أخبار سوريا..عودة نشاط خلايا «داعش» في ريف السويداء الشرقي.. وساطة روسية بين «الإدارة الذاتية» ودمشق لـ«حماية الحدود».. تركيا لا ترى داعياً لاستعجال عمليتها العسكرية شمال سوريا..سوريا والصين: حكاية حُبّ... من طرف واحد..

تاريخ الإضافة السبت 2 تموز 2022 - 5:04 ص    عدد الزيارات 967    التعليقات 0    القسم عربية

        


عودة نشاط خلايا «داعش» في ريف السويداء الشرقي..

الشرق الاوسط... درعا (جنوب سوريا): رياض الزين... سجّل ناشطون في جنوب سوريا أمس، عودة نشاط خلايا تنظيم «داعش»، لا سيما في المناطق القريبة من ريف السويداء الشرقي الذي تعرضت قراه وبلداته سابقاً لهجوم شنه التنظيم وارتكب خلاله أبشع الجرائم بحق السكان من الأطفال والنساء والرجال. ويعود ظهور عناصر التنظيم في المنطقة على شكل خلايا مشتتة تتركز في منطقة تلول الصفا، وفقاً لريان معروف مدير تحرير «شبكة السويداء 24» الإخبارية المحلية. وكان «داعش» قد شن هجوماً على محافظة السويداء في 25 يوليو (تموز) 2018، لكن خطره تراجع كثيراً عقب هزيمته عسكرياً وطرده من جنوب سوريا قبل سنوات. لكن خلايا التنظيم عاودت نشاطها، كما يبدو، في أكثر من منطقة بجنوب سوريا، لا سيما شرق محافظة السويداء. وأوضح ريان معروف، في حديث مع «الشرق الأوسط»، أن منطقة الحرّة شرق بادية السويداء شهدت مساء الأربعاء الماضي، انفجاراً واشتباكات بعد كمين نفذّه مسلحون من أبناء العشائر مع عناصر من قوات النظام، استهدفوا خلاله سيارة «تويوتا» كانت تسير في المنطقة مقبلة من بادية حمص باتجاه تلول الصفا التي تنشط فيها خلايا تابعة لـ«داعش». ودارت اشتباكات بين الطرفين قُتل فيها رجل كان في سيارة الـ«تويوتا»، في حين أقدم شخص آخر كان معه على تفجير نفسه بعد محاولة اعتقاله خلال فراره. وبعد تفتيش السيارة التي كانا يستقلانها تبين أن القتيلين ينتميان لـ«داعش». وعثر على كمية من الأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية، وأجهزة اتصالات ومناظير مراقبة ليلية، و200 بدلة عسكرية مموهة. ويبدو أنهما كانا في مهمة نقلها إلى منطقة تلال الصفا التي تحوي مخابئ لخلايا «داعش». وبعد حادثة استهداف عنصري التنظيم يوم الأربعاء في البادية الشرقية للسويداء، حلّقت طائرات حربية روسية على علو منخفض في مناطق ريف المحافظة وأجرت عمليات تمشيط فيها. وقال مصدر قريب من حركة «رجال الكرامة»، أكبر الفصائل المحلية المسلحة في السويداء، إن المخاوف من تكرار سيناريو الهجمات الكبيرة لـ«داعش» على السويداء محدودة، باعتبار أن تحركات التنظيم ومناطق انتشاره داخل البادية حالياً لا توحي أنه قادر على تكرار شن هجمات جديدة على المنطقة، كما أن وجوده بالقرب من بادية السويداء عبارة عن خلايا في منطقتي الكراع وتلول الصفا، يقابلها وجود عسكري كبير في المنطقة سواء كان من الفصائل المحلية في السويداء أو من قوات النظام السوري والقوات الرديفة له مثل قوات «جيش التحرير الفلسطيني». وتشهد المناطق القريبة من مكان وقوع الاشتباكات يوم الأربعاء، استنفاراً لقوات النظام السوري ولمجموعات من الفصائل المحلية في ريف السويداء الشرقي، تحسباً لتحرك خلايا «داعش». ولفت مدير تحرير «السويداء 24» إلى أن هذا الكمين هو الأول من نوعه قرب بادية السويداء، منذ مطلع عام 2020. ورغم انحسار سيطرة «داعش»، فإنه لا يزال يشكل خطراً وينتشر في البادية السورية بشكل واضح، خصوصاً في البادية الممتدة بين حمص ودير الزور والرقة والسويداء، حيث تنفذ خلاياه كمائن وهجمات خاطفة.

