أخبار سوريا.. إجراءات أمنية بشمال سوريا في عيد «نوروز»... «الائتلاف» يدعو الأكراد لـ«الشراكة»..أكراد سوريون يطالبون أحزابهم بـ«توحيد المواقف»... احتفالات علنية بنوروز.. الأمم المتحدة تأمل بتقدم في اجتماع «الدستورية السورية».. «تعفيش المعفش»... ظاهرة جديدة في جنوب دمشق..

تاريخ الإضافة الثلاثاء 22 آذار 2022 - 3:20 ص    عدد الزيارات 1180    التعليقات 0    القسم عربية

        


إجراءات أمنية بشمال سوريا في عيد «نوروز»... «الائتلاف» يدعو الأكراد لـ«الشراكة»..

الشرق الاوسط... إدلب: فراس كرم.... احتفل أكراد في منطقة عفرين ومناطق أخرى شمال غربي سوريا، بعيد «نوروز»، وسط إجراءات أمنية مشددة من قبل فصائل «الجيش الوطني السوري» لحماية الاحتفالات، فيما هنأ «الائتلاف السوري المعارض» الكُرد السوريين بعيد النوروز. ويحتفل الكرد في سوريا كما الكرد في كل أنحاء العالم بعيد «نوروز»، الذي يصادف 21 مارس (آذار) من كل عام. وأكد الرائد يوسف الحمود وهو المتحدث باسم «الجيش الوطني السوري» العامل في شمال غربي سوريا، وتخضع لسيطرته عدد من المناطق والقرى والبلدات، نسبة كبيرة من سكانها من الكرد، أنه «جرى خلال الساعات الماضية، رفع حالة التأهب الأمني من خلال نشر دوريات أمنية وعسكرية على مداخل مدن عفرين وجرابلس والبلدات التابعة لها شمال حلب، لحماية الإخوة (الكرد) أثناء الاحتفالات بعيد (نوروز) الخاص بهم، في الساحات العامة، مع تقديم كل التسهيلات لهم هذا العام، لممارسة الاحتفالات بصورة جيدة». ومن جهته، قال العميد زياد حاج عبيد ويشغل منصب رئيس مكتب العلاقات في فرقة «سليمان شاه» أحد مكونات «الجيش الوطني السوري»، إنه «تم إعطاء أوامر عسكرية مهمة لقادة وعناصر (الفرقة) بضبط الأمن في مناطق ريف جنديرس وياخور والشيخ حديد وعدد من القرى التابعة لها، شمال غربي حلب، استعداداً لاحتفالات الإخوة (الكرد) بعيد (نوروز) لهذا العام، الذي تبدأ فيه فعاليات الاحتفال بالعيد مع ساعات مساء الاثنين 21 مارس، في الساحات العامة ومناطق مخصصة للاحتفال وحمايتهم، ومنع اختراق تنظيم حزب العمال الكردستاني للاحتفالات، مستغلاً عيد النوروز وتعكير أفراحهم في هذه المناسبة». ويضيف أنه «لا يوجد ما يمنع الإخوة (الكرد) من التعبير عن فرحتهم بهذه المناسبة، والقيام بكل الطقوس الخاصة بالعيد، مع الحفاظ على أمن وسلامة الجميع خلال الاحتفالات، وتقديم كل الدعم اللازم لهم