أخبار فلسطين..والحرب على غزة..نتنياهو يقدّم عام 2017 «وصفاً دقيقاً» لأحداث 7 أكتوبر!..«اليونيسيف»: خطر الموت من الجوع أصبح حقيقياً في القطاع..والأسوأ لم يأت بعد..إسرائيل تُنفّذ إعدامات ميدانية..والجثث متناثرة في غزة..إسرائيل تبدأ بفرض عقوبات على الأمم المتحدة..سكان غزة..«نموت شهداء أفضل من الموت جوعاً»..غزة.. 70 شهيداً بمجزرة إسرائيلية في مخيم المغازي..إسرائيل تمهد لإدارة غزة..ومصر تعرض خطة لإنهاء الحرب..نتنياهو: ندفع ثمناً باهظاً وقراراتنا مبنية على حساباتنا..أبو عبيدة: مجاهدونا قتلوا 48 جندياً صهيونياً ودمروا 35 آلية عسكرية في الـ4 أيام الماضية..العمليات الإسرائيلية تترك جراحاً لدى سكان الضفة الغربية..تحذيرات معلقين من «وحل غزة» وحرب لا نهاية لها..مؤسسات قانونية إسرائيلية تخشى محاكمة ضباط «ارتكبوا جرائم حرب»..جهات حقوقية يهودية وفلسطينية توثق الاعتداءات على المدنيين..الأمم المتحدة: 50 ألف سيدة حامل في قطاع غزة..

تاريخ الإضافة الإثنين 25 كانون الأول 2023 - 5:57 ص    عدد الزيارات 418    التعليقات 0    القسم عربية

        


وصف خطط «حماس» بـ «تفاصيل مخيفة»..

نتنياهو يقدّم عام 2017 «وصفاً دقيقاً» لأحداث 7 أكتوبر!..

الراي.. قبل 6 أعوام، قدّم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وصفاً دقيقاً للأحداث التي ستقع لاحقاً في 7 أكتوبر 2023، من دون أن يعلم ذلك، وذلك في فيديو انتشر أخيراً تمت مقارنته بالأحداث الحالية. ونشرت وسائل إعلام إسرائيلية، الخميس، لقطات من جلسة للكنيست عام 2017، وصف فيها نتنياهو خطط حركة «حماس» بتفاصيل «مخيفة»، على حد وصف صحيفة «تايمز أوف إسرائيل»، أمس. وقال رئيس الوزراء خلال الجلسة التي عقدتها لجنة رقابة الدولة في الكنيست لمناقشة تقرير حول حرب غزة ضد الحركة عام 2014: «حماس لديها خطة عملياتية لهجوم متعدد المحاور، بما في ذلك إطلاق آلاف الصواريخ على المدن الإسرائيلية، وغارات كوماندوس بحرية، وطائرات شراعية معلقة، وتوغلات من عشرات الأنفاق، بعضها يقع في الأراضي (الإسرائيلية)». وخلال المناقشة المشحونة والتي استمرت 3 ساعات ونصف الساعة، وصف نتنياهو «القوات الخاصة» التي كانت «حماس» تدربها من أجل قتل واختطاف الإسرائيليين، في إشارة إلى جناحها العسكري «كتائب عزالدين القسام». وتابع نتنياهو: «لقد قدّروا أنهم إذا تمكنوا من مفاجأتنا، فيمكنهم وضع الخطة موضع التنفيذ».

تشابه كبير مع أحداث 7 أكتوبر

السيناريو الذي وصفه رئيس الوزراء يبدو مشابها لهجوم «طوفان الأقصى»، عندما تسلل نحو 3000 من مسلحي «حماس» عبر الحدود إلى إسرائيل من قطاع غزة عن طريق البر والجو والبحر، وقاموا بعمليات عسكرية نتجت عن مقتل 1200 شخص واختطاف أكثر من 240 آخرين تحت غطاء سيل من آلاف الصواريخ التي تم إطلاقها على البلدات والمدن الإسرائيلية. في 2017، قال نتنياهو إن قيادة «حماس» بدأت بالتخطيط «لهجوم واسع النطاق» قبل سنوات. وأضاف «كان بإمكانهم في أي لحظة وضع هذه الخطة موضع التنفيذ، ولكن خلافا للرأي الشائع، نحن لا نتحكم في قرارات خصمنا - على الأكثر، يمكننا التأثير على قدرتهم على تنفيذها». وتابع «عندما فكرت في تسلل آلاف المسلحين أو أكثر، والاستيلاء على بلدة، واحتجاز رهائن، من شأن ذلك أن يشكل ضربة معنوية، وأنا أشرت إلى ذلك». وقال «لقد حاولنا تجنب الحرب بأي طريقة ممكنة. نحن نواجه عدواً قاسياً ومتوحشاً. إن تجنب التصعيد ضد عدو كهذا ليس بالأمر السهل. هناك 30 ألف (مقاتل من حماس في غزة)، يتمنون تدميرنا ويستعدون طوال الوقت ويبنون الوسائل التي يمكن بها قتلنا والتسلل ومهاجمتنا. أشخاص ملتزمون بإبادة إسرائيل. إنهم يعيشون من أجل هذا الهدف»...

«اليونيسيف»: خطر الموت من الجوع أصبح حقيقياً في القطاع... والأسوأ لم يأت بعد

إسرائيل تُنفّذ إعدامات ميدانية... والجثث متناثرة في غزة

الراي.. | القدس - من محمد أبوخضير وزكي أبوالحلاوة |

- «سبت أسود» للجيش الإسرائيلي... ونتنياهو يقرّ بدفع «ثمن باهظ»

- الاحتلال يدّعي قتل 8000 مقاتل

- مصر ترعى صفقة جديدة بين إسرائيل و«حماس»

أقر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بأن إسرائيل «تدفع ثمناً باهظاً» في الحرب على قطاع غزة، بعد مقتل 14 عسكرياً منذ يوم الجمعة، لكنه رفض تقارير بأن الولايات المتحدة أقنعت بلاده بعدم توسيع عملياتها العسكرية، في حين تواصل قواته مجازرها ضد السكان المدنيين، إن كان عبر الغارات الجوية والقصف البري والبحري، أم عبر تنفيد «إعدامات ميدانية» في القطاع، حيث أكدت منظمة «اليونيسيف»، أن «خطر الموت من الجوع أصبح حقيقياً». وبينما بلغت حصيلة الشهداء في القطاع 20424 شخصاً، معظمهم من النساء والأطفال، وفق وزارة الصحة التابعة لـ«حماس»، بينهم، 166 سقطوا خلال الساعات الماضية، اتهمت الحركة، القوات الإسرائيلية بارتكاب «مجازر بشعة»، أسفرت عن «سقوط عشرات الشهداء في مخيم جباليا ومنطقة تل الزعتر وفي بلدة جباليا»، داعية إلى تحقيق دولي. وبحسب الناطق باسم وزارة الصحة أشرف القدرة «أعدم» الجيش الإسرائيلي «العشرات من المواطنين في الشوارع». وقال إنه تمّ «انتشال عشرات الشهداء»، مضيفاً أن «الاحتلال أعدم أعداداً منهم أمام عائلاتهم». وأصدرت «حماس»، أمس، بياناً جددت فيه مطالبتها للجنة الدولية للصليب الأحمر بضرورة التحرك والكشف عن مصير مئات الفلسطينيين «المختطفين من غزة»، والمعتقلين لدى القوات الإسرائيلية، لا سيّما بعد الإفراج عن 20 معتقلاً «ظهر عليهم آثار التعذيب والتنكيل». ومع اشتداد حدة القتال، وعلى رقعة من الأرض الرملية بين مبانٍ منهارة وأخرى محترقة وسيارات محطمة، يتنقل رجال الدفاع المدني في شوارع غزة من جثة إلى أخرى، ويلفون بالأكفان مجموعة من شهداء الحرب. وأظهر مقطع فيديو لـ «فرانس برس» جثة تحت الركام في أحد شوارع جباليا ودماراً هائلاً في مناطق مختلفة. وفي بيت لاهيا شمال القطاع، أعلن الدفاع المدني «انتشال عشرات الجثث المتحلّلة» من الشوارع. وفي معرض الرد على سؤال لـ «فرانس برس»، لم يشأ الجيش الإجابة بشكل محدّد على الاتهامات حول إعدامات نفذها جنوده. لكنه ادعى أن ضرباته «ضد أهداف عسكرية تمتثل لأحكام القانون الدولي». كما أكدت «حماس» أنها فقدت الاتصال مع مجموعة مسؤولة عن خمسة من الرهائن الإسرائيليين بسبب القصف العشوائي.

صفقة جديدة

وفي سياق متصل، وصل وفد من حركة «الجهاد الإسلامي»، أمس، إلى القاهرة لإجراء محادثات، ستتركز على سبل إنهاء «العدوان». ونقل موقع «العربية نت»، عن مصادر، أمس، أن «مصر ترعى صفقة جديدة لهدنة من أسبوعين مقابل الإفراج عن 40 محتجزاً لدى حماس». وبحسب المصادر، فإن «التفاهم حول صفقة الأسرى العسكريين لدى حماس ستكون بعد انسحاب إسرائيل الكامل». وتحدثت عن «اقتراح بتشكيل حكومة تكنوقراط تحكم غزة لحين إجراء انتخابات». من جانبها، دعت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) إلى وصول المساعدات الإنسانية بشكل سريع وآمن ومن دون عوائق إلى غزة. وأضافت «الأطفال والأسر في قطاع غزة يواجهون الآن العنف من الجو، والحرمان من الأرض مع احتمال أن الأسوأ لم يأتِ بعد».

خسائر إسرائيلية

في المقابل، أعلن الجيش الإسرائيلي، أمس، مقتل تسعة عسكريين، السبت، إضافة إلى إصابة 11 بجروح غالبيتها خطيرة، في واحدة من أفدح الخسائر اليومية التي يتكبّدها منذ بدأ هجومه البرّي على القطاع المحاصر، لترتفع حصيلة قتلاه منذ بدء معركة «طوفان الأقصى»، في السابع من أكتوبر الماضي، إلى 486 قتيلاً، بينهم 157 منذ 27 أكتوبر. وقال ناطق عسكري إن القوات الإسرائيلية قتلت نحو 8000 مقاتل فلسطيني في الحرب، مضيفاً أن هذا الرقم استُخلص من إحصاءات للضربات المستهدفة والعمليات القتالية واستجواب الأسرى.

