أخبار سوريا.. «التحالف الدولي» يعتقل قائداً في تنظيم «داعش» في سوريا..إلهام أحمد أكدت لـ«الشرق الأوسط» أن «الأكراد لا يريدون حرباً»..واشنطن ترفض أي هجوم تركي داخل الأراضي السورية.. تركيا تنتقد رفض حلفائها عمليتها المحتملة شمال سوريا..«مجموعات الخطف» ترعب الساعين إلى الفرار من درعا.. اغتيال مدير جمعية إنسانية في شمال غربي حلب.. المعارضة السورية تناقش 5 ملفات في «أستانا 18»..ظلّ الجولاني في محادثات أستانة | أنقرة لموسكو: فلْنُبقِ إدلب جانباً.. سوريات عائدات من مخيم الهول يواجهن رفض المجتمع في الرقة..

تاريخ الإضافة الخميس 16 حزيران 2022 - 4:27 ص    عدد الزيارات 1251    التعليقات 0    القسم عربية

        


«التحالف الدولي» يعتقل قائداً في تنظيم «داعش» في سوريا...

واشنطن: «الشرق الأوسط أونلاين»... ذكر بيان للتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، أن قوات التحالف اعتقلت اليوم (الخميس) قائداً كبيراً في تنظيم «داعش» خلال عملية في سوريا في 16 يونيو (حزيران). ونقلت وكالة «رويترز» عن متحدث باسم الجيش الوطني السوري المدعوم من تركيا، بأن التحالف بقيادة الولايات المتحدة نفذ في الساعات الأولى من اليوم عملية إنزال بطائرة هليكوبتر في منطقة بشمال سوريا خاضعة لقوات المعارضة، مشيراً إلى أن هذه أول عملية من هذا النوع في المنطقة.

الرئيسة التنفيذية لـ«مسد»: واشنطن ترفض أي هجوم تركي داخل الأراضي السورية...

إلهام أحمد أكدت لـ«الشرق الأوسط» أن «الأكراد لا يريدون حرباً»

(الشرق الأوسط).... القامشلي: كمال شيخو.... يلوح الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مجدداً بشن عملية عسكرية جديدة ضد ما تبقى من مناطق «قوات سوريا الديموقراطية» (قسد) و«وحدات حماية الشعب» الكردية. وهذه المناطق الخاضعة لنفوذ الأخيرة متداخلة ومتشابكة ينتشر فيها الجيش الأميركي والقوات الروسية والقوات الموالية للرئيس السوري بشار الأسد جنباً إلى جنب. وللحديث عن العملية التركية المرتقبة ومواقف الدول الكبرى وحكومة دمشق واجتماعات «مسار أستانا»، التقت «الشرق الأوسط» إلهام أحمد، الرئيسة التنفيذية لـ«مجلس سوريا الديمقراطية» (مسد)، الواجهة السياسية لـ«قوات سوريا الديمقراطية (قسد)»، والمدعومة من تحالف دولي تقوده واشنطن. وهنا نص الحديث الذي أُجري معها أمس (الأربعاء) في مدينة القامشلي:

> تعقد «اجتماعات أستانا» بين الثلاثي؛ روسيا وتركيا وإيران، وسط تصاعد التهديدات التركية بشن عملية عسكرية ضد مناطق «قوات قسد»... هل تتوقعون عملية عسكرية جديدة؟

- كل اجتماعات «مسار أستانا» لم تأت بالنتائج المطلوبة والمرجوة للسوريين. ولا نأمل أن تعطى تركيا الضوء الأخضر لكي تقوم بحملتها العدوانية على السوريين في مناطق الإدارة الذاتية، فروسيا، وقبل الجميع، تعلم أن تركيا تحاول وبشتى الوسائل الحصول على الموافقة للقيام بعمليتها؛ سواء أكانت بالمقايضة أم غيرها من الأساليب، وبالتأكيد هي تعلم أن المناطق التي تحتلها تركيا تتحول إلى بؤر للإرهاب من جهة؛ وتطيل عمر الأزمة السورية وتأجيج الحروب الأهلية من جهة ثانية.

> لو نتحدث عن موقف الولايات المتحدة من التهديد التركي، وماذا ينقل لكم الدبلوماسيون الأميركيون ونتائج اتصالاتهم من الجانب التركي؟

- قالوا لنا إنهم ضد أي عملية عسكرية أخرى لتركيا داخل الأراضي السورية. نأمل أن تكون هناك مواقف أكثر ردعاً من واشنطن للتصرفات التركية التي تعرض أمن واستقرار المنطقة بالكامل للخطر.

> ماذا عن موقف موسكو، ولماذا تنشر مزيداً من جنودها وأنظمتها الجوية على الأرض؟

- حتى الآن لم تنشر القوات الروسية مزيداً من جنودها على الأرض؛ حيث لهم نقاط مراقبة على الحدود مع تركيا، وتسير دوريات برية وجوية داخل الأراضي السورية. كما نسعى معهم إلى أن يكون هناك تنسيق كامل لصد الهجمات التركية المحتملة. ومطلوب من موسكو اتخاذ إجراءات إضافية لحماية الحدود.

> لماذا يهدد الرئيس التركي مدينتي تل رفعت ومنبج بريف حلب الشمالي؟

- تركيا أعلنت للعالم أن خريطتها تشمل كامل الشريط الحدودي بعمق 30 كيلومتراً، بالتالي لا يهم إن كانت تروج لأسماء بعض المناطق حالياً؛ كونها تتبع سياسة القضم قطعة – قطعة؛ بمعنى أن حملتها لا تتوقف عند بلدتين أو ثلاث أو عدة كيلومترات؛ إنما كبرى المدن السورية تدخل ضمن خريطتها بحجة مكافحة الإرهاب والحفاظ على وحدة الأراضي السورية. لذلك من الضروري أن يعي العالم أن إرضاء تركيا على حساب الشعب السوري لن تكون له إلا منفعة مؤقتة للدول المعنية، وستكون لها خسائر وأضرار مستقبلية وأخطاء لا يمكن تصحيحها فيما بعد.

