تحذيرات «متزامنة» فرنسية - بريطانية لرعاياهما مرفقة بـ «خريطة المخاطر» لمناطق عدة في لبنان

تاريخ الإضافة الإثنين 6 أيلول 2010 - 8:25 ص    عدد الزيارات 3483    التعليقات 0    القسم دولية

        


تعكس «هواجس» ساركوزي وتلميحات نجاد
 
تحذيرات «متزامنة» فرنسية - بريطانية لرعاياهما مرفقة بـ «خريطة المخاطر» لمناطق عدة في لبنان

خريطة المخاطر الفرنسية: الأحمر ممنوع على الاطلاق والبرتقالي يُنصح بعدم التوجه إليه إلا لضرورات قصوى تتعلق بالعمل (خاص - «الراي»)

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

بيروت - من وسام أبو حرفوش|
شكلت التحذيرات «المتزامنة» الفرنسية والبريطانية لرعاياهما في لبنان «مفاجأة من النوع غير المفاجئ» في بيروت التي تعيش هي عينها «اجواء حذرة» بسبب تعاظم الاحتقان الداخلي، لاسيما في اعقاب الاشتباكات الدامية في برج ابي حيدر، والتوترات المكتومة على الحدود مع اسرائيل بعد مواجهة العديسة بين الجيشين اللبناني والاسرائيلي.
غير ان «خريطة المخاطر» التي نشرتها السفارتان الفرنسية والبريطانية على موقعهما الالكتروني اوحت بأن الدول الغربية التي غالباً ما «تعايشت» مع الواقع الهش في لبنان، حرصت على رفع «لون الخطر» ومستواه في وجه رعاياها، على النحو الذي يثير الاسئلة عن اسباب هذا التحوط غير العادي.
وكان لافتاً ان السفارة الفرنسية حذّرت عبر موقعها على الانترنت رعاياها من تفادي زيارة بعض المناطق اللبنانية ومنها المناطق الحدودية والمناطق الواقعة جنوب جزين، بحيرة القرعون، راشيا ومحيط المخيمات في طرابلس وصيدا كما طالبتهم بالاكتفاء بزيارة بعلبك لا مناطقها، اضافة الى الضاحية الجنوبية لبيروت، محذرة من ان الوضع الامني قد يتدهور بسرعة.
وفي اجراء مماثل نبّهت السفارة البريطانية مواطنيها من التوجه الى بعض المناطق بسبب مخاوف امنية خصوصا المخيمات الفلسطينية ومنطقة جنوب الليطاني مشيرة الى احداث العديسة وبرج ابي حيدر، محذّرة في صفحة مخصصة للارهاب، من تعرض المصالح البريطانية والغربية في لبنان لتفجيرات.
وفي قراءة لمراقبين لبنانيين لطبيعة التحذيرات الفرنسية، جرى التذكير بـ «الضمانات» التي كان طلبها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي من رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بالعمل على «تحييد» القوة الفرنسية العاملة في اطار «اليونيفيل» في جنوب لبنان، في حال وقوع نزاع مع لبنان.
ورأت هذه القراءة ان تحذيرات السفارة الفرنسية لرعاياها تشكل امتداداً لمخاوف ساركوزي، اضافة الى الاحداث التي كانت تعرضت بها قوات «اليونيفيل» في الجنوب على ايدي البيئة المحيطة بالمقاومة، وآخرها كان تهشيم لوحات تذكارية لـ «اليونيفيل» في بعض المناطق الجنوبية.
وتحدثت تلك القراءة عن تنامي المزاج المناهض لدول الغرب في بعض الاوساط اللبنانية بسبب ملفات عدة في المنطقة، كالصراع العربي - الاسرائيلي وملف ايران النووي والمحكمة الدولية في جريمة اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري.
اما في شأن تحذيرات السفارة البريطانية لرعاياها في لبنان، فان اوساطاً مهتمة لفتت الى الحاجة الى التدقيق بالتصريحات التي غالباً ما يطلقها الرئيس الايراني احمدي نجاد ويخص بها بريطانيا، الى جانب الولايات المتحدة بـ «الاتهامات والتهديدات»، وهي تصريحات تلقى اصداء في اوساط البيئات الموالية لايران. فرغم الاسباب اللبنانية «المباشرة» للتحذيرات البريطانية كالوضع الذي نجم عن اشتباكات منطقة برج ابي حيدر و«أخواتها» في بيروت، واستمرار القلق من «بؤر» التوتر التش تشكلها المخيمات الفلسطينية، الواقع الهش على الحدود اللبنانية - الاسرائيلية، فانه لا يمكن، حسب اوساط متابعة، اغفال الجانب الاقليمي من الهواجس الغربية.
