أخبار سوريا..دولارات الكبتاغون ترفد خزينة الأسد وتحول البلاد إلى دولة مخدرات.. "فاجعة" في كوباني السورية.. شبان يعودون من الجزائر "بنعوش" و"مصيبتين"..محادثات أردنية - روسية حول «تحييد الجنوب السوري»..القوات التركية تواصل قصف «قسد» والنظام في محيط تل رفعت..روس و«حرس ثوري» قرب «التحالف الدولي» شرق سوريا..إعادة تنظيم أمني لمخيم «الهول» بريف الحسكة..

تاريخ الإضافة الجمعة 4 تشرين الثاني 2022 - 4:56 ص    عدد الزيارات 857    التعليقات 0    القسم عربية

        


دولارات الكبتاغون ترفد خزينة الأسد وتحول البلاد إلى دولة مخدرات...

فرانس برس.... خلال عشر سنوات من حرب مدمرة، تغيّرت خارطة سوريا، فرُسمت خطوط جديدة ومعابر داخلية تفصل بين المناطق، لكن شيئا واحدا بدا وكأنه عابر للتقسيم ولخطوط التماس فتحوّل إلى تجارة مربحة تفوق قيمتها عشر مليارات دولار: الكبتاغون. والمسألة أكثر تعقيدا من كون الكبتاغون مجرد حبوب سحرية ارتبط اسمها بتنظيم الدولة الإسلامية، فهذا المخدر يدرّ مدخولاً هائلاً على أطراف متنوعة في بلد أنهكت الحرب اقتصادها. من شمال سوريا إلى جنوبها مرورا بباديتها وسواحلها، وبغض النظر عن القوى المسيطرة عليها، سواء أكانت قوات موالية للنظام كان أم معارضة له، تتخطّى حبوب الكبتاغون الانقسامات، لتحوّل سوريا الغارقة في نزاع دام منذ 2011، إلى دولة مخدرات. وتشمل دورة إنتاج وتهريب هذه الحبوب المخدرة لبنان المجاور الذي ينوء أيضاً تحت ثقل انهيار اقتصادي. وتُعد حبوب الكبتاغون اليوم أبرز الصادرات السورية، وتفوق قيمتها كل قيمة صادرات البلاد القانونية، وفق تقديرات مبنية على إحصاءات جمعتها وكالة فرانس برس، وتوثّق الحبوب المصادرة خلال العامين الماضيين. وباتت سوريا مركزا أساسيا لشبكة تمتد إلى لبنان والعراق وتركيا وصولاً إلى دول الخليج مروراً بدول إفريقية وأوروبية، وتُعتبر السعودية السوق الأول للكبتاغون. أجرت وكالة فرانس برس مقابلات مع أكثر من 30 شخصا من مهربين ومسؤولين أمنيين حاليين وسابقين في سوريا ودول أخرى، فضلاً عن ناشطين ومسؤولين محليين على دراية بصناعة الكبتاغون، وطلب معظمهم عدم الكشف عن أسمائهم. وتتداخل علاقات تجارية وعشائرية وقبلية ومصالح بين خطوط تهريب وتجارة الكبتاغون.

"رأسمالها خفيف وأرباحها كبيرة"

والكبتاغون تسمية قديمة لعقار يعود إلى عقود مضت، لكن تلك الحبوب، وأساسها الأمفيتامين المحفّز، باتت اليوم المخدّر الأول على صعيد التصنيع والتهريب وحتى الاستهلاك في منطقة الشرق الأوسط والخليج العربي. في منطقة نائية في البقاع اللبناني، يقول شخص لديه علاقات مع عدد من التجار مكنته من الاطلاع والتوسّط في صفقات كبيرة، عن تجارة الكبتاغون، "رأسمالها خفيف وأرباحها كبيرة". ويتقاسم أربعة أو خمسة تجار كبار، وفق هذا الوسيط، شحنة واحدة ميزانيتها عشرة ملايين دولار تغطّي المواد الأولية وطرق التهريب التي تُعرف بـ"السكة"، و"الرشاوى"، وتعود بربح قدره 180 مليون دولار. ويوضح "إذا خسروا أول عشرة ملايين، وثاني عشرة ملايين، وحتى ثالث عشرة، بمجرّد أن تنجح شحنة واحدة في المرور، يكون التاجر رابحا". ويقول الوسيط "إنها شبكة واحدة، سورية سعودية لبنانية عراقية أردنية"، مشيراً إلى وجود رابط عشائري غالباً يجمع بين المناطق والبلدان. ويؤكد الوسيط ومصادر أمنية في المنطقة أن العشيرة الأكثر نفوذاً هي بني خالد التي تعدّ الأكبر وتمتد بين سوريا ولبنان والأردن والعراق والسعودية، وتتحدّر منها قبائل متنوعة. ومن مصدرها في سوريا إلى وجهتها في السعودية، قد تبقى شحنة الكبتاغون في يد العشيرة نفسها ما يمنحها ضمانات أكثر ويُسهّل عملية الدفع ويجعل ملاحقتها أكثر صعوبة. ويتمّ إجمالا تهريب الكبتاغون في أكياس بلاستيكية صغيرة، ويطلق على كل كيس من مئتي حبة عبارة "الشدّ"، ويوضع أحياناً خمسة من أكياس "الشد" في كيس أكبر. في العام 2021، ووفق بيانات رسمية، صادرت القوى الأمنية في دول عدة أكثر من 400 مليون حبة كبتاغون. وبحسب ما أظهرت مضبوطات من العام 2022، يبدو أن "صادرات" الكبتاغون ستفوق تلك التي تمّت في العام السابق. لكن هذا ليس سوى رقم بسيط جداً مقارنة مع ما لم يُضبط. ويقول مسؤولون أمنيون إنه، مقابل كل شحنة يتمّ ضبطها، تصل تسع شحنات أخرى إلى وجهتها. ويترواح سعر حبة الكبتاغون بين دولار و25 دولارا. واذا احتُسب سعر الحبة بخمس دولارات، ووصلت أربع من أصل خمس شحنات الى وجهتها، تتخطّى قيمة تجارة الكبتاغون السنوية عشرة مليارات دولار. ويّعد ذلك أقل تقدير لتلك التجارة الضخمة.

