أخبار لبنان... هل يمتلئ الخط العربي إلى لبنان بالغاز الإسرائيلي؟.. مدير الأمن العام اللبناني يواجه دعاوى قضائية في واشنطن.. العين على الجنوب وسط التصعيد الأميركي - الإيراني...الأمم المتحدة تندّد بتعرض جنود من القبعات الزرق لهجوم في جنوب لبنان.. السعودية تتهم حزب الله بتهديد الأمن القومي للدول العربية.. سفير إيران بلبنان: أبواب جهنم ستُفتح بوجه الكيان الصهيوني .. بري أَخَذَ الدورة الاستثنائية ولن يُعْطي جلسة لمجلس الوزراء ؟.. جعجع يثير سجالاً مع «المستقبل» بعد حديثه عن التحالف مع «القاعدة السنية» في لبنان.. «الوفاء للمقاومة» ترحّب بدعوة عون إلى الحوار.. اللبنانيون مُهَدَّدون بـ «اكتئابٍ جَماعي» فماذا عن... الانتحار؟..

تاريخ الإضافة الجمعة 7 كانون الثاني 2022 - 3:56 ص    عدد الزيارات 1864    التعليقات 0    القسم محلية

        


لبنان: العين على الجنوب وسط التصعيد الأميركي - الإيراني...

الجريدة... كتب الخبر منير الربيع.. تبددت بسرعة قياسية المناخات الإيجابية التي تم بثها في الأجواء حول إيجاد صيغة حلّ لإعادة إحياء عمل مجلس الوزراء اللبناني تنص على عقد دورة استثنائية للمجلس النيابي؛ مقابل عقد جلسات الحكومة. وبينما أصبح عقد دورة استثنائية للمجلس النيابي بحكم الأمر الواقع، نظراً إلى إصرار رئيسه نبيه برّي عليها، وصولاً إلى حدّ جمع تواقيع 65 نائباً يفرضون دستورياً على رئيس الجمهورية ميشال عون الموافقة عليها، تمسك «حزب الله» وحركة أمل برفض التئام الحكومة؛ قبل حل أزمة تحقيقات تفجير مرفأ بيروت وتنحية القاضي طارق البيطار عن التحقيق مع الرؤساء والنواب الوزراء. الرهان الذي أطلقه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في توفير ظروف عقد جلسة حكومية ينطلق من مبدأ الحاجة والضرورة لإقرار الموازنة المالية العامة، والتي لا يمكن لأي طرف أن يمانعه، خصوصاً أن الموازنة تكتسب أهمية استثنائية على أكثر من بعد، لناحية رصد المبالغ المطلوبة لإجراء الانتخابات النيابية في موعدها، وإظهار الجدية في التفاوض مع صندوق النقد الدولي. ورغم أن انعقاد الحكومة سينفّس الاحتقان السياسي ويكبح مسار انهيار الليرة اللبنانية مرحلياً بعد بلوغ الدولار عتبة الـ 30 ألف ليرة لبنانية، فإن جميع المعطيات المتوفرة لا تفيد بأن ثمة حلولاً تلوح بالأفق، على وقع تصعيد سياسي مستمر على مسافة أشهر من الانتخابات النيابية، وهو الاستحقاق الأهم بالنسبة لكل القوى السياسية. تبدو المعركة أبعد من كل هذه التفاصيل، فالأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصرالله وسّع نطاق المعركة في هجومه على السعودية، على وقع تصعيد كبير في المنطقة، وهي معركة سيستمر الحزب في خوضها باتجاهات متعددة. في هذا السياق يأتي مسلسل الاعتداء على قوات الطوارئ الدولية في جنوب لبنان استدعى رداً مباشراً من قوات اليونفيل، التي اتهمت الحزب بتضليل السكان واستغلالهم، مما يشير إلى أن الوضع في الجنوب اللبناني، حيث يسيطر الحزب، سيكون في مقدمة الأحداث بالمرحلة المقبلة. وتعرضت قوات اليونيفيل، أمس الأول، لاعتداء هو الثاني خلال أيام، إذ أقدم اشخاص يعتقد أنهم موالون لحزب الله في مدينة بنت جبيل على مهاجمة دورية للقوات الدولية. ويحاول حزب الله تطويق عمل قوات اليونيفيل في الجنوب، وسط مسعى دولي لتوسيع هامش تحركاتها ورصد أي عمليات لنقل الأسلحة، كما يبعث رسالة إلى الخارج يقول فيها، إنه المسيطر ميدانياً في تلك المنطقة، على مسافة أيام من زيارة سيجريها المبعوث الأميركي لشؤون الطاقة آموس هوكشتاين للبحث في ملف مفاوضات ترسيم الحدود مع إسرائيل، وكأن الحزب يقول، إن الظروف غير ناضجة بعد للوصول إلى اتفاق بهذا الشأن. كل هذه الوقائع تجعل الساحة اللبنانية قابلة لأن تشهد أحداثاً وتطورات خاصة في الجنوب، في حال استمر التعقيد الذي يسيطر على المفاوضات الأميركية الإيرانية في «فيينا» والتصعيد في المنطقة، مما يفتح الباب أن يصبح لبنان الساحة المباشرة التي سينعكس فيها النزال الأميركي ـ الإيراني.

الأمم المتحدة تندّد بتعرض جنود من القبعات الزرق لهجوم في جنوب لبنان

الراي... ندّدت الأمم المتحدة بهجوم شنّه ليل الثلاثاء «جناة مجهولون» على دورية لقوة حفظ السلام في جنوب لبنان، معربة كذلك عن أسفها «للتضليل الإعلامي» الذي أعقب هذا الاعتداء الذي اقتصرت أضراره على المادّيات. وقال المتحدّث باسم المنظّمة الدولية ستيفان دوجاريك إنّ دورية تابعة لقوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان (اليونيفيل) «تعرّضت لهجوم من قبل جناة مجهولين. لقد تعرّضت مركباتهم التابعة للأمم المتحدة للتخريب وهناك أغراض رسمية سُرقت»، من دون أن يحدّد ماهيّة هذه المسروقات. ولم يسفر الهجوم عن إصابات في صفوف القوة الأممية. وأضاف دوجاريك أنّه «خلافاً لبعض التضليل الإعلامي الذي تلا ذلك، فإنّ جنود حفظ السلام لم يكونوا يلتقطون الصور ولم يكونوا في ملكيّة خاصّة. لقد كانوا في طريقهم للقاء زملاء لهم في الجيش اللبناني للقيام بدورية روتينية». وشدّد المتحدّث على أنّ «حرمان اليونيفيل من حريّة الحركة وأيّ اعتداء على من يخدمون قضية السلام هو أمر غير مقبول وينتهك (اتفاق وضعية القوات) الموقّع بين الأمم المتحدة والحكومة اللبنانية». وتابع: «ندعو السلطات اللبنانية إلى إجراء تحقيق سريع وشامل ومحاكمة جميع المسؤولين عن هذه الجرائم».

السعودية تتهم حزب الله بتهديد الأمن القومي للدول العربية

المصدر | الخليج الجديد... اتهمت السعودية، "حزب الله"، اللبناني بانتهاج "سلوك عسكري إقليمي يُهدد الأمن القومي العربي". قال السفير السعودي إلى لبنان "وليد بخاري"، الخميس: "نأمل ألا يتحول لبنان إلى ساحة لمهاجمة الدول العربية ومصالحها وتنفيذ أجندات الدول والتنظيمات والجماعات الإرهابية المناوئة لها". وأضاف أنّ "أنشطة حزب الله الإرهابي وسلوكه العسكري الإقليمي يُهدد الأمن القومي العربي". جاءت هذه التصريحات بعد نحو أسبوعين، على اتهام السعودية لـ"حزب الله"، بإرسال خبراء لمساعدة الميليشيا الحوثية في اليمن، على إطلاق صواريخ بالستية وطائرات مسيّرة تجاه المملكة. ودعا "بخاري"، الحكومة اللبنانية إلى "وقف الأنشطة السياسية والعسكرية والأمنية والإعلامية التي تمس سيادة المملكة ودول الخليج وأمنها واستقرارها والتي تنطلق من لبنان". وكرّر مطالبات الرياض بـ"إيقاف هيمنة حزب الله الإرهابي على مفاصل الدولة (..) وإنهاء حيازة واستخدام السلاح خارج إطار الدولة". وقال "بخاري": "من يستهدف المملكة العربية السعودية بالمخدرات حاليًا، شريك رئيسي في مؤامرة استهداف السعودية بالأعمال الإرهابية". وكانت السعودية قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع لبنان، في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، فاستدعت "بخاري" من بيروت، وطلبت من السفير اللبناني مغادرة الرياض، على وقع تصريحات لوزير الإعلام اللبناني السابق "جورج قرداحي"، لكن وزير الخارجية السعودي اعتبر يومها أن المشكلة تكمن "في استمرار هيمنة حزب الله على النظام السياسي" في لبنان. وفي 26 ديسمبر/كانون الأول الماضي، اتّهم التحالف العربي الذي تقوده السعودية في اليمن، إيران و"حزب الله"، بإرسال خبراء وعناصر إلى مطار صنعاء لمساعدة الحوثيين على إطلاق صواريخ بالستية وطائرات مسيّرة تجاه المملكة من المطار، تسبب أحدها بمقتل شخصين مؤخرا. إلا أن "حزب الله" وصف هذه الاتهامات بـ"التافهة والسخيفة التي لا تستحق التعليق والرد عليها".

