أخبار سوريا... اغتيال ضابط أمني سوري في معبر نصيب الحدودي مع الأردن... قتلى وجرحى في قصف لقوات النظام شمال غربي سوريا..تنسيق أمني سوري ـ إيراني لمواجهة «التحركات الأميركية».. التدخل الروسي في الحرب السورية... قواعد وتوسّع اقتصادي وثقافي.. سوريا مسرحاً للردّ الأميركي: نحو إعفاء «قسد» من عقوبات «قيصر»..

تاريخ الإضافة الثلاثاء 1 آذار 2022 - 4:01 ص    عدد الزيارات 1737    التعليقات 0    القسم عربية

        


اغتيال ضابط أمني سوري في معبر نصيب الحدودي مع الأردن...

الشرق الاوسط... درعا: رياض الزين.... تستمر حوادث الانفلات الأمني والاغتيالات في محافظة درعا رغم خضوعها إلى اتفاقيات تسوية وسحب للسلاح منذ عام ٢٠١٨، حيث شهدت المحافظة خلال اليومين الماضيين 7 عمليات اغتيال راح ضحيتها مدنيون ومعارضون سابقون وقوات من النظام السوري. جميع عمليات الاغتيال سجلت ضد مجهولين، ومعظمها كان عبر زرع ألغام (عبوات ناسفة)، أو الاستهداف المباشر بالرصاص، بحسب مصادر محلية من المنطقة. وقال أيمن أبو نقطة الناطق باسم تجمع أحرار حوران الإعلامي لـ«الشرق الأوسط» إن مجهولين اغتالوا مساء الأحد المسؤول الأمني المباشر عن معبر نصيب الحدودي مع الأردن وهو ضابط برتبة رائد في قوات النظام السوري من مرتبات جهاز الأمن السياسي ويدعى ماهر وسوف إثر استهداف سيارته بالرصاص المباشر على طريق الأوتوستراد الدولي دمشق - درعا بالقرب من جسر بلدة صيدا بريف درعا الشرقي. ويعتبر الرائد وسوف من الشخصيات الذين يمارسون على المسافرين عمليات ابتزازهم بهدف دفع الإتاوات المالية. وقتل اثنان من عناصر النظام وجرح الثالث صباح يوم الأحد عند حاجز عسكري تابع للنظام السوري يقع بين بلدات عين ذكر - تسيل بمنطقة حوض اليرموك غرب درعا وهم من مرتبات الفرقة الخامسة التابعة للنظام التي انتشرت بعد اتفاق التسوية الأخير في عام 2021 بدلاً من قوات الفرقة الرابعة التي كانت في المنطقة، في حين أن مجهولين استهدفوا صباح الاثنين الماضي الشاب فادي اللبني في بلدة نافعة بمنطقة حوض اليرموك غرب درعا بعبوة ناسفة زرعت في سيارته، ويعتبر اللبني أحد عناصر المعارضة سابقاً، ويعمل ضمن مجموعة محلية من أبناء المنطقة تابعة لجهاز الأمن العسكري، بعد اتفاق التسوية الذي شهدته المنطقة أواخر شهر أغسطس (آب) من عام 2021، وسبق أن كان عنصر لدى قوات الفرقة الرابعة ضمن تشكيلات محلية كانت تنتشر في المنطقة عقب اتفاق التسوية عام 2018. وقتل مجهولون مساء يوم الأحد الماضي أحد عناصر قوات اللواء الثامن التابع للفيلق الخامس المدعوم من حميميم. ويدعى بهجت المحاميد المعروف باسم أبو جراح في المنطقة، بعد استهدافه بالرصاص المباشر من قبل مجهولين أمام منزله في الحي الشمالي لبلدة النعيمة في ريف درعا الشرقي. وقالت وسائل إعلام محسوبة على دمشق أن آلاف الأسر شمال درعا تعاني من انقطاع