وساطة روسية بين «الإدارة الذاتية» ودمشق لـ«حماية الحدود»

الشرق الاوسط.. القامشلي: كمال شيخو.. كشف مسؤول كردي بارز عن لقاءات بين «الإدارة الذاتية» شرقي الفرات وممثلين عن الحكومة السورية بوساطة روسية للتوصل إلى تفاهمات حول «حماية الحدود» السورية - التركية. وهذه المرة الأولى التي يعقد فيها مثل هذه الاجتماعات بعد تصاعد وتيرة التهديدات التركية بضرب المناطق الخاضعة لـ«قوات سوريا الديمقراطية» (قسد). وتنتشر القوات النظامية الموالية للرئيس السوري بشار الأسد «بشكل محدود» على طول خطوط التماس وجبهات القتال الفاصلة بين «قسد» والفصائل السورية المسلحة لموالية لتركيا في ثلاث محافظات سورية هي الحسكة والرقة وحلب، فيما دفعت قوات دمشق بمزيد من عناصرها نحو جبهة ريف الرقة الشمالي، كما عززت مواقعها بريف حلب الشمالي. وقال بدران جيا كرد نائب رئيس المجلس التنفيذي للإدارة الذاتية، في حديث صحافي، إن هذه الإدارة التي يهيمن عليها الأكراد بحثت مؤخراً مع حكومة دمشق حماية الحدود السورية التركية شمالي البلاد، مضيفاً أنه «يوجد تفاهم بين الإدارة ودمشق على حماية الحدود منذ عام 2019، والآن يتم النقاش بوساطة روسية لتوسيع ذلك التفاهم بما يخدم مصلحة المنطقة والاستقرار فيها». ولفت إلى أنهم بحثوا خلال هذه النقاشات توسيع تلك التفاهمات لحماية الحدود لردع أي هجوم تركي محتمل. وأضاف: «لا بد أن تكون هناك مواقف واضحة من دمشق إزاء هذه التهديدات سيما في موضوع السيادة، وضرورة التصدي لأي توغل تركي كونه يستهدف عموم سوريا ويشكل خطراً على وحدتها واستقرارها ومستقبلها». وهذه المرة الأولى التي تعقد فيها الحكومة السورية في دمشق اجتماعات مع مسؤولي الإدارة الذاتية شرقي الفرات بعد تصاعد التهديدات التركية في الشهرين الماضيين. واعتبر جيا كرد أن تركيا «تبحث دائماً عن تهيئة الأجواء الإقليمية والدولية لشن هجوم مهما كان حجمه». وحذر من أي هجوم تركي سيجد «مقاومة قوية»، قائلاً: «دون شك، المقاومة ستكون خياراً عاماً لعموم مكونات شعبنا، ولن يسمح شعبنا بأي اعتداء على مكاسبه ومشروعه ومناطقه على الإطلاق، وسيتم بالتوازي مع ذلك حماية ما تم تحقيقه من انتصارات ضد تنظيم داعش الإرهابي». وتعتبر تركيا «قوات سوريا الديمقراطية» التي تهيمن عليها «وحدات حماية الشعب» الكردية، تنظيماً إرهابياً. لكن الولايات المتحدة تعتبر الأكراد حلفاء موثوقين في حربها ضد «داعش» في سوريا. وتسعى الإدارة الذاتية المدعومة من تحالف دولي تقوده واشنطن، من لقاءاتها مع حكومة دمشق المدعومة روسياً؛ إلى التوصل لاتفاق يفضي إلى تسلم القوات الحكومية السورية مهمة حماية الحدود مع تركيا لمنع وقوع الهجوم المرتقب. وخسرت الإدارة الذاتية العديد من مناطق سيطرتها مثل عفرين بحلب وتل أبيض بالرقة ورأس العين (سري كانيه) بالحسكة خلال السنوات الماضية، في حين تريد حكومة دمشق نشر المزيد من قواتها شرق الفرات بعد سنوات من خروجها من هذه المناطق الغنية بالنفط والطاقة، كما تعد سلة سوريا الغذائية لوفرة الأراضي الزراعية وإنتاج محصولي القمح والشعير. وانحصرت قوات حكومة دمشق منذ سنوات في مربعات أمنية داخل مراكز مدينتي الحسكة والقامشلي. في غضون ذلك، عززت القوات الحكومية السورية مواقعها العسكرية «المحدودة» في شمال سوريا ودفعت بالمزيد من المقاتلين والحشود والآليات إلى أرياف الرقة وحلب الشمالي، حيث وصلت الأربعاء الماضي 4 حافلات حديثة كانت تقل عناصر من القوات النظامية إلى بلدة عين عيسى شمالي الرقة، انتشرت في مواقعها العسكرية على طول خطوط التماس الفاصلة بين قوات «قسد» والفصائل السورية الموالية لتركيا. كما عززت القوات الروسية تواجدها في قاعدة تل السمن جنوب شرقي عين عيسى بعد وصول 6 عربات مدرعة وسيارات من طراز (بيك آب)، بالتزامن مع تحليق مكثف لطائرات روسية حربية فوق خطوط التماس. كما أفيد بأن القوات النظامية السورية دفعت بالمزيد من أسلحتها الثقيلة من عربات ومدرعات عسكرية ودبابات إضافةً إلى راجمات صواريخ وجنود إلى مطار «منغ» العسكري قرب بلدة تل رفعت الاستراتيجية بريف حلب الشمالي والتي تعتبر للعملية العسكرية التركية المحتملة.

