوتس نير عوز». وأضاف الناطق: «قوات فرقة غزة وإلى جانب قوات المدرعات والهندسة، بدأت نشاطها في منطقة خربة خزاعة في جنوب قطاع غزة، التي انطلق منها مخربو منظمة (حماس) الإرهابية للاعتداء على نير عوز في السابع من أكتوبر». وأضاف: «القوات تعمل على تحقيق السيطرة العملياتية على المنطقة. حتى الآن قضت القوات على مخربين، وهاجمت أهدافاً إرهابية عدة بالغة الأهمية، منها فتحات أنفاق، ومسارات أنفاق ومواقع إطلاق صواريخ مضادة للدروع بالإضافة إلى ذلك، عثرت القوات على وسائل قتالية كثيرة تشمل قطع الأسلحة من طراز (كلاشنكوف)، ومسدسات، وقنابل يدوية، وألغام، وقاذفات صواريخ وقذائف (هاون)»، وتابع: «تشكل هذه العملية بؤرة قتال أخرى ومكثفة تتصرف فيها قوات الجيش».

اشتباكات ضارية

والهجوم على خزاعة جاء في وقت تواصلت فيه الاشتباكات الضارية في وسط وجنوب القطاع في مناطق واسعة. ومن جانبها، أعلنت «كتائب القسام» التابعة لـ«حماس»، يوم الجمعة، أن مقاتليها يخوضون اشتباكات في محاور متعددة، ونفذوا عمليات عدة، بينها «تفجير عبوة مضادة للأفراد في قوة صهيونية راجلة، واستهداف قوة أخرى متحصنة في مبنى بقذيفة (تي بي جي)، موقعين في صفوفهم عدداً كبيراً من القتلى والجرحى في منطقتي الشعف وجبل الريس شرق مدينة غزة». وأضافت الكتائب أنها فجرت «حقل ألغام مكوناً من 4 عبوات برميلية وعبوة مضادة للأفراد في قوة مشاة صهيونية وعدداً من الآليات العسكرية شمال مخيم البريج وسط قطاع غزة ما أوقعهم بين قتيل وجريح، واستهداف قوة متحصنة في مبنى شمال مخيم البريج بالقذائف المضادة للتحصينات والاشتباك معها من مسافة صفر وإيقاع أفرادها بين قتيل وجريح». وقالت «كتائب القسام» إنها استهدفت 20 آلية متوغلة في منطقتي الدرج والتفاح، وأسقطت طائرة استطلاع من طراز «Skylark-2» كانت في مهمة استخباراتية في بيت حانون شمال قطاع غزة.

خسائر كبيرة

وأقر الجيش الإسرائيلي بوقوع مزيد من القتلى بين صفوفه في غزة. وقال إن النقيب الاحتياط هرئيل شربيت، 33 عاماً، من كوخاف يعقوب، قد قُتل في معركة شمال قطاع غزة، وكان يخدم بصفته ضابطاً قتالياً في الكتيبة 551، ليصل بذلك إجمالي قتلاه منذ بدء الحرب إلى 502، بينهم 169 ضابطاً وجندياً قُتلوا منذ بدء التوغل البري يوم 27 أكتوبر (تشرين الأول). كما أعلن الجيش إصابة 21 عسكرياً في المعارك في قطاع غزة، بينهم اثنان في حالة خطرة خلال الـ24 ساعة الماضية. ومع مواصلة المعارك البرية، واصل الطيران الإسرائيلي قصف مناطق واسعة في غزة. وقالت وزارة الصحة الفلسطينية في القطاع إن عدد الضحايا ارتفع إلى أكثر من 21500 ونحو 55 ألف جريح. ودخلت الحرب يومها الـ84 ما فاقم المعاناة الإنسانية للسكان. وقالت وزارة الخارجية الفلسطينية، إنه «بعد 84 يوماً على حرب الإبادة الجماعية ضد شعبنا، تتكشف لمن يريد أن يفهم من قادة العالم والدول، حقيقة أهداف الاحتلال الإسرائيلي، التي تتلخص في استهداف المدنيين الفلسطينيين وكامل أبناء شعبنا في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس الشرقية». وأضافت الخارجية في بيان: «الاحتلال يستهدف شعبنا سواء بالقتل بآلة الحرب أم ضرب جميع مقومات وجوده في أرض وطنه، وصموده وبقائه ودفعه إلى الهجرة والرحيل بحثاً عن مكان آمن أو حياة مستقرة لأبنائه وأجياله المتعاقبة».