ثمن باهظ

وفي السياق، قال نتنياهو خلال الاجتماع الأسبوعي للحكومة، أمس، «ندفع ثمناً باهظاً للغاية في الحرب لكن ليس أمامنا خيار سوى مواصلة القتال». وتابع «أرى منشورات مغلوطة تزعم أن الولايات المتحدة منعتنا وتمنعنا من القيام بعمليات في المنطقة. هذا ليس صحيحاً. إسرائيل دولة ذات سيادة. قراراتنا في الحرب تُبنى على اعتباراتنا العملية ولن أتوسع في ذلك». وكانت صحيفة «وول ستريت جورنال» ذكرت أن بايدن أقنع نتنياهو بعدم مهاجمة «حزب الله» في لبنان بسبب مخاوف من أن يشن هجوماً على إسرائيل على غرار عملية «طوفان الأقصى». وشدد نتنياهو على أن تصرفات إسرائيل «لا تمليها ضغوط خارجية». وقال «القرار الخاص بكيفية استخدام قواتنا هو قرار مستقل لجيش الدفاع وليس لأحد غيرنا». يأتي كلام نتنياهو، غداة مكالمة هاتفية «طويلة» مع الرئيس جو بايدن، الذي لم يطلب وقفاً لإطلاق النار. وأفاد البيت الأبيض في بيان «شدد الرئيس على الحاجة الماسة لحماية السكان المدنيين، بمن فيهم أولئك الذين يدعمون عملية المساعدات الإنسانية، وأهمية السماح للمدنيين بالانتقال بأمان بعيداً عن مناطق القتال المستمر».

المعركة «الأكثر تعقيداً وتحصيناً»

وصف يفتاح رون تال، وهو قائد سابق للقوات البرية الإسرائيلية، ساحة المعركة في قطاع غزة الواقعة وسط المباني بأنها «الأكثر تعقيداً وتحصيناً» في العالم، وتتطلب مشاة ودبابات ومدفعية وفرق مهندسين. وصرح للإذاعة العسكرية، «أعتقد أن ما يحدث الآن هو نتاج معركة صعبة في منطقة مكدسة وفي هذا النوع من المعارك تكون هناك للأسف خسائر كبيرة»...

تتهمها بالوقوف ضدها وبدعم «حماس» بطريقة غير مباشرة

إسرائيل تبدأ بفرض عقوبات على الأمم المتحدة

كوهين يتحدّى الأمم المتحدة

| القدس - «الراي» |..... بدأت إسرائيل، بفرض عقوبات على الأمم المتحدة، جراء ما تصفه بوقوفها ضدها ودعمها غير المباشر لحركة «حماس». وذكرت صحيفة «إسرائيل هيوم»، أمس، أن وزارة الخارجية وبتعليمات مباشرة من الوزير إيلي كوهين، قررت طرد موظف في الفرع النسائي للأمم المتحدة، من خلال رفض تمديد تصريح دخوله لإسرائيل. كما رفضت إعطاء تصريح لموظفة أخرى تعمل في الفرع النسائي للمنظمة الدولية. وتابعت أن تل أبيب تشعر بالغضب من عدم تبني الأمم المتحدة لروايتها الخاصة، بـ «باعتداء مقاتلي حماس على نساء إسرائيليات يوم (عملية) طوفان الأقصى وخلال أسرهن». والتقى نائب مدير عام قسم المنظمات الدولية في الخارجية أمير فسبرود، يوم الجمعة، رئيسة الفرع النسائي للأمم المتحدة في الضفة الغربية مريس غينموند وأبلغها بهذه القرارات. وقال:«ستتخذ إسرائيل خطوات أخرى إذا لم تعمل المنظمة الدولية على الفور على تعديل تصرفاتها بما في ذلك إقالة سارة داغلاس الموظفة الكبيرة في الأمم المتحدة التي انتهكت أنظمة المنظمة الدولية وأدلت بتصريحات مناهضة لإسرائيل». وكانت داغلاس كتبت في شبكات التواصل الاجتماعي، أن الولايات المتحدة «تُسلح قتل الشعب في قطاع غزة... نشاهد الآن كل القوى الإمبريالية تتكاتف لإبادة الشعب الفلسطيني»...

طوابير طويلة للحصول على «كميات شحيحة» من الطعام

سكان غزة..«نموت شهداء أفضل من الموت جوعاً»

الراي..يوماً بعد يوم، يزداد الشعور بالعجز لدى بكر الناجي الذي تعتصر قلبه الغصة عندما ينفد الطعام الذي يطبخه تطوعاً لتكية في رفح، بينما يسمع أطفالاً يشكون من الجوع. نزح ناجي (28 عاماً) من مدينة غزة بعد اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر الماضي، وهو يبدأ الطبخ بعد صلاة الفجر لصالح التكية. يقول «أطبخ تطوعاً لمساعدة الناس في هذه الأوضاع المأسوية». ويضيف «أصعب لحظة بالنسبة إلي هي عندما نبدأ بتوزيع الوجبات على الناس، فيما الآلاف يقفون في الطابور». ويتابع «أشعر بغصة في قلبي حين ينتهي الطعام ويبقى الأطفال يسألون عنه ويشكون بأنهم جائعون ولم يأكلوا»، مشيراً إلى أن بعض المتطوعين يتنازلون أحيانا عن حصصهم من الطعام. سبّبت الحرب دماراً هائلاً في قطاع غزة فخرجت معظم المستشفيات عن الخدمة وفرّ 1.9 مليون شخص من منازلهم وقراهم ومدنهم، وفق الأمم المتحدة. ويواجه نصف المليون شخص، أي قرابة ربع السكان، خطر الجوع بحسب تقرير صدر هذا الأسبوع عن برنامج أممي يرصد مستويات الجوع في العالم. وفي الأسابيع الستة المقبلة، قد يجد جميع سكان القطاع البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة، أنفسهم في الوضع نفسه. وتجمعت أعداد كبيرة من الفلسطينيين، بينهم العديد من الأطفال، خلف حاجز في رفح، بينما يحمل كل منهم طبقاً بلاستيكياً، منتظرين أن يصل دورهم للحصول على طبق طعام من القدور الساخنة. ويقول المسؤول عن التكية التي تقع في منطقة الشابورة في رفح خالد شيخ العيد «نعاني من شح الموارد. العدس والبرغل نفدا من السوق وكذلك البازيلا والفاصولياء». ويقدر شيخ العيد أن «نحو عشرة آلاف شخص» يحاولون الحصول يومياً على الطعام في القطاع المحاصر. وتقوم التكية بإعداد الطعام مستخدمة تبرعات ومستعينة بمتطوعين. ويقول ناجي «نخشى أن يموت الناس من الجوع»، مشيراً إلى أن سعر علبة الفول ارتفع من شيكل لستة شواكل (دولاران). ويتابع «كان الناس فقراء قبل الحرب. من كان يعمل قبل الحرب كان بالكاد يستطيع إطعام أطفاله. فما بالك بالوقت الحالي؟».

- «الموت من الجوع»

بعد شهرين ونصف الشهر من الحرب، بات سكان القطاع يعانون من نقص كبير جداً في المواد الغذائية والمياه والأدوية والوقود وكل الأساسيات. لم تتمكن سلام حيدر (36 عاماً)، الأم لثلاثة أطفال، من الحصول على الطعام، السبت، مشيرة إلى أنها في العادة تأتي لتقف في الطابور منذ الثامنة صباحاً. وتضيف بتأثر «تأخرت اليوم لأنني كنت مع ابني الذي يخضع لعلاج في العيادة. طلبت المساعدة للعودة بسرعة للحصول على الطعام ولكن العيادة كانت مزدحمة». وبكت قائلة «أشعر بالحزن والقهر. لم نأكل شيئاً اليوم ولن نأكل». وتتابع «ابني الصغير يبكي بشدة رغبة في الحصول على حلوى. رأى طفلاً يحمل حلوى وحاول انتزاعها منه. أخبرته أن هذا لا يجوز». تأتي نور بربخ التي نزحت من شرق خان يونس إلى مدرسة تابعة لوكالة «الأونروا» في رفح وهي حامل في الشهر الخامس لحجز دور للحصول على الطعام. وتقول «أتألم كثيراً وأنا انتظر بسبب الوقوف والمزاحمة»، موضحاً أنها ترسل أحياناً ابنها البالغ من العمر 12 عاماً للوقوف ولكنه يتعرّض للدفع. وتضيف «لولا هذه التكية، لما أكلنا شيئاً. ما نحصل عليه لا يكفي ولكنه أفضل من لا شيء». وتشير السيدة التي حاولت الحصول على خبز «أولادي سيموتون من الجوع. فقدوا الكثير من الوزن. ويستيقظون ليلاً من النوم بسبب الجوع». وتضيف «أن نموت شهداء أفضل من الموت من الجوع»...

صراع دائم للبحث عن أبسط مقومات الحياة من طعام ومياه وحتى الحمام

حياة سكان غزة «انقلبت 180 درجة» منذ بدء الحرب

الراي.. حولت الحرب الدائرة في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة «حماس» حياة سكانه إلى صراع دائم للبحث عن أبسط مقومات الحياة من طعام ومياه وحتى الحمام، بينما نزح نحو 1,9 مليون شخص منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر الماضي، أي 85 في المئة من السكان. في ما يأتي تروي ثلاث نساء في قطاع غزة لـ «فرانس برس» كيف فرضت الحرب عليهن واقعاً جديداً...