تحدّث باسم طهران «وكل محور المقاومة»

سفير إيران بلبنان: أبواب جهنم ستُفتح بوجه الكيان الصهيوني بمجرد ارتكابه أدنى حماقة

بيروت – «الراي»... من لبنان توعّدتْ إيران «الكيان الصهيوني بأن أبواب جهنم ستُفتح بوجهه بمجرد ارتكابه أدنى حماقة». فالسفير الإيراني في بيروت محمد جلال فيزونيا قال خلال لقاء تكريمي للجنرال قاسم سليماني في ذكرى اغتياله: «صحيح أن الجمهورية الاسلامية الايرانية ومحور المقاومة فوجئوا بشهادة اكبر قائد ميداني لهما الفريق قاسم سليماني ورفاقه الميامين، لكن لا يتوهمن الاعداء وعلى رأسهم الولايات المتحدة والكيان الصهيوني، فالجمهورية الاسلامية الايرانية وكل محور المقاومة أقوى ظهوراً في الساحة العامة من أي وقت». وأضاف بأن «الكيان الصهيوني يطلق تصريحات هوجاء وهو يعرف تماماً أن أبواب جهنم ستفتح بوجهه بمجرد ارتكابه أدنى حماقة».

بري أَخَذَ الدورة الاستثنائية ولن يُعْطي جلسة لمجلس الوزراء ؟

لبنان على مشارف «فقدان السيطرة» على... الانهيار الشامل

الراي... | بيروت - من وسام أبوحرفوش وليندا عازار |

- مستشفى الحريري بدأ بـ «مفاضلة» بين مرضى «كورونا»

... الواقعُ السياسي تحت تأثير «ثقبٍ» أوحي أنه في إطار محاولة السيطرة على الأزمة الحكومية المُسْتَحكمة ووقف تَناسُلها، ولكنه لا يبدو أكثر من «إيجابية زائفة» تمحوها التشظياتُ العميقةُ لـ «الحروب الرئاسية» بحساباتها المتشابكة... الوضعُ في المستشفيات بإزاء فيروس كورونا «تحت السيطرة» وفق تأكيداتٍ رسمية، ولكن المستشفى الذي لطالما شكّل «خطَّ الدفاعِ» الأول بوجه الوباء منذ بداياته أعلن أنه بدأ مفاضلةً بين المرضى «بسبب نقص أجهزة الأوكسيجين»... وبينهما الدولار خارج كل سيطرة يتجاوز 30 ألف ليرة، وهو الحاجز النفسي الذي يُخشى بعده أن تتصاعد وتيرة الانهيارات التاريخية للعملة الوطنية ويتوسع حزام البؤس الذي بات على امتداد وطنِ الاختناقات المالية والاقتصادية والمعيشية والسياسية. هذا المشهد ارتسم أمس في بيروت، التي يوماً تكون عيْناً على الأبعاد الخارجية لأزمة لبنان «الأصلية» ذات الصلة بجرّه إلى صراع الفيلة في المنطقة وعلى تفجير «خطوط الرجعة» في علاقاته مع الخليج العربي (وفق ما عبّرتْ عنه حملةُ الإساءاتِ غير المسبوقة من السيد حسن نصرالله للسعودية وقيادتها والتي أكملتْها كتلته النيابية أمس)، وفي اليوم التالي على «المكوّنات المحلية» لـ «الأزمة الصغرى» المرتبطة بتعثُّر حكومة الرئيس نجيب ميقاتي ووقوعها في حفرة انفجار مرفأ بيروت والتحقيق فيه وتَحوُّلها أسيرة إصرار الثنائي الشيعي «حزب الله» ورئيس البرلمان نبيه بري على تنحية المحقق العدلي القاضي طارق بيطار أو أقله «نزْع أسلحته» التي تسمح له بملاحقة السياسيين. من هنا غرقت بيروت في الساعات الماضية بتحرياتٍ عن خفايا وخلفيات «تَراجُع» رئيس الجمهورية ميشال عون خطوة في «المكاسرة المفتوحة» مع بري على أكثر من «جبهة»، وموافقته على توقيع مرسوم فتْح دورة استثنائية للبرلمان (حتى منتصف مارس) بما يعيد «تفعيل» الحصانة النيابية على المعاون السياسي لبري الوزير السابق علي حسن خليل الصادرة بحقه مذكرة توقيف غيابية عن بيطار والملاحَق مع 3 وزراء آخرين بينهم أيضاً نائبان حاليان والرئيس السابق للحكومة حسان دياب في ملف «بيروتشيما». وبعدما أشاعت أول المناخات التي أعقبت إعلان ميقاتي موافقة عون على توقيع مرسوم الدورة الاستثنائية أن هذا الأمر لا بدّ أن يرتّب مقابِلاً ولو غير منسَّقٍ مسبقاً، يُفْضي بالحدّ الأدنى إلى «ردّ التحية» لرئيس الجمهورية بإعطاء «جواز مرور باستخدامٍ واحد» يتيح عقد جلسة يتيمة للحكومة تقرّ مشروع موازنة 2022 بما يرفد خطة النهوص المالي بمرتكزاتٍ رقمية في الطريق للتفاوض الرسمي الشاق مع صندوق النقد الدولي الذي يُرتقب انطلاقه بين 15 و17 يناير الجاري، شكّكتْ أوساطٌ واسعة الاطلاع بإمكان انعقاد مجلس الوزراء ولو وفق ما كان أشيع عن أن «قبّة الباط» من الثنائي الشيعي في هذا السياق قد تشتمل على «تفويض» وزير المال لوحده حضور جلسة «لمرة واحدة» بما يوفّر ميثاقيتها ويُبْقي في الوقت نفسه «الإصبع على الزناد» بوجه الحكومة في ملف بيطار. وقالت الأوساط لـ «الراي» انه رغم خطوة عون بإعلانه الاستعداد لتوقيع مرسوم فتح دورة استثنائية للبرلمان تجنباً لـ«تجرع كأس» إلزامه بالتوقيع استجابة لعريضة نيابية كان نصاب توقيعها شبه اكتمل، فإن بري ما زال يُبْدي تشدداً في رفضه الإفراج عن جلسات مجلس الوزراء المعطَّلة بقوة «فيتو» الثنائي الشيعي. وإذ تحدثت هذه الأوساط عن عدم ممانعة «حزب الله» إمرار جلسة الموازنة، كشفت عن أن بري يربط أي خطوة من هذا النوع بكفّ يد المحقق العدلي عن ملاحقة السياسيين وإلا لا جلسات لمجلس الوزراء مهما كان الثمن. وفُهم ان بري يعارض مخارج توحي بإمكان «التخلص» من بيطار عبر حضه على الإسراع في وضع قراره الظني، وابتعاده تالياً حُكْمِياً عن الملف، وأن رئيس البرلمان مرتاب من وضعه وجهاً لوجه مع أهالي ضحايا انفجار المرفأ عبر قرار ظني يحمّل المسؤولية لمحسوبين عليه. واستشعرت الأوساط بأن «حرب الرئاستين» الأولى والثانية (عون وبري) لن تخمد وهي مرشحة لصولات وجولات في الأشهر الفاصلة عن انتهاء الولاية الرئاسية لعون، وسط سعي من حليفهما «حزب الله» للنأي بنفسه عن صراعهما المفتوح. وعلمت «الراي» ان «حزب الله» كان واضحاً في مكاشفة مع رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل بضرورة تجنيب الحزب منطق المفاضلة والاختيار بينه وبين بري، مشيرة إلى أن الحزب لا يشاطر رئيس «التيار الوطني» معادلة «إما نحن وإما بري». ولم يحجب هذا العنوان السياسي ملف «كورونا» الذي سيكتسب ابتداء من الاثنين المقبل بُعداً أكثر خطورة مع معاودة فتْح المدارس، وسط توقف أوساط متابعة عند أنه بعد طمأنة وزير الصحة فراس أبيض إلى أن الوضع في المستشفيات «لا يزال تحت السيطرة»، خرج طبيب العناية المركزة المخصصة لمرضى «كورونا» في مستشفى الحريري الجامعي محمد الأيوبي ليعلن «بدأنا بالمفاضلة بين المرضى، بسبب نقص أجهزة الأوكسيجين». وأضاف: «نفضل أن نعطي هذه الأجهزة للشبان الذين لديهم أمل بالنجاة بدل إعطائها لمن أصبحت فرص نجاتهم ضئيلة أو للمسنين».

