أخبار لبنان... المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي: أسقطنا مسيرة تابعة لحزب الله على الحدود مع لبنان.. إدانة واسعة لإساءات حزب الله للسعودية.. وملف التدخل الإيراني يتقدّم!.. الردود على نصرالله ترفض اختطاف إيران للبنان.. انطلاق السعار الانتخابي ضد المقاومة..فرض «خوّات» في الأوزاعي..الاشتراكي والانتخابات: الحريري ضرورة و«حلف واقعي» مع القوات..حكومة ميقاتي محاصرة بالخلافات بين مكوناتها.. دعوة عون للحوار تنتظر ردّ فعل الأفرقاء ..

تاريخ الإضافة الأربعاء 5 كانون الثاني 2022 - 5:36 ص    عدد الزيارات 2104    التعليقات 0    القسم محلية

        


المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي: أسقطنا مسيرة تابعة لحزب الله على الحدود مع لبنان...

روسيا اليوم.... المصدر: وسائل إعلام عبرية.. الجيش الإسرائيلي يعلن إسقاط طائرة مسيرة تابعة لحزب الله على الحدود مع لبنان... قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي مساء يوم الثلاثاء إن القوات الإسرائيلية أسقطت طائرة مسيرة تابعة لحزب الله على الحدود مع لبنان. وأضاف المتحدث أن المسيرة تسللت من داخل الأراضي اللبنانية حيث تابعتها قوات المراقبة الجوية طيلة الحادث. وأكد أفيخاي أدرعي أن الجيش سيواصل العمل لمنع أي خرق لسيادة إسرائيل.

الليرة اللبنانية تسجل 30 ألفا مقابل الدولار.. أدنى مستوى تاريخي لها...

الارتفاع الجنوني لصرف الدولار يطغى على المشهد الداخلي ويقفز بأسعار السلع والخدمات...

دبي - العربية.نت... هبط سعر صرف الليرة اللبنانية إلى 30 ألف ليرة مقابل الدولار الأميركي في أدنى مستوى تاريخي، تسجله العملة اللبنانية التي تصارع أزمات اقتصادية وسياسية مزمنة. فقدت العملة حوالي 95% من قيمتها منذ صيف 2019 عندما بدأت الانفصال عن سعر الصرف البالغ 1500 ليرة للدولار الذي كانت مربوطة عنده العملة منذ 1997، فيما يئن لبنان تحت وطأة انهيار اقتصادي وصفه البنك الدولي بأنه أحد أسوأ حالات الكساد في التاريخ الحديث. وتعود الأزمة إلى حد كبير لعقود من الفساد وسوء الإدارة من النخب السياسية. وشكل لبنان حكومة جديدة في سبتمبر/ أيلول برئاسة نجيب ميقاتي من أهدافها التفاوض على برنامج صندوق النقد الدولي الذي يُنظر إليه على أنه هام للإفراج عن مساعدات دولية لوقف الأزمة. يظل الارتفاع الجنوني لسعر صرف الدولار طاغيا على المشهد اللبناني، حيث يواصل تكسير الأرقام القياسية، وسط توقّعات بأن يستمر بالارتفاع وانعكاس هذا الارتفاع على حركة مريبة أيضا على صعيد تسعير السلع الاستهلاكية الحيوية، بما فيها الخبز والمحروقات. أرجع خبراء اقتصاديون ارتفاع أسعار الدولار إلى عوامل عدة أهمها نفسي نتيجة فقدان الثقة تحت وطأة استمرار الأزمة الداخلية، ببُعديها السياسي والقضائي، والتي تظهر في عجز مجلس الوزراء عن الانعقاد على رغم أهمية الملفات المتراكمة. وإلى جانب هذا العامل الأساسي، تساهم أسباب أخرى في ارتفاع الدولار، وهي: تراجع التحويلات نسبياً من الخارج في هذه الفترة، وانكماش التصدير الذي يُشكّل أحد روافد العملة الصعبة، وتقهقر السياحة الأجنبية بفعل الاعتبارات السياسية والخدماتية السلبية السائدة.

إدانة واسعة لإساءات حزب الله للسعودية.. وملف التدخل الإيراني يتقدّم!

الدولار على غاربه والمحروقات تحرق الجيوب.. والمدارس مُعلّقة على إصابات كورونا المرعبة

