أخبار سوريا... «وثيقة التطبيع» مع سوريا تشترط خروج القوات الأجنبية.. وضع جدولاً للخطوات المطلوبة من دمشق و«الحوافز» المعروضة.. مسؤول أميركي لوفد كردي: ثلاثة أسباب لوجودنا شرق سوريا.. واشنطن: أبلغنا الشركاء بعدم تشجيع التطبيع مع الأسد .. اتفاق بين وزارة الكهرباء السورية وتجمع شركات إماراتية لإنشاء محطة كهروضوئية.. "موازين القوى" في سوريا.. هل بات موقف إيران صعبا؟.. مقتل 5 من عائلة واحدة في غارة روسية على إدلب..

تاريخ الإضافة الجمعة 12 تشرين الثاني 2021 - 4:21 ص    عدد الزيارات 1981    التعليقات 0    القسم عربية

        


«وثيقة التطبيع» مع سوريا تشترط خروج القوات الأجنبية..

ملحق سري لـ«وثيقة التطبيع العربي» مع سوريا يتضمن خروج القوات الأجنبية..

وضع جدولاً للخطوات المطلوبة من دمشق و«الحوافز» المعروضة... و«الشرق الأوسط» تنشر نص الورقتين...

الشرق الاوسط... لندن: إبراهيم حميدي.... كشفت الوثيقة الأردنية وملحقها السري، اللذان حصلت «الشرق الأوسط» على نصهما، أن الهدف النهائي من الخطوات العربية للتطبيع مع دمشق هو «خروج جميع القوات الأجنبية والمقاتلين الأجانب من سوريا الذين دخلوا البلاد بعد 2011»، بما في ذلك «انسحاب القوات الأميركية والتحالف من شمال شرقي سوريا، بما في ذلك من قاعدة التنف الأميركية» قرب حدود الأردن والعراق، بعد سلسلة خطوات وفق مقاربة «خطوة مقابل خطوة» تشمل بداية «الحد من النفوذ الإيراني في أجزاء معينة من سوريا»، مع الاعتراف بـ«المصالح الشرعية لروسيا». وتشكل هذه الوثيقة، التي سُميت «لا ورقة» ولاتتضمن جدولاً زمنياً، أساس الخطوات التي تقوم بها دول عربية تجاه دمشق وشمل ذلك لقاء وزير الخارجية فيصل المقداد تسعة وزراء عرب في نيويورك وزيارات رسمية أردنية - سورية واتصالات بين قادة عرب والرئيس بشار الأسد ولقاءه وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد في دمشق الثلاثاء. وأعد الجانب الأردني هذ الخطة قبل أشهر، وناقشها العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني مع الرئيسين الأميركي جو بايدن في واشنطن في يوليو (تموز)، والروسي فلاديمير بوتين في أغسطس (آب) ومع قادة عرب وأجانب. وتضمنت الوثيقة، التي تقع مع ملحقها في ست صفحات، مراجعة للسنوات العشر الماضية وسياسة «تغيير النظام» السوري، قبل أن تقترح «تغييرا متدرجا لسلوك النظام» السوري بعد «الفشل» في «تغيير النظام». وقال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي لشبكة «سي إن إن» الأميركية أمس، إن «الأردن يتحدث مع الأسد بعد عدم رؤية أي استراتيجية فعالة لحل الصراع السوري». وأضاف أن «التعايش مع الوضع الراهن ليس خيارا»، مضيفا: «ماذا فعلنا كمجتمع عالمي لحل الأزمة؟ 11 عاما في الأزمة ماذا كانت النتيجة؟ الأردن عانى نتيجة الحرب الأهلية السورية، حيث تشق المخدرات والإرهاب طريقها عبر الحدود، وتستضيف البلاد 1.3 مليون لاجئ سوري لا يتلقون الدعم الذي قدمه العالم من قبل». وكشف الصفدي أن «الأردن أجرى محادثات مع الولايات المتحدة حول جهود التقارب»، ذلك في إشارة إلى زيارة العاهل الأردني. كما أن مدير المخابرات الأردنية اللواء أحمد حسني حاتوقي أعلن أن الأردن يتعامل مع الملف السوري كـ«أمر واقع». وتتطابق تصريحات الوزير الصفدي مع «الوثيقة الأردنية»، وهنا نصها:

بعد مرور عشر سنوات منذ اندلاع الأزمة السورية، تنعدم الآفاق الحقيقية لحلها. ولا توجد استراتيجية شاملة للتوصل إلى حل سياسي واضح. ولا يمكن للنُهُج الضيقة المعنية بمعالجة مختلف جوانب الأزمة ونتائجها على أساس المعاملات وعلى أساس الأغراض المحددة أن تُحقق الحل السياسي اللازم. يتفق الجميع على عدم وجود نهاية عسكرية للأزمة الراهنة. وتغيير النظام السوري الحاكم ليس غرضا مؤثرا في حد ذاته. والهدف المعلن، هو إيجاد حل سياسي على أساس قرار مجلس الأمن رقم 2254. بيد أنه لا يوجد تقدم ذي مغزى على هذا المسار. فالوضع الراهن يسفر عن مزيد من المعاناة للشعب السوري وتعزيز مواقف الخصوم. لقد أثبت النَهج الحالي في التعامل مع الأزمة فشلا باهظ التكلفة:

- الشعب السوري: بحسب أحدث بيانات الأمم المتحدة، هناك 6.7 مليون لاجئ سوري، مع 6.6 مليون نازح داخليا، و13 مليون سوري بحاجة إلى المساعدات الإنسانية، بما في ذلك 6 ملايين مواطن في حالة عوز شديد، و12.4 مليون سوري يكابدون انعدام الأمن الغذائي، وأكثر من 80 في المائة من السوريين يعيشون تحت خط الفقر، مع 2.5 مليون طفل خارج نظام التعليم في سوريا، بالإضافة إلى 1.6 مليون طفل معرضين لمخاطر التسرب من المنظومة التعليمية.