تركيا لا ترى داعياً لاستعجال عمليتها العسكرية شمال سوريا

واصلت تعزيز قواتها في أرياف حلب وقصف مواقع «قسد»

الشرق الاوسط... أنقرة: سعيد عبد الرازق... قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إنه ليس هناك داعٍ للاستعجال في شن عملية عسكرية محتملة في شمال سوريا سبق له الإعلان عنها في مايو (أيار) الماضي. وفي الوقت ذاته، واصل الجيش التركي الدفع بتعزيزات عسكرية لقواته هناك مع استمرار القصف على مواقع «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) المستهدفة بالعملية العسكرية. وفي رده على سؤال عن تصريحاته التي أدلى بها الاثنين الماضي بشأن القيام بعمليات جديدة لاستكمال الحزام الأمني شمال سوريا، بمجرد الانتهاء من التحضيرات، وهل المقصود التحضيرات العسكرية أم الدبلوماسية وهل ثمة تحفظات روسية؟ قال إردوغان إنه ليس هناك داعٍ للاستعجال، وإن العملية ستنفذ عندما يحين الوقت المناسب. وأضاف إردوغان، في تصريحات لصحافيين رافقوه في طريق العودة من مدريد حيث شارك في قمة قادة دول حلف شمال الأطلسي (ناتو): «قد نأتي على حين غرة ذات ليلة»، في إشارة إلى أن العملية قد تنفذ فجأة. وكان إردوغان قد قال، الاثنين، إن العملية العسكرية التي تستهدف مواقع «قسد» في منبج وتل رفعت، بحسب النطاق المكاني للعملية الذي حدده من قبل، ستنطلق بعد اكتمال التحضيرات الخاصة بها لاستكمال «الحزام الأمني على حدودنا» مع سوريا. وفي مايو (أيار) الماضي، أعلن إردوغان أن القوات التركية ستنفذ عملية عسكرية في شمال سوريا بهدف استكمال المناطق الآمنة على الحدود الجنوبية لبلاده، وأن العملية ستنطلق بين ليلة وضحاها وستشمل في مرحلتها الأولى منبج وتل رفعت بهدف تأمين الحدود الجنوبية لتركيا واستيعاب مزيد من اللاجئين السوريين في تركيا. وحذرت الولايات المتحدة وكذلك روسيا من خطر أي تحرك عسكري تركي في شمال سوريا، بينما هدد النظام السوري بالتصدي لأي هجوم للجيش التركي. في الوقت ذاته، واصل الجيش التركي الدفع بتعزيزات إلى قواعده ونقاطه المنتشرة في ريف حلب الشمالي. ودخل رتل عسكري جديد، أمس، من معبر باب السلامة الحدودي الواقع بين مدينة أعزاز شمال حلب وتركيا، تألف من 5 