المياه، بعد أن تعرضت تجهيزات الطاقة الشمسية الخاصة بضخ المياه في مدينة الصنمين اليوم الاثنين للتخريب، الأمر الذي تسبب بانقطاع المياه عن الآلاف. وتشهد مناطق جنوب سوريا ارتفاعاً في عمليات ومحاولات الاغتيال والسرقة وحالات الانفلات الأمني، التي راح ضحيتها شخصيات مدنية، وعناصر سابقة في المعارضة، وعسكريون وضباط وعناصر من قوات الجيش السوري، حيث تتكرر هذه الحوادث منذ سنوات بشكل شبه يومي في المنطقة، وسط غياب المحاسبة والملاحقات الفعلية لمرتكبي هذه الجرائم، كما تنتشر في عموم مناطق الجنوب السوري حالات السرقة والخطف بدافع الفدية المالية، وكان آخرها قضية خطف الطفل فواز قطيفان التي انتهت بدفع فدية مالية قدرها 500 مليون ليرة سورية بإشراف السلطات في درعا. وحالات قتل بدافع الثأر وظهرت عدة حوادث تكشف عن الفاعلين دون تعرضهم للقضاء وخضوعهم إلى حكم عشائري بالنفي أو دفع الديات. ومنهم من لم يتعرض لحكم عشائري أيضاً، ما اعتبره ناشطون أمراً وظاهرة خطيرة على المجتمع، وأنه لا بد لأي جريمة أن تنال حكماً وأن تعرض على قضاء نزيه. وفي السويداء، قال ريان معروف مسؤول تحرير «شبكة السويداء»24 لـ«الشرق الأوسط» إن مسلحين محليين من أبناء المدينة أفرجوا عن عنصرين من مرتبات فرع فلسطين، بعد تعرضهم للتحقيق والتفتيش واعتقالهم أثناء وجودهم في حي سكني، قرب منزل الشيخ سليمان عبد الباقي، وهو أحد منظمي الاحتجاجات الشعبية التي شهدتها السويداء مؤخراً. ومن الشخصيات التي ظهرت في عدة مقاطع فيديو مصورة له انتشرت على عدة وسائل إعلام، وكان منزله قد استهدف بقذيفة صاروخية من مجهولين قبل عدة أشهر، في نفس مكان توقف عناصر الأمن، وقال العنصران أثناء عمليات التحقيق إنهم من العناصر الذين أرسلهم فرع فلسطين، مع التعزيزات الأمنية التي وصلت مؤخراً إلى السويداء، على خلفية الاحتجاجات الشعبية، وإن المجموعات المحلية المسلحة أطلقوا سراح عناصر الأمن بعد أن اطلعوا على أجهزتهم الخلوية ومحتواها، والتحقيق معهم عن سبب وجودهم في هذا المكان كان بطريقة الصدفة. وجرى تسليم العناصر كبادرة حسن نية، وللتأكيد على عدم وجود أي رغبة بالتصعيد من منظمي الحراك الشعبي في السويداء، مع تأكيد على التمسك بمبدأ رد الاعتداء إن حصل، والتحذير من عواقب أي اعتداء على الحراك السلمي. وأضاف أن هذه الحادثة تؤكد استقدام النظام لقوات أمنية ومخابرات ضمن التعزيزات الكبيرة التي دفعت بها إلى السويداء مؤخراً بعد سلسلة احتجاجات شعبية منددة بسياسات السلطة. والتي قال عنها المسؤولون في المحافظة وأمام الجانب الروسي إنها تعزيزات لضبط الوضع الأمني. وعدم حدوث عمليات تخريب بمؤسسات الدولة، وإنها من مرتبات قوات حفظ النظام فقط. ولم تتدخل بالاحتجاجات الشعبية في المحافظة.

قتلى وجرحى في قصف لقوات النظام شمال غربي سوريا... أنباء عن تحليق طيران «التحالف الدولي» في ريف إدلب