> يقطن أكثر من 120 ألف نازح عفريني في مخيمات إقليم الشهباء... أي سيناريو ينتظرهم؟

- تم تهجير أبناء عفرين قسراً من بيوتهم إلى تل رفعت ومناطق الشهباء بريف حلب... يعيشون في خيام بانتظار العودة إلى بيوتهم، لكن إذا نفذت تركيا عمليتها المزعومة؛ فستخلف هناك كارثة إنسانية وحملات هجرة جديدة.

> تقول منظمات حقوقية وجهات إنسانية محلية ودولية إن الحكومة التركية بدأت تنفيذ مشروع إعادة مليون لاجئ سوري إلى الداخل... هل فعلاً بدأت تلك المشروعات؟

- تركيا تتفاخر بالترويج لمشروع المستوطنات كأنها تقوم بعمل إنساني رائع، علماً بأن السوريين الذين هجرتهم تركيا من مناطقهم مثل درعا وغوطة دمشق وحماه وحمص وإدلب وطنتهم في عفرين؛ أصبحوا مناهضين للسياسات التركية وباتوا يرفضون البقاء في بيوت هي ليست ملكاً لهم ولن تكون. وشاهدنا خلال الأيام الماضية كيف خرجت المظاهرات الرافضة لبناء المستوطنات وإكمال عمليات التهجير القسري والتطهير العرقي التي تتبعها في عفرين، وتتخذ حكومة «العدالة والتنمية» ازدواجية التعاطي مع هذا الملف؛ إذ تعمل على كسب ود الأوروبيين للحصول على دعمهم المادي في ملف اللاجئين، في الوقت نفسه تستفزهم فيه بشكل مستمر وتهدد العالم بتدفق هؤلاء اللاجئين إلى القارة الأوروبية.

> زرتِ تركيا سنة 2013 وأجريتِ لقاءات مع كبار المسؤولين الأتراك... كيف تغيرت مواقف أنقرة تجاهكم؟

- الزيارة كانت ضمن إطار وفد كردي مشترك، والتقينا مسؤولي الملف السوري في (وزارة) الخارجية التركية آنذاك، وناقشنا أمن الحدود وفتح المعابر لتسهيل الحياة على الناس على طرفي الحدود. بدورهم؛ أثنى المسؤولون الأتراك على الجهود التي نبذلها في حماية الحدود وضبطها من طرفنا، وتوجهوا لنا بالشكر، كما ثمنوا دور «وحدات حماية الشعب» بذلك، وقارنوا أمن حدود بلادهم الجنوبية في مناطقنا مع تلك المناطق التي تقع تحت سيطرة فصائل «الجيش السوري الحر» حيث وصفوها بالفوضوية، وحدث كثير من الانتهاكات. لكن تغيرت المواقف تجاهنا بعد انهيار عملية السلام في تركيا بين الحكومة و«حزب العمال الكردستاني»، بعدها بدأت حرب كوباني سنة 2014، وقدم التحالف الدولي الدعم العسكري والجوي لمقاتلي «وحدات الحماية» التي دافع مقاتلوها عن المدينة، لكن أنقرة قدمت الدعم الكامل لتنظيم «داعش»، وشاهدنا كيف كانت تسعف جرحى التنظيم لمشافيها، وخرج وقتذاك الرئيس التركي إردوغان بنفسه ليقول إن (كوباني) سقطت بيد «داعش»، لكننا انتصرنا وانتصرت إرادة شعبنا.

> لكن أنقرة تتهمكم بصلات مع «حزب العمال الكردستاني» التركي وتقول إنه يهدد أمنها القومي؟

- جميع الحكومات المتعاقبة في تركيا نظرت ولا تزال إلى الكرد على أنهم إرهابيون، فكل من يدافع عن حقوق الشعب الكردي يعتبر عضواً في «حزب العمال» أو داعماً له، بالتالي يصنف تركياً بأنه إرهابي، فكل برلماني تركي يدعم حقوق الشعب الكردي؛ بحسب المعايير التركية إرهابي، وأعضاء برلمانات دول أوروبية مؤيدون للأكراد تنعتهم تركيا بأنهم إرهابيون، أما نحن؛ فننظر إلى «حزب العمال» على أنه مدافع عن القضية الكردية في تركيا ويدعمها في الأجزاء الأخرى، وهذا لا يعني أننا نهدد الأمن القومي التركي، وتركيا تعلم ذلك، لكنها تختلق الحجج لتمرير أزمتها الداخلية إلى خارج حدودها وإبعاد فتيل الحرب الداخلية عنها، ولا نستبعد حرباً أهلية في تركيا كونها تحتل أراضي دول الجوار.

> حتى قادة أحزاب «المجلس الوطني الكردي» يتهمونكم بالتبعية لـ«حزب العمال» التركي؟

- هناك انقسامات واضحة في مواقف «المجلس» بهذا الصدد، وأريد توجيه حديثي إلى من هم حالياً ضمن دائرة الخدمات التركية مباشرة؛ وأقول: هكذا توصيفات تحتاج إلى مواقف مستقلة وقرارات صائبة تصب في مصلحة الشعب الكردي ولمصلحة سوريا الديمقراطية اللامركزية.

> وجهتم العديد من الرسائل الإعلامية إلى الحكومة السورية وطلبتم من موسكو فتح حوارات معها، هل هناك تغيير في مواقف دمشق؟

- لا جديد في مواقف حكومة دمشق؛ علماً بأنه بإمكانها إبداء المسؤولية في ردع العدوان التركي وحماية حدود البلاد، وهذا يقع ضمن مسؤولياتها، فيما لم تنقطع الحوارات بيننا وبين موسكو على مستوى «الخارجية» و«الدفاع»، ونأمل أن تكون هناك تفاهمات حول آلية حماية الحدود، خاصة أن القوات الروسية وقوات النظام موجودة على نقاط التماس، على طول الحدود في كل من كوباني ومنبج والعريمة وتل رفعت بريف حلب.

