أخبار لبنان.. وحدة "الرضوان" تثير المخاوف.. "لعبة قط وفأر" على الحدود الإسرائيلية اللبنانية..طرح عون «اللامركزية الموسعة» مرفوض فاتيكانياً وكنسياً....«متحوّرات سياسية» تصيب علاقة باسيل - «حزب الله» حمل بعنف على بري وجعجع..باسيل يشن هجوماً على «حزب الله» وبري ملوحاً بإنهاء «تفاهم مار مخايل».. لبحث التهدئة.. وزير الخارجية الكويتي يزور لبنان الشهر الجاري...لبنان: الدعم «الأممي».. و«الرقابة» الدولية... توتر في عين الحلوة.. والسبب صورة سليماني.. تحليق الدولار مستمر... و"الفشل سينفجر"!.. فتح دورة استثنائية للبرلمان اللبناني يشعل المواجهة بين عون وبري.. «البحث عن الدفء» يقتل عائلة سورية في لبنان.. لا مساعدات كافية لانتشال اللاجئين السوريين من بؤس الأزمة اللبنانية..

تاريخ الإضافة الإثنين 3 كانون الثاني 2022 - 4:17 ص    عدد الزيارات 1891    التعليقات 0    القسم محلية

        


وحدة "الرضوان" تثير المخاوف.. "لعبة قط وفأر" على الحدود الإسرائيلية اللبنانية..

الحرة – واشنطن... صحيفة جيروزاليم بوست تحذر من تهديدات حزب الله... قالت صحيفة جيروزاليم بوست إن "لعبة القط والفأر" على الحدود الشمالية لإسرائيل "يجب أن تنتهي"، مع زيادة التهديدات التي يشكلها حزب الله ووحدة خاصة تابعة له عملت في سوريا لعدة سنوات. وتشير الصحيفة إلى أن عدم إنهاء بناء الجدار (تم تشييد 14 كيلومترا فقط) على طول الحدود الشمالية "بسبب القيود المالية والفوضى السياسية" سمح لاستمرار عمليات التسلل عبر الحدود، وكان آخرها تسلل عاملين اثنين مع بداية العام الجديد. وكانت تلك الحادثة الأخيرة في سلسلة طويلة من الأحداث المشابهة على طول الحدود المليئة بالثغرات، وقد أقر الجيش بالفعل بأن المنطقة معرضة "لتسلل الأعداء وتهريب المخدرات والأسلحة". وتشير تقديرات الجيش الإسرائيلي إلى أنه أحبط 9 محاولات تسلل من لبنان وسوريا وصادر 120 كيلوغراما من المخدرات و75 قطعة سلاح خلال العام الماضي. ويشير الخبير الأمني والاستراتيجي الإسرائيلي، آفي ميلاميد، في حديث مع موقع "الحرة" إلى أنه "لا توجد حدود آمنة بنسبة 100 في المئة أي مكان في العالم، لكن ما يجعل هذه المنطقة أكثر صعوبة هو كثرة الوديان والطرق المؤدية إلى المجتمعات التي تقع على مقربة من الحدود".

وحدة النخبة.. "تهديد خاص"

ويقول تقرير الصحيفة الإسرائيلية إن "التهديد الحقيقي" للحدود الشمالية يأتي من وحدة النخبة في حزب الله التي تسمى وحدة "الرضوان" نسبة إلى القائد العسكري السابق في حزب الله، عماد مغنية (الملقب بالحاج رضوان)، الذي قُتل في دمشق عام 2008 في عملية منسوبة إلى إسرائيل. ويذكر تقرير سابق لمعهد واشنطن إن هذه الوحدة لفتت الانتباه أكثر من غيرها في سوريا، مشيرا إلى أن عناصرها يتمتعون بمهارات خاصة في تنفيذ الغارات، وتوقع تكليف الوحدة بالتسلل إلى إسرائيل في حال اندلاع حرب جديدة بين الطرفين. وقال تقرير جيروزاليم بوست إن عناصر "الرضوان" سيكونون في طليعة أي هجوم لحزب الله ضد إسرائيل، ووضع تصورا لتسللهم إلى البلدات الإسرائيلية على طول الحدود، بهدف قتل أكبر عدد ممكن من المدنيين والعسكريين مع إطلاق وابل من الصواريخ وقذائف الهاون والصواريخ المضادة للدبابات. ويقول التقرير إن عناصر الوحدة قاتلوا في سوريا لعدة سنوات، مما أكسبهم خبرة عملية واسعة، وقد عاد معظمهم إلى جنوب لبنان، ويدرك الجيش الإسرائيلي أن عناصر المجموعة على صلة بجميع محاولات التسلل وتهريب المخدرات عبر الحدود. وكان حزب الله قد نشر، قبل أشهر، شريط فيديو يظهر أفرادا في الوحدة يستعرضون مهاراتهم القتالية ويطلقون نيران الأسلحة على أهداف إسرائيلية هيكلية. وتشير جيروزاليم بوست إلى أن عمليات التسلل تتيح لهم معرفة المزيد عن انتشار القوات الإسرائيلية، والوقت المستغرق للرد على أي أحداث. ويأتي هذا فيما تردت حالة السياج الأصلي المقام منذ الثمانينيات، رغم عمليات ترميمه، ويقر ضباط الجيش بأن السياج القديم لن يوقف تسلل عناصر القوات الخاصة لحزب الله. وتجنب حزب الله وإسرائيل، منذ حرب 2006، فتح أي جبهة جديدة في لبنان، رغم خروق تسجل بين الحين والآخر على طرفي الحدود، كما أن إسرائيل استهدفت حزب الله بمئات الضربات في سوريا حيث يقاتل عناصره هناك منذ عام 2013 دعما لقوات النظام. ومنذ 2006، أعاد الحزب بناء ترسانته، وتشير التقديرات إلى أنه بحوزته ما بين 130 إلى 150 ألف صاروخ يمكن للعديد منها الوصول إلى عمق إسرائيل. ومن المتوقع أن يتم إطلاق حوالي 2000 صاروخ باتجاه إسرائيل كل يوم في حالة اندلاع الحرب، وفق جيروزاليم بوست. وفي حين أن التهديد الأساسي الذي يشكله حزب الله لا يزال ترسانته الصاروخية، ويعتقد الجيش الإسرائيلي أن الحرب المقبلة ستشهد محاولة إعادة القتال إلى الجبهة الداخلية، من خلال التسلل إلى المجتمعات الإسرائيلية لإلحاق إصابات كبيرة بصفوف المدنيين والعسكريين، وفق الصحيفة. وتعمل إسرائيل منذ سنوات على محاكاة اندلاع حرب شاملة مع حزب الله بقيادة عناصر "الرضوان"، وقد سلطت صحيفة هآرتس الضوء على تدريب البلدات الشمالية على كيفية التعامل مع هذا السنياريو. ويقول الخبير الأمني والاستراتيجي، آفي ميلاميد، لموقع الحرة إن إسرائيل تعلم بنوايا حزب الله لاحتلال مناطق حدودية. وتقول صحيفة جيروزاليم بوست إنه في ظل هذه التهديدات يعمل الجيش على بناء سياج خرساني وفوذلاي ذكي جديد على طول الحدود، بارتفاع ستة أمتار وبامتداد عدة كيلومترات، وسيكون السياج مزودا بأجهزة استشعار ومراكز لجمع معلومات وأنظمة إنذار، ومن المتوقع أن يكتمل في غضون عامين. وبالإضافة إلى هذا السياج، وسعت وزارة الدفاع أيضا برنامج "درع الشمال" لتحصين المنازل في 21 مجتمعا على الحدود. ويقول تقرير "جيروزاليم بوست" إنها "مثل لعبة القط والفأر على طول الحدود الشمالية لإسرائيل"، وتضيف أنه "بينما قال كبار الضباط العسكريين إنهم يفضلون التصرف كقط، فإنه يمكن للفأر أن يفلت في نهاية اليوم".

طرح عون «اللامركزية الموسعة» مرفوض فاتيكانياً وكنسياً....

الرئيس اللبناني يفتتح العام الجديد ببازار سياسي لإعادة تكوين السلطة أو تغيير صيغة النظام...