اللواء... انكفأ السجال الداخلي لحساب إعادة التصعيد للعلاقات مع الدول الخليجية، لا سيما المملكة العربية السعودية، حيث قوبلت الإساءة التي صدرت عن الأمين العام لحزب الله بحق قيادة المملكة بردة فعل مستنكرة، وتأكيد على حرص اللبنانيين على التبرؤ من أية إساءة من أية جهة صدرت، والتمسك بالعلاقات المميزة والتاريخية بين لبنان والمملكة، لمصلحة بلدين شقيقين، في وقت تحرّكت فيه قوى الأمن لإزالة الصور المسيئة للملك سلمان بن عبد العزيز وسفير المملكة وليد بخاري من بعض شوارع الضاحية الجنوبية بطلب من وزير الداخلية. وأشارت مصادر سياسية إلى أن تهجم الامين العام لحزب الله حسن نصرالله على المملكة العربية السعودية على هذا النحو المسيء، اعاد مسار العلاقات اللبنانية مع المملكة ودول الخليج الى الوراء، وزاد في حدة الازمة السياسية الداخلية وتوتر العلاقات بين الاطراف السياسيين وقالت: «بدلا من ان يبادر نصرالله الى انهاء شروطه،لاعادة انعقاد جلسات مجلس الوزراء ومساعدة الحكومة لاتخاذ القرارات والتدابير السريعة للتخفيف من وطأة الازمة المالية والاقتصادية الصعبة التي يواجهها اللبنانيون، شن حملة شعواء على المملكة وقيادتها،لاسباب، لا علاقة للبنان والشعب اللبناني فيها، لا من قريب أو بعيد، وانما استجابة للنظام الايراني الذي لم يستطع فرض شروطه على الجانب السعودي في جولات المحادثات التي جرت بين الطرفين منذ مدة في اكثر من عاصمة عربية، وبسبب الخسائر التي مني بها الحزب والنظام الايراني بالحرب اليمنية مؤخراً. واعتبرت المصادر ان امعان نصر الله بمهاجمة المملكة من لبنان، يؤشر بوضوح الى توجيه اكثر من رسالة ايرانية صرفة،للعرب والغرب عموما، بوضع اللبنانيين، رهينة لمصالح ايران، في الصراع الدائر بينها مع دول الخليج العربي ومع الولايات المتحدة الأميركية، ما يؤدي حكما الى إلحاق أشد الضرر بالوضع في لبنان، ويلحق باللبنانيين، مخاطر غير محسوبة. وتوقعت المصادر حدوث ردات فعل غير محسوبة على حملة نصرالله ضد المملكة، داخليا وعربيا، تزيد من عزلة لبنان وتؤثر على مد يد المساعدة العربية والدولية، للمساعدة في حل الأزمة المالية والاقتصادية وانقاذه من كارثة الانهيار الحاصل، بينما يؤثر تعطيل جلسات مجلس الوزراء، الذي يفرضه الحزب على باقي الاطراف السياسيين، الى مزيد من الشلل الحكومي واستفحال الازمة المعيشية، وزيادة النقمة السياسية والشعبية ضده، وتأجيج الأجواء السياسية بين الاطراف المعنيين، على نحو غير مسبوق، اذا لم تفلح الجهود المبذولة، في التخفيف من وطأة الهجمة المتجددة لنصر الله وتطويق تداعياتها بسرعة. وأكدت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن مواقف الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله لا تزال محور ردود الفعل ويتوقع أن تزداد وتيرتها, وأشارت إلى أن ما حصل حجب الاهتمام نوعا ما عن متابعة السجال الذي دار بين التيار الوطني الحر وحركة امل. وقالت أنه بالنسبة إلى كلام السيد نصر الله حول التفاهم مع التيار الوطني الحر بنتظر أن يتبلور بشكل أوضح قريبا. ورأت المصادر نفسها أن الضغوط الصحية جراء ارتفاع عداد كورونا والضغوط المعيشية جراء ارتفاع سعر الصرف وانعكاساته تفرض نفسها على الواقع المحلي وتتم المتابعة من خلال اجتماعات تنسيقية للملف الأول في حين أن ملف الدولار يصعب حله، في حين ان عودة المدارس للتعليم الحضوري والتي من المقرّر ان تحسم اليوم، في اجتماع يعقد في وزارة التربية والتعليم العالي، انطلاقاً من انفاذ التوجه بالعودة في 10 ك2 الجاري، أي الاثنين المقبل، في وقت شكلت أرقام اصابات كورونا المخيفة، عائقاً جدياً لجهة الالتزام بالموعد، على الرغم من أهمية إنجاز العام الدراسي، بحضور الأساتذة والتلامذة إلى مدارسهم. ومع هذه المعطيات، توسع الاشتباك السياسي الكلامي امس، على حساب كل مساعي الحل للازمات الحكومية والاقتصادية والمالية والاصلاحية، ودخل عليها امس الرئيس سعد الحريري بهجوم عنيف على الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، وردعنيف من عضو كتلة الحزب النيابية النائب حسن فضل الله على رئيس مجلس الوزراء نجيب مياتي، فيماعلمت «اللواء» انه خلافاً لما تردد ان رئيس الجمهورية ميشال عون يقوم بتحضيرات الدعوة لطاولة الحوار حول البنود الثلاثة التي طرحها في كلمته عشية رأس السنة وهي: اللامركزية الادارية والمالية الموسعة، والاستراتيجية الدفاعية وخطة التعافي المالي، فإنّ اي تحضيرات لم تحصل بعد، وأن الرئيس عون لم يقم بأي اتصالات او ارسال دعوات، وما زال يرصد ردود الفعل على دعوته للحوار وفي ضوئها يقرر اللازم. وحاول الرئيس عون التخفيف من حملة السيد نصر الله على المملكة العربية السعودية، فاكد في تغريدة له «الحرص على علاقات لبنان العربية والدولية لاسيما مع دول الخليج وفي مقدمتها السعودية. وقال عون عبر «تويتر»: حريصون على علاقات لبنان العربية والدولية لاسيما مع دول الخليج وفي مقدمتها السعودية وهذا الحرص يجب ان يكون متبادلاً لأنه من مصلحة لبنان ودول الخليج على حد سواء. وقد كلّف وزير الداخلية والبلديات القاضي بسام مولوي المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي إزالة الصور المسيئة الى الملك السعودي سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسفير المملكة في بيروت وليد البخاري وكافة الصور واللافتات المسيئة للمملكة العربية السعودية، والتي رفعت في بعض شوارع الضاحية الجنوبية لبيروت. ودعا الوزير مولوي كافة المواطنين «الى تغليب المصلحة الوطنية وتجنيب لبنان والمغتربين اللبنانيين عواقب الإساءة الى الأشقاء العرب». لكن الردود على كلام نصر الله حول المملكة جاءت من اكثر من طرف محلي وخارجي، حيث ردّ الأمير السعودي عبد الرحمن بن مساعد بن عبد العزيز في سلسلة تغريدات عبر حسابه الخاص على «تويتر»: «أخيرا يا كاذب العصر يا أبا رِغَال... كدنا أن نصدق من خطابك أن إيران جمعية خيرية يعم خيرها وسلامها العالم ودستورها ينص على تصدير الورود وأغصان الزيتون إلى العالم». وأضاف: «سماجة السيء: أنت فاسق أتانا الليلة بنبأ لا يحتاج كذبه إلى تبيان». وتابع: «أسئلة للكذاب القابع في سراديب الضاحية سماجة السيء حسد الذي يستميت في إلصاق داعش بنا، وهي التي نفذت عمليات إرهابية في الداخل السعودي: نريد نماذج لعمليات داعش ضد المصالح الإيرانية». وسأل عبد العزيز: «من سلم الموصل لداعش ومن أعطى الأوامر للجيش العراقي بالانسحاب أليس المالكي توأمك الإيراني في العراق؟ عد لـ(لجنة تحقيق الموصل)». وأردف: «ماذا عن الباصات الخضر التي شاهدها اللبنانيون بأعينهم وهي تنقل عناصر داعش من الحدود اللبنانية إلى العراقية برعاية إيران وحزبك؟ ألم تؤوِِ إيران قادة القاعدة؟» كما صدر عن الرئيس سعد الحريري بيان جاء فيه: «الى السيد حسن نصرالله، اصرارك على استعداء السعودية وقيادتها ضربٌ متواصل من ضروب المغامرة بلبنان ودوره ومصالح ابنائه. السعودية لا تهدد دولة لبنان بالعاملين فيها والمقيمين بين اهلها منذ عشرات السنين.السعودية ومعها كل دول الخليج العربي احتضنت اللبنانيين ووفرت لهم فرص العمل ومقومات العيش الكريم. اضاف: من يهدد اللبنانيين في معيشتهم واستقرارهم وتقدمهم، هو الذي يريد دولة لبنان رهينة دولة ايران وامتداداتها في سوريا والعراق واليمن ولبنان. وقال: اعلم انك لن تتراجع عن اساليب الاستفزاز والشتم لدول الخليج العربي، لكن الكل يعلم ان التاريخ لن يرحم حزباً يبيع عروبته واستقرار وطنه ومصالح اهله لقاء حفنة من الشراكة في حروب المنطقة. كما قال رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط عبر «تويتر»: هل تقف حرب اليمن في اعتبار اللبنانيين في المملكة العربية السعودية رهائن، وهل تحل الامور من خلال التهجم الشخصي للأسرة المالكة؟. الى اين تذهب بنا الجمهورية الاسلامية وماذا تريد من لبنان والمنطقة؟​ .... وغرّد النائب السابق فارس سعيد على حسابه عبر تويتر وكتب: سنطلق في الايام القادمة المجلسً الوطني اللبناني لرفع الاحتلال الايراني» بمشاركة شخصيات سياسية وثقافية واعلامية. ورد حزب الله على كلام الرئيس ميقاتي على لسان نائبين من كتلة الوفاء للمقاومة، هما: النائب حسن فضل الله والنائب إبراهيم الموسوي. وأشار فضل الله إلى اننا كنا ننتظر من رئيس الحكومة ان ينتفض إلى كرامة وطنه، وعدم ارتكاب خطأ فادح باستجداء رضى السعودية، ولم يحظ ميقاتي بمجرد اتصال من السفير السعودي في بيروت.

«القوات» و«التيار»:الحكومة مقابل المجلس

وفي تطور سياسي آخر، وبعدالسجال والخلاف حول فتح دورة استثنائية لمجلس النواب، افيد أن حزب القوات اللبنانيّة لن يوافق على فتح دورة استثنائيّة إلا إذا تم استئناف جلسات مجلس الوزراء، حيث قالت مصادر القوات النيابية لـ «اللواء»:ان هذا الموقف لا يرتبط بالسجالات الحاصلة لكن لا يجوز تفعيل عمل مجلس النواب بينما الحكومة معطلة والناس تصرخ من وجعها وتنتظرالحلول، لذلك لا بد من عودة عمل كل مؤسسات الدولة. في السياق، غرّد رئيس لجنة الادارة والعدل النائب جورج عدوان عبر حسابه على «تويتر» كاتباً: تفعيل عمل جميع المؤسسات الدستورية من حكومة ومجلس نواب مسؤولية وواجب وطني لم يعد جائزاً التهرب منه، لا سيما في الظروف المأسوية التي نعيشها. المطلوب عودة الحكومة الى الاجتماعات فوراً وبالتوازي فتح دورة إستثنائية للمجلس النيابي فيتكامل عمل المؤسسات خدمة لمصالح الناس. واستغرب تكتل لبنان القوي الحملة على اللامركزية الإدارية، وهي إطار قانوني عصري ومتطور لإدارة المناطق وتفعيل قدراتها الذاتية في الإنماء والشفافية، وهي حكماً مرتبطة باستقلالية مالية نسبية لكل وحدة من الوحدات.

تحرك أهالي انفجار المرفأ

قضائياً، ناشدت جمعية أهالي انفجار مرفأ بيروت وزير الداخلية إعطاء اذونات الملاحقة، كما ناشدت القاضي التمييزي قبلان ملاحقة القضاة الذين طلب المحقق العدلي ملاحقتهم، مطالبة ترك المحقق العدلي يكمل عمله، وغامزة من قناة مجلس النواب، وتساءلت: لماذا تربطون مصير لبنان وتخنقون النّاس في قوت يومهم مقابل إزاحة القاضي؟ ونظمت الجمعية تحركاً، ورفعت شعارات تصب في هذا الاتجاه.

الردود على نصرالله ترفض اختطاف إيران للبنان

عون لـ"نداء الوطن": معارضة بري "مُضرّة" وعلى "حزب الله" أن يختار!