لا محرمات

وبما أن ثمانين في المئة من تلك التجارة مركزها سوريا، وفق مسؤولين أمنيين، يكون الكبتاغون أبرز صادرات تلك الدولة، ويعود عليها بأرباح تفوق حجم ميزانيتها بثلاثة أضعاف. ويستفيد نظام الرئيس بشار الأسد ودائرون في فلكه وشبكة تجار الحرب بشكل هائل من تجارة الكبتاغون. ويقول مستشار سابق للحكومة السورية لوكالة فرانس برس من خارج سوريا "لا توجد محرّمات في الحروب، والبلاد كانت ولا تزال في حاجة ماسة للنقد الأجنبي من أجل رفد اقتصاد الدولة". ويضيف "استطاعت صناعة الكبتاغون أن ترفد الخزينة ولو بجزء من العملة الأجنبية من خلال اقتصاد ظل متكامل يبدأ من استيراد المواد الأولية، وصولاً للتصنيع وأخيراً التصدير". وتتورّط أجهزة أمنية وعسكرية سورية عدة في تلك التجارة، قد تكون أبرزها الفرقة الرابعة التي تتبع ماهر الأسد، شقيق الرئيس السوري، وفق ما أفادت مصادر عدة بينها أمنيون سابقون في سوريا ومهربون وخبراء. وتقول كارولين روز من معهد نيولاينز الذي نشر تحقيقاً حول صناعة الكبتاغون قبل أشهر، "لعبت الفرقة دوراً أساسياً في حماية وتسهيل وتهريب الكبتاغون في حمص واللاذقية، وفي نقل الشحنات إلى مرفأي طرطوس واللاذقية". ويقول ناشط معارض متابع لعمليات التهريب "يحصل مصنعو الكبتاغون أحياناً على المواد الأولية من الفرقة الرابعة، وتكون موضوعة أحيانا في أكياس عسكرية". ويشير باحثون في الموضوع إلى أن لحزب الله اللبناني دورا مهما في حماية صناعة الكبتاغون، وخصوصا في المنطقة الحدودية. ويتهمه سكان في جنوب سوريا بالوقوف خلف انتشارها في مناطقهم. وينفي الحزب أي علاقة له بهذه الصناعة.

أسلحة ومخدرات/ سوريا

مخدرات مضبوطة ومنها الكبتاغون، تعرض على وسائل الإعلام في ريف حلب الشمالي، في 24 مايو 2022 ، إثر اشتباكات بين مختلف الفصائل الموالية لتركيا في سوريا.. وتُعد الفرقة الرابعة أبرز الفرق العسكرية المنتشرة في المنطقة الحدودية بين لبنان وسوريا، وتتمتع بنفوذ كبير في مرفأ اللاذقية في غرب البلاد. ولطالما شكّلت الحدود اللبنانية السورية مسارا لتهريب البضائع على أنواعها. ولم تعد تقتصر عمليات تهريب الكبتاغون على الحدود الشرقية للبنان خصوصا بعد حملة أمنية طالت التجار، فتحوّل كثر إلى الحدود الشمالية. ويقول مصدر قضائي لبناني يلاحق قضايا كبتاغون، إن منطقة وادي خالد المعروفة بالتهريب وخصوصاً السلاح خلال أعنف سنوات النزاع السوري، "باتت مليئة اليوم بمهربي" الكبتاغون.

من الجنوب إلى فصائل الشمال

مع التشديد الذي حصل خلال السنة الأخيرة في لبنان على صعيد ضبط عمليات صناعة وتجارة الكبتاغون، تراجعت أعداد المختبرات في منطقة البقاع، وانتقل تجار إلى المنطقة الحدودية داخل الأراضي السورية، وساعدتهم في ذلك إعادة فتح معبر نصيب الحدودي بين سوريا والأردن فتوسّعت اليه طرق التهريب، عدا عن المعابر غير الشرعية. ويعد جنوب سوريا، وتحديدا محافظتا السويداء ودرعا، معقل طرق تهريب أساسية لحبوب الكبتاغون نحو الأردن، وفق ناشطين وأمنيين سابقين من المنطقة. في السويداء، دفع التردي الاقتصادي بشبان كثر إلى الانضمام إلى عصابات محلية تعمل في تخزين وتهريب البضائع، وعلى رأسها الكبتاغون. ويقول المتحدث باسم "حركة رجال الكرامة" المعارضة أبو تيمور "هناك استغلال للوضع المعيشي للسكان"، فضلاً عن فوضى انتشار السلاح في المحافظة. كشف تقريرٌ للمرصد السوري لحقوق الإنسان، كيف تعمل إيران على إغراق سوريا بالمخدرات، وقال إن ذلك وضعها على رأس الدول العربية المصنعة والمصدرة لللمخدرات على اختلاف أنواعها. ويضيف "السويداء منطقة تهريب وتخزين" للحبوب، مشيرا إلى أن أفراد عشائر في البادية المجاورة ينقلون البضائع إلى السويداء حيث يجري تخزينها ثم تهريبها غالباً عبر الحدود الأردنية بالتعاون مع "أكثر من مئة عصابة مسلحة". في ظلّ عقوبات خانقة وغياب أي أفق حلول في سوريا من شأنها أن تأتي بأموال إعادة الإعمار، تجد شبكة تجار الحرب والمستفيدين منها في حبوب الكبتاغون الحل السحري. ويتخطّى الأمر النظام وحلفاءه لتعبر الحبوب خطوط التماس وتوحّد الخصوم. ويقول المستشار السابق للحكومة السورية "جمع الكبتاغون كلّ أطراف الصراع (..) النظام والمعارضة والأكراد وداعش". كما دخلت صناعة الكبتاغون وتهريبه مناطق سيطرة الفصائل الموالية لتركيا في شمال سوريا. ويقول مهرّب في تلك المناطق لفرانس برس "أعمل مع أشخاص في حمص ودمشق يأتون بالحبوب من مستودعات الفرقة الرابعة"، مضيفاً "نوزّع الحبوب هنا أو نرسلها إلى تركيا بالتنسيق مع الفصائل (..) السوق التركي يعتمد علينا كثيراً، نحن بوابة لهم". ويبيع المهرب، وفق قوله، أيضا الحبوب لمسؤولين في هيئة تحرير الشام التي تسيطر على حوالى نصف محافظة إدلب المجاورة. ويعتمد المهرّب في تجارته على حبوب يأتي بها من مناطق سيطرة النظام أو مصنعة محلياً. ويشير إلى أن الفصائل تحتكر تصنيع الكبتاغون في مناطق سيطرتها "ولا يتجرأ أحد آخر" على الأمر. وللفصائل أيضا حصة من التهريب. ويتابع "تعجّ المنطقة بالفصائل، هي أشبه بغابة الكلّ جائع فيها". وبحسب المهرّب، الاسم الأول في تجارة الكبتاغون في المنطقة هو قيادي في فصيل السلطان مراد أبو وليد العزة، "لأن لديه علاقات قوية مع الفرقة الرابعة منذ أن كان يتواجد في حمص". ونفى فصيل السلطان مراد أي تورّط له في صناعة وتهريب الكبتاغون. كما تعدّ تركيا مصدرا لمواد أساسية في تصنيع المخدّر، وفق ما يقول المصدر القضائي اللبناني، مشيراً إلى أن "ديثيل الأثير، أحد أنواع الكلوروفورم، مكوّن أساسي في (صناعة) الكبتاغون، ومعظمه يدخل من تركيا".

