أخبار وتقارير.. الحرب الروسية على اوكرانيا.. موسكو تحضّر «مفاجأة» رداً على تمدد «الأطلسي»..خطة إيطالية من 4 مراحل لإنهاء الحرب في أوكرانيا..بايدن يقدم ضمانات أمنية للسويد وفنلندا.. البنتاغون: القوات الروسية تلجأ لمجموعات تكتيكية صغيرة.. الكونغرس يقر 40 مليار دولار دعماً لأوكرانيا..الدبلوماسية الفرنسية في أزمة... و{الخارجية» ذاهبة إلى إضراب.. تحركات باكستانية استباقية ضد «طالبان»..بايدن إلى سيول اليوم وجارتها تنوي استقباله بتجربة نووية..

تاريخ الإضافة الجمعة 20 أيار 2022 - 5:49 ص    عدد الزيارات 1252    التعليقات 0    القسم دولية

        


موسكو تحضّر «مفاجأة» رداً على تمدد «الأطلسي»...

اعتقال زعيم مجموعة أوكرانية في روسيا...

الشرق الاوسط... موسكو: رائد جبر.... أعلن الكرملين، أمس، عن ترحيبه بمناقشة أي اقتراحات يمكن أن تقدمها إيطاليا في إطار البحث عن تسوية للوضع في أوكرانيا. لكن الناطق الرئاسي دميتري بيسكوف قال إن القيادة الروسية «لم تطلع بعد على تفاصيل الخطة المقترحة». وأوضح في حديث مع الصحافيين أن موسكو لم تتلق عرضاً محدداً، من الجانب الإيطالي لكنها «ترحب بمشاركة جميع من يمكنهم المساهمة في التسوية». وكانت صحيفة «لا ريبوبليكا» قد ذكرت في وقت سابق أن إيطاليا اقترحت خطة لحل الأزمة في أوكرانيا تتكون من أربع مراحل. وأشارت تقارير إعلامية إلى أن وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو سلم وثيقة أعدتها وزارة الخارجية بمشاركة الحكومة الإيطالية إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش. وقال بيسكوف رداً على أسئلة الصحافيين في هذا الشأن أمس، إن «لا أحد يرفض مثل هذه الجهود المخلصة». وزاد: «لا نعرف للأسف تفاصيل هذه الخطة، ولا أعرف ما إذا كانت أوصلت بطريقة ما عبر القنوات الدبلوماسية. لقد علمنا بهذا الأمر من خلال وسائل الإعلام». في غضون ذلك، أعلنت موسكو أن رئيس هيئة الأركان العامة في القوات الروسية فاليري غيراسيموف ناقش هاتفياً مع نظيره الأميركي مارك ميلي مستجدات الوضع في أوكرانيا. ولم يشر بيان أصدرته وزارة الدفاع إلى فحوى المكالمة، واكتفى بإشارة مقتضبة إلى أن الحديث ركز على جوانب التطورات الميدانية والوضع الإنساني. ويعدّ هذا ثاني اتصال منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا، يجري على المستوى العسكري الرفيع بين موسكو وواشنطن، بعدما كان وزيرا دفاع البلدين بحثا الملف الأوكراني في مكالمة هاتفية الأسبوع الماضي. على صعيد آخر، حملت إشادة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس، بـ«شجاعة وصلابة» المقاتلين «الروس المسلمين» في أوكرانيا، دلالات لافتة مع اتساع مستوى وجغرافية حضور المقاتلين الشيشان الذين تولوا مهاما عديدة في الهجوم على كييف وخاركيف في بداية العملية العسكرية ثم الانخراط القوي في معركة ماريوبول، قبل أن تبدأ وحدات منهم بمساعدة القوات الانفصالية في دونيتسك ولوغانسك على التقدم وتوسيع مساحة سيطرتها في المرحلة الثانية من العملية العسكرية. وقال بوتين في تحية وجّهها إلى المشاركين في احتفالات أقيمت في تتارستان بمناسبة الذكرى 1100 لاعتناق بلغار الفولغا الإسلام، إن «المقاتلين المسلمين أظهروا الصلابة والشجاعة والتفاني خلال العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا». ولفت بوجه خاص إلى أن «الجيل الحالي من المسلمين في روسيا يحترم تقاليد وعادات أسلافه، ويتمسك بقوة بمبادئ الخدمة الصادقة للوطن، وبالمثل العليا للوطنية والعدالة». إلى ذلك، تواصلت التحذيرات الروسية من انضمام فنلندا والسويد المحتمل إلى حلف شمال الأطلسي، وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، إن «الرد على قرار فنلندا بالانضمام إلى الناتو سيكون مفاجئاً». ورداً على سؤال حول نوع الإجراءات العسكرية والإطار الزمني الذي وضعته روسيا للرد على فنلندا فيما يتعلق بطلبها للانضمام إلى عضوية الناتو، قالت زاخاروفا إن «هذا يعود إلى وزارة الدفاع. سيتم اتخاذ القرار مع الأخذ في الاعتبار كل عوامل وميزات تطور عضوية فنلندا في الناتو. بناء على كل هذه المعايير، سيتم اتخاذ القرار، ولكن التحرك متروك في المقام الأول للجيش». وزادت: «هذه ستكون مفاجأة». وتقدمت كل من فنلندا والسويد أول من أمس، بطلب رسمي مشترك للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي. في الأثناء، قللت رئيسة مجلس الاتحاد (الشيوخ) فالنتينا ماتفيينكو من أهمية انقطاع قنوات الاتصال حالياً بين روسيا والغرب. ورأت أن الحوار بين الطرفين سيمكن استئنافه بعد انتهاء العملية العسكرية في أوكرانيا. وقالت ماتفيينكو في مقابلة صحافية: «أعتقد أنه ستكون هناك فرصة لاستئناف الحوار عندما تنتهي العملية العسكرية خاصة، ولا أشك لدقيقة واحدة في أنها ستكتمل بنجاح». وأشارت المسؤولة إلى أن روسيا «لا تزال منفتحة على الحوار، لكن ليس وفقا للقواعد التي قد يخترعها شخص ما، إنما على أساس القانون الدولي والاحترام المتبادل». ميدانياً، أعلنت روسيا أمس، عن وقوع هجمات عسكرية جديدة داخل أراضيها. وفي تطور لافت، تم الإعلان أمس عن اعتقال واحد من أبرز زعماء المجموعات المسلحة الأوكرانية التي تقاتل إلى جانب الجيش. ووفقا للمعطيات التي نشرتها موسكو، فقد حاول دينيس موريغا الذي تقول موسكو إنه بين أبرز قيادات «كتيبة إيدار» القومية التسلل إلى الأراضي الروسية بصفة لاجئ، لكن رجال الأمن الروسي أوقفوه بعدما تم التعرف على شخصيته. وقال متحدث باسم وزارة العدل في منطقة روستوف إن محكمة محلية في المدينة نظرت في التماس المحقق بشأن حبس موريغا على ذمة التحقيق. ولم يتم الكشف رسمياً عن حيثيات الاتهام، لكن مصدراً أمنياً أبلغ وكالة أنباء «نوفوستي» أن موريغا هو نائب قائد إحدى وحدات كتيبة «إيدار» القومية الأوكرانية. بالتزامن مع ذلك، أعلنت سلطات مقاطعة كورسك الروسية المتاخمة للحدود الأوكرانية، عن سقوط جرحى وقتيل واحد على الأقل بقصف أوكراني لإحدى قرى المقاطعة. وقال حاكم مقاطعة كورسك رومان ستاروفويت إن «هجوماً آخر للعدو وقع فجر اليوم (أمس) على قرية تيتكينو، انتهى للأسف بمأساة. في الوقت الحالي، هناك معلومات عن مقتل مدني واحد على الأقل». وأشار ستاروفويت إلى أن الجهود جارية لإخماد حريق اندلع بعد القصف الأوكراني الذي ألحق أضرارا بعدد من المنازل في القرية. وأضاف أن هناك تقارير عن وجود قذائف لم تنفجر، وأن متخصصين يعملون في الموقع لجمع البيانات حول الهجوم. وكان حاكم كورسك أفاد، مساء أول من أمس، بأن قريتين حدوديتين تعرضتا لقصف أوكراني دون سقوط إصابات. وكانت سلطات مقاطعة بيلغورود في غرب روسيا أعلنت قبل أيام، عن سقوط قتيل وثلاثة جرحى على الأقل جراء تعرض قرية على حدود أوكرانيا للقصف من قوات كييف. وأكد حاكم المقاطعة فياتشيسلاف غلادكوف، أن «الوضع هو الأسوأ منذ بدء عمليات القصف، ووفقاً للمعلومات المؤكدة، قتل شخص، وأصيب ثلاثة آخرون يتلقون العلاج الطبي اللازم». وكانت القوات الأوكرانية وسعت خلال الأسابيع الأخيرة عمليات قصف لمناطق في مقاطعات بيلغورود وبريانسك وكورسك الروسية الواقعة عند حدود أوكرانيا. وفي الغالب تستهدف هذه العمليات صهاريج وقود ومستودعات لتخزين المواد الحارقة التي تقول أوكرانيا إنها تستخدم لإمدادات القوات الروسية على الأراضي الأوكرانية. على صعيد آخر، حذرت وزارة الدفاع الروسية من أن القوات الأوكرانية تستعد لـ«تصوير فبركات في منطقة كونستانتينوفكا في دونيتسك، على غرار سيناريو بوتشا». وقال رئيس مركز مراقبة الدفاع الروسي ميخائيل ميزينتسيف: «وفقاً لشهادات أسرى من القوات المسلحة الأوكرانية في كونستانتينوفكا، فإن نظام كييف يعد لفبركات أخرى وفقاً لسيناريو بوتشا، تحت قيادة الرعاة الغربيين». وأضاف أنه «حسب للسيناريو، فإن مسلحين يرتدون زي العسكريين الروس سوف يقومون بإطلاق النار على مدنيين أوكرانيين». ولفت إلى أن «الصور والفيديوهات لهذه الجريمة المفبركة، بما فيها التي التقطتها الكاميرات للسيارات التي يزعم مرورها، سيتم نشرها على نطاق واسع من قبل المتخصصين في مركز المعلومات والعمليات النفسية للقوات المسلحة الأوكرانية عبر وسائل الإعلام الغربية ومنصات الإنترنت المختلفة، بعد تحرير هذه المدينة من قبل القوات المسلحة الروسية».