- الإرهاب: لقد هُزم تنظيم «داعش» الإرهابي لكنه لم يُستأصل بالكامل. ويحاول أعضاؤه إعادة ترتيب الصفوف، وهم يعاودون الظهور في أجزاء من البلاد التي طُرد منها «داعش»، مثل جنوب غربي سوريا. كما يعملون على توطيد وجودهم في مناطق أخرى مثل الجنوب الشرقي. وتستمر تنظيمات إرهابية أخرى في العمل في أجزاء مختلفة من سوريا، حتى إنها تستفيد من الملاذات الآمنة في الشمال الشرقي.

- إيران: تستمر إيران في فرض نفوذها الاقتصادي والعسكري على النظام السوري، وعلى أجزاء حيوية عدة في سوريا. من استغلال معاناة الناس لتجنيد الميليشيات، ويزداد وكلاؤها قوة في المناطق الرئيسية، بما في ذلك جنوب البلاد. وتُدر تجارة المخدرات دخلا معتبرا لهذه الجماعات، كما تُشكل تهديدا متزايدا على المنطقة وخارجها.

- اللاجئون: لا يرجع أي من اللاجئين - أو حتى عدد متواضع منهم - إلى سوريا بسبب عدم تحسن الأوضاع الأمنية والاقتصادية والسياسية في البلاد. ويتناقص التمويل الدولي للاجئين، فضلا عن المجتمعات المضيفة، مما يهدد الهياكل الأساسية لدعم اللاجئين.

> ما ينبغي فعله؟

من اللازم اعتماد نهج فعال جديد يعيد تركيز الجهود الرامية إلى إيجاد حل سياسي للأزمة، والتخفيف من تداعياتها الإنسانية والأمنية. ينبغي للنهج المختار أن يتحلى بالتدرج، وأن يركز في بدايته على الحد من معاناة الشعب السوري. كما يتعين كذلك تحديد الإجراءات التي من شأنها تعزيز الجهود الرامية إلى مكافحة الإرهاب، والحد من النفوذ الإيراني المتنامي، ووقف المزيد من التدهور الذي يضر بمصالحنا الجماعية. ومن شأن ذلك النهج أن يستهدف تغييرا تدريجيا في سلوك النظام الحاكم في مقابل حوافز يجري تحديدها بعناية لصالح الشعب السوري، مع إتاحة بيئة مواتية للعودة الطوعية للنازحين واللاجئين. السبيل إلى ذلك:

1) وضع نهج تدريجي للتوصل إلى حل سياسي على أساس القرار 2254.

2) بناء الدعم المطلوب للنهج الجديد لدى الشركاء الإقليميين والدوليين ذوي التفكير المماثل.

3) السعي إلى الاتفاق على هذا النهج مع روسيا.

4) الاتفاق على آلية لإشراك النظام السوري.

5) التنفيذ.

> المقاربة

نهج تدريجي يتبناه جميع الشركاء والحلفاء لتشجيع السلوك الإيجابي والاستفادة من نفوذنا الجماعي لتحقيق ذلك. فهو يقدم حوافز للنظام مقابل اتخاذ التدابير المنشودة والتغييرات السياسية المطلوبة التي سيكون لها أثرها المباشر على الشعب السوري. وسيتم تحديد «العروض» المقدمة إلى النظام بدقة في مقابل «المطالب» التي سوف تُطرح عليه. وسوف ينصب التركيز الأولي على القضايا الإنسانية في كل من العروض والمطالب. مع التقدم التدريجي على مسار القضايا السياسية التي تُتوج بالتنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن 2254. وسوف يتم الاتفاق على العروض والمطالب مع الأمم المتحدة، استنادا إلى بياناتها الخاصة بالاحتياجات الإنسانية.

1) بناء الدعم: من الأهمية أن يدعم الحلفاء العرب والأوروبيون الرئيسيون هذا النهج. وسوف يضمن ذلك صوتا جماعيا في المحادثات مع النظام وحلفائه. وسوف يضمن أيضا ألا نفقد نفوذنا نتيجة لفتح بعض البلدان قنوات ثنائية مع النظام السوري.

وسوف نتفق على البلدان التي نتقارب معها في بداية الأمر بغرض التشاور والدعم. وسوف تتلخص الخطوة التالية في تأييد هذا النهج ضمن (المجموعة المصغرة) قبل السعي إلى الحصول على تأييد الحلفاء كافة.

2) إشراك روسيا: إن كسب موافقة روسيا على هذا النهج هو عامل أساسي من عوامل النجاح. ومن الممكن الاستعانة بالاعتراف بالمصالح الروسية «المشروعة» وتضمينها في إطار «العرض» لضمان قبول وتنفيذ هذا النهج من قبل النظام السوري. إن تحديد الأرضية المشتركة مع روسيا أمر ضروري لضمان التقدم نحو حل سياسي. كما أنه من اللازم لنجاح الجهود الرامية إلى مواجهة النفوذ الإيراني المتنامي. وقد كانت روسيا منفتحة على العروض الخاصة بالقضايا الإنسانية مقابل إجراءات عملية من جانب النظام الحاكم.

3) إشراك النظام: يمكن أن تتم المشاركة من خلال قنوات متعددة:

- المشاركة غير المباشرة عبر روسيا.

