أخبار سوريا..مستغلة الأوضاع المعيشية وانشغال روسيا في حرب أوكرانيا..إيران تستكمل مسعاها لإحياء مشروع «ضاحية جنوبية» بريف دمشق.. 8 قتلى بهجوم لتنظيم «داعش» على سجن في الرقة..مقتل 6 مقاتلين موالين لتركيا باشتباكات في شمال غربي سوريا..إردوغان يعلن عن "مرحلة جديدة" في الشمال السوري..احتجاجات درعا والسويداء السوريتين.. "التغيير أو الهاوية"..قيادي في قسد لـ "العربية": قواتنا فرضت حظر تجوال في الرقة..

تاريخ الإضافة الثلاثاء 27 كانون الأول 2022 - 4:36 ص    عدد الزيارات 748    التعليقات 0    القسم عربية

        


إيران تستكمل مسعاها لإحياء مشروع «ضاحية جنوبية» بريف دمشق...

مستغلة الأوضاع المعيشية وانشغال روسيا في حرب أوكرانيا

دمشق – لندن: «الشرق الأوسط»... تسعى إيران لإعادة إحياء مشروعها التوسعي قرب العاصمة السورية والذي لطالما سعت إلى تنفيذه وسبق أن أحبطته روسيا، وهو مد نفوذها إلى بلدات ريف دمشق الجنوبي المجاورة لمنطقة السيدة زينب، وتشكيل «ضاحية جنوبية» شبيهة بتلك التي في بيروت وتخضع لنفوذ «حزب الله». وتستعين إيران لتنفيذ هدفها، بتكثيف شرائها المنازل وإقامة معسكرات جديدة في منطقة ملاصقة لمناطق نفوذ روسيا المشغولة حالياً بحربها في أوكرانيا. ويضم ريف دمشق الجنوبي الشرقي كثيراً من البلدات والقرى؛ أهمها وأكبرها، ببيلا ويلدا وبيت سحم، وتتبع إدارياً محافظة ريف دمشق بمساحة تقدر بنحو 4 كيلومترات مربعة. ويحده من الشمال مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين وحي التضامن، ومن الشمال الشرقي حيا سيدي مقداد والقزاز، ومن الجنوب منطقة السيدة زينب التي تسيطر عليها ميليشيات إيرانية. ومن الشرق غوطة دمشق الشرقية، ومن الغرب حي الحجر الأسود. وتُعَد منطقة السيدة زينب؛ الواقعة على بعد نحو 8 كيلومترات من العاصمة دمشق على الطريق السريع المؤدي إلى مطار دمشق الدولي، المعقل الرئيسي للميليشيات الإيرانية والميليشيات الموالية لها في ريف دمشق الجنوبي. وقد اتخذت إيران منذ ما قبل اندلاع الحرب المستمرة في سوريا منذ نحو 12 عاماً، من السيدة زينب معقلاً رئيسياً، بادعاء الدفاع عن المزار الذي يؤمه آلاف الزوار الشيعة من إيران والعراق ولبنان وأفغانستان وباكستان. مصادر محلية من سكان بلدة حجيرة التابعة لناحية ببيلا والواقعة على بعد نحو كيلومتر واحد شمال السيدة زينب، أكدت لـ«الشرق الأوسط» أن الأغلبية العظمى من سكان البلدة؛ ضمن بلدات ببيلا ويلدا وبيت سحم، كانوا حتى ما قبل اندلاع الحرب من الطائفة السنية، وقد سيطرت فصائل المعارضة المسلحة في السنوات الأولى من النزاع على تلك البلدات. وعقب استعادة الحكومة السيطرة عليها صيف عام 2018 من خلال اتفاق «مصالحة» برعاية روسية أفضى إلى تهجير مقاتلي فصائل المعارضة المسلحة الرافضين للمصالحة وعوائلهم إلى شمال سوريا، وعودة كثير من الأهالي إلى منازلهم، بدأ العديد منهم يتحدث عن عروض قدمت لهم من قبل أشخاص غرباء عن المنطقة، بشراء عقاراتهم، ولكن قلة من الأهالي استجابت لتلك العروض. واتضح بعد ذلك أن من سكن المنازل التي جرى بيعها هم عائلات مقاتلين من الميليشيات التابعة لإيران. الأهالي العائدون إلى البلدة، وفق المصادر، تحسسوا من العروض المغرية لعقاراتهم وراحوا يحذرون بعضهم من البيع؛ ما أدى إلى تراجع كبير في أعداد الأهالي الذين قد يستجيبون لعروض البيع. لكن المصادر لفتت إلى أنه؛ ومع التدهور الحاد الأخير في الوضع المعيشي للأهالي، عادت تلك العروض تظهر من جديد، وتحت وطأة الفقر، هناك من يستجيب لها، حتى باتت أي جادة مأهولة تضم ما بين 3 و4 عائلات من مقاتلي الميليشيات الإيرانية. وأشارت المصادر إلى أن كثيراً من مقاتلي الميليشيات التابعة لإيران الذين سكنوا في البلدة، ينحدرون من شيعة بلدتي الفوعة وكفريا بريف إدلب، وأنهم قد نزحوا منهما بعد سيطرة «هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً)» على المنطقة، ضمن اتفاق المدن الأربع «كفريا - الفوعة... الزبداني - مضايا» عام 2017 بين فصائل جهادية وإيران. وقضى الاتفاق بإخلاء مدينتي الفوعة وكفريا الشيعيتين من سكانهما، مقابل خروج المسلحين وعوائلهم من مدينتي الزبداني ومضايا. مصادر محلية أخرى ذكرت لـ«الشرق الأوسط» أن هناك معلومات يجري تداولها بين سكان المنطقة بأن إيران تبني معسكراً جديداً لميليشياتها شمال «المجمع الثقافي الرياضي الترفيهي» الضخم الذي افتتحته في الحجيرة خلال فبراير (شباط) 2021 بعد أن أطلقت عليه اسم «مجمع الشهيد العقيد هيثم سليمان»، مضيفة، والكلام للمصادر: «يقال إن المعسكر سيقام على أرض كبيرة تكاد تصل إلى الحدود الإدارية لناحية ببيلا» شمالاً.