أحمد الحريري لجعجع: العب في ملعبك كما تشاء... ولكن!

غرّد الأمين العام لـ«تيار المستقبل» أحمد الحريري عبر «تويتر»، قائلاً «ليست المرة الأولى التي يحاول فيها د. سمير جعجع الفصل بين الأكثرية السنية وبين قيادتها السياسية، إذ يعتبر أن الأكثرية السنية حلفاء له على المستوى الشعبي وليس على المستوى القيادي». وأضاف: «المقصود بهذا الفصل حتماً (تيار المستقبل) وقيادته، إلا إذا كان د. سمير جعجع يعتبر أن بعض الفتات السياسي الذي يغازل معراب بات يشكل أكثرية يعتد بها وفي الإمكان تجييرها بالجملة أو المفرق كي تصبح تحت خيمة القوات». وختم: «نصيحة من حليف سابق للحكيم. العب في ملعبك كما تشاء وعش الأحلام التي تتمناها، لكن اترك الأكثرية السنية بحالها وتوقف عن سياسة شق الصفوف بينها وبين قيادتها السياسية، النصيحة كانت بجمل لكنها اليوم ببلاش!».

جعجع يثير سجالاً مع «المستقبل» بعد حديثه عن التحالف مع «القاعدة السنية» في لبنان

أحمد الحريري اتهمه بمحاولة شق الصفوف ومغازلة «الفتات السياسي»

بيروت: «الشرق الأوسط»... حدث سجال بين الحليفين السابقين «تيار المستقبل» وحزب «القوات اللبنانية» على خلفية موقف صدر عن رئيس «القوات» سمير جعجع اعتبر أن حلفاء حزبه في الطائفة السنية هم القاعدة الشعبية وليس القيادة، ما استدعى ردا من أمين عام تيار «المستقبل» أحمد الحريري. وقال جعجع «الأكثرية السنية هم حلفاؤنا بطبيعة الحال على المستوى الشعبي لا القيادي»، فرد عليه الحريري عبر «تويتر» قائلاً: ليست المرة الأولى التي يحاول فيها الدكتور سمير جعجع الفصل بين الأكثرية السنية وبين قيادتها السياسية، إذ يعتبر أن الأكثرية السنية حلفاء له على المستوى الشعبي وليس على المستوى القيادي»، مضيفا «المقصود بهذا الفصل حتماً (تيار المستقبل) وقيادته، إلا إذا كان جعجع يعتبر أن بعض الفتات السياسي الذي يغازل معراب (مقر القوات) بات يشكل أكثرية يعتد بها وفي الإمكان تجييرها بالجملة أو المفرق كي تصبح تحت خيمة القوات»، وتوجه إلى جعجع قائلا «نصيحة من حليف سابق للحكيم. العب في ملعبك كما تشاء وعش الأحلام التي تتمناها، لكن اترك الأكثرية السنية بحالها وتوقف عن سياسة شق الصفوف بينها وبين قيادتها السياسية، النصيحة كانت بجمل لكنها اليوم ببلاش!». .... ورد النائب في «القوات» جورج عقيص على رد الحريري، قائلاً في حديث تلفزيوني «عندما يرشح تيار المستقبل مسيحيين لا نقول له «روح العب بالملعب السني»، ولا نخون المرشحين ولا أفهم «مغزى الزعل» في حديثه». واعتبر أن «كلام سمير جعجع لا يستحق كل هذا الرد العنيف من أحمد الحريري ولا يجب أن يفهم كذلك»، لافتاً إلى «أننا نعترف بحيثيات سعد الحريري والحريرية السياسية والاعتدال السني الناتج عنها، وسنكون سعداء بعودة الرئيس الحريري إلى لبنان». وعن تحالف انتخابي مع المستقبل، أوضح «أننا لا نبيع مواقف سياسية في سبيل حاصل انتخابي ولا نريد أن يحصل معنا كما حصل مع غيرنا من الكتل النيابية وبدأوا ينسحبون تباعا بعد الانتخابات، في إشارة إلى كتلة «التيار الوطني الحر». واستدعى رد عقيص توضيحا من مصدر في تيار «المستقبل»، بحسب ما نقل عنه «موقع مستقبل ويب»، مؤكدا أن «تيار المستقبل» «حزب غير طائفي، وهو يرشح من مختلف الطوائف، لكنه لم يجعل من نفسه يوماً وصياً على المسيحيين، بدليل أنه تبنى في بيروت ترشيح السيدة صولانج الجميل والشهيد جبران تويني، كما تبنى مرشحاً كتائبياً في طرابلس، وقبله النائب الراحل سمير فرنجية». ولفت إلى أن «سمير جعجع وقادة «القوات» يكررون هذه الفكرة التي تقوم على الفصل بين الجمهور السني وبين قيادته السياسية، وهو يعتبر أن الجمهور معه خلافاً لموقف قيادته، الأمر الذي استدعى التنبيه، باعتبار أن «تيار المستقبل» شاء من شاء وأبى من أبى يمثل الأكثرية في الطائفة السنية إلى جانب تمثيله لمجموعات واسعة في باقي الطوائف». وشدد المصدر على أن «تيار المستقبل» لا يناقش جعجع في تحالفاته السنية وغير السنية، فهذا شأن يعود له ولمن يرغب في الالتحاق به، غير أن إصراره على تجيير الأكثرية السنية له ولحزب «القوات»، هو جوهر البحث وموضوع النصيحة التي وجهها الأمين العام لـ«تيار المستقبل» أحمد الحريري. ويأتي هذا السجال المستجد بين الحليفين السابقين قبل أشهر من الانتخابات النيابية حيث بدأت الأحزاب اللبنانية نسج تحالفاتها ما يطرح سؤالا حول هذه العلاقة وإمكانية تصويب مسارها من عدمه قبل حسم التحالفات.