جندي روسي يطلب «الصفح» لدى محاكمته في كييف

موسكو: «الشرق الأوسط»... طلب أول جندي روسي يحاكم في كييف بتهمة ارتكاب جريمة حرب «الصفح»، خلال جلسة محاكمة أمس، واصفاً كيف أردى مدنياً أوكرانياً بإطلاق النار عليه في الأيام الأولى للحرب. وقال فاديم شيشيمارين، البالغ 21 عاماً، مخاطباً كاترينا تشيليبوفا؛ أرملة الرجل الأوكراني البالغ 62 عاماً الذي أقر بقتله في شمال شرقي أوكرانيا يوم 28 فبراير (شباط) الماضي: «أعلم أنك لن تكوني قادرة على مسامحتي، لكنني أطلب منك الصفح»، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية. ويحاكم أيضاً جنديان روسيان آخران في أوكرانيا بتهمة «ارتكاب جرائم ضد مدنيين»، مع إطلاق كييف عملية قضائية متعلقة بفظائع مزعومة بعد نحو 3 أشهر من الحرب. في سياق آخر، أعلنت روسيا، أمس، استسلام 1730 جندياً أوكرانياً من «مجمع آزوفستال للصلب» المحاصر في مدينة ماريوبول الساحلية، عارضة مشاهد تظهر جنوداً؛ بعضهم على عكازات، يخرجون من المصنع بعد معركة طويلة تحولت إلى رمز للمقاومة الأوكرانية. وأوضحت وزارة الدفاع الروسية أن هؤلاء الجنود؛ بينهم 80 جريحاً، خرجوا منذ الاثنين، «وجعلوا أنفسهم أسرى». ومنذ أسابيع، كان الجنود متحصنين في ملاجئ حفرت في الحقبة السوفياتية تحت مصنع الصلب. وقال دينيس بوشيلين، وهو زعيم انفصالي موالٍ لروسيا، الأربعاء، إن «قادة ومقاتلي (كتيبة آزوف) لم يخرجوا بعد» من هذا المجمع، مؤكداً أن نحو ألف عنصر في هذه الوحدة شبه العسكرية المنخرطة في الجيش الأوكراني، ما زالوا في المصنع. ولا يزال الغموض يلف مصيرهم؛ إذ إن أوكرانيا تريد تنظيم عملية تبادل أسرى، لكن روسيا أشارت مرات عدة إلى أنها تعدّ أن جزءاً منهم على الأقل ليسوا جنوداً؛ بل مقاتلون من «النازيين الجدد». وفي حين يشكل هذا الاستسلام تقدماً كبيراً لروسيا، أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن شعبه يبقى «قوياً ولا يقهر، وشجاعاً، وحراً»، في مقطع فيديو نشر بمناسبة «عيد التقاليد الفلكلورية الأوكرانية».