الجريدة... كتب الخبر منير الربيع.... لجأ الرئيس اللبناني ميشال عون إلى فتح الباب أمام بازار سياسي يشمل تغيير صيغة النظام والتركيبة، بطرحه في الأشهر الأخيرة المتبقية من ولايته فكرة اللامركزية الإدارية والمالية الموسعة، بدعم من رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، الذي ذهب إلى الترويج لتغيير النظام كله واعتماد فكرة صهره. افتتح لبنان سنة جديدة حافلة بأثقال الانهيار المستمر منذ سنوات، أراد رئيس الجمهورية ميشال عون استباق بدايتها بطرح سياسي ينطلق من فكرة "اللامركزية الإدارية والمالية الموسعة"، في موقف لا يزال يتفاعل، خصوصا أن جهات عديدة أبدت اعتراضها عليه بوصفه دعوة تتخطى الفدرالية، وتمهّد لتقسيم المناطق بعضها عن بعض، وهذا بالمفهوم الاجتماعي يكرس الشقاق بين اللبنانيين. ليس تفصيلاً بالنسبة للرئيس عون أن يطرح ذلك في الأشهر الأخيرة المتبقية من ولايته، إذ يرفع شعاراً واضحاً بأنه يفتح باباً أمام البازار السياسي بشكل موسع حول السلطة وإعادة تكوينها أو الذهاب إلى تغيير صيغة النظام والتركيبة. هذا الموقف، أكد عليه صهره رئيس التيار الوطني الحرّ جبران باسيل، الذي طرح معادلة تغيير النظام السياسي ككل، واعتماد اللامركزية الموسعة مالياً وإدارياً، وهي رسالة واضحة وجهها لخصومه وحلفائه على رأسهم "حزب الله" بأن المعادلة السياسية يجب أن تحتكم للعلاقة المشتركة ومصالح الطرفين، وفي حال لم يتوفر ذلك، فإنه سيتجه بقوة إلى تغيير النظام. وطرح باسيل على "حزب الله" العودة إلى تفاهم مار مخايل، كي تصاب العلاقة بالمزيد من الشروخ.

استدراج عروض

خصوم عون يعتبرون أنه يتقدم بهذا الطرح لتعزيز شروطه السياسية واستدراج العروض، التي بحال لم تكن تتلاقى مع مصالحه فهو يلجأ إلى مثل هذه الاقتراحات الجديدة التي تمس جوهر النظام؛ ولو كانت تؤدي إلى التقسيم أو الفدرلة. ويعتبر هؤلاء أيضاً أن طرح عون يتجاوز الدستور، خصوصاً أن الميثاق الوطني واتفاق الطائف لا ينصان على اعتماد اللامركزية المالية الموسعة، إنما يتحدث الدستور بشكل واضح عن اللامركزية الإدارية الموسعة. إلا أن عون أصرّ على مهاجمة منتقديه، معتبراً أن اللامركزية المالية الموسعة تندرج تحت خانة الإنماء المتوازن في مختلف المناطق. والمؤكد أن مثل هذا السجال سيتفاعل ويتعاظم في السنة الجديدة من الآن حتى موعد انتهاء ولايته، والبحث عن تسوية تؤدي إلى إعادة تكوين السلطة، أما بحال لم يتحقق ذلك، فالمؤكد أن لبنان سيكون بحاجة إلى مؤتمر للحوار الوطني برعاية إقليمية ودولية تبحث في إدخال تعديلات على بنية النظام السياسي. طروحات عون تتعارض مع توجهات قوى الداخل ومواقف القوى الإقليمية والدولية، وترفضه الدول العربية المهتمة بضرورة الحفاظ على وحدة لبنان، والتمسك باتفاق الطائف.

الفدرلة والتقسيم

الأمر نفسه بالنسبة إلى البيان المشترك الذي صدر عقب زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى السعودية وتم فيه التشديد على ضرورة التمسك باتفاق الطائف كحافظ لوحدة لبنان واللبنانيين، في إشارة واضحة على أن تغييره؛ سيؤدي لتغير في موازين لبنان؛ ويؤسس للتفرقة داخل المجتمع. حتى البطريركية المارونية، والفاتيكان، يعارضان مبدأ ذهاب لبنان إلى ما يشبه الفدرلة أو التقسيم، كما أن هناك معارضة واضحة لمبدأ اللامركزية المالية الموسعة، لأن معانيها بعيدة المدى. وتشير مصادر كنسية لـ"الجريدة" إلى أن مواقف البطريرك الماروني بشارة الراعي واضحة جداً، وهو يؤكد باستمرار الحفاظ على لبنان بكيانه الثابت القائم على العيش المشترك، ويؤكد أيضاً الالتزام بالدستور واتفاق الطائف، ومواقف البطريرك، منذ دعا إلى مؤتمر دولي خاص بلبنان واعتماد مبدأ الحياد الإيجابي والالتزام بالدستور، كلها كانت منسقة مع الفاتيكان.

حسابات آنية

وتلفت المصادر الكنسية إلى أن اهتمام الفاتيكان يتركز على ضرورة الحفاظ على النموذج اللبناني بفرادته، والذي يجب ألا يكون مهدداً أو خاضعاً بسبب حسابات آنية ولحظوية لجهات معينة. وتأكيداً على هذا الاهتمام تكشف المصادر عن زيارة يتم التحضير لها لوزير خارجية الفاتيكان بياترو غالاغير إلى لبنان قريباً، وهي تحمل رسالة واضحة من البابا فرنسيس في الوقوف إلى جانب لبنان والاستعداد لمساندته للحفاظ على هذا النموذج في الشرق، وهذه الزيارة قد تكون تمهيدية لزيارته بيروت في الأشهر المقبلة.

تعطيل النظام

وفي مؤتمر صحافي، قال باسيل: "نحن الوحيدون الذين وقفنا ضد منظومتين: الخارج بمشاريع صفقة القرن وتوطين النازحين واللاجئين والإرهاب الداعشي، ومنظومة الداخل التي تشمل أمراء الحرب في زمن الميليشيات، وأمراء الفساد في زمن السلم بمشاريع السطو المالي ومشاريع السطو السياسي على حقوقنا ودورنا". وأكد أن "التغيير الكبير يجب أن يشمل كل نواحي حياتنا الوطنية، وأختصره بتغييرين أساسيين: النظام السياسي والنظام المالي والاقتصادي"، ورأى أن "النظام السياسي معطل حاله لأنه عندما تم القيام باتفاق الطائف، كان هدفه أن يبقى لبنان محكوما من الخارج. وأبسط برهان انه مغيب عن قصد المهل الزمنية المقيدة لرئيس الحكومة والوزراء ومجلس النواب ورئيسها. كما أنهم معطلينو، فالنظام قائم على ديموقراطية تشاركية، ولكن حولوها لديموقراطية تعطيلية تمنع اتخاذ أي قرار، ولو كان بالإجماع". وشدد على أن "البعض حول التوافقية لحق نقض- فيتو لكل مذهب من المذاهب، يتم استعماله لشل مجلس الوزراء، ويمنع التصويت بصدور قرارات غير موافق عليها، وهذا إلغاء لأي أكثرية بحق أي أقلية قائمة على أساس مذهبي"، مضيفا: "إننا صمدنا رغم الهجمة الكونية علينا دون أي دعم مالي أو سياسي خارجي بفضل ثقة الناس بنا، ولأننا ثابتون على قناعاتنا، وهذا الثبات هو الذي أعطانا القوة، ولكن أيضا حولنا ضحية مؤامراتهم وشائعاتهم. والآن بفضل ثباتنا سنعيش الأمل بالتغيير الكبير، إلى أن يتحقق، وهذا التغيير يجب أن يشمل كل نواحي حياتنا".

لبنان: «متحوّرات سياسية» تصيب علاقة باسيل - «حزب الله» حمل بعنف على بري وجعجع

| بيروت - «الراي» |....