مسرحيات

وبالإضافة إلى المواد الأولية، وبينها أنواع من الأسيد تتواجد في مواد التنظيف أو نشاء الذرة أو الكافيين وغيرها، يكمن أبرز استثمارات صناعة الكبتاغون في آلة كبس الحبوب التي تستعمل أيضاً في صناعة الحلوى. ولم يتردّد موقع إلكتروني صيني بالترويج علنا لـ"آلة كبس أقراص الكبتاغون" مقابل 2500 دولار. ولا يتطلّب تصنيع الكبتاغون مساحات واسعة. فمن الممكن إنشاء مختبر مجهز بالآلات الأساسية، وأبرزها آلة الكبس وجهاز الخلط وفي بعض الأحيان فرن لتنشيف المواد، خلال 48 ساعة فقط، ما يعني أن تجار الكبتاغون قادرون على استئناف عملهم بعد وقت قصير من أي مداهمة يتعرضون لها. ويقول موظّف في معمل أدوية في سوريا لفرانس برس من خارج سوريا، إن بعض مصانع الأدوية متورطة كونها قادرة على استيراد المواد الأولية لتلك الصناعة "غير المعقدة التي يمكن أن تتم في أي معمل أدوية خاص". وبرغم أن السلطات السورية تعلن بين الحين والآخر عن مصادرة شحنات أو مداهمة مستودعات، يقول الموظف إن ذلك ليس سوى "مسرحيات". في لبنان، وعلى وقع عمليات ملاحقة صناعة وتهريب الكبتاغون في شرق البلاد، بات بعض التجار يعتمدون على مختبرات صغيرة موجودة على ظهر شاحنات، ما يجعل من الصعب ضبطها. وإن كانت الأجهزة الأمنية والعسكرية اللبنانية تعزّز عمليات ملاحقة تهريب الكبتاغون، إلا أن ميزانياتها المحدودة تعرقل عملها في ظل الانهيار الاقتصادي القائم. ونشرت الجمارك السعودية أكثر من مرة مقاطع فيديو تظهر طرق الكشف عن مخابئ الحبوب بأبرز الأجهزة والتقنيات. إلا أن مسؤولين أمنيين وقضائيين في دول عدة يؤكدون أن غالبية عمليات المصادرة تحصل بفضل معلومات من مخبرين، كون الأشخاص المسؤولين عن إخفاء البضائع باتوا خبراء في ذلك حتى عن أجهزة السكانر. ويقول المصدر القضائي، في إشارة ضمنية الى نفوذ شبكات الكبتاغون والفساد المستشري في لبنان، "لا يريد أحد أن يسجنهم،(التجار)، خصوصا أنهم يوزّعون الرشاوى بكرم، ولديهم متعاونون في شركات الشحن". في لبنان، أطلقت وسائل إعلام محلية لقب "ملك الكبتاغون" على رجل الأعمال حسن دقو المتهم بإدارة امبراطورية ضخمة من منطقة البقاع في شرق لبنان، مستفيداً من علاقات جيدة مع مسؤولين لبنانيين وسوريين. واعتقلت القوى الأمنية اللبنانية دقو في إبريل من العام الماضي بتهمة تهريب حبوب الكبتاغون، الأمر الذي نفاه تماماً، مؤكداً أنه يعمل لصالح الأمن العسكري السوري والفرقة الرابعة، وفق مستندات قضائية اطلعت عليها فرانس برس. وتُعد بعض الأعمال التجارية التي يملكها دقو، وفق مسؤولين أمنيين، غطاء لتجار المخدرات، وبينها معمل مبيدات زراعية في الأردن وشركة سيارات في سوريا وأسطول صهاريج. ويقول مسؤول أمني إن نفوذ دقو تراجع، مقابل صعود أسماء أخرى في المنطقة. في سوريا، أشارت مصادر عدة إلى أن النائب عامر خيتي الذي تفرض عليه واشنطن عقوبات اقتصادية، شخصية رئيسية في مجال تهريب الكبتاغون. ويقول موظف يعمل لديه لفرانس برس من خارج سوريا، إنه شاهد على شحنات كبتاغون نُقلت إلى أحد مستودعات خيتي قرب دمشق. ويضيف "عائلة خيتي من العوائل المشرفة على الموضوع منذ ما قبل الحرب"، متابعا "كانت تتم الاستفادة من تجارة المواشي لتهريب المخدرات من خلال وضعها بأكياس بلاستيكية داخل أحشاء الماشية". لكنه يستدرك أن خيتي "رجل طيب يقدّم لنا العون. ليس لدي مشكلة في أنه يفعل ذلك، طالما أنه يساعد الآخرين". ولم تتلق فرانس برس إجابة على رسالتين بعثت بهما إلى سفارة سوريا في فرنسا وبعثتها في نيويورك حول الإدعاءات المتعلقة بدور الفرقة الرابعة والنائب خيتي في تهريب الكبتاغون. ولم يكن في إمكان فرانس برس الوصول إلى خيتي.