خطة إيطالية من 4 مراحل لإنهاء الحرب في أوكرانيا

تشرف عليها الأمم المتحدة وتهدف إلى إعادة تشكيل التوازنات الأمنية في أوروبا

الشرق الاوسط... بروكسل: شوقي الريس... كشف مصدر دبلوماسي أوروبي رفيع في حديث إلى «الشرق الأوسط» تفاصيل «خطة سلام» من أربع مراحل لإنهاء الحرب في أوكرانيا، وضعتها إيطاليا، بالتشاور مع واشنطن وبعض الحلفاء الأوروبيين والفاتيكان والصين، وأصبحت منذ الأربعاء على طاولة الأمين العام للأمم المتحدة الذي سيلعب دوراً رئيسياً في الإشراف على مراحلها. وقال المصدر إن الخطة التي سلمها وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، تتدرج على أربع مراحل، وتبدأ بوقف لإطلاق النار، يليه اتفاق حول منح الحكم الذاتي للمناطق المتنازع عليها بين موسكو وكييف، ثم إعلان حياد أوكرانيا وانضمامها إلى الاتحاد الأوروبي، وتنتهي بمفاوضات موسعة لإعادة تحديد التوازنات الأمنية في أوروبا. وتقترح الخطة التي كان وزير الخارجية الإيطالي ناقشها مع نظرائه في مجموعة الدول الصناعية السبع ومجموعة الخمس (الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة وإيطاليا) أن يشرف على تنفيذ المراحل الأربع «فريق دولي من الميسرين» بإدارة الأمم المتحدة، يكون مكلفاً التحقق من احترام الأطراف المعنية التعهدات المقطوعة في كل مرحلة، ويعطي الضوء الأخضر للانتقال إلى المرحلة التالية. ويقول المصدر إن الخطة ولدت من رغبة شديدة لدى رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي، بالتنسيق مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتس والبابا فرنسيس، لتوفير الشروط التي من شأنها أن تدفع الطرفين، وبخاصة الطرف الروسي، إلى طاولة المفاوضات الجدية. وكان دراغي بحث تفاصيل هذه الخطة مع الرئيس الأميركي جو بايدن مطلع الأسبوع الماضي في واشنطن، حيث اتفق الطرفان على ضرورة مواصلة فرض عقوبات إضافية على موسكو، وتزويد أوكرانيا بالأسلحة لدفع موسكو إلى التجاوب مع العرض التفاوضي. تنص المرحلة الأولى من الخطة على البدء بمفاوضات لوقف إطلاق النار فيما تستمر العمليات العسكرية، إذ «ليس واقعياً الحديث عن وقف تلقائي للمعارك أو أن تكون الهدنة شرطاً للتفاوض». ويخضع وقف إطلاق النار لمراقبة جهة دولية محايدة، في الوقت الذي يجري نزع السلاح وسحب القوات على طول خط الجبهة، تمهيداً لوقف العمليات العسكرية بشكل نهائي. وتشير الخطة إلى أن هذه المرحلة الأولى هي الأصعب على الصعيد العملي نظراً لتعقيدات الوضع الميداني، لكنها تفتح باباً واسعاً على السلام إذا تحققت. وتدور المرحلة الثانية حول مفاوضات متعددة الأطراف لتحديد وضع أوكرانيا في المستقبل، وبخاصة الشروط المحتملة لضمان حيادها. وتقترح الخطة مناقشة الحياد في مؤتمر دولي للسلام، تعرب إيطاليا عن استعدادها لاستضافته في روما، شريطة عدم تعارض هذا الحياد مع نية أوكرانيا الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. أما المرحلة الثالثة، التي يقول المصدر إنها تقتضي جهداً سياسياً ودبلوماسياً كبيراً على أرفع المستويات، فهي التي تتناول تحديد إطار وشروط الاتفاق الثنائي بين روسيا وأوكرانيا حول المناطق المتنازع عليها، خصوصاً دونباس وشبه جزيرة القرم. وتقترح الخطة أن يتضمن هذا الاتفاق، الذي لا بد له من رعاية دولية، تسوية الخلافات حول الحدود، وعقدة السيادة، والإدارة المحلية، والأطر التشريعية والدستورية في مناطق الحكم الذاتي، فضلاً عن الحقوق اللغوية والثقافية، وحرية تنقل الأشخاص والخدمات، وصون التراث التاريخي. ويستفاد من تفاصيل هذه المرحلة أن الهدف منها هو إعطاء المناطق المتنازع عليها حكماً ذاتياً بصلاحيات واسعة تشمل الأمن الداخلي والدفاع، لكن مع الاعتراف الدولي بسيادة كييف على كامل الأراضي الوطنية. المرحلة الرابعة، والمتوقع أن تكون الأطول، تستهدف التوصل إلى اتفاق متعدد الأطراف حول الأمن والسلم في أوروبا تحت مظلة منظمة الأمن والتعاون وسياسة الجوار للاتحاد الأوروبي، أي بتعبير آخر إعادة تنظيم التوازنات الأمنية الدولية انطلاقاً من العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وروسيا. وتقترح الخطة في هذه المرحلة مجموعة من الأولويات، مثل الاستقرار الاستراتيجي، ونزع السلاح ومراقبة التسلح، وتدابير منع نشوب النزاعات وتعزيز الثقة. كما تشمل هذه المرحلة أيضاً موضوعاً بالغ الحساسية، هو انسحاب القوات الروسية من الأراضي المحتلة. وإذ تنص الخطة على أن يكون الانسحاب إلى وراء الخطوط التي كانت توجد فيها عشية الاجتياح في 24 فبراير (شباط) الماضي، تقترح أن يتم بصورة تدريجية تتزامن مع رفع تدريجي للعقوبات يكون مشروطاً بمراحل الانسحاب ومتناسباً معها. وتقترح الخطة أن تكون هذه الجهود الدبلوماسية الضخمة تحت إشراف الفريق الدولي للتيسير (GIF) الذي تقترح إيطاليا قائمة للمشاركين فيه تضم فرنسا وألمانيا وإيطاليا وتركيا والولايات المتحدة والصين وكندا والمملكة المتحدة وإسرائيل، إضافة إلى الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، مع احتمال انضمام أطراف أخرى إليها. وتنص الخطة التي سلمها وزير الخارجية الإيطالي إلى الأمين العام للأمم المتحدة في نيويورك على نشر قوات دولية لحفظ السلام وبعثات مراقبة للتأكد من احترام الأطراف للتعهدات المقطوعة. كما يتولى هذا الفريق تنسيق مساعدات الإعمار التي يثمرها مؤتمر المانحين. وتقول مصادر دبلوماسية إيطالية إن الخطة ترمي للتوصل إلى تسوية عادلة ومنصفة يتوافق عليها الطرفان، انطلاقاً من وحدة أراضي أوكرانيا، وأن يكون للاتحاد الأوروبي دور أساسي فيها. في غضون ذلك، صرح نائب وزير الخارجية الروسي أندريه رودنكو أمس أن موسكو جاهزة لاستئناف المفاوضات مع أوكرانيا عندما تعلن كييف أنها مستعدة لذلك، فيما قال رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي إن بلاده تتحرك بالتنسيق مع الشركاء الأوروبيين والحلفاء في أي جهود للتوسط في النزاع بين روسيا وأوكرانيا، «لكن أوكرانيا وحدها هي التي تقرر السلام الذي تريد أن تقبل به، وليس مقبولاً أي سلام من غير أوكرانيا». وكان دراغي يتحدث صباح أمس أمام مجلس الشيوخ الإيطالي، حيث قال إن بلاده على استعداد للمساعدة في التحقيقات حول «جرائم الحرب» في أوكرانيا، وحذر من أن الارتفاع القياسي في أسعار المواد الغذائية من شأنه أن يؤدي إلى أوضاع كارثية وأزمة غذائية حادة في بعض بلدان الشرق الأوسط وأفريقيا.