- باسيل: لا نريد إلغاء وثيقة التفاهم مع «حزب الله» بل تطويرها و«لا يمكن أن نخسر الدولة من أجل المقاومة ويمكن أن نربح الإثنين»

- خيارات لبنان بمواجهة اجتياح «أوميكرون»... إلا الإقفال

لم تُخالِفْ انطلاقةُ 2022 اللبنانية التوقّعات بأن تشكّل امتداداً لِما أَقْفَلَ عليه العامُ المنصرمُ من أزماتٍ متعددة الفتائل تَعكس أن الـ 4 أشهر ونيف الفاصلة عن الانتخابات النيابية ستكون عبارةً عن «صندوقة فرجة» لحروبٍ طاحنة، سواء بين مُجْتَمِعِين حول طاولة الحكومة الممنوعةِ من الانعقاد منذ 12 أكتوبر الماضي، أو بين أطراف الائتلاف الحاكم وخصومه، في استحقاقٍ يقاربه الخارج بوصفْه أول معيارٍ لمدى قابلية الواقع في «بلاد الأرز» للتصحيح في الشق السياسي – السياديّ الذي أوْدى بها إلى هلاكٍ مالي – اقتصادي - نقدي له مرتكزاتٌ تتصل أيضاً بالفساد والقضم المنظّم لمساحة الدولة و«فكرتها» في البنيان المؤسساتي – الإداري. وعشية أول يوم عمل بعد انتقال لبنان، من قلب غرقة العناية الفائقة، إلى السنة الجديدة، اكتملت في بيروت مقومات الذعر من موجة عاتية من طفرة إصاباتٍ بكورونا ومتحوّره «أوميكرون» تتعاطى معها السلطات على قاعدة «إلا الإقفال الشامل»، فيما ارتسمت من خلف الأزمة الحكومية المستعصية تحوّراتٌ إضافية في العلاقة المترنّحة بين رئيس الجمهورية ميشال عون وفريقه (التيار الوطني الحر) وبين «حزب الله» الذي لا يغادر «الخندق الواحد» مع شريكه في الثنائية الشيعية رئيس البرلمان نبيه بري، وذلك بما يضيف المزيد من الأقفال إلى الأفق السياسي المسدود. وإذا كانت السلطات اللبنانية تحاول احتواء «الاجتياح الأوميكروني» الذي ناهزت معه الإصابات عشية ولادة 2022 الـ 4300 (و17 وفاة) عبر تفعيل المستشفيات الميدانية لتغطية النقص في أسرّة المستشفيات التي لامس إشغالها الخط الأحمر وتسريع عملية التلقيح ومحاولة تشديد الرقابة على الإجراءات الوقائية، فإنّ لا مؤشرات إلى أن أياً من اللاعبين الداخليين يملك «الترياق» لإنقاذ الحكومة، أقله في المدى القريب، من لعبة التعطيل الذي بدأ على خلفية إصرار الثنائي الشيعي على إقصاء المحقق العدلي في انفجار مرفأ بيروت القاضي طارق بيطار أو أقلّه كفّ يده عن ملاحقة السياسيين، قبل أن يتشابك، وعلى طريقة «الأوعية المتصلة»، مع كل المناخات المشحونة بين مكوّنات التشكيلة الوزارية أنفسهم كما مع الحسابات التي باتت تتحكّم بالوضع الداخلي في الطريق إلى «نيابية 15 مايو» المقبل التي ستخاض وكأنها «سباق تمهيدي» لانتخابات رئاسة الجمهورية خريف 2022. ولم تفاجئ إطلالة رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل أمس، الوسط السياسي الذي كان تلقَّف في الأيام الأخيرة، وتحديداً منذ عدم إمرار المجلس الدستوري الطعن الذي تقدَّم به تكتل «لبنان القوي» (باسيل) بالتعديلات على قانون الانتخاب، ملامح تشققات أصابت علاقة طرفيْ تفاهم مار مخايل، أي التيار و«حزب الله» ونَفَذتْ من الاشتباك شبه «الدائم» بين فريق عون والرئيس بري. ورغم أن باسيل، لم «يكسر الجرّة» مع «حزب الله»، إلا أنه بدا وفق خصومه وكأنه «يقايض» الحزب بين «الوحدة الشيعية»، أي العلاقة مع بري، وبين تجديد الغطاء المسيحي له بإزاء «محاولات عزله التي ستستمر»، معتبراً أن أمام بناء الدولة والإصلاح وضرب «المنظومة» عائقاً من «3 أحرف: بري، وهو الجواب الذي يعطوننا إياه حين نسألهم»، كما «أغرى» حزب الله بإعلان «لم يعد لدينا مبرّر لعدم زيارة سورية، وأنا على استعداد لزيارتها قبيل الانتخابات»، وإعلائه خيار انتماء لبنان إلى «المشرقية»، إلى جانب تذكيره بالأثمان (العقوبات الأميركية) التي دفعها جراء تمسكه بالتحالف مع الحزب. وتطرق باسيل في كلمته المطوّلة إلى افتراقٍ في الأولويات مع «حزب الله»: «نحن اولويّتنا الدولة واصلاحها، وهم أولويّتهم المقاومة والدفاع عنها، قلنا يمكن أن نحافظ على الاثنين ولكن تبقى المقاومة تحت الدولة وفي كنفها وليس فوقها. لا يمكن أن نخسر الدولة من أجل المقاومة، ولكن يمكن أن نربح الاثنين». ووجّه رئيس «التيار الحر» سلسلة رسائل برسم «حزب الله» وورقة التفاهم معه التي «لا نريد تمزيقها بل تطويرها لأنها لم تعد تجيب عن التحديات ولا سيما المالية فالبلد انهار»، ومتوجّها إلى أمينه العام السيد حسن نصرالله «يلّي إلو عندي مكانة خاصة بالقلب والعقل» بأنه بالنسبة إلى الناس «هناك ثنائي شيعي ولا فارق بينهما بل تكافل وتضامن وتوزيع أدوار. والناس لا يقبلون برؤية محاولات تغيير موازين وتوازنات ومعادلات وقوانين ودساتير وقضاء بالقوة! وليس مقبولاً أن يتم وضعنا أمام معادلة الاختيار بين الدولة والسلم الأهلي، وبين الاصلاح والاستقرار - يعني كل ما منحكي بالاصلاح بيصير مهدَّد الاستقرار، والجواب نجّونا من الفتنة الشيعية - الشيعية!». وأوضح أن «محاولات عزل حزب الله مكملة، والوحدة الشيعية مهمة جداً لمواجهتها ويجب الحفاظ عليها، ولكن ليست كافية وحدها»، لافتاً إلى أنه حين جرت أحداث الطيونة، «نحن اخترنا حينها مشهد مار مخايل على الطيونة، لأننا نعرف أن رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع «كل عمره أداة للخارج»، تارةً لإسرائيل وتارة لأميركا، ومرةً اختار سورية ولكنها رفضته، واليوم توجهه معروف، فهو يريد الفتنة في لبنان، والطيونة أتته «شحمة على فطيرة». وسأل: «نحن اخترنا مار مخايل على أحداث الطيّونة، ولكن أين الترجمة لمار مخايل؟ أين بناء الدولة؟ بتغطية الفساد؟ ولو السكوت عنه هو أقل من المشاركة فيه. أين الديموقراطية التوافقية؟ بالمسايرة بشلّ مجلس الوزراء وبضرب الرئيس وعهده وصلاحيّاته؟ أين الاستراتيجية الدفاعية التي بقيت عنواناً حلواً بلا مضمون فعلي، لتكون وسيلة مفيدة لحلّ مشاكل «ما لازم يكون عنا ياها مع دول صديقة متل الخليج»». وإذ أعلن «عقدنا التفاهم مع حزب الله وليس مع حركة أمل، وحين نكتشف أنّ الطرف الآخر الذي صار بيقرّر مقابلنا بالتفاهم هو أمل يصبح من حقنا أن نعيد النظر، وهل مقبول الثنائية الشيعيّة أن تصبح أحاديّة بالقرار وتختزل قرار طائفة على حساب مصلحة البلد؟»، أكد «نريد التغيير الكبير بالحوار تلبيةً لدعوة رئيس الجمهورية ومن يعتقد أنه قادر على كسر غيره بالقوّة ومن خارج الحوار فأدعوه لمراجعة تجربة الآخرين». وأضاف: «بصراحة، التصرّف هكذا في الحكومة والقضاء والطيّونة والمجلس الدستوري والمنتشرين ما بيمرق! خبرية المقايضة ومسرحية افشال الحل والعرض الأخير المرفوض الذي تلقيته في آخر دقيقة، ما بتمرق! عمليّة المس بصلاحيّات ميثاقيّة لرئيس الجمهورية بعهد ميشال عون ما بتمرق». وتابع: «التعهّد لنا والنكث فيه والاستخفاف بنا وبما نمثل والتعاطي معنا بأقل من شراكة كاملة ما بيمرق» و«ساعتها وأفضلّنا نكون وحدنا ولو اضعف بس منكون بكرامتنا». وفيما أعلن «مش منيح» أي فريق في لبنان أن يكون حجمه أكبر من حجم بلده، هاجم بعنف بري متحدثاً عن «الدولة المركزيّة التي بتشلّح رئيس الجمهورية صلاحيّاته بالسلبطة في مجلس النواب والمجلس الدستوري»، لافتاً إلى «أننا نريد تطوير النظام السياسي نحو دولة علمانية بمجلسين (نواب وشيوخ) وإقامة اللامركزية الإدارية والمالية والموسعة». وختم متوجها الى «حزب الله»: «ارجعوا الى مار مخايل بتلاقونا موجودين». ويُنتظر أن تكتمل صورة ما سيكون على مستوى العلاقة بين «التيار الحر» و «حزب الله» بكلمة السيد نصر الله اليوم وسط توقعات بأن يتلقّف بهدوء الكثير من النقاط التي أثارها باسيل ويتفهّم مقتضياتها، المسيحية والانتخابية، ولكن مع معاودة تثبيت مدوْزنة لثوابت تتصل بنقاط جوهرية مثل العلاقة مع بري على قاعدة «أن الخلاف لا يفسد في الود قضية».