تنافس روسي - إيراني

مع بداية النزاع في سوريا، اتخذت إيران من مسألة «الدفاع عن مقام السيدة زينب» حجة لجذب المسلحين من أصقاع العالم إلى سوريا، إلى أن أصبحت تنتشر في سوريا ميليشيات إيرانية ومحلية وأجنبية تابعة لطهران يزيد عددها على 50 فصيلاً، ويتجاوز عدد مسلحيها 60 ألف مقاتل، يعملون تحت قيادة خبراء عسكريين إيرانيين على تنفيذ مساعي طهران لمد نفوذها في ريف دمشق الجنوبي لتشكيل «ضاحية جنوبية» شبيهة بتلك الموجودة في بيروت. ولأن روسيا الحليف القوي للنظام السوري، لم ترتح للمساعي الإيرانية وراحت تعمل على الحد منها؛ لا بل تقويضها. ووفق مصادر مطلعة سبق أن تحدثت لـ«الشرق الأوسط»، فإن الروس عطلوا أكثر من مرة مساعي إيران لإنهاء وجود فصائل المعارضة المسلحة وتنظيم «داعش» و«هيئة تحرير الشام» في أحياء القدم والعسالي وشارع الثلاثين الواقعة جنوب دمشق. وقد حُسِمَ الملف مع ملفات مدينة الحجر الأسود ومخيم اليرموك وحي التضامن جنوب العاصمة ويلدا وببيلا وبيت سحم، لمصلحة روسيا عبر رعايتها ما تسمى «اتفاقات المصالحة»، وبالتالي إدخال تلك الأحياء والبلدات في إطار نفوذها. ولفتت المصادر آنذاك إلى أن ما قامت به روسيا في مناطق جنوب دمشق وريفها الجنوبي «أثار انزعاج الإيرانيين»؛ لأنها بذلك أحبطت الحلم الذي لطالما سعت طهران إلى تنفيذه، وهو «مد نفوذها وتشكيل (ضاحية جنوبية) تتصل مع منطقة السيدة زينب القريبة منها من الناحية الجنوبية». وبعد أن أدخلت روسيا مناطق ريف دمشق الجنوبي في إطار نفوذها، أقامت في وسط بلدة يلدا مركزاً كبيراً لـ«الشرطة العسكرية الروسية»، وواظب عناصره على تسيير دوريات بشكل شبه يومي تجوب مختلف الأحياء؛ ما أدى إلى عزل مناطق ريف دمشق الجنوبي عن منطقة النفوذ الإيراني. كما جرى، إضافة إلى ذلك، إغلاق الطريق المؤدي من ببيلا إلى السيدة زينب أمام السيارات بساتر ترابي عالٍ عند المنطقة الفاصلة بين ببيلا وحجيرة، وبات الوصول إلى الأخيرة يتطلب سلوك طريق مطار دمشق الدولي والدخول في العقدة المؤدية إلى محافظة السويداء، ما يعكس مدى الصراع الروسي - الإيراني على النفوذ في سوريا.