خلال ذلك». وهنأ «الائتلاف الوطني السوري» السوريين عامة والكرد السوريين وفي العالم خاصة، في بيان له، قال فيه: «نهنئ جميع أبناء الشعب السوري بعيد النوروز، وأخص بالذكر الكرد السوريين، بالإضافة إلى الكرد في كل أنحاء العالم، الذين يمثل هذا العيد بالنسبة لهم مناسبة عزيزة ذات أهمية قومية وثقافية واجتماعية بالغة». وأضاف: «كان عيد النوروز عبر التاريخ رمزاً للحرية والانعتاق من الظلم والاستبداد، ورغم الواقع العصيب الذي تمر به ثورتنا، فإن السوريين يجددون آمالهم وتطلعاتهم للعيش في وطن خالٍ من الظلم والقمع والإجرام والاحتلال، ويؤكدون تمسكهم بالأمل في الإنسان القادر على بناء مستقبل مشترك، الأمل الذي ينبع من قوة الحق والحرية والكرامة، من الثقة في أن النصر سيكون حليفاً للحق مهما تحالفت قوى الباطل ضده، وقد أثبت الكرد السوريون أنهم بحق أحفاد (كاوا)، فكانوا في الصفوف الأولى يوم انطلقت ثورة الحرية والكرامة، في مواجهة نظام الأسد بمناطق (عامودا وعفرين وعين العرب) أو ما تعرف بـ(كوباني والقامشلي)، وفي ركن الدين بدمشق وفي الأشرفية بحلب». وأشار إلى أن «نضال السوريين كان ولا يزال نضالاً يلتقي مع معاني النوروز في الانعتاق من الظلم ونشر الحرية والسلام، ومشروعاً لصون الحقوق السياسية والاجتماعية والثقافية والدينية والحفاظ على الإرث الحضاري لوطننا، وعلينا أن نؤمن جميعاً بأن النضال من أجل صون حقوق الجميع كشركاء في الوطن هو الضمانة الحقيقية لسوريا الجديدة». من جهته، قال مواطن من منطقة ميداني بريف عفرين، إنه «على مدار 3 أعوام ماضية، لم نحتفل ككرد، بالشكل المناسب بعيد النوروز كمناسبة رمزية خاصة بنا نحن الكرد في سوريا، حيث غابت فيه مظاهر الفرح بهذه المناسبة وإشعال المشاعل واللقاءات، كما اعتدنا سابقاً، بسب المضايقات والتشديد الأمني والعسكري من قبل فصائل المعارضة. وكانت الاحتفالات بهذه المناسبة تجري ضمن نطاق ضيق، بينما العيد هذا العام مختلف عن الأعوام الماضية من حيث الاستعداد للاحتفال به من قبل الكرد في مناطق عفرين والمعبطلي وميداني والشيخ حديد وجنديرس ومناطق كردية أخرى في شمال سوريا، وتزيين الساحات، والتسهيلات المقدمة لنا من قبل الفصائل المعارضة في المنطقة، فضلاً عن حماية المناطق من أي عمل إرهابي من شأنه التنغيص علينا بفرحتنا بعيد (النوروز)، واستعداد الفرق الفلكلورية من أجل المشاركة وتقديم العروض والطقوس في أيام العيد».