> مناطق «الإدارة» مقسمة جغرافياً، وأي عملية ستحولها إلى جزر معزولة بعضها عن بعض... أي مستقبل ينتظر هذه المنطقة؟

- بالتأكيد قواتنا «قسد» لديها التدابير اللازمة لمواجهة العدوان التركي ومشروعه الاحتلالي، وشعبنا بات مختلفاً عما كان في السابق، لذلك لن تسير المعركة كما يتوقعون، ولن تشبه المعارك السابقة، كما ستخلف هذه الحرب أضراراً كبيرة على المجتمع الدولي كافة، نحن لا نسعى للحرب؛ وإنما نسعى للحفاظ على استقرار مناطقنا التي تحولت إلى مناطق أمن وأمان لكل السورين، من أصحابها والنازحين إليها من باقي المناطق؛ حيث يعيش هنا نحو 5 ملايين سوري.

> التهديد التركي جاء بعد أيام من صدور إعفاءات من الإدارة الأميركية حول عقوبات «قانون قصير»... هل هناك اتصالات مع واشنطن بهذا الصدد؟

- التهديد التركي ليس بجديد، ولا أعتقد أن له صلة بقرار الاستثناء الأميركي. نحن من طالب بالاستثناء ضمن إطار حملة مكافحة الإرهاب ضد «داعش»، ومن غير الممكن القضاء على الإرهاب دون تأمين مستلزمات الحياة المعيشية للناس، وفي ظل استمرار فرض العقوبات، كان من غير الممكن توفير تلك المستلزمات وإعادة تأهيل البنية التحتية ودعم مشاريع التعافي المبكر، فالإدارة الأميركية استجابت لمطلبنا، لتأتي تركيا وتلوح بعملية عسكرية جديدة لضرب الاستقرار وتهديد أمننا الوطني.

تركيا تنتقد رفض حلفائها عمليتها المحتملة شمال سوريا..

روسيا اعتبرتها «عملاً غير حكيم»... ورفض أوروبي وأميركي

الشرق الاوسط... أنقرة: سعيد عبد الرازق... انتقدت تركيا رفض بعض الدول الحليفة لما وصفته بـ«العمليات العسكرية التي تقوم بها ضد الإرهاب»، وذلك بعد اتساع دائرة الرفض لعملية عسكرية محتملة ضد مواقع قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في شمال سوريا قال الرئيس رجب طيب إردوغان إنها تستهدف استكمال المناطق الآمنة بعمق 30 كيلومتراً في الأراضي السورية من أجل حماية حدود بلاده الجنوبية. وقال المتحدث باسم «حزب العدالة والتنمية الحاكم» عمر تشيليك إنه كلما قطعت تركيا شوطاً جديداً في «مكافحة الإرهاب» أو خططت لعملية جديدة، تشعر بعض الدول الحليفة، الديمقراطية على وجه الخصوص، بالقلق. وجاءت تصريحات تشيليك عقب اجتماع اللجنة المركزية للحزب برئاسة إردوغان ليل الثلاثاء/ الأربعاء، حيث تم استعراض مواقف الدول الحليفة والصديقة لتركيا من العملية العسكرية التي أعلن إردوغان أنها ستشمل منبج وتل رفعت، اللتين تخضعان لسيطرة «قسد» وتوجد بهما قوات روسية. وتقول تركيا إن الهجمات على أراضيها من المناطق التي تسيطر عليها «قسد»، التي تشكل وحدات حماية الشعب الكردية أكبر مكوناتها والتي تصنفها تركيا تنظيماً إرهابياً وتعتبرها امتداداً لحزب العمال الكردستاني في سوريا وتعتبرها الولايات المتحدة وحلفاء أنقرة في الغرب حليفاً وثيقاً في الحرب على تنظيم «داعش» الإرهابي، تصاعدت بشكل كبير في الآونة الأخيرة وإنه يتعين عليها التحرك لإبعاد الوحدات الكردية لمسافة 30 كيلومتراً عن حدودها. وتتهم الولايات المتحدة وروسيا بعدم تنفيذ التزاماتهما بموجب تفاهمات أوقفت بموجبها عملية» نبع السلام” العسكرية التي استهدفت مواقع قسد في شمال شرقي سوريا في أكتوبر (تشرين الأول) 2019... ونفذت تركيا 4 عمليات عسكرية في شمال سوريا منذ عام 2016. سيطرت خلالها على مئات الكيلومترات من الأراضي بعمق 30 كيلومتراً مستهدفة بشكل أساسي وحدات حماية الشعب. ورغم دعمهما لأطراف متنافسة في الحرب السورية، نسقت تركيا مع روسيا في عملياتها العسكرية. لكن عملياتها قوبلت بانتقادات من قبل حلفائها في حلف شمال الأطلسي (ناتو)، وبخاصة الولايات المتحدة. وفرضت بعض الدول، من بينها السويد وفنلندا الراغبيتن في الانضمام إلى الناتو، حظر أسلحة على تركيا. وعبرت واشنطن عن قلقها من أي هجوم جديد في شمال سوريا قائلة إنه سيعرض القوات الأميركية للخطر ويقوض الاستقرار في المنطقة. وقال المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي، لويس ميغيل بوين، إن التكتل يحث على ضبط النفس بخصوص العملية العسكرية التركية المحتملة في شمال سوريا. إذ ينبغي معالجة مخاوف تركيا الأمنية عبر الوسائل السياسية والدبلوماسية، وليس بالعمل العسكري. كما يرى أن ظروف العودة الآمنة للاجئين السوريين لم تتحقق حتى الآن، وأنه لا يزال محافظاً على سياسته إزاء اللاجئين لضامن حمايتهم على أراضيه. ولفت المتحدث الأوروبي، في تصريحات أمس، إلى أن روسيا استخدمت في أوكرانيا التكتيكات العسكرية، ذاتها، التي استخدمتها في سوريا لتحقيق مصالحها من دون أي اعتبار للمدنيين والبنى التحتية المدنية. وحذرت إيطاليا من «تداعيات سلبية» للعملية العسكرية التركية المحتملة. وقالت نائبة وزير الخارجية والتعاون الدولي بالخارجية الإيطالية، مارينا سيريني، في إفادة أول من أمس، إن إردوغان أعلن أن عملية عسكرية جديدة في شمالي سوريا ستنطلق قريباً، وهو ما يعزز احتمال حدوث المزيد من التداعيات السلبية على الاستقرار الإقليمي والحملة العسكرية ضد تنظيم «داعش» الإرهابي. وأضافت سيريني أن المعطيات الآن تشير إلى أن روسيا ستعمل على الأقل في الوقت الحالي، على إبعاد سوريا عن المواجهة الروسية الأوكرانية، حتى لا تفتح جبهة معقدة من العلاقات مع تركيا، لافتة إلى أنها تجنبت زيادة الضغط العسكري على إدلب خلال فترة هجومها على أوكرانيا. ولفتت إلى أنه بعد 11 عاماً على بداية الأزمة، ازداد الوضع الإنساني سوءاً، مقارنة بفترة المواجهة العسكرية. وقد وصل معدل الأشخاص الذين يعيشون تحت خط الفقر إلى 90 في المائة، بينما لا يزال نصف السكان نازحين ولاجئين. في المقابل، أعلن المبعوث الروسي إلى سوريا، ألكسندر لافرنتييف، أن روسيا تعتبر عملية تركيا العسكرية المحتملة في سوريا «عملاً غير حكيم» لأنها قد تتسبب في تصعيد الوضع وزعزعة الاستقرار. وأكد لافرنتييف، الذي يترأس وفد بلاده في محادثات «مسار أستانا» التي انطلقت في العاصمة الكازاخية نور سلطان، أمس (الأربعاء)، مع وفود كل من تركيا وإيران والحكومة السورية والمعارضة المسلحة، أن روسيا لن تغض الطرف عن العملية العسكرية التركية الجديدة في شمال سوريا مقابل موقف أنقرة من انضمام فنلندا والسويد للناتو، الذي ترفضه بلاده. في الوقت ذاته، قصفت القوات التركية والفصائل السورية الموالية لها، بالمدفعية الثقيلة وقذائف الهاون، محيط قرية المحسنلي شمال منبج، ضمن ريف حلب الشمالي الشرقي. كما نفذت القوات التركية قصفاً مدفعياً وصاروخياً طال قرى عقيبة بناحية شيراوا ومحيط قرى كفر أنطون ومطار منغ العسكري ومحيط قرية تل قراح بريف حلب الشمالي، ضمن مناطق انتشار قوات «قسد»، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس. ووقع انفجار في مناطق ضمن مدينة الباب الخاضعة لنفوذ فصائل غرفة عمليات «درع الفرات» الموالية لتركيا بريف حلب الشرقي، أمس، تبين أنه ناجم عن عبوة ناسفة استهدفت سيارة مدير منظمة إغاثية تركية، مما أدى إلى مقتله.