حكومة ميقاتي تدرس موازنة «واقعية» تعالج زيادة العجز وانخفاض المداخيل

غياب خطّة الإصلاح والتعافي المالي يقوّض مفاوضاتها مع «النقد الدولي»

الشرق الاوسط... بيروت: يوسف دياب.... انتعشت آمال اللبنانيين بإمكانية عودة الحكومة اللبنانية إلى العمل، عبر إعلان رئيسها نجيب ميقاتي عزمه على دعوة مجلس الوزراء للانعقاد كترجمة لـ«تسوية» سياسية مصغّرة ومؤقتة بين أركان الحكم، هدفها الأساسي إقرار الموازنة العامة عشيّة انطلاق جولة التفاوض مع صندوق النقد الدولي المقررة في النصف الثاني من الشهر الحالي، مع إبقاء الحكومة معطّلة ومكفوفة اليد عن معالجة قضايا النّاس الملحّة، بانتظار «صفقة» تطيح بالمحقق العدلي بملف انفجار مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار كما يرغب ثنائي «أمل» و«حزب الله». ورغم الإجماع السياسي على أهمية إقرار الموازنة، بقيت موجة التفاؤل منخفضة حيال قدرة الحكومة على معالجة الملفّات المالية الاجتماعية والخدماتية، وتلبية شروط صندوق النقد، حتى إن فريق ميقاتي غير مفرط بالتفاؤل، وهو يصف الموازنة العتيدة بالـ«واقعية» التي تحاكي المتغيّرات التي طرأت في السنتين الأخيرتين، فيما ذهب البعض إلى وضعها بسياق موازنة «رفع العتب» لإرضاء صندوق النقد. ويبدو أن الأجواء الإيجابية التي خلص إليها اجتماع ميقاتي برئيس الجمهورية ميشال عون يوم الأربعاء الماضي ما زالت قائمة حتى الآن، إذ اعتبر النائب علي درويش، عضو كتلة «لبنان الوسط» التي يرأسها ميقاتي، أن «المؤشرات إيجابية، وهي بدأت مع الاتفاق بين الرؤساء (ميشال عون ونبيه برّي ونجيب ميقاتي) على فتح دورة استثنائية للمجلس النيابي، لإقرار مجموعة من القوانين التي تواكب عمل الحكومة ومنها قانون الموازنة العامة». وأكد لـ«الشرق الأوسط»، أن ميقاتي «يتجه إلى دعوة مجلس الوزراء إلى الانعقاد في الساعات المقبلة لمناقشة مشروع الموازنة وغيرها من الملفات الملحّة، وهذا عامل مساعد على تخفيف التوتّر في البلد»، مشدداً على أن «الموازنة ستكون واقعية وتبدأ بتوصيف المرحلة على مستوى الأرقام، وتحاكي سعر الصرف وكيفية احتسابه». وقال: «ستلحظ الموازنة الانخفاض الهائل في مداخيل الدولة وكيفية تمويل الإنفاق العام، بالإضافة إلى البنود الإصلاحية». المسافة الزمنية الضيّقة التي تفصل بين إقرار مشروع الموازنة في مجلس الوزراء، وموعد استئناف التفاوض مع صندوق النقد الدولي، تضغط على القوى السياسية، وهذا ما يثير المخاوف من إقرار موازنة غير موضوعية، ولا تلبّي شروط المجتمع الدولي. ورأى عضو لجنة المال والموازنة النيابية النائب محمد الحجّار، أن الموازنة «لا يمكن أن تكون جديّة إلا إذا رسمت خطة ثلاثية أو خماسية للتعافي المالي والاقتصادي، وحددت أطر معالجة العجز». وقال في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «لا يمكن التعاطي بخفّة مع صندوق النقد عبر موازنة (رفع العتب)، وغياب الإصلاحات الجديّة التي تعالج مكامن الخلل التي أوصلت البلاد إلى الانهيار»، مضيفاً: «نحن بحاجة إلى موازنة تحدد المشكلة وترسم طريق الحلّ وآلية التنفيذ، وفي غياب الخطة الواضحة تكون الموازنة بلا معنى». وذكّر الحجار بأن «فريق صندوق النقد سيركّز على العناوين الإصلاحية ويناقشها بالعمق، وفي حال لم يلمس جديّة سيوقف التفاوض ويكرّس غياب الثقة بلبنان». ولا تقف الأمور عند أرقام الموازنة ومدى مطابقتها مع خطّة التعافي، باعتبار أن معادلتها معقّدة جدّاً في هذه المرحلة، بسبب افتقاد الحكومة للقرار السياسي، وعجزها عن مقاربة الملفّات الإصلاحية التي تعترض عليها أطراف سياسية وحزبية عشيّة الانتخابات النيابية، ويعتبر الخبير المالي والاقتصادي البروفسور جاسم عجّاقة، أن «العنوان الأساسي لأي موازنة يبدأ بحلّ أزمة الدين العام وكيفية التعامل مع المقرضين». ويؤكد لـ«الشرق الأوسط»، أن «الحكومة أمام خيارين، الأول: وضع موازنة شكليّة تكون شبيهة بالموازنات السابقة، وهذا يعمّق الأزمة ويزيد من فقدان الثقة بالدولة والحكومة، والثاني: الذهاب نحو موازنة «ثورية»، تبدأ بوقف دعم الكهرباء الذي يكلّف الخزينة أكثر من ملياري دولار سنوياً، وتحرير سعر صرف الدولار، وخفض الإنفاق عبر إلغاء عدد كبير من المؤسسات التي لا جدوى منها، مثل الصناديق وبعض الوزارات والإدارات التابعة لها، وتقليص الوظائف في إدارات الدولة». وتشكّل الموازنة أولوية لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي، إذ تشدد مصادر سياسية على أن «التنسيق بينه وبين صندوق النقد الدولي، بدأ منذ تكليفه بتشكيل الحكومة، وثمّة اتفاق ضمني على العناوين الإصلاحية، لكنّ النتائج تبقى غير مضمونة، من هنا يعبّر عجّاقة عن اعتقاده بأن «التفاهم السياسي على العناوين الإصلاحية مفقود، خصوصاً أن هناك من يبدي اعتراضاً شديداً على بنود إصلاحية جوهرية، مثل رفع الدعم عن الكهرباء وخفض الفائض في وظائف الدولة وتحرير سعر الصرف وغيرها». ويلفت إلى أن «لجنة المال والموازنة أوصت بإلغاء 92 مؤسسة رسمية غير مجدية، وهذا لن يكون موضع إجماع في أي خطة للتعافي».

مدير الأمن العام اللبناني يواجه دعاوى قضائية في واشنطن

ابنة عامر فاخوري اتهمته باعتقال والدها وتعريضه لـ«لتعذيب والظلم»