أكراد سوريون يطالبون أحزابهم بـ«توحيد المواقف»... احتفالات علنية بنوروز

الشرق الاوسط....القامشلي: كمال شيخو... احتفلَ أكراد سوريا بـ«عيد نوروز» رأس السنة الكردية بحماس كبير أمس في جميع المناطق ذات الغالبية السكانية شمال شرقي البلاد، وتجمع آلاف الأشخاص حول المشاعل يرتدون أزياء وألبسة تقليدية مزركشة وأشعلوا النيران، وشاركوا في الرقصات الفولكلورية والحفلات الغنائية. وطالبت أحزاب وتحالفات كردية بهذه المناسبة إيجاد حل عادل للقضية الكردية على اعتبار أنها جزء أساسي من القضية الديمقراطية في سوريا، ودستور جديد يراعي حقوق كافة مكونات الشعب السوري في دولة ذات نظام ديمقراطي تعددي لا مركزي. وأحيا آلاف الأكراد احتفالات نوروز لابسين الأزياء الفولكلورية وشاركوا في التجمعات الغنائية والمسرحية في مناطق متفرقة، وتبدأ طقوس العيد ليلة 20 مارس (آذار) من كل عام عند مغيب الشمس بإيقاد النار فوق المرتفعات وقمم الجبال، إما بإحراق الإطارات وإما صناديق الخشب، وهي عادة تاريخية تحاكي قصة كاوا الحداد الذي خرج إلى الجبل وبيده شعلة نار لإرسال إشارة النصر إلى الناس بالقضاء والخلاص على الطاغية والظلم. وحتى وقت قريب، كانت هذه المناسبة وطقوس العيد القومي في سوريا من المحرمات وما رافقتها من إجراءات أمنية مشددة واعتقالات وأحكام عرفية لمنع أحياء الاحتفالات، وطالب «مجلس سوريا الديمقراطية» الجناح العسكري لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) المدعوم من تحالف دولي تقوده الولايات المتحدة الأميركية، إيجاد حل عادل للقضية الكردية على اعتبار أنها جزء أساسي من القضية الديمقراطية السورية، وقال في بيان نشر على موقعه الرسمي: «حل القضية الكردية معيار حاسم للتحول والتغيير الديمقراطي السوري، ومفتاح حل الأزمة إقرار حكم ديمقراطي لا طائفي لدولة لا مركزية تعددية»، داعياً إلى تشكيل منصة وطنية ديمقراطية فاعلة تؤمن بحل الأزمة وفق مسارها السياسي، وتأسيس سوريا الحديثة دولة لامركزية ديمقراطية تعددية، وتوجه المجلس إلى عموم السوريين أن يتحول عيد نوروز عيداً وطنياً رسمياً، «وأن يُعاد الاحتفال بعيد الأم في الـ 13 من مايو (أيار) من كل عام، ويصبح 21 عيداً وطنياً لكل السوريين». ويشكل أكراد سوريا نحو 12 في المائة من التعداد السكاني العام (23 مليون نسمة)، ومنذ إعلان الإدارة الذاتية بداية 2014 في مناطق شرق الفرات يحتفل الأكراد بهذا العيد ويحيون عيد النوروز علانية، غير أن أحزابها وحركتها السياسية منقسمة، ووصل وفد أميركي رفيع للمنطقة منتصف الشهر الحالي ضم نائب مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى، إيثان غولدريتش، ونائب مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون العراق، جينفير جافيتو، ومديرة ملف سوريا والعراق في مجلس الأمن القومي، زهرة بيل، وممثل الخارجية الأميركية بشمال شرقي سوريا، ماثيو بيرل، وعقدوا اجتماعات مع قادة قوات «قسد» ومجلس «مسد» و«المجلس الوطني الكردي» وبحثوا إمكانية إحياء المحادثات الكردية المتعثرة منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2020 ونقلوا أن توحيد المواقف الكردية على رأس أولويات الإدارة الأميركية. بدوره؛ أكد «المجلس الكردي» في بيان نشر على موقعه الرسمي أمس تمسكه بحقوق الشعب الكردي بسوريا والعمل مع أطر المعارضة الوطنية، من أجل الخروج من الأزمة الدائرة، وإيجاد حل سياسي يتوافق مع القرار الأممي 2254 ومرجعية جنيف، ودعا بيان المجلس إلى ضرورة توحيد الموقف الكردي، «ندعو أبناء شعبنا وحركته السياسية للضغط بهذا الاتجاه لمنع التفرد والسيطرة وفرض أمر الواقع، لأن مصلحة شعبنا بهذه المرحلة تقتضي توحيد المواقف والعمل المشترك وتحريم كافة أشكال الاستئثار والهيمنة»، وأشار إلى أن المجلس كان ولا يزال مؤمناً بضرورة الالتزام بالاتفاقات الموقعة لتوحيد الموقف الكردي، «بدءاً من اتفاقيتي (هولير) و(دهوك) والتي يُمكن البناء عليهما وفق التفاهمات من خلال المفاوضات الكردية، للتوصل إلى اتفاقية شاملة سياسية وإدارية وعسكرية تخدم شعبنا ووطننا في هذه المرحلة المهمة». أما «الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي» قال في بيان إن احتفالات نوروز تزامنت مع استمرار الأزمة السورية ودخولها عقدها الثاني، لكنها ألقت بظلالها على حياة المواطن السوري دون أن يلوح في الأفق أي أمل بوضع حل ينهي معاناة الناس، وانشغال العالم بالحرب الروسية – الأوكرانية وفقدان مستلزمات الحياة اليومية لا سيما غلاء المواد الأساسية ونزيف الهجرة ليصبح المشهد أكثر تعقيداً: «ولا خيار أمام السوريين سوى الحوار والتوافق الوطني، وبما يضمن حقوق الجميع في ظل دستور جديد يراعي حقوق كافة مكونات الشعب السوري في دولة ذات نظام ديمقراطي علماني»، منوهاً إلى ضرورة الجلوس على طاولة الحوار للتوافق والتفاهم على بنود أساسية فيما يتعلق بوحدة الصف الكردي وخطابها السياسي، وأضاف البيان: «لتوحيد مطالب الشعب الكردي العادلة والمشروعة والحفاظ على خصوصية واستقلالية القرار الكردي السوري، والعمل على تشكيل وفد كردي مستقل يمثل الكرد في أي محفل دولي».