سوريا.. 6 قتلى حصيلة هجوم تنظيم الدولة على مقرات أمنية

المصدر | وكالات... قتل ستة عناصر من قوات سوريا الديمقراطية، بينهم 3 عناصر لقوات الأمن الداخلي "الأسايش"، بالإضافة إلى مقتل عنصرين من تنظيم الدولة الإسلامية. جاء ذلك، في هجوم مباغت نفذه التنظيم الإثنين، على مقرات أمنية بالقرب من سجن استخبارات عسكرية في حي الانتفاضة بالريف الغربي في الرقة، وفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال "مظلوم عبدي"، القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية: "نتابع عن كثب تحركات الخلايا الإرهابية لداعش في الرقة.. استهدفت خلاياه صباح اليوم (الإثنين) مباني أمنية وعسكرية في المدينة، ما أسفر عن مقتل 6 مقاتلين وجرح آخرين". وأضاف: "المعلومات الواردة من الرقة تفيد بتحضيرات خطيرة من قبل خلايا داعش. علينا ألا نتساهل معها". وأفاد المرصد بأن القوى الأمنية التابعة لـ"قسد" أحبطت عملية هجوم نفذته خلايا تنظيم داعش، وذلك بعد اندلاع اشتباكات عنيفة بالقرب من المربع الأمني في حي الانتفاضة، والذي يضم مقرات لقوى الأمن الداخلي ووحدات مكافحة الإرهاب وسجن استخبارات عسكرية، حيث يأوي نحو 200 عنصر من تنظيم الدول. جاء ذلك، بعد هجوم مباغت نفذته خلايا التنظيم بالقرب من السجن العسكري، لتحرير عناصره. وبذلك، يكون المرصد السوري قد أحصى 199 عملية نفذتها مجموعات مسلحة وخلايا تنظيم داعش ضمن مناطق نفوذ "الإدارة الذاتية" منذ مطلع العام 2022، وبلغت حصيلة القتلى جراء العمليات 148.

8 قتلى بهجوم لتنظيم «داعش» على سجن في الرقة

القامشلي (سوريا): «الشرق الأوسط».. قتل 6 مقاتلين أكراد وعنصران من تنظيم «داعش»، اليوم (الاثنين)، جراء هجوم فاشل شنه عناصر التنظيم المتطرف على مقرات أمنية، بينها سجن في شمال سوريا، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال المرصد، إن من بين القتلى 3 عناصر من قوى الأمن الداخلي، «في هجوم مباغت نفذته خلايا تنظيم (داعش) على مقرات أمنية بالقرب من سجن استخبارات عسكرية في حي الانتفاضة بالريف الغربي في الرقة». وأضاف المرصد، أن «القوى الأمنية التابعة لـ(قسد/ قوات سوريا الديمقراطية) أحبطت عملية» الهجوم بعد اندلاع اشتباكات عنيفة مع عناصر التنظيم.