الشرق الاوسط....واشنطن: معاذ العمري.... رفعت عائلة عامر فاخوري الذي كان مجنداً مع «جيش لبنان الجنوبي» خلال الاحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان، دعوى قضائية ضد الحكومة اللبنانية والمديرية العامة للأمن العام اللبناني، أمام المحكمة الجزئية للولايات المتحدة في واشنطن العاصمة، وذلك بدعوى تورط مسؤولين «رفيعي المستوى» في المخابرات اللبنانية في اعتقاله وتعذيبه قبل عامين، مما أدى بعد ذلك إلى وفاته. وعامر فاخوري كان يحمل الجنسية الأميركية وهو مقيم سابق في نيو هامبشاير. وتتهم عائلته الحكومة اللبنانية؛ ممثلة في الأمن العام، باعتقال والدهم في سبتمبر (أيلول) 2019 في لبنان أثناء قيامه بزيارة عائلية، وتقول إنه تعرض إلى «معاملة وحشية» في سجن للأمن العام اللبناني. وفي بيان صادر عن محامي العائلة؛ روبرت تولشين، قال إن عائلة فاخوري؛ التي تتخذ من أميركا مقراً لها، رفعت دعوى قضائية ضد الحكومة الإيرانية أمام محكمة فيدرالية، متهمة مسؤولين إيرانيين وطهران، من خلال وكيلها في لبنان منظمة «حزب الله» المصنفة في قائمة المنظمات الأجنبية الإرهابية، بأنها تسيطر على الجهاز السياسي اللبناني، وأنها تقف خلف أمر المخابرات اللبنانية باحتجاز وتعذيب فاخوري في عام 2019. وأفاد تولشين بأن الإيرانيين كانوا يأملون في الضغط على إدارة الرئيس الأميركي حينها دونالد ترمب، لفرض عملية تبادل لإطلاق فاخوري مقابل إطلاق الولايات المتحدة الناشط في «حزب الله» قاسم تاج الدين، وهو مواطن لبناني كان مسجوناً في الولايات المتحدة بعد اتهامه بالمشاركة في تمويل أنشطة «حزب الله» الإرهابية حول العالم. وكان فاخوري عضواً في «جيش لبنان الجنوبي» في السبعينات والثمانينات، الذي كان مدعوماً من إسرائيل، وعندما قرر الجيش الإسرائيلي، الذي احتل جنوب لبنان منذ عام 1982، الانسحاب في عام 2000 خشي العديد من أعضاء «جيش لبنان الجنوبي» على حياتهم، ومن بينهم عامر فاخوري، الذي اتخذ قرار الفرار إلى الولايات المتحدة، ولم يعد فاخوري إلى لبنان لأكثر من 20 عاماً. وبحسب الدعوى القضائية (اطلعت «الشرق الأوسط» عليها)؛ بعد توقيف فاخوري في لبنان وتعذيبه على يد المديرية العامة للأمن العام في بيروت، فقد أصيب بسرطان الغدد الليمفاوية ولم يعالج من قبل خاطفيه اللبنانيين، وأُطلق سراحه في النهاية بعملية إنقاذ عسكرية أميركية دراماتيكية في بيروت وعاد إلى الولايات المتحدة عام 2020، وتوفي متأثراً بالسرطان في أغسطس (آب) 2020. وقال المحامي تولشين إنه «في ظل الظروف العادية، لم يكن من الممكن تمكين الأسرة من مقاضاة الحكومة اللبنانية؛ لأنها تتمتع بحصانة سيادية ولا يمكن تسميتها مدَّعياً عليها في المحاكم الأميركية... لكن يمكن أن تقاضي الأسرة حكومة إيران؛ لأن أنشطتها تندرج تحت استثناء في قانون الولايات المتحدة، الذي يسمح للمواطنين الأميركيين برفع دعاوى مدنية ضد الأنظمة التي تصنفها الولايات المتحدة على أنها (دول راعية للإرهاب)». وأوضح أن مقاضاة عباس إبراهيم والجهاز الأمني اللبناني في الوقت الحالي، تعود إلى أن إبراهيم قدم مؤخراً طلباً للتدخل في قضية الأسرة ضد إيران، وشطب اسمه من الدعوى في تاريخ 12 ديسمبر (كانون الأول) 2021، مدعياً أنهم يحاولون أن يكون لهم دورهم في تعذيب فاخوري، عادّاً أنه بهذا الطلب أصبحت الحكومة اللبنانية طرفاً وأخضعت نفسها للاختصاص القضائي للمحكمة الأميركية. وأضاف: «نشعر بالدهشة من أن الحكومة اللبنانية ستقرر التدخل، وتجعل من نفسها طرفاً في هذا الإجراء مع كل ما يترتب على ذلك. والمثير للدهشة أنها أخضعت نفسها وهي وكالة المخابرات الآن إلى اختصاص المحكمة الأميركية. نحن نعدّ هذه فرصة مهمة لاكتشاف العلاقة بين عباس إبراهيم و(حزب الله)». وتواصلت «الشرق الأوسط» مع السفارة اللبنانية في واشنطن للتعليق على هذه القضية، إلا إنها لم تتجاوب مع محاولات الصحيفة المتكررة حتى كتابة التقرير. بدورها؛ اتهمت زويا فاخوري؛ ابنة عامر فاخوري، الأمن العام اللبناني بتهديد عائلتها، وذلك بسبب تسليطهم الضوء على قضية والدهم في وسائل الإعلام. وقالت زويا لـ«الشرق الأوسط»: «منذ وفاة والدنا، تلقينا تهديدات بسبب حديثنا عن التعذيب والظلم اللذين تعرض لهما والدنا»، عادّةً أن هذه القضية ضد اللواء عباس إبراهيم والحكومة اللبنانية، هي الخطوة الأولى نحو تحقيق العدالة، فيما يتعلق بالاعتقال غير القانوني لوالدها ووفاته على أيدي الحكومة اللبنانية المدعومة من «حزب الله»؛ على حد قولها. وأضافت: «من خلال هذه الدعوى نلقي الضوء على انتهاكات حقوق الإنسان في لبنان وتأثير (حزب الله) الكبير على البلاد». يذكر أن المتوفى عامر فاخوري، وبحسب ما ورد في الدعوى القضائية، التقى بالرئيس اللبناني ميشال عون خلال زيارة لبوسطن، قبل سفره وتعرضه للتعذيب في لبنان عام 2019، وكان على اتصال أيضاً بأحد أعضاء مكتب عون الرئاسي.

عقبات تواجه المشروع.. هل يمتلئ الخط العربي إلى لبنان بالغاز الإسرائيلي؟

المصدر | إنتلجنس أونلاين - ترجمة وتحرير الخليج الجديد ... بين أشغال معقدة لصيانة خطوط الأنابيب ومفاوضات بشأن استثناء المشروع مع عقوبات "قانون قيصر" على سوريا، لم ير خط الغاز العربي إلى لبنان النور بعد، بينما يتوقع أن ينتهي الحال بأن يكون مصدر هذا الغاز هو حقل "ليفياثان" الإسرائيلي، وفق موقع "إنتلجنس أونلاين" الاستخباراتي الفرنسي. وكان من المنتظر بدء ضح الغاز إلى لبنان عبر خط الغاز العربي بأسرع وقت، وفقا لخطة أعلنتها سفيرة الولايات المتحدة في لبنان "دوروثي شيا"، في أغسطس/آب 2021، ووافقت عليها كل من مصر والأردن وسوريا في 6 أكتوبر/تشرين الأول. ورغم تفاؤل أبداه البعض، وبينهم وزير النفط والثروة المعدنية بالنظام السوري "بسام طعمة"، الذي أعلن في 14 ديسمبر/كانون الأول أن "كل شيء بات جاهزا"، لا يزال هناك عدد من الشواغل التي يجب حلها قبل أن يتمكن لبنان من الحصول على إمدادات الغاز، التي يحتاجها بشدة لتخفيف ما يعانيه من نقص حاد في الوقود.

إصلاح خطوط الأنابيب

أحد الشواغل الرئيسية التي يجب حلها هو صيانة حوالي 1200 كيلومتر من خطوط الأنابيب، الذي تديره مجموعة من المشغلين من نقطة انطلاقها من مدينة العريش شمال شرقي مصر، حتى وصولها إلى بلدة دير عمار شمالي لبنان، مرروا عبر مدن العقبة وعمان في الأردن ودمشق. وتدير الجزء المصري من خطوط الأنابيب، الذي تضرر سابقا جراء هجمات تنظيم "ولاية سيناء"، الفرع المصري لتنظيم "الدولة"، "الشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية" (إيجاس)، التي يرأس مجلس إدراتها "مجدي جلال". ومؤخرا، أعلنت "الشركة السورية للنفط"، التي يتولى "فراس قدور" منصب مديرها العام، أنها أصلحت الجزء السوري من خط الأنابيب، الذي كان في حالة سيئة للغاية بعد عقد من الصراع. ومع ذلك، فإن القسم اللبناني من خط الأنابيب، البالغ طوله 36 كيلومترا، لا يزال متوقفا عن العمل، رغم اتفاق 6 أكتوبر/تشرين الأول، الذي ينص على أن كل بلد مسؤول عن إصلاح قسمه الخاص من خط الأنابيب. وحاول وزير الطاقة والمياه اللبناني "وليد فياض" التفاوض على تشكيل لجنة فنية مع سوريا لكنه فشل. وفي ديسمبر/كانون الأول، وافقت "الشركة الفنية لخدمات تشغيل خطوط الغاز" (تي جي إس)، التي تدير القسم الأردني من أنابيب خط الغاز، على إرسال فريق من الفنيين الأردنيين إلى لبنان بعد مفاوضات بين رئيسها "هشام رضوان" و"فياض".