- الطبيبة نور الوحيدي (24 عاماً)

مكثت الطبيبة نور 38 يوماً في مستشفى الشفاء في مدينة غزة بعد بداية الحرب، لتضطر للنزوح بعدها إلى رفح في جنوب القطاع. وتعمل حالياً في قسم الاستقبال والطوارئ في المستشفى الكويتي في مدينة رفح. تروي نور كيف عملت لمدة 38 يوماً متواصلا، وتقول «لم أذهب للبيت إطلاقاً، تمت محاصرة المستشفى فنزحت في اليوم الـ 38 (...) منذ أكثر من شهر». وتؤكد وجود «اختلاف شاسع بين حياتي السابقة في بيتي حيث جميع مقومات الحياة متوافرة، وبين وجودي في مكان غريب من دون مواد غذائية أو مياه، أي مقومات الوضع كارثي، إنسانياً واقتصادياً ومعيشياً وصحياً». وتقول إنها تقيم في رفح الآن مع «أكثر من 20 شخصاً في شقة صغيرة جداً، المكان لا يتسع للجميع. بقيت عائلتي من جهة والدتي في مدرسة تابعة للأونروا، أما باقي عائلتي، جدتي وعمي وعمتي فما زالوا في غزة للأسف والاتصال بهم منقطع، مستودعينهم الله». وتضيف «كل يوم، أشاهد قصص معاناة لم أكن يوماً اتخيل مشاهدتها. وسائل الراحة ليست متوافرة، لا يمكنني أن ارتاح وأنام بعد الدوام، عدد الموجودين في البيت كبير». لكن نور توضح «نحن أفضل من غيرنا»، مشيرة إلى أنها بعد تركها العمل «أعود للبيت (...) أطبخ معهم على النار وأقوم بإشعال النار، أقوم بالغسيل على يدي حين تتوافر المياه». وتلاحظ «أصبحنا نفكر في إمدادات الطعام والشراب والمياه وشحن الهواتف النقالة وغيرها. أشياء لم نفكر بها يوما. نفكر كيف نحيا». وتشير نور إلى أنها «عملت خلال العامين الماضيين اثناء تصعيدات عسكرية لكن هذه الحرب مختلفة في كل شيء» موضحة «المدة طويلة وعدد الشهداء ونوع الإصابات لم يمر من قبل بسبب شدتها والنزوح». وتروي أنها كانت خلال نزوحها «كنت أسير في الشوارع وأنا في حالة صدمة. لم أتخيل حجم هذه الحرب» مشيرة إلى أن الحرب «خلقت من كل شخص فينا شخصا مختلفاً تماماً. لا نستحق هذه الحياة، لا أحد يجب أن يعيش هذه الحياة». وبعد الحرب، تؤكد أن «الجميع يفكر بالسفر لأن البلد لم يتبق فيها شيء. لا بشر ولا حجر ولا شجر». وكانت نور تفكر قبل الحرب بالسفر لإكمال دراستها وتؤكد الآن «الحرب شجعتني على ذلك وإذا نجوت (..) لكن في النهاية هذه بلدي وسأعود اليها».

- ربة العائلة سندس البايض (32 عاماً)

تؤكد سندس البايض وهي الأم لثلاثة أطفال أن حياتها «انقلبت 180 درجة» منذ بدء الحرب. وتعيش سندس الآن في خيمة صغيرة أمام المستشفى الكويتي في مدينة رفح، تتذكر حياتها السابقة قائلة «حياتنا قبل الحرب كانت مستقرة وسعيدة. كان يوجد كل شيء في منزلي. كنت أقيم في شقة في مبنى يعود لعائلة زوجي. وأطفالي يذهبون للمدارس» موضحة أنها تشتاق لروتينها اليومي. وتتابع «روتين حياتي اليومي إيقاظ أطفالي صباحا للمدرسة وتجهيزهم وتحضير الطعام قبل النوم مرة اخرى ثم شرب القهوة مع زوجي (...) حياة بسيطة ومستقرة ليتها تعود». أما اليوم فتشير السيدة المتزوجة من صحافي إلى أن نزوحها مع أطفالها تم على مراحل، بينما بقي زوجها في غزة في البداية. وتوضح أنها مكثت في دير البلح لأكثر من أسبوعين لكن «اصحاب المنزل خافوا من وجودي لأن زوجي صحافي وهم يعتقدون أن الصحافيين مستهدفون، بكيت بشدة لم أعرف ماذا سأفعل» وطلبوا منها المغادرة. وبعدها توجهت إلى خان يونس ثم فرت مرة أخرى إلى رفح. وتوضح «الاستحمام صعب جداً وبماء بارد. أغسل في وعاء بلاستيكي» مشيرة إلى أنه «لا يوجد خبز. ونحضر وجبات غذائية لكن الأطفال يرفضون أكلها. الأكل سيئ جدا وملوث. ونعتمد على الخضار وبعض المعلبات» ما تسبب لهم بأعراض معوية حادة. وتضيف «هذه الحرب أرهقتنا نفسيا بشدة. أطفالي سلوكهم تغير وأصبحنا جميعاً بمزاج حاد. جميعنا بحاجة لعلاج نفسي بعد الحرب». وتؤكد سندس أنها اتفقت مع زوجها على البقاء «نحن متعلّقون بعائلاتنا. الغربة صعبة وفراق الأهل والذكريات صعب». تحلم سندس بالعودة إلى منزلها مؤكدة «اتمنى أن نعود لمنزلنا وألا نضطر للجوء خارج غزة ان شاء الله. حال عدنا إلى بيوتنا سنسافر مع أطفالنا للنقاهة والترفيه لشهر أو عدة شهور لترميم نفسيتنا».

- التلميذة لين روك (17 عاماً)

تعيش لين حاليا في خيمة مع والديها وشقيقها وأربع شقيقات وابنة إحداهن. ولين طالبة في السنة الأخيرة من المدرسة كانت تحلم بدراسة الصحافة. وتوضح «حياتي كانت روتينية لدرجة أنني كنت أتذمر منها. الحرب غيرت كل شيء. أصبحت أتمنى العودة لحياتي التي لم تكن تعجبني». فرت عائلة لين من بيتها في خان يونس في اليوم الثاني لاندلاع الحرب «صورنا البيت ونحن نبكي، غادرنا لمنزل اختي لكنه لم يكن آمنا ايضا فنزحنا لمستشفى ناصر» في خان يونس. وتروي «كنت اعتقد أننا سنعود إلى المنزل بعد أسبوع كحد أقصى. مر أكثر من سبعين يوما ولم نعد بعد». رفضت لين الأكل والشرب في البداية «حتى لا اضطر للذهاب إلى الحمام. الحمامات قذرة وعليها طوابير طويلة» ومرضت مرات عدة. فقدت لين الوعي في أحد المرات مشيرة إلى أنه تم نقلها لقسم الطوارئ. وتتابع «لم أتوقع أن اعيش هذه الحياة. في منزلنا أربعة حمامات» مؤكدة أنها فقدت 7 كيلوغرامات من وزنها في هذه الحرب. وتوضح لين أن العائلة تعيش على «أكل الزعتر والمعلبات. من الصعب توفير الخبز». الاستحمام والذهاب إلى الحمام أصبحا «معاناة. دخول الحمام كأنه سفر لأن المسافة بعيدة». وتضيف «كنت استحم يوميا قبل الحرب. والآن إذا حالفني الحظ استحم مرة واحدة في المسجد وبمياه باردة. اغسل شعري في المغاسل المخصصة للوضوء ثم اغسل جسمي في الحمام». وتشير الفتاة وهي تبكي «أشعر بالحسرة لأنني سأفقد وكل الطلاب، هذا العام من حياتنا. لا اعتقد أننا سنعود إلى المدارس». وتضيف «كنت متحمسة لإنهاء المدرسة بتفوق حتى أسافر وأكمل حلمي» متابعة «كل ما اتمناه الآن أن يعود الجميع لمنازلهم وأن اعود لمنزلي ويكون ما زال موجودا»...

غزة.. 70 شهيداً بمجزرة إسرائيلية في مخيم المغازي

الراي.. أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة عن استشهاد 70 شخصاً على الأقل جراء الغارات الإسرائيلية على مخيم المغازي للاجئين الفلسطينيين في القطاع أمس الأحد. وأوضحت أن القصف دمّر 3 منازل على الأقل في المخيم الواقع وسط القطاع. وقال المتحدث باسم وزارة الصحة أشرف القدرة إن القصف استهدف مربعاً سكنياً مكتظاً، وإن حصيلة الضحايا مرشحة للزيادة بسبب العدد الكبير من العائلات التي كانت في المنازل وقت القصف. إلى ذلك، استشهد 10 أفراد من عائلة واحدة في غارة إسرائيلية على منزلهم في مخيم جباليا شمال غزة، بحسب وزارة الصحة.

دعم إسرائيل يعزل بايدن ويفيد خصومه

الجريدة.. AFP .. بدعمه الراسخ لإسرائيل واعتماده مقاربة تدعي أنه يعانق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في العلن ويضغط عليه سراً لتحسين الوضع الكارثي في غزة، وضع الرئيس الأميركي جو بايدن نفسه في عزلة دولية متزايدة. مواقف بايدن، الذي يصف نفسه بـ «الصهيوني»، اضطرت واشنطن، أكثر من مرة، إلى الوقوف وحدها في المحافل الدولية للدفاع عن إسرائيل واستخدام «الفيتو» مرّتين متتاليتين لمنع مجلس الأمن من إصدار قرار بوقف إطلاق النار في القطاع الفلسطيني. غير أن الدولة الأقوى في العالم، خرجت الجمعة الماضية على استحياء، من عزلتها في مجلس الأمن بقرار عدم وأد إدخال المساعدات «على نطاق واسع» إلى قطاع غزة، مكتفية بعدم التصويت. وهذا الوضع لا ينفكّ ينعكس سلباً على صورة الولايات المتحدة من اعتبارها «بلداً يجسد الديموقراطية وحقوق الإنسان وحرية التعبير» إلى بلد يهتم بالإسرائيليين والأوكرانيين وهو ما لا تحظى به منها الشعوب غير الغربية. وفي طليعة المستفيدين من هذا التحوّل في الرأي العام العالمي تجاه واشنطن، الصين وروسيا، لكن المستفيد الأبرز هي إيران.