السفير السابق أعلن أن باسيل «منح الغطاء لحزب الله»

عسيري: السعودية ليست راضية عن الحُكْم الموجود في لبنان

| بيروت - «الراي» |... أعلن السفير السعودي السابق في بيروت علي عواض عسيري، ان «الرياض ليست راضية عن الحكم الموجود في لبنان ولا عن تهريب المخدّرات منه إلى المملكة، ونريد رؤية مشهد سياسي جديد في لبنان». وقال عسيري في لقاء تلفزيوني عبر محطة MTV ان ‏«حزب الله وجبران باسيل هيمنا على مفاصل الحكم ولم يصل لبنان في تاريخه إلى الوضع الذي يعيشه اليوم، واللبنانيون الموجودون في المملكة في أمان وهم يعملون كأيّ مواطن سعودي». ورأى أن «‏حزب جبران باسيل منح الغطاء لـحزب الله والسعودية تسعى إلى رؤية وجوه جديدة في لبنان والمسؤولية على اللبنانيين أن يختاروا المخلصين في صناديق الاقتراع». وأكد أن «لبنان كلّه في خطر وليس فقط الطائفة السنية إن لم يتم إجراء الانتخابات واختيار من ينقذ لبنان من الوضع الحالي»، موضحاً رداً على سؤال حول دعم السعودية للقوى التغييرية في الانتخابات أن «السعودية لن تتدخل في الشأن الداخلي في لبنان، وتتمنى أن يكون الدافع الوطني موجوداً في صناديق الاقتراع، وحين نرى مشهداً مختلفاً في لبنان، يبعد هيمنة«حزب الله»، حينها لكل حادث حديث»، مشيراً إلى «أننا لا نتمنى أن نرى لبنان يخوض حرباً أهلية، والحرب الأهلية لن تخدم حزب الله وبقية القوى اللبنانية، ويجب ابعاد هيمنة حزب الله سياسياً». ورأى أن «الشعب اللبناني اختار التركيبة الحالية التي تحكم لبنان، ويجب الاختيار في صناديق الاقتراع لإيجاد توازن سياسي جديد يلغي الهيمنة ويعيد للبنان كرامته»، موضحاً أن «لبنان يحتاج إلى وجوه جديدة والأمل بالانتخابات النيابية المقبلة، والسعودية لم تغادر لبنان، وقد جرّبوا الحكم الإيراني، ونسأل هل نفعتكم إيران في لبنان"؟

باسيل يشن هجوماً على «حزب الله» وبري ملوحاً بإنهاء «تفاهم مار مخايل»... دعا إلى وضع السلاح تحت كنف الدولة اللبنانية

بيروت: «الشرق الأوسط».. هاجم رئيس التيار الوطني الحر النائب اللبناني جبران باسيل حليفه «حزب الله» في مواقف هي الأولى من نوعها، ملوّحاً بفك التحالف بينهما، ومنتقداً انخراطه في الحروب خارج لبنان. ودعا إلى أن «يكون سلاحه تحت كنف الدولة»، مطالباً في المقابل بـ«تغيير النظامين السياسي والمالي في لبنان»، ورافضاً «المسّ بصلاحيات رئيس الجمهورية»، ومبدياً استعداده لزيارة سوريا قبيل الانتخابات النيابية. وتأتي مواقف باسيل التي لم تخل أيضاً من هجوم على رئيس البرلمان نبيه بري بعد مواقف مماثلة وإن أخف حدّة من قبل رئيس الجمهورية ميشال عون ضد «حزب الله»، وانتقاده سلاحه، داعياً إلى «البحث في الاستراتيجية الدفاعية». وفي مؤتمر صحافي عقده أمس (الأحد) تحدث باسيل عن «التغيير الكبير» الذي يجب أن يشمل كل الحياة الوطنية في لبنان. وتحدث باسيل عن «اتفاق مار مخايل» (بين التيار و«حزب الله»)، قائلاً إن «التيار اختار التفاهم بدلاً من الفتنة، وأقام اتفاقاً وطنياً وليس طائفياً، كما أقام اتفاقاً على الاستراتيجية الدفاعية والديمقراطية التوافقية وبناء الدولة على أن يكون السلاح فقط لحماية لبنان». وفيما شدّد على أنه لا يريد «إلغاء وثيقة التفاهم مع حزب الله بل تطويرها لأنها لم تعد تجيب على التحديّات المطروحة، خصوصاً الاقتصادية والمالية»، قال: «دعمنا المقاومة ضد إسرائيل وتنظيم داعش، دعمناها سياسياً لا بالمال ولا بالسلاح ولا بالأرواح، وحصلنا منها على دعم سياسي لتثبيت الحقوق بالشراكة والتوازن الوطني»، مضيفاً: «اخترنا مار مخايل على الطيّونة (الاشتباك الذي دار خلال تظاهرة نظمها حزب الله وحركة أمل قبل أسابيع)، وما زلنا مع هذا الخيار، ولكن أين الترجمة لمار مخايل؟ وأين بناء الدولة بالبند الرابع؟ بتغطية الفساد؟». وأكمل انتقاده للحزب وسلاحه قائلاً: «أولويّتنا الدولة وإصلاحها... هم أولويّتهم المقاومة والدفاع عنها، ونحن قلنا يمكن المحافظة على الاثنين على أن تبقى المقاومة تحت الدولة وبكنفها وليس فوقها». وأضاف: «لا يمكن أن نخسر الدولة (كرمى المقاومة)، لكن ممكن أن نربح الاثنين». وقال إن «حركة أمل (التي يرأسها رئيس البرلمان نبيه بري) باتت تقرّر في هذا التفاهم، وعندما نسأل، فالجواب الوحيد هو من ثلاثة أحرف: برّي». وإذ أكّد أن التيار وقّع تفاهماً مع «حزب الله» وليس مع «حركة أمل»، قال: «حين نكتشف أن الطرف الآخر الذي بات يقرّر مقابلنا بالتفاهم هو حركة أمل، يصبح من حقنا أن نعيد النظر». وأضاف: «ارجعوا إلى مار مخايل ستجدوننا موجودين». ومع تلويحه بفك التحالف، قال باسيل إنّ «من الطبيعي أن نكون انتخابياً أقوى إذا تحالفنا مع حزب الله وهذا أمر بديهي في الانتخابات ولكن بين ربح الانتخابات أو ربح أنفسنا نختار صدقيّتنا وكرامتنا». وشدد على أن التصرّف بموضوع الحكومة والقضاء وأحداث الطيّونة والمجلس الدستوري واقتراع المغتربين «لن يمر»، مشيراً إلى أن «مسألة المقايضة ومسرحية إفشال الحل والعرض الأخير المرفوض لم يمر»، ومؤكداً أن «عمليّة المس بصلاحيات ميثاقيّة لرئيس الجمهورية بعهد ميشال عون لن تمر أيضاً». وأضاف: «التعهد لنا والنكث فيه والاستخفاف بنا وبما نمثل والتعاطي معنا بأقل من شراكة كاملة لا يمر، وعندها من الأفضل أن نكون وحدنا ولو أضعف لكن نكون بكرامتنا». ولم يوفر باسيل رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع من هجومه قائلاً: «اخترنا مار مخايل على الطيّونة لأننا نعرف أن جعجع أداة للخارج، ساعة لإسرائيل وساعة لأميركا، وهو تواطأ مع سوريا في عام 1990 لكن هي رفضته وحالياً هو معروف من أين يقبض ومطلوب منه الفتنة، والطيّونة جاءته شحمة على فطيرة» (استفاد منها). وتحدث عن محاولات لعزل «حزب الله» منتقداً مجموعات الانتفاضة، قائلاً: «آخر موجاتها (العزل) كانت بـ17 أكتوبر (تشرين الأول) بهدف إضعافنا لرفع الغطاء المسيحي عن الحزب»، متحدثاً عن «ضغط أميركي تعرض له لفك التفاهم مع حزب الله، وعندما رفضت وضعت علي العقوبات». ورفض اتهامه بالفساد كما بقية الأطراف السياسية، قائلاً: «الجناح الكاذب بالثورة تلطى بشعار كلن يعني كلن ليستهدفنا نحن ولوحدنا، بينما الشعار الحقيقي كان يجب أن يكون كلن إلا نحنا». ودعا باسيل إلى تغيير النظامين السياسي والمالي، قائلاً: «التغيير الكبير يجب أن يشمل كلّ نواحي حياتنا الوطنية، ويمكن اختصاره بتغييرين أساسيين هما النظام السياسي والنظام المالي والاقتصادي». واعتبر أن «نظامنا الأساسي معطل لأنه عندما عقد اتفاق الطائف كان هدفه أن يظل لبنان محكوماً من الخارج»، مضيفاً: «هذه الدولة المركزية تسلب رئيس الجمهورية صلاحياته بالقوة من قبل مجلس النواب والمجلس الدستوري وتسلب بقية الطوائف حقها بالمداورة بوزارتي المالية والداخلية... هذا ما لم نعد نريده... هذه الدولة المركزية فاشلة بقيادتكم وبسبب منظومتكم ونحن لا نريد العيش بدولة فاشلة والدولة المركزية نريدها مدنية علمانية». وأعرب باسيل عن عدم فهمه لـ«تعطيل مجلس النواب»، قائلاً: «بيمشي القانون الذي يريده والباقي في الأدراج»، مشيراً إلى أن التصويت على «ذوق» رئيس المجلس لأنّه يمنع التصويت الإلكتروني. وفي سياق الانتقاد، قال: «الدستور مسموح أن يتعطّل، ولكن من الممنوع أن يتعدّل، أو يتطوّر»، متحدثاً عن 3 أمور بوثيقة الوفاق الوطني لم تُنفّذ وهي: إلغاء الطائفيّة، إنشاء مجلس شيوخ، واللامركزية. وفيما اعتبر أنه «لم يعد لدينا مبرّراً لعدم زيارة سوريا، وأنا على استعداد لزيارتها قبيل الانتخابات»، علّق على الأزمة الحكومية، مؤكداً أن «منع الحكومة من الاجتماع لأمر ليس من صلاحيّتها وغير استراتيجي بل يتعلّق بحدّ أقصى بإهمال وظيفي، هو أمر خارج عن أي منطق أو ميثاق»، داعياً «من يعتقد أنه قادر على كسر غيره بالقوّة، ومن خارج الحوار»، إلى «مراجعة تجربة الآخرين وإلى أين أوصلتهم وأوصلت البلد». واستمر في هجومه على حاكم مصرف لبنان، قائلاً: «حاكم مصرف لبنان رياض سلامة المحمي سياسياً من المنظومة السياسية هو رأس المنظومة المالية وكضابط قائد معركة قام بأكبر سطو منظم على أموال الناس... سبع دول أوروبية تلاحقه ومدعى عليه ببعضها ولكن في لبنان الملاحقة ممنوعة حيث يتم إقصاء القاضية التي تلاحقه ومنع قضاة آخرين من الادعاء عليه».