مقتل 6 مقاتلين موالين لتركيا باشتباكات في شمال غربي سوريا

بيروت: «الشرق الأوسط»... قُتل ستة مقاتلين موالين لأنقرة في اشتباكات عنيفة في شمال غربي سوريا مع قوات النظام السوري وقوات كردية، وفق ما أفادت الاثنين فصائل معارضة و«المرصد السوري لحقوق الإنسان». وأفاد بيان صادر عن الفصائل الموالية لأنقرة، بأنها تصدّت لـ«عملية تسلل ليلية مشتركة» بين قوات النظام والقوات الكردية على ثلاثة محاور في ناحية عفرين شمالي حلب. وبحسب مصدر في فصيل «فيلق الشام»، قتل ستة من عناصرهم خلال الهجوم، ولا يزال مقاتلان في عداد المفقودين. وتحدث «المرصد السوري لحقوق الإنسان» عن «اندلاع اشتباكات عنيفة بين القوات الكردية والنظام السوري من جهة وبين فصيل (فيلق الشام) من جهة أخرى» في قرى بريف عفرين. وأضاف «المرصد»، أن القوات الكردية وقوات النظام تمكنت من التقدم على محورين إثر الهجوم وسط قصف مدفعي وصاروخي متبادل من قِبل الطرفين. وقال سكان محليون لوكالة الصحافة الفرنسية، إن الاشتباكات استمرت حتى صباح الاثنين. ويتقاسم نحو 30 فصيلاً، ضمن ما يعرف بالجيش الوطني السوري الموالي لأنقرة التي تقدم له التجهيزات والسلاح والتمويل، السيطرة على منطقة حدودية في شمال محافظة حلب تمتد من جرابلس في الريف الشمالي الشرقي إلى عفرين في ريفها الغربي، مروراً بمدن رئيسية مثل الباب وأعزاز. وتنتشر في تلك المنطقة قوات تركية أيضاً. وتشهد المنطقة بين الحين والآخر قصفاً متبادلاً تشنّه أطراف عدة، كما تتعرض لغارات من جانب قوات النظام وروسيا. وقالت مصادر متطابقة، إن هذه الاشتباكات لا ترتبط بالتهديدات التركية بشن هجمات على مواقع في سوريا والعراق بعد أن اتهمت الأكراد بالوقوف خلف هجوم بعبوة ناسفة في إسطنبول في 13 نوفمبر (تشرين الثاني) أسفر عن مقتل ستة أشخاص. وتشهد سوريا منذ العام 2011 نزاعاً دامياً تسبب بمقتل نحو نصف مليون شخص، وألحق دماراً هائلاً بالبنى التحتية والقطاعات المنتجة، وأدى إلى نزوح وتشريد ملايين السكان داخل البلاد وخارجها.

إردوغان يعلن عن "مرحلة جديدة" في الشمال السوري

الحرة – واشنطن... قال الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، الاثنين، إن بلاده ستتخذ خطوات جديدة في الشمال السوري، تتعلق بإنشاء ممر آمن عند حدود تركيا الجنوبية وإبعاد "المنظمات الإرهابية" عن حدود بلاده بعمق 30 كيلومترا، وفق مراسلة قناة الحرة. وأضاف إردوغان أنه "سيتم القضاء بالكامل على التهديدات" التي تستهدف تركيا من الأراضي السورية. وتابع أن بلاده ستنتقل إلى مرحلة جديدة لتدمير كل البنى التحتية والموارد التي يستمد منها تنظيم حزب العمال الكردستاني الدعم والقوة، إلى جانب قدراته العسكرية. وفي نوفمبر الماضي، أطلقت تركيا سلسلة ضربات جوية استهدفت مواقع لحزب العمال الكردستاني في العراق، وقوات سوريا الديمقراطية، وعلى رأسها وحدات حماية الشعب الكردية، في سوريا. وقالت أنقرة إن الضربات جاءت ردا على هجوم اسطنبول في الـ13 نوفمبر، الذي أسفر عن مقتل ستة أشخاص. ومنذ ذلك الحين، هدد إردوغان بشن هجوم بري ضد مناطق سيطرة القوات الكردية في سوريا، في حين اعترضت واشنطن، الداعمة للأكراد، وموسكو، الداعم الرئيسي لدمشق. وفي عام 2019، اتفقت أنقرة وموسكو على خلق "منطقة أمنية" بعمق 30 كيلومترا لحماية تركيا من الهجمات التي قد تأتي من الأراضي السورية. ونص اتفاق آخر وُقع عام 2019 برعاية واشنطن وموسكو، على انسحاب القوات الكردية إلى مسافة 30 كلم من الحدود التركية. وقبل أيام، شدد الرئيس التركي خلال مكالمة هاتفية مع نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، على ضرورة "تطهير" شمال سوريا من القوات الكردية.