إسرائيل تمهد لإدارة غزة..ومصر تعرض خطة لإنهاء الحرب

نتنياهو: ندفع ثمناً باهظاً وقراراتنا مبنية على حساباتنا

• بايدن يريد حماية المدنيين دون وقف النار

الجريدة..كشف الاحتلال الإسرائيلي عن تخطيطه لإنشاء هيئة لإدارة غزة انطلاقاً من شمالها، الذي يعتقد أنه انتزع السيطرة عليه من «حماس»، وتمهيداً لإمساكها بزمام السلطة في كل المنطقة الفلسطينية المعزولة، في حين ترددت أنباء عن مبادرة مصرية من 3 مراحل لإنهاء العدوان المتواصل على القطاع منذ 79 يوماً. مع تحذيرات الخبراء من مواجهة الاحتلال «حرب استنزاف»، خصوصاً مع إقراره بتكبده أكبر خسارة بشرية منذ بدء توغله برياً في غزة، بخسارته 14 من ضباطه وجنوده خلال المعارك في 24 ساعة، أفادت هيئة البث بأن حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تريد إنشاء هيئة في القطاع تتولى إدارة المساعدات وتوزيعها على سكانه، بالتعاون مع المنظمات الدولية، على أن تكون من السكان المحليين، بهدف تأهيلها «الكيان العميل» لإمساك زمام الأمور بالمنطقة الفلسطينية المعزولة التي سيطرت عليها «حماس» عام 2007. وفي حين تواصلت المعارك الضارية في شمال وجنوب ووسط القطاع، أوضحت الإذاعة العبرية أن الهيئة المزمع تشكيلها ستركز عملها في شمال قطاع غزة، الذي تعتقد إسرائيل أنها انتزعت السيطرة عليه عسكرياً من «حماس»، مضيفة: «هذا النموذج سيكون ممكناً بفضل حقيقة مفادها أن الجيش الإسرائيلي قد سيطر بشكل شبه كامل على المنطقة، وأن حماس غير موجودة هناك بحكم الأمر الواقع». وتوقعت هيئة البث أن تكون الجهة التي ستتولى المسؤولية عن توزيع المساعدات الإنسانية هي ذاتها التي ستتولى زمام الأمور بالقطاع بأكمله في المستقبل، في حال نجحت الدولة العبرية في تحقيق هدفها المعلن من حربها الانتقامية المتواصلة على غزة منذ 79 يوماً، مضيفة أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قال، في محادثات مغلقة، إنه راضٍ عن معدل التقدم الذي يحرزه الجيش، وهو ما يدفع باتجاه تنظيم الأمور المدنية. مبادرة وترقب في غضون ذلك، نقلت وكالة بلومبرغ، عن مصادر مطلعة، أن مصر طرحت مبادرة لإنهاء الحرب ووقف إطلاق النار في غزة. وقالت المصادر، إن محادثات رئيس المكتب السياسي لـ«حماس» إسماعيل هنية في القاهرة اختتمت أمس الأول، وإن وفد الحركة عاد إلى قطر للتشاور مع المكتب السياسي، بشأن المبادرة التي تتضمن مقترحا لتشكيل «حكومة تكنوقراط» فلسطينية لإدارة الضفة الغربية المحتلة وغزة، إضافة إلى مهام إعادة الإعمار والإيواء بعد انتهاء الحرب التي تشنها إسرائيل، مضيفة أن الحركة الإسلامية تبدي موافقة أولية على المقترح. في المقابل، تحدثت صحيفة يديعوت أحرنوت عن استمرار حالة الجمود في محادثات تبادل الأسرى، التي تقود الوساطة بها الدوحة بمشاركة مصر وبالتنسيق مع الولايات المتحدة، مضيفة أن رئيس «حماس» بغزة يحيى السنوار غير معني بالتوصل إلى صفقة جزئية لتبادل المحتجزين حالياً. المبادرة المصرية تشمل حكومة تكنوقراط فلسطينية تحكم الضفة والقطاع وأفادت الصحيفة بأن نتنياهو طلب من بايدن ليل السبت ـ الأحد الضغط على القطريين لإنجاز الصفقة، لكن هذا المحور لا يحقق أي نتائج حتى الآن رغم عرض الاحتلال على «حماس» صفقة تتضمن هدنة طويلة، بين أسبوع إلى أسبوعين، مقابل الإفراج عن النساء والأطفال والشيوخ والمرضى. وأضافت أن المصادر تترقب الوصول إلى استنتاج، في غضون يومين، مفاده بأننا وصلنا إلى طريق مسدود، وأنه لا يوجد اتفاق جزئي، أو أن مفاوضات كبرى «الجميع مقابل الجميع» ستبدأ بعد ذلك، لافتة إلى أن «حماس» قادرة على الصمود في وجه العمليات العسكرية، وتكبد الجيش الإسرائيلي خسائر فادحة يومياً. حسابات وانتقادات في هذه الأثناء، رفض نتنياهو تقارير تفيد بأن الولايات المتحدة أقنعته بعدم توسيع العمليات، وقال خلال اجتماع حكومته: «إسرائيل دولة ذات سيادة. قراراتنا العسكرية تُبنى وفقاً لحساباتنا الخاصة». وحول تفاقم الخسائر البشرية في صفوف الجيش الإسرائيلي، قال نتنياهو: «الحرب تفرض علينا ثمناً باهظاً جداً، لكن لا خيار لدينا سوى مواصلة القتال»، وزعم أن قواته قتلت الآلاف من الفصائل الفلسطينية، وتابع: «هذه حرب ستكون طويلة الأمد، سنواصل للنهاية حتى عودة الرهائن والقضاء على حماس، وحتى نستعيد الأمن في الشمال والجنوب على حد سواء». ومع تعاظم الخسائر البشرية لجيش الاحتلال جراء أكمنة المقاومة، انتقد وزير الاقتصاد الإسرائيلي نير بركات «الاستسلام للضغوط الخارجية حتى من أقرب الأصدقاء»، في إشارة إلى الدعوات الأميركية والغربية لتفادي قتل المدنيين عبر القصف الجوي العشوائي على القطاع، والدعوة إلى تحويل العملية العسكرية إلى مهام دقيقة بواسطة القوات البرية. ووصف بركات الاستجابة للضغوط الخارجية بأنه «خطأ فادح ندفع ثمنه غالياً»، معتبراً أنه «من غير المقبول أن نعرض جنودنا للخطر، ونرسلهم مكشوفين إلى جميع أنواع المباني دون أن نقصفها مسبقاً». وجاء ذلك غداة تأكيد بايدن لنتنياهو «الحاجة الملحّة إلى حماية المدنيين، بما يشمل من يدعمون عملية المساعدة الإنسانية وأهمية السماح للمدنيين بالتنقل بأمان للابتعاد عن مناطق المعارك الجارية». ونفى بايدن أن يكون قد طلب من نتنياهو وقف إطلاق النار بغزة خلال المكالمة، وهو ما اعتبرته «حماس» مشاركة وتواطؤا في «القتل والتدمير في غزة». ضحايا وجرائم من جانب آخر، أعلنت وزارة الصحة بغزة ارتفاع عدد ضحايا القصف منذ 7 أكتوبر الماضي إلى 20424 قتيلاً و54036 جريحاً، موضحة أنه تسبب في مقتل نحو 166 وإصابة 384 آخرين خلال الساعات الـ24 الماضية. ودعت «حماس» إلى تحقيق دولي في تنفيذ الاحتلال «إعدامات ميدانية لأكثر من 137 مدنياً فلسطينياً في غزة والشمال». في المقابل، أفاد الجيش الإسرائيلي بمقتل 14 من جنوده، ليرفع العدد المعلن للقتلى في صفوفه إلى 154 منذ بدء الاجتياح البري في 27 أكتوبر الماضي وإلى نحو 485 منذ بدء الحرب. وتزامن ذلك مع تأكيد مفوضية الأمم المتحدة للاجئين أن الحرب في غزة تتحدى المنطق والإنسانية، وتهيئ لمستقبل أكثر كراهية وأقل سلاماً، معتبرة أن وقف إطلاق النار هو السبيل الوحيد لوقف إزهاق الأرواح وإيصال المساعدات وإطلاق الرهائن.

عيد ميلاد حزين ببيت لحم... ومأساة الكاثوليك تقلق ماكرون

الجريدة...غابت شجرة الميلاد الضخمة والاحتفالات المسيحية، اليوم، عن بيت لحم التي تجتذب عادة زواراً كثيرين، وحل العيد حزيناً بسبب الحرب على غزة. وشارك عدد قليل من الزوار بقداس منتصف الليل. ورُفع علم فلسطيني ضخم في ساحة المهد بمحيط الكنيسة العتيقة، حمله فلسطينيون من مختلف الأعمار والديانات. وأكد كاهن الروم الأرثوذكس سبيريدون سمور، أنه لم ير المدنية المقدسة وشوارعها «بمثل تلك الحالة من قبل». وأضاف أن «عيد الميلاد هو الفرح والحب والسلام. ليس لدينا سلام وليس لدينا فرح، الأمر خارج عن أيدينا». وقال راعي كنيسة الميلاد الإنجيلية اللوثرية، متري الراهب: «لسنا مستعدين للاحتفال وشعبنا في غزة يتعرض لإبادة. نحن نحزن على الشبان الذين يقتلهم الإسرائيليون وغيرهم من المعتقلين». وأكد أن «كل ما نريده وقف إطلاق نار مستدام لوقف هذه الفظائع. بيت لحم أعطت يسوع للعالم، وحان الوقت ليمنحها العالم وغزة السلام». وفي غزة، لجأ المسيحيون إلى كنائس لم تسلم من نيران الحرب، وقتلت امرأة وابنتها في كنيسة العائلة المقدسة برصاص إسرائيلي منتصف ديسمبر الجاري في حادث ندد به بابا الفاتيكان. وليل السبت ــ الأحد، أعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لبطريرك القدس للاتين عن قلقه العميق إزاء الوضع المأسوي للكاثوليك في غزة. وأكد ماكرون مجدّداً «وفاء فرنسا بالتزاماتها، وخصوصاً حماية الطوائف المسيحية، والذي تمارسه من خلال القنصلية العامة بالقدس»...

أبو عبيدة: مجاهدونا قتلوا 48 جندياً صهيونياً ودمروا 35 آلية عسكرية في الـ4 أيام الماضية

الجريدة...أعلن الناطق العسكري باسم كتائب القسّام، أبو عبيدة، مساء اليوم الأحد، عن عدد من الإنجازات العسكرية حققها مجاهدو القسام، خلال الأيام الأربع الماضية. وكشف أبو عبيدة عن تدمير 35 آلية عسكرية كلياً أو جزئياً، وقتل 48 جندياً صهيونياً وإصابة العشرات بجروح متفاوتة. وذكر أنّه تم تنفيذ 24 مهمة عسكرية، تم خلالها استهداف القوات الصهيونية المتوغلة بالقذائف والعبوات المضادة للتحصينات والأفراد، والاشتباك معهم من مسافة صفر واستهداف فرق الإنقاذ التابعة لهم. كما جاء في بيانه، أنّه جرى تفخيخ نفقين في وحدة «يهلوم»، وحقل ألغام في آليات وجنود الاحتلال، إضافةً لـ 6 عمليات قنص استهدفت جنود العدو. يأتي ذلك إضافةً لدكّ مقرات وغرف القيادة الميدانية والتحشدات العسكرية، بقذائف الهاون والصواريخ قصيرة المدى في كافة محاور القتال في قطاع غزة، فضلاً عن الرشقات الصاروخية التي أمطرت «القسّام» بها مدينة «أم الرشاش» (تل أبيب). وفي وقت سابق من اليوم، أقر «جيش» الاحتلال الإسرائيلي مقتل ضابط مدرعات احتياط في معارك شمالي قطاع غزة كما أقّر قبل ذلك، بمقتل جندي في قطاع غزة، ليرتفع عدد القتلى العسكريين منذ يوم أمس في المعارك الدائرة مع المقاومين إلى 15، بحسب بياناته. ويأتي الاعتراف بمقتل جندي جديد بعدما أقرّ «جيش» الاحتلال في وقت سابق اليوم، بمقتل 8 ضباط جدد في صفوفه، ووقوع 6 إصابات خطرة، وذلك في المعارك البرية الدائرة مع المقاومة الفلسطينية جنوبي قطاع غزّة ووسطه.