لبحث التهدئة.. وزير الخارجية الكويتي يزور لبنان الشهر الجاري...

المصدر | الخليج الجديد + سبوتنيك... أفاد مصدر رسمي لبناني، بأن وزير الخارجية الكويتي "أحمد ناصر المحمد الصباح"، سيزور لبنان الشهر الجاري؛ لعقد مباحثات مع المسؤولين اللبنانيين. ولم يحدد المصدر موعد الزيارة، التي تأتي في سياق تهدئة تجري بين بيروت وعواصم خليجية، بعد استقالة وزير الإعلام اللبناني "جورد قرداحي". ووفق المصدر الذي تحدث لـ"سبوتنيك"، فقد أجرى "الصباح" اتصالين بكل من رئيس الحكومة اللبنانية "نجيب ميقاتي"، ووزير الخارجية "عبدالله بوحبيب"، قدم خلالهما التهنئة بمناسبة العام الميلادي الجديد. وتزامن الاتصال مع اتصال آخر أجراه أيضا وزير الداخلية الكويتي "أحمد منصور الأحمد الصباح"، بنظيره اللبناني "بسام مولوي"، جرى خلاله الاتفاق على تعزيز التعاون الأمني وتبادل المعلومات بين البلدين، غداة إحباط تهريب شحنة "كبتاجون" إلى البلد الخليجي. والأربعاء الماضي، أعلنت السلطات اللبنانية ضبط شحنة من الحمضيات تحوي كمية كبيرة من "الكبتاجون" كانت معدة للتهريب إلى الكويت عبر مرفأ بيروت. وكان "قرداحي" انتقد التدخل السعودي في حرب اليمن، أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ما تسبب في أزمة دبلوماسية مع الرياض، قامت على إثرها دول خليجية من بينها الكويت بسحب سفرائها من بيروت، كما أوقفت وزارة الداخلية الكويتية إصدار جميع أنواع التأشيرات للبنانيين.

لبنان: الدعم «الأممي».. و«الرقابة» الدولية...

الخليج الجديد... المصدر | الاتحاد... * عدنان كريمة كاتب لبناني متخصص في الشؤون الاقتصادية...

قد يخضع لبنان لرقابة دولية صارمة لجهة إتمام انتخابات نيابية ستكون محطةً مفصليةً في تحديد «وظيفته» بالمرحلة المقبلة. رسالة غوتيريش إلى المسؤولين تجاوزت التضامن نحو ترسيخ ثلاثية دعم أممي للبنان بجيشه وشعبه ومؤسساته الأمنية واستمرار الدعم أساسي لاستقرار لبنان. العُشر الأغنى من اللبنانيين يملكون ثروة قاربت 91 مليار دولار في عام 2020 تمكنهم تسديد تكلفة القضاء على الفقر بمساهمات سنوية لا تتعدى 1% من ثرواتهم. تحذير من مخاطر تداعيات مضاعفة نسبة الفقر في لبنان من 42% في 2019 إلى 82% في 2021 فيما طاول الفقر المدقع ثلث السكان أما الفقر المادي فقد تجاوزت نسبته 70% من السكان.

