أخبار وتقارير.. الحرب الروسية على اوكرانيا.. المخابرات العسكرية الأوكرانية: الجيش الروسي.. «قروسطي».. بوتين... إلى «نوفوروسيا» در.. معارك في خيرسون اثر هجوم أوكراني مضاد لاستعادتها.. "عمل هائل".. تكتيكات القوات الأوكرانية التي أوقفت الروس.. الغرب يعرض في بروكسل رؤيته الجديدة للعالم.. قادة أوروبا يتبنون «بوصلة استراتيجية» جديدة.. جهود أميركية ـ أوروبية لتقليل الاعتماد على الغاز الروسي..موسكو: المفاوضات مع كييف متعثرة... والحرب مستمرة حتى تحقيق أهدافها..بعض الوحدات الروسية تنسحب إلى خلف الحدود الروسية بسبب الخسائر الفادحة..

تاريخ الإضافة السبت 26 آذار 2022 - 5:05 ص    عدد الزيارات 1560    التعليقات 0    القسم دولية

        


المخابرات العسكرية الأوكرانية: الجيش الروسي.. «قروسطي»...

رئيس المخابرات العسكرية الأوكرانية وصف الجيش الروسي بأنه ينتمي إلى القرون الوسطى..

الراي.. قال رئيس المخابرات العسكرية الأوكرانية الجنرال كيريلو بودانوف إن الروس سيعيشون «جحيماً حقيقياً» في أوكرانيا، واصفاً الجيش الروسي بأنه «قروسطي» (ينتمي إلى القرون الوسطى)، وسيواجه «حرب عصابات مستمرة من جانب الأوكرانيين». وصرح الجنرال بودانوف الذي كان يتحدث باللغة الأوكرانية من كييف، للأسبوعية الأميركية «ذا نيشن»، «لقد ارتكبت القيادة الروسية الكثير من الأخطاء، ونحن نستخدم هذه الأخطاء». وأضاف الجنرال الشاب البالغ 36 عاماً، والذي انضم إلى الجيش بعد سقوط الاتحاد السوفياتي وتم تدريبه على أساليب حلف شمال الأطلسي، «الجيش الأوكراني أظهر أن الجيش الروسي، ثاني جيش في العالم، لم يكن سوى مجرد أسطورة. إنه يقوم على تركيز للقوة على شاكلة العصور الوسطى وعلى أساليب قتالية قديمة». وأكد خلال المقابلة «لدينا الكثير من المخبرين داخل الجيش الروسي، ليس في صفوفه فحسب ولكن أيضاً في دائرته السياسية وداخل قيادته». وقال إن مشددا على أن الجيش الروسي «القروسطي» سيواجه حرب عصابات مستمرة من جانب الأوكرانيين.

روسيا تستهدف القيادة الجوية بأوكرانيا.. وتركّز على دونباس

الجيش الأوكراني يعلن أن صواريخ روسية استهدفت مركز قيادة القوات الجوية في فينيتسيا.. ومسؤول في البنتاغون يؤكد أن روسيا باتت تعطي الأولوية الميدانية للسيطرة على دونباس

العربية.نت... أعلن الجيش الأوكراني أن صواريخ روسية بعيدة المدى استهدفت، اليوم الجمعة، مركز قيادة القوات الجوية الأوكرانية في فينيتسيا بوسط البلاد، متسببة بـ"خسائر جسيمة". وقالت قيادة القوات الجوية عبر تطبيق "تلغرام" إن "الروس أطلقوا ستة صواريخ بعيدة المدى أسقط الدفاع الجوي بعضها وأصاب البعض الآخر مباني عدة محدثاً خسائر جسيمة". وأضافت أن "نتائج هذه الضربة الصاروخية للمحتلين يتم تقييمها". يأتي هذا بينما قال مسؤول كبير في وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" اليوم الجمعة للصحافيين، إن "القوات الروسية تعمل الآن على وصل خطوط الإمداد والقضاء على المقاومة الأوكرانية في منطقة دونباس". وأضاف المسؤول: "الكثير من القصف وحركة القوات الروسية يتركز على هذه المنطقة في الوقت الحالي حيث يعطيها الروس الأولوية"، مضيفاً أن "القوات الروسية لا تتحرك على محاور العاصمة الأوكرانية كييف". وتابع المصدر: "هناك الكثير من القصف على العاصمة وتشيرنييف وماريوبول المحاصرة". وأكد أنه "بعد احتلال خيرسون، تمكنت القوات الأوكرانية من مواجهة القوات الروسية وأصبحت المدينة متنازعا عليها". في سياق آخر، أكد المسؤول أن واشنطن أرسلت اليوم مساعدات للأوكرانيين، مضيفاً أنه سيتم إرسال ثلاث دفعات إضافية خلال الأيام الثلاثة المقبلة. وتتكون المساعدات بمجملها من صواريخ ستينغر المضادة للطائرات وصواريخ جافلين المضادة للدروع. وأكد المسؤول أن "الروس لا يحاولون منع المساعدات من الدخول إلى الأراضي الأوكرانية". وقال المسؤول في البنتاغون إن "القوات الروسية قصفت حتى الآن 1260 صاروخاً على أوكرانيا". كما أكد أن "هناك نسبة معتبرة من الصواريخ الروسية التي تفشل في الإطلاق أو في إصابة الأهداف"، مضيفاً: "القوات الروسية لديها نسبة 85% إلى أقل من 90% من قواتها وعتادها صالح للقتال في أوكرانيا". وكشف أن "القوات الروسية تستدعي جنودا من جورجيا لنقلهم إلى أوكرانيا"، مضيفاً أن "القوات الروسية تعاني من مشاكل اتصال بين القادة الميدانيين. كما أن انخفاض المعنويات يؤثر على فعاليتهم في القتال".

الجيش الروسي يقر بمقتل 1351 من جنوده منذ بداية غزو أوكرانيا

المصدر | فرانس 24... أقرّ الجيش الروسي، الجمعة، بمقتل 1351 من جنوده منذ بداية الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير/شباط الماضي، متّهمًا الدول الغربية باقتراف "خطأ" عند تسليمها أسلحة لكييف. وقال نائب رئيس هيئة الأركان، "سيرجي رودسكوي"، خلال مؤتمر صحفي: "خلال العملية العسكرية الخاصة، قتل 1351 جنديًا وأصيب 3825 آخرون". وتختلف الأرقام التي تعلنها موسكو بشكل كبير عن تلك الصادرة عن أوكرانيا وحلفائها في حلف شمال الأطلسي. وكشف الناتو يوم الخميس، أن ما بين 7 إلى 15 ألف جندي روسي قتلوا في 4 أسابيع من الحرب في أوكرانيا. وقال مسؤول عسكري كبير في حلف شمال الأطلسي، إن تقديرات الحلف تستند إلى معلومات من مسؤولين أوكرانيين، وما نشرته روسيا، عمدا أو بغير عمد، والمعلومات الاستخباراتية التي تم جمعها من مصادر مفتوحة. وتحدث المسؤول لوكالة "أسوشيتد برس"، شريطة عدم الكشف عن هويته بموجب القواعد الأساسية التي وضعها حلف شمال الأطلسي. واستقبلت روسيا 419 ألفا و736 لاجئًا من أوكرانيا منذ بداية العملية، بحسب مدير المركز الوطني الروسي لإدارة الدفاع "ميخايل ميزينتسيف".

بوتين: العقوبات على الثقافة الروسية مثل إحراق النازيين للكتب

الجريدة... شبه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الجمعة العقوبات التي تستهدف شخصيات وأحداثاً ثقافية روسية في الدول الغربية، بإحراق النازيين للكتب. وقال بوتين في لقاء مع شخصيات ثقافية «النازيون، عندما كانوا في ألمانيا قبل 90 عاماً تقريباً، كانوا آخر من نفّذ حملة مماثلة لتدمير ثقافة غير مرغوب فيها، صور الكتب المحترقة في الساحات العامة لا تزال في الذاكرة».

بوتين... إلى «نوفوروسيا» در

الراي... محمد إبراهيم.... عندما وجه رئيس الأركان الأوكراني فاليري زالوجني تهديداً صارماً للقوات الروسية بالقول: «أهلاً بكم في الجحيم»، في 13 فبراير الماضي، قبل 11 يوماً من الهجوم الروسي، لم يكن أحد يتوقع أن للتهديد أرضية صلبة بالنظر إلى الفوارق الكبيرة في القدرات العسكرية بين البلدين، لكن وقائع الميدان أثبتت عكس ذلك. مع سقوط استراتيجية «الصدمة والرعب» منذ الأيام الأولى للهجوم، بدأت روسيا بإدخال تغييرات جوهرية على خطتها، استناداً إلى نظرية أن الحرب كالحرباء، تتلون وتتبدل تبعاً للمجريات المدنية. كثيرة هي الأسباب التي منعت القوات الروسية من تحقيق أهدافها، ويمكن اختصارها بأربعة أساسية:

1 - ضعف المعلومات الاستخباراتية وعدم توقع حجم المقاومة الأوكرانية.