الجيش الإسرائيلي يعلن انتشال جثث 5 محتجزين في غزة

تل أبيب: «الشرق الأوسط».. أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم الأحد، انتشال جثث خمسة إسرائيليين كانوا محتجزين في قطاع غزة. وقال الجيش، في بيان، إنه عثر على الجثث في نفق بمخيم جباليا في شمال القطاع، مضيفاً أنه يواصل العمل من خلال مجموعة متنوعة من الوسائل الاستخباراتية والعملياتية لإعادة الإسرائيليين المحتجزين في القطاع. وتابع البيان، وفقاً لوكالة أنباء العالم العربي، أن من بين القتلى ثلاثة جنود ومدنيين اثنين. وأعلنت «كتائب عز الدين القسام»، الجناح العسكري لحركة «حماس»، أمس السبت، فقدان الاتصال بمجموعة مسؤولة عن خمسة من المحتجزين الإسرائيليين، وترجح مقتلهم في إحدى الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة. ومنذ هجمات «حماس» في 7 أكتوبر (تشرين الأول)، تحتجز «كتائب القسام» وأجنحة عسكرية أخرى عشرات الإسرائيليين في قطاع غزة، وأفرجت عن بعضهم لأسباب إنسانية وفي صفقات تبادل مقابل أسرى فلسطينيين في السجون الإسرائيلية.

تهدف لوقف إطلاق نار دائم.. مقترحات مصرية على طاولة الإسرائيليين والفلسطينيين

الحرة – واشنطن.. قالت صحف إسرائيلية، الأحد، إن القاهرة طرحت على الطاولة اقتراحا يشمل هدنة جديدة يفرج بموجبها عن مزيد من الرهائن الموجودين في غزة، وإطلاق مفاوضات تقود لوقف النار بشكل دائم. وأشارت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" إلى أن الحكومة الإسرائيلية لا ترفض الاقتراحات المصرية بشكل قاطع، وأنها قد تقود إلى مفاوضات. ونقلت الصحيفة الإسرائيلية عن تصريحات مصادر وصفت بالمطلعة إلى قناة "الشرق" السعودية، أن المبادرة المصرية تتضمن 3 مراحل لإطلاق سراح جميع الرهائن الإسرائيليين المتبقين، وتحقيق وقف دائم لإطلاق النار. وتتضمن المرحلة الأولى بدء هدنة إنسانية لمدة أسبوعين قابلة للتمديد لأسبوعين أو ثلاثة أخرى، تطلق خلالها "حماس" سراح 40 من الرهائن الإسرائيليين من فئتي النساء والأطفال (أقل من 18 عاماً)، والذكور من كبار السن، خصوصاً المرضى. وفي المقابل، تطلق إسرائيل سراح 120 سجينا فلسطينيا من نفس الفئات. وخلال تلك الفترة، تتوقف الأعمال القتالية، وتدخل المساعدات الغذائية والطبية والوقود وغاز الطهي إلى قطاع غزة. وتشهد مرحلة لاحقة إجراء "حوار وطني فلسطيني" برعاية مصرية بهدف إنهاء الانقسام بين الفصائل الفلسطينية، وبهدف تشكيل حكومة تكنوقراط بالضفة الغربية وغزة تتولى الإشراف على إعادة إعمار غزة، وتمهد الطريق لإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية فلسطينية. أما المرحلة التالية، فتشمل وقفا كليا لإطلاق النار، وصفقة شاملة لتبادل الأسرى بمن فيهم جميع العسكريين الإسرائيليين لدى "حماس" و"الجهاد" والفصائل الأخرى، ويتم خلالها الاتفاق على عدد الأسرى الفلسطينيين الذين ستطلق إسرائيل سراحهم بما يشمل ذوي المحكوميات العالية، والذين اعتقلتهم إسرائيل بعد هجوم السابع من أكتوبر. وتتضمن المرحلة الأخيرة انسحاباً إسرائيلياً من مدن غزة، وتمكين النازحين من العودة إلى مناطقهم في القطاع. ولم تشر تلك المقترحات التي نقلتها "تايمز أوف إسرائيل" إلى جدول زمني، أو تفاصيل بشأن الترتيبات الأمنية التي سيتم فرضها، وهو أمر له أولوية قصوى بالنسبة لإسرائيل بعد 7 أكتوبر. وفي هذا السياق أشارت "الشرق" إلى أن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، عاد إلى قطر، بعد زيارة استغرقت أربعة أيام إلى القاهرة، لبحث الاقتراحات المصرية. والأحد، وصل وفد من حركة الجهاد الإسلامي برئاسة زياد نخالة، الأمين العام للحركة إلى العاصمة المصرية لإجراء محادثات مع المسؤولين المصريين، بحسب مراسل "الحرة". لكن مدير تحرير صحيفة "الأهرام" الحكومية، أشرف العشري قال لموقع "الحرة" إن الطرح السابق واحد من مقترحات تقدمت بها مصر إلى الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، معتبرا أن مسألة "الحوار الوطني الفلسطيني" و"حكومة التكنوقراط"، تمثل اقتراحا "خارج السياق يعد مبادرة منفصلة". وأشار العشري إلى أن مصر تهدف إلى إجراء اختراق في المفاوضات يستلزم تقديم الطرفين تنازلات في نهاية الأمر. وقال البيت الأبيض، الأحد، إن الرئيس الأميركي، جو بايدن، ورئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو ناقشا بالتفصيل العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة بما في ذلك "أهدافها ومراحلها" والحاجة إلى حماية أرواح المدنيين وتأمين إطلاق سراح باقي الرهائن. وذكر مكتب نتانياهو أنه "أوضح أن إسرائيل ستواصل الحرب لحين تحقيق كل أهدافها بالكامل". ويعتقد أن 129 رهينة اختطفتهم حماس من إسرائيل في السابع من أكتوبر ما زالوا في غزة، بعد إطلاق سراح 105 مدنيين خلال هدنة استمرت أسبوعا في أواخر نوفمبر.

الأردن يعلن إنزال مساعدات جوا لمحاصرين في كنيسة بشمال غزة

فرانس برس.. أنزل سلاح الجو الأردني، الأحد، جوا بواسطة مظلات مساعدات إنسانية لمئات المحاصرين في كنيسة بشمال قطاع غزة، وفق ما أعلن الجيش في بيان. وأفاد البيان "نفذت القوات المسلحة الأردنية، مساء الأحد، إنزالا جويا إغاثيا لمساعدة المحاصرين داخل كنيسة القديس برفيريوس الواقعة بحي الزيتون شمالي قطاع غزة، وذلك عشية عيد الميلاد المجيد". ونقل عن مصدر عسكري قوله إن طائرة "قامت بإنزال مساعدات إنسانية ومواد غذائية، لإغاثة المحاصرين بداخل الكنيسة التي تعدّ إحدى أقدم الكنائس على مستوى العالم". وبحسب المصدر فإنه "يقدر عدد المحاصرين بالكنيسة نحو 800 مواطن غزي من الرعايا المسيحيين الموجودين داخل القطاع، ويعانون من شح في الطعام ونقص حاد في مستلزمات الحياة الأساسية وسط أوضاع إنسانية صعبة". وأوضح أن صناديق المساعدات أنزلت بواسطة مظلات فوق الكنيسة "التي تعد ملاذاً آمناً للمسيحيين ولأطفالهم مع استمرار محاصرتها من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي". وهي سابع عملية إنزال جوي يقوم بها سلاح الجو الأردني منذ بدء الحرب في غزة بين إسرائيل وحركة حماس، في السابع من أكتوبر، وخصصت عمليات الإنزال السابقة للمستشفى الميداني الأردني. وقالت إسرائيل في السابق إن عمليات الإنزال تتم بـ"التنسيق" معها. واندلعت الحرب في القطاع في أعقاب هجوم مباغت شنته حركة حماس أودى بنحو 1140 شخصا في إسرائيل، وفق السلطات الإسرائيلية. كما خطف خلال الهجوم 250 شخصا لا يزال 129 منهم محتجزين في قطاع غزة، وفق سلطات الدولة العبرية. وبلغت حصيلة القتلى في غزة جراء القصف والعمليات الإسرائيلية 20424 معظمهم من النساء والأطفال، وفق آخر حصيلة لوزارة الصحة التابعة لحماس. كما تسببت بأزمة انسانية حادة لسكان القطاع المحاصر البالغ عددهم 2.4 مليون شخص، نزح نحو 85% منهم من منازلهم، وفق الأمم المتحدة.

البابا فرنسيس: قلبنا الليلة في بيت لحم

الحرة / وكالات – واشنطن.. لم تشهد بيت لحم الاحتفالات السنوية بعيد الميلاد حيث ألقت الحرب في غزة بظلالها على المشهد