نداء الوطن.... لا شك في أنّ الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله "كان يعلم" أنّ هجومه المباشر على خادم الحرمين الشريفين، سيزيد طين المستنقع اللبناني بلّة وسيرفع منسوب الاختناق في رمال أزمات البلد المتحركة والمتمددة داخلياً وعربياً، لكنه رغم ذلك آثر اعتلاء ذكرى قاسم سليماني لتوجيه "ضربة قاصمة" لظهير لبنان العربي، وإعلاء راية "كلّنا قاسم" فوق راية "كلنا للوطن"... حتى بدا كمن يرتقي بذكرى اغتيال سليماني إلى مستوى "إشهار" السطوة الإيرانية على الساحة اللبنانية من دون منازع ولا شريك! ... أما من يعارض ويعترض، فمصيره محكوم واتهامه محتوم بالتخاذل والافتقار إلى "الكرامة والعزة" كما كان ردّ "حزب الله" على رئيس الحكومة نجيب ميقاتي... في حين وازن رئيس الجمهورية ميشال عون في موقفه من كلام نصرالله بين تجديد الحرص والتمسك بالعلاقات اللبنانية – العربية وبين التشديد على وجوب أن يكون "هذا الحرص متبادلاً"، وفق تعبير عون في بيان مقتضب أمس، قبل أن يؤكد في دردشة مع "نداء الوطن" تفضيله "تخفيف اللهجة" حيال السعودية من دون أن يبدي في المقابل أي تخوف من خطوات تصعيدية جديدة تجاه لبنان لاعتباره أنّ المملكة "مارست أقسى ما لديها منذ 2017 لغاية اليوم". وانطلاقاً من ضرورات الحوار "لتهدئة الأجواء الداخلية تمهيداً لحث الدول الخارجية على مساعدة لبنان"، يتلقّف عون بإيجابية كلام رئيس مجلس النواب نبيه بري عن الدعوة للحوار "ولو أنّ من يدور في فلكه لا يزال متردداً"، لكنه في الوقت عينه لا يخفي حجم الأضرار التي نتجت عن معارضة بري لعهده، مشدداً في حديثه لـ"نداء الوطن" (ص 2) على أنّ هذه المعارضة كانت "مضرّة للبلد وعطّلت القوانين في مجلس النواب"، مع تأكيده في ما يتصل بالعلاقة مع "حزب الله" على أحقية مطالبة رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل "حزب الله" بأنّ عليه اليوم "أن يختار بين (تفاهم) مار مخايل الذي حقق الاستقرار للبلد و(مشهدية) الطيونة". ورغم كل ما حصل من انهيار، لا يزال رئيس الجمهورية يعتبر أنّ "انجازات عدة تحققت" في عهده، واصفاً الكلام عن وجود "رئيسين في بعبدا" بأنه "كذب وقلة أدب"، وقال: "كل القصة أنهم لا يريدون الاعتراف بجبران، وكلما أرادوا منه شيئاً قصدوني لأتدخل في أمور تعنيه كرئيس للتيار الوطني الحر ولأكبر كتلة نيابية وكنت أقول لهم راجعوا جبران حتى ركّبوا لي قصة قوم بوس تيريز". وإذ يبدي ثقته بأنّ "التيار سيحافظ على حضوره القوي" في الانتخابات النيابية المقبلة، يؤكد عون في ما يتعلق بالاستحقاق الرئاسي أنه "لأي كان الحق في أن يطمح للرئاسة (...) وإذا كان باسيل طامحاً للرئاسة فيجب أن يكون كفوءاً لكنهم يخافون منه لأنه تربيتي ولا يقايض". بالعودة إلى موجة الردود الوطنية على هجوم نصرالله على القيادة السعودية، وبينما برز تداول مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان مع زوار دار الفتوى أمس في مسألة "التطاول على خادم الحرمين الشريفين والإساءات التي وجهت إليه وإلى المملكة العربية السعودية وضرورة دعم موقف رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في هذا الاطار"، توالت المواقف السياسية المنددة بكلام نصرالله والمتقاطعة عند تأكيد رفض اختطاف إيران للبنان وسلخه عن هويته العربية. وفي هذا السياق، برز موقف عالي السقف توجه به الرئيس سعد الحريري مباشرة "إلى السيد حسن نصرالله" مؤكداً أنّ "من يهدد اللبنانيين في معيشتهم واستقرارهم وتقدمهم، هو الذي يريد دولة لبنان رهينة دولة ايران وامتداداتها في سوريا والعراق واليمن ولبنان"، وحذر من أنّ "التاريخ لن يرحم حزباً يبيع عروبته واستقرار وطنه ومصالح اهله لقاء حفنة من الشراكة في حروب المنطقة". كذلك وصف الرئيس فؤاد السنيورة خطاب نصرالله بأنه "كان خطاباً إيرانياً بكل معنى الكلمة، كمن يعبر عن فقدان الصبر الإيراني بالصراع القائم والاشتباك مع الولايات المتحدة في مفاوضات فيينا، وتراجع دور إيران في اليمن، واشتباكها أيضاً مع دول الخليج العربي، وتراجع مشروعها في العراق وسوريا بسبب اصطدامها بالحقائق البشرية والجغرافية وبقانون الطبيعة". واستغرب رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط اعتبار نصرالله اللبنانيين العاملين في دول الخليج بمثابة الرهائن، متسائلاً: "هل تقف حرب اليمن باعتبار اللبنانيين العاملين والقاطنين في المملكة منذ عقود رهائن وهل تحل الأمور بالتهجم الشخصي على الأسرة المالكة"، وختم تغريدته التي أرفقها بصورة لعود مشتعل قرب علبة كبريت، طارحاً علامة استفهام كبيرة: "ماذا تريد إيران من لبنان ومن المنطقة؟". كما شدد النائب نهاد المشنوق على أنّ "حزب الله" يختطف لبنان كله، مبدياً تعجبه "ممن يختطف بلاداً بكاملها ويعتقل الدستور ومؤسساته بالتعطيل ويحتجز شعباً بقوّة السلاح والايديولوجيا الإيرانية، أن يصف المقيمين في السعودية بأنّهم رهائن". وفي المقابل، واكب "حزب الله" ميدانياً هجوم أمينه العام على السعودية عبر رفع صور في الضاحية الجنوبية للعاهل السعودي والسفير السعودي في لبنان موصومة بعبارة "أنتم الإرهاب"، وذلك بالتوازي مع شنّ نواب "الحزب" هجوماً حاداً على رئيس الحكومة رداً على موقفه الرافض لكلام نصرالله بحق السعودية، بحيث توجه النائب ابراهيم الموسوي في تغريدة إلى ميقاتي من دون أن يسميه بالقول: "كلامك المتملق يمثلك ويلزمك وحدك"، وتوجه النائب حسن فضل الله بالاسم إلى رئيس الحكومة معتبراً أنه ارتكب "خطأ فادحاً استجداءً لرضى" السعودية، واضعاً البيان الذي أصدره ميقاتي تعليقاً على كلام نصرالله في خانة "تسجيل المواقف في حساب ممالك لن ترضى عنهم مهما قدموا من تنازلات وهدروا من ماء وجههم".

هل يقطع كلام الأمين العام لـ «حزب الله» الطريق أمام زيارة أحمد الناصر لبيروت؟

«حبْس أنفاس» في لبنان بعد «تفجير» نصرالله الخيْط الرفيع مع الخليج

الراي... | بيروت - من وسام أبوحرفوش وليندا عازار |

- عون: حريصون على علاقات لبنان مع دول الخليج وفي مقدمها السعودية

- ميقاتي تصدَّر جبهة رفض مواقف نصرالله و«حزب الله» اتهّمه بارتكاب «خطأ فادح»