«مجموعات الخطف» ترعب الساعين إلى الفرار من درعا

تنتشر في مناطق نفوذ «حزب الله» والنظام في ريف حمص

(الشرق الأوسط)... درعا (جنوب سوريا): رياض الزين... انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة الخطف بدافع الفدية المالية، في مناطق سيطرة النظام السوري، وتحديداً في مناطق ريف حمص. والمستهدفون من هذه العمليات هم السوريون الذين تقطعت بهم السبل في بلدهم وأرادوا السفر بطريقة غير شرعية إلى لبنان للعبور منه إلى وجهة أخرى، بحيث يتعرض عابرو هذه الطرق إلى عمليات خطف وابتزاز من قِبل مجموعات مسلحة في مناطق النظام السوري، كما حصل أخيراً مع ستة شباب من محافظة درعا واثنين من السويداء. وفي التفاصيل، قال أحد ذوي المخطوفين من درعا لـ«الشرق الأوسط»، إن ابنه البالغ من العمر 35 عاماً أراد المغادرة إلى لبنان لاستخراج جواز سفر من السفارة السورية في بيروت بغرض الذهاب إلى دول الخليج العربي للعمل وإعالة عائلته في سوريا. لكن بحكم أنه مطلوب لأداء الخدمة العسكرية الإلزامية، لا يستطيع السفر بشكل شرعي من المعابر السورية؛ لأنه سيتعرض للتوقيف فسلك طريق التهريب إلى لبنان بعد التنسيق مع مهرب من مدينة حمص. ووفقاً لرواية المهرب، فإن مجموعة مسلحة أوقفت السيارة في طريق حمص الشمالي الغربي في ريف مدينة القصير التي تحوي مجموعات تابعة لـ «حزب الله»، وتم سحب ثلاثة شبان كانوا يستقلون السيارة إلى جهة مجهولة، بعد أن أوسع المهرب السائق ضرباً... وبعد يومين على الواقعة تلقى ذووهم اتصالات من هواتف المختطفين الذين يتحدثون اللهجتين اللبنانية والسورية، وطلبوا خلالها مبلغاً مالياً مقداره 15 ألف دولار عن كل شخص. وبعد مفاوضات قبلوا تخفيض المبلغ إلى 10 آلاف دولار مقابل إطلاق المخطوفين الثلاثة، وسط تكرار التهديد والوعيد في حال عدم الدفع. لكن أحد ذوي الضحايا، أكد عدم القدرة على توفير المبلغ لتحرير المخطوفين؛ ونتيجة لذلك تم اللجوء إلى الجمعيات الخيرية لطلب المساعدة في توفير المبلغ. وقال، إن الخاطفين طلبوا التسليم في مدينة حمص وفق عنوان عشوائي سيتم تحديده قبل موعد الدفع بساعات، وحذّروا من مغبة إبلاغ أي جهة رسمية. وأفاد «تجمع أحرار حوران» المعارض، بأن أحد أبناء ريف درعا الشرقي فُقد أيضاً أثناء محاولته الدخول بطريقة غير شرعية إلى لبنان. وإنّ عصابة مسلحة قامت بخطفه في 31 مايو (أيار) الفائت، على أوتوستراد محافظة حمص، أثناء توجهه إلى لبنان، وطالبت بدفع 25 ألف دولار لقاء الإفراج عنه. وفي السويداء، قالت مصادر محلية، إن شابين تعرّضا للخطف على يد مجموعة مسلحة أثناء محاولتهما العودة من لبنان بطريقة غير شرعية إلى سوريا في ريف مدينة القصير وهي المنطقة ذاتها التي تتكرر فيها عمليات الخطف. وبعد وساطة أمنية ومناشدات دفع ذويهما 5 آلاف دولار عن كل واحد منهما قبل الإفراج عنهما. وحذر ناشطون سوريون أخيراً من الخروج إلى لبنان أو العودة منه بطريقة غير شرعية؛ نظراً لانتشار عصابات الخطف في مناطق ريف مدينة القصير في حمص ووادي خالد في لبنان. وقالوا، إن هذه المناطق تحوي مجموعات تابعة لـ«حزب الله» ومجموعات محلية مسلحة تابعة للدفاع الوطني السوري. وأن معظم مناطق سوريا تشهد ارتفاعاً في معدل الجرائم الجنائية، وفي كل يوم تنتشر أخبار من عموم مناطق سوريا بما فيها العاصمة دمشق واللاذقية وطرطوس وغيرها عن حالات قتل وخطف وسلب وسطو. وقبل أسبوع ظهر مواطن من مدينة طرطوس في مقطع مصور وهو يناشد رأس السلطة بشار الأسد لحمايته من مجموعة محلية مسلحة تحمل بطاقات أمنية، تهدده بالقتل وإخراجه من منزله بالقوة. كما تصاعدت ظاهرة الانفلات الأمني بعد تدهور الأوضاع الاقتصادية وتجاهل المجموعات المسلحة المحسوبة على الجهات الأمنية، السلطة القضائية، وسط انتشار الفساد والمخدرات والسلاح. والمعروف أن تلك المجموعات المسلحة المحسوبة على الجهات الرسمية تنامت مع بداية الأحداث السورية عام 2011، وخصوصاً مجموعات «الدفاع الوطني» واللجان الشعبية والمتطوعين المدنيين في الفرقة الرابعة وغيرها من التشكيلات، التي تمتعت بامتيازات سلطوية.