2 - المشاكل اللوجستية التي واجهتها القوات البرية والأرتال المتقدمة، خصوصاً في جنوب كييف.

3 - سوء التنسيق والترابط بين القوات البرية والجوية والبحرية.

4 - عدم وضع خطة مضادة لخطة الطرف الآخر، القائمة على إغراق القوات الروسية في مستنقع حرب الشوارع والمدن.

مع طي الحرب شهرها الأول، يبدو جلياً أن خطة روسيا تبدلت، وباتت تقوم على الحصار والقصف من بعيد، والابتعاد عن اجتياح مدن كبرى خوفاً من الاستنزاف. ومع الخسائر العسكرية الكبيرة وعدم تحقيق مكاسب ميدانية مهمة تتيح للروس الجلوس على الطاولة وفرض شروطهم، يبدو أن الديبلوماسية ستتراجع إلى الخلف مقابل تقدم الميدان. في هذا السياق، تشير المعطيات إلى أن الرئيس فلاديمير بوتين انتقل إلى «الخطة باء»، لأن إسقاط حكومة كييف بالقوة بات مستعصياً، أقله في المدى المنظور. هذه الخطة تتمثل بإحياء مشروع «نوفوروسيا»، الذي لطالما حلم به بوتين، عبر السيطرة على مناطق شاسعة من الشريط الحدود لأوكرانيا، تمتد من دونباس، حيث جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الانفصاليتين، شرقاً، إلى أوديسا في الجنوب الغربي. هذه المنطقة الساحلية كانت جزءاً من الامبراطورية الروسية، وتتمتع موانئها بأهمية استراتيجية، وستؤدي السيطرة عليها إلى تحقيق ٥ أهداف كبرى:

1 - عزل أوكرانيا تماماً عن البحر، عبر قطع تواصلها مع البحر الأسود وبحر أزوف.

2 - توسيع السيطرة الروسية على البحر الأسود، وتحويل بحر أزوف إلى بحر داخلي روسي، كونه سيصبح واقعاً بين الحدود الروسية القديمة والحدود الجديدة الممتدة من ماريوبول إلى شبه جزيرة القرم.

3 - خلق دويلات (٥ أو ٦) شبيهة بدونيستك ولوغانسك، تكون موالية تماماً لروسيا، وشوكة دائمة في خاصرة الحكومة الأوكرانية.

4 - تفتيت أوكرانيا بحدودها التي كانت قائمة قبل ٢٠١٤، العام الذي ضمت فيه روسيا شبه جزيرة القرم، في احتلال غير معترف به دولياً.

5 - خلق منطقة عازلة بين روسيا وأوكرانيا، توسّع المسافة الفاصلة عن حلف شمال الأطلسي.

في المحصلة، يحقق هذا المشروع أهدافاً استراتيجية كبرى لروسيا، لكنه قد لا يؤثر كثيراً على حكومة كييف لجهة إسقاطها أو دفعها إلى الاستسلام، وتالياً يعني ذلك أن الروس يستعدون لحروب ومعارك، كبرى وصغرى، قد تستمر لسنوات.

الجيش الروسي: سنركز من الآن فصاعداً على شرق أوكرانيا

الراي... أعلن الجيش الروسي، اليوم الجمعة، أنه سيركز من الآن فصاعدًا على «تحرير» شرق أوكرانيا، مؤكدًا أنه حقق الأهداف الأولية للعملية العسكرية التي ينفذها منذ 24 فبراير. وقال نائب رئيس الأركان العامة الروسية سيرغي رودسكوي «لقد تم خفض القدرات القتالية للقوات الأوكرانية بشكل كبير، مما يسمح بتركيز الجزء الأكبر من الجهود على الهدف الرئيسي: تحرير دونباس»، في شرق أوكرانيا.

وزارة الدفاع البريطانية: أوكرانيا تستعيد السيطرة على بلدات تبعد 35 كيلومترا شرقي كييف

الراي... قالت وزارة الدفاع البريطانية اليوم، إن أوكرانيا أعادت السيطرة على البلدات والمواقع الدفاعية التي تقع على بعد يصل إلى 35 كيلومترا شرقي كييف مع تراجع القوات الروسية.

معارك في خيرسون اثر هجوم أوكراني مضاد لاستعادتها

النهار الدولي... المصدر: أ ف ب... أكد مسؤول كبير في وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" الجمعة إن القوات الأوكرانية أطلقت هجوما مضادا في خيرسون جنوب البلاد، المدينة الكبيرة الوحيدة التي نجحت قوات موسكو في احتلالها بالكامل قبل أن تصبح الآن "متنازعا عليها". وصرّح المسؤول للصحافيين طالبا عدم ذكر اسمه "يحاول الأوكرانيون استعادة خيرسون… لا يمكننا أن نقول بالضبط من الذي يسيطر على خيرسون، لكن الحقيقة هي أنها لم تعد تحت السيطرة الروسية الكاملة كما كانت من قبل". وأضاف أن هذه المدينة الاستراتيجية التي احتلتها القوات الروسية في 3 آذار (مارس) وتقع عند مصب نهر دنيبر "أصبحت من جديد منطقة متنازعا عليها". وأكد أنه إذا تمكن الأوكرانيون من استعادة السيطرة على المدينة، فإن المواقع الروسية حول ميكولايف ستصير "مطوقة" بالقوات الأوكرانية التي تدافع عن ميكولايف وتلك الموجودة في خيرسون. وأشار المسؤول الأميركي إلى أن الروس سيواجهون "الكثير من الصعوبات في إحراز تقدم نحو أوديسا"، وسيمثل ذلك "تطورا هاما" على الجبهة الجنوبية. كما تواجه القوات الروسية مقاومة أوكرانية في بلدتي بوتشا وإيربين في ضواحي شمال غرب العاصمة كييف، وفق البنتاغون. وأردف المسؤول: "لاحظنا قتالا عنيفا" في هذه المنطقة و"الأوكرانيون يحاولون دحر الروس من بوتشا وإيربين". في حين يبدو تقدم الجيش الروسي على الأرض متعثرا، فإن سلاحه الجوي يصعّد القصف لا سيما في منطقتي كييف وتشيرنيهيف (شمال) وحول المنطقتين الانفصاليتين في دونباس، وفق المسؤول في البنتاغون. ولفت إلى إن عمليات القصف تزداد ضراوة مع تضاؤل مخزون الصواريخ الدقيقة للجيش الروسي، مشيرا في الآن نفسه إلى أن القوات الروسية لا تزال تمتلك أكثر من 50 في المئة من مخزونها الصاروخي. كما تحشد روسيا قوات من المنطقتين الانفصاليتين في جورجيا لإرسالها إلى أوكرانيا، بحسب المسؤول الأميركي الكبير. وقال "لاحظنا مؤشرات أولية الى أنهم يحاولون إرسال تعزيزات من جورجيا". وأشار إلى أنه "لاحظنا تحركات عدد من الجنود من جورجيا، وليس لدينا رقم محدد"، مضيفا أنه لا يستطيع إعطاء تفاصيل عن موعد وصولهم المحتمل إلى مسرح العمليات في أوكرانيا. في أعقاب نزاع مع جورجيا عام 2008، اعترفت روسيا من جانب واحد باستقلال منطقتي أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية الانفصاليتين المواليتين لها، وأنشأت فيهما قواعد عسكرية.

"عمل هائل".. تكتيكات القوات الأوكرانية التي أوقفت الروس

الحرة / ترجمات – واشنطن... السكان المحليون يحملون أكياسًا مليئة بالرمال أثناء بناء حاجز لنقطة تفتيش في أوديسا في 25 مارس 2022 ، وسط الغزو الروسي لأوكرانيا. قال مسؤولو دفاع غربيون إن أوكرانيا تستخدم تكتيكات مقاومة دقيقة، تمكنت من خلالها من عرقلة تقدم القوات الروسية، ولاسيما في ضواحي شمال غرب وشرق كييف. وأرجع بعضهم نجاعة الجيش الأوكراني والمقاومة الشعبية إلى معرفتهم الجيدة بأرضهم، والتدريبات التي تلقاها الجنود الأوكرانيون في الولايات المتحدة، بعد 2014.