- السفير السعودي استعان بـ «الخائن» أبي رغال في توصيف «افتراءات وأكاذيب» نصرالله

عكستْ طبيعة ومستوى الردود اللبنانية على المواقف الاستعدائية غير المسبوقة للسعودية وقيادتها التي أطلقها الأمين العام لـ «حزب الله» مدى الاستشعار الداخلي بوطأة «الإنزال السياسي» المتعدّد المحاور الذي نفّذه السيد حسن نصر الله خلف خطوط المساعي الديبلوماسية الرامية لتفادي قطْع «الخيط الرفيع» الذي ما زال قائماً في علاقة «بلاد الأرز» مع دول الخليج العربي عموماً والرياض خصوصاً بعدما «طفح كيلها» من تحوُّل الواقع اللبناني «الساقط» في يد المحور الإيراني مصدرَ تهديد لأمنها القومي واستقرارها ومنصةً لـ «أعمال حربية» ضدّها. وبدا واضحاً من الردّ «الفوري والمباشر» الذي تولاه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي على الحملة العدائية التي تجاوزت كل الخطوط الحمر في مخاطبة نصر الله المملكة وقيادتها وتوجيه سيْل من الاتهامات بحقها، ثم الموقف «المحسوب» لرئيس الجمهورية ميشال عون، أن الأمين العام لـ «حزب الله» باغت الوسط السياسي اللبناني باندفاعةٍ جاءت أقرب إلى «الكمين» الذي فرض نفسه على جميع الأطراف والمسؤولين، في لحظةٍ أحوج ما تكون فيها البلاد إلى نزْع ألغام، هي التي تسير فوق «براميل بارود» الوضع المالي وانهياراته المتوالية التي سرّعت وتيرة الهبوط التاريخي اليومي لليرة أمام الدولار الذي لامس أمس للمرة الأولى 30 ألفاً، وهو الحاجز الذي يُخشى أن لا يعود بعده سقفٌ لانسحاق العملة الوطنية. ورغم الأبعاد الاقليمية التي أُعطيتْ للهجوم على المملكة الذي شنّه نصرالله، سواء ذات الصلة بمفاوضات النووي الإيرامي أو تطورات الوضع في اليمن وغيرها من ساحات «قوس النفوذ» الإيراني، فإن أوساطاً سياسية لم تُسْقِط من الحساب العناصر اللبنانية في اندفاعة الأمين العام لـ «حزب الله» التي بدا أنها تنطوي على رسائل برسْم الحلفاء والخصوم، فيها «استصغارٌ» مزدوج: أولاً لاستحضار عنوان سلاحه تحت مسمى الاستراتيجية الدفاعية على خلفية «زكزكةٍ» تتصل بالخلاف «على الحزب وليس معه» بين حليفه الرئيس عون وفريقه (التيار الوطني الحر) وبين شريكه في الثنائية الشيعية الرئيس نبيه بري. وثانياً لطرْح ميقاتي مسألة السياسة الخارجية والنأي بالنفس والدفاع عن علاقات لبنان مع دول الخليج والتي بات لمعاودة الدفء إليها إطارٌ ناظم صارم قوامه مثلث القرارات الدولية 1559 و1680 و1701. ولاحظت هذه الأوساط أن تَصَدُّر ميقاتي جبهة الرفض لـ «مغامرة» نصر الله ببيانٍ عاجِل وتوجُّهه إلى قيادة «حزب الله» التي اتخذت مواقف «ًتسيء الى اللبنانيين اولاً والى علاقات بلدنا مع أشقائه ثانياً، ولا تمثّل الحكومة والشريحة الأوسع من اللبنانيين وتخالف نداءاتنا لأن يكون الحزب جزءاً من الحالة اللبنانية المتنوعة ولبنانيّ الانتماء»، تؤشّر لإدراك رئيس الوزراء أن مواقف نصر الله لن تمرّ لدى المملكة التي كانت تركت «ثقباً» لميقاتي للنفاذ منه نحو تصويب بوصلة تموْضع «بلاد الأرز» ومنع «النشاطات الإرهابية لـ حزب الله»، وفق ما جاء في بيان القمة الخليجية الأخيرة، قبل أن يوجّه تحالف دعم الشرعية في اليمن «مضطبة الاتهام» له بالانخراط في رفْد الحوثيين بأدوات استهداف المملكة، ثم حض خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز القادة اللبنانيين على وقف «هيمنة حزب الله الارهابي على مفاصل الدولة».

وتنشدّ الأنظار في ضوء ذلك إلى أمرين:

تداعيات مواقف نصر الله التي بدا أنها «حرقت مراكب» لبنان الرسمي في محاولات احتواء العاصفة الديبلوماسية التي تشتدّ وتخفت منذ نحو شهرين مع الخليج، وخصوصاً على زيارة وزير خارجية الكويت أحمد الناصر لبيروت هذا الشهر وهل بإمكان رئيس الديبلوماسية الكويتية أن يمضي بهذه الزيارة على وهج ما ارتكبه الأمين العام لـ «حزب الله» بحق المملكة. وقد اعتبرت الأوساط السياسية نفسها أن موقف الرئيس عون أمس الذي أكد «الحرص على علاقات لبنان العربية والدولية لاسيما مع دول الخليج وفي مقدمها السعودية» شكّل مؤشراً بدوره إلى تَلَمُّس لبنان الرسمي الإشارات السبّاقة، لِما يشي بأن يكون خطوة زاجرة جديدة، عبّرتْ عنها مواقف عدة لناشطين وإعلاميين وشخصيات سعودية، وخصوصاً تغريدة السفير وليد بخاري الذي شبّه نصر الله بشخصية يُرمز إليها بـ«الخيانة» في أوساط العرب، فكتب: «افتراءات أَبي رِغَال العَصْر وأكاذيبه لا يسترها اللَّيل وإن طال ولا مغيب الشَّمس ولو حُرمت الشُّروق والزَّوال..!». على أن هذه الأوساط استوقفها أيضاً كلام عون عن «أن هذا الحرص يجب ان يكون متبادَلاً لأنه من مصلحة لبنان ودول الخليج على حد سواء»، وهو ما جرى التعاطي معه على أنه موقف حمّال أوجه، وفي الوقت نفسه يجافي أنه في «ميزان المصالح» فإن لبنان المنكوب والمنحرف نحو المحور الإيراني بات خارج «سباق المصالح» بعدما خرج عن نظام المصلحة العربية، وسط اعتبار الأوساط أن المسؤولين في بيروت ما زالوا في حال إنكارٍ للأضرار «غير القابلة للإصلاح» التي تَسبَّب بها الانسلاخ عن الحضن العربي وترْك الموازين الداخلية تختلّ لدرجةِ شبه اقتناع بأن «the game is over» إما بفعل الواقعية المفرطة التي ركن إليها خصوم حزب الله وإما نتيجة اعتماد الحزب مختلف «أساليب اللعب معهم».

والثاني أن موقف ميقاتي رداً على نصرالله قوبل بردّ عنيف من «حزب الله» على ما وصفه بـ «الخطأ الفادح» لرئيس الحكومة، بما عَكَس أن الوضع الداخلي المرتهَن لأزمة حكومية مفتوحة منذ نحو 3 أشهر ولـ «حروب صغيرة» بين عون وبري مرشّح لمزيد من التعقيدات التي ستجعل «حزب الله» يعتمد مساراً متوازياً: أوله التشدُّد أكثر في مقاربته مرتكزات إصراره (مع بري) على «الحل الوحيد» لقضية المحقق العدلي بانفجار مرفأ بيروت القاضي طارق بيطار «إقصاءً أو كفاً ليده عن ملاحقة السياسيين أو لا اجتماعات للحكومة». وثانيه تبريد «حرب الحليفين» التي بلغت حدّ تبادُل تحدّي «المحاكمة العلنية (حول ملفات فساد) واستقالة رئيسٍ (بري) مقابل رئيسين (عون والنائب جبران باسيل)، وهو ما عبّر عنه كلام نصر الله عن»أننا حريصون على حلفائنا وأصدقائنا وعلاقاتنا«، مشيراً إلى أنه في ما تطرق إليه باسيل أخيراً»مسائل تحتاج إلى توضيح ومصارحة، ومتمسكون بورقة التفاهم مع التيار الحر، وجاهزون لتطويره".

فغداة دعوة ميقاتي «الجميع للرأفة بهذا الوطن، فبالله عليكم إرحموا لبنان واللبنانيين واوقفوا الشحن السياسي والطائفي البغيض»، وتأكيده «ليس من مصلحة لبنان الاساءة الى اي دولة عربية وخصوصاً دول الخليج» مذكراً «بأننا لطالما دعونا لاعتماد النأي بالنفس عن الخلافات العربية وعدم الاساءة الى علاقات لبنان مع الدول العربية ولا سيما المملكة العربية السعودية، ومن هذا المنطلق كانت دعوتنا الى ان يكون موضوع السياسة الخارجية على طاولة الحوار لتجنيب لبنان تداعيات ما لا طائل له عليه»، ردّ نائب «حزب الله» حسن فضل الله في بيان أعلن فيه «كنَّا ننتظر من دولة رئيس الحكومة أن يعلي من شأن الانتماء الوطني وينتفض لكرامة وطنه في وجه تصريحات ضد شريحة واسعة من اللبنانيين باتهامها بالارهاب»، وقال: «بدل أن يسارع دولته، الذي يفترض أنه وفق الدستور رئيس حكومة جميع اللبنانيين، إلى الدفاع عمّن يمثل دستورياً، فإنه إرتد ضد الداخل اللبناني، وأطلق عبارات التشكيك بولاءات جزء كبير من هذا الشعب، وهو ما كنَّا نربأ بدولته أن يرتكب مثل هذا الخطأ الفادح استجداءً لرضى».