اغتيال مدير جمعية إنسانية في شمال غربي حلب

قوات النظام السوري تجري تدريبات لعناصرها

الشرق الاوسط... إدلب: فراس كرم... قُتل عامل في المجال الإنساني شمال سوريا، جراء انفجار عبوة ناسفة استهدفت سيارته، أمس (الأربعاء)، في مناطق النفوذ التركي، فيما قصف القوات التركية مواقع عسكرية مشتركة لقوات النظام السوري و«قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) في مطار منغ بريف حلب، بالتزامن مع اشتباكات متقطعة بين فصائل المعارضة السورية المسلحة وقوات النظام جنوب إدلب، شمال غربي سوريا. وقال شهود عيان في مدينة الباب بريف حلب الشمالي (الخاضعة للنفوذ التركي وفصائل سورية موالية لأنقرة)، إن «انفجاراً ضخماً سمع دويه بالقرب من مسجد الزهراء في مدينة الباب شمال حلب، وتبين أنه ناتج عن عبوة ناسفة استهدفت سيارة مدير منظمة إنسانية (مكتب هيئة الإغاثة الإنسانية) أو ما يعرف بـ(IYD)، العاملة في شمال غربي سوريا، ما أدى إلى مقتل المدير على الفور، دون تمكن الفرق الإسعافية من إنقاذه، أعقبه انتشار قوات أمنية تابعة لفصائل المعارضة والشرطة المدنية في المنطقة». وأكد نشطاء في مناطق العمليات التركية (غصن الزيتون) و(درع الفرات)، في ريف حلب، أن «نحو 18 عبوة ناسفة انفجرت بسيارات لشخصيات عسكرية وعاملين بالمجال الإنساني، خلال الفترة الأخيرة الماضية، ضمن مناطق ريف حلب الشمالي (مارع - الباب - صوران - أعزاز - عفرين - جنديرس)، أدت إلى مقتل 3 أشخاص وإصابة أكثر من 20 آخرين بجروح بينهم مدنيون. وفي 18 أبريل (نيسان) الماضي، قُتل رئيس جمعية إغاثية (سوري تركماني)، بانفجار عبوة ناسفة، تم زرعها في سيارته، من قبل مجهولين، في بلدة قباسين بريف حلب الشرقي، تبعته سلسلة من الانفجارات بسيارات ودراجات نارية وسط المدن والأسواق العامة، في ظل استمرار حالة الفوضى والفلتان الأمني، في تلك المناطق». من جهته، أعرب فريق «منسقو استجابة سوريا»، في بيان له، عن تضامنه مع فريق (هيئة الإغاثة الإنسانية IYD)، وجميع المنظمات والهيئات الإنسانية العاملة في شمال غربي سوريا. وأدان «عمليات التفجير (المفتعلة)، التي تستهدف المدنيين والعاملين في المجال الإنساني، وأن هذا الاستهداف، ليس الأول من نوعه ضد كوادر العمل الإنساني في المنطقة، ولن يكون الأخير نتيجة الاستهتار المستمر، وطالب الجهات المسيطرة في جميع مناطق شمال غرب سوريا بالعمل على ضبط التجاوزات الحاصلة في المنطقة ومنع تكرار تلك الحوادث حفاظاً على أرواح الجميع». وفي سياق آخر، صعّدت القوات التركية وفصائل «الجيش الوطني السوري»، المدعومة من أنقرة، قصفها البري، على مواقع عسكرية لقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، في مناطق شمال حلب، في ظل التهديدات بشن عملية عسكرية مشتركة من قبل القوات التركية وفصائل معارضة موالية لأنقرة ضد (قسد) في شمال سوريا. وقال مصدر عسكري في فصائل المعارضة شمال سوريا، إن «قصفاً برياً مشتركاً من قبل القوات التركية وفصائل المعارضة السورية الموالية لتركيا، استهدف مواقع وتحصينات عسكرية لـ(قسد) بالقرب من منطقة عفرين ومحيط تل رفعت شمال وغربي حلب، تزامن مع اشتباكات عنيفة بين الجيش الوطني و(قسد) على محور خط الساجور شمالي مدينة منبج بريف حلب الشرقي، شمال سوريا، فيما قصفت القوات التركية موقعاً مشتركاً لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) وقوات النظام السوري بمحيط مطار منغ بريف حلب، تزامن ذلك مع إجراء فصائل (الجيش الوطني السوري)، مناورات وتدريبات عسكرية جديدة في مناطق قريبة من خطوط التماس مع قوات النظام و(قسد)، استعداداً لخوض العملية العسكرية التركية (المرتقبة) ضد الأخيرة». وفي مناطق النظام السوري، قال نشطاء إنه «أجرت الفرقة (25 - مهام خاصة)، المدعومة من روسيا في قوات النظام السوري، تدريبات عسكرية مكثفة في مدرسة (المجنزرات) بريف حماة الشرقي وسط البلاد، بالتزامن مع عودة جزء من قواتها إلى جبهات القتال في ريف إدلب، إلى جانب القوات الروسية والميليشيات الإيرانية، ويأتي ذلك بعد أيام من إعلان فشل عملية التمشيط البرية لقوات الفرقة (25)، من فلول تنظيم (داعش)، في البادية السورية الممتدة من شرقي حمص وحماة وصولاً إلى مناطق جنوب دير الزور والرقة شمال شرقي سوريا».