قال البابا فرنسيس بابا الفاتيكان، مساء الأحد، خلال قداس عيد الميلاد للروم الكاثوليك "قلبنا الليلة في بيت لحم"، بينما ألقت الحرب بين إسرائيل وحماس بظلالها على الاحتفالات في المدينة بالضفة الغربية المحتلة. وعبر البابا فرنسيس عن أسفه لأن رسالة السلام التي نشرها المسيح تضيع تحت وطأة "منطق الحرب الخاسر" في نفس الأرض التي ولد فيها. وترأس البابا فرنسيس، الذي يحتفل بذكرى مرور 11 عاما على توليه البابوية، قداسا رسميا عشية عيد الميلاد في كاتدرائية القديس بطرس، وتحدث خلال عظته عن الصراع في الأراضي المقدسة. وقال "نحن قريبون من إخواننا وأخواتنا الذين يعانون من الحرب: دعونا نفكر في فلسطين، وإسرائيل، وأوكرانيا". وأضاف البابا من كاتدرائية القديس بطرس في الفاتيكان "قلبنا الليلة هو في بيت لحم، حيث لا يزال أمير السلام يتعرض للرفض من قبل منطق الحرب الخاسر، مع هدير الأسلحة الذي يمنعه اليوم أيضا من أن يكون له موضع في العالم". ووجه البابا نداءات عديدة لوقف إطلاق النار في الصراع الدائر في غزة ودعا إلى إطلاق سراح جميع الرهائن الذين تحتجزهم حركتا حماس والجهاد الإسلامي الفلسطينيتان. ويُعتقد بأن الحركتين ما زالتا تحتجزان أكثر من 100 رهينة من بين 240 احتجزوا خلال هجومهما في السابع من أكتوبر تشرين الأول على بلدات في إسرائيل التي تقول إنه أدى لمقتل 1200 شخص. وتحاصر إسرائيل قطاع غزة منذ ذلك الحين ودمرت جزءا كبيرا منه. وتقول السلطات في غزة إن الهجوم الإسرائيلي أدى لمقتل ما يزيد على 20400 فيما يُعتقد بأن آلافا آخرين لقوا حتفهم تحت الأنقاض. وتم تهجير الغالبية العظمى من سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، وتقول الأمم المتحدة إن الأوضاع في القطاع كارثية. وجاءت تصريحات البابا، البالغ من العمر 87 عاما، بعد ساعات من تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، بمواصلة القتال في عمق قطاع غزة الفلسطيني بعد أن منيت قواته بأكبر خسائر ميدانية على مدى يومين. وهجر الزوار، العام الجاري، مدينة بيت لحم، مهد المسيح وفق التقاليد المسيحية، وألغيت فيها غالبية احتفالات عيد الميلاد بسبب الحرب. ومن بيت لحم قالت وزيرة السياحة والآثار الفلسطينية، رولا معايعة "يطل علينا عيد الميلاد المجيد هذا العام ونحن نعيش بأصعب وأحلك الظروف والأوقات نتيجة ما يعانيه أهلنا في قطاع غزة المحاصر، وفي كافة مدن وقرى ومخيمات الضفة الغربية والقدس، جراء العدوان الإسرائيلي المتواصل على شعبنا". وفي القداس البابوي الذي حضره 6500 شخص داخل كاتدرائية القديس بطرس وتابعه المزيد على الشاشات في الساحة بالخارج، قال البابا إن الرسالة الحقيقية لعيد الميلاد هي السلام والمحبة، وحث الناس على عدم الهوس بالنجاح الدنيوي "وعبادة النزعة الاستهلاكية". وتحدث عن نزعة بشرية عبر التاريخ تتمثل في "البحث عن القوة والعظمة الدنيوية، الشهرة والمجد، والتي تقيس كل شيء بالنجاح والنتائج والأرقام. إنه عالم مهووس بالإنجازات". وقال إنه رغم أن الكثيرين قد يجدون صعوبة في الاحتفال بعيد الميلاد في "هذا العالم الذي يصدر أحكاما ولا يرحم"، يجب عليهم أن يحاولوا تذكر ما حدث في أول عيد ميلاد. وقال "هذه الليلة يغير الحب التاريخ".

العمليات الإسرائيلية تترك جراحاً لدى سكان الضفة الغربية

جنين: «الشرق الأوسط».. لا تعرف الفلسطينية مواهب مرعي مَن تبكي: ابنها الذي فقدته في عملية عسكرية إسرائيلية في مخيم جنين في الضفة الغربية المحتلة، أم أقاربها الذين قضوا في الحرب الدائرة في قطاع غزة. خسرت مرعي ابنها عيد (15 عاماً)، الذي قُتل خلال عملية عسكرية إسرائيلية في 25 أكتوبر (تشرين الأول). وتقول، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، وهي تستذكر أنه كان يكره البرد: «أتمنى أن ألفّه بمعطف». توضح السيدة الفلسطينية أنها فقدت أيضاً 6 من أقاربها في الحرب التي اندلعت في غزة منذ السابع من أكتوبر بعد هجوم لحركة «حماس» على مناطق جنوب إسرائيل انطلاقاً من القطاع. وقتل في الهجوم نحو 1140 شخصاً، غالبيتهم من المدنيين، وفق أرقام السلطات الإسرائيلية. وردّت إسرائيل بقصف مدمّر وهجوم بري في القطاع، أدى الى مقتل 20424 شخصاً، غالبيتهم من النساء والأطفال، وفق آخر الأرقام الصادرة عن حكومة «حماس». في الأسابيع الماضية، بات مخيم جنين مسرحاً لاقتحامات عسكرية إسرائيلية شبه يومية، تتخللها اشتباكات دامية بين مسلّحين فلسطينيين وقوات إسرائيلية. وتترك هذه العمليات آثارها الواضحة في المخيم، حيث ينخر الرصاص واجهات مبانٍ، بينما تعرّض بعضها لدمار واسع، وتناثرت ملابس الأطفال وسط الركام، وفق صحافية في «وكالة الصحافة الفرنسية». عندما علمت مرعي بإصابة ابنها، خرجت على وجه السرعة تبحث عنه في المستشفيات، لتعثر عليه وهو يحتضر بعدما أُصيب بشظية في رأسه من الخلف. وتقول: «لقد قُتل كثيرٌ من الأطفال الأبرياء».

أكثر من 300 قتيل

تصاعدت وتيرة أعمال العنف في الضفة الغربية المحتلة منذ اندلاع حرب غزة. وبحسب وزارة الصحة الفلسطينية، قُتل منذ السابع من أكتوبر، أكثر من 300 شخص برصاص الجيش والمستوطنين الإسرائيليين في الضفة التي تحتلها إسرائيل منذ عام 1967. ويعيش في الضفة، من دون القدس الشرقية، نحو 490 ألف مستوطن في مستوطنات تعدّ غير قانونية بموجب القانون الدولي. ويعد مخيّم جنين، حيث يعيش 23 ألف نسمة، معقلاً للفصائل الفلسطينية. وفي حين يشدد الجيش الإسرائيلي على أن عملياته هدفها البحث عن مطلوبين وملاحقة «إرهابيين»، تؤكد وزارة الصحة الفلسطينية أن عديداً من القتلى في عمليات الاقتحام هم من المدنيين. يقف المسنّ هاني الدمج قرب حطام نتج عن قصف مسجد الأنصار في المخيم، ويقول إنه وأقاربه المقيمين في جواره، محظوظون لخروجهم على قيد الحياة. وأدى قصف جوي إسرائيلي في أكتوبر لتدمير المسجد، ولم تتبقَّ منه سوى جدران خارجية وسلالم داخلية. وأعلنت وزارة الصحة مقتل شخصين جراء هذه الغارة، بينما أكد الجيش أنه استهدف وقتل «نشطاء إرهابيين» استخدموا المسجد مركز قيادة.

«تدنيس»

قرب المسجد، سقطت قطع الحجارة والخرسانة على فراش نوم الدمج. ويقول بعض سكان المخيم، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، إن عدداً من القتلى قضوا في أسِرَّتهم خلال العمليات العسكرية الإسرائيلية. وفي وقت سابق من ديسمبر (كانون الأول)، قُتل 11 فلسطينياً في عملية عسكرية إسرائيلية، كما توفي فتى (13 عاماً) كان مريضاً، بعد منعه من الوصول إلى المستشفى، وفق مصادر فلسطينية. وقالت جمعية «إسعاف الهلال الأحمر» الفلسطيني إن من بين الجرحى سيدة (27 عاماً) أُصيبت بعيار ناري في الصدر. أما الجيش الإسرائيلي، فقال حينها إن قواته صادرت أسلحة، وفككت عديداً من المعدات المخصصة لصنع القنابل. والشهر الماضي، قُتل 14 شخصاً في عملية إسرائيلية تعدّ الأكثر حصداً للأرواح منذ عام 2005، وفق الأمم المتحدة. أما في الشهر الحالي، فقد أظهرت لقطات مصورة جنوداً إسرائيليين داخل أحد مساجد مخيم جنين وهم يرددن صلوات يهودية عبر مكبرات الصوت، الأمر الذي عدّته السلطة الفلسطينية «تدنيساً». وأعلن الجيش الإسرائيلي أن الجنود المشاركين تم إبعادهم عن الأنشطة العملياتية؛ لمواجهة إجراءات تأديبية. وطال الاقتحام مسرح «الحرية» القريب، حيث شاهدت مراسلة «وكالة الصحافة الفرنسية» آثار الدمار. ويسأل المدير الفني للمسرح أحمد طوباسي: «ما هذا السلوك الذي يقوم به جندي؟»، مضيفاً: «حياتنا، مستقبلنا، نومنا وكل نفَس نتنفسه، في أيدي الإسرائيليين». أما أمّ عيد فلا تزال تأمل في عودة ابنها إلى حضنها. وتقول، دون أن تتمكّن من حبس دموعها، «حتى اليوم أجلس ولديّ هاجس أنه سيرجع، أراه أمامي، أنظر إلى الصورة وأقول مستحيل أنه ذهب، سيرجع. هو لا يستغني عن البيت أو عنا».

وزير إسرائيلي كبير يتهم نتنياهو بالرضوخ لإرادة واشنطن

تحذيرات معلقين من «وحل غزة» وحرب لا نهاية لها

الشرق الاوسط..تل أبيب: نظير مجلي.. على أثر الاعتراف الإسرائيلي بمقتل 14 ضابطاً وجندياً خلال نهاية الأسبوع، في الحرب على قطاع غزة، ازدادت الأصوات التي تشكك بروايات الجيش والحكومة إزاء طبيعة المعارك، وتساءلوا في وسائل الإعلام عن «التصريحات الكثيرة حول انكسار (حماس)» و«تطهير شمال قطاع غزة والتفرغ للجنوب»، و«قرب انتهاء المعارك في خانيونس والاستعداد للانقضاض على رفح» وغيرها. وقال وزير الاقتصاد في حكومة بنيامين نتنياهو، نير بركات، إن الحرب تُدار بطريقة صبيانية فاشلة. وباعتباره «منافساً قوياً على خلافة نتنياهو في رئاسة حزب الليكود»، سُئل ماذا كان سيفعل لو أنه رئيس حكومة؟ فأجاب أنه ما كان ليرضخ للضغوط الخارجية حتى لو جاءت من أقرب الأصدقاء (يقصد الإدارة الأمريكية). وأضاف: «الضغوط علينا تهدف لجعلنا رحيمين وناعمين»، وفي هذا «نقلل من قوة ضرباتنا ونبث ضعفاً لأعدائنا فيتعنتون أكثر». ودعا نتنياهو إلى التمرد على الضغوط وإفساح المجال للجيش لأن يبطش بقوة وينهي الحرب بالانتصار. المعلق السياسي في «القناة 11» للتلفزيون الرسمي، شاي نفيه، قال إن إدارة الحرب باتت تبدو صبيانية. فالحكومة لا تضع للجيش هدفاً واضحاً وراسخاً، وتتحدث عن شعار عمومي فضفاض، غير قابل للتطبيق، وأن الوزراء ورئيسهم يتبجحون بغطرسة «لا تترك مجالاً للجيش لأن يناور في عملياته»، وبالتالي تشكل ضغطاً عليه. وهو بدوره يبدو كمن فوجئ بقدرات «حماس»، فتحدث عن انتصار تلو الانتصار، وإذا بعملياته تتأخر وتتعثر والثمن يصبح أغلى وأغلى. «وعائلات المخطوفين تصرخ ألماً وقلقاً، ولا ترى أفقاً»، قال نفيه في تعليقه.