«التاريخ لن يرحم حزباً يبيع مصالح أهله لقاء حفنة من الشراكة في حروب المنطقة»

الحريري لنصرالله: مَن يهدد اللبنانيين هو الذي يريد دولة لبنان رهينة دولة إيران

| بيروت - «الراي» |.. توجّه الرئيس السابق للحكومة زعيم «تيار المستقبل» سعد الحريري، إلى الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله، بـ«أن إصرارك على استعداء السعودية وقيادتها ضرب متواصل من ضروب المغامرة بلبنان ودوره ومصالح ابنائه»، مؤكداً «ان السعودية لا تهدد دولة لبنان بالعاملين فيها والمقيمين بين أهلها منذ عشرات السنين». وقال الحريري في سلسلة تغريدات عبر «تويتر»: «السعودية ومعها كل دول الخليج العربي احتضنت اللبنانيين ووفرت لهم فرص العمل ومقومات العيش الكريم. مَن يهدد اللبنانيين في معيشتهم واستقرارهم وتقدمهم، هو الذي يريد دولة لبنان رهينة دولة إيران وامتداداتها في سورية والعراق واليمن ولبنان». وختم: «أعلم أنك لن تتراجع عن أساليب الاستفزاز والشتم لدول الخليج العربي، لكن الكل يعلم أن التاريخ لن يرحم حزباً يبيع عروبته واستقرار وطنه ومصالح أهله لقاء حفنة من الشراكة في حروب المنطقة». في سياق متصل، اعتبر الرئيس السابق للحكومة فؤاد السنيورة أن كلام نصرالله بحق السعودية «في هذه الظروف والمعطيات اللبنانية والعربية هو بمثابة ارتكاب جريمة موصوفة بحق لبنان وحق اللبنانيين، وبما يعرض مصالحهم الوطنية للخطر». وقال السنيورة «إن السيد نصر الله بكلامه الجائر والمفتري عن السعودية انما يمعن في خنق لبنان وإقفال الأبواب والمَنافذ عليه فوق ضائقته الاقتصادية والمعيشية والسياسية، وهو في هذا الفعل المتقصد انما يقدم فاتورة لوليه الإيراني المتغول للسيطرة على المنطقة وإرهاب الدول العربية وارباكها، ولكن كل ذلك، وياللأسف، على حساب لبنان واللبنانيين الذي يتسبب لهما بالمزيد من الأوجاع والآلام».

انطلاق السعار الانتخابي ضد المقاومة

الاخبار.... فجأة، وبسحر «طويل العمر»، استفاقت الجوقة كلها في أجواء يرجح أن تزيد الأزمة السياسية تعقيداً، وتمدّد عمر الأزمة الحكومية المفتوحة منذ ثلاثة أشهر. «سعار» ضد المقاومة، هو أقل ما يمكن أن توصَف به المواقف التي أُطلقت رداً على ردّ الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله على اعتداء ملك السعودية سلمان بن عبد العزيز بوصفه المقاومة بالإرهاب. الطمع في رضا المملكة، عشية الانتخابات وما تتطلّبه من مصاريف، أيقظ الجميع من سباتهم تذللاً وتزلّفاً، معتمدين المنطق السعودي نفسه في ابتزاز اللبنانيين المقيمين في دول الخليج في لقمة عيشهم. رئيس حكومة «معاً لإنقاذ كرامة المملكة» نجيب ميقاتي كان أول من سدّد سهماً ضد المقاومة، فور انتهاء نصرالله من خطابه، مخرجاً حزب الله من «التنوع اللبناني»، في استمرار للدونية التي يتعاطى بها مع مملكة القهر منذ افتعالها الأزمة الديبلوماسية مع لبنان، وإصراره على إقالة وزير الإعلام جورج قرداحي مقابل «مكرمة» هاتفية. وبحسب مصادر مطلعة لـ«الأخبار»، فإن ميقاتي وصله جواب على ما قاله، وبأنه «لن يمر مرور الكرام». سعد الحريري الذي يكاد اللبنانيون ينسونه، صوتاً وصورة، رمى أيضاً بسهمه طمعاً في أن «يُشهد له عند الأمير»، مذكّراً بأن السعودية التي «احتضنته» في 4 تشرين الثاني 2017 وأجبرته على الاستقالة، «احتضنت اللبنانيين ووفرت لهم مقوّمات العيش الكريم». ونبّه من أن «التاريخ لن يرحم حزباً يبيع عروبته واستقرار وطنه ومصالح أهله لقاء حفنة من الشراكة في حروب المنطقة». وليد جنبلاط، الطامح إلى نيل حظوة ملكية تماثل حظوة سمير جعجع، أخرج ما في جعبته من أسئلة، لم يكن سؤال «إلى أين» من بينها، وإنما «هل تقف حرب ​اليمن​ باعتبار اللبنانيين العاملين في ​السعودية​ منذ عقود رهائن؟» و«ماذا تريد ​إيران​ من لبنان ومن المنطقة؟»، وكأن من كان يتحدث أول من أمس إيراني لا يتكلم العربية، ولم يكن يردّ على اعتداء سعودي على أكبر الأحزاب اللبنانية وعلى شريحة واسعة من اللبنانيين.

ميقاتي وصله جواب على ما قاله وبأنه «لن يمر مرور الكرام»

وأدلى فؤاد السنيورة، صاحب جريمة الـ 11 مليار دولار بدلوه أيضاً في وصف كلام نصرالله بـ «الجريمة الموصوفة بحق لبنان واللبنانيين، وبما يعرض مصالحهم الوطنية للخطر»، متهماً نصرالله بأنه «يمعن في خنق لبنان وإقفال الأبواب والمنافذ عليه فوق ضائقته الاقتصادية والمعيشية والسياسية». حزب الله، من جهته، لم يلتزم الصمت كعادته. فتولى بعض نوابه الرد على حملة التزلف للرياض. فقال النائب حسن فضل الله في بيان: «كنَّا ننتظر من رئيس الحكومة أن يُعلي من شأن الانتماء الوطني، وينتفض لكرامة وطنه في وجه الإساءات المتكرِّرة من ​السعودية​ ضد الشعب اللبناني»، لافتاً إلى أنه «بدل أن يُسارع دولته، الذي يُفترض أنه وفق الدستور رئيس حكومة جميع اللبنانيين، إلى الدفاع عن من يمثل دستورياً، فإنه ارتد ضد الداخل اللبناني، وأطلق عبارات التشكيك بولاءات جزء كبير من هذا الشعب، بكل ما يمثله تاريخياً وحاضراً ومستقبلاً». وأكد أن «انتماء المقاومة إلى وطنيتها اللبنانية لا يحتاج إلى شهادات بلبنانيتها، لأنها تمثل الانتماء الحقيقي الصادق لوطنها»، و«أكثر ما يسيء إلى لبنان ودوره ونديَّة علاقاته الخارجية، هو تخلي بعض مسؤوليه عن واجبهم الوطني في الدفاع عن دولتهم ومصالح شعبهم، وعدم الإقلاع عن مهاتراتهم، وتسجيل المواقف في حساب ممالك لن ترضى عنهم مهما قدّموا من تنازلات وهدروا من ماء وجههم». فيما غرّد النائب إبراهيم الموسوي عبر «تويتر»: «بئس الزمن الذي يطالب فيه البعض المقاومة بأن تكون جزءاً من التنوع اللبناني، هي التي حمت وضحت بدماء شهدائها وأرواحهم كي يبقى الوطن». وتوجّه إلى ميقاتي من دون أن يسميه: ««كلامك المتملق يمثّلك ويلزمك وحدك. وهو إساءة وإهانة لك قبل أن يكون كذلك لكل لبناني وطني شريف». رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، من جهته، أكد «أننا نحرص على علاقات لبنان العربية والدولية لا سيما مع دول الخليج وفي مقدمتها السعودية»، لكنه شدّد على أن «هذا الحرص يجب أن يكون متبادلاً لأنه من مصلحة لبنان ودول الخليج على حد سواء».

«الفزّاعة» السعودية تتحكّم بعون وميقاتي..