- المشاركة المباشرة من مجموعة من الدول العربية. (هذا من شأنه رأب التصدعات في الموقف العربي، ومعالجة المخاوف بشأن غياب الدور العربي الجماعي في الجهود الرامية إلى حل الأزمة، والاستفادة من المشاركة العربية مع النظام من أجل الحصول على الحوافز مع تأطيرها ضمن الجهود الرامية إلى إحداث تغييرات إيجابية). ويمكن أن تقود الأردن تواصلا مبدئيا مع النظام لضمان الالتزام قبل بدء الاتصالات الموسعة.

4) التنفيذ: سوف توضع آلية رسمية لرصد التنفيذ والامتثال. وسوف تتولى الأمم المتحدة مسؤولية تقديم جميع المساعدات الإنسانية. وسوف يؤخذ تجسيد الاتفاق ضمن قرار صادر عن الأمم المتحدة في الاعتبار.

الخطوات التالية (لتطبيق المبادرة):

1) مناقشة النهج والاتفاق عليه.

2) الاتفاق على قيام الأطراف بصياغة المطالب والعروض.

3) الاتفاق على خريطة الطريق وكيفية المضي قدما.

من شأن هذا النهج أن يواجه العقبات بكل تأكيد. بل وربما يصل إلى طريق مسدود مع بدء المرحلة السياسية. ومع ذلك، فإن تركيزه الأولي على البُعد الإنساني سوف يخفف من معاناة السوريين، وسيدعم الجهود الرامية إلى مكافحة التنظيمات الإرهابية، ويقلل من النفوذ الإيراني في أجزاء معينة من سوريا. كما أنه سوف يعيد بناء الصوت الجماعي الموحد بين الشركاء والحلفاء إزاء الأزمة، مع استعادة زمام المبادرة في محاولة لإيجاد حل سياسي ووقف الكارثة الإنسانية.

> جدول الخطوات

وتضمن الوثيقة ملحقا سرياً يتضمن شرحا لمقاربة «خطوة مقابل خطوة»، يشمل البند المحدد و«المطلوب» من دمشق و«المعروض» من الآخرين. وتبدأ الخطوة الأولى بـ«ضمان وصول المساعدات الإنسانية والاتفاق على تدفق المساعدات الإنسانية عبر الحدود مقابل تسهيل قوافل الأمم المتحدة عبر الخطوط داخل سوريا، وإرسال المساعدات الصحية إلى سوريا».

وتشمل الخطوة الثانية تهيئة دمشق «البيئة المواتية للعودة الآمنة للنازحين واللاجئين ومنح المفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين حق الوصول الكامل إلى المناطق المعنية، بما في ذلك ضمان عدم اضطهاد العائدين وتسهيل عودة النازحين إلى ديارهم» مقابل خطوات غربية تشمل «اعتماد خطة المساعدة المرحلية للسوريين الذين يعيشون في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام، من خلال زيادة المساعدات الإنسانية بالتنسيق مع النظام، وتمويل مشاريع الإنعاش المبكر، وتمويل مشاريع إرساء الاستقرار وتنفيذها وتمويل برامج التعافي المبكرة الخاصة بالمساعدة لعودة النازحين واللاجئين إلى ديارهم ومدنهم وصياغة البرامج ودعم وكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية الدولية التي تساعد على استعادة نوع من الحياة الطبيعية في سبل عيش الشعب السوري بشكل عام».

تتعلق المرحلة الثالثة بـتطبيق القرار 2254 و«المشاركة الإيجابية من دمشق في اللجنة الدستورية المؤدية إلى إصلاح الدستور»، و«الإفراج عن المعتقلين والسجناء السياسيين، وتحديد مصير المفقودين والاتفاق على تشكيل صيغة حقيقية للحكومة تؤدي إلى حكم أكثر شمولا في سوريا وإجراء الانتخابات تحت إشراف الأمم المتحدة بما يؤدي إلى تشكيل الحكومة الشاملة».

في المقابل، توافق دول عربية وغربية على «التخفيف التدريجي للعقوبات المفروضة على سوريا. بما في ذلك تسهيل تجارة السلع مع أطراف ثالثة، ورفع العقوبات عن القطاعات العامة السورية، بما في ذلك البنك المركزي، والكيانات الحكومية، والمسؤولون الحكوميون، ورفع العقوبات القطاعية، وإجراء التقارب الدبلوماسي التدريجي لاستعادة العلاقات مع سوريا، وإعادة فتح البعثات الدبلوماسية في دمشق والعواصم المعنية، وتسهيل عودة سوريا إلى المحافل الدولية واستعادة مكانتها في جامعة الدول العربية».

> ماذا عن {داعش}؟

أما المرحلة الرابعة من البرنامج، فتشمل «مكافحة داعش والجماعات الإرهابية، والتعاون في التصدي لتنظيم (داعش) والعناصر الإرهابية المماثلة، بما في ذلك في شرق سوريا، والمناطق الخاضعة لسيطرة النظام في جنوب سوريا والصحراء السورية، والتعاون في مواجهة المقاتلين الأجانب، وتبادل المعلومات الأمنية حول الجماعات الإرهابية، والروابط مع عناصر التجنيد الدولية، وشبكات التمويل، ووقف أنشطة الجماعات المتطرفة المرتبطة بإيران واستفزازاتها للطوائف السنية والأقليات العرقية في سوريا»، مقابل «التعاون مع النظام السوري وروسيا في مكافحة الإرهاب في شمال غربي سوريا، ومكافحة العناصر الإرهابية في شرق سوريا والتنسيق بين النظام و(قوات سوريا الديمقراطية) في التعامل مع سكان مخيم الهول، والمقاتلين الأجانب، وعناصر (داعش) المعتقلين وتمويل مشاريع إرساء الاستقرار والتعافي المبكر في المناطق المحررة من (داعش) والخاضعة لسيطرة النظام السوري».