أهداف بعيدة

وكتب المعلق العسكري لصحيفة «هآرتس»، عاموس هرئيل: «بعد مرور شهرين ونصف الشهر، فإن مصداقية الحرب بقيت على حالها. ولكن مع مرور الوقت فإن الجمهور سيجد صعوبة في تجاهل الثمن الباهظ، أيضاً التشكك في أن أهداف الحرب التي تم تحديدها بضجة كبيرة ما زالت بعيدة عن التحقق، و(حماس) لا تظهر أي علامات على الاستسلام على المدى القريب. وأن السؤال الذي يطرح بصورة ملحة: ألم يحن الوقت للانتقال إلى المرحلة الثالثة من العملية، التي أساسها إعادة الانتشار قرب الحدود وتقليص للقوات والتركيز على الاقتحامات اللوائية في القطاع؟»، لافتاً إلى أنه في قيادة المنطقة الجنوبية ما زالوا يعتقدون أن لديهم عدة مهمات ملحة لتنفيذها في الوقت القريب القادم، قبل إجراء تغيير في طبيعة العملية. «ومع ذلك، بدأ يتضح أن هذا التغيير أصبح أمراً مطلوباً». يضيف هرئيل: «في الجيش الإسرائيلي يركزون الآن الجهد على تدمير شبكة الأنفاق المتفرعة التي بُنيت في غزة، ولكن مسؤولين كباراً يعترفون بأن هذا هو تحد معقد أكثر بكثير مما قدر في البداية. فثمة أنفاق أكثر مما كان معروفاً، وهي متفرعة، عميقة ومرتبطة كي تسمح لرجال (حماس) بأن يتحركوا من جبهة إلى جبهة. في بعض المناطق دمرت معظم المسارات التي انكشفت وفي مناطق أخرى ستستغرق العملية زمناً طويلاً». تابع أن التقدير السائد هو أن الجيش سيحتاج إلى بضعة أيام أخرى كي ينهي أساس الأعمال في شمال القطاع. وحتى بعد ذلك ستبقى في هذه الجبهة قوات كي تعمق التدمير للبنى التي انكشفت (الأنفاق أساساً)، وكذلك لمنع عودة المدنيين الذين هاجروا إلى جنوب القطاع. لكن العمل سيتركز أساساً في منطقة خانيونس في محاولة هزيمة كتائب (حماس)، وتدمير البنى التحتية في المدينة. ومن المتوقع لهذه الأعمال أن تستمر لبضعة أسابيع أخرى. في أثناء هذا الهجوم سيتخذ القرار فيما إذا كان سيتم العمل الآن ضد مخيمات اللاجئين الأربعة في وسط القطاع أيضاً؛ دير البلح، البريج، النصيرات والمغازي، التي كلها تعدُّ معاقل لـ(حماس)».

فاتورة إعمار غزة

في الصحيفة نفسها، يكتب تور برسيكو، أنه «إذا لم تظهر إسرائيل أي استعداد للتقدم نحو تسوية مع الفلسطينيين، فستبقى وحيدة مع فاتورة إعادة إعمار قطاع غزة وتحمل المسؤولية عن حياة السكان فيه». ويقول إن «(اتفاق أوسلو) عاد إلى حياتنا. بنيامين نتنياهو يطرحه في كل ظهور له مع الوجه المتكدر، ويكرر (لن أسمح)، ونفس الغمز للقاعدة. الساحر يقوم بإلقاء حيلته الأخيرة. فهو يريد إعادتنا جميعاً إلى 6 أكتوبر. فكما هو معروف للجميع نتنياهو هو (فنان الوضع الراهن)، وقد عمل خلال سنوات حكمه على إبقاء الوضع على حاله: التعويق والتمديد والتأجيل وحرف الأنظار والانشغال بالأمور التافهة وطرح نفسه حاميَ إسرائيل». يضيف برسيكو: «المذبحة في 7 أكتوبر شطبت ليس فقط صورته (السيد رجل الأمن)، بل أيضاً جهوده لسنوات من أجل إدارة النزاع إدارة أبدية بدون أي مقابل أو هدف، عدا عن استمرار نمو المستوطنات. والآن بدلاً من أن ينهض من هذا الصدع وأن يرسم مساراً مختلفاً لدولة إسرائيل، فإنه يريد إعادتنا جميعاً بالضبط إلى المكان نفسه». ويحذر برسيكو مما سيعقب الحرب، فيقول: «شمال قطاع غزة تم تدميره، والجنوب أيضاً يتكبد الآن الخسائر في المباني والبنى التحتية. في نهاية المطاف الحرب ستنتهي. وإسرائيل سترغب في السيطرة أمنياً على القطاع وعلى حدودها. ولكن من الذي سيدير الحياة المدنية فيه، من الذي سيعيد بناء البنى التحتية؟ شبكة الكهرباء والمياه والغاز والمدارس والمستشفيات؟ من سيقوم بإدارة الموظفين والجهاز البيروقراطي والشرطة والمحاكم، من سيقوم بجباية الضرائب؟». وشدد على أن إسرائيل لن تستطيع القول للعالم بأنها «تسيطر أمنياً على منطقة يموت فيها الناس بسبب الجوع أو الأوبئة». يجب على أحد ما استثمار الأموال الضخمة من أجل إعادة إعمار قطاع غزة. إذا لم تظهر إسرائيل على الأقل أي استعداد للتقدم نحو اتفاق مع الفلسطينيين، فستبقى وحدها مع فاتورة في يدها. هل بعد الأضرار الاقتصادية الضخمة التي تسببت بها الحرب سنواصل ونستثمر في تمويل حياة مليوني فلسطيني». ويحذر كتاب آخرون من الوقوع الإسرائيلي في وحل غزة، وليس فقط نتيجة لأمطار الشتاء، بل «نتيجة التورط في حرب بلا نهاية، تفقد إسرائيل فيها أي نصير في العالم».

نتنياهو: ستكون حرباً طويلة... والجيش ينفي ارتكاب فظائع في مستشفى

تل أبيب: «الشرق الأوسط».. أشار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى «صباح صعب»، بعد مقتل 14 جندياً إسرائيلياً، في الأيام الأخيرة، خلال القتال بقطاع غزة. وقال نتنياهو، اليوم الأحد: «قلوبنا مع العائلات، وتعاطفنا مع حياة الشباب الذين قُتلوا في ريعان شبابهم». وأضاف، وفقاً لـ«وكالة الأنباء الألمانية»: «لنكن واضحين جداً... ستكون هذه حرباً طويلة». وقُتل الجنود خلال اشتباكات مع مقاتلي حركة «حماس»، يومي الجمعة والسبت. ومنذ هجمات «حماس»، في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، فقَدَ الجيش الإسرائيلي ما لا يقل عن 486 جندياً إجمالاً، ثلثهم تقريباً منذ بدء الهجوم البري الإسرائيلي على غزة، في 27 أكتوبر. ووفقاً لوزارة الصحة في غزة، قُتل ما مجموعه 20 ألفاً و258 شخصاً في قطاع غزة، منذ بداية النزاع، وأُصيب 53 ألفاً و688 آخرين، معظمهم من المدنيين. وكرَّر نتنياهو، اليوم الأحد، أن «إسرائيل ستُواصل قتالها حتى يجري تدمير حماس وإطلاق سراح جميع الرهائن، ولا يمكن أبداً تعريض إسرائيل للخطر مرة أخرى من قطاع غزة». وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي إنه أوضح هذه النقطة، في مكالمة هاتفية، أمس السبت، مع الرئيس الأميركي جو بايدن، وقال إن بايدن أعرب عن تفهُّمه. ونفى نتنياهو أيضاً تقارير تفيد بأن الولايات المتحدة ضغطت على إسرائيل لاتخاذ إجراءات مختلفة في الحرب. وذكر الجيش الإسرائيلي، في بيان، اليوم الأحد، أنه لا علاقة له بالجثث التي جرى العثور عليها في مستشفى كمال عدوان في جباليا، شمال قطاع غزة. وجرى تداول مقطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي ظهرت فيه جرافة حمراء تدفن أشخاصاً تحتها في مستشفى. ومع ذلك، يعود هذا الفيديو إلى عام 2013، ولا علاقة له بالانتشار الحالي للجنود الإسرائيليين في جباليا، وفق ما قاله الجيش الإسرائيلي. ونقلت شبكة «سي.إن.إن» الأميركية، يوم السبت، عن مرضى وأطباء قولهم إن الجنود الإسرائيليين استخدموا جرّافة للكشف عن جثث الضحايا الذين دُفنوا بالفعل ودفعوها معاً. كما أطلقوا النار على عدد من الأطباء، على الرغم من أنهم قاموا بفحص هوياتهم بالفعل؛ بحثاً عن تورطهم في أنشطة «إرهابية»، وسمحوا لكلب، يتبع الجيش، بعضِّ رجل على كرسي متحرك، وفقاً لتقرير «سي.إن.إن». ورفض الجيش الاتهامات، وقال إنه يفعل كل ما في وسعه لتجنب إيذاء المارّة الأبرياء. وقال الجيش إن المستشفى يُستخدم من قِبل «حماس» للقيام بأنشطة «إرهابية»، ويقع بالقرب من أحد مقارّها.