وفي تفاصيل تلك التحذيرات، اوردت السفارة البريطانية على موقعها على الانترنت «نصائح حول السفر الى لبنان» حذّرت عبرها رعاياها من ان «السفر الى بعض المناطق في لبنان يتطلب التحوّط»، وقالت: «ننصح بعدم التوجه الى المخيمات الفلسطينية وبعدم زيارة جنوب الليطاني الا للضرروة».
واذ ذكرت ان الوضع الأمني في لبنان «هادئ عموماً»، قالت: «الا ان هذا الوضع هشّ، وعلى مر الأعوام الأخيرة تدهور الوضع الامني بسرعة، وتالياً على كل مَن يريد التوجه الى لبنان ان يبقى على اطلاع عن كثب على آخر المستجدات وان يراقب الواقع السياسي والتطورات الامنية في هذا البلد».
وتوقفت السفارة البريطانية عند المواجهات التي وقعت في 24 اغسطس الماضي نتيجة «خلاف فردي بين مناصري فصيليْن سياسييْن في منطقة برج ابي حيدر القريبة من وسط بيروت، والتي ادت الى سقوط قتلى من الجانبيْن». ولفتت الى ان «التوتر حالياً هو بدرجة عالية على الحدود اللبنانية والاسرائيلية»، مذكّرة بالمواجهات التي وقعت في 3 اغسطس الماضي بين الجيشيْن (اللبناني والاسرائيلي) وادت الى مقتل خمسة اشخاص».
ولا يفوت السفارة البرطانية الاشارة الى ان «ثمة تهديداً عاماً من عمليات ارهابية في لبنان»، لافتة الى «ان الهجمات يمكن ان تكون عشوائية، وتشمل اماكن يترادها غالباً السواح والرعايا الأجانب مثل الفنادق والمطاعم».
اما السفارة الفرنسية، فتضمّنت لائحة نصائحها لرعاياها في لبنان او الراغبين في زيارته الآتي:
«حصلت مواجهات مسلّحة في عدد من احياء بيروت الغربية ليل 24 اغسطس، موقعة عدداً من القتلى والجرحى. ننصح باعتماد الحذر والحيطة والبقاء على اطلاع على تطور الاوضاع. ان المواجهات المسلحة التي وقعت ليل 24 اغسطس تعكس عودة التوتر الى عدد من الأحياء الواقعة غرب بيروت، وننصح في جميع الظروف بتوخي الحذر.
ننصح بعدم التوجه الى منطقة جنوب لبنان كما الى المناطق الحدودية مع اسرائيل والى المنطقة الواقعة جنوب خط جزين - بركة القرعون - راشيا (الخريطة موجودة أدناه).
كما ننصح بعدم التوجه الى الضاحية الجنوبية لبيروت، حيث تم مرات عدة توقيف فرنسيين بطريقة غير شرعية واستجوابهم وتوقيفم لساعات عدة من اشخاص غير ذي صلاحية. ومن غير المحبّذ التوجه الى طرابلس قرب المخيمات الفلسطينية ولا الى الأحياء الواقعة شمال مدينة طرابلس.
وننصح بعدم التنقل في المناطق المحاذية للمخيمات الفلسطينية في صيدا، وفي البقاع الشمالي باستثناء قلعة بعلبك السياحية. وللتوجه الى بعلبك، من الملائم اعتماد الطريق الرئيسية، ولا ننصح باستخدام الطرق الفرعية. في البقاع الشمالي، المواجهات المسلحة بين مجموعات متخاصمة يمكن ان تؤثر في سلامة التنقل.
ومن المناسب عموماً عدم التنقل قرب المخيمات الفلسطينية على مجمل الاراضي اللبنانية، مع التذكير بان دخول هذه المخيمات ممنوع من السلطات اللبنانية (...).
ان الأحداث الأمنية الخطيرة التي وقعت في لبنان في الأعوام الاخيرة (اغتيالات، ومظاهر عنف)، أظهرت ان الوضع الأمني يمكن ان يتدهور بسرعة. وتالياً ننصح باتخاذ الحيطة والحذر».


المصدر: جريدة الرياض السعودية

ملف خاص..200 يوم على حرب غزة..

 الأربعاء 24 نيسان 2024 - 4:15 ص

200 يوم على حرب غزة.. الشرق الاوسط...مائتا يوم انقضت منذ اشتعال شرارة الحرب بين إسرائيل و«حماس» ع… تتمة »

عدد الزيارات: 154,203,126

عدد الزوار: 6,940,299

المتواجدون الآن: 127