بايدن يقدم ضمانات أمنية للسويد وفنلندا

أكد أنهما تستوفيان «كل المعايير» للانضمام إلى حلف الأطلسي

الشرق الاوسط.... واشنطن: هبة القدسي... ألقى الرئيس الأميركي جو بايدن بكل ثقله السياسي في حلف شمال الأطلسي لضم كل من فنلندا والسويد، بما يعيد تشكيل المشهد الأمني في أوروبا في أعقاب الحرب الباردة. واستقبل بايدن، أمس (الخميس)، رئيسة وزراء السويد ماغدالينا أندرسن والرئيس الفنلندي ساولي نييستو، وعبر مرة جديدة عن دعمه لانضمام هذين البلدين إلى حلف شمال الأطلسي. وقال: «أنا فخور اليوم بالترحيب وتقديم الدعم القوي لطلبي نظامين ديمقراطيين عظيمين، وشريكين قريبين وذوي قدرة عالية، للانضمام إلى أقوى تحالف دفاعي في تاريخ العالم». وأضاف أن البلدين «يستوفيان كل متطلبات ومعايير الانضمام إلى الناتو»، لافتا إلى أن «وجود عضوين جديدين في الناتو في أقصى الشمال سيعزز أمن تحالفنا». وتعمل واشنطن لدعم فنلندا والسويد اللتين قررتا الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي في قطيعة تاريخية مع موقفهما السابق المؤيد لعدم الانحياز. وبعد انطلاق حرب أوكرانيا، قررت استوكهولم وهلسنكي التموضع تحت المظلة العسكرية لدول أوروبية وأخرى والولايات المتحدة في مواجهة روسيا. وفي انتظار النظر في طلب عضويتهما، أعلنت واشنطن أن هذين البلدين سيستفيدان من الآن وصاعدا من حماية عسكرية أميركية لكن دون تحديد تفاصيلها. وقال بايدن: «طوال فترة النظر في طلبي انضمامهما إلى الأطلسي، ستعمل الولايات المتحدة مع فنلندا والسويد لكي تبقى متيقظة أمام أي تهديد ضد أمننا المشترك ولمواجهة أي عدوان أو تهديد بعدوان». وتبدو واشنطن واثقة من تجاوز تحفظات تركيا على عضوية البلدين الأوروبيين. وأكد الرئيس الفنلندي في هذا الصدد أنه «مستعد ليبحث» مع تركيا كل المسائل التي تثير «قلقها»، وذلك لاحتواء معارضة أنقرة انضمام فنلندا والسويد إلى حلف شمال الأطلسي. وقال نينيستو خلال زيارته واشنطن: «بوصفنا حلفاء داخل حلف شمال الأطلسي، سندافع عن أمن تركيا»، مضيفا «ندين الإرهاب بكل أشكاله»، علما بأن السلطات التركية تأخذ على البلدين رعاية «إرهابيين» من حزب العمال الكردستاني. بدورها، أعلنت رئيسة وزراء السويد ماغدالينا أندرسن أن ثمة «حوارا» قائما مع تركيا بهدف «حل» هذه المسائل. وتبدي واشنطن تفاؤلا بقدرتها على تجاوز المعارضة التركية. وأكد بايدن أنه سيحيل قضية ترشح فنلندا والسويد على الكونغرس ليوافق على الأمر «في أسرع وقت ممكن». وقال الرئيس الأميركي: «حين ينضم أعضاء جدد إلى حلف شمال الأطلسي، فإن ذلك ليس تهديدا لأي بلد ولم يكن الأمر على هذا النحو أبدا. هدف الحلف هو الدفاع عن نفسه في مواجهة الاعتداءات». وذكر أيضا بأنه لم يتم اللجوء سوى مرة واحدة إلى البند الخامس من معاهدة الحلف والذي ينص على رد مشترك من جميع أعضائه في حال تعرض أحد هؤلاء الأعضاء لهجوم. وأورد أن ذلك حصل بعد اعتداءات 11 سبتمبر 2001 «وقد وقف جميع حلفائنا إلى جانبنا» آنذاك.