الأمم المتحدة تأمل بتقدم في اجتماع «الدستورية السورية»

جنيف - لندن: «الشرق الأوسط»... أعرب المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا، غير بيدرسن، عن أمله في إحراز تقدم بالجولة المقبلة من محادثات ترمي إلى صياغة دستور جديد لسوريا، تعقد الأسبوع المقبل في جنيف. وفي أكتوبر (تشرين الأول)، انتهت الجولة السادسة من المحادثات بين 15 ممثلاً عن كل من حكومة الرئيس بشار الأسد، والمعارضة، والمجتمع المدني، من دون التوصل إلى أي اتفاق حول كيفية المضي قدماً. لكن بيدرسن قال إن رئيسَي وفدَي الحكومة والمعارضة توصلا الأحد إلى آلية متطورة لإيجاد قواسم مشتركة خلال اليوم الأخير من المحادثات التي ستختتم الجمعة. والأحد قال المبعوث الأممي الخاص في تصريح صحافي إن أزمة «سوريا تبقى واحدة من أخطر الأزمات في العالم»، مشدداً على ضرورة «تحقيق تقدم في مسار إيجاد حل سياسي». وأُنشئت اللجنة الدستورية السورية في سبتمبر (أيلول) 2019 وعقدت أول اجتماع لها الشهر التالي. وترمي المحادثات إلى صياغة دستور جديد لسوريا. وتعلَّق آمال كبيرة على نجاح المحادثات في إفساح المجال أمام إطلاق عملية سياسية أوسع نطاقاً. وقال بيدرسن إن «اللجنة ي ب أن تعمل بطريقة تتيح بناء الثقة». وتابع: «خلال هذه الجولة آمل أن تعمل اللجنة الدستورية بحس من الجدية والعزم والتصميم من أجل إحراز ما تتطلبه الأوضاع من تقدم». وأعرب عن أمله في تحقيق «تقدم ثابت» إذا ما نفذت الوفود الثلاثة ما سبق أن تعهدت به. ستركز الجولة السابعة من المحادثات على 4 مبادئ؛ هي: أساسيات الحكم وهوية الدولة ورموزها وهيكلية السلطات العامة ووظائفها. وستخصص الوفود يوماً لمناقشة كل مبدأ، على أن تخص يوم الجمعة بمحاولة تدعيم أي تقدم. وإلى الآن يتولى أحمد الكزبري رئاسة الوفد الحكومي، فيما يتولى هادي البحرة رئاسة وفد المعارضة، وهما يرأسان معاً جولات المحادثات. ووجه كل منهما انتقادات للآخر بعد الجولة السادسة من المحادثات التي عقدت في أكتوبر، وحمل كل منهما الآخر المسؤولية عن عدم تحقيق أي تقدم. لكن بيدرسن قال إن رئيسَي الوفدين توصلا في اليوم الأخير إلى تفاهم حول كيفية المضي قدماً؛ وتحديداً حول إيجاد آلية أفضل لمراجعة النصوص الدستورية المقترحة. وقال الدبلوماسي النرويجي: «أتطلع إلى يوم الجمعة لرؤية كيف سيتم تطبيق ذلك». والتقى بيدرسن الأحد رئيسي الوفدين معاً في لقاء جرى خلاله التوصل لاتفاق حول النقاط الأربع التي ستناقش الأسبوع المقبل. وبعد الاجتماع عقد بيدرسن والكزبري والبحرة اجتماعاً مع الأعضاء الخمسة عشر الذين يضمهم وفد المجتمع المدني. ووصف بيدرسن الاجتماعات بأنها «جيدة»، وأعرب عن أمله في «إمكان تحقيق تقدم هذا الأسبوع». وقُتل نحو نصف مليون شخص ونزح الملايين منذ اندلاع النزاع السوري عام 2011، بعد أن قوبلت الاحتجاجات ضد الحكومة بقمع وحشي في أنحاء البلاد. وتطور الوضع إلى حرب مدمرة ومعقدة استقطبت العديد من الجهات والأطراف؛ بينها جماعات جهادية وقوى إقليمية ودولية. وخلال الحرب سعت الأمم المتحدة إلى إيجاد حل سياسي للنزاع.