(الشرق الأوسط).. إدلب: فراس كرم... قُتل وجرح 5 مدنيين بقصف مدفعي لقوات النظام السوري على منطقة «خفض التصعيد»، في شمال غربي سوريا، في وقت شهدت فيه خطوط التماس بين فصائل المعارضة من جهة وقوات النظام من جهة ثانية، اشتباكات وتبادلا للقصف المدفعي، قتل على إثرها عنصران من الأخيرة وجرح آخرون. وقال محمود العلي (ناشط معارض) إن «قوات النظام السوري والميليشيات الإيرانية قصفت خلال الساعات الماضية بقذائف مدفعية ثقيلة، مناطق آفس ومحيط منطقة النيرب شرقي إدلب، ما أسفر عن مقتل 2 من المدنيين وجرح 2 آخرين، وطال قصف مدفعي مماثل مناطق في الفطيرة وبينين وفليفل وأطراف البارة، بجبل الزاوية في ريف إدلب الجنوبي، في وقت صعدت فيه قوات النظام في معسكري ميرزا وجورين، من قصفها المدفعي والصاروخي على مناطق خربة الناقوس والزيارة والعنكاوي بسهل الغاب شمال غربي حماة، ما تسبب بإصابة امرأة بجروح خطيرة، ودمار في ممتلكات المدنيين، ترافق مع تحليق مكثف لطيران الاستطلاع الروسي في أجواء ريفي حماة وإدلب، شمال غربي سوريا». وأضاف أنه «جرى رصد وصول تعزيزات عسكرية لقوات النظام إلى المناطق القريبة من خطوط التماس مع فصائل المعارضة، بريف حلب الغربي، وتضم التعزيزات آليات عسكرية بينها دبابات وعربات BMB، وعددا من العناصر، تزامن مع اشتباكات متقطعة وتبادل بقذائف المدفعية الثقيلة بين الطرفين على محاور أورم الكبرى وأورم الصغرى بريف حلب الغربي، ما أسفر عن مقتل عنصرين من قوات النظام وجرح آخرين». ولفت إلى أنه «جرى رصد تحليق 4 طائرات مسيرة ومذخرة تابعة للتحالف الدولي في أجواء المناطق الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة السورية المسلحة، (إدلب وأرياف حماة وحلب واللاذقية)، بينما دخلت واحدة من الطائرات مناطق خاضعة لسيطرة قوات النظام والميليشيات الإيرانية في ريف اللاذقية شمال غربي سوريا». وفي سياق متصل، قال ناشطون إنه «شهدت خطوط القتال بين فصائل (الجيش الوطني السوري) المدعوم من أنقرة، وقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، اشتباكات متقطعة بين الطرفين بالأسلحة الثقيلة والرشاشات، عقب استهداف سيارة عسكرية لفصائل الجيش الوطني من قبل (قسد)، بصاروخ موجه، على جبهة قنقوي في منطقة قباسين شمال حلب، تزامن مع قصف بقذائف المدفعية الثقيلة من قبل القوات التركية استهدف مواقع عسكرية لـ(قسد)، في محيط معبر عون الدادادت شمال مدينة منبج، بريف حلب الشمالي، دون ورود أنباء عن وقوع خسائر في صفوف الأخيرة».#

تنسيق أمني سوري ـ إيراني لمواجهة «التحركات الأميركية»