كمائن خلفية

يقول خبراء عسكريون إن ضرب القوات الروسية ونصب الكمائن خلف خطوط العدو بوحدات سريعة الحركة، غالبًا في الليل، أثبت أنه من بين التكتيكات الميدانية الأكثر فاعلية إضافة إلى العثرات اللوجستية التي لم يتمكن الروس من التغلب عليها، ويضيفون أن "هذه التكتيكات تضعف معنويات القوات الروسية". وقال العقيد جون بارانكو من المجلس الأطلسي، وهو مركز أبحاث مقره نيويورك: "إنهم يقومون بعمل هائل". وعبر عن ذلك بالقول: "لقد طور الأوكرانيون جيشًا كفؤًا للغاية مع قيادة جيدة وقاعدة متحمسة كثيرا". وقال بارانكو، الذي أشرف على العمليات الأولية لمشاة البحرية الأميركية في أفغانستان بعد هجمات 11 سبتمبر 2001 وخدم في العراق، إن روسيا أخطأت في تقدير مرونة وقدرة القوات البرية الأوكرانية والتصميم الذي سيظهره الأوكرانيون في الدفاع عن أراضيهم. وقال إنه عندما حلل القوات الروسية المنتشرة على طول الحدود الأوكرانية في فبراير، قبل الغزو، قلل من احتمال شنها هجوما ناجحا واسع النطاق. وقال "يبدو أن خطة هجوم الكرملين ربما تمت كتابتها في عام 2014، لقد أمضى الأوكرانيون ثماني سنوات في بناء جيشهم وتدريبهم".

الدور الأميركي

عزا بارانكو الفضل في نجاح القوات الأوكرانية إلى التدريب الذي تلقاه الأوكرانيون منذ عام 2014 من قبل وحدات الحرس الوطني الأميركي من كاليفورنيا وولايات أخرى في تكتيكات الوحدات الصغيرة. وخلال الـ 48 ساعة الماضية، كافحت القوات الروسية لمواصلة العمليات الهجومية شمال غرب وشرق كييف وفقدت الكثير ميدانيا،و مع إعادة احتلال القوات البرية الأوكرانية للأراضي التي فقدتها، وفقًا لهيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية، يقول الأوكرانيون إنهم تمكنوا الآن من تطويق بلدات بوتشا وإيربين وقرية هوستوميل شمال غربي كييف التي تحتلها روسيا. وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، استعاد الأوكرانيون قرية ماكاريف ذات الموقع الاستراتيجي خارج كييف. ويعود جزء كبير من النجاح إلى استهداف الأوكرانيين لخطوط الإمداد الروسية التي تواجه تحديات بالفعل.

الروس.. من الهجوم إلى الدفاع فقط

وقالت وزارة الدفاع البريطانية إن الأوكرانيين سيستمرون على الأرجح في استهداف الأصول اللوجستية في المناطق التي تسيطر عليها روسيا، مما يجبر الروس على "إعطاء الأولوية للدفاع عن سلسلة التوريد الخاصة بهم وحرمانهم من إعادة الإمداد التي تشتد الحاجة إليها". كما أكد مسؤولون دفاعيون بريطانيون، الجمعة، أن أوكرانيا أعادت احتلال البلدات الواقعة شرقي كييف. وقالوا في تحديث للمخابرات العامة: "الهجمات المضادة الأوكرانية، وتراجع القوات الروسية عن خطوط الإمداد الممتدة ، سمحت لأوكرانيا بإعادة احتلال البلدات والمواقع الدفاعية حتى 35 كيلومترًا شرق كييف". وأضافوا "في جنوب أوكرانيا، لا تزال القوات الروسية تحاول الالتفاف على ميكولايف وهي تتطلع للتوجه غربًا نحو أوديسا، مع إبطاء تقدمها بسبب المشكلات اللوجستية والمقاومة الأوكرانية". ويبدو أن القوات الروسية تستعد أيضًا لمواقع دفاعية حول كييف، جاهزة لحرب استنزاف. وكان مسؤول كبير في وزارة الدفاع الأميركية ( قد قال الاثنين إن الطيران وأنظمة الدفاع الجوي صدت حتى الآن محاولات الجيش الروسي للسيطرة على الأجواء الأوكرانية التي دافع الطيارون الأوكرانيون عنها "ببراعة كبيرة". وضاعفت روسيا عملياتها الجوية والبحرية في مواجهة مقاومة القوات الأوكرانية، بحسب المسؤول الأميركي، لكن هذه العمليات لا تتجلى في قتال جوي، إذ يميل سلاح الجو الروسي إلى إطلاق صواريخ جو - أرض على أهداف أوكرانية من المجال الجوي الروسي أو البيلاروسي. وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، ذكرت إذاعة "فويس أوف أميركا" أن صور الأقمار الصناعية التي نشرتها شركة "ماكسار تيكنولوجيز"، وهي شركة لتكنولوجيا الفضاء ومراقبة الأرض، تظهر الجنود الروس وهم يبنون حواجز ترابية واقية بالقرب من قرى بيريتيانكا وزديفزيفكا، وكذا أوزيرا، شمال غرب كييف، وحول قاعدة أنتونوف الجوية. وقال مسؤولون غربيون إنه من المحتمل أن يكون بناء السواتر الترابية للحماية من الهجمات المضادة الأوكرانية. وقال بارانكو لإذاعة طفويس أوف أميركا" إن الأوكرانيين أرضهم، فقد يكونون قد فكروا في هذا الأمر لفترة طويلة "لذلك يتفوقون على الروس على مستوى الوحدات الصغيرة".

اعتراف روسي وتنازل عن الأهداف

وفي وقت سابق من الجمعة، أقرّ الجيش الروسي بمقتل 1351 من جنوده منذ بداية الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير، متّهمًا الدول الغربية باقتراف "خطأ" عند تسليمها أسلحة لكييف. وفي إيجاز صحافي في موسكو أعلن مسؤولون عسكريون بارزون أول حصيلة محدثة للخسائر الروسية منذ أسابيع، وأضافوا أن 3825 جنديا جرحوا. وقال نائب رئيس هيئة الأركان سيرغي رودسكوي "نعتبر أن تزويد الدول الغربية كييف بأسلحة خطأ كبير". وأضاف "هذا يطيل أمد النزاع ويزيد عدد الضحايا ولن يتمكن من التأثير على نتيجة العملية".

بايدن يؤكد من بولندا التزام بلاده الدفاع عن دول «الناتو»

جيشوف (بولندا): «الشرق الأوسط»... تفقّد الرئيس الأميركي جو بايدن الذي تعهّد مرارا الدفاع عن «كل شبر» من أراضي دول حلف شمال الأطلسي، أمس، عسكريين أميركيين متمركزين في بولندا، على مقربة من الحدود الأوكرانية. وبعدما حطّت طائرته في مدينة جيشوف التي تبعد حوالى 80 كيلومترا عن الحدود مع أوكرانيا، بدأ بايدن زيارة تستمر يومين بلقاء عسكريي الفرقة 82 المجوقلة في الجيش الأميركي. وكانت هذه الفرقة الأخيرة التي غادرت أفغانستان الصيف الماضي، وهي ضمن القوات المنتشرة في الجناح الشرقي لحلف شمال الأطلسي لتعزيز حضور القوات الأميركية في إطار مواجهة الغزو الروسي لأوكرانيا. ومازح «القائد الأعلى» للقوات المسلّحة الأميركية التي عزّزت انتشارها في شرق أوروبا ومن بينها قوة قوامها 10500 جندي منتشرين في بولندا، العسكريين الذين كانوا يقصّون شعرهم، كما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية. بعدها، جلس الرئيس الأميركي وسط الجنود في قاعة الطعام وتناول قطعة بيتزا. وشكر بايدن الجنود مرارا وصافحهم مبتسما والتقط معهم صور «سيلفي». وقال بايدن في كلمة مقتضبة «أنتم وسط معركة بين الأنظمة الديموقراطية والاستبدادية»، وتابع «ما تفعلونه مهم جدا، حقا مهم». وبحسب البيت الأبيض، يسعى الرئيس الأميركي من زيارته إلى تأكيد التزام الولايات المتحدة الدفاع عن بلدان حلف شمال الأطلسي، وهو ما اعتبره بايدن مرارا واجبا «مقدّسا». وعقد بايدن اجتماعا خصص للبحث في الأوضاع الإنسانية في أوكرانيا والمنطقة، إلى جانب نظيره البولندي أندري دودا سيشارك فيه. وكان من المفترض أن يستقبل دودا نظيره الأميركي في المطار، لكن ذلك لم يحصل بسبب مشاكل واجهت طائرته. أما اليوم (السبت)، فمن المتوقع أن يجري الرئيس الأميركي اجتماعات في وارسو مع مسؤولين بولنديين، كما سيتفقد مركزا لاستقبال اللاجئين الأوكرانيين. ويختتم بايدن بعد ذلك زيارته التي يأتي توقيتها بعد مرور شهر على الحرب الروسية على أوكرانيا. وأعلنت الرئاسة الأميركية أنه سيلقي في ختام زيارته خطابا مهما. وتأتي زيارة بولندا غداة يوم حافل بالقمم شهدته بروكسل التي استضافت اجتماعات للحلف الأطلسي ومجموعة السبع والاتحاد الأوروبي، قال بعدها بايدن إن حلف شمال الأطلسي أصبح «موحّدا أكثر من أي وقت مضى».