الاخبار... لا ريب في أنّ السعودية باتت، بالنسبة إلى بعض المسؤولين في لبنان، بمثابة «الفزّاعة»، فلا يكاد طرف ينبس ببنت شفة لانتقادها، حتى يُسارع رئيسا الجمهورية والحكومة، وآخرون، إلى التبرّؤ من موقفه. فبعد خطاب الأمين العام لحزب الله، السيّد حسن نصر الله، ذي السقف العالي تجاه السعودية أمس، والذي اتهمها فيه بالإرهاب، سارع رئيس الحكومة، نجيب ميقاتي، إلى إصدار بيان تنصّل فيه مما قاله السيّد نصر الله بحق المملكة معتبراً أنّه «لا يمثل موقف الحكومة اللبنانية والشريحة الأوسع من اللبنانيّين»، ليلاقيه، اليوم، رئيس الجمهورية، ميشال عون، بموقف مماثل عبّر فيه عن «تمسّكه بموقف لبنان الرسمي الذي عبّر عنه في رسالته الأخيرة إلى اللبنانيّين لجهة الحرص على علاقات لبنان العربية والدولية، لاسيّما منها دول الخليج العربي وفي مقدمها السعودية»، قائلاً إنّ «هذا الحرص يجب أن يكون متبادلاً لأنّه من مصلحة لبنان والدول الخليجية على حد سواء». إلا أنّ عون تمايز عن ميقاتي بتفاديه تسمية السيّد نصر الله أو حزب الله، ما يؤشّر إلى نية لديه ولدى تياره بعدم التصعيد في وجه «حليفه»، لا سيّما بعد الإيجابية التي أبداها السيّد نصر الله أمس وكلامه حول تمسّكه بتفاهم «مار مخايل» وتجاوبه مع دعوة رئيس التيار الوطني، جبران باسيل، إلى «تطويره» عبر إبداء الاستعداد لذلك. ويلتحق عون وميقاتي، بموقفهما هذا، بمن اعتبرهم السيّد نصر الله، في خطابه أمس، «يخافون أن يفتحوا أفواههم في هذا البلد»، فيما «نحن لسنا خائفين لأنّ لنا كرامتنا». وقد استدعى موقف ميقاتي رداً من النائب حسن فضل الله الذي اتهمه بالارتداد ضدّ الداخل اللبناني معتبراً أنّه يستجدي رضى من يصرّ على الإساءة إلى اللبنانيّين، فيما لم يحظ حتى اليوم بمجرّد اتصال من السفير السعودي لدى لبنان. وقال فضل الله، في بيان، إنّه كان يُنتظر من ميقاتي «أن يعلي من شأن الانتماء الوطني وينتفض لكرامة وطنه في وجه الإساءات المتكرِّرة من المملكة العربية السعودية ضد الشعب اللبناني، وآخرها تصريحات ملكها ضد شريحة واسعة من اللبنانيّين باتهامها بالإرهاب»، معتبراً أنّه بدل أن يسارع ميقاتي، «الذي يُفترض أنه وفق الدستور رئيس حكومة جميع اللبنانيين، إلى الدفاع عن من يمثل دستورياً، فإنه ارتدّ ضدّ الداخل اللبناني، وأطلق عبارات التشكيك بولاءات جزء كبير من هذا الشعب بكلّ ما يمثله تاريخياً وحاضراً ومستقبلاً، وهو ما كنَّا نربأ بدولته أن يرتكب مثل هذا الخطأ الفادح استجداء لرضى من يصرّ على الاستمرار في الإساءة إلى اللبنانيين جميعاً وفي طليعتهم الرئيس ميقاتي نفسه الذي رغم كل التنازلات التي قدّمها بما فيها: استقالة وزير الاعلام، وإطلاق المواقف والتصريحات التي تخالف حتى ادعاء النأي بالنفس، والمحاولات الدؤوبة التي بذلها هو ووزير خارجيته منذ توليهما المسؤولية، فإنه لم يحظ بمجرد اتصال من سفير المملكة في بيروت خلافاً لكل الأعراف الديبلوماسية والأصول وأدب العلاقة والتخاطب». وشدّد على أنّ «انتماء المقاومة إلى وطنيتها اللبنانية لا يحتاج إلى مناداة من أحد، أو شهادات بلبنانيتها»، معتبراً أنّ «أكثر ما يسيء إلى لبنان ودوره ونديَّة علاقاته الخارجية تخلّي بعض مسؤوليه عن واجبهم الوطني في الدفاع عن دولتهم ومصالح شعبهم، وعدم الإقلاع عن مهاتراتهم، وتسجيل المواقف في حساب ممالك لن ترضى عنهم مهما قدموا من تنازلات وهدروا من ماء وجههم».

فرض «خوّات» في الأوزاعي

الاخبار... تعرّض عدد من أصحاب المحال التجارية والمارة في منطقة الأوزاعي، في الآونة الأخيرة، لعمليات فرض «خوّات» من قبل أحد الأشخاص. وبنتيجة المتابعة، تمكّنت فصيلة الأوزاعي في وحدة الدرك الإقليمي من تحديد هوية المشتبه به وتوقيفه، ويُدعى «ع. د.» (مواليد عام 1990، لبناني). وبالتوسّع بالتحقيق معه، من قبل عناصر مفرزة الضاحية الجنوبية القضائية في وحدة الشرطة القضائية، اعترف بما نُسب إليه، وتبيّن أنّه من أصحاب السوابق بجرمَي سلب وفرض خوّات. لذلك وبناءً على إشارة القضاء المختص، عمّمت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي صورته، وطلبت من الذين وقعوا ضحية أعماله، الحضور إلى مركز المفرزة المذكورة الكائن في محلّة الأوزاعي ثكنة الشهيد مصطفى علي حسن، أو الاتصال على أحد الرقمين: 451162-01 أو 453143-01، تمهيداً لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة».

الاشتراكي والانتخابات: الحريري ضرورة و«حلف واقعي» مع القوات

الاخبار... تقرير هيام القصيفي ... في إحدى القرى الشوفية (المسيحية)، لا ينفك أهلها يتحدثون عن مساعدات غذائية تصلهم عبر «مؤسسة الفرح»، فيما لم يشاهدوا في ربوع قريتهم أيّ نائب من التيار الوطني الحر أو القوات اللبنانية. موسم الانتخابات عند الطرفين لم يبدأ بعدُ فعلياً. والبرد الشوفي يمنع المرشّحين من بدء جولاتهم الانتخابية، في انتظار تحسن الطقس الذي أرجأ الانتخابات إلى منتصف أيار بناءً على رغبة التيار. وإن كان الطرفان يضعان على طاولاتهما أسماء مرشحيهما إلى الانتخابات، في انتظار الطقس الربيعي وانكشاف معالم التحالفات جدياً، كي يحسما خياراتهما. في الجبل، ليس مبالغة الكلام عن أن المساعدات الغذائية «اشتراكية»، وأن الحزب التقدمي يكاد يكون فاعلاً وحيداً في تقديم المساعدات الدورية والمستمرة، ما خلا مبادرات متفرّقة لنواب. الشهر الفائت، دفع الحزب الاشتراكي ملياراً و400 مليون ليرة مساعدات استشفائية، إلى جانب إعانات غذائية ومساعدات للمحروقات ومساهمات خلايا الأزمة المنتشرة في القرى والبلدات لتأمين حاجات أهلها من الاغتراب. من الشوف إلى عاليه والمتن، المشهد واحد، منذ أزمة كورونا إلى الانهيار الاقتصادي، وما زالت البنية التحتية فاعلة وسريعة الحركة في تأمين أجهزة التنفس والأدوية والضرورات. بهذا المعيار، ليس سهلاً على أي حزب أن يكون مستنفراً «اجتماعياً» طيلة سنتين. لكن، بقدر ما يظهر هذا الاستنفار الاجتماعي في شكل بارز، يُسجل انكفاء سياسي وانتخابي بالمعنى الذي كان رئيسه وليد جنبلاط يحدثه في الساحة السياسية. ففي خضمّ انقضاء عام وبداية سنة جديدة افتُتحت على صراع بين التيار الوطني الحر وحركة أمل، وخطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، وترقباً لعودة الرئيس سعد الحريري، يظهر الاشتراكي - للمرة الأولى منذ سنوات - وكأنه ليس في قلب الحدث. بخلاف عامَي 2005 و2009، دخل الاشتراكي الانتخابات عام 2018 على مضض بسبب قانون الانتخاب الذي لم يرتضه. واليوم، يرى سياسيون أن جنبلاط يتصرف وكأنه لم يعد لاعباً أولَ منفرداً، يملك التأثير نفسه الذي امتلكه في دورتَي 2005 و2009. طبيعة المرحلة اللبنانية وتقدم حزب الله المشهد منفرداً رسما معالم مختلفة، وجعلا تأثير جنبلاط السياسي والانتخابي يتراجع، بسبب تغير الظروف، وغياب الحريري، وانشغال الرئيس نبيه بري في حروب متتالية على أكثر من جبهة.