دمشق: «الشرق الأوسط»... عقدت في طهران محادثات أمنية سورية - إيرانية، في وقت أعلنت المستشارة الخاصة في رئاسة الجمهورية السورية لونا الشبل، وجود معلومات لدى دمشق عن «مغادرة مسلحين متطرفين منطقة الشرق الأوسط إلى أوكرانيا وكازاخستان»، كما كشفت الشبل في حديث لوكالة «سبوتنيك» الروسية نشرته الاثنين عن إجراء الحكومة السورية اتصالات مع ممثلي جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك، وإبلاغهم جاهزية دمشق للتعاون في «مختلف المجالات عندما تهدأ التوترات بالمنطقة». وجاءت تلك التصريحات بالتوازي مع عقد اجتماع أمني إيراني - سوري في طهران، يوم الأحد، تم الإعلان عنه في وقت لاحق ليكون أول لقاء أمني معلن منذ عامين. وقدم في الاجتماع رئيس مكتب الأمن الوطني السوري علي مملوك، إحاطة أمنية لأمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني، حسب ما أفادت به وسائل إعلام إيرانية، وأكد شمخاني خلال الاجتماع مواصلة طهران تقديم الدعم لدمشق، ونقلت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية (إرنا) عن شمخاني قوله إن إيران «التي دعمت الحكومة والشعب السوريين في أصعب الظروف، وذروة تحركات الجماعات الإرهابية، عازمة على مواصلة دعمها لسوريا حكومة وشعباً». من جانبها، قالت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا)، إن اللقاء بحث في «التطورات الأخيرة على الساحة الدولية وانعكاساتها على المنطقة». ونقلت عن مملوك قوله إن تعاون دمشق وطهران «في مجال مكافحة الإرهاب يصب في دعم الأمن الإقليمي في المنطقة»، وأكدت «سانا» أن الطرفين بحثا «مواجهة المساعي الأميركية التي تهدف لإعادة تصنيع وإحياء التنظيمات الإرهابية في سوريا». ورأى مملوك أن «التعاون السوري الإيراني في مجال مكافحة الإرهاب يصب في دعم الأمن الإقليمي في المنطقة»، داعياً «كل الدول لتوحيد جهودها لإنهاء التطرف وتجفيف منابعه». كما «أشاد مملوك بالدور الإيراني في مواجهة الإرهاب»، مشدداً على أهمية استمرار هذا التعاون، حسب «سانا». وحسب «سانا»، لفت شمخاني إلى «تزايد التحركات الميدانية الأميركية لتسليح وتدريب وتوجيه الجماعات الإرهابية في سوريا». وشدد على أن «استمرار هذا الأمر لا يزعزع الأمن في سوريا فحسب، بل يهدد الأمن الإقليمي أيضاً». واتهم شمخاني الولايات المتحدة بالقيام بدور «خطير» في «خلق أزمات إقليمية وعالمية بهدف الهيمنة على دول العالم ونهب ثرواتها»، معتبراً «الاحتلال الأميركي لأجزاء من سوريا هو أكبر عقبة أمام عودة الأمن والاستقرار بشكل كامل إليها»، حسب تعبير وكالة «سانا». تأتي زيارة مملوك إلى طهران، بعد أيام من بدء القوات الروسية تدخلاً في أوكرانيا يثير توتراً حاداً ومتصاعداً مع الغرب، خصوصاً الولايات المتحدة وبريطانيا ودول الاتحاد الأوروبي. كان الرئيس السوري بشار الأسد، قد أجرى الجمعة الماضي، اتصالاً مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أشاد فيه بالهجوم العسكري الروسي على أوكرانيا، معتبراً أنه «تصحيح للتاريخ وإعادة للتوازن إلى العالم الذي فقده بعد تفكك الاتحاد السوفياتي»، معتبراً أن «روسيا اليوم لا تدافع عن نفسها فقط، وإنما عن العالم، وعن مبادئ العدل والإنسانية».

التدخل الروسي في الحرب السورية... قواعد وتوسّع اقتصادي وثقافي..

الراي... دمشق - أ ف ب - قلبت روسيا التي تشنّ هجوماً منذ أيام في أوكرانيا، موازين القوى في سورية لصالح القوات الحكومية منذ بدء تدخلها العسكري العام 2015، بعدما كانت في طليعة القوى التي ساندت دمشق ديبلوماسياً واقتصادياً. ويُعد الوجود العسكري في سورية، الأكبر لموسكو في الشرق الأوسط منذ سقوط الاتحاد السوفياتي، وقد مكّنها خلال السنوات الأخيرة من توسيع نطاق حضورها العسكري ومجالات استثماراتها.