العقوبات الأمريكية

وهناك قضية أخرى يجب حلها، وهي استثناء خط الأنابيب من العقوبات الأمريكية المفروضة بموجب "قانون قيصر" ضد سوريا. إذ لا يمكن تنفيذ اتفاقية نقل الغاز إلى لبنان، عبر مصر والأردن وسوريا، قبل استثناء واشنطن المشروع من عقوبات "قانون قيصر". وتلقي الحكومتان المصرية واللبنانية باللوم على بعضهما البعض لعدم بذل المزيد من الجهد لحمل إدارة الرئيس الأمريكي "جو بايدن" على التحرك بسرعة في هذا الصدد. وقال وزير البترول والثروة المعدنية المصري "طارق الملا" مؤخرا: "لا نريد أن نجد أنفسنا نساعد إخواننا في لبنان، ولكننا نُعاقب في الوقت نفسه". في غضون ذلك، يراقب النظام السوري التطورات بشيء من المتعة. إذ لا يقتصر دور صفقة "خط الغاز العربي" إلى لبنان على إعادة تأهيل سوريا، التي تم اختيارها لاستضافة مؤتمر الطاقة العربي القادم عام 2024، بل إن دمشق تمضي قدما في مشاريع طاقة موازية مع إيران، كما تفاخر "طعمة"، كجزء من توثيق التعاون الاقتصادي بين البلدين. ويراقب "قدور"، الذي يتحدث الروسية، ودرس في مينسك، عن كثب العقد المبرم بين "الشركة السورية للنفط" وشركة "ستروي ترانس غاز" الروسية المملوكة لصديق طفولة الرئيس "فلاديمير بوتين"، الملياردير "جينادي تيموشينكو". أما مصر، التي لطالما كانت مستوردا للغاز، فيتعين عليها إعادة التفكير في دوائر الغاز لديها من أجل التمكن من تصديره إلى لبنان. فقد أثارت "إيجاس" غضب شركتي "شل" و"بتروناس" الماليزية في محطة إدكو للغاز بالقرب من مدينة الإسكندرية، شمالي مصر، عندما توقفت عن إمدادها بالغاز في النصف الثاني من العام الماضي. كما توقفت "إيجاس" عن إمداد محطة كهرباء دمياط، شمالي مصر، التي تديرها شركتي "شل" و"إيني" الإيطالية. ومع ذلك، يمكن للقاهرة الاعتماد على الغاز من حقل "ليفياثان" الإسرائيلي لملء خط أنابيب الغاز العربي. ولم يبد أي من لبنان ولا سوريا اللذين يعلمان أن خط الأنابيب متصل ببلدة عسقلان الإسرائيلية، أي رأي في هذا الشأن.

«الوفاء للمقاومة» ترحّب بدعوة عون إلى الحوار: سبيلٌ مهمّ ومُجدٍ

الاخبار... رحّبت كتلة «الوفاء للمقاومة» برئاسة النائب محمد رعد ومشاركة أعضائها، اليوم، بالدعوة إلى الحوار الوطني، التي أطلقها رئيس الجمهورية، ميشال عون، من أجل أن «تتشارك القوى والأطياف اللبنانية مسؤولية إيجاد الحلول والمعالجات للأزمة الراهنة وتشعباتها»، مشيرة إلى أنها ترى في الدعوة إلى الحوار «سبيلاً مهماً ومجدياً». كما جدّدت الكتلة في بيان أصدرته بعد اجتماعها الدوري «حرصها التام على تفاهم مختلف الأطياف والقوى السياسية والوطنية في البلاد»، مؤكّدة «التزامها وتمسكها بالتفاهم الوطني بين حزب الله والتيار الوطني الحر». كما رأت أن «الحاجة إلى تطويره هي أمر طبيعي، وأن كلا الطرفين لديه من الملاحظات والنقاط التي تتطلب نقاشاً إيجابياً لاسيما بعد النتائج التي لمس اللبنانيون أهميتها خلال سنوات التطبيق والالتزام بالتفاهم». ويأتي ذلك بعد تأكيد الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، في خطاب ألقاه اليوم بمناسبة الذكرى الثانية لاغتيال القائدين قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس، قبل ثلاثة أيام، الاستعداد لتعزيز تحالفه مع التيار الوطني الحر بعدما وصلت العلاقة بينهما إلى مستوى غير مسبوق من التّدهور، عبّر عنه بوضوح كلٌّ من عون والنائب جبران باسيل، في وقت سابق، الذي حمل على الحزب وهاجمه بشكل مباشر، ولوّح بإلغاء «تفاهم مار مخايل» معه، إن كان غير مستعد لتطويره. وأيّدت الكتلة «فتح دورة استثنائية لمجلس النواب تمتد إلى موعد بدء الدورة العادية، نظراً للحاجات الملحة لإقرار القوانين ذات الصلة بالإنقاذ والمحاسبة وانتظام الدولة»، معتبرة أن «وضع النقاط على الحروف، أسلوب نتوسله فقط، لنؤكد حقاً، ولنطوي جدلاً، ولنؤسس أو لنكرس قاعدة انطلاق لتثبيت رؤية أو اعتماد خريطة طريق». واعتبرت أن «بلدنا المأزوم يحتاج إلى تضافر الجهد من كل أبنائه. ولن تفلح سياسات الابتزاز التي يعمل بعضهم بموجبها تحقيقا لمصالحه على حساب مصالح بلدنا وكرامة شعبه. نحن منفتحون على كل حل واقعي للتخفيف من غلواء الأزمة ولا نقبل طروحات كيفما كان بأي ذريعة أو محاولة تبرير. المطلوب هو الجدية في طريق الحل للأزمة». وفيما يتواصل الهجوم على المقاومة، شددت الكتلة على أن «الحاجة إلى المقاومة كخيار ونهج للدفاع عن الإنسان والوجود والوطن والسيادة، حقيقة ساطعة راسخة لا تحتاج إلى نقاش ولا يجوز حولها الجدل»، مشيرة إلى أن «المقاومة هي أنبل ظاهرة إنسانية وطنية وأصدق تعبير حقوقي للفرد وللمجتمع لدى تعرضهما للاعتداء أو التهديد، فيما الإرهاب هو النقيض للمقاومة مفهوماً ونهجاً». وفي هذا السياق، قالت إن «طعن المقاومة بتوصيفها إرهاباً، ليس غباءً فحسب، بل هو جحود ونكران وعدوان»، مشيرة إلى أنه «من الطبيعي حين نواجه مثل هذه الحالات، أن نرفع الصوت وأن نكبح الجماح وأن لا نعير اعتبارا لمستجد على حساب الكرامة الوطنية. كلمة الحق يجب أن تقال، وقد قيلت ولسنا نهوى الافتراء. لا تخيرونا بين الكرامة والجوع، ففي السماء رزقنا والكرامة هي معنى وجودنا الإنساني». وحول مستجدات الواقع التعليمي، دعت الكتلة إلى «تنفيذ بنود سلة التقديمات للأسرة التربوية في اسرع وقت ممكن، تأميناً لاستمرار العام الدراسي مع مراعاة كاملة للوقاية من جائحة كورونا ومتحوراتها». كما دعت إلى «الإفراج عن مستحقات البلديات».

بعد ارتفاع معدلات البؤس والحزن واليأس... اللبنانيون مُهَدَّدون بـ «اكتئابٍ جَماعي» فماذا عن... الانتحار؟

الراي.... | بيروت - من زيزي اسطفان |

- في لبنان شخص واحد على الأقل يُقْدِم على الانتحار كل 48 ساعة تشهد حالات الانتحار

- منذ 2016 ازدياداً بلغت نسبته 35.5 في المئة

- 1366 وفاة خلال 11 عاماً سجّلتْها قوى الأمن الداخلي انتحاراً

- عمليات انتحار كثيرة لا تُسجّل في هذه الخانة لدواعٍ اجتماعية

- 1500 اتصال شهرياً في 2021 على «خط الحياة» لجمعية Embrace بارتفاع 3 أضعاف عن الأعوام السابقة

- مع انقطاع أدوية الأعصاب والاكتئاب وارتفاع أسعارها بات العديد من المرضى النفسيين غير قادرين على شراء علاجاتهم