الارتياح الانتخابي المعتاد لا يقابله ارتياح إلى مستقبل البلد

هذه الاعتبارات، يقابلها أن جنبلاط يتمتع بفرادة الجبل، ويملك خاصية قد لا يمتلكها غيره من السياسيين تجعله مرة تلو مرة ضرورة، تتقدم أو تتراجع أهميتها بحسب الظروف، من دون أن تتلاشى. لكنه يقف اليوم منتظراً انقشاع الغيوم الإقليمية، فيستعد للانتخابات النيابية، ولا يقدم نفسه على أنه منشغل بها إلى الحد الذي يتصوّره البعض. هو يقدم ملفين على كل الملفات الأخرى: الهم الاجتماعي وتفعيل الحكومة. والحكومة، من هذا الباب، أُولى الضرورات، مع الاعتراف بأن رئيسها نجيب ميقاتي يتحرك ويبادر كما فعل في الآونة الأخيرة، ولا سيما في ردّه على الأمين العام لحزب الله، والوزراء يتابعون ملفاتهم روتينياً. لكنّ العبرة تبقى في الحاجات الضرورية التي تحتّم اجتماع الحكومة لأسباب معيشية واقتصادية، في ملف الاتصالات واحتمال توقّفه وارتفاع أسعاره، وتأثيراته على كل القطاعات، وفي ملف المفاوضات مع صندوق النقد، وسائر الملفات المعيشية. كل ذلك من الطوارئ الضرورية، أما الدعوات إلى الحوار ومشتقاته فليس وقتها حالياً، فيما الناس تحت عبء الجوع والمرض وفواتير المستشفيات. لأن المطلوب اتخاذ إجراءات تخفّف وطأة الانهيار الاقتصادي. لكنّ المخاوف من احتمال تمدد الأزمة الحكومية واقعية، بقدر ما هو واقعي أن الأفق يبدو مسدوداً في ظل المناكفات الأخيرة. والواقعية تفترض الكلام عن إعادة ترتيب الساحة السياسية استعداداً للانتخابات ولا سيما في ما يتعلق بعودة الرئيس الحريري. يدفع الاشتراكي، كما الرئيس بري، في اتجاه بقاء الحريري في الساحة السياسية من باب الانتخابات. للضرورة الوطنية والسُّنية لا يمكن ترك الوضع السني من دون الحريري، والتخلي عن الاعتدال السني لمصلحة أطراف أخرى. لا يمكن للحريري أن يتخطى هذا الاعتبار مهما كانت الأسباب التي قد تدفعه إلى هذه الزاوية. لكن في انتظار اتخاذ الحريري قراره، يستكمل الاشتراكي والمستقبل اتصالاتهما انتخابياً، والمحسوم بينهما واضح، رغم أنه لا يدخل الانتخابات من الباب العريض، ولا يخوض مبكراً في الأسماء والتحالفات تفصيلاً قبل اتضاح الرؤية تماماً. فما بات أكيداً هو تكرار تجربة عام 2018، أي تحالف الاشتراكي والقوات والمستقبل. بهذا المعنى يصبح الجبل المساحة المشتركة بين قوتين لا تتفقان سياسياً في الوقت الراهن، وقد لا تلتقيان في ساحات انتخابية أخرى. وهذه المساحة تساهم في تأطير نوع من التحالف الواقعي ومن دون شعارات رنّانة، ولا عناوين تشبه مرحلة 14 آذار، ولا يمكن أن تتوافر ظروف مشابهة لها في مناطق أخرى. لا يزال الاشتراكي يحسب الانتخابات من فوق، أي من دون الدخول في تفاصيل وأسماء يسقطها نهائياً في لوائحه بين حرس قديم وجديد، ولو أن بضعة أسماء نيابية تلقائية، وبين انتظار خيارات حلفائه بانتقاء مرشّحيهم. لكنّ الثابت أن الارتياح الانتخابي المعتاد لا يقابله ارتياح إلى مستقبل البلد الذي يبدو قاتماً.

حكومة ميقاتي محاصرة بالخلافات بين مكوناتها... صارت مهددة بالتحول إلى «تصريف الأعمال»

الشرق الاوسط... بيروت: نذير رضا... باتت الحكومة اللبنانية محاصرة بالخلافات بين مكوناتها التي أضيف عليها السجال بين «حزب الله» ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، ما يهدد استئناف جلسات مجلس الوزراء المعلقة أساساً على الانقسام بين «حزب الله» و«حركة أمل» من جهة، و«التيار الوطني الحر» من جهة ثانية. وانفجر الخلاف بين ميقاتي و«حزب الله» أمس على خلفية رفض رئيس الحكومة لتصريحات أمين عام الحزب حسن نصر الله المسيئة للمملكة العربية السعودية، وضاعف الخلاف التباينات والسجالات بين المكونات التي تتشكل منها الحكومة التي تقول المعارضة إنها باتت «أشبه بحكومة تصريف أعمال»، في حين تتجه الأنظار إلى افتتاح عقد تشريعي استثنائي لمجلس النواب بين العقدين العاديين، «لتفادي الشغور في مؤسسات الدولة وتأمين استمرارية المرفق العام في ظل تعطل جلسات الحكومة»، حسب ما قالت مصادر نيابية مواكبة لهيئة مكتب مجلس النواب لـ«الشرق الأوسط». ولا يبدو أن هناك أي أفق لاستئناف جلسات الحكومة، في ظل غياب اتصالات فاعلة لتذليل العقد التي تحول دون اجتماعها، وأبرزها الخلافات على إجراءات المحقق العدلي في ملف انفجار مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار. وقالت المصادر النيابية إن الاتصالات لم تنشط بعد عطلة رأس السنة، «ولم يحدث أي خرق لإزالة الحواجز التي تحول دون اجتماعها». غير أن التطورات التي سُجلت خلال اليومين الماضيين، وتحديداً التصعيد بين الفرقاء، لم تقفل الباب نهائياً على إمكانية اجتماع الحكومة التي وصل رئيسها مساء أول من أمس إلى العاصمة اللبنانية، ويتوقع أن يقوم بجولة اتصالات خلال اليومين الماضيين على الفرقاء لمحاولة تذليل العقبات. وقال عضو كتلة «الوسط المستقل» التي يرأسها ميقاتي، النائب علي درويش لـ«الشرق الأوسط» إن باب اجتماع الحكومة «يجب أن يبقى مفتوحاً على الدوام لأنه مدخل للاستقرار الداخلي، وضرورة لإعادة طرح الملفات المعيشية»، مشيراً إلى أنه «علينا أن ننتظر أياماً قليلة ريثما تهدأ موجة التصعيد والتصريحات المرتفعة السقوف بين القوى السياسية»، من غير أن ينفي أن هذا التصعيد وتر العلاقات على المستوى الداخلي. وقال درويش إن تصريح ميقاتي كان حاسماً لجهة تجديد الدعوة لإبعاد البلاد عن السجالات والمهاترات التي لا طائل منها، ودعوته للتعاون لإخراج اللبنانيين من الأزمات والانطلاق في ورشة الإنقاذ، وذلك لوضع حد للمشاكل والوجع والطوابير التي يشهدها لبنان يومياً. وقال: «يجب أن تشهد الساحة هدوءاً خلال الأيام القليلة المقبلة لإعادة تحريك المشاورات لتفضي إلى استئناف جلسات مجلس الوزراء وطرح القضايا المعيشية التي تتصدر كل الأولويات الآن». ويرفض درويش التقديرات التي تتحدث عن أن الحكومة باتت أشبه بحكومة تصريف أعمال، مشيراً إلى أن «صيغة ميقاتي التاريخية هي صيغة تقارب وجمع ووسطية، ويُعول على هذه الصيغة في التعاطي مع كل الفرقاء لاستيعاب الأزمات والتعاطي بموضوعية وحكمة مع القضايا والملفات والتصعيد الأخير»، موضحاً أن هناك اتجاهاً لاستيعاب التأزم والتأكيد على ضرورة جمع الفرقاء وتحديد الأولويات والتعاطي معها، وهي أولوية حاجات الناس، و«لا يمكن معالجة هذا التأزم من غير اجتماع الحكومة». ورغم مساعي ميقاتي، فإن أفق حل أزمة التحقيق في ملف المرفأ، يبدو أكثر تعقيداً، ويرفض ميقاتي اجتماع الحكومة من غير توافق على حل الخلافات بين مكوناتها، علماً بأن اجتماع الحكومة وسط مقاطعة المكون الشيعي، سيعرض كل قراراتها المالية إلى التجميد، بالنظر إلى أنها تتطلب توقيع وزير المال، وهو وزير شيعي في الحكومة. وفي ظل هذا الانغلاق، يسعى نواب في البرلمان إلى المطالبة بافتتاح عقد تشريعي استثنائي «لتأمين استمرار المرفق العام»، بعد نهاية العقد التشريعي العادي الذي يبدأ في أول ثلاثاء بعد 15 أكتوبر (تشرين الأول)، وينتهي في نهاية ديسمبر (كانون الأول)، بينما يبدأ الثاني في أول ثلاثاء بعد 15 مارس (آذار)، وينتهي في نهاية مايو (أيار) بحسب المادة 32 من الدستور. وتنص المادة 33 من الدستور، على أن «لرئيس الجمهورية، بالاتفاق مع رئيس الحكومة أن يدعو مجلس النواب إلى عقود استثنائية بمرسوم يحدد افتتاحها واختتامها وبرنامجها». كما تنص على أنه «على رئيس الجمهورية، دعوة المجلس إلى عقود استثنائية إذا طلبت ذلك الأكثرية المطلقة من مجموع أعضائه»، أي نصف المجلس وزيادة واحد، عبر التوقيع على عريضة نيابية تدعو لافتتاح عقد تشريعي استثنائي. وتحتاج العريضة إلى توقيع 65 نائباً يشكلون نصف عدد نواب المجلس النيابي، لفتح دورة استثنائية للمجلس. وقالت مصادر نيابية إن نواب «المستقبل» و«الاشتراكي» و«حركة أمل» و«حزب الله» و«المردة» و«الوسط المستقل» ومستقلين آخرين، سيوقعون على العريضة، ما يجعل رئيس الجمهورية ملزماً بتوقيع مرسومها في حال كان يرفض افتتاح العقد الاستثنائي، علماً بأنه لم يصدر أي موقف بعد عن الرئيس ميشال عون لجهة افتتاح عقد استثنائي، بموازاة مطالبة «التيار الوطني الحر» بعقد جلسة نيابية لمساءلة الحكومة، كما قال «التيار» في الأسبوع الماضي.