في المرحلة الخامسة، يتم «إعلان وقف إطلاق النار في جميع أنحاء البلاد، وانسحاب جميع العناصر غير السورية من خطوط المواجهة والمناطق الحدودية مع دول الجوار، مما يؤدي إلى إعلان وقف العمليات العسكرية الكبرى وإعلان وقف إطلاق النار في كل أنحاء البلاد ووقف جميع العمليات العسكرية بما في ذلك القصف الجوي والغارات ووقف جميع العمليات الجوية العسكرية الأجنبية فوق سوريا، ما لم يكن ذلك في إطار عملية وقف إطلاق النار، واالتزام الشركاء على الأرض في سوريا والحلفاء الإقليميين (بما في ذلك تركيا) بوقف إطلاق النار المعلن في جميع أنحاء البلاد».

وفي المرحلة السادسة والأخيرة، يتم «انسحاب جميع القوات الأجنبية، والمشاركة الإيجابية مع البلدان المجاورة والالتزام بالاستقرار والأمن الإقليميين، بما في ذلك الوفاء بالالتزامات بموجب منظمة حظر الأسلحة الكيماوية، والحد من النفوذ الإيراني في أجزاء معينة من سوريا، وانسحاب جميع القوات الأجنبية والمقاتلين الأجانب من سوريا لما بعد عام 2011، وانسحاب القوات الأميركية وقوات التحالف من شمال شرقي سوريا، بما في ذلك من قاعدة التنف»، في المقابل يتم «فتح قنوات تنسيق بين الجيش السوري والأجهزة العسكرية والأمنية في دول الجوار لضمان أمن الحدود مع سوريا».

مسؤول أميركي لوفد كردي: ثلاثة أسباب لوجودنا شرق سوريا.... القوات التركية تحرك آليات عسكرية قرب نقاط التماس شرق الفرات

الشرق الاوسط... القامشلي: كمال شيخو... قال نائب المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا ديفيد براونشتاين في اجتماع مع قادة «المجلس الوطني الكردي» المعارض، إن الجيش الأميركي سيستمر بالوجود العسكري في شمال شرقي سوريا لثلاثة أسباب، تشمل منع عودة «داعش» وتأمين استقرار المنطقة ودعم العملية السياسية. وعقدَ براونشتاين اجتماعاً افتراضياً مع رئاسة «المجلس الوطني» أول من أمس (الأربعاء)، وبحث الجانبان عدة قضايا، على رأسها الوجود الأميركي والعملية السياسية والجهود الأميركية لإحياء المحادثات بين الأحزاب الكردية المتعثرة منذ نهاية العام الماضي. وقال المجلس في بيان: «بناءً على دعوة براونشتاين عقدت رئاسة المجلس اجتماعاً افتراضياً (أونلاين) وبحثنا الكثير من القضايا ذات الاهتمام المشترك». ونقل البيان تأكيد السفير الأميركي ثلاث نقاط رئيسية: بقاء وجود القوات الأميركية في شمال شرقي سوريا وسيستمر لمنع عودة تنظيم «داعش» وتنظيمات ثانية متطرفة، ودعم الحل السياسي وفق القرارات الدولية الخاصة بحل الأزمة السورية وتطبيق القرار 2254، والتزام واشنطن برعاية المفاوضات الداخلية بين أحزاب «المجلس الكردي» و«أحزاب الوحدة الوطنية» بقيادة «حزب الاتحاد الديمقراطي السوري». وقال رئيس المجلس الكردي سعود الملا، لـ«الشرق الأوسط» إنهم طلبوا من الجانب الأميركي تكثيف جهوده ومساعيه «وحرصه على الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة منعاً لأي تدخلات خارجية نظراً لتداعياتها ومخاطرها على الاستقرار»، في ظل استمرار وتيرة التهديدات التركية، ولفت إلى أن براونشتاين شدد على الالتزام بوثيقة الضمانات الموقَّعة بالأحرف الأولى منتصف العام الماضي بين طرفي الأحزاب الكردية، وأضاف: «حيث وقّعها قائد (قسد) السيد مظلوم عبدي، وضرورة تنفيذ مضمونها، ومن ثم العودة للجلوس إلى طاولة المفاوضات وحل القضايا الخلافية». وأضاف الملا: «بحثنا مسألة التهديدات التي يتعرض لها عوائل قوة (بيشمركة روج) داخل سوريا، إلى جانب إغلاق معبر سيمالكا الحدودي أمام سفر قيادات المجلس وأعضائه»، وذكّر بأن السفير براونشتاين كشف أن الفريق الدبلوماسي الأميركي سيعود قريباً إلى المنطقة، وسيعمل على تذليل العقبات التي تقف أمام إحياء المفاوضات الكردية. إلى ذلك، ذكر مدير المركز الإعلامي لقوات «قسد» فرهاد شامي، أن القوات التركية نشرت عدداً من الآليات العسكرية في ريف تل أبيض الغربي بالرقة ودفعت بتعزيزات عسكرية إلى خطوط المواجهة، و«استمرت المدرعات التركية في تحركاتها لأكثر من ثلاث ساعات متواصلة، كما شهد محور قرية أبو صرة بالريف الغربي لعين عيسى تحركات مماثلة استمرت نحو ساعتين في محاولة لاستفزاز قواتنا بتلك المنطقة». كما شهدت هذه المحاور تحشيدات من الفصائل السورية الموالية لتركيا وتمركز المئات من المقاتلين برفقة جنود أتراك ومدرعاتهم، في عدد من نقاط التماس في الريف الشمالي الغربي للرقة على محاور تل أبيض وعين عيسى، واتهم المسؤول العسكري فرهاد شامي هذه المحاولات بخلق أجواء من التوتر والاستفزاز، وأضاف: «قواتنا تحافظ على ضبط النفس وتلتزم باتفاقيات خفض التصعيد من جانب، لكن نحن على أهبة الاستعداد والجاهزية لأي طارئ في جانب آخر». من جهة أخرى قُتل عنصران من قوات الأمن الداخلي وأصيب مدني بانفجار عبوة ناسفة ببلدة هجين شرقي دير الزور.