تفريغ الأرض

وأشارت إلى أنه يتضح من تقارير الأمم المتحدة ومنظماتها المختصة، والمؤسسات الدولية على اختلاف أنواعها الحقوقية والإنسانية والإعلامية، خصوصاً ما توثقه وسائل الإعلام بالصوت والصورة أن الهدف الحقيقي للعدوان ولسياسة اليمين الإسرائيلي الحاكم، هو تفريغ الأرض من مواطنيها الأصليين بكل أشكال الإبادة والتطهير العرقي» وأضافت أن «هذا ما يفسره التصعيد الحاصل في مجازر الاحتلال الجماعية، وهدم المنازل فوق رؤوس المواطنين دون إنذار مسبق، واقتحام مدارس الإيواء وتدميرها، واعتقال الرجال النازحين فيها، واقتيادهم إلى جهة مجهولة، وحرمان المدنيين الفلسطينيين من أبسط احتياجاتهم الأساسية حتى اللحظة، وإصدار مزيد من أوامر الإخلاء والنزوح للمواطنين من وسط قطاع غزة، وممارسة الإذلال وامتهان الكرامة من قبل جنود الاحتلال لمن يُعْتَقَلون، بما في ذلك إجبارهم على خلع ملابسهم، واستخدام أسلحة ذات تدمير هائل». وأخيراً لفتت وزارة الخارجية إلى أن «قوات الاحتلال بدأت بتطبيق الإبادة أيضاً في مدن الضفة الغربية».