المعارضة السورية تناقش 5 ملفات في «أستانا 18»

الجريدة... كشف رئيس وفد المعارضة السورية في مباحثات «أستانا» أحمد طعمة أن الجولة الـ18 من المحادثات، التي انطلقت اليوم في العاصمة الكازاخية نور سلطان، تركز على 5 ملفات رئيسية، تتمثل في نتائج اللجنة الدستورية، وإدخال المساعدات الإنسانية، والمعتقلين، وانتهاكات النظام السوري، والعملية العسكرية التركية المحتملة في شمال غرب سورية. في غضون ذلك، أكدت الرئاسة الروسية «الكرملين» أن «العملية العسكرية التركية الجديدة في سورية لن تساعد في تحقيق الاستقرار».

ظلّ الجولاني في محادثات أستانة | أنقرة لموسكو: فلْنُبقِ إدلب جانباً

الاخبار.. علاء حلبي ... تشكّل إدلب حالة معقّدة بسبب الوجود المتشابك للفصائل المتشددة

قبل نحو شهر، التقى وفد أمني وعسكري تركي، «أبو محمد الجولاني»، في لقاء مغلَق حضرته دائرة ضيّقة جداً، الأمر الذي منع تسرّب معلومات عن فحواه، غير أن ما تبعه أوضح كثيراً من التفاصيل. جاء الاجتماع حينها في وقت كانت تشهد فيه مناطق سيطرة الفصائل الموالية لتركيا إحدى جولات الاقتتال الداخلي الدائمة، بعد إجراء تغييرات في هيكلية الارتباط التركي بها، حيث تمّ استبعاد عدد من ضباط الاستخبارات وتعيين ضباط جدد، الأمر الذي فُسّر في ما بعد على أنه تمهيد لفتح الباب أمام الجولاني للتمدّد إلى ريف حلب، بهدف توحيد مناطق نفوذ أنقرة التي تتضمّن إدلب ومناطق في ريف حلب وريف الرقة. وجرى ذلك بالتوازي مع عمليات هيكلة في «الائتلاف السوري» المعارض، تمهيداً لتشكيل كيان سياسي يمكنه تمثيل تلك المناطق في مسارات التفاوض السياسية، بما يضمن لتركيا التخلّص من المبالغ الكبيرة التي تدفعها للفصائل التابعة لها (كون الجولاني يعتمد على التمويل الذاتي عن طريق سيطرته على مفاصل الاقتصاد ومعابر التهريب في مناطق نفوذه)، ويوفّر لها أرضية ملائمة لإقامة مشاريع سكنية لإعادة توطين اللاجئين السوريين قرب الشريط الحدودي، لضمان إبعاد الأكراد من جهة، وتجذير السيطرة التركية على الشريط الحدودي من جهة أخرى. وواجهت تركيا لتنفيذ مشروعها هذا مجموعة من المعوّقات، أبرزها مقاومة بعض الفصائل التي ترغب في السيطرة على المشهد، بالإضافة إلى حالة الجولاني المُصنَّف على لوائح الإرهاب. كذلك، تشكّل إدلب حالة معقّدة بسبب الوجود المتشابك للفصائل المتشدّدة فيها، والتي تعهّدت تركيا بعزلها والقضاء عليها، مقابل تعهّدات روسية بإبعاد «خطر الأكراد» مسافة 32 كلم عن الحدود التركية، ما شكّل عقدة ربط بين ملفّات شماليّ وشمال شرقيّ حلب (منبج وتل رفعت اللتين تسيطر عليهما قوات سوريا الديموقراطية)، وإدلب التي يسيطر عليها الجولاني. وأمام المماطلة التركية في الوفاء بتلك التعهّدات، شهد ملفّ ريف حلب حالة «ستاتيكو» يبدو أنها كانت مرغوبة من موسكو، التي شدّدت في مواقف عديدة على ارتباط هذا الملفّ بإدلب، ما يعني أن أيّ تحرّك في إحدى المنطقتَين يتبعه تحرّك مماثل في المنطقة الأخرى. وحاولت تركيا، خلال العامَين الماضيَين، تكثيف عمليات «تبييض» الجولاني، كما فتح الرجل لنفسه قنوات تواصل مع الاستخبارات البريطانية والأميركية، وقدّم لواشنطن معلومات هامّة مكّنتها من القضاء على زعيمَي تنظيم «داعش» أبو بكر البغدادي وبعده أبو الحسن القرشي.