واشنطن: أبلغنا الشركاء بعدم تشجيع التطبيع مع الأسد .. إعفاءات من «قانون قيصر» لتسهيل «التعافي المبكر»

الشرق الاوسط... واشنطن: إيلي يوسف... زيارة وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد آل نهيان، لدمشق، لم تشكّل مفاجأة لأحد. على الأقل هذا ما أعلنته وزارة الخارجية الأميركية، على لسان المتحدث باسمها نيد برايس، الذي أكد أن الوزير أنتوني بلينكن «تسنّى» له الحديث مع نظيره الإماراتي، الأسبوع الماضي في بريطانيا، وأن الزيارة لم تكن مفاجئة للولايات المتحدة. وأعاد متحدث باسم الخارجية في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط»، التأكيد على المواقف التي أوردها برايس، مشيراً إلى «قلق» واشنطن من «الإشارات» التي ترسلها هذه الزيارة، وأنها «لن تدعم جهود التطبيع أو تأهيل (الرئيس) بشار الأسد الديكتاتور الوحشي. وهي رسالة ناقشناها مع شركائنا في المنطقة بما في ذلك الإمارات أيضاً وأوضحنا لهم موقفنا». وأضاف أنه «فيما يتعلق بالولايات المتحدة، فلن نطبّع علاقاتنا أو نرفع مستواها مع نظام الأسد، وموافقة واشنطن على استثناء أنبوب خط الغاز عبر سوريا نحو لبنان، من عقوبات قانون قيصر، ليست رسالة تشجيع للتطبيع مع الأسد». لكنّ وزارة الخزانة الأميركية أصدرت قبل يومين «إعفاءات تتعلق بإجراء أنشطة ومعاملات تتعلق بالاستقرار والتعافي المبكر في سوريا»، بموجب «قانون قيصر: نفسه. وسمحت الإعفاءات للمقاولين ومنظمات المجتمع المدني والمتعاملين مع هيئات الأمم المتحدة التي تنفّذ مشاريع في سوريا، بتبادل تحويل الأموال وتلقيها، بما فيها من أميركيين، شرط الإبلاغ عنها مسبقاً». وحسب بيان الخزانة، فإن لوائح العقوبات السورية ذات الرقم 542.513 «تخوّل وفقاً لشروط معينة، الأمم المتحدة ووكالاتها وبرامجها وصناديقها والمنظمات ذات الصلة... المشاركة في جميع المعاملات والأنشطة التي تدعمها في سوريا، بما في ذلك أي أنشطة تتعلق بالاستقرار والتعافي المبكر». وقال المتحدث: «إن أهداف الولايات المتحدة في سوريا هي: توسيع وصول المساعدات الإنسانية، وهي الأولوية القصوى بالنسبة لنا، وهذا ما يقاومه النظام السوري ويعمل للحد منه. ومواصلة جهود الولايات المتحدة والتحالف الدولي ضد (داعش) و(القاعدة) والمجموعات الإرهابية في سوريا. ومحاسبة النظام بالحفاظ على المعايير الدولية فيما يتعلق بحقوق الإنسان، والالتزام مع حلفائنا وشركائنا والأمم المتحدة من أجل تحقيق حل سياسي دائم عبر دفع مسار التسوية المحدد في القرار الدولي 2254». من جهة أخرى، شددت فرنسا على أن الخطوة الإماراتية باتجاه دمشق «تعكس فعلاً سيادياً» لدولة الإمارات. وقالت المتحدثة باسم خارجيتها آن كلير لوغوندر، إن «فرنسا لا تعلّق على الخيارات السيادية للدول الشريكة لنا، لكنها تؤكد أنه لا توجد لديها الآن أي نية للتطبيع مع النظام السوري، في ظل استمرار انتهاكات حقوق الإنسان وتوقف العملية السياسية». وقال الدبلوماسي السوري المعارض بسام بربندي، إن غضّ نظر واشنطن عن الزيارة هو خطوة لتسليف موسكو موقفاً قبيل الحوار الاستراتيجي بين البلدين الذي سيبحث إبقاء طرق عبور المساعدات الإنسانية مفتوحة. وفي المقابل تتوقع واشنطن من دمشق أن تردّ بالمثل، بدعم أو ضغط من موسكو، ما قد يعني التوافق على خريطة طريق جديدة عبر سياسة «الخطوة مقابل خطوة».

اتفاق بين وزارة الكهرباء السورية وتجمع شركات إماراتية لإنشاء محطة كهروضوئية بريف دمشق

المصدر: RT وقعت وزارة الكهرباء السورية وتجمع شركات إماراتية على عقد لإنشاء محطة كهروضوئية بقدرة "300 ميغاواط" بريف دمشق. وبحسب وكالة "سانا" السورية، ستعمل المحطة باستطاعة 300 ميغا واط في منطقة وديان الربيع بالقرب من محطة توليد تشرين في ريف دمشق. وفي سياق متصل، ضمن إطار تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، سلم الوزير المستشار السوري، كنان زهرالدين، أوراق اعتماده قنصلا عاما لسوريا في إمارة دبي والإمارات الشمالية لمدير مكتب وزارة الخارجية والتعاون الدولي بدبي، راشد القصير. وتم الاتفاق خلال اللقاء على استمرار التواصل والتعاون لتيسير مصالح وشؤون أبناء الجالية العربية السورية المقيمة في دولة الإمارات العربية المتحدة. واستقبل الرئيس السوري بشار الأسد يوم الثلاثاء الماضي وزير الخارجية الإماراتي، عبد الله بن زايد آل نهيان، الذي زار العاصمة السورية، بزيارة رسمية تعد الأولى لمسؤول إماراتي رفيع منذ عام 2011. وأكد الأسد على العلاقات الأخوية الوثيقة التي تجمع بين سوريا والإمارات منذ أيام الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ونوه بالمواقف الموضوعية والصائبة التي تتخذها الإمارات. وشدد الأسد على أن الإمارات وقفت دائما إلى جانب الشعب السوري.