سموتريتش متحدياً بايدن: لن أحول شيقلاً واحداً إلى غزة

الرئيس الأميركي ينهي مكالمة صعبة مع نتنياهو طالبه فيها بإنهاء أزمة أموال السلطة

الشرق الاوسط..رام الله: كفاح زبون.. رفض وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، الجمعة، طلب الرئيس الأميركي، جو بايدن، تحويل أموال العوائد الضريبية للسلطة الفلسطينية، مؤكداً أنه لن يفرج عن الأموال ما دام في منصبه بالحكومة. وكتب سموتريتش على موقع «إكس»: «نكن احتراماً كبيراً للولايات المتحدة، أفضل حليف في العالم. وللرئيس بايدن، وهو صديق حقيقي، لكننا لن نترك مصيرنا أبداً في أيدي الأجانب... طالما أنا وزير المالية لن يذهب شيقل واحد إلى (الإرهابيين) في غزة، وهذا ليس موقفاً متطرفاً، بل هو موقف منقذ للحياة». كان سموتريتش يعقب على طلب بايدن من رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، في محادثة وصفت بالصعبة، إيجاد حل لمسألة أموال الضرائب الفلسطينية المجمدة منذ نحو شهرين. وقال مسؤول أميركي كبير ومصدر مطلع على فحوى المحادثة إن الجزء المتعلق بموضوع الضرائب كان الأصعب. حسب موقع «أكسيوس» الأميركي، فإنه في نهاية محادثة، الأسبوع الماضي، استمرت 45 دقيقة، أثار بايدن موضوع العوائد الضريبية، وطلب من نتنياهو قبول الاقتراح الذي قدمته إسرائيل بنفسها للولايات المتحدة قبل بضعة أسابيع، والذي بموجبه سيتم تحويل أموال الضرائب إلى النرويج حتى يتم التوصل إلى ترتيب من شأنه تبديد مخاوف إسرائيل من وصول الأموال إلى «حماس» في قطاع غزة، وهو ترتيب وافقت عليه فعلاً السلطة الفلسطينية، وأبلغت الولايات المتحدة أنها بموجبه ستكون مستعدة لأخذ الجزء من أموال الضرائب الذي لم تجمده إسرائيل. وقال مسؤول أميركي إن نتنياهو فاجأ بايدن عندما تراجع عن الاتفاق الإسرائيلي، وقال إنه لم يعد يعتقد أن العرض النرويجي جيد. وقال نتنياهو لبايدن إنه لا يثق بالنرويج، وشدد على أن السلطة الفلسطينية ينبغي لها ببساطة أن تأخذ الجزء الذي ترغب إسرائيل في تحويله إليها من أموال الضرائب، لكن بايدن ردَّ على نتنياهو بأن الولايات المتحدة تثق بالنرويج، وأن هذا ينبغي أن يكون كافياً لإسرائيل لكي تقبله، ثم أبلغه بأن عليه مواجهة المتطرفين في ائتلافه الحكومي بشأن هذه القضية، مثلما يتعامل هو (بايدن) مع الضغط السياسي من الكونغرس بشأن الحرب في غزة، ثم قال له إنه يتوقع منه إيجاد حل للمسألة، وأنهى الحديث بعبارة: «هذا الحديث انتهى». وقال مسؤول أميركي لموقع «أكسيوس» إن هذا الجزء من المكالمة كان من «أصعب المحادثات وأكثرها إحباطاً»، و«علامة على التوترات المتزايدة بين بايدن ونتنياهو». ويجد نتنياهو نفسه بين فكي كماشة؛ ضغوط خارجية من بايدن الذي تخشى إدارته من أن استمرار تجميد تحويل الأموال وإبقاء رجال الأمن والموظفين في الضفة الغربية بدون رواتب قد يؤجج التوترات ويساعد على التصعيد، وتهديدات داخلية من سموتريتش، الذي هدد بالاستقالة ما قد يعرض الحكومة الائتلافية للخطر. كان سموتريتش وجه «إنذاراً نهائياً» لنتنياهو، عدة مرات، مهدداً بالاستقالة من الحكومة إذا تم تحويل أموال المقاصة للسلطة الفلسطينية. وفجرت أموال العوائد الضريبية خلافاً حاداً بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، بعد حوالي شهر من بدء الحرب على قطاع غزة، بعدما قررت الحكومة الإسرائيلية اقتطاع الأموال التي تخصصها السلطة لقطاع غزة من المبلغ العام المستحق للسلطة، واشتراطها عدم تحويل أي مبالغ للقطاع، وقررت السلطة عدم تسلم هذه الأموال. وجاءت الخطوة التي وقف خلفها سموتريتش، في وقت تعاني فيه السلطة أصلاً من أزمة مالية، وتدفع فيه رواتب منقوصة لموظفيها في القطاعين المدني والعسكري منذ عامين، بسبب اقتطاع إسرائيل حوالي 50 مليون دولار من العوائد الضريبية «المقاصة» تساوي الأموال التي تدفعها السلطة لعوائل مقاتلين قضوا في مواجهات سابقة، وأسرى في السجون الإسرائيلية، إضافة إلى بدل أثمان كهرباء وخدمات طبية. وفاقم القرار الإسرائيلي من الأزمة وأشعل المخاوف من خلق فوضى، وهي مسألة كانت محل نقاش وخلاف حاد في إسرائيل نفسها ومع الولايات المتحدة. كان خلاف دب في إسرائيل نفسها حول مسألة تحويل الأموال للسلطة، بعدما كان سموتريتش قرر عدم تحويل الأموال للسلطة، وعارضه وزير الدفاع يوآف غالانت، مطالباً بتحويلها على الفور قائلاً: «دولة إسرائيل حريصة على الحفاظ على الاستقرار، وبناءً عليه فإنه يتعين تحويل هذه الأموال على الفور حتى يتسنى استخدامها من قبل قطاعات السلطة الفلسطينية التي تتعامل مع منع الإرهاب». أضاف غالانت: «أعتقد أنه من المناسب فقط الالتزام بقرار مجلس الوزراء الذي تم اتخاذه قبل عدة أيام». ورد سموتريتش، بالقول إن غالانت يرتكب «خطأ فادحاً» بالمطالبة بالإفراج عن الأموال. وبموجب اتفاق أوسلو، تجمع وزارة المالية الإسرائيلية الضرائب نيابة عن الفلسطينيين، وتقوم بتحويلات شهرية إلى السلطة الفلسطينية، ويثير هذا الترتيب خلافات مستمرة. وخلال كل الضغوط السابقة، أصر سموتريتش على اقتطاع الأموال التي تخصصها السلطة لقطاع غزة (رواتب، مساعدات، نفقات لوزارة الصحة والعلاجات، أثمان كهرباء) وتقدر بحوالي 140 مليون دولار شهرياً. وتقول السلطة إن الخضوع لهذا الابتزاز يعني الموافقة عن التخلي عن قطاع غزة.