تجارة لأجيال

يقول مسؤول أبحاث سوريا في مركز التحليلات العملياتية والأبحاث (كور) إيان لارسون "تحوّلت سوريا إلى المركز العالمي لصناعة الكبتاغون عن إدراك"، مشيراً إلى أنه لم يعد أمام دمشق سوى خيارات تجارية محدودة جراء اقتصاد الحرب والعقوبات القاسية. وتتوزّع دولارات الكبتاغون بين مسؤولين سوريين كبار وأصحاب ثروات وتجار وصولاً إلى شبان يعانون البطالة أو سكان ولاجئين يرزحون تحت عبء الفقر يعملون في تصنيع تلك الحبوب وتهريبها. ويضيف لارسون الذي كتب مطولاً عن صناعة وتهريب الكبتاغون، "حتى الآن، ليس هناك دليل دامغ يربط الرئيس السوري بشار الأسد مباشرة بصناعة الكبتاغون، وليس أكيدا أن نتوقع الحصول" على مثل هذا الدليل. في سبتمبر 2020، أقرّ مجلس النواب الأميركي قانون مكافحة اتجار الأسد بالمخدرات وتخزينها (Countering Assad's Proliferation Trafficking And Garnering Of Narcotics Act)، ويختصر اسم القانون باللغة الانكليزية بـ"CAPTAGON"، إلا أن الحبوب بحدّ ذاتها لم تلق حتى الآن اهتماماً واسعاً في دوائر صنع القرار في الدول الغربية. وبرغم أنها القاسم المشترك بين أطراف عدة في النزاع السوري وتتخطى حدود سوريا، إلا أن صناعة الكبتاغون لا تزال في بداياتها. ويرى الوسيط اللبناني أن "هذه صناعة لا تنتهي ولا تتوقف، بل تستمر لأجيال". ويقول المصدر القضائي "لم تحصل أي إدانة في قضايا الكبتاغون، والأموال هائلة. لا يوجد سبب واحد ليتوقف ذلك".

"فاجعة" في كوباني السورية.. شبان يعودون من الجزائر "بنعوش" و"مصيبتين"

الحرة.... ضياء عودة – إسطنبول... في الثالث من شهر أكتوبر الماضي غرق قاربين هجرة غير شرعية قبالة السواحل الجزائرية، ما أسفر عن وفاة العديد ممن كانوا على متنه....

"خطوة روتينية" واحدة تفصل مدينة كوباني السورية عن استقبال عشرة جثامين لشبان من أبنائها خرجوا قبل أشهر لتحقيق "حلمهم الأوروبي المنشود" ليعودوا ضمن "نعوش"، بعدما غدرتهم "مراكب الموت" قبالة السواحل الجزائرية. وهذه الحادثة ليست الوحيدة التي ستحل على "كوباني"، بل هناك "مصيبتين" أخريتين يعيشها أبناؤها أيضا، ممن وصلوا إلى الجزائر قبل أشهر للعبور إلى أوروبا، وتقطعت بهم السبل بين "مرحلين" و"محتجزين"، حسب مصدر مطلع ومركز حقوقي نشر تفاصيل عنهم، خلال الأيام الماضية. وفي الثالث من شهر أكتوبر الماضي غرق قاربين هجرة غير شرعية قبالة السواحل الجزائرية، ما أسفر عن وفاة العديد ممن كانوا على متنه، ومعظمهم من مدينة كوباني ذات الغالبية الكردية، والواقعة على الحدود مع تركيا. ولم يصدر أي تعليق رسمي جزائري حول هذه الحادثة في ذلك الوقت وحتى الآن، فيما تعرف ذوي الضحايا في المدينة على جثث 10 من أبنائهم، بينما يشير طبيب سوري وعضو لجنة مكلفة بمتابعة الحادثة إلى وجود اثنين من الضحايا السوريين أيضا، من اللاذقية ومحافظة حلب. وعقب الكشف عن الحادثة والتعرف على الضحايا شكلت "الإدارة الذاتية" في شمال وشرق سوريا لجنة لمتابعة تفاصيل الحادثة، والبدء بخطوات استعادة الجثامين، من أجل إيصالها إلى ذويهم في كوباني. وعلى مدى الأسابيع الأربعة الماضية تمكنت هذه اللجنة من إتمام الإجراءات القانونية المتعلقة باستعادة الجثامين، وتنتظر في الوقت الحالي "خطوة روتينية" من الجانب اللبناني، لاسيما أن نقل جثث الضحايا سيكون على متن طائرة من الجزائر إلى لبنان، ومن ثم إلى داخل الأراضي السورية. ومن بين الضحايا الغرقى: خليل علاء الدين سليمان، أحمد محمد رمو، ريناس مسلم شيخو، بكري محمد بوزان، خليل شيخ نبي محمد وباسل عبد القادر عيسى الذي يبلغ من العمر 22 عاما. ونشرت شبكات محلية تغطي أخبار "كوباني" صورا للضحايا، وقالت إن مصير 9 أشخاص آخرين لا يزال مجهولا، بعدما غرق المركبين، قبالة سواحل وهران، في أثناء توجههما نحو إسبانيا ليلة الاثنين 3 من شهر أكتوبر.

"على أمل خطوة"

وفي التفاصيل يوضح محمد عارف علي، وهو طبيب من كوباني وأحد أعضاء اللجنة المكلفة بإعادة جثث الضحايا أن المركبين كانا محملان بالمهاجرين بقدرة تزيد عن استطاعتهما، وأن معظم من كانوا عليه من السوريين، ومدينة كوباني. "بعدما فقد الاتصال بهم مباشرة شوهدت جثثهم على الشواطئ". ويقول علي لموقع "الحرة" إن المعلومات التي حصلوا عليها تفيد بأنه تم التعرف على 10 جثث من "كوباني"، مشيرا إلى أن إجراءات نقلهم القانونية انتهت في السفارة السورية بالجزائر، ومن قبل السلطات هناك. ويضيف: "بقي فقط إجراءات السفارة اللبنانية. العدد الكلي للجثث 12 (10 من كوباني، 2 من اللاذقية وحلب) وننتظر توقيع وتصديق السلطات في لبنان، بحكم أن الجثث ستنقل من الجزائر العاصمة مرورا ببيروت، ومن ثم إلى الأراضي السورية". وكان من المقرر أن تتم "الخطوة اللبنانية الروتينية"، قبل يومين، لكن وبسبب انشغال بيروت بالقمة العربية المنعقدة تأجل الإمضاء عليها. ويتابع علي: "نتأمل أن ننتهي من الموافقة والتسهيلات اليوم".