البنتاغون: القوات الروسية تلجأ لمجموعات تكتيكية صغيرة

الشرق الاوسط... واشنطن: إيلي يوسف.. قالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إن عدد الوحدات الروسية العاملة في أوكرانيا لم يتغير منذ آخر تقييم لها، ولا يزال يقدّر بـ106 وحدات تكتيكية. وقال مسؤول دفاعي إن القادة العسكريين الروس قرروا الاستعانة بهجمات تشنّها وحدات عسكرية أصغر لتنفيذ عملياتهم العسكرية، «ما يعكس تواضع قدراتهم على المستوى التكتيكي»، وفق تعبيره. وأضاف المسؤول أن السبب وراء ظهور الوحدات الروسية الأصغر هو القتال المستمر في منطقة دونباس، شرق أوكرانيا، والهجمات الروسية المتوقفة، والهجمات الأوكرانية المضادة، «حيث نرى أنهم مستمرون في دفع الروس إلى الوراء بالقرب من الحدود، ويعززون عملياتهم بقدراتهم الخاصة، وخاصة القدرات المدفعية». وتابع أن الروس يستخدمون قوات من كتائب تكتيكية، يبلغ عددها عدة مئات من الجنود للمناورة حول ساحة المعركة، مشيراً إلى أن مثل هذه الوحدات العسكرية الأصغر التي يتراوح عددها بين بضع عشرات ونحو 100 جندي، تشن هجمات بين حين وآخر. وأوضح المسؤول أن هذه الوحدات الأصغر قلصت أهدافها، وركزت محاولاتها على الاستيلاء على بلدات وقرى معينة. وأشار إلى أن القوات الروسية حققت بعض «المكاسب التدريجية» بين مدينتي خيرسون وميكولايف الجنوبيتين، باتجاه البحر الأسود وغرب مدينة دونيتسك، نحو فيليكا نوفوسيلكا؛ حيث نقلوا قواتهم من ماريوبول إلى جنوب تلك المدينة مباشرة. لكنه أكد أن هذا التقدم «لا يزال محدوداً وثابتاً»، معتبراً أنه محاولة لربط قواتهم مع القوات المتوقفة في المنطقة. وأضاف المسؤول الدفاعي أن التكتيكات الأخرى التي تنفذها القوات الروسية، كالقصف المدفعي المتبوع بهجمات من القوات البرية، لم تتغير أيضاً. وفي العمليات الجوية، قال إن عدد الطلعات الجوية الروسية لا يزال بحدود 225 طلعة يومياً، تتركز في معظمها على مدينة خاركيف. كما أكد عدم وجود تغييرات حقيقية في العمليات البحرية الروسية، يُستحق ذكرها. «فالروس ما زالوا يحاولون تعزيز مواقعهم في جزيرة الأفعى، عبر إعادة الإمداد، لكن لا شيء يشير إلى هجوم برمائي محتمل أو أي شيء من هذا القبيل»، على حد قوله. وأكد أن تحرك القوات الروسية من خيرسون إلى البحر الأسود لا يشير إلى قرب تنفيذ هجوم برمائي، وأن الأمر لا يعدو كونه مجرد محاولة لتغيير مواقعهم، من أجل اعتماد نهج عسكري مختلف في مدينة ميكولايف، ليس أكثر. وعن المساعدات العسكرية الأميركية الجديدة البالغة 40 مليار دولار، توقع المسؤول الدفاعي البدء بتنفيذها، مؤكداً وصول ومشاركة 79 من 90 مدفعاً من طراز «هاوتزر» في العمليات القتالية الجارية الآن في أوكرانيا، وأن 75 في المائة من ذخائر تلك المدافع البالغة أكثر من 200 ألف طلقة مدفعية، وصلت بالفعل إلى أوكرانيا. وأضاف أنه تم نقل 3 من 11 طائرة هليكوبتر من طراز «إم آي 17» إلى الجيش الأوكراني، وأن جميع الرادارات التي وعدنا بها قد تم نقلها كلها الآن. وقال إنه من بين 300 طائرة «سويتشبليد» من دون طيار، وصل 200 منها، وما يقرب من 10 طائرات من نوع «فينيكس غوست» أيضاً.

الكونغرس يقر 40 مليار دولار دعماً لأوكرانيا

الشرق الاوسط... واشنطن: رنا أبتر.. أقر الكونغرس الأميركي، أمس (الخميس)، حزمة ضخمة من المساعدات لأوكرانيا بلغت قيمتها 40 مليار دولار. وصوت 86 عضوا في مجلس الشيوخ لصالح هذه الحزمة، فيما عارضها 11 عضوا، وذلك بعد عرقلة إقرارها من قبل السيناتور الجمهوري راند بول، الذي أراد تعيين محقق في ملف أوكرانيا للإشراف على كيفية صرف الأموال المخصصة لها. وقد أدت معارضة بول إلى تأخير في إقرار المجلس المساعدات، رغم تحذيرات الإدارة الأميركية من نفاد الأموال المخصصة للأزمة هذا الأسبوع. وتُخصّص هذه الحزمة 18 مليار دولار للمساعدات العسكرية والأمنية ولتجديد مخزون الولايات المتحدة الدفاعي، الذي تم توزيع البعض منه بعد الحرب في أوكرانيا. كما يخصص مبلغ 8.8 مليار دولار للمساعدات الاقتصادية لكييف وجهود إعادة توطين اللاجئين في أوروبا والولايات المتحدة، والتصدي لجهود الاتجار بالبشر. ويتضمن المبلغ الإجمالي 5 مليارات دولار للتطرق إلى نقص المواد الغذائية حول العالم جراء الصراع. بالإضافة إلى ذلك، تحصل الوكالات الأميركية على مبلغ 900 مليون دولار لتقديم الدعم للاجئين؛ مثل جهود الإسكان وتعليم اللغة وعلاجهم النفسي، كما تحصل وزارة العدل الأميركية على مبلغ 67 مليون دولار لتغطية تكاليف مصادرة أملاك الـ«أوليغارك»، مثل اليخوت، وتخزينها وبيعها.

- تحفظ جمهوري

رغم الإجماع الكبير على دعم أوكرانيا في صفوف الحزبين الديمقراطي والجمهوري، فإن التأخير في إقرار حزمة المساعدات سلط الضوء على تنامي التحفظات الجمهورية على التمويل الضخم الذي خصصته الولايات المتحدة لدعم أوكرانيا في خضم أزمة التضخم المتزايدة في الولايات المتحدة. وفسر النائب الجمهوري غريغ ستوب سبب هذه المعارضة، قائلاً إن «المبلغ الذي يأمل الديمقراطيون توفيره لأوكرانيا يقارب موازنة حماية الحدود السنوية لوزارة الأمن القومي… كما أن التضخم في أعلى مستوياته منذ 40 عاماً، على الكونغرس أن يتحمل مسؤولياته تجاه الأميركيين ودافعي الضرائب وأن يضع احتياجاتهم في المقدمة».

- سفيرة لدى أوكرانيا

من جهة أخرى، وافق مجلس الشيوخ في وقت متأخر من مساء الأربعاء على تعيين السفيرة الأميركية لدى أوكرانيا بريدجيت برينك. وصوت المجلس بإجماع كل أعضائه على برينك في مؤشر واضح على دعم الحزبين هذه الخطوة بالتزامن مع إعادة فتح السفارة الأميركية في كييف. وهذا ما أكد عليه زعيم الأغلبية الديمقراطية في المجلس، تشاك شومر، الذي عدّ أن هناك حاجة ماسة لوجود برينك في أوكرانيا «في وقت تسعى فيه الولايات المتحدة إلى تعزيز الروابط الدبلوماسية في المنطقة التي مزقتها الحرب». وبهذا تنتقل برينك من منصبها سفيرة لدى سلوفاكيا إلى أوكرانيا، وهي تتحدث اللغة الروسية بطلاقة، كما أنها خدمت في السابق في السفارات الأميركية لدى كل من الصرب وقبرص وجورجيا وأوزباكستان. يذكر أن منصب السفير لدى أوكرانيا كان شاغراً منذ عام 2019 عندما دفع الرئيس السابق دونالد ترمب بالسفيرة الأميركية حينها ماري يوفانوفيتش إلى الاستقالة من منصبها بسبب خلافات سياسية أدت بالتالي إلى مساعي عزله من الرئاسة.