احتجاجات درعا والسويداء السوريتين.. "التغيير أو الهاوية"

الحرة... ضياء عودة – إسطنبول.... للأسبوع الثالث على التوالي، تشهد مدينة السويداء السورية، جنوبي البلاد، احتجاجات مناهضة للنظام السوري، وبينما رفع العشرات يوم الاثنين لافتات احتوت مطالب سياسية واقتصادية، كان نظرائهم في الجارة الغربية درعا قد تظاهروا لأيام في مناطق متفرقة، إذ طالبوا بإطلاق سراح المعتقلين، ورفعوا الراية المعتمدة للثورة السورية. يشكّل الحراك السلمي في هاتين المدينتين في الوقت الحالي "حالة استثنائية" في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام السوري، التي نادرا ما تخرج فيها مظاهرات شعبية، على مدى السنوات الماضية، بسبب القبضة الأمنية المشددة هناك، وبعدما عزز النظام سلطته التي اهتزت، بعد تحول الحراك السلمي في 2011 إلى مسلح. وفي مدينة السويداء والقرى والبلدات الواقعة في محيطها توصف سيطرة النظام السوري الأمنية والعسكرية بـ"الهشة"، وكذلك الأمر بالنسبة لمدن وبلدات وقرى محافظة درعا، التي اختلفت فيها طبيعة السيطرة، بعد عام 2011، وإبان اتفاقيات "التسوية"، التي استنسخت لأكثر من مرة بعد عام 2018. وفي حين يرى مراقبون وباحثون من كلا المدينتين تحدثوا لموقع "الحرة" أن السلطة الأمنية "الهشة" عامل رئيسي ودافع للخروج بالاحتجاجات في درعا والسويداء، يشيرون في ذات الوقت إلى أن هذه النقطة ليست وحيدة فحسب، إذ أن الحراك ينطلق أيضا من أوضاع معيشية سيئة، وواقع سياسي "يُخشى من عواقبه في المستقبل". ونادرا ما يعلّق النظام السوري على ما يشهده الجنوب السوري، سواء على الاحتجاجات التي بات تخرج بشكل أسبوعي، أو على الوضع المعيشي والأمني العسكري، الذي يخيّم منذ سنوات، بتطورات لم تخل من حوادث اغتيال وفلتان أمني واعتقالات، فضلا عن انقطاع لمعظم مقومات الحياة التي يحتاجها المواطنون.

"رابط رغم الاختلاف"