مؤسسات قانونية إسرائيلية تخشى محاكمة ضباط «ارتكبوا جرائم حرب»

جهات حقوقية يهودية وفلسطينية توثق الاعتداءات على المدنيين

تل أبيب: «الشرق الأوسط»... في ضوء توثيق المئات من الحالات التي حدث فيها قتل وجرح وتشريد آلاف الفلسطينيين المدنيين الذين لم يشاركوا في الحرب، باشرت هيئات قانونية رسمية في وزارة القضاء وفي النيابة العامة وكذلك في النيابة العسكرية، في مداولات سرية لفحص مدى خطورة الممارسات الإسرائيلية ضد أهالي قطاع غزة والضفة الغربية خلال الحرب، وما إذا كانت ستقود فعلاً إلى اعتقال ضباط إسرائيليين في مختلف دول العالم ومحاكمتهم بتهم ارتكاب مخالفات خطيرة للقانون الدولي، وارتكاب جرائم حرب. وقالت مصادر قانونية إنه على الرغم من وجود رجال قانون يعملون بشكل ملازم لقادة الحرب، ويجيزون كل العمليات الحربية تقريباً، فإن ما يتجمع من إفادات لدى المؤسسات الحقوقية في إسرائيل وفي المناطق الفلسطينية، وبعضها موثقة بأشرطة فيديو وبعضها ينشر في الصحافة، يؤكد أن الخطر يزداد، وهذا يستدعي بحثاً معمقاً، ووضع خطة قانونية لحماية ضباط الجيش من خطر الاعتقال والمحاكمة، خصوصاً أن ممثلية حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة نشرت بياناً أشارت فيه إلى حصولها على «معلومات مقلقة».

أسرى الحرب

وتتضمن هذه المداولات قضية إشكالية تتعلق بما تخطط الحكومة الإسرائيلية لفعله مع مئات الأسرى الفلسطينيين الذين احتُجزوا خلال الحرب، ويعدون جزءاً من قوات النخبة في حركة «حماس». وأعلنت الحكومة أنها تعد لهم قوانين خاصة تجعلهم في مكانة ضباط الجيش النازي الألماني، بغرض إصدار الحكم عليهم بالإعدام، كما تمنع أي لقاء لهم مع محامين، وتفرض عليهم شروط اعتقال قاسية للغاية. وشارك في المداولات التي عقدتها لجنة القانون والدستور مندوبون عن إدارة المحاكم، والجيش الإسرائيلي، و«الشاباك»، ومصلحة السجون، ووزارة القضاء والنيابة العامة، ووزارة الأمن القومي. وقالت مصادر شاركت في هذه المداولات إن مندوبي أجهزة الأمن والمحاكم أخذوا في الحسبان أن جزءاً من محضر المداولات يمكن أن يتسرب؛ لذلك امتنعوا عن كشف تفاصيل من شأنها المس بأمن الدولة، وسيتخذ المجلس الوزاري للشؤون السياسية والأمنية في الحكومة الإسرائيلية ودائرة الاستشارة القضائية، القرارات النهائية بشأن محاكمة المعتقلين الفلسطينيين.

قتل رجال غير مسلحين

وفي السياق نفسه، نشرت الصحافية عميره هاس، التي تغطي الشؤون الفلسطينية في صحيفة «هآرتس»، تقريراً كشفت فيه أن الجيش الإسرائيلي يفحص ادعاء أن جنوده قاموا بقتل رجال غير مسلحين أمام أبنائهم وعائلاتهم. وقالت إنها توجهت إلى مكتب الناطق بلسان الجيش دانئيل هغاري، لسؤاله عن حادثة وقعت يوم الثلاثاء 19 ديسمبر (كانون الأول)، عندما سيطرت قوة تابعة له على أحد المباني في مدينة غزة. وقالت هاس: «شذرات الأنباء الأولية وصلت إلى منصة (إكس) يوم الثلاثاء مساءً على صورة نداءات مسجلة يائسة من أجل إنقاذ مصابين. وفي اليوم التالي أضيفت تغريدات، وعندها أضافت مواقع إخبارية تفاصيل عدة ترتكز على تقارير لأقارب وشهادة لامرأتين. التقرير الرئيسي ظهر في موقع منظمة «يورو ميد هيومن رايتس مونيتور»، وشمل أسماء 11 شخصاً قُتلوا. وفي تقارير أخرى جرى الحديث عما بين 13 و15 قتيلاً في الثلاثينات من أعمارهم، بينما قالت إحدى النساء إن إطلاق النار حدث على والدها وعلى زوجها وإخوتها وراحوا ضحايا. وأضافت أنه «وبعد أن قام الجنود بإطلاق النار على الرجال، وفق الشاهدة، فإن النساء والأطفال الذين كان عددهم 27، أُدْخِلوا إلى غرفة، وأُطْلِقَ شيء ما نحوهم وانفجر. وفي بعض الشهادات قيل قذيفة، وفي بعض التقارير ترجم إلى قنبلة وإطلاق النار. وبعض النساء والأطفال أصيبوا في المبنى الذي هوجم، وكانت فيه 3 أسر هُجِّرت من بيوتها ولها صلة قرابة مع عائلات العشي والغلاييني والشرفا.

تفاصيل ناقصة

وقالت هاس، إنه «توجد كثير من التفاصيل الناقصة وغير الواضحة بسبب الصعوبات الموضوعية مثل وجود الجنود في المنطقة، ومنع الوصول إلى المكان، وعدم وجود وسائل اتصال مباشرة مع الشهود». وأضافت: «في الأوقات العادية نحن الذين نقوم بتغطية الحياة تحت الاحتلال. كنا نفحص في البداية بشكل مستقل التقرير، ونتعاون مع باحثين مهنيين في منظمات حقوق الإنسان». وأوضحت أن القنوات العربية تستمر في إظهار الجثث المتناثرة بين الأنقاض قرب المستشفيات في شمال القطاع وفي الشوارع، بينما المتحدث بلسان الجيش الإسرائيلي يقول إن «الجيش يعمل حسب أوامر فتح النار والقانون الدولي، ويتبع وسائل الحذر لتقليص المس بغير المشاركين في القتال».

لا تمييز بين المقاتلين وغيرهم

في الأوقات العادية يجب التشكيك في المسلّمات الإسرائيلية القائلة إنه إذا قُتل فلسطيني على يد جندي فإن هذا دليل على أنه يستحق القتل، لكن بشكل خاص في هذه الأيام، كما أوضح عالم النفس يغيل ليفي لشاحر إيلان، فإن كارثة قتل 3 مخطوفين على يد جنود الجيش الإسرائيلي «تشير بالأساس إلى أنه لا توجد في الحقيقة أوامر لفتح النار في غزة، لكن الجيش الإسرائيلي يتعامل مع غزة بوصفها منطقة معقمة». وأضاف: «لقد أمر كل السكان هناك بالهرب، لذلك فإن أي شخص يوجد في المنطقة فهو هدف مشروع». إضافة إلى ذلك، يقول ليفي، يجب أن «نضيف خوف وتعب الجنود ولهجة الخطاب في إسرائيل؛ فالتمييز بين المشاركين وغير المشاركين في القتال لا توجد له أي أهمية بعد 7 أكتوبر (تشرين الأول)، لأنه بالنسبة لنا فإن الغزي العادي تسري عليه المسؤولية الجماعية عما حدث. أيضاً، إذا لم تكن له مسؤولية فيجب ألا نهتم بالتمييز بين المشاركين وغير المشاركين من أجل الانتصار وإبادة (حماس)».

الأمم المتحدة: 50 ألف سيدة حامل في قطاع غزة

هناك حوالي 50 ألف امرأة حامل تعيش في قطاع غزة المحاصر

غزة: «الشرق الأوسط».. وفقا لتقديرات الأمم المتحدة، هناك نحو 50 ألف امرأة حامل تعيش حاليا في قطاع غزة المحاصر والذي تمزقه الحرب. وبحسب وكالة «الأنباء الألمانية»، أعلنت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا) اليوم الأحد أن هناك ما يزيد على 180 حالة ولادة كل يوم. وقالت الوكالة إن الأطباء والقابلات يبذلون كل ما في وسعهم لتوفير الرعاية للأطفال حديثي الولادة والنساء الحوامل المعرضات لمخاطر شديدة في المراكز الصحية السبعة التابعة للأونروا التي ما زالت تعمل. وكان لدى الوكالة 22 مركزا صحيا في بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول)، عندما شن مسلحون من حماس وجماعات أخرى هجوما غير مسبوق على الأراضي الإسرائيلية. وقد أصبحت أوضاع المدنيين في قطاع غزة مؤلمة، في ظل توفر إمدادات محدودة للغاية واضطرار السكان للإقامة في خيام مؤقتة في العراء. وقد ساء الطقس بشكل متزايد، في حين تتواصل الضربات الإسرائيلية. ووفقا للأمم المتحدة فإن أكثر من 9.‏1 مليون شخص في قطاع غزة - أو نحو 85 في المائة من السكان أصبحوا مشردين داخليا الآن. ويسعى العديد منهم إلى البحث عن مأوى في منشآت الأونروا المكتظة. وقال تيدروس أدحانوم جيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، إن «تدمير النظام الصحي في غزة مأساة». «ولكن في مواجهة انعدام الأمن المتواصل وتدفقات المرضى الجرحى، نرى الأطباء والممرضات وسائقي سيارات الإسعاف وغيرهم يواصلون السعي لإنقاذ الأرواح». وأضاف جيبريسوس «إننا نصر على الدعوة إلى وقف إطلاق النار الآن».



السابق

أخبار لبنان..لبنان في 2023..شغور وترقيع وخشية من حرب مدمرة..المواجهة «البرّمائية» تتمدّد في المنطقة وتؤجج جبهة جنوب لبنان..«حزب الله» يرهن الهدوء بـ«وقف العدوان»..الراعي جدد مطالبته بـ«حياد لبنان»..«حزب الله» يرفض مقترحات دبلوماسية بإخلاء المنطقة الحدودية بجنوب لبنان..الخلافات السياسية تنسف قانون استقلالية القضاء اللبناني..الجنوب لم يسلم من القصف في "العيد".. والراعي: إنتخبوا رئيساً وطبّقوا الـ1701...

التالي

أخبار وتقارير..عربية..سوريا في 2023..عودة إلى الجامعة العربية وساحة صراع أميركي ــ إيراني..العراق: السوداني يطوي سنة 2023 وسط استمرار التحديات..العراق يمر بأدنى خزين مائي..تجدد هجمات الحوثيين في البحر الأحمر..«ميرسك» تتأهب لاستئناف عملياتها في البحر الأحمر..بريطانيا: البحر الأحمر لا يُمكن أن يصبح منطقة محظورة للشحن البحري..تقرير دولي: تراجع عدد المحتاجين في اليمن إلى 18 مليوناً..السعودية ترحب بخريطة الطريق الأممية لدعم السلام في اليمن..عطاء السعودية يتواصل بمساعدات طبية وإغاثية وإيوائية لمستفيدي 5 دول..

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East..

 السبت 11 أيار 2024 - 6:24 ص

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East.. Armed groups aligned with Teh… تتمة »

عدد الزيارات: 157,435,074

عدد الزوار: 7,067,986

المتواجدون الآن: 54