تقرير أميركي يتوقع مصاعب لإسرائيل في {رقصة الموت} حرب على لبنان خلال 18 شهراً

تاريخ الإضافة الإثنين 2 آب 2010 - 8:10 ص    عدد الزيارات 3052    التعليقات 0    القسم دولية

        


 

 
د. جيمس زغبي*
بعد قرن من المآسي والحروب في الشرق الاوسط، فان من المؤلم ان نجد ان الكثير من الاوهام الخطرة لا تزال تصوغ تصرف عدد من اللاعبين الرئيسيين في المنطقة.
وقد اكد هذه الحقيقة التقرير الذي صدر اخيرا عن «مجلس العلاقات الخارجية» الاميركي بعنوان «حرب لبنانية ثالثة»، الذي ينصح فيه معد التقرير دان كورتزر الذي سبق ان شغل منصب السفير الاميركي لدى كل من مصر واسرائيل، صناع القرار الاميركيين بالاستعداد لاحتمال اندلاع حرب على لبنان خلال الــ12 - 18 شهرا المقبلة.
وقد كتب كورتزر هذا التقرير قبل الاشاعات التي اشارت الى ان المحكمة الدولية ستوجه الاتهام باغتيال الحريري الى اعضاء في حزب الله. وبينما حول هذا التطور الحديث عن حرب اسرائيلية على لبنان الى حرب اهلية، الا ان هذا التقرير يظل بالغ الاهمية.
اما التطورات التي استند اليها كورتزر فلها وجهان، هما مخاوف اسرائيل المتنامية من كميات وانواع الاسلحة التي تقول ان حزب الله يكدسها بشكل يمثل انتهاكا لقرار مجلس الامن رقم 1701، اضافة الى لهجة التصعيد من قبل الطرفين.
ويعتقد كورتزر ان من غير المحتمل ان يشن حزب الله هجوما على اسرائيل، ويرى ان السيناريو الارجح هو ان تستدرج اسرائيل الحزب الى الحرب او ان تبادر بمهاجمة قواعد الحزب في لبنان في محاولة لاضعاف «قدراته».

نكسات حادة
ويحذر كورترز من ان عواقب وخيمة سوف تترتب على تجدد هذا النزاع، اذ سوف يدفع لبنان - مرة اخرى - ثمنا باهظا. واسرائيل التي بدأت تعاني عزلة دولية، ستعرض موقفها في العالم الى الخطر، ولن تتمكن على الارجح من القضاء على حزب الله او حتى اضعافه. وسوف تمنى الولايات المتحدة بنكسات حادة في ما يتعلق باهدافها الرئيسية الثلاثة في الشرق الاوسط، وهي «ابطاء او وقف البرنامج النووي الايراني، وسحب قواتها من العراق، والمساعدة في انجاح جهود السلام». ويقترح كورتزر اجراءات يمكن للولايات المتحدة اتخاذها لكبح اي هجوم اسرائيلي او الحيلولة دون اتساع نطاق الحرب اذا اندلعت، الا انه يعترف بان تعقيدات السياسات الحزبية وتأثير اللوبي الاسرائيلي ستقيد حركة ادارة اوباما وتمنعها من ممارسة الضغط على اسرائيل او محاولة اشراك ايران وسوريا بشكل فاعل او فتح حوار مع حزب الله، بهدف تخفيف التوتر في المنطقة.

السيناريو الأسوأ
ويخلص كورتزر الى القول انه «في حين يتعين على الولايات المتحدة العمل من اجل تفادي اندلاع حرب جديدة في لبنان، الا ان قدرتها على الحركة في هذا الاتجاه محدودة». ويرى ان افضل خيار للولايات المتحدة هو ان تستعد للسيناريو الاسوأ. ومن بين الخيارات المتاحة امامها «تعزيز جمع المعلومات الاستخباراتية والتعاون الاستخباري الاميركي - الاسرائيلي»، و«اعادة التأكيد علانية على حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها وقلقها من قيام «حزب الله» بإعادة بناء قدراته العسكرية»، و«زيادة الضغط الدبلوماسي على سوريا»، و«الاستعداد لمبادرات سياسية محتملة بعد الحرب».

أوهام خطرة
وبعد قراءة تقرير كورتزر، تبادرت الى الذهن اسئلة عدة، تركز على الاوهام الخطرة التي يبدو انها تحكم سلوك جميع اطراف «رقصة الموت» الغريبة هذه.
فإذا كانت مثل هذه الحرب على لبنان، لن تأتي بشيء جيّد ولن يجني منها احد اي مكاسب، كما اورد كيرتزر في تقريره، وكان محقا في ذلك، فلماذا نسمح باندلاع هذه الحرب مرة اخرى؟ ومتى سيدرك قادة اسارائيل ان حربا جديدة لن تقربّهم من السلام والقبول الاقليمي، كما حدث معها في حروب الماضي؟ واذا كان حزب الله معنيا بالفعل بحقوق وسلامة وامن ورخاء شعبه، فلماذا يصرّ على ممارسة لعبة حافة الهاوية؟ واذا كانت الولايات المتحدة ستخسر الكثير من هذه الحرب، فكيف تسمح للسياسات الداخلية واللوبي الاسرائيلي بتقييد قدراتها على حماية مصالحها القومية من خلال التحرك الفاعل لكبح هذا الطرف وفتح حوار مع ذاك؟ وهل يعتقد كورتزر، الذي اصاب - برغم تحليله المثير للاضطراب - في تحديد تكاليف وعبثية واخطار اندلاع الحرب، هل يعتقد حقا ان التوصيات التي يقترحها، سوف يكون لها اي تأثير غير تشجيع مخططي الحرب للمضي قدما في مخططاتهم الحمقاء؟! وهل هناك من عاقل يعتقد ان اي «مبادرة دبلوماسية» ستلقى تجاوبا غداة اي حرب مدمرة جديدة، اكثر مما لاقته كل المبادرات التي طُرحت في اعقاب كل الحروب الماضية؟!
وفي النهاية، ان الاعتقاد بأن حربا جديدة ستجلب السلام والامن، وان تكديس السلاح في ظل وجود جار خطر ومدجج بأحدث الاسلحة سيجعلك اكثر امانا، وان السياسات السيئة التي تحكمها اعتبارات داخلية ستجلب شيئا غير النتائج السيئة.. هي كلها اوهام خطرة حكمت سلوك الجميع لعقود طويلة، ويبدو انها لا تزال تفعل ذلك.
* رئيس المعهد العربي الأميركي في واشنطن
 

المصدر: جريدة القبس الكويتية

ملف خاص..200 يوم على حرب غزة..

 الأربعاء 24 نيسان 2024 - 4:15 ص

200 يوم على حرب غزة.. الشرق الاوسط...مائتا يوم انقضت منذ اشتعال شرارة الحرب بين إسرائيل و«حماس» ع… تتمة »

عدد الزيارات: 154,120,176

عدد الزوار: 6,935,630

المتواجدون الآن: 91