الدبلوماسية الفرنسية في أزمة... و{الخارجية» ذاهبة إلى إضراب

احتجاجات للنقابات والعاملين في المهنة على خطة الإصلاح الحكومية

الشرق الاوسط... باريس: ميشال أبو نجم... تأكد أمس رحيل جان إيف لو دريان عن وزارة الخارجية الفرنسية التي شغل مقعدها رئيساً لدبلوماسية بلاده طيلة خمس سنوات بعد أن كان قد أمضى خمس سنوات مماثلة وزيراً للدفاع إبان ولاية الرئيس الاشتراكي فرنسوا هولاند. وحتى العصر، لم يكن قد عُرف اسم خليفة لو دريان فيما الأنظار تتجه إلى قصر الإليزيه حيث من المرجح أن تذاع أسماء الوزراء الجدد في حكومة إليزابيث بورن التي كلّفها ماكرون مهمة تشكيلها لتكون بذلك أولى حكومات عهده الثاني. بيد أن لو دريان يغادر مبنى وزارة الخارجية المسمى «كي دورسيه» القائم على ضفة نهر السين اليسرى الذي شُيِّد منتصف القرن التاسع عشر بدفع من الإمبراطور نابوليون الثالث، وخليفته يصل إليه في الوقت الذي يعيش فيه الجسم الدبلوماسي أزمة وجودية تُرجمت بدعوة ست نقابات للإضراب يوم الثاني من يونيو (حزيران). ومن المعروف عالمياً أن الدبلوماسيين يفضّلون المناقشات داخل الغرف المغلقة ويستخدمون لغة بالغة التهذيب ولا يرفعون الصوت بتاتاً وخصوصاً لا يقومون بحركات احتجاجية. ولذا، فإن إضراب يوم الثاني من الشهر القادم يعد استثنائياً بل تاريخياً لأنها المرة الثانية فقط التي يلجأ فيها الجسم الدبلوماسي الفرنسي إلى الإضراب خلال مسيرته التي تمتد للكثير من الأجيال، لرفع الصوت وإيصال مطالبه إلى السلطات التي هي وزيره من جهة ورئيس الجمهورية من جهة أخرى. وفي هذه الحالة بالذات، فإن أساس نقمة، لا بل غضب الدبلوماسيين، يعود إلى الرئيس إيمانويل ماكرون الذي أعيد انتخابه لولاية ثانية يوم 24 أبريل (نيسان) الماضي، ولمشروعه الداعي إلى إصلاح إدارة الدولة خصوصاً كبار موظفيهاً. وما بين الدورتين الأولى والثانية من الانتخابات الرئاسية وتحديداً في 17 أبريل، صدر مرسوم تطبيق الإصلاح في الجريدة الرسمية، الأمر الذي أثار لغطاً كبيراً، إذ إن إصدار مرسوم بهذه الأهمية بين دورتين انتخابيتين ليس رائجاً لا بل إنه طرح كثيراً من التساؤلات. وكانت فرنسا تفتخر بأنها تملك ثاني أكبر شبكة دبلوماسية في العالم بعد الولايات المتحدة وقد تراجعت في السنوات الأخيرة إلى الثالثة «وراء الصين». وخلال هذه السنوات، تناقص عدد الدبلوماسيين إلى 14 ألفاً «مع الموظفين الإداريين داخل فرنسا وفي الخارج». وأخذت الدبلوماسية تركز على خدمة الاقتصاد، أي الشركات الفرنسية وانتشارها عبر العالم. ومشكلة إصلاح ماكرون أنه سيُفضي إلى اندثار الجسم الدبلوماسي، أي الدبلوماسيين الممتهنين وفتح أبوابه أمام جميع كادرات الدولة العليا. ويرى المروجون للإصلاح أنه سيتيح ولادة دينامية جديدة تقوّي الحركية بين الإدارات. وجاء في بيان للنقابات الست العاملة في «الخارجية» بالإضافة إلى مجموعة من 400 دبلوماسي شاب إن هذه الوزارة «تختفي شيئاً فشيئاً». وندد البيان بالإصلاح الذي أنهى عمل دبلوماسيين وقلص النشاطات القنصلية وألغى مناصب. وكتب الموقعون على البيان أن «هذه الإجراءات الهادفة إلى تفكيك أداتنا الدبلوماسية غير منطقية في وقت عادت الحرب لتوّها إلى أوروبا». واللافت أن الرغبة الرئاسية تحل في وقت يتراجع فيه حضور فرنسا عبر العالم بما في ذلك في جنوب شرقي آسيا ومنطقة المحيطين الهندي والهادئ، كما برز ذلك في إلغاء صفقة الغواصات لأستراليا واستبعاد باريس عن التحالف الثلاثي «الأميركي - البريطاني - الأسترالي». كذلك خسرت باريس مواقع في مناطق نفوذها التقليدية كما في أفريقيا وفي بلدان الساحل أو في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فيما تظهر داخل الاتحاد الأوروبي أصوات تناهض باريس وتعارض توجهات الثنائي الفرنسي - الألماني الذي كان الدينامو المحرك للاتحاد. وظهرت هذه المعارضة بقوة فيما خص الملف الأوكراني، حيث يُنظر إلى باريس وبرلين على أنهما «متحفظتان» في توفير الدعم لأوكرانيا وحريصتان على دوام التواصل مع الجهة المعتدية أي روسيا. عملياً، يأتي التخوف من «انقراض» تدريجي «بحلول عام 2023» للهيئتين التاريخيتين للخارجية الفرنسية، وهما «الوزراء المفوضون» من جهة، ومن جهة أخرى مستشارو الشؤون الخارجية. والوزراء المفوضون هم الدبلوماسيون الذين يقومون بعمل السفير دون أن يكونوا متمتعين بلقبه، وذلك لأسباب تاريخية. ويصل عديد الدبلوماسيين المعنيين إلى نحو 800 بينهم 182 سفيراً و89 قنصلاً مدعوون للانضمام إلى هيئة جديدة مؤلفة من «مديري دولة» بدءاً من الأول من يوليو (تموز) المقبل. وفلسفة الإصلاح الذي أراده ماكرون وضع حد لارتباط كبار مديري الدولة بإدارة محددة بل يعني أن يكونوا بتصرف الحكومة ووفق حاجاتها، وبالتالي فإن مهنة الدبلوماسي سوف تختفي، حيث إن أي مدير من الهيئة الجديدة يمكن أن يعيَّن سفيراً، بينما كانت مناصب السفراء محصورة حتى اليوم بالدبلوماسيين مع استثناءات محدودة. وثمة من يراهن على أن ماكرون يريد اتباع النهج الأميركي، حيث يقوم سيد البيت الأبيض بتعيين مقربين منه أو الذين دعموا حملته الانتخابية مالياً وسياسياً في العواصم الكبرى. وثمة تقليد معروف أن السفير الأميركي في باريس هو الشخصية التي قدمت أكبر مساهمة مالية للرئيس المنتخب. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن سفير امتنعت عن تسميته، تعبيره عن القلق الكبير وقوله: «لسنا قابلين للتبادل! لديّ احترام كبير لزملائي في الإدارات الأخرى لكنني لا أستطيع القيام بعملهم كما لا يمكنهم القيام بعملي». لم تبقَ المسألة محصورة بـ«الخارجية» ودبلوماسييها بل انقضّ عليها السياسيون لغرض توجيه انتقادات عنيفة لماكرون ولإصلاحه. وجاءت أعنف الانتقادات من اليمين المتطرف واليسار المتشدد إذ اتهمت مارين لو بن، زعيمة حزب «التجمع الوطني» التي خسرت الجولة الانتخابية الحاسمة الأخيرة بوجه ماكرون، برغبته في «إحلال أصدقائه» محل الدبلوماسيين المحترفين الذين يخدمون بلادهم بكل أمانة. ومن جهته اتهم جان لوك ميلونشون، زعيم حزب «فرنسا المتمردة»، الرئيس الفرنسي بـ«تدمير الشبكة الدبلوماسية، الثانية في العالم، والتي تعود لعدة قرون». ورأى ميشال بارنيه، وزير الخارجية الأسبق والمفوض الأوروبي السابق، أن إصلاحات ماكرون «قرار خاطئ» لأن الدبلوماسية الفاعلة والمؤثرة تتطلب دبلوماسيين ممتهِنين.