«تعفيش المعفش»... ظاهرة جديدة في جنوب دمشق

فتيان وفتيات يأخذون ما تبقى من أثاث مناطق مدمرة

دمشق: «الشرق الأوسط».... ظهرت مؤخراً ظاهرة «تعفيش» (سرقة) المنازل والممتلكات «المعفشة» في مناطق جنوب دمشق التي استعادت الحكومة السورية السيطرة عليها، إذ تقوم بها مجموعات تضم أطفالاً ونساء، وذلك بغض طرف من قبل عناصر الجيش الحكومي والأجهزة الأمنية والميليشيات الموجودة هناك، حسب قول معارضين سوريين في دمشق. واستعادت دمشق السيطرة على مناطق جنوب دمشق (مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين، الحجر الأسود وحي التضامن) في صيف عام 2018 عقب سيطرة فصائل المعارضة المسلحة عليها في نهاية عام 2012، وبعدها «هيئة تحرير الشام» ومن ثم تنظيم «داعش». ويقع «مخيم اليرموك» الذي يرمز له بـ«عاصمة الشتات الفلسطيني»، على بعد أكثر من سبعة كيلومترات جنوب دمشق، وتبلغ مساحته نحو كيلومترين مربعين، وإلى الشرق منه يقع «حي التضامن»، ويتبعان إدارياً لمحافظة دمشق، فيما تقع جنوبه ناحية «الحجر الأسود» التابعة لمحافظة ريف دمشق وكان يقطنها أغلبية من نازحي هضبة الجولان. وأدت العملية العسكرية التي قام بها الجيش النظامي وحلفاؤه في مناطق جنوب دمشق إلى دمار منازل ومحال تجارية وبنى تحتية بشكل كامل في «مخيم اليرموك» و«الحجر الأسود» و«حي التضامن»، وإلى دمار جزئي في بعضها، على حين بقي قسم آخر سليماً. ومع مماطلة الحكومة المستمرة بإعادة تأهيل تلك المناطق وإعادة الأهالي إليها، تعرضت المنازل والمحال التجارية والمؤسسات فيها، لعمليات نهب وسرقة (تعفيش) من قبل عناصر الجيش والأمن وحلفائهم، شملت كافة الموجودات من أثاث منزلي وأبواب ونوافذ وأسلاك كهربائية وأدوات صحية ورخام وبلاط وسيراميك وحتى انتزاع القضبان الحديدية من المباني المدمرة، وهدم أسقف أبنية قائمة لسرقة الحديد، لدرجة باتت تلك المنازل والمحال التجارية والمؤسسات على «العظم» وتحتاج إلى عملية إكساء جديدة، حسب قول نشطاء. ومنذ أكثر من شهرين وحتى الآن، تشهد «الشرق الأوسط» عدة مجموعات تضم الواحدة ما بين 10 - 15 فتى وفتاة تتراوح أعمارهم بين 10 - 13 عاماً، إضافة إلى وجود عدد قليل من الفتيات بينهم أعمارهن بين 18 - 20 عاماً، تتجه في ساعات الصباح الباكر إلى «مخيم اليرموك» وهم يحملون كميات من الأكياس الكبيرة الفارغة. وشهدت «الشرق الأوسط» أكثر من مرة خروج بعض تلك المجموعات من «مخيم اليرموك» سيراً على الأقدام وأفرادها يحملون على ظهورهم ورؤوسهم أكياساً ممتلئة وأغلبيتها محكمة الإغلاق، على حين تشاهد وبشكل يومي في الطرقات الرئيسية القريبة من مناطق جنوب دمشق شاحنات صغيرة (سوزوكي) وهي محملة بعدد كبير من الأكياس الممتلئة ويجلس ويتمدد فوقها أفراد تلك المجموعات ووجههم مفعمة بالسرور. ومن خلال التدقيق في بعض الأكياس غير المحكمة الإغلاق، يتبين أن ما بدخلها هو قطع أثاث