غيورا آيلاند: الحرب الثالثة ستكون مع لبنان لا مع الحزب

تاريخ الإضافة الجمعة 6 آب 2010 - 6:56 ص    عدد الزيارات 3537    التعليقات 0    القسم دولية

        


غيورا آيلاند: الحرب الثالثة ستكون مع لبنان لا مع الحزب

تحت عنوان "اللعب بالنار العرض العابث للبنان"، كتب امس رئيس الطاقم السياسي والامني في وزارة الدفاع الاسرائيلية غيورا آيلاند مقالاً في صحيفة "يديعوت احرونوت":
 "الحدث الخطير على الحدود الشمالية يعكس الواقع في لبنان، واقع فضل كثيرون في واشنطن وفي باريس الا يروه. من المهم أن نعرف ما هي صورة لبنان في العالم، وما هو في المقابل الواقع.
الصورة في العالم هي كالاتي: هناك معسكران في لبنان. معسكر "الاخيار" الذي يضم المسيحيين، السنة والدروز. هذا المعسكر يتبنى السلام، يريد تعزيز الديموقراطية في الدولة وهو معني بالتقرب من الغرب. وحياله معسكر "الاشرار"، في مركزه حزب الله وهو مدعوم من "محور الشر": سوريا وايران. بين هذين المعسكرين، ظاهرا، مواجهة على الهيمنة في لبنان.
لو كان هذا الوصف يعكس الواقع بامانة لكان صحيحا ايضا استنتاج الولايات المتحدة وفرنسا، أنه ينبغي تقديم المساعدة السياسية، الاقتصادية والعسكرية لدولة لبنان من أجل تعزيز معسكر "الاخيار".
لشدة الاسف، الواقع في لبنان مختلف جدا. الوضع الحقيقي في لبنان هو كالاتي: هناك فعلا معسكران، ولكن بين هذين المعسكرين اتفاق غير مكتوب اساسه هو: هيا نسمح لكل معسكر بان يستغل تفوقه النسبي من أجل هدف مشترك. معسكر "الاخيار" يعرض الوجه الجميل للبنان، يشدد على وجود المؤسسات الديموقراطية، الثقافة الفرنسية، حياة الثقافة، السياحة وما شابه. وفي الوقت عينه يحافظ المعسكر الاخر (حزب الله) على الصلاحية (الرسمية) في فرض الفيتو على كل قرار سياسي، يواصل كونه القوة العسكرية الاقوى في الدولة، وبالنسبة الى الحدود الاسرائيلية – اللبنانية يكون الوحيد الذي يقرر، اذا كان سيسود الهدوء أم ستسود النار، وباي شدة. توزيع الادوار هذا مريح جدا للمعسكرين، ويسمح للبنان بالامساك بالعصا من طرفيها.  في حرب لبنان الثانية اخطأت اسرائيل عندما كيفت نشاطها على النمط الذي كان مريحا للبنانيين: حاربنا حزب الله فقط. وكانت النتيجة، ضمن امور اخرى، هي انه عندما جلس سكان حيفا جلسة الحداد، في الملاجئ، ذهب سكان بيروت الى الشاطئ. حكومة اسرائيل ستفعل صوابا اذا ما استخدمت الحدث الاخير كي تشرح لاصدقائها في العالم الواقع في لبنان. وفضلا عن ذلك على اسرائيل أن تحذر من انه اذا استمرت الاستفزازات من الشمال، فمن شأنها أن تؤدي الى حرب لبنان الثالثة. هذه الحرب ستكون مختلفة عن حرب لبنان الثانية في أمر مركزي واحد: ستكون هذه حربا بين اسرائيل ولبنان. والنتيجة ستكون بالضرورة دمارا شديدا في لبنان، تدمير بناه التحتية ومس شديد بجيشه وبمؤسساته.
كون الحرب التالية ستكون مختلفة عن سابقتها لا ينبع فقط من منطق سياسي مختلف بل قبل كل شيء من حاجة عسكرية. اذا ما حصرت اسرائيل حربها بحزب الله وحده، فان النتائج لن تكون افضل من نتائج حرب لبنان الثانية. صحيح أننا تحسنا كثيرا، لكن هكذا ايضا حزب الله. يحتمل أن نضرب حزب الله بنجاح أكبر، ولكن حزب الله ايضا سيضرب الجبهة الداخلية الاسرائيلية بنجاعة اكبر. السطر الاخير لن يكون مشجعا. في المقابل، المواجهة بين الدولتين تعطي اسرائيل الحد الاقصى من المزايا.
لما كان أحد غير معني بدمار لبنان – لا الشعب في لبنان، لا حزب الله، لا البلدان الغربية ولا سوريا ايضا، فان السبيل الى منع الحرب المقبلة، واذا ما نشبت على رغم ذلك، وتالياً الانتصار فيها  هو من خلال عمل ديبلوماسي يحمل الولايات المتحدة وفرنسا على ان تقولا للحكومة اللبنانية الآتي: اذ كانت لديكم مطالب من اسرائيل (تعديل الحدود، مزارع شبعا، وقف الطلعات الجوية وما شابه)، عندها سنساعدكم فيها شريطة أن تثبتوا انكم انتم ايضا تسيطرون في الدولة وتمنعون الاستفزازات. اذا كنتم لا تفعلون ذلك، واذا كنتم معنيين بان يسيطر عليكم حزب الله وسوريا، فلن نساعدكم اذا ما، وعندما، تنشب حرب اخرى. اذا كان لبنان يختار ان يكون جريرا لـ "محور الشر" فلن يكون لدينا ما يدعونا الى منع اسرائيل من ضربكم بشدة".
 

المصدر     


المصدر: جريدة النهار

ملف روسيا..الكرملين يعترف بأزمة ديموغرافية «كارثية» ويدعو لزيادة المواليد..

 الجمعة 26 تموز 2024 - 6:39 م

الكرملين يعترف بأزمة ديموغرافية «كارثية» ويدعو لزيادة المواليد.. موسكو: «الشرق الأوسط».. لفت الكر… تتمة »

عدد الزيارات: 165,285,548

عدد الزوار: 7,417,950

المتواجدون الآن: 93