تحركات باكستانية استباقية ضد «طالبان»

مقتل ما لا يقل عن أربعة «إرهابيين مطلوبين»

الشرق الاوسط....إسلام آباد: عمر فاروق... صرح مسؤولون حكوميون رفيعو المستوى، بأن قوات الأمن والشرطة الباكستانية قتلت خلال الـ48 ساعة الماضية ما لا يقل عن أربعة إرهابيين مطلوبين في إطار عمليات مختلفة في شمال غربي البلاد وكذلك جنوبها. وسقط الإرهابيون قتلى في تبادل لإطلاق النار بين مسلحين وقوات الأمن في وزيرستان شمال البلاد وكذلك في كراتشي. وأصبح من الواضح الآن على نحو متزايد، أن جماعة تحريك «طالبان باكستان» ليست المنظمة الإرهابية الوحيدة النشطة في تنفيذ هجمات إرهابية في المراكز الحضرية الباكستانية. وأسقطت الشرطة وقوات الأمن خلال الـ48 ساعة الماضية إرهابياً ينتمي إلى «طالبان باكستان»، وكذلك أعضاء في تنظيم متشدد مغمور يدعى «جيش سندهودش الثوري». وأفادت تقارير صادرة عن إدارة شؤون مكافحة الإرهاب بإقليم السند، قتلت قوات الأمن اثنين من أعضاء جماعة «جيش سندهودش الثوري» المحظورة تورّطا في حادث تفجير ضاحية صدر. كما صادر مسؤولو الإدارة مجموعة من الأسلحة والمواد المتفجرة كانت بحوزة المشتبه بهم. وجاء تحرك إدارة مكافحة الإرهاب في شرطة السند بناءً على المعلومات الواردة من وكالات استخبارات الحكومة الفيدرالية. وعلى أساس هذه المعلومات، نفذت مداهمة كراتشي. ولدى رؤية عناصر إنفاذ القانون يقتربون، فتح المشتبه بهم النار على فريق المداهمة، الذي رد بإطلاق النار لتشتعل على إثر ذلك مواجهة بين الجانبين. وبعد تبادل إطلاق النار لفترة وجيزة، ألقت الشرطة القبض على اثنين من الإرهابيين المشتبه بهم في حالة إصابة في حين تمكن شركاؤهما من الفرار. وجرى نقل المصابين إلى مركز شرطي محلي، حيث أعلنت وفاتهما. وأسفرت المداهمة عن ضبط كيلوغرام من المواد المتفجرة وصواعق وصمامات وسلك تفجير وجهاز استقبال عن بعد. وجرى نقل المواد المتفجرة إلى مقر الشرطة. وجرى تحديد هوية المشتبه بهم باعتبارهم الله دينو ونواب. ويعتبر دينو العقل المدبر وراء حادث تفجير صدر، كما ظهرت صورته في كاميرات المراقبة التي أظهرته وهو يركب درّاجة ويتركها في ساحة انتظار صدر، حيث وقع الانفجار في 12 مايو (أيار). وفي مداهمة أمنية منفصلة في شمال وزيرستان، قتلت قوات الأمن إرهابيين ينتميان إلى حركة «طالبان». وجاء في الإعلان الرسمي عن العملية، أنه في «ليل 16-17 مايو 2022، وقع تبادل لإطلاق النار بين قوات الأمن والإرهابيين في منطقة بويا العامة في شمال وزيرستان». وخلال تبادل كثيف لإطلاق النار، سقط إرهابيان قتلى، وهما: القائد الإرهابي رشيد الملقّب بجابر والإرهابي عبد السلام المعروف باسم شمتو. كما عثرت قوات الأمن على أسلحة وذخائر بحوزة الإرهابيين. وكان الإرهابيان المقتولان متورطَين في أنشطة إرهابية في المنطقة. وأشار مسؤولو الحكومة الباكستانية إلى أن الحكومة وجّهت قوات الأمن والشرطة لملاحقة الجماعات الإرهابية على نحو استباقي في أرجاء مختلفة من البلاد لضمان عدم حصولهم على فرصة لتعطيل الحياة المدنية. وأكد مسؤول حكومي بارز، أن هذه الجهود «ستشمل خلال الأيام المقبلة مداهمات ضد مخابئ الإرهابيين، وعمليات ضد أفراد وجماعات في المناطق المضطربة». جدير بالذكر، أن مسؤولين باكستانيين يجرون محادثات سلام مع أعضاء حركة «طالبان باكستان» في كابل، لكن هذا لم يمنع قوات الأمن من شن غارات وعمليات ضد إرهابيين في مناطق القبائل الباكستانية.