دعوة عون للحوار تنتظر ردّ فعل الأفرقاء و«لتتحمل كل جهة مسؤولية قرارها»

الشرق الاوسط... بيروت: كارولين عاكوم... بعد نحو أسبوع على دعوة الرئيس ميشال عون إلى حوار وطني شامل، لا توحي الأجواء السياسية وردود فعل الأفرقاء المفترض مشاركتهم فيها بإمكانية اجتماعهم على طاولة واحدة فيما لا تزال رئاسة الجمهورية تترقب كيفية تعاطي هؤلاء مع الدعوة، وقد تتجه لرمي الكرة في ملعب الآخرين عبر إرسال الدعوات «وليتحمل كل فريق مسؤولية حضوره أو غيابه» حسبما تقول مصادر مقربة من الرئاسة لـ«الشرق الأوسط». وكان عون قد دعا إلى حوار عاجل من أجل التفاهم على ثلاث مسائل والعمل على إقرارها لاحقاً وهي: اللامركزية الإدارية والمالية الموسّعة والاستراتيجية الدفاعية وخطة التعافي المالي. وفي حين أكد بعض الأفرقاء أنهم لن يرفضوا المشاركة في «حوار وطني» مع التشديد على أهمية نتائجه، على غرار ما أعلن رئيس البرلمان نبيه بري، يتجه حزب «القوات اللبنانية» إلى رفض المشاركة، فيما يؤكد «الحزب التقدمي الاشتراكي» أهمية النتائج، ويطرح «تيار المستقبل» و«حزب الكتائب» أسئلة كثيرة وشكوكاً بشأن التوقيت والقضايا المطروحة. وعن موقف «الحزب التقدمي الاشتراكي»، يقول النائب بلال عبد الله، لـ«الشرق الأوسط»: «نحن حزب حوار ومع أي حوار هادف ومنتج والوصول إلى تسوية داخلية، على أن يكون الأفرقاء المعنيون جاهزين له، وتحديداً استعداد (حزب الله) مثلاً للبحث في الاستراتيجية الدفاعية لا سيما أنه كان قد سجل محاولة سابقة في هذا الإطار لكنها انتهت بالفشل». ويضيف عبد الله: «سنذهب إلى الحوار، لكن السؤال: ما قيمته في هذه المرحلة في لبنان حيث التعطيل مستمر في الحكومة، وهناك توجه أيضاً لتعطيل مجلس النواب، والاقتتال على الشاشات يستعر، وبالتالي كيف سيكون الوضع إذا اجتمعوا على طاولة واحدة؟»، من هنا يشدد عبد الله على «أن الأولوية بالنسبة إلينا هي لتفعيل الحكومة لا سيما أن الحوار لا يُنتج قرارات بل يؤمّن مناخ التهدئة ليس أكثر، وبالتالي تبقى العبرة في التنفيذ». وفي حين يؤكد «تيار المستقبل» على لسان النائب محمد الحجار، أنه مع الحوار من حيث المبدأ لكن عندما توجَّه الدعوة يُبنى على الشيء مقتضاه مع الأخذ بعين الاعتبار أسئلة عدة مرتبطة بتوقيت الدعوة والمواضيع المطروحة. ويوضح لـ«الشرق الأوسط»: «من حيث المبدأ، نحن مع الحوار الذي نعدّه الوسيلة الوحيدة كي يحلّ اللبنانيون خلافاتهم السياسية، لكن بالنسبة إلى دعوة الرئيس عون، هناك بعض علامات الاستفهام التي لا بدّ أن تُطرح وتحديداً لجهة توقيت الدعوة في الأشهر الأخيرة من عهد عون والقضايا التي وُضعت للبحث وكان قد وعد بها ولم تنفَّذ في عهده، في حين أن اللامركزية المالية التي تحدث عنها أيضاً لا ينص عليها اتفاق الطائف». من هنا، يضيف الحجار، «هذه الدعوة تجعلنا نطرح السؤال عمّا إذا كان الهدف منها نفض اليد مما يحصل في لبنان ومن جهنم الذي أوقعنا فيها العهد ليعود في نهاية المطاف إلى المعزوفة الأساسية وهي (أنه لم يسمحوا لنا بالعمل ولا دخل لنا بكل ما يحصل)؟». ومع كل هذه الأسئلة يؤكد الحجار أنه «عندما توجَّه الدعوة يُبنى على الشيء مقتضاه، آخذين بعين الاعتبار كل هذه الأسئلة». ولا يختلف موقف «حزب الكتائب» عن «تيار المستقبل»، إذ يؤكد نائب رئيس الحزب، الوزير السابق سليم الصايغ ضرورة عدم استبدال طاولة الحوار بالمؤسسات الدستورية وعملها وتحديداً في البحث بالقضايا التي طرحها رئيس الجمهورية، معتبراً أن طاولة الحوار في الوقت الراهن لا تفي بالغرض المطلوب المتمثل في الخروج من الأزمة، ويلفت إلى أن القرار النهائي بشأن المشاركة من عدمها يتخذه المكتب السياسي في الحزب عندما ترسل الدعوة. ويوضح الصايغ لـ«الشرق الأوسط»: «الاستراتيجية الدفاعية هي من مهام الجيش لا الأحزاب والسياسيين، وبات هناك إجماع على ضرورة أن يكون السلاح في كنف الدولة كما أكد رئيس الجمهورية نفسه، أما اللامركزية المالية والإدارية فتتولاها اللجان النيابية، فيما خطة التعافي من مسؤولية الحكومة المعطلة أساساً، والمطلوب اليوم بدل تضييع الوقت في الحوار، رغم انتقادنا لها، استئناف عملها لإنجاز المفاوضات مع صندوق النقد والتحضير للانتخابات النيابية المقبلة». ولا تزال رئاسة الجمهورية في مرحلة تقييم ردود الفعل وبانتظار مواقف الأطراف النهائية من الدعوة بموازاة بدء تحضير أوراق عمل الحوار لأن الهدف منه هو أن يكون ناجحاً وإنقاذياً ويؤسس للتوافق على قضايا معينة وإن لم يُنتج حلولاً فورية، حسبما تقول مصادر مقربة من الرئاسة لـ«الشرق الأوسط». وترد المصادر على تشكيك البعض في أهمية الحوار في هذا التوقيت وتحديداً قبل ثمانية أشهر من انتهاء عهد عون بالقول: «في 8 أشهر يمكن أن يتحقق الكثير إذا توفرت الرغبة وصدقت النيات لا سيما أن النقاط المطروحة ليست مستعصية وبعضها فقط يحتاج إلى إقرار قوانينها الجاهزة». وتشدد المصادر على أن «المهلة الزمنية ليست حجة للقول إنه لم يبقَ من عهد الرئيس إلا أشهراً»، مشددةً على أن «غايته ليست كسب العهد أو الوصول إلى مكسب ذاتي بل إنقاذ البلد»، مضيفة: «إذا تجاوبوا يكون أمراً ممتازاً وإذا لم يتجاوبوا يعني أنهم لا يريدون الحلول». وتلفت مصادر الرئاسة إلى أن مسألة توجيه الدعوات تقرّرت بعد اتضاح صورة كل ردود الفعل. مؤكدةً في الوقت عينه أن من يرفض يتحمل المسؤولية أمام الناس لا سيما قبل الانتخابات النيابية حيث الثقة مفقودة بكل الأحزاب»، مضيفة: «على ضوء ردود الفعل تحدَّد الخطوة المقبلة وقد توجَّه الدعوات وعندها يتحمل كل فريق مسؤولية غيابه أو حضوره».

 

 

 

 



السابق

أخبار وتقارير... 5 قوى كبرى تتعهد بمنع انتشار الأسلحة النووية.... هآرتس: باكستان تشتري مقاتلات صينية طورتها إسرائيل..4 آلاف مهاجر قضوا أو فقدوا أثناء محاولتهم بلوغ إسبانيا في 2021..وزيرة الخارجية الألمانية تقوم بأول زيارة رسمية لواشنطن..قلق في إسلام آباد من مساعي «طالبان» لإزالة حواجز الحدود... محادثات أميركية ـ ألمانية تستبق الحوار الأطلسي ـ الروسي.. ثالث منصة إعلامية كبرى توقف خدماتها في هونغ كونغ..

التالي

أخبار سوريا... التحالف الدولي يحبط هجوماً صاروخياً على إحدى قواعده في سورية...التحالف الدولي يقصف مواقع إطلاق صواريخ في سوريا..لواء "فاطميون" الأفغاني ينقل السلاح إلى الرقة في سوريا .. تصاعد الاغتيالات جنوب سوريا رغم التسويات.. «أزمة رغيف» تضرب مناطق «سلة الغذاء» في سوريا.. قلق شمال سوريا مع استمرار الغارات الروسية... التسويات تحطّ في الرقّة..

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,164,567

عدد الزوار: 6,758,296

المتواجدون الآن: 125