"سانا": حاجز للجيش يمنع رتلا للقوات الأمريكية من دخول مدينة القامشلي

أفادت وكالة "سانا" بأن حاجزا للجيش السوري اعترض رتل آليات عسكرية تابعا للقوات الأمريكية عند دوار الوفاء ومنعه من دخول مدينة القامشلي بالحسكة. وكشفت مصادر محلية لـ"سانا" أن "خمس آليات عسكرية تابعة لقوات الاحتلال الأمريكي حاولت دخول مدينة القامشلي عبر دوار الوفاء فاعترضها عناصر الجيش العربي السوري عند حاجز رشو الواقع جنوب غرب المدينة وأجبروها على التراجع والعودة من حيث أتت". وتصدى أهالي قرى وبلدات بريف الحسكة بمؤازرة من الجيش السوري للعديد من أرتال الجيش الأمريكي أثناء محاولته التحرك في المنطقة بالقرب من المناطق التي يسيطر عليها، وأجبروه على المغادرة والعودة بعد رشقها بالحجارة، حسب ما أفادت "سانا".

"موازين القوى" في سوريا.. هل بات موقف إيران صعبا؟

الحرة... ضياء عودة – إسطنبول.... تتسارع وتيرة الضربات الإسرائيلية للمواقع الإيرانية داخل سوريا على نحو غير مسبوق، في الوقت الذي تكثر فيه التكهنات بشأن ماهية المرحلة المقبلة، لاسيما على صعيد الميدان السوري، والتحركات التي تجريها ميليشيات طهران "في الخفاء" من الشرق وصولا إلى الغرب والجنوب. والضربات التي بلغ عددها سبعة خلال شهر واحد لم يعرف بالتحديد الغاية من حالتها المتواترة، فيما تتناقل وسائل الإعلام الإسرائيلية معلومات أمنية تفيد بأنها ترتبط بتحوّل التكتيكات الجديدة التي تتعبها إيران في سوريا، بما يخص عمليات إدخال الأسلحة من صواريخ وطائرات مسيرة وذخائر. وعلى الرغم من أن الاستهدافات التي تتعرض لها المواقع الإيرانية في سوريا ليست جديدة، إلا أن التوقيت الذي وقعت فيه يثير التكهنات ويطرح تساؤلات، والتي ينبني جزء كبير منها على فرضية "المشهد الصعب والمعقد" الذي قد تعيشه طهران بالفعل في سوريا، ومدى واقعيتها. وهذا المشهد يرى محللون وباحثون تحدث إليهم موقع "الحرة" أنه ينسحب إلى ميادين أخرى، أولها الميدان اللبناني وما يعيشه من ضغوط تمارس على "حزب الله" اللبناني، إضافة إلى الميدان السياسي الخاص بنظام الأسد والحراك العربي الحاصل بشأنه، فضلا عن الساحة العراقية والتي لا يمكن فصلها عما سبق أيضا. لكن هناك تباين في التأثير، ومدى ارتباط الملفات السابقة ببعضها البعض، من ناحية الضغط والضغط المتبادل، بحسب حديث المحللين. وقبل يومين زار وزير الخارجية الإماراتي، عبد الله بن زايد، دمشق والتقى برئيس النظام السوري، بشار الأسد، في تطور هو الأول من نوعه منذ عام 2011. وتلك الزيارة يدور الحديث عنها بالصورة العامة على أنها ستكسر عزلة الأسد، في محاولة لإعادته للحضن العربي، كما أنها ستكون بمثابة "اختبار" لجس نبض العلاقة التي بناها النظام السوري منذ سنوات طويلة مع حليفته الأساسية إيران. دبلوماسيا، رحبت إيران بزيارة، عبدالله بن زايد، إلى دمشق، وذلك خلال اتصال أجراه وزير الخارجية الإيراني، أمير عبداللهيان، ونظيره الإماراتي الخميس.، حيث اعتبرتها "خطوة إيجابية". وترتبط إيران والإمارات بعلاقات جيدة على المستويين الاقتصادي والتجاري. إلا أن أبوظبي خفضت من مستوى علاقاتها الدبلوماسية مع طهران في يناير 2016، بعد قطع السعودية علاقاتها مع الجمهورية الإسلامية.

"لن تتغير موازين القوى"