* * *

مع اشتداد الأزمة غير المسبوقة التي يشهدها لبنان منذ أكثر من سنتين، وقبل زيارة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، صدر تقرير عن اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (أسكوا) تحت عنوان «الفقر المتعدد الأبعاد في لبنان: واقع أليم وآفاق مبهمة»، حذّر من مخاطر تداعيات مضاعفة نسبة الفقر من 42% عام 2019 إلى 82% عام 2021، فيما طاول الفقر المدقع ثلث السكان، أما الفقر المادي فقد تجاوزت نسبته 70% من السكان. وأشار التقرير إلى أن الصدمات المتداخلة لسعر صرف الليرة، ولّدت ضغوطاً هائلة، فانخفضت قيمة العملة، وارتفع التضخم بنسبة 281%، وتفاقم الفقر إلى حد كبير. لكن اللافت ما أوضحته الأمينة التنفيذية للأسكوا، رولا دشتي، من «أنه يمكن للعشر الأغنى من اللبنانيين الذين يملكون ثروة قاربت 91 مليار دولار في عام 2020، تسديد تكلفة القضاء على الفقر بتقديم مساهمات سنوية لا تتعدى 1% من ثرواتهم، مشددةً على أهمية التضامن والتعاون بين مكونات المجتمع للحد من تداعيات الأزمة»، لكن تحقيق ذلك مرهون بتوافر بيئة سياسية مناسبة ودعم من المجتمع الدولي. وفي ظل تطور المؤشرات السلبية، ومظاهر تداعيات الانهيار الاقتصادي، ومع مساعي المجتمع الدولي للحؤول دون الارتطام الكبير وإمكان تحوّل لبنان إلى دولة «فاشلة» (وفق تحذير مسؤول في البيت الأبيض)، بدأ الأمين العام للأمم المتحدة زيارتَه بتصريح في المطار قائلا: «أنا اليوم هنا للتضامن مع الشعب اللبناني»، غير أن الرسالة التي حملها غوتيريش إلى المسؤولين تجاوزت النطاق التضامني، نحو ترسيخ ثلاثية دعم أممي للبنان بجيشه وشعبه ومؤسساته الأمنية، واستمرار هذا الدعم أساسي لاستقرار لبنان. وشملت رسائله إلى المنظومة السياسية الحاكمة، إدانةً وتنديداً بسلوكها الذي ساهم بانهيار الدولة، إلى درجة المجاهرة بحث المسؤولين «على أن يستحقوا شعبهم»، بما يعنيه ذلك من كونهم بنظر الأمم المتحدة ليسوا أهلاً لتولي سدة الحكم والمسؤولية. وفي معرض إضاءته على فشل المنظومة في تلبية طموحات شعبها، بإعادة «ترميم الاقتصاد وتفعيل الحكومة وإجراء الإصلاحات المطلوبة، وإنهاء الفساد والحفاظ على حقوق الإنسان، وصف غوتيريش الانتخابات النيابية المرتقبة في الربيع المقبل بأنها «مفتاح الحل»، داعياً الشعب لاختيار حكامه. وأكد ذلك بقوله: «آن الأوان للسياسيين أن يتحدوا ويتجاوزوا الانقسامات والاختلافات، وللمجتمع الدولي أن يعزز دعمه للشعب اللبناني ليستعيد الحياة والازدهار اللذين تميز بهما لبنان في السابق، وهو ما يتماشى مع إحدى أقدم الحضارات في العالم». ويستَشَف من تطورات متقاطعة، وجود توافق دولي وإقليمي لمنع سقوط لبنان في الفوضى جراء تحوله إلى دولة فاشلة. وتتساوى في هذا القلق واشنطن وباريس والعواصم الأوروبية، وحتى روسيا، حرصاً منها على ألا تضاف دولة جديدة إلى الدول التي باتت ساحات للتدخلات بأنواعها، وتسعير النزاعات الطائفية. لذلك توقف المراقبون باهتمام بالغ لقراءة التحرك الدولي نحو إدارة خطة إنقاذية، من خلال تمويل يهدف إلى تنشيط خدمات أساسية لدعم الشعب اللبناني، حتى إن الفرنسيين لا يمانعون بنشر قوة عمليات دولية تحت إشراف الأمم المتحدة والبنك الدولي، لتعزيز الأعمال الإنسانية، إضافة إلى أعمال تنموية من مياه وكهرباء، وإعادة إعمار مرفأ بيروت واستثماره. ومن هنا قد يخضع لبنان لرقابة دولية صارمة، خصوصاً لجهة إتمام الانتخابات النيابية التي ستكون محطةً مفصليةً في تحديد «وظيفته» في المرحلة المقبلة، على ضوء ما تفرزه التطورات الإقليمية والدولية.

توتر في عين الحلوة.. والسبب صورة سليماني

اللواء... يشهد شارع الصفصاف داخل مخيم عين الحلوة استنفاراً وتوترا بين مجموعة المدعو عبد فضة وحركة "انصار الله" بعد تعليق صورة لـ قاسم سليماني ثم تمزيقها. وتقوم فعاليات المخيم باتصالاتها لتهدئة الطرفين .

تحليق الدولار مستمر... و"الفشل سينفجر"!

نداء الوطن... بعد أن أقفل على 28500 ليرة مساء أمس، يُتوقع أن يستأنف الدولار مطلع العام الجديد "مشواره" التصاعدي. فلا التعميم 161 نفع، ولا أي "إجراء ترقيعي" آخر ممكن أن يلجم سعر الصرف "طالما لا توجد خطة اقتصادية، ولم يتقرر بعد شكل السياسة النقدية التي سنتبعها"، برأي وزير الاقتصاد السابق رائد خوري، فـ"الفشل الذريع منذ عامين ونيف في تقديم الحكومتين المتعاقبتين نموذجاً جديداً يضع البلد على سكة التعافي، ويدفع بالعوامل الاقتصادية الحقيقية إلى تحريك العجلة الاقتصادية، سينفجر في العام 2022. مع ما يرافق هذه السنة من تحديات واستحقاقات سياسية". الأفق ما زال مسدوداً بعوائق الخلافات السياسية، وعدم الاتفاق على الاصلاحات الجوهرية المطلوبة من صندوق النقد الدولي. أمّا المعالجات فما زالت تتم بـ"القطعة" من خارج خطة شاملة موحدة وذات رؤية واضحة، ومن الطبقة نفسها التي أوصلت البلد إلى الهلاك. أمام هذا الواقع، لم تعد الخطة بمكوناتها "الحصرية" وبشكلها التقليدي الذي "تقولب" به كافية. بل أصبح المطلوب تشريك كل القوى الوطنية ذات الصلة بالأزمة، واصحاب الشأن، والمتضررين من السياسات "الفوقية"، من تجمعات المودعين وقوى الانتاج والمصالح وممثلي العمال الحقيقيين، والمنظمات غير الحكومية، بالخطة وبرسم أهدافها ومساراتها. فمن دون هذه الفئة من الاشخاص لن يكون احتمال إبصار الخطة للنور ضئيلاً فحسب، إنما مشكوك بعدالتها وقابليتها للتطبيق.