"مرحلين ومحتجزين"

ولم يتردد اسم الجزائر خلال الفترة الماضية كثيرا كجهة عبور لمهاجرين باتجاه السواحل الأوروبية، على عكس لبنان وليبيا والأراضي التركية، ومع ذلك شكّلت محطة محتملة للسوريين الذين يهربون من البلاد، على اختلاف مناطق النفوذ فيها. وكان غالبية الشبان في شمال وشرق سوريا، وعلى الخصوص "كوباني" قد قصدوا هذه الوجهة مؤخرا على دفعات وضمن مسار طويل، يبدأ من مناطقهم التي تعيش ظروف معيشية صعبة، ويصل إلى النقطة صفر باتجاه أوروبا. وبينما تترقب "كوباني" وصول جثامين أبنائها العشرة، تنتظر عائلات فيها أي خبر عن أبنائها الآخرين، الذين تقطعت بهم السبل، بعدما ألقت السلطات الجزائرية القبض على بعضهم، "ورحّلت قسما إلى صحراء النيجر"، وفق مركز حقوقي. وذكر "مركز توثيق الانتهاكات في سوريا" أن السلطات الجزائرية ألقت حوالي 62 من المهاجرين، بينهم نساء وأطفال في منطقة صحراوية مقطوعة على الحدود مع النيجر، وذلك "بعد مصادرة هواتفهم وكل مقتنياتهم الأخرى". وأضاف المركز أنه حصل على قائمة باسم أغلب "المرحّلين"، فيما "ما زال أكثر من 55 آخرين محتجزين في مدينتي وهران و مستغانم بانتظار ترحيلهم". وكانت السلطات الجزائرية قد اعتقلت المهاجرين في مدينتي وهران ومستغانم في 15 من أكتوبر الماضي، وقررت ترحيلهم إلى النيجر رغم المناشدات بوقف الترحيل ومخاطر ذلك على حياتهم، "خاصة أن هؤلاء لم يدخلوا الأراضي الجزائرية من النيجر، وأن جوازاتهم تحمل التأشيرة الليبية". ولم يصدر أي تعليق من جانب السلطات الجزائرية حول هذه المعلومات التي أكدتها تقارير إعلامية أخرى، منها الذي نشرته قناة "روداو" الكردية، بعدما استضافت "مسعود قادر"، أحد الشبان الكورد المرحلين إلى صحراء النيجر وقال قادر: "نحن حاليا متواجدون على حدود النيجر، بيننا فلسطينيون ويمنيون"، وإن عددهم كسوريين يبلغ "62 شخصا، 50 منهم من كوباني بينهم نساء وأطفال". بدوره يشير عضو اللجنة المكلفة من قبل "الإدارة الذاتية"، الطبيب محمد عارف علي إلى أنهم سمعوا أن مجموعتين تم ترحيلهما إلى صحراء الجزائر على حدود النيجر، وأن كل واحدة تضم 20 شخصا. ويقول الطبيب السوري: "قسم كبير يحاول التواصل مع مهربين للدخول مجددا إلى الأراضي الجزائرية بحكم أنهم لا يستطيعوا العودة لسوريا، بينما لا يريدون الاستغناء عن فكرة الهجرة". "هؤلاء دفعوا أموالا للمهربين، وماتزال عالقة ولم يتمكنوا من استعادتها". من جانب آخر، يضيف علي: "هناك أشخاص معتقلين لدى السلطات الجزائرية، بحكم أنهم مشاريع للتهريب، وأنهم دخلوا بصورة غير شرعية". علاوة على ذلك، لم يتبين مصير 5 من أبناء مدينة كوباني حتى الآن، إذ ما يزال مصيرهم مجهولا، فيما تواصل عائلاتهم البحث عنه. “احتمالية غرقهم موجودة، وربما في السجون"، ويشير الطبيب السوري: "سمعنا أن هناك عائلة من درعا بين قائمة المحتجزين. هذا هو القدر السوري".

"حملات سابقة"

وسبق وأن حذرت "الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان" في أوقات سابقة من تنامي تجارة البشر في البحر الأبيض المتوسط، والتي أصبح امتدادها يشكل خطرا على الدول النامية والفقيرة، وذلك بالانتقال إلى المهربين، الذين يجدون من تهريب البشر والاتجار بهم مكسبا ماليا يضاهي التجارة بالمخدرات. وذكرت الرابطة أن المهربين يجنون نحو 7 مليارات دولار سنويا، ونحو 60 ألف دولار أسبوعيا، فيما يتراوح سعر تذكرة الهجرة غير الشرعية بين ألف و10 آلاف دولار أميركي، إذ تختلف الأرقام حسب الدولة المصدرة للمهاجرين. وفي 17 من أكتوبر الماضي أشارت صحيفة "الجمهورية" المحلية إلى أن "وحدات المجموعة الإقليمية للدرك الوطني بوهران تمكنت من إحباط محاولات الهجرة غير شرعية عبر البحر لـ 79 شخصا من بينهم 14 مدبرا لهذه الرحلات". وأضافت: "مكنت العملية من حجز عتاد الإبحار، والمتمثل بـ 5 قوارب بقوات مختلفة مابين 60 إلى 150 حصان بخاري، 3 سيارات سياحية، شاحنة، دراجة نارية، ومبلغ 2000 يورو، بوصلة توجيه، 30 صفيحة بنزين سعة 30 لتر". قبل ذلك، في أواخر شهر أغسطس تحدثت صحيفة "النهار" الجزائرية أن "مصالح خفر السواحل بولاية سكيكدة أحبطت محاولة هجرة غير شرعية لـ14 شخصا". عبد المجيد مراري مدير قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في "منظمة إفدي" الدولية قال لموقع "الحرة" إنهم اطلعوا على تقارير "ترحيل السوريين واحتجاز قسم آخر منهم في الجزائر"، وإنهم تأكدوا منها. ويضيف مراري: "ما توصلنا إليه أن عدد المرحلين 70 لاجئا. 55 منهم من السوريين، والبقية من اليمنيين والفلسطينيين". "الجزائر ترتكب انتهاكات في هذا الأمر، وخاصة أن هناك أطفالا ومرضى، ومن غير المقبول أن يبقوا في منطقة محايدة مع النيجر. باتوا ضحايا المهربين الذين يهددونهم ونزعوا أموالهم وسرقوها"، حسب تعبير ذات المتحدث. ويشير إلى أن "الجزائر ملتزمة بالاتفاقيات الدولية"، وأن "اتفاقية حماية اللاجئين عام 1951 تلزمها بمعاملة اللاجئين بطريقة إنسانية، وأن تنظر للجوء على أنه حق وليس منحة".