- وجود عسكري

في سبتمبر 2015، بدأت روسيا حملة جوية دعماً للقوات الحكومية التي كانت خسرت مناطق واسعة في البلاد، بينها مدن رئيسية، لصالح فصائل معارضة وتنظيمات جهادية. غيّر التدخل العسكري الروسي مسار الحرب. خلال سنوات قليلة، وبدعم كذلك من مقاتلين إيرانيين ومن «حزب الله»، استعادت دمشق السيطرة على مناطق عدة، بينها كامل مدينة حلب وحمص ومدينة تدمر الأثرية. وباتت القوات الحكومية اليوم تسيطر على نحو ثلثي مساحة البلد. واستعادت بفضل الدعم الروسي طريقاً استراتيجياً يربط شمال البلاد بجنوبها. على مرّ السنوات الماضية، شارك أكثر من 63 ألف جندي روسي في العمليات العسكرية في سورية، وفق موسكو. وليس معروفاً عديد القوات الروسية الموجودة حالياً في البلاد. ولروسيا قاعدتان عسكريتان في سورية، قاعدة جوية رئيسية في مطار حميميم قرب مدينة اللاذقية الساحلية، وأخرى في ميناء طرطوس الذي تستثمره أساساً شركة روسية. وتحمي القاعدتين منظومتا صواريخ إس - 300 وإس - 400 الأكثر تطوراً. تسيطر الطائرات الحربية الروسية على الأجواء السورية في معظم المناطق. وتنطلق من قاعدة حميميم لقصف مناطق سيطرة هيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً) في محافظة إدلب (شمال غرب) كما أوكار مقاتلي تنظيم «داعش» في البادية السورية. كذلك شاركت قاذفات من طراز تو - 22 وتو - 160 وبوارج وغواصات في قصف أهداف في سورية. وقال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، وفق «وكالة تاس للأنباء» الروسية في أغسطس، إن غالبية الأنظمة الروسية الحديثة جرى استخدامها في سورية. وينشط في سورية أيضاً، مرتزقة تابعون لمجموعة «فاغنر» الروسية شبه العسكرية التي تفرض عليها دول غربية عقوبات، وينتشر عناصر منها في أوكرانيا أيضاً.

- تمدّد اقتصادي

خلال السنوات الماضية، وقّعت موسكو اتفاقات ثنائية مع دمشق وعقوداً طويلة المدى في مجالات عدة أبرزها الطاقة والبناء والنفط والزراعة. في صيف العام 2019، أقر مجلس الشعب السوري عقداً مع شركة «اس. تي. جي.اينجينيرينغ» المحدودة المسؤولية الروسية لإدارة واستثمار مرفأ طرطوس، الأكبر في البلاد، لمدة 49 عاماً. وسبق أن فازت الشركة ذاتها بعقد لاستثمار واستخراج الفوسفات من مناجم منطقة تدمر (شرق) لخمسين عاماً. وتعدّ هذه الشركة واحدة من أكبر شركات المقاولات في روسيا ويملكها رجل أعمال مقرّب من الرئيس فلاديمير بوتين. وتستهدفها كذلك عقوبات غربية. وفي مارس 2020، وقّعت الحكومة السورية اتفاقاً بقيمة 22 مليون دولار مع شركتين روسيتين لإزالة الألغام وإعادة تأهيل واستكشاف حقل الثورة النفطي (شرق) من دون دفع ضرائب للحكومة السورية، وفق ما أوردت نشرة «سيريا ريبورت» الاقتصادية الإلكترونية. وبين سبتمبر 2019 ويناير 2020، منحت الحكومة السورية أربعة عقود جديدة للتنقيب عن الغاز لشركات روسية عدّة وفق المصدر ذاته. وحازت «شركة تدعى كابيتال على عقد (للتنقيب) في منطقة بحرية، فيما وقعت شركتا ميركوري وفيلادا ثلاثة عقود (للتنقيب) في ثلاث بقع بحرية»، وفق ما أوردت النشرة خلال الأسبوع الماضي. والشركات الثلاث ليست معروفة، وفق المصدر ذاته. ومع أنّ روسيا لم تمد حليفتها بالدعم المالي المباشر، إلا أنها تحولت منذ سنوات إلى مصدر رئيسي لاستيراد القمح بعدما أطاح النزاع بقدرة سورية على تأمين اكتفائها الذاتي كما في السابق. وفي ضوء التطورات الأخيرة في أوكرانيا، أقر مجلس الوزراء السوري في جلسة استثنائية الخميس إجراءات «لإدارة التداعيات المحتملة» وانعكاساتها. وتتضمن «اتخاذ ما يلزم لإدارة المخازين المتوافرة من المواد الأساسية» مثل القمح وترشيدها خلال الشهرين المقبلين.