المرصد الأورومتوسطي: جنود إسرائيليون قاموا بأعمال نهب لمنازل مدنيين في غزة

قال إنه نهج يقوم على «الانتقام الجماعي» من السكان الفلسطينيين

غزة: «الشرق الأوسط».. أعلن المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان اليوم (الجمعة)، أن الجيش الإسرائيلي أطلق العنان لجنوده في قطاع غزة للإقدام على ممارسات وصفها بأنها «غير أخلاقية» بحق المدنيين الفلسطينيين خلال مداهمة منازلهم، شملت سرقة ممتلكات وأعمال نهب، بحسب «وكالة أنباء العالم العربي». وذكر المرصد في بيان أنه وثّق «سلسلة حالات تكشف عن تورط جنود إسرائيليين في سرقات ممنهجة لأموال ومتعلقات الفلسطينيين، بما يشمل الذهب ومبالغ مالية وهواتف جوالة وأجهزة كمبيوتر محمولة». وأوضح المرصد أن شهادات جمعها تظهر أن «مداهمات الجيش الإسرائيلي تتجاوز الاعتقالات التعسفية والإخفاء القسري والإعدام الميداني إلى تخريب متعمد للممتلكات وسرقة المقتنيات الشخصية، ومن ثم حرق المنازل بعد نهبها في إطار نهج يقوم فيما يبدو على الانتقام الجماعي من السكان الفلسطينيين». وقال إن تقديراته الأولية بناء على ما وثقه من إفادات تشير إلى سرقة متعلقات شخصية لمدنيين فلسطينيين وأعمال نهب واسعة لمقتنيات ثمينة قام بها الجيش الإسرائيلي قد تتجاوز حصيلتها عشرات الملايين من الدولارات، بحسب وصفه. وأشار المرصد إلى «تعمد جنود إسرائيليين نشر مقاطع مصورة على منصات التواصل الاجتماعي توثق تعمدهم تخريب منازل المدنيين في قطاع غزة، أو رسم شعارات عنصرية أو يهودية على الجدران، إلى جانب التفاخر بالاستيلاء على أموال ومقتنيات ثمينة». ودعا المرصد إلى تحقيق دولي شامل ومحايد في «الانتهاكات الجسيمة بحق السكان في قطاع غزة وممتلكاتهم من قوات الجيش الإسرائيلي». وتواصل إسرائيل حربها على قطاع غزة منذ أن شنت حركة «حماس» وفصائل فلسطينية أخرى هجوماً مباغتاً على بلدات ومواقع إسرائيلية متاخمة للقطاع في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.



السابق

أخبار لبنان..سنة شاهدة على ارتباط وضع لبنان بأزمات المنطقة..برّي باسم "الحزب" لـ"الخماسية": أعطونا الرئاسة وخذوا الـ 1701..الجيش الإسرائيلي: الضربات المكثفة أثّرت على وجود «حزب الله» على الحدود..القوات الدولية طالبت السلطات اللبنانية بضمان سلامتها..«حزب الله» يرفض تحييد لبنان ويؤكد استعداده لكل الاحتمالات..هوكشتين عائد: إسرائيل تريد اتفاقا..مصير مجهول لقارب هجرة لبناني يحمل العشرات..

التالي

أخبار وتقارير..عربية..غارات أميركية على ميليشيات إيران في البوكمال السورية..فصائل موالية لإيران تشن هجوماً على 3 قواعد أميركية في سوريا والعراق..إسرائيل تنفذ ضربات في سوريا إثر سقوط صاروخين..إسرائيل وإيران في سوريا.."حرب صاروخية في الظل"..حكومة كردستان العراق: لا وجود لأي مقار إسرائيلية في الإقليم..المحكمة الاتحادية في العراق..عُقدة الاستقلال والاشتباك مع السياسة..الدنمارك ترسل سفينة حربية للمشاركة في التحالف الأميركي بالبحر الأحمر..ارتفاع أعداد المصابين بالإيدز في اليمن وسط معاناة وحرمان..

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East..

 السبت 11 أيار 2024 - 6:24 ص

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East.. Armed groups aligned with Teh… تتمة »

عدد الزيارات: 156,935,735

عدد الزوار: 7,048,614

المتواجدون الآن: 80