«الصندوق الأسود» لسيناريو «تطيير» القرار الظني: حض الحريري على الرحيل لسنة و«انقلاب على الانقلاب»

تاريخ الإضافة الإثنين 16 آب 2010 - 8:24 ص    عدد الزيارات 3168    التعليقات 0    القسم محلية

        


وهاب نقل عن جنبلاط: العاهل السعودي نصحنا بطي ملف اغتيال الحريري وشيراك جرنا إلى المحكمة

بيروت - من وسام أبوحرفوش

سؤال «يتيم» يتربص باللبنانيين في هذه الايام «العجاف»، لطالما كان ردده في السابق الزعيم الدرزي وليد جنبلاط ويعود له «حق الملكية الفكرية» في طرحه، وهو: إلى أين؟
فـ «حزب الله»، الذي توعد بأنه لن يسلم بصدور قرار ظني عن المحكمة الدولية في اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري يتهم عناصر منه بقتل الزعيم السني اللبناني والعربي، يلح على رئيس الحكومة سعد الحريري «ولي الدم» باتخاذ موقف مبكر من القرار الاتهامي المرتقب صدوره في الخريف، يعلن عنه «براءته» من المحكمة الدولية على النحو الذي يؤدي الى «وأد» الفتنة في مهدها.
والرئيس الحريري، الذي يبتعد عن الكلام المباح، متجنباً «المساجلة» في شأن المحكمة وقرارها الظني، يشتم رائحة محاولة لدفعه الى التخلي عن «العدالة» تحت وطأة تهديده تارة بـ «الفوضى» وتارة اخرى بوضعه امام معادلة إما الحكومة وإما المحكمة، وتالياً فإنه يلجأ الى «الصمت» كأفضل وسائل الدفاع.
وبين هذين الموقفين يتجه لبنان نحو سيناريوات ربما تكون مأسوية، خصوصاً في ضوء كلام بالغ الدلالة، أطلقه الوزير السابق وئام وهاب، وكشف فيه عن بعض خفايا «الصندوق الاسود» للمرحلة المقبلة، وتحديداً تلك المرحلة الفاصلة عن القرار الظني المرتقب صدوره في الخريف الآتي.
وهاب، الذي غالباً ما يقال انه يقول ما لا يريد «حزب الله» قوله بـ «المباشر»، كسب «صدقية» في «توقعاته» في ضوء التجربة السابق التي اجتازتها البلاد وأدت الى ما يعرف بـ «أحداث 7 مايو» العام 2008، يوم نفذ «حزب الله» عملية عسكرية في بيروت وبعض الجبل، وأدت في حينه الى كسر التوازنات القائمة وإبرام «اتفاق الدوحة»، والى انتقال جنبلاط في مرحلة لاحقة، من ضفة الى اخرى.
قبيل احداث «7 مايو»، كان وهاب يقول بأن صواريخ «حزب الله» ستطال غرفة نوم جنبلاط، ولم يتردد في نصحه بتسليم دفة حزبه والطائفة الى نجله تيمور و«الاعتزال»، وما شابه من توقعات ونصائح شقت طريقها الى الحيز «العملي» مع عملية «حزب الله» في السابع من مايو عام 2008 وبعده.
وبكلام مشابه وبـ «النبرة» عينها اطل وهاب على اللبنانيين وبـ «مكبرات الصوت» متوعداً بعملية لوأد فتنة القرار الظني تطال 40 - 50 شخصية، وعندها يصار الى هزيمة المشروع المعادي، ناصحاً الرئيس الحريري بأن «يفل من البلاد لسنة» ريثما يتم التخلص من المحكمة الدولية، ومن ثم يعود على «حصان ابيض»، معتبراً انه سيجري الرد على «الانقلاب» الذي يمثله القرار الظني بـ «انقلاب»، وداعياً وزراء المعارضة (السابقة) الى الاستقالة من الحكومة اذا لم يتم وقف تمويل المحكمة الدولية وسحب القضاة اللبنانيين منها.
وهاب، صاحب الـ «كاراكتر» الذي لا يشبه الا وهاب، «شاطر» في إمرار الرسائل غير المشفرة و«الفجة»، وفي كشف «اسرار» وإن لم تعد سرية، وفي قول كلام من «خارج النص» لم تتعوده الحياة السياسية. فهذا الوزير السابق الذي اسس تياراً سياسياً في الوسط الدرزي ارتبط اسمه بـ «العبارة الشهيرة» التي قال فيها «المحكمة وصرمايتي (حذائي) سوا»، وهو خرج الآن ليقول «من يتفاعل مع القرار الظني مهما كانت رتبته ومهما كانت النجوم على أكتافه «رح تندعس رقبتو»، وكل من يريد أن يكون «كلباً» عند الـ «سي. آي. إي» سنريه شيئا لم يره من قبل»، ناصحاً الناطقة باسم المحكمة الدولية فاطمة عيساوي «ان تذهب وتمثل فيلماً مصرياً مع عادل إمام، وصاحبها المجرم الكبير حسني مبارك النصف اسرائيلي».
وفي كلام «تهديدي» قال: «الأمم المتحدة أسيرة عندنا، ولسنا نحن الأسرى عندها»، لافتاً الى «ان أي مشكلة في شوارع بيروت هي مشكلة في شوارع سورية، فأي اقتتال في لبنان أرى فيه وجود الجنود السوريين هنا، فالسعودية اليوم فوضت لبنان لسورية»، ومحذراً «كل شخص أكان قاضيا او سياسياً او صحافياً من تسعير الفتنة، لان المحاسبة ستطاول كل من تسوله نفسه على ذلك».
والاكثر اثارة في كلام وهاب كان ما نقله عن النائب وليد جنبلاط حين اشار الى ان العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز قال لجنبلاط بعد حرب الـ 2006 «الله يرحم رفيق الحريري وكفى»، في اشارة الى ضرورة طي ملف اغتياله. ومضى وهاب «جنبلاط يقول ان من جرنا الى المحكمة الدولية هو (الرئيس الفرنسي السابق) جاك شيراك».
ولم يتردد وهاب في القول: «ان الجهاز الامني اللبناني الذي سيتفاعل مع القرار الظني للمحكمة «سيُهان ويتكسر وتندعس رقبتو»، معتبرا ان اتفاقيات التعاون مع المحكمة الدولية هي «معاهدات مزورة هرّبها رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة ووزير العدل السابق شارل رزق»، منتقداً غياب رئيس الحكومة سعد الحريري وسفره في ظل الوضع الذي يعيشه لبنان، معتبرا انه بات اسير بعض الشعارات، داعياً اياه للاستقالة والرحيل لسنة ويعود بعدها لأن لا مشكلة معه ولديه شرعية في الطائفة السنية»، مستدركاً «لا يمكن لعقل ثأري ان يدير البلاد، فعليه ان يفل لسنة ثم يعود».


المصدر: جريدة الرأي العام الكويتية

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,138,351

عدد الزوار: 6,756,321

المتواجدون الآن: 116