- توسّع ثقافي

غداة بدء التدخل العسكري الروسي في سورية، بدأت صور بوتين تنتشر تدريجاً في مناطق سيطرة الحكومة، خصوصاً في المناطق الساحلية وهناك القاعدتان العسكريتان الروسيتان. وترتفعُ صور بوتين الذي زار سورية مرتين منذ العام 2017، على أعمدة الكهرباء في قرى ريفي اللاذقية وطرطوس ومدن الساحل. وبات مألوفاً رؤية جنود روس يتسوقون في اللاذقية وطرطوس، فيما يبدو ذلك نادراً في العاصمة السورية، باستثناء المناطق القريبة من السفارة الروسية التي باتت بمثابة قلعة محصنة خاضعة لحراسة مشددة. في دمشق، يعلّق البعض صور بوتين إلى جانب عبارة «شكراً روسيا» وأعلاماً روسية على سياراتهم. وتبيع المحال في الأسواق الشعبية تذكارات عليها صور بوتين والعلم الروسي، الذي يمكن كذلك رؤيته وإن بشكل محدود في بعض المؤسسات الرسمية. وفي العام 2019، أعيد افتتاح المركز الثقافي الروسي بعد تجديده. وافتتح قربه مقهى صغير يحمل اسم «موسكو» مكتوبة باللغة الروسية. وأضافت وزارة التعليم السورية اللغة الروسية كلغة ثانوية يمكن اختيارها في بعض المدارس إلى جانب اللغتين الفرنسية أو الإنكليزية. ويقدم التلفزيون الحكومي نشرة يومية موجزة باللغة الروسية. ومنذ بدء العملية العسكرية في أوكرانيا، تغطي القنوات الحكومية والوكالة الرسمية التطورات لحظة بلحظة.

سوريا مسرحاً للردّ الأميركي: نحو إعفاء «قسد» من عقوبات «قيصر»

الاخبار... تقرير علاء حلبي .. يمكن النظر إلى الخطوة الأميركية على أنها ضغط إضافي على أنقرة، حليفة موسكو في سوريا وعدوّتها في أوكرانيا .... في خطوة لا تبدو منفصلةً عمّا يجري على الجبهة الروسية - الأوكرانية، تعتزم الولايات المتحدة إمضاء استثناء يعفي المناطق التي تسيطر عليها «قوات سورية الديمقراطية» (قسد)، وتلك الخاضعة لسيطرة الحكومة التركية في شمال غربي سوريا، من عقوبات قانون «قيصر» الأميركي، في ما من شأنه فتْح الباب على تداعيات غير سهلة، ليس أقلّها إزكاء النزعات الانفصالية في تلك المناطق. والظاهر أن واشنطن تريد، من وراء خطوتها هذه، تسليط عامل ضغط على الروس في مقابل حملتهم المتواصلة على أوكرانيا، فضلاً عن عرقلة خطّتهم الهادفة إلى إجلاس الأكراد على طاولة الحوار مع دمشق، ومن ثمّ إشراكهم في المسار السياسي..... منذ اللحظة الأولى للحرب الدائرة في أوكرانيا، وحتى قبلها، لم تَغِب سوريا