الغرب يعرض في بروكسل رؤيته الجديدة للعالم

(تحليل إخباري).... بروكسل: شوقي الريّس... منذ أن أصبحت عاصمة المؤسسات الأوروبية، لم تشهد بروكسل مثل هذا الحشد السياسي والأمني والدبلوماسي الرفيع الذي شهدته خلال اليومين الماضيين، وحوّلها إلى مسرح كبير يعرض الغرب على خشبته رؤيته الجديدة للعالم في مواجهة الحرب التي شنّتها روسيا ضد أوكرانيا، والتي يخشى كثيرون من أنها ليست سوى بداية لمحاولة إعادة رسم الخرائط والتوازنات التي تسعى أوروبا منذ عقود لترسيخها وتجهد الولايات المتحدة لعدم المساس بها. انقضى اليوم الأول في أجواء استعراضية وتوافقية حول العقوبات المفروضة على روسيا وتدابير التصدّي لاحتمالات التصعيد العسكري، في حال لجأ الكرملين إلى استخدام أسلحة غير تقليدية، وبقيت المواضيع الشائكة لليوم الثاني الذي افتتحه الرئيس الأميركي جو بايدن بلقاء مبكر مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين طرح فيه العرض الذي تنقسم حوله الآراء بشدة داخل الاتحاد، والذي تعتزم واشنطن من خلاله خنق الاقتصاد الروسي وتجفيف منابع التمويل التي من شأنها أن تساعد موسكو في مقاومة العقوبات. منذ أن بدأ الحلفاء الغربيون بفرض حزم متتالية من العقوبات الاقتصادية والمالية على موسكو في أعقاب اجتياح القوات الروسية أراضي أوكرانيا، كانت بلدان الاتحاد الأوروبي تتجاوب صفّاً واحداً مع الاقتراحات التي كانت واشنطن تحددها وتضبط إيقاعها وتحرص على تدرّجها وعدم إحراج حلفائها الذين تدرك مدى اعتماد اقتصاداتهم على مصادر الطاقة الروسية وتأثرها بالعقوبات على شريك تجاري كبير بالنسبة لكثير من البلدان الأوروبية. لكن بعد شهر من المعارك وتعثّر المخططات الحربية الروسية، ومع ظهور المؤشرات الأولى على بداية التصدّع في الحلقة الضيّقة المحيطة بفلاديمير بوتين وعدم وجود أدلة على استعداد الصين لمساعدته، رأت واشنطن أن الوقت حان لتوجيه ضربة قاضية إلى النظام الذي يمّول آلة الحرب الروسية ويعتمد بشكل أساسي على صادرات النفط والغاز والفحم الحجري إلى الاتحاد الأوروبي. يضاف إلى ذلك أن ثمّة إجماعاً في أوساط المحللين الغربيين على أن العقوبات الأشدّ إيلاماً، مثل تجميد احتياطي المصرف المركزي الروسي من العملات الصعبة في المصارف الغربية والتدابير التي أدّت إلى انهيار قيمة الروبل، تفقد تأثيرها إذا استمر الأوروبيون باستيراد المحروقات من روسيا بقيمة تتجاوز 18 مليار دولار شهرياً. وكان الرئيس الأميركي تعمّد الإعلان عن تفاصيل العرض الذي قدّمه صباح أمس إلى رئيسة المفوضية قبل أن تبدأ جلسات اليوم الثاني من قمة الاتحاد المخصص لموضوع العقوبات على موسكو ومعالجة أزمة أسعار الطاقة والمحروقات في البلدان الأوروبية. وبعد إعلانه أن واشنطن وبروكسل توصلتا إلى اتفاق لزيادة الصادرات الأميركية من الغاز المسيّل إلى الاتحاد الأوروبي بنسبة 68 في المائة، توجّه إلى فون دير لاين وقال: «حضرة الرئيسة، أعرف أن التخلي عن الغاز الروسي مكلف بالنسبة للاتحاد الأوروبي. لكن هذه الخطوة ليست هي الصائبة أخلاقياً فحسب، فهي ستضعنا في موقع استراتيجي أفضل، والهدف هو زيادة الصادرات الأميركية لتصل إلى 50 مليار متر مكعّب سنوياً في عام 2030». وقالت رئيسة المفوضية إن الاتحاد الأوروبي يسعى لخفض اعتماده على الغاز الروسي بنسبة الثلثين بحلول نهاية العام الحالي، وهو يجري حالياً مفاوضات مع النرويج وقطر والإمارات العربية المتحدة لتأمين مصادر بديلة. ومن جهته، صرّح وزير الاقتصاد الألماني بأن واردات النفط من روسيا ستنخفض إلى النصف قبل نهاية هذا العام، لكن بالنسبة للغاز سيستغرق الأمر فترة أطول قد تمتد حتى أواخر عام 2024. وتجدر الإشارة إلى أن ألمانيا تستورد من روسيا 54 في المائة من الغاز الذي تستهلكه. ويأتي العرض الأميركي لتزويد أوروبا بقسم كبير من الغاز الذي تستهلكه ليعمّق الانقسام داخل الاتحاد حول موضوع الذهاب بعيداً في محاصرة الاقتصاد الروسي، إذ هو مشروط بتشديد إضافي في العقوبات من شأنه أن يؤدي إلى قطيعة شبه كاملة مع روسيا. وقد بدأ الأوروبيون يشعرون بأنهم أمام معضلة مفاضلة صعبة بين عدم التجاوب مع رغبات واشنطن التي أظهرت الأزمة الراهنة أنها الوحيدة القادرة حالياً على حماية أوروبا، أو قطع العلاقات نهائياً مع روسيا، ما سيؤدي إلى زيادة الاعتماد على الولايات المتحدة وما يستتبعه من تضييق في هامش المناورة واستقلالية المشروع الأوروبي. تجدر الإشارة في هذا المجال إلى أن الولايات المتحدة هي المصدّر الأول للغاز المسيّل إلى الاتحاد الأوروبي بنسبة 44 في المائة من احتياجات السوق الأوروبية، وفقاً لبيانات يناير (كانون الثاني) الماضي. وكانت هذه الصادرات قد ارتفعت بشكل عامودي بعد الاتفاق الذي تم توقيعه بين المفوضية الأوروبية وإدارة دونالد ترمب في يوليو (تموز) 2018، حيث كانت بمعدّل 3 مليارات متر مكعّب سنوياً لتصبح 22 ملياراً في العام الماضي. لكن الغاز المسيّل لا يشكّل سوى 18 في المائة من إجمالي الاستهلاك الأوروبي من الغاز، وبالتالي فإن الصادرات الأميركية الحالية لا تغطي سوى 6.6 في المائة من الاحتياجات الأوروبية التي يغطّي الغار الروسي 45.6 في المائة منها. وفي بداية كلمته أمام قادة الاتحاد، قال بايدن: «إن فكرة وحدة أوروبا بكاملها، ليست فقط الحلف الأطلسي ومجموعة السبع والاتحاد الأوروبي، هي أهم ما يمكن أن نفعله لوقف هذا الرجل الذي تعتقد بلادي أنه ارتكب جرائم حرب». وبعد أن تحدّث في الجلسة المغلقة أمام القمة الأوروبية عن أهمية تشديد العقوبات وعدم تضييع الفرصة التي يوفّرها هذا الزخم الناجم عن وحدة الصف بين الحلفاء الغربيين، استفاض في الحديث عن موضوع اللاجئين الذين قال إن عددهم قد يصل إلى عشرة ملايين، وإن الولايات المتحدة مستعدة لاستقبال مائة ألف منهم كحد أقصى. وكانت واشنطن قد نجحت حتى الآن في دفع حلفائها الأوروبيين لمواكبتها في تصعيد العقوبات ضد موسكو، لكن الاتحاد الأوروبي لا يبدو مستعداً في الوقت الحاضر لفرض مزيد منها بعد الحزم الأربع التي أقرّها بالإجماع، والتي هي في رأي كثيرين خطوة تاريخية ويعدها آخرون كافية، وأنه لم يعد ثمّة مجال لفرض عقوبات إضافية غير وقف الواردات الروسية من الطاقة التي تضخّ 750 مليون دولار يومياً في خزائن الكرملين. لكن رغم أن الاتحاد الأوروبي يستورد 90 في المائة من الغاز الذي يستهلكه، منها 40 في المائة من روسيا، فضلاً عن 27 في المائة من النفط ونصف احتياجاته تقريباً من الفحم الحجري، فإن بعض البلدان في الاتحاد الأوروبي، خصوصاً منها تلك المحاذية لروسيا، مستعدة لمثل هذه الخطوة وما يتأتى عنها من تداعيات. لكن دولاً أخرى مثل ألمانيا وهولندا وإيطاليا تعتبر أن خطوة كهذه من شأنها أن ترتدّ سريعاً، وبشكل كارثي على أوروبا، إذ قد تؤدي إلى إقفال عدد كبير من المصانع وتعقيد المشهد الراهن المعقد أصلاً. من هنا كان إصرار هذه المجموعة الأخيرة على الاكتفاء بالعقوبات الراهنة وتشديد المراقبة لمنع موسكو من الالتفاف عليها. وكانت مداخلة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أمام القمة ليلة الخميس، قد أثارت بعض الحرج في الأوساط الأوروبية، عندما أشار إلى كل دولة بمفردها والدعم الذي تقدمه لبلاده، منوّهاً بشكل خاص ببولندا ودول البلطيق، وغامزاً من قناة ألمانيا التي قال إن دعمها كان بطيئاً بعض الشيء. وكان لافتاً جداً توقفه عند المجر ومخاطبته رئيس الوزراء فيكتور أوربان شخصياً بالقول: «أريد التحدث بصراحة كاملة هذه المرة. المجر دولة سيّدة وعليها أن تقرّر إلى جانب من ستقف. أعرف بودابست جيداً وزرتها مرات عديدة، أعرف ما عانته في تاريخها من عنف واغتيالات جماعية. اسمع يا فيكتور، هل تعرف ماذا يحصل في ماريوبول؟ هذا ما تفعله روسيا ويمكن أن يتكرر في العالم اليوم».