مع تعثّر جهود أنقرة لاستثمار الظروف الدولية عاد إردوغان للحديث عن التعهّدات الروسية

وخلال الأسبوعَين الماضيَين، ومع تعثّر جهود أنقرة لاستثمار الظروف الدولية التي خلقتها الحرب الروسية في أوكرانيا، حيث قوبلت تهديدات الرئيس التركي بشنّ عمليات عسكرية ضدّ «قسد» على طول الشريط الحدودي لإقامة «منطقة آمنة»، بعدم قبول أميركي ورفض روسي مبدئيّ، تبعه حشد الجيش السوري قواته على تخوم مناطق عديدة لمنع أيّ تقدّم تركي، عاد إردوغان مرّة أخرى للحديث عن التعهّدات الروسية بإبعاد «خطر الأكراد»، معتبراً أن عدم الوفاء بهذه التعهّدات يفتح الباب أمام قواته لـ«إبعادهم بالقوة»، الأمر الذي ردّت عليه موسكو بالإشارة إلى ارتباط هذا الملفّ بملف إدلب. ولا يُعتبر الحديث عن ارتباط الملفّات أمراً طارئاً أو غير متوقّع بالنسبة إلى أنقرة، وهو ما يفسّر اهتمامها المتزايد بتلميع صورة الجولاني في هذه الفترة، وبشكل خاص قبيل عقد لقاء أستانة الذي يناقش الهجوم التركي المفترَض. واستعدّت تركيا للقاء عبر سلسلة من الإجراءات الاستباقية، أبرزها تكثيف الجولاني عمله على إنهاء وجود فصائل متشدّدة صغيرة منتشرة في إدلب، بالإضافة إلى تكثيف ظهوره الإعلامي كـ«رجل دولة»، لتأتي الزيارة التي قام بها الأسبوع الماضي إلى جبل السماق الذي تقطنه أقلّية درزية في إدلب تتويجاً لتلك الحملة، حيث ظهر خلال افتتاح بئر ماء إلى جانب وجهاء من الدروز، مقدِّماً لهم اعتذاراً غير مباشر عن المجازر السابقة التي ارتكبتها قواته، معتبراً أن تلك المرحلة انتهت وأنه «لا إكراه في الدين»، وفق تعبيره. وبينما كانت الوفود المشاركة في لقاء أستانة تحطّ رحالها في نور سلطان، أعلن الجولاني القبض على شبكة تنتمي إلى تنظيم «داعش»، كدليل على وفاء أنقرة بتعهّداتها، أملاً في حصر المحادثات بمنطقتَي منبج وتل رفعت، وتحميل موسكو مسؤوليتهما. وفي السياق نفسه، من المتوقّع أن يكثّف الجولاني ظهوره الإعلامي خلال الأسبوعَين المقبلَين، وأن يرفع من وتيرة حربه التي يشنّها على الفصائل المنتشرة في مناطق سيطرته في نطاق «محاربة الإرهاب»، أملاً في أن يسهم هذا النشاط في زيادة الضغوط على موسكو لتمديد آلية إدخال المساعدات القائمة في الوقت الحالي عبر الحدود وخطوط التماس، والتي تضمن للجولاني إدخال مساعدات عبر معبر باب الهوى الذي تسيطر عليه «تحرير الشام»، وهو ما ترفضه دمشق وموسكو. وكانت واشنطن تعهّدت، بموجب الآلية التي تنتهي مفاعيلها في تموز المقبل، بتقديم دفعة إنعاشية لـ«التعافي المبكر» ودعم مشاريع متعلّقة بإعادة الإعمار، وهو ما لم تفِ به، فيما تحاول اليوم، ومعها دول في الاتحاد الأوروبي وتركيا، تمديد القرار. اللافت في التطورات الميدانية الأخيرة، رفع أنقرة وتيرة قصفها لمناطق في محيط منبج، سعياً لاستدراج مواجهة تبرّر لها التوغّل في تلك المناطق، في وقت كثّف فيه الجيش السوري حضوره، وسط دخول المزيد من القوات الروسية التي تقوم بتسيير دوريات عسكرية. وبالتوازي مع ذلك، ارتفعت الأعلام السورية على عدد من المنشآت في منبج، وفق مصادر ميدانية تحدّثت إلى «الأخبار»، في خطوة مشابهة لما شهدته تل رفعت قبل أيام، في ظلّ ترقّب لما سيؤول إليه موقف «قسد»، التي تعيش حالة تخبّط بين تيّاراتها الداخلية هذه الفترة، وتواجه ضغوطاً أميركية لمنع تسليم مناطقها لدمشق.