بايدن إلى سيول اليوم وجارتها تنوي استقباله بتجربة نووية

سيول - واشنطن: «الشرق الأوسط»... أي اختبار كبير للأسلحة تجريه كوريا الشمالية خلال الأيام الخمسة المقبلة قد يلقي بظلاله على زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن لكوريا الجنوبية واليابان التي تهدف لتدعيم الحلفاء الآسيويين في مواجهة الصين، حسب ما يقوله محللون. وقال شيونغ سيونغ - تشانغ من مركز الدراسات حول كوريا الشمالية في معهد سيجونغ في سيول لوكالة الصحافة الفرنسية إن «كوريا الشمالية تريد لفت انتباه العالم عبر القيام بتجربة نووية خلال زيارة الرئيس بايدن إلى كوريا الجنوبية واليابان». وترجح واشنطن بأن تعمد كوريا الشمالية القيام «باستفزاز» بعد وصول جو بايدن إلى سيول مساء اليوم الجمعة، وذلك خلال أول جولة له في آسيا بصفته رئيسا، من خلال القيام بتجارب على صواريخ بعيدة المدى أو تجربة نووية أو الاثنين معا. وقال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان إن اختبار قنبلة نووية أمر محتمل، لكن محللين ومسؤولين يرونه أقل احتمالا من إطلاق صاروخ. وأضاف ساليفان الأربعاء هذا «احتمال حقيقي»، وقد يعني تجارب صاروخية جديدة، بعد أن أظهرت صور ملتقطة بواسطة الأقمار الصناعية مؤشرات على نشاط جديد في نفق بموقع التجارب النووية بونجي - ري. وأكد أن إدارة بايدن مستعدة «للقيام بتعديلات على الأمدين القصير والبعيد في وضعنا العسكري بما تقتضيه الضرورة لضمان بأننا نوفر ردعا دفاعيا لحلفائنا في المنطقة ونرد». وأشار إلى أن واشنطن تنسق مع كوريا الجنوبية واليابان «عن كثب» بشأن أي رد محتمل، وبأنه طرح المسألة مع نظيره الصيني في وقت سابق الأربعاء. واعتبر بارك وون - غون الأستاذ في جامعة إيهوا في سيول أن مسؤولية هذا الوضع عائدة جزئيا إلى «الإهمال الاستراتيجي» لكوريا الشمالية من جانب الرئيس بايدن منذ توليه مهامه. وأضاف «ليس هناك أي وسيلة فعليا لوقف كوريا الشمالية الآن». أنهت كوريا الشمالية التحضيرات لتجربة نووية وهي تنتظر الوقت المناسب لإجرائها كما قال نائب كوري جنوبي فيما اعتبرت الولايات المتحدة أنها يمكن أن تحصل خلال زيارة الرئيس جو بايدن إلى سيول. يصل بايدن إلى كوريا الجنوبية الجمعة لعقد أول قمة مع الرئيس الجديد للبلاد يون سوك - يول الذي تولى مهامه الأسبوع الماضي. ورغم موجة الإصابات الأخيرة بـ(كوفيد - 19) في كوريا الشمالية «أنجزت التحضيرات لإجراء تجربة نووية وهم ينتظرون فقط الوقت المناسب» لتنفيذها كما أوضح النائب ها تاي - كونغ للصحافة نقلا عن معلومات الجهاز الوطني للاستخبارات في سيول. ومن المقرر أن يسافر بايدن إلى كوريا الجنوبية واليابان في الفترة من 20 إلى 24 مايو (أيار). وقال البيت الأبيض أيضا إن بايدن لن يزور المنطقة المنزوعة السلاح شديدة التحصين التي تفصل بين الكوريتين، في تغيير لخطط الأسبوع الماضي عندما كانت هذه الرحلة قيد الدراسة. ورغم تعهد إدارة بايدن بكسر الجمود في محادثات نزع السلاح النووي مع كوريا الشمالية باتباع نهج عملي، لم يُحرَز أي تقدم منذ تولى الرئيس الأميركي منصبه في أوائل عام 2021، بل واستأنف الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون اختبار أكبر صواريخه. وقال مسؤولون أميركيون وكوريون جنوبيون إن بيونغ يانغ تستعد على ما يبدو لاختبار صاروخ باليستي عابر للقارات، رغم المعركة التي تخوضها كوريا الشمالية مع أول تفش تعترف به لـ(كوفيد - 19) واستأنفت بيونغ يانغ عمليات إطلاق الصواريخ الباليستية العابرة للقارات هذا العام، لكنها لم تختبر قنبلة نووية منذ عام 2017. وعرض رئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول مساعدة كوريا الشمالية في أزمة (كوفيد - 19)، ويتوقع المحللون أن يؤيد بايدن هذا الجهد وإن كانت إدارته قد قالت إنها ليس لديها خطط لإرسال لقاحات مباشرة إلى كوريا الشمالية. ورفضت بيونغ يانغ مساعدة من مبادرة اللقاحات العالمية. ويتمسك بايدن بسياسة إبقاء الباب مفتوحا أمام الدبلوماسية مع كوريا الشمالية، بينما يرفض الفكرة التي تفضلها الصين وروسيا وهي عرض تخفيف العقوبات عن بيونغ يانغ قبل أن تتخذ خطوات لتفكيك برنامج أسلحتها النووية. للقارات في نهاية مارس (آذار). المفاوضات مجمدة منذ فشل قمة ترمب وكيم في 2019، وقد أعلن الزعيم الكوري الشمالي في الآونة الأخيرة عزمه تعزيز ترسانته النووية «في أسرع وقت ممكن». 



السابق

أخبار مصر وإفريقيا..«سد النهضة»: مصر تتطلع لحل يضمن عدم الإضرار بـ«المصالح المائية» الخرطوم تعتقل قيادات «الشيوعي» بعد ساعات من إطلاقهم في جوبا..التحشيد العسكري للميليشيات يتواصل في العاصمة الليبية..جدل واسع في تونس إثر إعفاء أكثر من 40 مسؤولاً حكومياً..موريتانيا لا ترى «مبرراً» لانسحاب مالي من «دول الساحل».. الحكومة المغربية تصادق على «عطلة الأبوة»..

التالي

أخبار لبنان... جلسة «الجراحة المالية» تودِّع دعم الاتصالات والغذاء والدواء!.. إسرائيل: صهر سليماني ونجل مسؤول بحزب الله عراب تهريب الأسلحة للميليشيا.. ضبط نصف مليون حبّة كبتاغون في مطار بيروت..واشنطن تطالب بتشكيل «سريع» لحكومة تلتزم الإصلاحات في لبنان.. طرابلس تعاقب قادتها التقليديين بإقصائهم عن البرلمان اللبناني..الحكومة ترفع الأسعار وترحل.... ممنوع النقاش في «خطّة التعافي»..نصرالله: مقبلون على تحديات خطيرة..جيوبوليتكال: هكذا كشفت الانتخابات عمق الأزمة السياسية في لبنان..


أخبار متعلّقة

أخبار وتقارير.. الحرب الروسية على اوكرانيا..«حرب أوكرانيا»... 4 أشهر و4 سيناريوهات.. بايدن: أوكرانيا قضية عالمية لا إقليمية..البنتاغون: 20 دولة سترسل مزيداً من الأسلحة لأوكرانيا.. مدير الاستخبارات الأوكرانية يؤكد أن بوتين تعرض لمحاولة اغتيال.. انشقاق دبلوماسي روسي رفيع لدى الأمم المتحدة..روسيا تدرس «الخطة الإيطالية» للسلام في أوكرانيا.. بكين دعت إلى عدم «إساءة تقدير» تصميمها في الدفاع عن سيادتها..وزير الدفاع الأميركي: سياسة واشنطن تجاه تايوان «لم تتغير»..

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,529,263

عدد الزوار: 6,899,156

المتواجدون الآن: 86