فتح دورة استثنائية للبرلمان اللبناني يشعل المواجهة بين عون وبري

الشرق الاوسط... بيروت: محمد شقير... يستعد البرلمان اللبناني للدخول في مواجهة مع رئيس الجمهورية ميشال عون، على خلفية امتناعه عن التوقيع على مرسوم فتح دورة استثنائية يمتد تاريخها حتى بدء العقد العادي الأول في أول ثلاثاء بعد الخامس عشر من مارس (آذار) المقبل، أي في العشرين منه، وهذا ما اضطر النواب للمباشرة بالتوقيع على عريضة نيابية بموافقة الغالبية النيابية المطلقة التي باتت مضمونة، وسيُصار إلى رفعها لعون الذي لن يكون أمامه من خيار سوى الاستجابة لطلب النواب التزاماً منه بحقهم الدستوري بطلب فتح الدورة، خصوصاً أن هناك استحالة في تأمين النصاب لاستمرارية البرلمان في التشريع في العقد العادي لاضطرار المرشحين منهم لخوض الانتخابات النيابية للوجود في دوائرهم الانتخابية. وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر نيابية بأنه لا مشكلة في تأمين العدد الوافر من النواب للتوقيع على العريضة النيابية التي ستحمل حُكماً توقيعات لأكثر من نصف عدد أعضاء البرلمان زائداً واحداً، أي ما يزيد عددهم على 65 نائباً، ما يقطع الطريق على عون للتذرُّع باحتساب النصاب بـ59 نائباً، يوم أقر البرلمان التعديلات المقترحة على قانون الانتخاب ولم يأخذ المجلس الدستوري بالطعن فيها المقدّم من «تكتل لبنان القوي» برئاسة رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، رغم أن لا صلاحية له بتفسير الدستور التي تبقى من اختصاص البرلمان. وكشفت المصادر النيابية أن العريضة النيابية المطالبة بفتح دورة استثنائية ليست موجّهة ضد أي كتلة نيابية، وقالت إنها معروضة على جميع أعضاء الهيئة العامة للتوقيع عليها لمنع البرلمان، في حال لم تُفتح الدورة، من الدخول في عطلة قسرية مديدة تنتهي مع انتخاب برلمان جديد في مايو (أيار) المقبل، من أولوياته انتخاب رئيس جمهورية جديد خلفاً للحالي الذي تنتهي ولايته في 31 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل. ولفتت إلى أن النواب الأعضاء في الكتل النيابية المنتمية إلى «تيار المستقبل» و«اللقاء الديمقراطي» والثنائي الشيعي («حركة أمل» و«حزب الله») و«تيار المردة» و«كتلة الوسط» برئاسة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي و«الحزب السوري القومي الاجتماعي»، إضافة إلى عدد لا بأس به من النواب المستقلين، سيوقّعون، بدءاً من اليوم، على العريضة النيابية بعد أن تعذّر على ميقاتي إقناع عون بفتح دورة استثنائية، مع انتهاء العقد العادي الثاني للبرلمان فور بدء العام الجديد. وقالت المصادر نفسها إن سريان المفاعيل الدستورية لفتح الدورة الاستثنائية، بالتوقيع على العريضة النيابية، سيؤدي إلى اختبار مدى جدّية باسيل في طلبه، ومعه عدد من النواب الأعضاء في كتلته النيابية، من رئيس المجلس النيابي بدعوته لعقد جلسة نيابية لمساءلة الحكومة، ورئيسها حول الأسباب الكامنة وراء استمرار تعطيل انعقاد مجلس الوزراء. ورأت أن امتناعه عن التوقيع على العريضة يعني أن مطالبته تبقى في حدود المزايدات الشعبوية التي لا تعفيه من ابتزاز الحكومة والتهويل على رئيسها لجرّه للدخول في مقايضات، أبرزها الاستجابة لرغبته في إصدار دفعة من التعيينات الإدارية يكون له فيها الحصة الكبرى، لعله يعيد تعويم نفسه ويستعيد حضوره الفاعل في الشارع المسيحي مع دخول لبنان في حمى الانتخابات النيابية. واعتبرت أن تأمين النصاب النيابي المطلوب لرفع العريضة إلى عون سيقود حتماً إلى إحراجه لأنه لن ينفك عن توجيه الانتقادات للمجلس النيابي، واتهامه بالتقصير في إقرار مشروعات واقتراحات القوانين المتعلقة بالإصلاحات المالية والإدارية كشرط لتأمين الانتقال بلبنان إلى مرحلة التعافي المالي، وقالت إن شكوى عون ليست في محلها، وكان يُفترض فيه التوقيع على رزمة لا بأس بها من المشروعات والقوانين سبق للبرلمان أن أقرّها، لكنها لم ترَ النور لاستمرار احتجازها لدى الدوائر المعنية في بعبدا. ودعت المصادر عون إلى إعطاء الضوء الأخضر لتنفيذ ما أُقر من مشروعات إصلاحية قبل أن يحمل على البرلمان، مع أن ما يطالب به لا يزال يُدرس في اللجان النيابية التي يرأسها النواب الأعضاء في «تكتل لبنان القوي»، برئاسة باسيل، وقالت إن هناك ضرورة لفتح الدورة لإقرار الإصلاحات التي يطالب بها المجتمع الدولي، ويُدرجها «صندوق النقد الدولي» في دفتر الشروط، الذي أعده كأساس للتفاوض مع الحكومة لوقف الانهيار ومساعدة لبنان لتطبيق خطة التعافي المالي. وغمزت من قناة باسيل واتهمته بأنه يهوى التعطيل ويُقحم نفسه في اشتباكات لم توفر حليفه «حزب الله» بعد أن أوصل علاقاته مع الآخرين إلى طريق مسدود، وقالت إن تحديد جدول أعمال الدورة الاستثنائية يعود لتفاهم عون مع ميقاتي بالتعاون مع بري، وإن كل ما يتعلق بانفجار مرفأ بيروت ليس مطروحاً للبحث من قريب أو بعيد، لأنه سيؤدي إلى كهربة الأجواء السياسية حتى بين الأطراف التي ستوقّع على العريضة النيابية. وسألت المصادر النيابية عن صوابية ما يتردد في الوسط السياسي حول أن علاقة عون بميقاتي لم تعد كما كانت عليه في الأسابيع الأولى من تشكيل الحكومة، وقبل أن تتعطّل جلسات مجلس الوزراء التي يسعى ميقاتي للإفراج عنها «سلمياً» بعيداً عن تحدّيه للثنائي الشيعي، لمنع انفجار الحكومة من الداخل، وقالت إن العلاقة بينهما الآن هي أسيرة حالة من البرود أخذت تظهر بعد تلقّي ميقاتي اتصالين من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، أثناء اجتماعهما في مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية، من دون أن يحظى عون باتصال من ماكرون كما وعد، واستعاض عنه بإيفاد سفيرة فرنسا لدى لبنان، آن غريو، لوضعه في أجواء محادثاته في السعودية؟ .. كما سألت ما إذا كان طلب عون من الأمانة العامة لمجلس الوزراء إيداعه المحاضر المتعلقة بالمفاوضات الجارية مع «صندوق النقد»، برئاسة نائب رئيس الحكومة سعادة الشامي، وبإشراف مباشر من ميقاتي، يأتي في سياق الفتور المسيطر على العلاقة بين الرئاستين الأولى والثالثة التي تربطها علاقة وثيقة ببري بخلاف علاقة الأخير بعون التي تزداد تأزُّماً يوماً بعد يوم؟.... لذلك فإن الفريق السياسي المحسوب على عون ووريثه باسيل سيبادر إلى التعامل مع طلب النواب فتح دورة استثنائية على أنها تهدف للنيل من صلاحيات رئيس الجمهورية، والالتفاف عليها، في محاولة مكشوفة لشد العصب المسيحي من جهة، ولإحراج حزب القوات اللبنانية الذي يتموضع حالياً في الموقع السياسي بمنأى عن التجاذبات السياسية الدائرة بين قوى المنظومة الحاكمة. وعليه، يُفترض أن يحدد حزب «القوات» اليوم موقفه من التوقيع على العريضة النيابية، وإن كانت مصادره تتعامل مع هذه الطروحات على أنها مطلوبة لصرف الأنظار عن التحضير للانتخابات النيابية، وتعتبرها جاءت متأخرة، وربما تندرج في سياق تبادل تسجيل المواقف، من خلال محاولة هذا الطرف في المنظومة السياسية أن يرمي المسؤولية على الطرف الآخر، بهدف تجميل صورته في شارعه، بعد أن أوصل جميع هؤلاء البلد إلى شلل كامل، وبالتالي لا علاقة لنا، كما تقول لـ«الشرق الأوسط»، بمعارك يُراد منها تأزيم الوضع. ويبقى السؤال: كيف سيكون حال العريضة النيابية في حال امتنع نواب كتلة القوات عن التوقيع عليها؟ وهل يمكن لباسيل استخدامها للتشكيك بميثاقية الجلسة، إذا ما قرر تكتله النيابي الاصطفاف وراء عون الرافض لفتح دورة استثنائية، مع أن المطروح على جدول أعمالها لا يشكل إحراجاً للقوات بمقدار ما أنه يتيح لبري أن يسجّل مجدداً نقطة لمصلحته في مواجهته المفتوحة مع عون، الذي يحاول استدراجه من وقت لآخر إلى ملعبه، من دون أن يتناغم معه، وهذا ما برز بامتناعه عن الرد على حملته التي استهدفت البرلمان ورئيسه. وهكذا يطل العام الجديد على اللبنانيين بغياب أي بوادر انفراج تدعو للتفاؤل بإخراج لبنان من أزماته المتراكمة، خصوصاً أنه يقف حالياً أمام اشتعال المواجهة بين عون وبري التي تتجاوز الخلاف حول فتح الدورة الاستثنائية إلى انعدام الثقة بينهما، من دون أن ينجح حليفهما «حزب الله» في توفير الشروط التي تسمح لهما بالدخول في مهادنة، ما دامت الكيمياء السياسية بينهما ما زالت مفقودة.

«البحث عن الدفء» يقتل عائلة سورية في لبنان

بيروت: «الشرق الأوسط»... فارق أربعة سوريين من عائلة واحدة الحياة نتيجة الاختناق وهم يبحثون عن الدفء من برد الشتاء القارس في منزلهم جنوب لبنان. وذكرت «الوكالة الوطنية للإعلام» أن جمعية الرسالة للإسعاف الصحي في الجنوب، نقلت أربعة سوريين، من عائلة واحدة، إلى مستشفى الفقيه إلى الواسطة - الخرايب، لقوا حتفهم في منزلهم ليلاً، بسبب الاختناق بكاربون الفحم، وهم: عنود حسن حمدان، عبد الله ماهر العبد الله، مرام ماهر العبد الله، وروان ماهر العبد الله. ويعيش اللاجئون السوريون في لبنان الذين يتوزعون على عدد من المخيمات، في ظروف صعبة، لا سيما في فصل الشتاء، ومع الارتفاع غير المسبوق في أسعار المحروقات، وعلى رأسها المازوت، التي يعتمدون عليها في التدفئة في فصل الشتاء.

