هل يريد أوباما جعل العراق «مستعمرة» إيرانية؟

تاريخ الإضافة الإثنين 26 تموز 2010 - 7:50 ص    عدد الزيارات 3690    التعليقات 0    القسم دولية

        


صوفيا - محمد خلف:

قال مهندس انسحاب القوات الأمريكية من العراق نائب الرئيس جو بايدن «أن لا تغيير في جدول الانسحاب ولو فشلت النخبة السياسية العراقية بتشكيل الحكومة حتى نهاية اغسطس المقبل».
الا ان رئيس الاركان الأمريكي الجنرال جورج كايسي توقع ان تبقى القوات الأمريكية في العراق وافغانستان لعشر سنوات مقبلة» موضحا «ان انماط النزاعات في هذين البلدين التي اعتقد اننا سنواصل خوضها لحوالي عقد من الزمن تركز على الشعب».
ربما يرى البعض تناقضا بين ما يقوله بايدن وما يتحدث به الجنرال، ولكن من الواضح ان الادارة الاوبامية تريد قبل الانتخابات النصفية للكونغرس توجيه رسالة الى الناخب عن عزم الرئيس الايفاء بوعده بسحب القوات من العراق من دون ان تعطي ما يبدد الانطباع السائد بأن الانسحاب لا يعني بالمطلق التخلي عن المشروع الأمريكي للعراق، ما يعني شيئا واحدا هو ان العراق سيتحول الى «مستعمرة» ايرانية يستخدمها نجاد وجماعته لتقوية اوراقهم في اللعبة الدولية الجارية الآن.
ايران تسعى حسب ما ذكره السفير الأمريكي الجديد في بغداد جيمس جيفري الى «عراق ضعيف سياسيا» والى «اضعاف التأثير الأمريكي» عبر ما تمتلكه من «آلة دبلوماسية واستخباراتية ضخمة في البلاد».
بالتأكيد انعدام وجود حكومة على الرغم من مرور اربعة أشهر على الانتخابات يؤشر الى ان يد ايران هي الطولى اذ انها نجحت حتى الآن في منع ظهور حكومة تكون بعيدة عن نفوذها كما تريد واشنطن القلقة من بروز مثل هذه الحكومة التي ستكون اول مهامها خرق العقوبات الدولية.
الوضع المزري الذي وصلت اليه العملية السياسية في العراق سببه ليس فقط اصرار احزاب الاسلام السياسي الشيعي المرتبطة بايران على الهيمنة على كل مفاصل الدولة، انما ايضا يعود الى سلبية ادارة اوباما التي تركت الساحة العراقية مسرحا مفتوحا لتدخلات ايران وصراعاتها مع القوى الاقليمية الاخرى الخائفة من عنفوان وعدوانية سياساتها الرامية الى احكام هيمنتها وسيطرتها على المنطقة عبر ادواتها المحلية.
يعيش العراق الآن ازمة مدمرة قد تنهي المشروع الديموقراطي، بل وربما ستدفع باتجاه انهيار وتفكك الدولة بكل ما سيتركه مثل هذا التطورمن انعكاسات خطيرة على الاقليم، ما يستلزم من ادارة اوباما اولا اعادة النظر في استراتيجية الانحسارو الهروب من العراق تحت ذرائع امتلاك قواته الامنية القدرات القتالية اللازمة للتحكم بالوضع ومنع الانفلات الى المربع الاول حيث الحرب الاهلية، وثانيا عدم تغليب الحسابات الانتخابية على الاستراتيجية الطويلة المدى، كون استمرار التزامها الامني ضروريا في هذه المرحلة الخطيرة لحماية الدولة ولتأسيس عملية سياسية متوازنة، ولاسيما ان الازمة التي تعيشها البلاد الآن لن تكون الاخيرة على خلفية التداخلات والتشابكات الداخلية والخارجية التي ستولد ازمات اخرى لا تقل خطورة في الفترة التي ستعقب الانسحابات التالية.
ربما تكون واشنطن نجحت في تأهيل العراق عسكريا، ولكنها من المؤكد انها مازالت في اول الطريق لبنائه سياسيا، والتأرجح السياسي الراهن والنزعات التسلطية الظاهرة لدى بعض قادته السياسيين وضبابية مشاريعهم السياسية ورفض الالتزام بمبدأ التداول السلمي للسلطة دلائل تثبت حاجه العراقيين على الرغم من مشاعر المكابرة للعامل الأمريكي كونه الوحيد القادر على مواجهة ايران ووقف مسيرتها «الظافرة!» لقضم العراق.

المصدر: جريدة الوطن الكويتية

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,151,721

عدد الزوار: 6,757,368

المتواجدون الآن: 124