جهود أميركية ـ أوروبية لتقليل الاعتماد على الغاز الروسي

قادة أوروبا يتبنون «بوصلة استراتيجية» جديدة

الشرق الاوسط... بروكسل: راغدة بهنام... خطت أوروبا، أمس، خطوة أقرب نحو تقليل اعتمادها على موارد الطاقة الروسية، من دون أن تتفق على فرض حظر فوري عليها في قمة على مستوى القادة تعقد في بروكسل منذ يومين. وأعلن الاتحاد الأوروبي عن خطة طموحة مع الولايات المتحدة لتحقيق الاستقلالية عن موارد الطاقة الروسية في غضون السنوات الخمس المقبلة. وأعلن الرئيس الأميركي جو بايدن الذي شارك في الاجتماع الأوروبي، مع ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين عن الخطة المشتركة صباحاً. واتهم بايدن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «باستخدام الغاز للتلاعب بجيرانه وعائدات الغاز لتمويل حربه» في أوكرانيا. وأشار بايدن الذي أعلن قبل بضعة أيام حظر استيراد موارد الطاقة الروسية، إلى «تفهمه» لعدم اتخاذ الدول الأوروبية قراراً مماثلاً، مضيفاً أن بلاده دولة مصدرة للطاقة، وهذا مكّنها من اتخاذ قرار حظر مواد الطاقة الروسية، «ولكن أوروبا في موقع مختلف عنا». في الوقت ذاته، شدّد الرئيس الأميركي على أن الخطة التي تم الاتفاق عليها في بروكسل مع القادة الأوروبيين ستجعل أوروبا قادرة على التحرر من الطاقة الروسية في السنوات المقبلة. وقال: «أعلم أن التخلي عن الغاز الروسي لن يكون سهلاً بالنسبة لأوروبا، ولكنه الأمر الصحيح وسيضعنا في موقع استراتيجي أقوى». وأضاف أن الولايات المتحدة ستساعد أوروبا في تخفيف اعتمادها على الطاقة الروسية في السنوات المقبلة، لتصبح مستقلة عنها تماماً. وقال: «هذه الخطوات ستزيد من الأمن الاقتصادي والسياسي لأوروبا». وتحث الولايات المتحدة أوروبا منذ سنوات على تقليل اعتمادها على الغاز الروسي وتنويع مصادر الطاقة عبر شراء مزيد من الغاز المسال منها، ولكن أوروبا خصوصاً ألمانيا قاومت ذلك لسنوات ولم تغير موقفها إلا بعد الحرب في أوكرانيا. واعتبرت فون دير لاين من جهتها، أن مشاركة بايدن في القمة الأوروبية «يبعث برسالة قوية للعالم بأن الشراكة عبر الأطلسي أقوى من أي وقت مضى»، مشيرة إلى أن أوروبا والولايات المتحدة تصران على الوقوف معاً «في وجه بوتين وحربه»، التي قالت «إنها ستكون فشلاً استراتيجياً مريعاً». وأشارت إلى أن الاتحاد الأوروبي يعمل مع الولايات المتحدة «لتجفيف منابع بوتين التي يمول بها حربه». وأعلن الطرفان في بيان مشترك عن خطة لاستقدام كميات إضافية من الغاز الأميركي المسال لكي تصل كمية الغاز الأميركي المستورد سنوياً بدءاً من العام الحالي إلى 50 مليار متر مكعب من الغاز المسال حتى عام 2030، على أن تزيد الولايات المتحدة صادراتها من الغاز إلى أوروبا «بحسب الحاجة»، وبهدف إنهاء أوروبا اعتمادها على الطاقة الروسية «بحلول عام 2027». واتفق الطرفان على تشكيل خلية عمل مشتركة أميركية - أوروبية حول أمن الطاقة لوضع أطر التعاون وتطبيق الخطوات المتفق عليها، على أن يرأسها ممثل من البيت الأبيض وممثل لرئاسة المفوضية الأوروبية. وتعهدت أوروبا في المقابل بالتسريع في بناء معامل جديدة لتخزين الغاز المسال فيها، ليوزع منها الغاز على الدول الأعضاء. ولن يتوقف التعاون الأميركي - الأوروبي في مجال الطاقة على استيراد الغاز الأميركي المسال، بل يتجاوزه للتعاون في مجال تسريع العمل على تطوير تصنيع الطاقة المتجددة، ما سيسمح نظرياً لأوروبا بأن تصبح مستقلة عن الغاز الروسي بشكل كامل. ولكن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الذي توجه للقمة الأوروبية في يومها الأول، الخميس، بعد أن كان بايدن غادر الاجتماع، انتقد تأخر الغرب بفرض عقوبات على روسيا، وانتقد كذلك عدم فرض حظر فوري على الطاقة الروسية. وقال في الفيديو الذي وزّع شريطه يوم أمس، إن «العقوبات جاءت متأخرة»، وإنها «لو فرضت كخطوة استباقية» لربما كانت أكثر تأثيراً. وقبل أيام من بدء العملية العسكرية في 24 فبراير (شباط) الماضي، طالب زيلينسكي الغرب بفرض عقوبات فورية استباقية على روسيا في كلمة ألقاها أمام مؤتمر ميونيخ للأمن الذي حضره شخصياً، واتهم فيه الغرب بالاكتفاء بالكلام وليس الأفعال. وبدا في كلمته أمام المجلس الأوروبي وهو ينتقد الرئيس المجري فيكتور أوربان شخصياً، ويطلب منه اختيار الطرف الذي يريد الوقوف معه. ويعرف أوربان بصلاته المقربة من الكرملين، ولكنه رغم ذلك لم يعترض على العقوبات الأوروبية التي فرضت على روسيا، إلا أنه من الرافضين لفرض حظر على استيراد الطاقة الروسية. ويرفض أوربان أيضاً تقديم أسلحة إلى أوكرانيا كما تفعل الدول الغربية، كما يرفض السماح بأن تمر تلك الأسلحة عبر أراضيه. وفي الشريط الذي تم توزيعه، يبدو زيلينسكي وهو يقول: «ليتوانيا تقف معنا. لاتفيا تقف معنا. إستونيا تقف معنا. بولندا تقف معنا». وتابع يقول: «فرنسا - إيمانويل - أنا أثق حقاً أنك ستدافع عنا، ألمانيا… متأخرة قليلاً. المجر، أريد أن أتوقف هنا وأكون صادقاً. للمرة الأخيرة، عليكِ أن تقرري أنتِ تقفين مع من». وتبدو انتقادات زيلينسكي الموجهة إلى فرنسا وألمانيا بسبب عدم دعمهما لضم أوكرانيا بسرعة إلى الاتحاد الأوروبي، وكذلك رفض برلين لفرض حظر فوري على الطاقة الروسية. وتابع الرئيس الأوكراني متوجهاً إلى رئيس الحكومة المجرية أوربان ويقول: «اسمع، فيكتور، هل تعرف ما الذي يحصل في ماريوبول؟»، في إشارة إلى المدينة الأوكرانية المحاصرة من روسيا. ولكن أوربان بقي مصراً على عدم دعم حظر للطاقة الروسية ونشر شريط فيديو له يوم أمس يقول فيه إن عقوبات كهذه «تعني أن اقتصاد المجر سيتباطأ ثم يتوقف»، مضيفاً أن هذا الأمر «غير مقبول، وأنه لا يصب في مصلحة المجريين». وليست المجر فقط من يعارض عقوبات على الطاقة الروسية، بل أيضاً ألمانيا والنمسا وهولندا التي تتخوف أيضاً من تبعات اقتصادية كارثية عليها وعلى أوروبا. وكان المستشار الألماني أولاف شولتز أكد رفضه عقوبات كهذه قبل يومين، وقال إن حظر الطاقة الروسية سيؤدي إلى ركود اقتصادي في أوروبا وخسارة آلاف الوظائف. وكان بايدن قد ناقش أيضاً مع الزعماء الأوروبيين قبل مغادرته إلى بولندا، تنسيق وتوحيد الرد الغربي على روسيا، واتفق الرئيس الأميركي مع القادة الأوروبيين الذين استثنوا رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون من اجتماعهم، على الاستعداد لاعتماد خطوات وعقوبات إضافية على روسيا «والتصدي لأي محاولات للالتفاف على العقوبات». وتناول النقاش كذلك قضايا أخرى تتعلق بالحرب في أوكرانيا منها مساعدات للاجئين ومراقبة وضع الأمن الغذائي العالمي، واتفق الزعماء الغربيون على تعزيز الشراكة الدفاعية عبر الأطلسي، بما في ذلك علاقة أوروبية أقوى مع حلف شمال الأطلسي، بحسب ما نصت عليه «البوصلة الاستراتيجية» الأوروبية الجديدة التي تبناها القادة الأوروبيون أمس. ورغم أن هذه البوصلة الاستراتيجية ليست وليدة الحرب على أوكرانيا، بل تعود إلى عامين، فإن التطورات في الأسابيع الماضية سرعت من وتيرة اعتمادها، ودفعت الدول للالتزام بانفاق أمني ودفاعي أكبر بحسب توصيات حلف الناتو للدول الأعضاء. وكانت ألمانيا قد أعلنت بعيد بدء روسيا عمليتها العسكرية في أوكرانيا، رفع إنفاقها العسكري لكي يصل إلى نسبة 2 في المائة بعد أن قاومت ذلك لسنوات متحججة بتاريخها.