في تقرير لها في التاسع من نوفمبر الحالي قالت هيئة البث الإسرائيلية (كان 11) إن سبب تسارع الهجمات الإسرائيلية في سوريا، خلال الأيام الماضية يعود إلى "ازدياد عمليات نقل شحنات الأسلحة المتطورة من إيران إلى حزب الله قبل بدء فصل الشتاء". وأضافت أن إيران تحاول تسريع عمليات نقل الأسلحة من دمشق إلى "حزب الله" في لبنان، الأمر الذي أدى إلى تكثيف الضربات. وذكرت صحيفة "هآرتس" أن الهجمات على شحنات الأسلحة والمصالح الإيرانية في سوريا "لا يبدو أنها تشكل مصدر قلق كبير للأسد، كما أن روسيا تغض الطرف عن ذلك". بينما برر مسؤولون في جهاز الأمن الإسرائيلي تزايد تلك الهجمات بأنه "تجري في سوريا عدة محاور مقلقة، من دون موافقة الروس وخلافا لموقف الرئيس السوري، بشار الأسد، وتدل على جهد إيراني للاستقرار في هذه الدولة"، حسبما نقل عنهم المحلل العسكري في موقع "واللا"، أمير بوحبوط. ويرى الباحث في مركز "عمران للدراسات الاستراتيجية"، نوار شعبان، أن الأمور الحاصلة حاليا يمكن أن "تؤثر على التواجد الإيراني المباشر في سوريا. وهذا أمر منطقي، سواء من خلال الضربات المتسارعة أو دخول بعض دول الخليج على خط إعادة العلاقات مع الأسد". لكن شعبان يضيف مستدركا: "هل تواجد إيران ينحصر في النفوذ العسكري الواضح؟ وهل هناك أي توضيحات حول عمل المستشارين في سوريا سواء في القصر الجمهوري أو القواعد العسكرية التابعة للجيش السوري؟ هذا الأمر تم تجاوزه، والنفوذ الإيراني امتد وتوسع وتشعّب". ويستبعد الباحث السوري في حديث لموقع "الحرة" أن يؤثر دخول دول الخليج بعد فتح خط العلاقة مع الأسد بشكل مباشر على النفوذ الإيراني في سوريا، والذي تعدى العسكرة لينسحب إلى الحوكمة والاقتصاد والنفوذ السياسي، إلى جانب الحلفاء المحليين في مجلس الشعب، وغير ذلك بكثير. من جهته لا يعتقد الباحث في مركز كارنيغي للشرق الأوسط، مهند الحاج علي، أن "هناك خطرا يتمثل بعلاقات سوريا العربية على إيران وحزب الله اللبناني". ويوضح في حديث لموقع "الحرة" أنه "على العكس أعتقد أن أقصى ما يمكن أن تصل إليه الأمور أن تلعب سوريا دورا مكملا لإيران في هذا الموضوع". وفي ما يخص تسارع وتيرة الضربات الإسرائيلية، يرى الباحث اللبناني أن هذا الأمر "له علاقة عمليا بتنسيق إسرائيلي- روسي، حيال الوضع الإيراني في سوريا، ومحاولة تحجيمه". ويضيف: "بشكل عام هذا هو الجو"، مستبعدا في سياق آخر أن يؤثر ما تشهده الساحة اللبنانية على المناورات الإيرانية في سوريا، خاصة أن "مشروع إيران في سوريا هو إبقاء النظام وإيجاد موطئ قدم طويل الأمد. هذا الأمر تحقق بالفعل".

"لا توجد قدرة"

منذ سنوات طويلة سواء قبل عام 2011 أو بعده وصفت العلاقة بين النظام السوري وإيران بأنها كـ"التوأم السيامي" أو "علاقة الزواج الأبدي"، بمعنى لا يمكن فصل أي منهما عن الآخر، وذلك لعدة اعتبارات. وأولى هذه الاعتبارات يرتبط بنفوذ طهران العسكري على الأرض، إضافة إلى النفوذ الذي تعدى إلى الاقتصاد والسياسة والحياة الاجتماعية بجزء كبير أيضا. وبينما تلتزم طهران برواية رسمية واحدة أن وجودها في سوريا "يقتصر على المستشارين العسكريين"، تقول تقارير استخباراتية غربية إن ميليشياتها تنتشر في معظم المناطق السورية، لكن بشكل "خفي" بعيدا عن الإعلان. وبحسب الباحث السوري، نوار شعبان: "الأسد في الوقت الحالي ليس لديه القدرة على تغير سياسته مع إيران". ويشير إلى أحداث سابقة كان هدفها الضغط على إيران، لكنها لم تحقق الأهداف المرجوة منها. ويضيف: "اليوم هناك تغييرات قد تؤثر على التواجد العسكري المباشر، لكنها لن تقود بالضرورة إلى الإبعاد الكامل أو الانسحاب. إيران وضعت خططا في حال تعرضها للضغوط، وهذا الأمر لم ولا يستوعبه أحد حتى الآن". في المقابل يقرأ الكاتب والصحفي اللبناني، منير ربيع، الموقف الإيراني في المنطقة العربية، أو العواصم التي تدعي طهران السيطرة عليها (اليمن، العراق، سوريا، اليمن) بأنه "تصعيدي، ويهدف إلى استباق المفاوضات حول الاتفاق النووي". ويوضح ربيع في حديث لموقع "الحرة" قوله: "الآن تلجأ إيران إلى كافة سبل التصعيد لتعزيز أوراقها على طاولة المفاوضات". وبغض النظر عن العراق ولبنان يرى الكاتب اللبناني أن "مسألة سوريا هي المعقدة. إيران ستقاتل بكل ما أوتيت من قوة للبقاء فيها". وشهدت الأسابيع الماضية جولات وزيارات لمسؤولين إسرائيليين لروسيا تحت شعار "تحجيم الدور الإيراني" في سوريا، بينما، في المقابل، كان هناك زيارة لوزير خارجية الإمارات، "في تطور عربي بارز وخاصة خليجي تحت شعار استعادة الأسد للحضن العربي". ويضيف ربيع: "أعتقد لا يوجد قدرة على استعادة الأسد للحضن العربي، لأن إيران متمكنة جدا في مفاصل النظام السوري وفي بنيته ككل، وبالتالي سنكون أمام المزيد من مشاهد التعقيد السياسي، سواء في سوريا أو بانعكاسات هذا الوضع على لبنان". ويشير الكاتب إلى أن الضغوط التي تشهدها الساحة اللبنانية سياسيا واقتصاديا وماليا ستكون مستمرة، "بانتظار فهم فحوى جولات التفاوض الإيرانية الأميركية، وما إذا ستنعكس على المنطقة، سواء بالتفاهم أو التصعيد".