سوريات عائدات من مخيم الهول يواجهن رفض المجتمع في الرقة

الراي... الرقة (سورية) - أ ف ب - قبل سنوات، عادت نورا الخليف إلى مدينتها الرقة في شمال سورية، آملة بحياة طبيعية بعيداً عن مخيم الهول الذي يؤوي أساساً عائلات أفراد تنظيم «داعش»، لكنها وجدت نفسها وسط مجتمع يرفضها حتى باتت تتحسر على حياة الخيم. الخليف البالغة من العمر 31 عاماً، هي واحدة من آلاف العائدين على دفعات منذ 2019 من مخيم الهول إلى بلداتهم في شمال شرقي سورية بموجب اتفاق بين «قوات سورية الديموقراطية» (قسد) ووجهاء العشائر. منذ عودتها قبل ثلاث سنوات، انتقلت الخليف للعيش في منزل أهلها المتواضع في حي شعبي عند أطراف مدينة الرقة التي شكلت لسنوات أبرز معقل للتنظيم المتطرف في سورية. تقول نورا، التي انقطعت قبل خمس سنوات عن أخبار زوجها السعودي الجنسية المنضوي في صفوف التنظيم، «غالبية جيراني يقولون لي: أنت داعشية»، تيمناً بكلمة «داعش» المتعارف عليها اختصاراً لتسمية التنظيم المتطرف (الدولة الإسلامية). وتضيف نورا، وهي أم لطفلين «نريد أن ننسى، لكن الناس تصرّ على إعادتنا إلى الوراء. منذ أن غادرت الهول لم أشعر بالراحة على الصعيدين المالي والنفسي». يؤوي المخيم الواقع في محافظة الحسكة نحو 56 ألف شخص بينهم نازحون، لكن غالبيتهم من أفراد عائلات التنظيم من سوريين وأجانب نُقلوا إليه على مرّ سنوات مني خلالها التنظيم بهزائم متتالية على يد المقاتلين الأكراد المدعومين أميركياً، وآخرها في مارس 2019 في بلدة الباغوز في أقصى الشرق السوري. وتقول الخليف التي كانت في عداد آلاف تم إجلاؤهم من الباغوز، «كان مخيم الهول أرحم علينا من الرقة». وتوضح «غادرت المخيم من أجل طفليّ وتعليمهما، لكن الوضع هنا ليس أفضل... أشعر بالندم لأنني غادرت المخيم». منذ عام 2019، غادر أكثر من تسعة آلاف سوري مخيم الهول بموجب اتفاقات مع العشائر بهدف إعادة السوريين إلى بلداتهم وقراهم، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان. إلا أن كثراً واجهوا أوضاعاً معيشية صعبة في الخارج، فبعدما كانوا يعتمدون على المساعدات في المخيم، بات تأمين لقمة العيش مهمة صعبة في بلد يشهد أزمة اقتصادية حادة جراء النزاع المستمر منذ أكثر من 11 عاماً. وإن كان حلم الخليف السفر للخارج، فإن وضعها المالي لا يسمح لها بذلك وقد وجدت نفسها مضطرة للعمل في تنظيف المنازل. وتقول «ترفض بعض العائلات حتى أن أنظف بيوتها بسبب ارتدائي للنقاب». وتتابع «يرفضنا المجتمع، حاولت أن أندمج فيه لكن من دون جدوى».

«لا توجد رحمة»

كفل تركي السوعان، أحد شيوخ عشائر الرقة، 34 عائلة من الهول بأمل مساعدتها على الاندماج في مجتمعاتها لكن المهمة لم تكن سهلة. ويقول «أعرف أهاليهم، هم من المنطقة، لكنهم رغم ذلك يواجهون عدم تقبل المجتمع لهم كردة فعل على تصرّفات تنظيم داعش وممارساته». لكنّ بعض سكان الرقة يلقون باللوم على العائدين من المخيم، ومن بينهم سارة إبراهيم (29 عاماً) التي ترى أن «عائلات كثيرة ممن غادرت مخيم الهول منغلقة على نفسها ولا تتعامل مع جيرانها». وفي الوقت ذاته «ترفض الكثير من عائلات الرقة التعامل معهم»، على حدّ قولها. وتضيف «من شأن ذلك أن يدفعهم ربما إلى التطرف في المستقبل». خشية من أن تطولها وصمة العار، أخفت أمل (50 عاماً) المتحدرة من حلب على جيرانها الجدد أنها كانت من قاطني مخيم الهول الذي غادرته قبل سبعة أشهر مع بناتها الأرامل وأحفادها. وكانوا جميعهم من مناصري التنظيم الذين بقوا معه حتى آخر معاركه في الباغوز. وتقول «لا يعرف جيراني في الرقة أنني كنت في مخيم الهول، أخاف أن يأخذ الناس فكرة سيئة في حال عرفوا أنني عشت في الباغوز والهول». وتضيف «رغم قساوة الهول لكن كانت الناس تعرف بعضها وقلوبها على بعضها، أما هنا في الرقة فلا توجد حنيّة»، مشيرة إلى أن الفرق الأساسي هو الأمان الذي يتمتعنّ به في الرقة مقارنة مع المخيم الذي يشهد بين الحين والآخر فوضى أمنية وجرائم اغتيال. وتقول «ثمّة أشخاص ما زالوا لا يتقبلون أنني كنت أقطن في مناطق سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية». وتتابع «طالما أنا مرتاحة في حياتي، فلا داعي لأن يعرف الناس أين كنت». منذ فرارها من الباغوز، لا تعرف أم محمّد (45 عاماً) شيئاً عن زوجها، وانتقلت قبل سبعة أشهر من الهول الى الرقة. وتسأل السيدة التي تشكي قلّة الحيلة والظروف الحياتية الصعبة، «إلى متى سيعتبرنا المجتمع دواعش ويرفضنا»؟ ... وتضيف «كل ما أريده هو العيش براحة وأمان». ....



السابق

أخبار لبنان.. واشنطن ترصد مكافأة بـ 10 ملايين دولار لمعلومات عن محمد جعفر قصير..«حزب الله» يتلقى أسلحة بحرية من إيران.."الهروب إلى الأمام" من الاستشارات: باسيل يريد "رأس حربة" حكومية!..زيارة بايدن "تربط رادارات" المنطقة: "قبة حديد" إقليمية؟..إلى البحر دُر.. تلزيم الثروة أو إفلاس الخزينة!.. ترحيل مهمة الوسيط الأميركي إلى العهد المقبل.. وتسمية ميقاتي مرجحة الخميس والأزمة بالتأليف..توقّعات بـ «مفاوضات جدية» حول الترسيم البحري بين لبنان وإسرائيل.. تل أبيب لبيروت: تعالوا نتبادل الغاز!..مع بدء إضراب مفتوح.. الدوائر الرسمية في لبنان تغلق أبوابها..

التالي

أخبار العراق.. «الإطار» يروج لـ «حكومة خدمية» والحكيم ينأى بنفسه.. هجوم إعلامي إيراني على الصدر... واجتماع مصيري في النجف.. الصدر يحسم مصير الاستقالة والمشاركة في العملية السياسية.. الصدر: لن أشارك في انتخابات العراق بوجود الفاسدين..

“حرب الظل” الإيرانية-الإسرائيلية تخاطر بالخروج عن السيطرة..

 الإثنين 15 نيسان 2024 - 9:21 م

“حرب الظل” الإيرانية-الإسرائيلية تخاطر بالخروج عن السيطرة.. https://www.crisisgroup.org/ar/middle… تتمة »

عدد الزيارات: 153,376,063

عدد الزوار: 6,889,507

المتواجدون الآن: 84