... لبنان يختنق بالانهيار الشامل والأعتى الذي ضرب بلداً منذ 1850، وشعبه يصارع انهياراتٍ عصبيةً ونفسيةً ترشّحه لِما يشبه الـ «انتحار الجَمَاعي» بعدما أمعنت السلطات في «مسارٍ انتحاري» بدت معه البلاد برمّتها مزنّرة بـ «حزام ناسف» من الأزمات في الداخل ومع الخارج. لبنان «الحياة» والليل الذي لا ينام، لبنان «بلد العيد»، لبنان «طائر الفينيق» الذي لا يقوى عليه رماد ولا ركام... هذا اللبنان تحوّل حُطاماً وناسه مُوزَّعون في غالبيتهم الساحقة بين أكثر بؤساء العالم على سلّم الفقر وأخواته، وبين أكثر تعساء الأرض على مقياس التوتر والحزن (حل لبنان الثالث عالمياً والثاني عربياً وفق تصنيف مؤسسة «غالوب» لـ 2020 على لائحة الدول الأكثر حزناً).‏ هي أزماتٌ أخطبوطية تتقاذف اللبنانيين منذ عامين، انسحقت معها ليرتهم وحوّلتْ حياتَهم أشبه بـ «يومياتٍ في جهنّم» يتقلّبون على جمر فواجعها الحارقة، في المأكل والمشرب والدواء والضوء والتعليم والطبابة، وزادها «لهيباً» الانفجارُ الهيروشيمي في مرفأ بيروت (4 أغسطس 2020) الذي فجّر منسوب الخوف والقلق والغضب والحزن ومستوياته في نفوسٍ كانت هبّت في أكتوبر 2019 في ثورةٍ سرعان ما خفتت ولم يبقَ منها إلا ثوار خلف جدران البيوتات وكأنهم «قنابل موقوتة» لم يكن ينقصها إلا «قضبان كورونا» لتزداد «احتقاناً». لبنان كئيب، وشعبه مكتئب. الوطن يُنحَر وأبناؤه متروكون للموت أحياء أو رمياً بانتحارٍ كأنه «خلاص»، فيما قطرات الأمل تتلاشى وجرعات الألم الزائدة تنهش... الأجساد والنفوس. في ليلة الضوء، ليلة الميلاد، أطبقت العتمة على أحد العناصر في قوى الأمن الداخلي الذي أقدم على قتل نفسه في بلدة المنية الشمالية تاركاً وراءه زوجة وأولاداً، ليضاف اسمه إلى لائحة الأسى التي باتت تفجع عائلات كثيرة في لبنان يلجأ أفراد منها إلى الانتحار هرباً من الموت ألف مرة كل يوم. بالرصاص، شنقاً أو بجرعات زائدة من دواء، بالحرق والارتماء عن علوّ... تتعدد الوسائل والانتحار واحدٌ، تزداد حلقاته تَراصاً يوماً بعد يوم في الوطن الجريح. حلقة الانتحار التي يشهدها لبنان، وازدياد حالاتها في الأشهر الأخيرة رغم تَراجُع أعدادها سابقاً، جعلت الحديث عن هذه المعاناة أمراً ملحاً. فعُقد في بداية ديسمبر الماضي في بيروت، مؤتمر «كسر الصمت حول الانتحار» الذي نظّمه البرنامج الوطني للصحة النفسية ومنظمة الصحة العالمية وجمعية «أمبرايس» بدعمٍ من الوكالة الفرنسية للتنمية والمعهد العالي للأعمال. سلّط المؤتمرون الباحثون الضوءَ على تَزايُد خطر الانتحار الذي يواجه اللبنانيين من كل الأعمار نتيجة الانهيار النفسي الذي يعيشونه. إذ بحسب الأرقام، فإن شخصاً واحداً على الأقل يُقْدِم على الانتحار في لبنان كل 48 ساعة، فيما تشهد حالات الانتحار منذ 2016 ازدياداً مضطرداً بلغت نسبته 35.5 في المئة. ووصل عدد الوفيات التي سجّلتها قوى الأمن الداخلي انتحاراً إلى 1366 حالة خلال 11 عاماً، علماً أن هذه الحالات لا تشمل كل عمليات الانتحار التي لا يُسجّل العديد منها في هذه الخانة لدواعٍ اجتماعية. ولكن بحسب الدولية للمعلومات، فإن 2021 رغم قسوتها شهدت تراجعاً بسيطاً في حالات الانتحار، مردّه ربما إلى التضامن الاجتماعي والمساعدات التي يتلقاها الأفراد الذين يعانون مشاكل نفسية - اقتصادية واجتماعية. وهذا ما يبرر ربما تدنّي عدد حالات الانتحار من 178 في 2019 إلى 150 حالة في 2020 وإلى 119 حالة حتى نهاية أكتوبر 2021. ورغم الدقة التي تتوخاها الدولية للمعلومات في الأرقام التي تنشرها تبعاً لإحصائيات القوى الأمنية، إلا أن أعداد المنتحرين لا يمكن دائماً حصْرها، إذ غالباً ما يتم التعتيم عليها من الأهل. ووحدها الحالات التي تخرج إلى الإعلام أو يتم الإبلاغ عنها هي ما يُسجَّل. وفي جولة على متفرقات الصحف في الأشهر الماضية، يمكن تَلَمُّسُ العديد من حالات الانتحار المؤلمة، وغالبيتها لشبانٍ في مقتبل العمر، وملاحظة ازدياد وتيرة الانتحار في الأشهر الأخيرة من 2021 بدءاً من شهر يوليو مقارنةً بتراجعٍ كان قد سُجل في الفترة الممتدة من مطلع 2019 وحتى أبريل 2021.

معاناة تنهي حياتهم

في حادثة هزت لبنان أقدم الشاب عامر ياغي وهو في الثالثة والعشرين من عمره على الانتحار في منطقة البص في صور في بداية ديسمبر الماضي، رامياً بنفسه من سطح مبنى مؤلف من سبع طبقات، تارِكاً رسالة إلى والده يقول فيها «سامحني يا بيي بس أني بدي ارتاح... الموت مرة أحسن من الموت كل العمر». وأثار انتحاره موجةً من السخط والألم في نفوس اللبنانيين الذين رأوا في مأساته تجسيداً لما يعانيه كل فرد فيهم. وقبلها، توفي المواطن محسن حليم سليمان في غرفة العناية المركزة في مستشفى رياق العام، متأثراً بحروق خطيرة أصيب بها بعدما أشعل النار في نفسه في ساحة بلدة بدنايل البقاعية، احتجاجاً على الأوضاع المعيشية الصعبة. كذلك أقدم شاب لبناني يدعى بلال إبراهيم على الانتحار بإطلاق النار على نفسه، داخل مبنى المستشفى «الإسلامي» في مدينة طرابلس. وأظهر مقطع فيديو، وثقته كاميرا مراقبة في المستشفى، الشاب وهو يتحدث عبر هاتف نقال، قبل أن يجلس على مقعد في إحدى الغرف ويطلق النار على صدره بواسطة مسدس كان بحوزته. وقال عمّ الضحية إن ابن أخيه كان يبيع الخضراوات ويوزّعها على الأسواق والمحال التجارية، وكان متزوجاً لمدة 4 أشهر، إلا أن الفتاة قررت أن تتركه بسبب الظروف المعيشية الصعبة وسوء الوضع في منزلهما الزوجي، الذي اقتصر على فراش للنوم فقط. وعن وجود السلاح بحوزته، قال العم: «في منطقتنا أصبح الجميع يملكون الأسلحة، في ظل غياب الرادع». وإذ رُصدتْ خلال شهر يونيو، وفي أسبوعين، ست حالات انتحار، فُجع الوسط الموسيقي اللبناني بحادثة انتحار الموسيقي الشاب زي كركبي، الذي سبق وقدم أعمالاً فنية وموسيقية خلال ثورة أكتوبر كانت صوت الشباب الثائر، وعبّر فيها عن سخطه واحتجاجه على حال البلاد ورغبته بالتغيير. وتتعدد القصص، وإن كانت أقل بروزاً في الإعلام وعلى مواقع التواصل. إذ سجل مثلاً سقوط ن. عياش من شرفة منزله في مدينة الميناء شمال لبنان، ورجحت المعلومات فرضية انتحاره. كما عُثر في منطقة بشري الجبلية على جثة مواطن من آل رحمة مصاب بطلقة نارية وسلاح حربي بجانبه ما عزز فرضية انتحاره. وفي عشقوت أطلق المواطن ج.ح. النار على نفسه، وألقى مواطن بنفسه من جسر كازينو لبنان، وآخر نجا من محاولة انتحار من جسر الكولا في بيروت وكأن الموت مرة واحدة هو المهرب الوحيد من موت بطيء يعانيه مَن يعيش في لبنان.