لا مساعدات كافية لانتشال اللاجئين السوريين من بؤس الأزمة اللبنانية

بيروت: «الشرق الأوسط»... تجول الطفلة السورية، ابنة الاثنتي عشرة سنة، شوارع عرمون وخلدة (جنوب بيروت) ذهابا وإيابا في الصيف الحار والشتاء القارس، حاملة بيديها الصغيرتين أكياسا من أوراق المحارم تبيعها للمارة. لا تقترب من أحد ولا تلح في بيع بضائعها، تلوح للمارة من بعيد بأدب فإن نادوا عليها اقتربت، وإن تجاهلوها لزمت مكانها. ابتسامتها الخجولة وأدبها لافتان ويثيران الفضول، فيصعب تجاهلها، ما يدفع أبناء المنطقة أو الذين اعتادوا رؤيتها يوميا في أماكنها المعتادة، إلى السؤال عن حكايتها. فمريم اللاجئة السورية بائعة محارم في النهار والليل، وطالبة على مقاعد الدراسة في فترة بعد الظهر. هي الأكبر لأخ وأخت، وتعيش في بيت أرضي مؤلف من غرفة ومنافعها مع عائلتها. وبعد مرور قرابة عشرة أعوام على اندلاع الحرب في سوريا، ما زال لبنان يستضيف حوالي مليون لاجئ سوري مسجلين، أصبحت حياتهم أكثر بؤسا منذ بدء الأزمة الاقتصادية في البلاد العام الماضي. فالفقر يزيد بين اللاجئين السوريين في لبنان في انعكاس للمعاناة التي تتفاقم بين جميع السكان. «أبي يعمل أحيانا في ورش العمار، في السابق كان يعمل أكثر... أما الآن فلا»، تخبر مريم «الشرق الأوسط». أما والدتها فتعمل في تنظيف البيوت «عندما لا تكون مريضة» كما تعبر. وتروي «أعمل لأساعد عائلتي ولأتمكن من الذهاب إلى المدرسة… هذا العام تسجلنا كلنا أنا وإخوتي». في شهر أكتوبر (تشرين الأول) ركضت مريم مسرعة باتجاه سيارة خليل، وهو أحد سكان المنطقة الذي اعتاد الاطمئنان عليها وهي تلوح له بيديها من بعيد ليوقف السيارة: «عم خليل، لقد تسجلت في المدرسة!» زفت الخبر كأنها ربحت الجائزة الكبرى، يقول لـ«الشرق الأوسط». ويضيف «أخبرتني يومها أنها اشترت الكتب وبقي كتابا الرياضيات والعلوم، قالتها باللغة الإنجليزية، وتفاجأت بلكنتها الصحيحة، وتفاجأت أكثر بمدى حبها للعلم والمدرسة، فتلك الطفلة تعمل لساعات طويلة وأحيانا لساعات متأخرة من الليل لتعيل عائلتها وتكمل تعليمها من دون أي تململ، ولا أعلم متى تجد الوقت لتأدية الفروض المدرسية». والعام الماضي، وبسبب انتشار وباء «كورونا» والتعلم عن بعد، لم تتلق مريم وأخواها أي تعليم، فلا أجهزة خلوية أو شبكة إنترنت في المنزل، فنزلت الطفلة إلى الشارع لبيع المحارم في حين بقي أخوها وأختها الصغيران في المنزل. وينقل عن أهالي المنطقة قولهم إن والد الطفلة اضطر لإرسال ابنته إلى العمل بعدما ضاقت به السبل وخسر عمله كعامل في ورش البناء، خصوصا مع استفحال الأزمة الاقتصادية اللبنانية، ما وضعه في عجز مادي، أما الأم فتعاني من مرض في الكلى ولا تستطيع العمل دائما. وتساعد المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، النازحين السوريين المسجلين لديها بأنواع مختلفة من المساعدة، بما في ذلك المساعدات النقدية، إلا أن عددا كبيرا منهم غير مسجل لديها، ويعتمد على مساعدات الجمعيات المعنية. المدير القطري لجمعية «بسمة وزيتونة» إيليو غاريوس يؤكد في هذا الإطار، أن «الأزمة اللبنانية أثرت على اللاجئين السوريين، كما أثرت على المواطنين اللبنانيين»، موضحا أنها «أرخت أيضا بظلالها على سوق العمل لديهم، فخسر العديد من المعيلين أعمالهم، خصوصا أن المجتمع السوري الذي لجأ إلى لبنان أغلبه من غير المتعلمين، ويعملون في الأرض والزراعة أو العمار». ويقول: «وضع اللاجئ السوري اليوم أسوأ من السابق، ورغم أن المساعدات الإنسانية ما زالت موجودة فإن حجمها لا يتجاوب مع الحاجة التي ارتفعت». ويضيف «هذا العام لم تستطع الجمعية تقديم المساعدة على أبواب الشتاء كما جرت العادة؛ لأن التمويل تقلص في أماكن كثيرة من بينها المساعدات التي كانت تقدم لطلاب المدارس. إذ أصبح من الصعب تأمين التمويل اللازم». ويشير غاريوس إلى أن «التسرب المدرسي لدى اللاجئين السوريين ارتفع بشكل ملحوظ والضرر الأكبر وقع على التعليم، في ظل عدم القدرة على تأمين الكتب المدرسية والقرطاسية من جهة، والمواصلات من جهة أخرى». ويتابع: «الحصول على تمويل أصبح بالغ الصعوبة، ولذلك نحاول كجمعيات مع بعضنا البعض التقديم على جهات كبيرة لتأمين تمويل للتعليم لكننا نواجه صعوبات». وفي موسم الشتاء الحالي، يأسف عاريوس لأن الجمعية لم تتمكن من تأمين تمويل للتدفئة، ويقول: «في السنوات السابقة كنا نحصل على تمويل للمساعدة في مناطق عكار والبقاع وغيرها من المناطق الأكثر حاجة والتي تحتضن مخيمات اللاجئين، لكننا هذا العام لم نحصل على التمويل وحتى الجمعيات الأخرى التي تمكنت من تأمين تمويل لهذا الموضوع لم تحصل على دعم بحجم أو بسهولة السنوات السابقة». وبحسبه، فإن اللاجئين السوريين يعتمدون حاليا على ما تبقى لديهم من العام الماضي، ويشرح غاريوس أن «التمويلات تتركز حاليا على سبل العيش أو دعم وإنشاء الشركات الصغيرة، خصوصا بعد انفجار مرفأ بيروت في العام 2020، وهذا الدعم يذهب للبنانيين، أما في المجالات الأخرى التي لا تعتبر إغاثية والتي لها أثر على المدى الطويل، كالتعليم، هي التي نواجه صعوبة في تأمين تمويل لها». وبات جميع اللاجئين السوريين تقريباً عاجزين عن توفير الحد الأدنى من الإنفاق اللازم لضمان البقاء على قيد الحياة، وهي مجموعة السلع والخدمات الأساسية التي تحتاجها الأسر شهرياً للبقاء على قيد الحياة، وبحسب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين يعيش تسع من أصل كل عشر عائلات سورية لاجئة اليوم في فقر مدقع. ووفقا للمفوضية، في عام 2021 واصل غالبية اللاجئين الاعتماد على استراتيجيات مواجهة سلبية للبقاء على قيد الحياة، مثل التسول أو اقتراض المال أو التوقف عن إرسال أطفالهم إلى المدرسة أو تقليص النفقات الصحية أو عدم تسديد الإيجار.



السابق

أخبار لبنان... «لا نار من دون دخان» لـ «القلوب المليانة».. التحالف بين «حزب الله» و«التيار الوطني» يهتز.. فهل يقع؟.. باسيل يطرح «تطوير» تفاهم مار مخايل.. «لا يمكن أن نخسر الدولة من أجل المقاومة».. عسيري: المملكة لم تغادر لبنان.. هناك حاجة لوجوه جديدة في الانتخابات القادمة... "حزب الله": سنواجه العدو في أي حرب قادمة بمئة ألف مقاوم..

التالي

أخبار سوريا... مقتل 5 جنود وإصابة العشرات إثر تعرض حافلة نقل عسكرية لهجوم صاروخي..«حزب الله» يقوم بتوسيع قاعدة عسكرية قديمة بالقرب من منطقة السيدة زينب... إسرائيل تزيل آثار حرب 1967 من الجولان السوري.. مصرع ضابط "رفيع" في ميليشيا أسد.. قتلى لقوات النظام بهجوم لـ«داعش» على حقل نفطي في الرقة.. قتلى من ميليشيا القاطرجي بدير الزور..فرار المئات هرباً من هجمات تركية على ريف الحسكة..

جهود الأردن لإغاثة قطاع غزة في مرمى «القصف» والتشكيك..

 الأحد 17 آذار 2024 - 5:24 ص

جهود الأردن لإغاثة قطاع غزة في مرمى «القصف» والتشكيك.. حملات خارجية «موجّهة» بتهمة إطالة أمد الحص… تتمة »

عدد الزيارات: 150,153,425

عدد الزوار: 6,678,739

المتواجدون الآن: 134