قبل أسبوعين، كانت السويداء شهدت احتجاجات تخللتها أحداث لم يسبق أن فرضت نفسها على المشهد الداخلي للمدينة، أولا من ناحية حرق عشرات المحتجين لصور رأس النظام السوري ومبنى المحافظة (السراي الحكومي) والمطالبة بإسقاط بشار الأسد، ومن ثم إقدام عناصر من الأمن على إطلاق النار، مما أسفر عن مقتل مدني ورجل شرطة. ومنذ توقيت هذه الأحداث، عاشت المحافظة حالة من الهدوء الحذر، إلى أن اتجه منظمو الاحتجاج للخروج ضمن وقفات "كل يوم اثنين" أمام ساحة السير الشهيرة، التي يسمونها باسم "ساحة الكرامة"، في وقت لم يبد النظام السوري أي تعليق أو موقف إزاء ما حصل. وحمل المحتجون، صباح الاثنين، لافتات تطالب بالتغيير السياسي، وإطلاق سراح المعتقلين، وتؤكد على وحدة الشعب السوري، مع شعارات ترفض ما يروج عن التقسيم، وأخرى مثل: "أنقذوا أطفالنا من الجوع والمخدرات"، الاستقلال حق مقدس"، "نعم لخروج كل الاحتلالات"، "أنا أمثل الشعب الفقير" و"هنا جاسم. بدنا المعتقلين". في درعا خيّمت ذات اللافتات والمطالب على مشهد العديد من القرى والبلدات، مع اختلاف أن من رفعوها خرجوا ليلا، بينما في السويداء كان رفع المطالب في وضح النهار. وقبل أن تدخل المحافظتان فيما تشهداه اليوم، كانت سوريا دخلت في أسوأ أزماتها المعيشية، بعدما انقطعت المحروقات بالكامل في معظم المناطق، لأسباب ربطتها حكومة النظام السوري بـ"ضعف التوريدات القادمة من إيران". وعلى إثر هذه الأزمة، باتت حركة النقل في عموم سوريا مشلولة، بينما زادت ساعات تقنين الكهرباء، المقطوعة لساعات طويلة في الأصل، واشتدت هذه التداعيات لتنسحب على قطاع الاتصالات السلكية، لتصبح جميع المقاسم في البلاد "خارج الخدمة". لكن ما كان لافتا أن الاحتجاجات لم تقصد المطالبة فقط بشعارات اقتصادية وأخرى تتعلق بسوء المعيشة، إذ صبغّت على نحو أكبر بمطالب سياسية، على رأسها تطبيق قرار مجلس الأمن 2254، الذي ينص على انتقال سلمي في البلاد. وتتميز السويداء ذات الغالبية الدرزية بـ"فعالية سياسية شبابية مدنية، وتعقّل وعدم الانجرار إلى أي لغة تتعلق بالسلاح"، وفق تعبير الكاتب والباحث السوري، الدكتور جمال الشوفي. علاوة على ذلك، يقول الشوفي لموقع "الحرة": "السويداء ودرعا متفقتين ومتجاورتين أهليا ووطنيا، وتشكلان عمقا وطنيا لكل الحالة السورية، وإن اختلفت الظروف بينهما". "القاسم المشترك العام بينهما الآن هو رابط البحث عن هوية وطنية قبل أن تمر المشاريع السياسية الدولية على حسابنا وحساب ثورة شعب بأكمله". ويضيف الشوفي: "لسنا ساعين باتجاه تبديل سلطة في سلطة بقدر توحيد الجهود لاستعادة الهوية الوطنية السورية، ومكانتها من خلال ما طرحته في شعارات الثورة الأولى بالحرية والكرامة والعدالة وسيادة القانون وتحييد كل السلطات التي مارست دور قمعي مميت بحق الشعب". ويرى المحامي السوري، سليمان القرفان أن الدافع وراء المظاهرات التي يشهدها الجنوب السوري ككل "يعود بشكل رئيسي إلى فقدان أهالي السويداء ودرعا بشكلٍ نهائي لأي بوادر إصلاح ممكن أن يقودها النظام السوري". إضافة إلى ذلك ترتبط المظاهرات بحالة الفلتان الأمني التي "أصبحت سياسة ممنهجة تتبعها الأجهزة الأمنية متمثلة بالاغتيالات والاعتقالات". واعتبر القرفان في حديث لموقع "الحرة" أن "ضعف الهيمنة الأمنية على المحافظتين من قبل النظام لعب دورا رئيسيا في خروج تلك المظاهرات والوقفات الاحتجاجية". ويضيف من جانب آخر أن "رقعة المظاهرات والوقفات الاحتجاجية ستستمر، وتتوسع رقعتها لتشمل باقي المحافظات السورية في ظل انعدام مقومات وعدم وجود أي بوادر لتحسينها".

"الصيحة مطلوبة"

وحتى الآن، لا يعرف بالتحديد النقطة التي قد تصل إليها الاحتجاجات المتواصلة، وما إذا كانت ستسفر عن أي نتائج أو قد تتصاعد لتفرض تطورات. في غضون ذلك ومنذ إحكام النظام السوري لقبضته على محافظات مثل حمص ودمشق وحلب، لم تشهد هذه المحافظات أي مظاهرات واحتجاجات شعبية، على خلاف السويداء ودرعا، إذ يرى مراقبون في كلتيهما أن الاحتجاجات "تكسر المحرمات الخاصة بالدولة الأمنية". ويوضح الناشط السياسي، وسيم حسان أن النظام السوري لا يركّز على المنطقة الجنوبية بنفس الطريقة التي يركّز من خلالها على المحافظات الأخرى في البلاد. ويقول: "هو يعتمد في السويداء ودرعا على الفناء الداخلي، ومتعاونين أو ما يسمون بالشبيحة". ولا يرى الناشط السياسي في حديث لموقع "الحرة" أن يكون الجنوب قادرا على "إحداث تغيير في دمشق"، مشيرا إلى أن النظام "لا تغيره هكذا حراكات، بينما تؤثر معنويا وفي الرأي العام". "الصيحة مطلوبة ولا يمكن تنتج أقوى من ذلك، إلا إذا حدثت حالة تناغم في بقية المحافظات، والنشطاء في دول الشتات. غير ذلك سيظل الحراك بهذا الشكل المحدود، لكنه عظيم"، وفق حسان. بدوره يقول الصحفي، مدير شبكة "السويداء 24"، ريان معروف: "لو كانت القبضة الأمنية هشّة في باقي المحافظات التي يسيطر عليها النظام، لشاهدنا مظاهرات في دمشق وحمص وحلب وحتى في الساحل السوري مع التدهور الحاد بالأوضاع المعيشية والاقتصادية". ويعتقد معروف أن الأسباب المذكورة "محرك رئيسي للاحتجاجات في الجنوب السوري اليوم، ويضاف إليها ضعف السلطة الأمنية". ويضيف الصحفي لموقع "الحرة": "سبب ضعف السلطة الأمنية رئيسي نعم، لكنه غير كافي وحده لخروج الناس". "هناك ظروف سياسية واقتصادية، تدفع الناس اليوم للجوء إلى الشارع مجددا بعد أكثر من عشر سنوات على انطلاق الثورة السورية ورغم كل الدمار والتهجير لا يزال هناك أمل لدى شريحة واسعة من السوريين بالتغيير والوصول إلى وطن حر وكريم يحفظ كرامة أبنائه". ويتابع معروف: "هناك قناعة لدى الشارع أن هذا الحلم لا يمكن أن يتحقق في ظل بقاء النظام السوري"، حسب تعبيره.