دبابات وراجمة صواريخ ثقيلة و15 ناقلة جنود مدرعة. ويعد هذا هو الرتل الثالث الذي يدخل إلى المنطقة منذ 16 يونيو (حزيران) الماضي، إذ سبقه، الاثنين الماضي، رتل ضم آليات ثقيلة ومدرعات وناقلات جند وكاسحات ألغام، اتجه إلى القاعدة التركية في جبل الشيخ عقيل بمدينة الباب بريف حلب الشرقي، وذلك بعد رتل تألف من شاحنات تحمل دبابات ومدرعات مختلفة وناقلات جند دخل في 16 يونيو. في غضون ذلك، قصفت القوات التركية وفصائل ما يعرف بـ«الجيش الوطني السوري» الموالي لأنقرة 4 قرى في ريف منبج الغربي شرق حلب، كما قصفت القوات التركية مزارع دير القاق بالجهة المقابلة لمعبر أبو الزندين وقرية الشعالة جنوب الباب بريف حلب الشمالي الشرقي. وقتل اثنان من المدنيين جراء قصف مدفعي نفذته القوات التركية المنتشرة في منطقة «درع الفرات» على أطراف قرية عرب حسن الواقعة بريف مدينة منبج الشمالي. على صعيد آخر، رفعت السلطات التركية عدد الأحياء المغلقة أمام الأجانب الراغبين بتثبيت قيد النفوس فيها إلى 1169 بعد أن كانت 781 حياً. وبحسب بيان لدائرة الهجرة التركية، بدأ تطبيق القرار اعتباراً من أمس ويشمل 62 ولاية من عدد الولايات التركية البالغ 81 ولاية. وتصدرت ولاية شانلي أورفا، بجنوب تركيا، عدد الأحياء التي جرى حظر التسجيل فيها بـ169 حياً، تلتها غازي عنتاب بـ161 حياً، ثم كيليس بـ82 حياً، وإسطنبول بـ53 حياً. وأعلن وزير الداخلية سليمان صويلو، في يونيو الماضي، أنه سيتم تخفيض نسبة الأجانب الذين يمكنهم الإقامة في الأحياء من 25 إلى 20 في المائة، اعتباراً من أول يوليو (تموز) الحالي، وبناءً على ذلك سيتم إغلاق 1200 حي أمام طلبات الإقامة. في السياق، طالب رئيس حزب «التغيير» التركي المعارض، مصطفى ساري غل، بتوزيع اللاجئين السوريين وغيرهم بالتساوي على دول الاتحاد الأوروبي بما يتناسب مع سكانها، قائلاً: «إنه أمر غير عادل أن يجلس الاتحاد الأوروبي مرتاح البال وخالي المسؤولية من عبء اللاجئين». وأضاف أن الاتحاد الأوروبي ترك 6.5 مليون لاجئ على أراضي تركيا بالتزامن مع حديثه عن حقوق الإنسان، معتبراً «أنه مجتمع منافق... لقد فتح أبوابه أمام 4.5 مليون لاجئ أوكراني وأغلق أبوابه أمام السوريين».