التي تَبعد أكثر من 2500 كلم عن ساحاتها، عن المشهد. سريعاً، بدأت واشنطن إرسال المزيد من الآليات والأسلحة إلى مناطق تمركز قواتها في هذا البلد، فيما حصّنت روسيا مواقعها وتوسّعت في مناطق جديدة شمال شرقيّه، سعياً لتحقيق توازن ميداني يأخذ في الاعتبار تركيا من جهة، والولايات المتحدة من جهة أخرى. وعلى الرغم من تأكيد مصادر ميدانية عدّة أن ما يجري عبارة عن عمليات تحصين للتموضع القائم أصلاً، لن تتدحرج إلى مواجهات مسلّحة مباشرة، إلّا أن اللافت أن تلك التحرّكات الميدانية تترافق مع أخرى سياسية، قد تترك أثراً كبيراً في المشهد السوري، لعلّ أبرزها الانفتاح الأميركي على فكرة استثناء بعض المناطق في سوريا من قانون العقوبات، «قيصر». مصادر كردية في حزب «الاتحاد الديموقراطي»، الذي يقود «قوات سوريا الديموقراطية» (قسد) و«الإدارة الذاتية» الكردية، أكدت، لـ«الأخبار»، صحّة ما يتمّ تداوله حول استعداد واشنطن لاستثناء مناطق خارجة عن سيطرة الحكومة السورية من العقوبات المفروضة، بهدف تقديم دفعة اقتصادية كبيرة لتلك المناطق، وحصْر العقوبات في مساحة سيطرة دمشق. وأشارت المصادر إلى أن الخطوة الأميركية الجديدة بدت مفاجئة، خصوصاً أنها جاءت بعد أقلّ من شهرَين على رفض مقترح كردي باستثناء مناطق «قسد»، كانت تقدّمت به الأخيرة مرّات عديدة، وطالبت به خلال الاجتماعات الدورية والاستثنائية مع مسؤولين أميركيين، بالإضافة إلى الضغوط المتواصلة التي مارسها «مجلس سوريا الديموقراطية» (مسد)، الذراع السياسية لـ«قسد»، عن طريق علاقة بعض أعضائه بمسؤولين أميركيين، وآخرها المحاولة التي جرت نهاية العام الماضي، عندما بدأت واشنطن إحداث تعديلات لاستثناء منظّمات غير حكومية، انتظرت «قسد» أن تكون من بينها، ولكن ذلك لم يحصل حينها. وأوضحت المصادر الكردية أن الاستثناءات الجديدة التي تدرسها واشنطن، تشمل إلى جانب مناطق «قسد»، مناطق سيطرة القوات التركية والفصائل التابعة لها، من دون إدلب التي تسيطر عليها «هيئة تحرير الشام»، عادًّة ما تَقدّم بمثابة محاولة لـ«تذليل المخاوف التركية من نموّ الأكراد»، حيث ستساهم هذه الاستثناءات في رفع جزء من الضغوط الاقتصادية التي تولّدها مناطق الشمال السوري عن كاهل الاقتصاد التركي، الأمر الذي تعتقد المصادر أنه سيسهّل تمرير القرار من دون أيّ احتكاكات بين واشنطن وأنقرة.