"التغير وإما الهاوية"

وبعد 12 عاما من الحرب في سوريا لا تلوح في الأفق أي بادرة حل سياسي، إذ تنقسم جغرافيا البلاد بين أطراف نفوذ مختلفة، فيما لا تلوح في الأفق أيضا أي بادرة للخروج من الأزمة الاقتصادية، التي اشتدت تداعياتها، منذ مطلع العام الحالي على نحو أكبر. ومن المقرر أن تستمر الاحتجاجات في السويداء خلال المرحلة المقبلة وفي "كل يوم اثنين"، حسب نشطاء ومنظمين، وكذلك الأمر بالنسبة لدرعا التي لم تفارقها الاحتجاجات، منذ أسبوع، وأكدت على مطلب الإفراج عن المعتقلين. واعتبر الكاتب والباحث السوري، الدكتور جمال الشوفي أن الاتجاه الأخير الذي ساد بعد أحداث حرق مبنى المحافظة (التظاهر بوقفات كل يوم اثنين) "يكسر اليوم الأسود، الذي تم بيد عابثين ومدسوسين من الأجهزة الأمنية لتخريب الحراك السلمي في المدينة". ويقول: "أبناء السويداء باحتجاجاتهم يشكلون حلقات ضغط متتالية ومتتابعة على سلطة النظام، ويكررون مناشدتهم لكل السوريين للاعتصام، وحتى إن كان الجلوس في المنزل". "هم يربطون بين الحرية والكرامة وبين الخبز والوضع المعيشي. لا بد من تغيير سياسي والمشاركة فيه من كل أبناء الوطن وإلا ذهبنا نحو الهاوية". ويضيف الشوفي: "الاحتجاجات تعبّر عن ما يعتري قلوب أبناء سوريا وشبابها، التي انهكتهم سياسة الإتجار بالمخدرات والتجويع والترحيل من البيوت والمدارس. تبعث أيضا برسالة للمجتمع الدولي ومماطلته في إيجاد حل للبلاد حتى الآن".