خشبية صغير، وقطع حديد وألمونيوم صغيرة أيضاً، إضافة إلى أواني مطبخ بلاستيكية وحديدية وزجاجية. ويؤكد لـ«الشرق الأوسط» شهود عيان، أنهم يدخلون إلى المخيم، بشكل يومي ومنهم من يبقى فيه لساعات المساء، ومنهم من يتجه إلى الجنوب (إلى الحجر الأسود)، وآخرون شرقاً (حي التضامن)، وتضيف المصادر: «يعفشون المعفش». وتلفت المصادر إلى أن هؤلاء يدخلون أمام أعين عناصر الأمن الموجودين على الحواجز ويخرجون أيضاً أمام أعينهم، وتضيف: «من الواضح أنهم يدفعون (المعلوم) (رشوة) لعناصر الحاجز». وتوضح، أن عمليات «التعفيش» التي يقوم بها هؤلاء لا تقتصر على المناطق المدمرة الخالية تماماً من السكان، بل تشمل أيضاً منازل غير مأهولة في جادات عادت إليها بعض العائلات، وتقول: «وقحون. لا يخافون. المهم لديهم الحصول على شيء ما»، وتتابع: «بعض الأهالي يصادفون أكثر من مرة عمليات تفقدهم لمنازلهم مع وجود (القرباط) فيها، ونشبت مشاجرات وعمليات عراك عنيفة بالأيدي بين الجانبين». وتذكر تقارير، أن العديد من التجمعات السكنية المعروفة في العالم باسم «الغجر» منتشرة في عدة مناطق وهم قبائل هاجر أفرادها من بلادهم الأصلية الهند، كما يقال، وتفرقوا في العالم ليعيشوا عبر الترحال الدائم، وبعضهم استقر في عدة بلدان كإسبانيا وأوروبا الشرقية ومنطقة الشرق الأوسط، من بينهم «غجر» سوريا. و«غجر» سوريا هم عبارة عن تجمعات سكانية ولهم عدة أسماء أخرى مثل «النوَر» و«القرباط» التي تعني الغرباء، وهم مستوطنون فيها بالعديد من المدن الكبرى وفي جميع المحافظات والمناطق السورية، وكان أغلبهم يفضلون السكن في الخيام على الأبنية، ولم يكن لهم دور فعلي في الثورة نتيجة قلة عددهم والخوف من تشتتهم وتفرقة تجمعاتهم. وكان قسم من «القرباط» قبل اندلاع الثورة السورية التي دخلت عامها الثاني عشر منتصف مارس (آذار) الحالي، يسكنون في جزء من حي القدم جنوب دمشق، وواظبوا في تلك الفترة على العمل في «التسول».



السابق

أخبار لبنان.. السلطة الغائبة: إدعاء عون على سلامة وشقيقه بـ«تبييض الأموال» يهز المصارف المراسلة!.. إضراب مصارف لبنان يفاقم الصعوبات... وبارقة في مفاوضات «النقد الدولي»..لبنان يأمل عودة سفراء خليجيين خلال رمضان.. الفاتيكان مع «الانتخابات والإصلاحات» وحياد لبنان يطلّ من الجامعة العربية..الفاتيكان لبكركي: حزب الله لبناني، حاوروه!..خمسة أسباب تجعل جنبلاط قلقاً..عون يتدخّل لإنقاذ تحالف «أهل البيت» في مواجهة «التقدمي» ـ «القوات»..

التالي

أخبار العراق.. الصدر يعرض إشراك المستقلين في «حكومة وطنية»... مقتدى الصدر يغلق باب التفاوض بـ«شجاعة» المستقلين.. الصدر يحض «المستقلين» على إكمال نصاب جلسة انتخاب الرئيس.. طالبهم بـ«وقفة عز وشرف وكرامة لإنقاذ الوطن»..

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,770,389

عدد الزوار: 6,914,136

المتواجدون الآن: 118