عبدالله الثاني يدعو لافروف إلى تثبيت الاستقرار في جنوب سورية ..

الجريدة... وسط مخاوف من أن تكون موسكو قد أطلقت يد إيران في سورية مقابل الطائرات المسيرة، التي يقول الغرب، انها زودت القوات الروسية بها في حربها بأوكرانيا، أكد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، خلال استقباله وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في عمان، أمس، أهمية تثبيت الاستقرار بسورية، خصوصاً على الحدود مع الأردن.

محادثات أردنية - روسية حول «تحييد الجنوب السوري»

الملك عبد الله التقى لافروف... والصفدي ناقش معه ملفَّي الحبوب وفلسطين

(الشرق الأوسط).. عمّان: محمد خير رواشدة... أكد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني أهمية تثبيت الاستقرار في سوريا بخاصة في الجنوب، مشدداً على ضرورة تفعيل جهود التوصل لحل سياسي للأزمة السورية، بما يحفظ وحدة سوريا ويضمن عودة طوعية وآمنة للاجئين. وخلال استقباله وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في عمّان، استعرض عبد الله الثاني الأعباء التي تواجهها بلاده جراء الأزمة السورية، بما فيها محاولات التهريب المنظمة للمخدرات. وتطرق اللقاء إلى القضية الفلسطينية، وجهود العودة إلى مفاوضات جادة وفاعلة لتحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين. كما تناول اللقاء جهود حل الأزمة الأوكرانية ومعالجة تبعاتها. من جهته أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، خلال مؤتمر صحافي مع نظيره أيمن الصفدي، في مقر وزارة الخارجية الأردنية، اليوم (الخميس)، أن العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا هدفها حماية سكان إقليم دونباس. وقال لافروف إنه وضع الصفدي في صورة الموقف الروسي وتطوراته إزاءها، وعرض تفاصيل الموقف. مشدداً على أهمية تجديد صفقة تصدير الحبوب وفقاً لمقترحٍ تركي، مطالباً بتنفيذ الاتفاقية، والجزء المرتبط بتصدير الأسمدة الروسية منها. وقال لافروف «لا نشهد أي تجسيدٍ للجزء الثاني من هذه الرزمة من الاتفاقية التي طرحها أنطونيو غوتيرش، وهو رفع كل الحواجز أمام التصدير للأسمدة والحبوب الروسية». من جهته أكد الصفدي موقف بلاده الداعي إلى ضرورة وقف النار فوراً، والتوصل لحل سياسي يُنهي الأزمة وتبعاتها الصعبة، التي طالت العالم كله، ويضمن احترام القانون الدولي، والشرعية الدولية وقرارات مجلس الأمن، وميثاق الأمم المتحدة ومبادئ حسن الجوار وسيادة الدول وسلامتها الإقليمية، بما فيها أوكرانيا، ويحمي المصالح المشروعة لجميع الأطراف، بما فيها روسيا. وشدد الصفدي على موقف الأردن الذي وصفه بـ«المبدئي»، مشيراً إلى أن موقف بلاده الذي جرى التأكيد عليه مع الدول العربية الأعضاء في مجموعة الاتصال الوزارية العربية المعنية بالأزمة في أوكرانيا، التي التقت لافروف، ووزير خارجية أوكرانيا ديميترو كوليبا، والتي تبقى مستعدة للإسهام في جهود حل الأزمة وفق هذه المبادئ، وبما يعيد السلم والأمن. وأكد الصفدي أن التركيز في اللقاء الثنائي الذي جمعه بنظيره الروسي كان على الأزمة السورية و«خصوصاً الوضع في الجنوب السوري، والأخطار الكامنة في حالة اللا استقرار التي تعمق معاناة أشقائنا، وتهدد أمننا الوطني». وأكد الصفدي الأخطار في الجنوب السوري التي تشمل «خطر تهريب المخدرات إلى الأردن وعبره، والميليشيات التي تدعم عمليات التهريب هذه، وغيرها من الأعمال العدوانية، وازدياد البؤر الإرهابية». مشيراً إلى أن اللقاء بحث في «الخطوات المطلوبة لتحييد هذا التهديد، وتوفير الحد اللازم من الاستقرار في الجنوب السوري». ووصف الوجود الروسي في الجنوب السوري، بأنه «عامل استقرارٍ في هذه الظروف التي يبقى فيها الحل السياسي للأزمة هدفاً لم يتحقق»، لافتاً إلى ضرورة التنسيق الأردني - الروسي في التصدي للتحديات في الجنوب السوري. وأضاف الصفدي أنه استعرض ولافروف الجهود المبذولة للتوصل إلى حلٍّ سياسي للأزمة السورية بمجملها، وفق قرار مجلس الأمن 2254 بما «يحفظ وحدة سوريا وتماسكها، ويحمي سيادتها، ويخلّصها من الإرهاب، ويضمن أمنها واستقرارها، ويهيئ ظروف العودة الطوعية للاجئين، ويعيد لسوريا عافيتها ودورها الإقليمي والدولي». وأكد ضرورة تجديد القرار 2642 «الذي نعده في الأردن ضرورة لإيصال المساعدات الإنسانية للشعب السوري الشقيق». وحول القضية الفلسطينية أكد وزير الخارجية الأردني، أنها القضية المركزية الأولى، «ونحن متفقون على أنه لا بديل لحل الدولتين سبيلاً لحل الصراع وتحقيق السلام الشامل». وحذّر من التصعيد الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ومن استمرار الإجراءات التي تكرس الاحتلال، وتقوض فرص تحقيق السلام. وأكّد أن «الوضع الراهن لن يقود إلا إلى تفجر دوامات عنف جديدة»، مشدّداً على ضرورة وقف الإجراءات الإسرائيلية اللاشرعية، وإعادة تفعيل العملية السلمية، للوصول إلى حل الدولتين، وتجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة، وعاصمتها القدس المحتلة، على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) لعام 1967، لتعيش بأمنٍ وسلامٍ إلى جانب إسرائيل، وفق قرارات الشرعية الدولية، ومبادرة السلام العربية. إلى ذلك، قال لافروف إن المحادثات مع نظيره الأردني ركزت على الأزمة السورية وجهود حلها وفق قرار مجلس الأمن 2254، لافتاً إلى التوافق حول ضرورة احترام سيادة سوريا وسلامة أراضيها، وحق السوريين في تقرير مصيرهم واحترام آراء جميع مكونات المجتمع السوري. وأكد لافروف دعم بلاده الالتزامات الدولية المرتبطة بالأزمة السورية، وأهمية منصات الحوار بما فيها منصة آستانة التي يشارك فيها الأردن بصفة مراقب، مشيداً بالجهود الأردنية للتوصل لحل سياسي للأزمة السورية، لافتاً إلى ضرورة توفير المزيد من المساعدات للشعب السوري تنفيذاً لقرار مجلس الأمن 2642. وقال لافروف: «أولينا اهتماماً خاصاً للقضية السورية من باب ضرورة احترام قرار 2254 لمجلس الأمن، ودعمنا موقفنا المشترك حيال ضرورة تأمين سيادة سوريا وسلامة أراضيها، وكذلك الحق لا يتجزأ للسوريين لتقرير مصيرهم بأنفسهم احتراما لآراء كل مكونات الشعب السوري». وحول القضية الفلسطينية، أكد لافروف أن الموقف الروسي يدعم حل الدولتين ومبادرة السلام العربية، مشدداً على أن روسيا تثمّن عالياً الدور الشخصي للعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في القدس ورعاية المقدسات. وأكد أهمية دور اللجنة الرباعية في جهود حل القضية الفلسطينية بوصفها آلية تستند إلى قرارٍ من مجلس الأمن.