سيفتح القرار الأميركي الباب أمام إذكاء النزعات الانفصالية سواءً في مناطق «قسد» أو في مناطق السيطرة التركية

ومن شأن القرار الجديد، في حال إمضائه، أن يؤدي إلى توسيع الشرخ القائم في سوريا بسبب الأوضاع الميدانية والسياسية، كما سيفتح الباب أمام إذكاء النزعات الانفصالية، سواءً في مناطق «قسد»، أو حتى في مناطق السيطرة التركية، لِمَا له من آثار اقتصادية متراكمة من شأنها سلخ تلك المناطق اقتصادياً، وعزل دمشق والمناطق التي تسيطر عليها، وخلق تفاوت اقتصادي كبير في ما بينها. كذلك، سيتيح هذا القرار فرصة للأكراد لتحويل النفط السوري من بوّابات التهريب إلى الشمال السوري ومناطق السيطرة التركية، إلى الأبواب الخارجية، ما سيؤدّي بدوره إلى خلق علاقات تجارية واقتصادية دولية بين «قسد» وبعض الدول، ويعني بالمحصّلة «شرعنة سرقة النفط» من جهة، وخلق حالة استقرار اقتصادي بمعزل عن الحكومة السورية من جهة أخرى، خصوصاً أن هذه الخطوة سبقتها خطوات اقتصادية أخرى من بينها العمليات الجارية برعاية أميركية لإعادة إحياء العلاقات بين «كردستان العراق» و«قسد»، والعمل على فتح المعابر بينهما. ويأتي مشروع القرار الأميركي الجديد في وقت تستكمل فيه «قسد» عمليات الفرز والتنظيم الديموغرافي التي تقوم بها في مناطق سيطرتها، عن طرق إجلاء سكّان بعض المناطق قسراً، بالإضافة إلى عزل الوافدين من مناطق أخرى من خلال منحهم بطاقات خاصة، ورسم «دستور» خاص بـ«الإدارة الذاتية» (ميثاق الإدارة الذاتية). والظاهر أن الولايات المتحدة تريد من وراء خطوتها، في هذا التوقيت بالذات، توجيه ضربة غير مباشرة إلى الجهود الروسية لوضع الأكراد على طاولة الحوار مع دمشق، أو إدخالهم في العملية السياسية عبر مسارات التسوية، سواءً في اجتماعات «اللجنة الدستورية» أو حتى «مسار أستانة». وإضافة إلى ما سبق، يمكن النظر إلى الخطوة الأميركية، التي من شأنها مفاقمة تعقيد المشهد في سوريا، على أنها ضغط إضافي على أنقرة، حليفة موسكو في سوريا وعدوّتها في أوكرانيا، خصوصاً أن الآثار المتوقّعة لمشروع واشنطن في مناطق «قسد» أكبر من تلك المنتظَرة في مناطق سيطرة القوات التركية، بسبب ارتباط الأخيرة بالاقتصاد التركي أساساً، ما يعني في المحصّلة الدفع إلى إعادة ترتيب الأوراق في الميدان السوري، وفرض حالة «أمر واقع» خارج نطاق المسارات السياسية التي تنخرط فيها أنقرة. ويجيء التلاعب الأميركي بقانون العقوبات (قيصر)، ومحاولات استثماره، في وقت تشهد فيه سوريا بشكل عام أوضاعاً اقتصادية صعبة، دفعت الأمم المتحدة إلى وضعها على رأس قائمة «الدول العشر الأكثر انعداماً للأمن الغذائي»، خلال جلسة مجلس الأمن للإحاطة بسوريا، والتي عُقدت يوم الجمعة الماضي، حيث اعتَبرت مساعِدة الأمين العام للأمم المتحدة، جويس مسويا، أن «السوريين يحتاجون إلى المساعدة الإنسانية الآن أكثر من أيّ وقت مضى»، موضحة أن «تقييم الاحتياجات الإنسانية وجد أن 14.6 مليون سوري سيعتمدون على المساعدة هذا العام، بزيادة 9% عن عام 2021 وزيادة بنسبة 32% عن عام 2020». في غضون ذلك، أبدى المبعوث الأممي إلى سوريا، غير بيدرسن، «قلقه» من تأثّر الساحة السورية بالحرب الجارية في أوكرانيا، معتبراً خلال مداخلة له في اجتماع مجلس الأمن، أن «العملية السياسية في سوريا أصبحت أكثر صعوبة مع الحرب الأوكرانية»، معلِناً في الوقت ذاته أن الجولة السابعة للهيئة المصغّرة للجنة الدستورية السورية ستُعقد في جنيف في الواحد والعشرين من آذار المقبل.



السابق

أخبار لبنان..تفلّت السلاح يطرح أمن الانتخابات..ضغوطات على حكومة ميقاتي.. ووفد الخزانة في السراي الكبير!..المصارف تشكو استدعاءات عون.."حزب الله" ينتزع راية الترسيم: "تموضعات" عابرة للحدود؟..«حزب الله» يرفض «شروط» أميركا: لن نسمح لإسرائيل بالتنقيب عن الغاز إذا مُنِع لبنان..خطة الكهرباء في مرمى «الاشتراكي» و«أمل»..الحرب على أوكرانيا... «تنفجر» في لبنان.. اتفاق سعودي ـ فرنسي على تمويل مشاريع إنسانية للشعب اللبناني.. وزير الثقافة الإيراني يزور بعبدا والسرايا: طهران تصرّ على «اتفاق دائم»..

التالي

أخبار العراق.. توحيد «البيت السني» يربك معادلة {التوازن المكوناتي} في العراق... هل استثمرت أنقرة الفراغ الإيراني - الأميركي؟... استفاقة اقتصاديّة بمُحرّكات سياسية: «غسل يد» جماعيّ من كارثة خفض الدينار.. الشمري يؤكد أن الموقف الأمني في سنجار ملائم لعودة النازحين إليها..بعد مواقف منددة.. الرئيس العراقي يسحب عفوا منحه لنجل محافظ سابق..

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,119,496

عدد الزوار: 6,754,336

المتواجدون الآن: 111