سوريا والصين: حكاية حُبّ... من طرف واحد

الاخبار... بلال سليطين ... مضى نحو عام على زيارة وزير الخارجية الصيني لدمشق - بعد انقطاع دام أكثر من عشر سنوات -، والتي بُنيت عليها الكثير من التوقّعات والآمال بدور صيني هامّ على صعيد الاستثمار في البلاد، خصوصاً أن موقع سوريا يساعدها على أن تكون جزءاً من مبادرة «الحزام والطريق» التي تطرحها الصين، وتروّج لها في المنطقة. إلّا أنه حتى هذا اليوم، لم تُلحظ أيُّ نتائج ملموسة لهذه الزيارة، وخصوصاً على المستوى الاقتصادي، باستثناء بعض المساعدات التي تقدّمها بكين لدمشق، مثل اللقاحات المضادّة لفيروس «كورونا»، وحافلات النقل العام قبل أيام.... تُعدُّ الصين وجهةَ الاستيراد الرئيسة للسوريين الذين ينفقون قرابة 700 مليون دولار كلّ عام على مستورداتهم من البضائع الصينية، وهو مبلغ كبير نظراً إلى الوضع الاقتصادي الحالي في سوريا، وصعوبة توفير العملة الأجنبية بسبب الحرب والحصار المفروض غربياً على البلاد. ويعكس هذا المبلغ حاجة دمشق إلى بكين، جرّاء تعقُّد عملية الاستيراد من دول أخرى، علماً أن التبادل الاقتصادي بين البلدَين لم يكن بذلك المستوى قبل عام 2011، ولم يتعدَّ 520 مليون دولار في أحسن أحواله عام 2003، على رغم أن وضع سوريا الاقتصادي كان حينها جيّداً جدّاً، مقارنةً به اليوم.

اعتقاد خاطئ

لفترة طويلة من الزمن، ساد اعتقاد في سوريا بأن الصين شديدة الاهتمام بالاستثمار في هذا البلد. وتَعزّز ذلك الاعتقاد بعد زيارة وزير الخارجية الصيني، وانغ يي، لدمشق العام الماضي، وما كُتب في وسائل إعلام الحكومة السورية والمقرّبة منها حينها، عن مشاريع صينية قادمة بقوّة لكسر الحصار الغربي، فضلاً عن دور مرتقب للصين في إعادة الإعمار، يعكس حجم العلاقات السياسية المتينة بين البلدَين. لكن، في المقابل، ثمّة من لا يرى في ما تَقّدم سوى نوعٍ من المبالغات، ومن هؤلاء الأستاذ في جامعة «صون يات سين» الصينية، شاهر الشاهر، الذي يَعتبر أن «العلاقة بين بكين ودمشق متواضعة جدّاً»، مستشهداً بأن «آخر زيارة رئاسية بين البلدَين كانت عام 2004، بينما زار وزير خارجية الصين دمشق مرّة واحدة خلال 13 عاماً، أي أن الحديث عن علاقة استراتيجية لا يتعدّى الجانب الإعلامي». وبما أن الاقتصاد هو المحدِّد الأول للسياسة الخارجية الصينية، وعاملَي الأمان والربح رئيسان بالنسبة إلى الشركات الصينية، فإن هذه الأخيرة «مهتمّة نظرياً بالاستثمار في سوريا، لكن عملياً البلد من وجهة نظرها غير آمن، والصينيون لا يحبّون المغامرة مطلقاً على الصعيد الاقتصادي» بحسب الشاهر، الذي يضيف أن «الدولة الصينية ملتزمة بالعملية السياسية وفق 2254، وبالتالي ترى أن إعادة الإعمار تأتي بعد الحلّ السياسي». وفي الاتّجاه نفسه، تَلفت الصحافية المهتمّة بالعلاقات الصينية - العربية، وانغ شين، إلى أن «السلام في سوريا لا يزال بعيد المنال، واستمرار الاشتباكات العسكرية في بعض المناطق يؤدّي إلى انعدام الأمان»، وترى في حديث إلى «الأخبار» أن «قرار الاستثمار بالنسبة إلى الصين معقّد وطويل، لكن إذا تحسَّن الوضع الأمني في سوريا، فسنشهد انطلاق استثمارات بالتأكيد». وإلى جانب الاعتبار الأمني، يواجه المستثمرون الأجانب عثرتَين رئيسيتَين على الصعيد المالي في سوريا، الأولى مرتبطة بالعقوبات، والثانية بنقل الأموال بالعملات الأجنبية. وفي هذا السياق، يقول الشاهر إن «العقوبات تُعرِّض الشركات الصينيّة لمخاطر كبيرة هي بغنى عنها»، مشيراً إلى عدم تَوفّر «أبسط حاجات المستثمر، كقدرته على تحويل العملات الأجنبية إلى البنوك السورية، وأن يتسلّم تلك الأموال بالليرة السورية، وفقاً لسعرها الحقيقي الرائج في السوق، لا وفقاً لسعر البنك المركزي السوري، والذي يعني خسارة المستثمر لأكثر من 25% من قيمة أمواله قبل أن يبدأ!»، وبالتالي «لا بدّ من تحديث النظام المصرفي لأنه العصب الرئيس لعملية الاستثمار».