القوات التركية تواصل قصف «قسد» والنظام في محيط تل رفعت

رتل من «التحالف» تفقد مواقع في ريف الحسكة

الشرق الاوسط... أنقرة: سعيد عبد الرازق... صعدت القوات التركية المتمركزة في قاعدة ثلثانة على أطراف مدينة مارع من قصفها على محيط مدينة تل رفعت، الواقعة ضمن نطاق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد) والنظام السوري، لليوم الثاني على التوالي. وسقطت أكثر من 10 قذائف مدفعية ثقيلة على محيط المدينة الواقعة في ريف حلب الشمالي، الخميس، غداة اشتباكات متقطعة بالأسلحة الرشاشة الثقيلة دارت بين فصائل ما يعرف بـ«الجيش الوطني السوري»، الموالي لتركيا، وقوات النظام و«قسد» على محور مارع - حربل، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وعلى الأثر، قصفت القوات التركية، من مواقع تمركزها على أطراف مدينة مارع، بقذائف مدفعية عدة، محيط مدينة تل رفعت، فيما قصفت قوات «قسد» والنظام محيط المستشفى الوطني الذي توجد في محيطه نقطة عسكرية تركية، حيث وقعت أضرار مادية. ووضعت تركيا تل رفعت ومنبج، الخاضعتين لسيطرة «قسد»، كهدف لعملية عسكرية لوحت بها في مايو (أيار) الماضي، قالت إنها تستهدف استكمال إقامة مناطق آمنة بعمق 30 كيلومتراً جنوب الحدود التركية لمنع الهجمات على أراضيها وكذلك نقل اللاجئين السوريين لديها إلى المنطقة. في الوقت ذاته، سحبت القوات التركية قسماً من الآليات والجنود من محيط بلدة كفر جنة والطريق الواصل بين إعزاز وعفرين ومحيط قرية قطمة شمال شرقي عفرين، نحو القاعدة التركية في كفرجنة، شمال غربي سوريا، بعد توقف القتال بين الفصائل المتصارعة، بحسب المرصد السوري. وكانت القوات قد انتشرت في المنطقة للفصل بين هيئة تحرير الشام وحلفها من الحمزة والسلطان سليمان شاه من جهة، والفيلق الثالث المتمثل بالجبهة الشامية وجيش الإسلام وعدة مجموعات فصائلية أخرى من جهة أخرى. في شأن آخر، قام رتل من قوات التحالف الدولي، تألف من عربات مصفحة، رفقة عربة تابعة لـ«قسد» بجولة، الخميس، في تل تمر وريفها وأبو راسين وريفها بريف الحسكة الشمالي الغربي. وترجلت عناصر من القوات الفرنسية والأميركية لتفقد مناطق تعرضت للقصف التركي، وتزامن ذلك مع تحليق مكثف لمسيّرات تابعة للتحالف في شماء المنطقة. وتقوم قوات التحالف بجولات تفقدية للمنطقة، بشكل مستمر. في الأثناء، أصيب عدد من جنود جيش النظام، جراء استهداف مواقع عسكرية تابعة للنظام في قرية جارقلي بريف عين العرب (كوباني) الغربي، في قصف للقوات التركية، التي قصفت أيضاً، بالمدفعية الثقيلة، قريتي خرابيسان وكوران شرق عين العرب بريف حلب الشرقي، بعد أن سبق وقصفتهما في 25 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. من ناحية أخرى، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، بأن محطة مياه «علوك» الواقعة في ريف مدينة رأس العين الشرقي، التي تسيطر عليها الفصائل الموالية لتركيا، توقفت عن العمل من جديد بسبب انقطاع التيار الكهربائي عن المحطة من مركز الدرباسية المغذي للمحطة، التوقف حصل بعد الحديث عن عدم التزام الفصائل الموالية لتركيا ضمن ما يسمى منطقة «نبع السلام»، بالاتفاق الذي رعته القوات الروسية بتشغيل المحطة بكامل طاقتها، ومنع دخول الورش الفنية العاملة في مؤسسة مياه الحسكة لإصلاح الأعطال. في غضون ذلك، سيرت القوات الروسية والتركية، الخميس، دورية مشتركة بريف الدرباسية بمحافظة الحسكة، بمشاركة 8 عربات عسكرية من الجانبين وسط تحليق مروحيتين روسيتين فوق سماء المنطقة من قرية شيريك غرب الدرباسية شمال الحسكة، وجابت العديد من القرى وصولاً إلى حاجز قرية كسرى بريف أبو راسين الشمالي، توجهت إلى معبر شيرك، حيث دخلت العربات التركية باتجاه الأراضي التركية، وعادت العربات الروسية لمطار القامشلي.