موسكو: المفاوضات مع كييف متعثرة... والحرب مستمرة حتى تحقيق أهدافها

الشرق الاوسط... موسكو: رائد جبر... أعلنت وزارة الدفاع الروسية أمس، حصيلة العمليات العسكرية في أوكرانيا بعد مرور شهر على اندلاع القتال. وقال النائب الأول لرئيس هيئة الأركان العامة للجيش الروسي، سيرغي رودسكوي، إن 1351 عسكرياً روسياً قُتلوا وأُصيب 3825 آخرون خلال العملية، مشيراً إلى أن خسائر القوات الأوكرانية بلغت نحو 30 ألف شخص، منهم أكثر من 14 ألف قتيل ونحو 16 ألف جريح. وقال الجنرال الروسي إن قواته حققت خلال شهر «الأهداف الرئيسية للمرحلة الأولى من العملية العسكرية»، موضحاً أنه «تم تدمير سلاح الجو والدفاعات الجوية الأوكرانية بالكامل تقريباً والقوات البحرية لهذا البلد لم تعد موجودة». وأوضح رودسكوي أن القوات الروسية دمّرت 1587 من أصل 2416 دبابة ومدرعة للجيش الأوكراني، بالإضافة إلى تدمير 112 من أصل 152 طائرة حربية و36 من أصل 75 مروحية تابعة للقوات الأوكرانية. وتابع أن القوات الروسية دمّرت 35 من أصل 36 طائرة مسيّرة تركية الصنع من طراز «بيرقدار تي بي - 2» و148 من أصل 300 منظومة دفاع جوي من طراز «بوك - إم - 11»، و117 من أصل 300 رادار للجيش الأوكراني. ولفت الجنرال إلى أن القوات الروسية خلال العملية استهدفت 16 مطاراً عسكرياً رئيسياً للجيش الأوكراني ودمّرت 39 قاعدة ومستودعات كانت تضم ما يصل إلى 70% من إجمالي احتياطيات الآليات الحربية والمواد المادية والوقود للجيش الأوكراني، بالإضافة إلى كميات هائلة من الذخائر يقدّر وزنها الإجمالي بمليون و54 طناً. وقال إن القوات الروسية استهدفت بصواريخ «إكس - 101» و«كاليبر» و«إسكندر» و«كينغال» 30 منشأة صناعية عسكرية رئيسية في أوكرانيا استُخدمت لترميم 68% من الأسلحة والآليات التي تم إعطابها خلال الأعمال القتالية. وأقر الجنرال بتدمير 127 جسراً في أوكرانيا خلال الأعمال القتالية، محملاً «القوميين الأوكرانيين» المسؤولية عن تفجيرها بُغية إبطاء تقدم القوات الروسية. وأكد رودسكوي أن القوات الروسية تواصل تقدمها في محاور مختلفة وحاصرت مدن كييف وخاركيف وتشيرنيغوف وسومي ونيقولاييف وسيطرت على مقاطعة خيرسون بأكملها ومعظم أراضي مقاطعة زابوروجيه، بالإضافة إلى انتزاع السيطرة على مساحات واسعة من الأراضي التابعة لدونيتسك ولوغانسك الشعبيتين. وزاد الجنرال بأن قوات لوغانسك تسيطر حالياً على 93% من أراضي الإقليم (وفقاً للتقسيم الإداري في عام 2014)، بينما تسيطر قوات دونيتسك على 54% من أراضي «الجمهورية». ووفقاً لرودسكوي فإن روسيا تقدّر عدد «المرتزقة والإرهابيين الأجانب» الذين وصلوا إلى أوكرانيا على خلفية النزاع بـ6595 شخصاً على الأقل قَدِموا من 62 دولة، مشدداً على أن «قواعد الحرب لا تنطبق عليهم وسيتم القضاء عليهم بلا هوادة». وقال المسؤول العسكري الروسي إن موسكو لم تخطط في البداية لاقتحام المدن الأوكرانية، لكنّ هذا الاحتمال لم يعد مستبعداً حالياً. وزاد أن القوات الروسية «تكمل تنفيذ المهام الموكلة إليها بنجاح، ويتم التركيز على أولوية التحرير الكامل لدونباس». مشدداً على أن العملية العسكرية الروسية «سوف تتواصل إلى أن تنجز كل أهدافها». في غضون ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أمس، أن قواتها شنت ضربات بصواريخ مجنحة من طراز «كاليبر» على قاعدة وقود كبيرة تابعة للجيش الأوكراني قرب كييف. وقال الناطق باسم الوزارة إيغور كوناشينكوف، خلال إيجاز صحافي يومي، إن القوات الروسية «نفّذت مساء 24 مارس (آذار) ضربات بعدد من صواريخ (كاليبر) المجنحة عالية الدقة المطلقة من البحر إلى قاعدة وقود في بلدة كالينوفكا قرب كييف، وتم تدمير أكبر قاعدة وقود متبقية لدى القوات المسلحة الأوكرانية استُخدمت لإمداد الوحدات العسكرية وسط البلاد بالوقود». وقال كوناشينكوف إن مجموعة القوات الروسية أحرزت خلال الساعات الـ24 الماضية تقدماً لمسافة أربعة كيلومترات وأحكمت سيطرتها على قرى باتمانكا وميخايلوفكا وكراسني بارتيزان وستافكي وترويتسكوييه، وتواصل تقدمها على مواقع وحدات اللواء الـ25 للإنزال التابع للجيش الأوكراني. وذكر المتحدث أن سلاح الجو الروسي استهدف خلال الليلة الأخيرة 51 موقعاً عسكرياً في أراضي أوكرانيا، منها مقرات قيادة ومستودعات للأسلحة والذخائر الصاروخية والمدفعية، و26 حشداً لآليات حربية، وثلاث راجمات صواريخ ومنظومتان للدفاع الجوي من طراز «بوك إم - 1»، وثلاثة مدافع من طراز «دي - 30»، بالإضافة إلى رادار إضاءة وتوجيه خاص بمنظومة «إس - 300» الصاروخية. على صعيد متصل، أعلنت موسكو أن المفاوضات مع الجانب الأوكراني تشهد تعثراً واضحاً خلال الفترة الأخيرة. وقال رئيس مركز مراقبة الدفاع الوطني ميخائيل ميزينتسيف، إنه «منذ 4 مارس (آذار)، لم توافق السلطات الأوكرانية على عمل ممرات إنسانية لإجلاء المدنيين اقترحتها روسيا». وحسب قوله، فإن موسكو اقترحت فتح ممر واحد يتجه نحو روسيا، وممرات نحو الحدود الغربية لأوكرانيا. وأضاف أن جميع الممرات الإضافية التي اقترحتها السلطات الأوكرانية كانت منسقة، وأن القوات المسلحة الروسية التزمت نظام التهدئة لتنشيط عمل الممرات، على الرغم من أن هذا يبطئ وتيرة العملية الخاصة. في غضون ذلك، قال رئيس الوفد الروسي إلى المفاوضات، فلاديمير ميدينسكي، إن روسيا وأوكرانيا نجحتا في تقريب مواقفهما بشأن بعض القضايا الثانوية، لكنهما في الواقع لم تحققا تقدماً فيما يتعلق بالقضايا السياسية الرئيسية. وأوضح المسؤول الروسي أن «المفاوضات تواصلت طوال الأسبوع، من الاثنين إلى الجمعة، عبر مؤتمرات الفيديو، وسوف تستمر غداً (اليوم). وهي تجري عبر التداول بالفيديو بين مجموعات الخبراء، ومرتين أو ثلاث مرات في الأسبوع على مستوى رؤساء الوفود، لقد حققنا تقدماً في بعض الأمور الثانوية لكنّ التوافق بشأن القضايا السياسية ما زال متعثراً». وبالتوازي مع التطورات الميدانية، شن نائب رئيس مجلس الأمن القومي ديمتري مدفيديف، هجوماً عنيفاً على الغرب وقال إن العقوبات المفروضة على بلاده «لن يكون لها أي تأثير»، ورأى أنه من «الحماقة» الاعتقاد أن العقوبات الغربية على الشركات الروسية يمكن أن تؤدي إلى انهيار الوضع الداخلي في البلاد. وزاد أن العقوبات «لن تؤدي إلا إلى توحيد المجتمع الروسي ولن تسبب استياءً شعبياً من السلطات». وأضاف أن استطلاعات الرأي أظهرت أن ثلاثة أرباع الروس أيّدوا قرار الكرملين تنفيذ عملية عسكرية في أوكرانيا ودعموا الرئيس فلاديمير بوتين. وانتقد الروس الذين اعترضوا على الغزو واتهمهم بأنهم «خونة». وقال: «يمكنك أن تكون غير راضٍ عن بعض قرارات السلطات وتنتقد السلطات... هذا أمر طبيعي. لكن لا يمكنك أن تتخذ موقفاً ضد قرارات الدولة في هذا الوضع الصعب لأن هذه خيانة». تزامن ذلك مع تقليل الكرملين، أمس، من أهمية دعوات الولايات المتحدة إلى طرد روسيا من «مجموعة العشرين» وقال الناطق الرئاسي ديمتري بيسكوف إنه «لن يحدث شيء مروّع إذا نجحت الولايات المتحدة وحلفاؤها في طرد روسيا من المجموعة لأن الكثير من أعضاء المجموعة يخوضون حرباً اقتصادية مع موسكو على أي حال». وأضاف أن «العالم متنوع ولا يتشكل فقط من الولايات المتحدة وأوروبا»، وتوقع أن تفشل الجهود الأميركية لعزل موسكو، التي قال إنها لم تنجح إلا جزئياً حتى الآن. وأوضح أن بعض الدول تتخذ نهجاً أكثر اعتدالاً مع روسيا، ولا تقطع جسور التواصل معها، مضيفاً أن موسكو تبني توجهات سياسية جديدة في كل المجالات.