"الموقف يزداد صعوبة"

في غضون ذلك اعتبر الخبير الاستراتيجي الأردني، الدكتور عامر السبايلة أن "الموقف الإيراني يزداد صعوبة بلا شك"، مشيرا إلى أن "المشهد الآن معقد كثيرا بالنسبة للإيرانيين، لكنه يدفعهم لإيجاد ساحات للتصعيد، وبالتالي محاولة احتواء كل هذا الضغط". ويربط السبايلة الضغط الممارس على إيران بعدة مسارات، وليس فقط في سوريا. ويضيف في حديث لموقع "الحرة": "بدأ بعقوبات اقتصادية ومن خلال عمليات داخلها، إلى جانب خلق مناخات سلبية في الداخل الإيراني على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والسياسي، ومن ثم تطور الأمر إلى ملف وسط آسيا وأذربيجان وأفغانستان". فضلا عن ذلك هناك ضغوطات بدت ملامحها واضحة في العراق، بعد خسارة حلفاء إيران للانتخابات، وتبع ذلك التحذير من الفوضى السياسية وخطر عودة "داعش"، وصولا إلى الوضع الأمني في المنطقة بشكل عام، والاقتصادي والسياسي الهش في لبنان، وما يوازي ذلك من تحركات للبحث عن مخرج للأزمة السورية، المستمرة منذ عشرة أعوام. ويتابع الخبير الاستراتيجي قوله: "كل المشهد معقد، ويزيد منه الاستهدافات المباشرة لإيران خارج حدودها الجغرافية عبر عمليات عسكرية وداخلها عبر عمليات سايبر". ويصب ما سبق "في توسيع رقعة الأزمة على إيران، وإحداث خلل في كل مناطق نفوذها، بالتوازي مع إحداث خلل في داخلها". ويوضح السبايلة أن "الواقع يشير إلى أن طهران ستتجه للتصعيد في بعض المناطق لتضع نفسها على خارطة المنطقة، واعتبار أن قبول عودتها إلى المفاوضات النووية يكون على إبقاء قواعد اللعبة القديمة، بالرغم من صعوبة ذلك". ويرى الكاتب اللبناني، منير ربيع، أن "زيادة ورفع وتيرة الضربات على المواقع الإيرانية في سوريا له علاقة بأهداف سياسية وتقنية وعسكرية إسرائيلية، ولا أعتقد أن الوضع سيتغير في سوريا خلال المرحلة المقبلة". ويضيف أن "الضربات الإسرائيلية في سوريا هي مسألة تمتد على سنوات، صحيح أن الإسرائيلي لديه مجموعة أهداف أساسية في سوريا، لكن أستبعد أن ذلك سيؤدي إلى الدخول بمرحلة جديدة تتعلق بتغيير موازين القوى على الأرض".

المرصد السوري: مقتل 5 من عائلة واحدة في غارة روسية على إدلب

الحرة – دبي... مقاتلات روسية شنت نحو 20 غارة على قرى وبلدات في محافظة إدلب... سقط 15 مدنيا بين قتيل وجريح في قصف روسي علي محافظة إدلب السورية، وذلك بعد توقف القصف على مناطق "خفض التصعيد" لنحو 5 أيام، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وأوضح المرصد أن 5 مدنيين من عائلة واحدة قد قتلوا في غارة للطيران الروسي أصابت منزلهم على أطراف بلدة بروما، ومفرق الهباط، بريف إدلب الشمالي. وتتكون الأسرة من أب وأم وطفليهما، وابن أخ الأب، وهم من عائلة نزحت من قرية البرقوم بريف حلب الجنوبي. بحسب المرصد. وأشار المرصد إلى أن هناك 10 جرحى على الأقل، موزعين على نقاط طبية متفرقة، بعضهم في حالة خطرة. ويقيم في محافظة إدلب، شمال غرب سوريا، أكثر من 4 ملايين مدني، ومنهم مليونين في مخيمات النازحين، بحسب إحصائيات الأمم المتحدة. وتعاني الغالبية منهم من أوضاع مأساوية للغاية، في ظل استمرار العمليات العسكرية من جانب النظام السوري وروسيا، وانعدام فرص العمل في المنطقة المحاصرة التي يتواجدون فيها.

 



السابق

أخبار لبنان... تحذير إسرائيلي: حزب الله سيدفع ثمنا باهظاً إن هاجمنا.. إجراءات خليجية جديدة ونصرالله يصعِّد...الخلافات اللبنانية والأزمة مع الخليج تفرمل زخم الحكومة.. عون: 82٪ من اللبنانيين فقراء.. الهوة تتسع بين الحكومة وحزب الله.. والملفان عالقان!.. "اللجان الوزارية" تُصرّف الأعمال... وميقاتي "يحاور ولا يحيد"... نصرالله للّبنانيين: عضّوا على الجراح!..هل يكون «لبنان المتجمّد الكبير» في شتاء 2022؟..

التالي

أخبار العراق... القضاء العراقي: لا دليل قانونياً على تزوير الانتخابات.. تشكيل أول كتلة مستقلة في البرلمان العراقي المقبل.. العراق بعد زيارة قآني.. "اتفاق تهدئة" وشبح محاصصة طائفية جديدة..الطائرات المسيرة.. "تهديد متصاعد" للأمن في العراق..

ملف خاص..200 يوم على حرب غزة..

 الأربعاء 24 نيسان 2024 - 4:15 ص

200 يوم على حرب غزة.. الشرق الاوسط...مائتا يوم انقضت منذ اشتعال شرارة الحرب بين إسرائيل و«حماس» ع… تتمة »

عدد الزيارات: 154,160,472

عدد الزوار: 6,937,524

المتواجدون الآن: 117