الحزام والطريق... سوريا ليست محوريّة

تحتاج سوريا بالفعل إلى الصين في عملية إعادة الإعمار، خصوصاً على صعيد الطرق والجسور والسكك الحديدية والبنى التحتية الرئيسة، وتحديداً تلك التي يمكن أن تُستثمر في مشروع مبادرة «الحزام والطريق»، لكن تَحقُّق ذلك يتطلّب توفير عدّة عوامل لجذب الصينيين، وهذا مشروط بشكل خاص بإقناعهم بأهمّية الاستثمار في سوريا بالنسبة إلى المخطّط الصيني. ولا يرى الشاهر عيباً في «معرفة حجم سوريا الطبيعي وإمكاناتها المتواضعة، كدولة صغيرة مدمَّرة، وبالتالي فهي إحدى دول مبادرة الحزام والطريق، ولكنها ليست دولة محوريّة لا يمكن الاستغناء عنها»، ويبيّن الشاهر أن «عدم دخول سوريا في المبادرة الصينية لا يعني تعطيلها، لذا رأينا خلال السنوات العشر الأولى من الحرب أنه كانت هناك خرائط جديدة لهذه المبادرة، وكانت سوريا خارجها»، مضيفاً أن «الطريق البرّي للمشروع يمكن أن لا يمرّ من الأراضي السورية، والمهمّ بالنسبة إلى الصين هو الوصول إلى البحر المتوسط، وهذا غير متاح حالياً بعد أن حصلت روسيا على الاستثمار في ميناء طرطوس لمدة 99 عاماً»، ما يعني أن الصينيين لن يكون لهم مكان وازن فيه. وعلى أيّ حال، يبدو أن سياسة التوجّه نحو الشرق، التي انتهجتها سوريا، ساهمت بشكل نسبي في توفير أسواق للاستيراد منها، وتأمين احتياجات السوق السورية، لكنها عجزت عن جعل سوريا محطّ اهتمام الصين للاستثمار فيها، حيث بقي الموقف الصيني مُقتصراً على بعض التصريحات الرافضة لسياسة الغرب في سوريا، والتصويت لصالح دمشق تارةً والامتناع عنه تارةً أخرى في مجلس الأمن، وانتظار الحلّ السياسي وعودة الأمان من أجل تفعيل الجانب الاقتصادي.



السابق

أخبار لبنان.. واشنطن ترعى اجتماعاً دولياً لمناقشة التصدي لنشاطات «حزب الله».. «متاهة» التأليف في لقاء بعبدا.. والعشاء العربي يطمئن لسياسة النأي بالنفس.. إسرائيل "ترحّب" بتنازل لبنان عن الخط 29: "قانا" لي ولكم!..عون يعرض حكومة ثلاثينية مع تمثيل سياسي..واشنطن تؤكد ضماناتها باستثناء مصر والأردن من «قانون قيصر» لنقل الغاز إلى لبنان.. وزراء الخارجية العرب يجتمعون في لبنان غداً تمهيداً لـ«قمة الجزائر»..الهجرة غير الشرعية تتكثف من شمال لبنان باتجاه شواطئ أوروبا..

التالي

أخبار العراق.. وساطة أممية لحسم خلافات البيت الكردي العراقي.. النواب المستقلون في البرلمان يوحدون مواقفهم..

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,135,036

عدد الزوار: 6,755,882

المتواجدون الآن: 120