مقتل خليفة العبسي ومساعده في شتوره بعد استدراجهما من عناصر مخابرات الجيش

الأحد 15 آب 2010 - 6:38 ص     3287     0     محلية

مقتل خليفة العبسي ومساعده في شتوره بعد استدراجهما من عناصر مخابرات الجيش

جنود ينقلون جثة الى سيارة عسكرية وبدت سيارة القتيلين وقد نخرها الرصاص في شتوره امس. (دانييل خياط)

زحلة – من دانييل خياط:
نفذت مخابرات الجيش، امس عملية في شتوراه قضاء زحلة، كان الهدف منها في شكل رئيسي اعتقال احد ابرز المطلوبين الفلسطينيين، وهو عبد الرحمن عوض الذي عين امير تنظيم "فتح الاسلام" خلف شاكر العبسي. وافادت قنوات رسمية واثنتين آخريين من مخيم عين الحلوة الى مكمن اعد في شتورة، وفق سيناريو بأن تكون سيارة مرسيدس، خضراء رقم لوحتها 117264/ ز، مركونة في انتظارهما قبالة حاووز للمياه على طريق يتفرع من طريق عام شتورا بازاء مبنى الجمارك، وذلك تمهيدا لتهريبهما عبر الحدود اللبنانية – السورية. والى المكان المقرر حضر امس، شخصان ركبا سيارة المرسيدس وهي فعليا سيارة عسكرية لكن ما ان ادركا انهما وقعا في الفخ حتى بادرا الى شهر مسدسيهما واطلاق النار، فرد افراد المخابرات الذين توزعوا في المكان بلباسهم المدني، على مصادر النار من اكثر من اتجاه ما ادى الى مقتلهما على الفور داخل السيارة بعد اصابتهما بطلقات عدة في البطن والصدر والرأس. ورجح ان يكون احدهما في الاربعينات، والثاني في الثلاثينات من العمر، وكلاهما من دون لحية. لكن الغموض ظل يلف هوية القتيلين في الساعات الاولى على الحادث، اذ وجدت معهما خمس او ست هويات مزورة، بينها اثنتان تحملان اسمي علي حسن حمزه او حسين حمزه وشحاده جوهر، وهي الاسماء التي تداولتها وسائل الاعلام.
لقد وقع امير "فتح الاسلام" في قبضة مخابرات الجيش وقضى برصاصها. واجريت عملية مطابقة الصور التي اخذت للقتيلين مع ما لدى المخابرات من صور لعبد الرحمن عوض، ولذلك اجريت فحوض الحمض النووي ومطابقتها.
وفور وقوع الحادث ضرب الجيش طوقا حول المكان، ولوحظ وجود خبير عسكري فتش احدى الجثث قبل نقلها في سيارة عسكرية، بعد نقل الجثة الاولى في سيارة اسعاف، الى المستشفى حيث كشف الطبيب الشرعي علي سليمان على الجثتين. ومنع الصحافيون من التقاط الصور ومن تجرأ صراحة على مخالفة الاوامر عومل بخشونة، ومن ضبط ملتبسا بالتقاط بعض الصور من احد المباني المطلة على ساحة الحادث، كمراسل جريدة "اللواء" ابرهيم شوباصي، فقد اجلي من المبنى وطلب منه محو الصور التي التقطها.

 

واصدرت مديرية التوجيه في قيادة الجيش البيان الآتي: "نتيجة المتابعة والتحريات، قامت دورية من مديرية المخابرات في الجيش برصد ارهابيين وتعقبهما، وعندما حاولت الدورية توقيفهما في ساحة شتورا قبل ظهر اليوم (امس) بادرا الى اطلاق النار في اتجاه افراد الدورية الذين ردوا بالمثل، مما ادى الى مقتل الارهابيين، ونقلت جثتاهما الى احد مستشفيات المنطقة، وصودرت الاسلحة المستخدمة، والهويات المزورة التي كانت في حوزتهما وبوشر التحقيق".
والفلسطيني عبد الرحمن عوض هو احد المطلوبين الرئيسيين في ملفي التفجيرين اللذين حصلا في منطقتي التل والبحصاص في طرابلس عام 2008 واستهدفا حافلتين عسكريتين. وبحسب القرار الاتهامي في كل من القرارين اللذين اصدرهما قاضي التحقيق العدلي نبيل صاري في الجريمتين فان عوض هو المحرض عليهما انتقاما من الجيش الذي قضى على حركة "فتح الاسلام" في مخيم نهر البارد. واشار القرار الاتهامي الى ان عوض كان على اتصال مباشر بأمير الحركة الفلسطيني الاردني شاكر العبسي بعد فراره من مخيم نهر البارد. وعين مسؤولا عن الحركة في مخيم عين الحلوة بعد اندحار العبسي.
وقد اعترف موقوفان فلسطينيان امام المحكمة العسكرية ان عوض الملقب "ابو محمد شحرور" طلب منهما زرع عبوتين ناسفتين في منطقة جل البحر في صور لتستهدف دورية تابعة لقوات الطوارئ الدولية العاملة في الجنوب عام 2008 ولم تنفجرا.
ورشح ان القتيل الثاني هو غازي فيصل عبد الله الملقب "ابو بكر مبارك"، وهو مساعد عوض ومسؤول التدريب على السلاح والمتفجرات والتفخيخ. وهو متورط في انفجارات طرابلس. واصدر القاضي صادر مذكرة تحر دائم توصلاً إلى معرفة هويته كاملة في القرار الاتهامي نفسه.