إعادة تنظيم أمني لمخيم «الهول» بريف الحسكة

لندن: «الشرق الأوسط»... عادت إدارة مخيم الهول بالتعاون مع القوى الأمنية إلى تنظيم قطاعات المخيم، للحد من عمليات القتل، بعد الحملة الثانية لعملية «الإنسانية والأمن» التي أطلقتها قوى الأمن الداخلي بمساندة وحدات حماية المرأة وقوات سوريا الديمقراطية. واحتج قاطنو مخيم الهول على بناء سياج وجدران عازلة تفصل قطاعات المخيم بعضها عن بعض، في حين اعتقلت القوى الأمنية عدداً منهم. ووفقاً لمصادر المرصد السوري، فإن التنظيم الجديد للمخيم يسهم في وصول الخدمات ومياه الشرب بشكل أفضل، ويساعد على السيطرة على الحرائق بشل أسرع. وبطلب من الأمم المتحدة، مُنعت إقامة «تحويشات» عوازل قماشية صغيرة ضمن قطاعات المخيم، لأنها تحوّل المخيم إلى مجموعات خيام عشوائية، وتضيّق على الطرقات والممرات. ويوجد في مخيم الهول 53 ألف نسمة غالبيتهم من الأطفال والنساء، بينهم 8 آلاف امرأة وطفل من عوائل التنظيم. هذا، وتعمل دائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا على التنسيق لترحيل الأطفال والنساء إلى بلدانهم بموجب وثائق رسمية. وسلمت دائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا ، يوم الثلاثاء الماضي، 49 شخصاً هم 12 امرأة و37 طفلاً، من جنسيات أوروبية، كانوا ضمن مخيمات شمال شرقي سوريا، لمسؤولين في حكومتي ألمانيا وهولندا، وجرى تسليم امرأة وأربعة أطفال لوفد ألماني، و11 امرأة و33 طفلاً للوفد الهولندي، بموجب وثائق رسمية وُقِّعت بين الإدارة الذاتية والوفدين. وبذلك يرتفع إلى 120 تعداد الأطفال والنساء، وبينهم شاب واحد، ممن جرى نقلهم من مخيمات شمال شرقي سوريا إلى بلدان أوروبا، بينهم 4 من جنسية كندية، و17 من جنسية أسترالية، وذلك في أقل من شهر.

روس و«حرس ثوري» قرب «التحالف الدولي» شرق سوريا

لندن: «الشرق الأوسط»... قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن ضباطاً روسيين يتواجدون جنباً إلى جنب مع ضباط من «الحرس الثوري» الإيراني ولواء «فاطميون» الأفغاني، في محطة T3 شرق مدينة تدمر بريف حمص الشرقي، القريبة من منطقة التنف التي تتمركز فيها قوات «التحالف الدولي». وتنتشر مجموعات كبيرة من لواء «فاطميون» الأفغاني، التي تتألف من 150 مقاتلاً في المنطقة، تحت إشراف «الحرس الثوري» وضباط روس. كما يتواجد في المنطقة عناصر من قوات النظام التي تعمل على حراسة المنشآت في المنطقة. كان المرصد قد أفاد، في 5 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، برصد تدريبات عسكرية لتشكيلات الميليشيات الإيرانية، بإشراف قيادات في «الحرس» و«حزب الله» اللبناني، في مطار تدمر العسكري، لإطلاق صواريخ متوسطة وقصيرة المدى، «إيرانية الصنع»، على أهداف ثابتة ضمن البادية السورية ومطار تدمر العسكري. كما أشار، قبلها، إلى تنقلات للميليشيات المُوالية لإيران في منطقة تدمر القريبة من قاعدة التنف (التي تتمركز فيها قوات أميركية عند مثلث الحدود السورية - العراقية - الأردنية)، مؤكداً أنها تغيّر من مواقع انتشارها؛ خوفاً من استهدافها. وأوضح أن الميليشيات الموالية لإيران من جنسيات سورية وغير سورية استقدمت تعزيزات عسكرية من ريف حمص الشمالي. وتتألف هذه التعزيزات، من نحو 120 عنصراً مع عتادهم الكامل وعربات عسكرية، وقد اتجهت نحو مطار التيفور العسكري ومحيطه بريف حمص الشرقي. وأشار أيضاً إلى تمركز مجموعات من «ميليشيا القدس»، التابعة لـ«الحرس الثوري»، في منطقة العباسية (30 كيلومتراً جنوب تدمر)، بعدما غادرت مواقع عسكرية تابعة لقوات النظام. وقال إن الميليشيات تعمل على «إعادة تموضعها خوفاً من استهدافات إسرائيلية».



السابق

أخبار لبنان..دار الإفتاء و«المجلس الشيعي» يؤكدان التمسك بـ«الطائف»..المجلس ينتصر لـ«دستورية الحكومة»..وباسيل يُفرغ أثقال إخفاقاته!."بلطجة" عونية في استديوات "أم تي في": تخريب وتكسير ورسائل تهديد..باسيل يرى في فرنجية استعادة للـ«ترويكا»..ميقاتي لباسيل: تراجعت عن الاعتذار لأنك طلبته..نواب انسحبوا من الجلسة: غير دستورية..وتهدف لافتعال «مشهد طائفي»..بكركي تستعد لتلقف كرة الرئاسة بـ«تفويض وطني»..

التالي

أخبار العراق.."إقصاء أم تصحيح".. قرارات السوداني بإعفاء عشرات المسؤولين تثير الجدل في العراق..حكومة العراق الجديدة تصفي «تركة الكاظمي» والأولوية للمخابرات..رفع السوداني «الخطوط الحمر» يقلق داعميه..صمت الصدر حيال الحكومة العراقية «سلاح ذو حدين»..العراق ينشغل بـ«أكبر شبكة لتهريب نفط البصرة»..


أخبار متعلّقة

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 155,449,288

عدد الزوار: 6,991,898

المتواجدون الآن: 77