قيادي في قسد لـ "العربية": قواتنا فرضت حظر تجوال في الرقة

الاثنين، صدت قوات قسد هجوما لداعش كلفها 6 قتلى من عناصرها

دبي - قناة العربية... أعلن قيادي من قوات سوريا الديمقراطية (قسد) لقناة "العربية"، الاثنين، فرض حظر تجوال في مدينة الرقة السورية. والاثنين، صدت قوات قسد هجوما لداعش كلفها 6 قتلى من عناصرها. وقال القيادي إن "تنظيم داعش يستغل العمليات التركية ضدنا لشن عملياته". وأشار إلى أن "مهاجمي داعش اعتمدوا على عنصر المفاجأة ضد قواتنا". وكشف القيادي أن "عمليات التمشيط أسفرت عن اعتقال عنصرين من داعش". وشدد على "استمرار عمليات التمشيط ضد عناصر داعش في شمال مدينة الرقة". وتقع الرقة في شمال سوريا على الضفة الشرقية لنهر الفرات، ويقطنها أكثر من 220 ألف شخص. ويعتمد اقتصاد المدينة على سد الفرات والزراعة والحقول النفطية المجاورة، وتضم الكثير من الآثار والقصور التي تعود لعصور وحضارات مختلفة. وسيطر تنظيم داعش على الرقة في 2014 وأطلق عليها "ولاية الشام"، وشهدت المدينة مواجهات عنيفة مع القوات الكردية المدعومة من الولايات المتحدة. وتمكنت القوات الكردية من طرد داعش ومحاصرة من تبقى منهم في أكتوبر 2017. غير أن خلايا داعش النائمة بالمدينة تواصل شن هجماتها ضد قوات "قسد" التي يشكل المقاتلون الأكراد عمودها الفقري. وحول تفاصيل هجوم داعش الاثنين على قسد، صرح قائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي في بيان بأن خلية تابعة للتنظيم استهدفت مقار أمنية وعسكرية في المدينة ما أسفر عن مقتل 6 مقاتلين وإصابة عدد غير محدد، نقلا عن أسوشيتد برس. وأضاف أن المعلومات الاستخباراتية "أشارت إلى استعدادات جادة من قبل خلايا (داعش)". وقال سيامند علي، المتحدث باسم قسد، للاسوشيتدبرس، إن مجموعة من 5 أشخاص يعتقد أنهم جزء من خلية نائمة تابعة لداعش، اثنان منهم يرتديان أحزمة ناسفة، هاجموا نقاط تفتيش ونقاط حراسة لقوى الأمن الداخلي في الرقة. وأضاف انه خلال الاشتباكات التي تلت ذلك، قُتل أحد المهاجمين واعتقل آخر. ولفت إلى أن وحدات قوات سوريا الديمقراطية وقوى الأمن الداخلي تبحث عن باقي المهاجمين. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، وهو مراقب حرب معارض مقره بريطانيا، أن الهجوم استهدف منطقة تضم مقرات لقوات الأمن الداخلي التابعة لقوات سوريا الديمقراطية، ووحدات مكافحة الإرهاب، وسجنًا للمخابرات العسكرية يضم نحو 200 أسير من تنظيم داعش وذكر المرصد أن الهجوم هو العملية السادسة عشرة التي تنفذها الخلايا النائمة التابعة لتنظيم داعش في مناطق سيطرة قسد منذ بداية الشهر الجاري. وألقى عبدي باللوم في هجوم داعش في الرقة جزئيا على تركيا، التي نفذت حملة غارات جوية ضد قوات سوريا الديمقراطية في شمال شرق سوريا منذ أواخر نوفمبر وهددت بعملية توغل بري. وقال عبدي إن "النشاط الإرهابي يتزامن مع استمرار التهديدات التركية باستهداف أمن واستقرار المنطقة". وتلقي أنقرة باللوم على الجماعات الكردية في سوريا في تفجير اسطنبول يوم 13 نوفمبر، وهو ادعاء تنفيه الجماعات الكردية.



السابق

أخبار لبنان.. بكركي تحرّك المياه الرئاسية الراكدة.. عبدالله لباسيل: لست محور الأرض..«حزب الله» سلّم 3 مشتبه بمشاركتهم في حادثة العاقبية..معركة الرئاسة في لبنان..موقع استخباراتي يكشف عن شخصية تدعمها قطر وفرنسا للمنصب..حزب الله: العلاقات الإيرانية السعودية لن تنتج رئيسا للبنان..الراعي معاتباً بري: كنت أنتظر منك معايدة بانتخاب رئيس للجمهورية..«القوات» تطالب بـ«بسط سلطة الشرعية على الأراضي اللبنانية كافة»..حمادة لـ«الشرق الأوسط»: الشغور الرئاسي سيمتدّ لأشهر طويلة..شتاء لبنان..كأنه صراع بقاء..

التالي

أخبار العراق..ضغط من «الإطار التنسيقي» على السوداني لتعديل «الاتفاق الاستراتيجي» العراقي ـ الأميركي..السوداني التقى سفراء «التعاون»: «خليجي 25» مناسبة للقاء الإخوة في العراق..3 عراقيين في إيران والمطالبة بـ 200 ألف دولار فدية..تواصل انخفاض الدينار العراقي أمام الدولار..


أخبار متعلّقة

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,175,044

عدد الزوار: 6,758,945

المتواجدون الآن: 114