فئات مهدَّدة

هي حالاتُ انتحارٍ «تمّ»، وُثّقت وخرجتْ الى العلن. لكن ظلمة البيوت وكآبتها تُخْفي الكثير من اليأس الذي يقف أصحابه على حافة «الضغط على الزناد». فالمعاناة في لبنان باتت تجعل من كل شخص «مشروع مُنْتَحِر» وإن كان المختصون يضعون هؤلاء ضمن ثلاث فئات مختلفة. الفئة الأولى بحسب جمعية Embrace التي تعنى بشؤون الصحة النفسية هي الأشخاص الذين لا يعانون في الأصل مشاكل نفسية لكنهم لم يعودوا قادرين على مواجهة صعوبات الحياة وصاروا عاجزين عن تأمين القوت لأولادهم أو لأنفسهم وتلبية المسؤوليات المطلوبة منهم. وهؤلاء يجدون في الموت خلاصاً ومفراً. بعضهم يُقْدِم عليه إن لم يجد أي مساعدة أو سَنَدٍ، ومنهم ورغم رغبته فيه يستجمع ما تبقى له من قوة ليستمر في المواجهة «وصراع البقاء»، إلا إذا باتت الظروف أقوى منه بكثير. الفئة الثانية هي التي يجد المُنْتَمون إليها صعوبةً في الانتماء والتأقلم، وفق ما يشرحه الاختصاصي النفسي جون داوود: «فئة ضعيفة الإرادة في الأصل غير قادرة على مواجهة الصعوبات ومع ارتفاع وتيرة التحديات كما هي الحال اليوم في لبنان مع فقدان الناس لأموالهم وأعمالهم ورواتبهم وعدم قدرتهم على تعليم أولادهم او حتى تأمين لقمة العيش لهم، فإن وتيرةَ السلبية عند أبناء هذه الفئة تزداد وتزيد من عدم قدرتهم على المواجهة فيعمدون إما إلى الإجرام وإما إلى قتْل الذات لأنهم في الأساس غير مؤهَّلين لمواجهة الحياة بشكل إيجابي». أما الفئة الثالثة، فهم الأشخاص الذين يعانون مشاكل نفسية وأمراضاً عصبية تجعل وضعهم هشاً وتقلِّل من قدرتهم على مواجهة تحديات الحياة. ومع بروز أزمةِ انقطاع أدوية الأعصاب والاكتئاب وارتفاع أسعارها بشكل كبير، بات العديد من المرضى النفسيين غير قادرين على شراء أدويتهم. ومعروف أن انقطاع المريض عن تناول الدواء يؤدي إلى عودة ظهور العوارض النفسية ويعرّضه لانتكاسات، الأمر الذي يُعتبر في غاية الخطورة على الصعيد النفسي وقد يؤدي الى الانتحار في بعض الأحيان. وتقول السيدة ميا عطوي، وهي عضو تأسيسي ورئيسة جمعية Embrace «إن انفجار الرابع من أغسطس 2020 واستفحال الأزمة الاقتصادية والمالية والمعيشية، كلها عوامل تَسببت في زيادة الضغوط النفسية على اللبنانيين وهو ما تجلّى من خلال عوارض متوسطة إلى شديدة من الاكتئاب والقلق بتنا نلمسها من خلال الطلب المتزايد والكبير على خدمات الصحة النفسية في لبنان التي أصبحت مكلفة جداً ويصعب على المواطنين الحصول عليها بسهولة، إضافة إلى هجرة كبيرة لطواقم الصحة النفسية، من مُعالِجين وأطباء نفسيين ما ينعكس عدم قدرة على مواكبة متطلبات الناس من الناحية النفسية. كما أن الاستشفاء في أقسام الصحة النفسية في لبنان أصبح يفوق قدرة المواطنين وقد يبلغ 20 مليون ليرة في الأسبوع أو أكثر وفق سعر الدولار ما يحول دون قدرة المريض على تلقي العلاج اللازم».

الرغبة الكامنة في الانتحار

هذه الرغبة في الانتحار التي تتجلى عند الفئات المذكورة سابقاً تظهّرت من خلال ارتفاع عدد الاتصالات التي تتلقاها جمعية «Embrace» يومياً، حيث بلغت أعداد المكالمات التي تستقبلها الجمعية لأشخاص يتعرضون لضغوط نفسية ويحتاجون للمساعدة في 2021 ثلاثة أضعاف الأعوام السابقة وفق المُشْرِفة على خط الحياة في الجمعية ريف رومانوس التي تقول إن الخط كان يتلقى ما بين 300 إلى 500 اتصال شهرياً قبل 3 أعوام، أما اليوم فيتلقى نحو 1500 اتصال شهرياً أي عشرات الاتصالات يومياً. وبحسب المسؤولين في الجمعية فإن الاتصالات تَرِد في كل أوقات النهار والليل وتكون مُلِحَّة أحياناً بحيث يمكن أن تنقذ شخصاً هو على شفير الانتحار. وتروي عطوي في حديث لها كيف أن المسؤولين عن تلقي الاتصالات استيقظوا في أحد الأيام عند الساعة الخامسة والنصف فجراً على اتصال من رجل مشرَّد في الـ31 من العمر يريد أن ينتحر عند تقاطع الرينغ المزدحم بالسيارات في وسط بيروت. وكيف أنهم قبل ذلك تلقوا اتصالاً من أب يعيش في منطقة البقاع أراد أن يقتل نفسه لأنه لم يعد قادراً على إطعام أولاده الأربعة... واضطرت الجمعية إلى تمديد وقت تلقي الاتصالات من 17 ساعة إلى 21 ساعة يومياً، مع احتمال أن يصل إلى 24 ساعة.

حياة أشبه بالموت

تروي سعاد وهي سيدة خمسينية وأم لشابين كيف أنها لم تَعُد تجد أي رغبة في الحياة. وتقول «صحيح أنني لا أفكر بالانتحار والتخلص من حياتي لكنني أرحّب بالموت إذا أتاني الآن. لا أخافه بل أجد فيه باب خلاص يريحني من هذه الحياة التي نعيشها. لم أعد قادرة على تحمل المآسي التي أشهدها يومياً مِن حولي ولم يعد للحياة أي لذة. مَن لا يشعر مع الناس لا يكون منهم، وأنا أنظر حولي وأرى زوجي وأبنائي وجيراني يجاهدون بكل قواهم ويبقون في مكانهم وكأننا بتنا عبيداً نعيش لنعمل بلقمتنا فقط». أما عارف فهو رجل في منتصف الأربعينات يخيّم الصمت على حياته... لم يعد يرغب بالكلام ولا يجد له مبرراً، يمضي غالبية يومه جالساً على كنبته يدخّن سيجارة تلو الأخرى ويكاد لا يوجّه كلمة لأهل بيته. تعرف زوجته جيداً أن ما يقوم به هو نوعٌ من الانتحار الصامت، فهو لم يَعُدْ يشارك في يوميات البيت ونأى بنفسه عن معاناة الحياة اليومية في لبنان وأحداثها المتواصلة. عارف قد لا تكون لديه القوة للانتحار، لكن تدخينه المتواصل أشبه بطريقة لقتل النفس فهو مثل الكثير من اللبنانيين وَجدوا الحلَّ في عزْل أنفسهم بالجسد أو الفكر، بالموت أو الاكتئاب، عن بؤرة القهر و«معتقل التعذيب» والعذاب الذي باتوا... رهائن فيه.



السابق

أخبار وتقارير... لماذا اندلعت احتجاجات واسعة في كازاخستان؟...التحالف الدولي: هجمات ميليشيات إيران في سوريا "إلهاء خطير" عن مهمتنا..تحقيق إيران الردع مع إسرائيل... يبعد شبح الحرب..تباين في موقف الاستخبارات الإسرائيلية... لماذا تعارض إدارة بايدن الإفصاح عن أنشطة إيران الإرهابية؟..بوريل من أوكرانيا: جئتُ لردع روسيا..كوريا الشمالية تختبر صاروخا أسرع من الصوت..موسكو وحلفاؤها سيُرسلون "قوات حفظ سلام" إلى كازاخستان...كازاخستان: «انتفاضة الغاز» تحرق قصر توكاييف.. تثير قلق أميركا... لماذا تنمي الصين ترسانتها النووية بوتيرة متسارعة؟.. اليابان وأستراليا ستوقعان اتفاقاً دفاعياً قد يغضب الصين..أميركا تفرض عقوبات جديدة على قائد صرب البوسنة..

التالي

أخبار سوريا... الأسد يدعو إلى توسيع «محور الممانعة» بقيادة طهران.. رغيف خبز مغمّس بالقهر.. أزمة تضرب سلل الغذاء في سوريا... قصف إسرائيلي على القنيطرة... وتدريبات إيرانية قرب دمشق.. احتدام «حرب الاغتيالات» في جنوب سوريا... اتهامات لإيران بالمسؤولية عنها..

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,178,714

عدد الزوار: 6,759,192

المتواجدون الآن: 126