خطوط المواجهة «مجمدة عملياً» مع دخول الغزو الروسي شهره الثاني

بعض الوحدات الروسية تنسحب إلى خلف الحدود الروسية بسبب الخسائر الفادحة

موسكو - كييف: «الشرق الأوسط».... ذكرت تقارير استخباراتية غربية أمس الجمعة أن القوات الأوكرانية تمكنت من إيقاف تقدم القوات الروسية باتجاه العاصمة كييف وأن خطوط المواجهة بين الجانبين أصبحت «مجمدة عمليا»، فيما شكر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مواطني بلده على مقاومة المحتلين الروس طوال شهر من النزاع المسلح. وقال زيلينسكي في رسالة عبر الفيديو في وقت متأخر من يوم الخميس إن المدافعين الأوكرانيين أوقفوا الأعداء في كل مكان. وتابع الرئيس الأوكراني أنه يعتقد أن ملايين الأوكرانيين الذين سيفعلون أي شيء من أجل انتصار أوكرانيا والسلام يستحقون ميداليات. وأضاف زيلينسكي «أشكر الجميع وكل شخص منهم». وقالت وزارة الدفاع البريطانية أمس الجمعة إن أوكرانيا أعادت السيطرة على البلدات والمواقع الدفاعية التي تقع على بعد يصل إلى 35 كيلومترا شرقي كييف مع تراجع القوات الروسية. وبدأت بعض وحدات القوات الروسية في الانسحاب من بعض المناطق بعد تكبدها خسائر فادحة، وفقاً لما قاله الجيش الأوكراني في تقرير حالة نشر في وقت مبكر من أمس الجمعة. وقالت هيئة الأركان الأوكرانية إن بعض الوحدات الروسية انسحبت إلى خلف الحدود الروسية بعد خسارة أكثر من نصف أفرادها. وقال أوليكسي أريستوفيتش، مستشار رفيع المستوى للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إنه مع دخول الغزو الروسي لأوكرانيا شهره الثاني، أصبحت خطوط المواجهة بين الجانبين «مجمدة عمليا». وفي بيان، تم تحديثه أمس الجمعة، ذكرت وزارة الدفاع البريطانية أن «الهجمات المضادة الأوكرانية وتراجع القوات الروسية عن خطوط الإمداد الممتدة بشكل مفرط، سمحت للقوات الأوكرانية باستعادة بلدات ومواقع دفاعية، حتى 35 كيلومترا شرق العاصمة. وأضافت الوزارة أن قوات أوكرانية ربما تواصل محاولة دفع القوات الروسية، للتراجع، باتجاه مطار «هوستوميل» شمال غربي كييف. وتابعت الوزارة أن «القضايا اللوجيستية والمقاومة الأوكرانية، تبطئ أيضاً المحاولات الروسية لتطويق مدينة ميكولايف الجنوبية، أثناء محاولتها التقدم نحو مدينة أوديسا الساحلية الرئيسية. وقال ثلاثة مسؤولين أميركيون مطلعون لرويترز إن معدل فشل بعض الصواريخ الروسية الموجهة بدقة المستخدمة في الهجوم على أوكرانيا بلغ 60 في المائة وفقاً لتقييم أميركي. وقد يساعد هذا في تفسير سبب فشل روسيا في تحقيق ما تعتبره الغالبية أهدافا رئيسية منذ بدء غزوها لأوكرانيا قبل شهر، مثل تحييد القوة الجوية الأوكرانية، رغم القوة الواضحة للجيش الروسي مقابل القوات المسلحة الأوكرانية الأصغر بكثير. ولم يقدم المسؤولون الأميركيون، الذين اشترطوا عدم ذكر هوياتهم لحساسية الأمر، أي أدلة تدعم التقييم، كما لم يفصحوا عن سبب ارتفاع معدل فشل الصواريخ الروسية. قال مسؤول كبير في وزارة الدفاع الأميركية إن روسيا تستنفد الذخيرة الموجهة بدقة في حربها على أوكرانيا، مضيفا أنه من المرجح بشدة أن تعتمد على ما يطلق عليها قنابل غبية (غير موجهة) ومدفعية. وأضاف كولين كال وكيل وزارة الدفاع الأميركية لشؤون السياسات أنه لا يعتقد أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يريد صراعا شاملا مع حلف شمال الأطلسي. ولا تزال الوحدات الروسية مستمرة في حصارها لمدينة خاركيف في شرق أوكرانيا وثاني أكبر مدينة أوكرانية ومدينة سومي، وفقاً لهيئة الأركان، كما يبدو أن القوات الروسية تستعد أيضاً لهجوم جديد في إزيوم بإقليم خاركيف. وقالت شرطة مدينة خاركيف في بيان أمس الجمعة إن قصفا روسيا أصاب عيادة كانت تعمل كمركز للمساعدات الإنسانية في المدينة مما أسفر عن سقوط أربعة قتلى. وجاء في البيان الذي نشر على مواقع التواصل الاجتماعي «نتيجة قصف البنية التحتية المدنية صباح أمس بعدة قاذفات صواريخ، أصيب سبعة مدنيين توفي أربعة منهم... لا توجد منشأة عسكرية قريبة». ولم يتسن لرويترز التحقق بشكل مستقل من صحة ما رود بالبيان. وتعمل موسكو بشكل جزئي على الإبقاء على اتصال بري بين إقليم روستوف الروسي والحدود الأوكرانية وشبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا، وفقاً لهيئة الأركان. وتعرضت القوات الأوكرانية للهجوم في منطقة دنيبروبتروفسك خلال الليل. وأشار مسؤول محلي على فيسبوك إلى أن روسيا شنت هجومين صاروخيين على وحدة عسكرية في ضواحي مدينة دنيبرو. وفي الوقت ذاته ذكرت التقارير حدوث قصف محتمل بالقرب من مفاعل تشيرنوبيل للطاقة النووية السابق مثيرة للقلق. وقال الأمين العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل جروسي، إن القوات الروسية أطلقت النار على نقاط تفتيش أوكرانية في مدينة سلافوتيتش، نقلا عن معلومات من هيئة الرقابة النووية الأوكرانية. وأضاف أن هذا يعرض للخطر «منازل وعائلات العاملين الذين يضمنون السلامة النووية والإشعاعية» داخل محطة الطاقة النووية السابقة. ولم يتسن التأكد من حدوث القصف. وصدرت تقارير في وقت مبكر من هذا الأسبوع تشير إلى اندلاع حرائق حول المنطقة المحظورة المحيطة بمحطة الطاقة النووية السابقة. قالت وزارة الدفاع الروسية أمس الجمعة إن قواتها دمرت مستودعا كبيرا للوقود خارج كييف في هجوم صاروخي. وقال المتحدث باسم الوزارة إيجور كوناشينكوف في إفادة صحافية إن الضربة وقعت مساء أمس الخميس باستخدام صواريخ كاليبر أطلقت من البحر. وأضاف كوناشينكوف أن المستودع كان يستخدم لإمداد القوات المسلحة الأوكرانية في وسط البلاد. وأضاف كوناشينكوف أن القوات الروسية دمرت منذ اليوم السابق العديد من المعدات العسكرية الأوكرانية من بينها ثلاثة أنظمة دفاع جوي وأربع طائرات مسيرة. وأكدت وزارة حالات الطوارئ الأوكرانية الجمعة حدوث «قصف» الخميس على موقع كالينيفكا لتخزين الوقود على مسافة 40 كيلومترا جنوب غربي كييف، دون إعطاء تفاصيل عن أهمية هذا الموقع. وأضاف المصدر نفسه «لا يوجد تهديد بانتشار حريق خارج المخزن». وقال حاكم إقليمي أمس الجمعة إن القوات الروسية عزلت فعليا مدينة تشيرنيهيف بشمال أوكرانيا. وقال الحاكم فياتشيسلاف تشاوس للتلفزيون الوطني «العدو يطوق المدينة عمليا» مضيفا أن المدينة تعرضت لقصف بالمدفعية والطائرات الحربية.



السابق

أخبار مصر وإفريقيا.. بلينكن في المنطقة لمناقشة حرب أوكرانيا وملف إيران واتفاقات السلام.. مسؤول إسرائيلي: صعود السيسي حسّن كل العلاقات مع مصر.. الدبيبة يواجه تمدّد حكومة باشاغا باحتواء البلديات الليبية..«التيغراي» يلتزمون «الهدنة الإنسانية» مع الحكومة الإثيوبية..الأمم المتحدة: نحو 600 مدني قتلوا في مالي العام الماضي..الجزائر وروسيا تبحثان تعزيز التعاون العسكري.. المغرب وإسرائيل يوقعان مذكرة تفاهم بشأن التعاون العسكري..

التالي

أخبار لبنان... اتهامات في لبنان بتوظيف القضاء لخدمة عون و«حزب الله»... لبنان يحضر في الدوحة عشية «عودة الخليج»... نصر الله أمام الماكينة الانتخابية: هدفنا الأغلبية... ولن نخذل حلفاءنا..هل يصيب الاعتداء الحوثي بدايات «ترميم الثقة» بين لبنان والخليج؟..جعجع يؤكد «لا قانونية» الادعاء القضائي عليه.. المنافسة في «بيروت الثانية» بين مشروعين ..


أخبار متعلّقة

أخبار وتقارير..الحرب الروسية على اوكرانيا..روسيا تمطر مدناً أوكرانية رئيسية بعشرات الصواريخ..محادثات بين بوتين وشي غداً بشأن القضايا «الأكثر إلحاحاً»..بعد ضربات روسية..90 % من لفيف من دون كهرباء..رئيس المخابرات الأوكرانية: الحرب تراوح في طريق مسدود..بوتين يشرف على بدء تشغيل سفن حربية وغواصتين نوويتين..صرب كوسوفو يعتزمون إزالة الحواجز وسط أجواء التوتر..الشرطة البرازيلية تنفذ توقيفات وتحقق في محاولة انقلاب لأنصار بولسونارو..بعد انتقادات من أرمينيا..روسيا تعرب عن قلقها إزاء حصار قرة باغ..«سيد الخواتم»..بوتين يهدي حلفاءه خواتم ذهبية ويثير السخرية..

أخبار وتقارير..رداً على قديروف..الكرملين "بوتين مطلع على وضع خاركيف"..اتهامات لروسيا بشن "هجمات انتقامية"..لوبوان: هكذا خدعت أوكرانيا الجيش الروسي.. أول تعليق روسي على التقدم الأوكراني وكييف تعلن عن إنجاز جديد في الجنوب..مسؤول أميركي: قوات روسية تنسحب من خاركيف وتغادر أوكرانيا.. بوتين: تكتيكات الحرب الاقتصادية الغربية ضدّنا لم تنجح..واشنطن: رد إيران على المقترح الأوروبي بشأن الاتفاق النووي غير مشجع..«الاجتماعي الديمقراطي» يفوز بانتخابات السويد..اشتباكات حدودية بين أرمينيا وأذربيجان وسقوط قتلى..

أخبار وتقارير..الحرب الروسية على اوكرانيا..مكافحة أنشطة حزب الله الإرهابية في إفريقيا..زيلينسكي: الأشهر الستة المقبلة ستكون حاسمة في القتال ضد روسيا..هل سيُظهر بوتين الذكاء الاستراتيجي أخيراً بشأن أوكرانيا؟..سلسلة عقوبات جديدة تشمل ثرياً كبيراً مقرباً من بوتين..بوتين: روسيا ستحارب العقوبات بتوجيه تجارتها نحو شركاء جدد..قائد الجيش الأوكراني يتوقع هجوماً روسياً على كييف بداية 2023..بكين تلوح بـ«تدابير انتقامية» غداة «حادثة مانشستر»..قتلى بهجوم على الحدود الكولومبية ـ الإكوادورية..المحفوظات الوطنية الأميركية تنشر آلاف الوثائق حول اغتيال الرئيس كينيدي..ألمانيا: الأمير هاينريش زعيم مخطَّط الانقلاب اجتمع مع دبلوماسيين روس..

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,785,675

عدد الزوار: 6,914,888

المتواجدون الآن: 103