وليامز لـ «الحياة»: من الملحّ أن تعمل «يونيفيل» بحرية ولا أحد يريد العودة بالجنوب الى مرحلة السبعينات

تاريخ الإضافة الأربعاء 7 تموز 2010 - 6:11 ص    عدد الزيارات 3607    التعليقات 0    القسم محلية

        


وليامز لـ «الحياة»: من الملحّ أن تعمل «يونيفيل» بحرية ولا أحد يريد العودة بالجنوب الى مرحلة السبعينات
 
بيروت - وليد شقير

ورفض وليامز الدخول في تفاصيل الاختلاف في تفسير القرار 1701 وتعارض موقف «يونيفيل» مع الجيش اللبناني حول حركتها في الجنوب تاركاً معالجة الأمر للقاءات التي يجريها قائد «يونيفيل» الجنرال البرتو أسارتا مع قائد الجيش العماد جان قهوجي في اجتماعهما، مشيراً الى جهود لتبديد قلق الدول المشاركة في القوات بعد هذه الحوادث، ومؤكداً «لا نستطيع تحمّل تكرار مثلها».

وإزاء التفسيرات التي ربطت بين الحوادث التي حصلت وبين المحكمة الدولية قال وليامز في حديث إلى «الحياة» أمس أن المحكمة أصبحت جسماً مستقلاً عن الأمم المتحدة. وعن الربط بين الحوادث وبين ما نقل عن لسان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي قال إنه لا يعتقد أن القرويين في الجنوب يتلقون تصريحات الرئيس ساركوزي. ونفى وليامز أن تكون هناك أي نية لتعديل قواعد الاشتباك في عمل «يونيفيل».

وهنا نص الحوار مع وليامز:

> هل أنت راضٍ عن مساعي احتواء الحوادث التي حدثت بين «يونيفيل» وبعض الأهالي في الجنوب والتي حصلت الأسبوع الماضي؟

- أولاً الحوادث كانت جدية جداً، سواء التي حصلت خلال التمارين (التي قامت بها يونيفيل) وكانت حوادث عديدة وثم من بعدها الحادث الذي حصل في قرية تولين السبت الماضي صباحاً، ناقشت ذلك بتوسع مع قائد «يونيفيل» الجنرال ألبرتو أسارتا. وكما تعلمون كانت لديه اجتماعات عدة مع (قائد الجيش) الجنرال جان قهوجي وسنجتمع أواخر الأسبوع مع رئيس الحكومة سعد الحريري. وسألتقي غداً (اليوم) وزير الدفاع الياس المر.

وأعتقد أن الجنرال أسارتا سيحاول القيام بمبادرات عدة في الجنوب وسيجتمع الخميس مع أهالي المنطقة والقيادات المحلية لأننا لا نستطيع تحمّل تكرار مثل هذه الحوادث، وكما تعلمون فإن التقرير حول تطبيق القرار الدولي 1701 أرسل الى مجلس الأمن وأصبح علنياً وسأسافر آخر الأسبوع الى نيويورك وستتم مناقشته في المجلس في 14 الجاري. وأنا متأكد من أن أعضاء المجلس سيكونون قلقين في شأن هذه التطورات خصوصاً دولة مثل فرنسا التي هي في الوقت نفسه واحدة من الدول الخمس الدائمة العضوية في المجلس. وإحدى الدول الأكثر أهمية المشاركة في «يونيفيل».

بعض الخطوات اتخذت للتعاطي مع الحوادث وهناك أخرى تحتاج لاتخاذها من الأطراف كافة لأن أي تكرار لهذه الحوادث سيكون بصراحة مزعجاً للأمين العام ولأعضاء المجلس والدول المشاركة في القوات، ولا أعتقد أن هذا في مصلحة لبنان.

لقد جلبت «يونيفيل» وبوضوح، الاستقرار الى جنوب لبنان في شكل لم يعرفه الجنوب لثلاثة عقود. وأعتقد أن لا أحد يريد العودة أبداً الى الوراء، والى هذه المراحل التي بدأت في السبعينات، مروراً بالثمانينات حتى العام 2000 حين كانت القوات الاسرائيلية موجودة في لبنان.

> قلت إن بعض هذه الحوادث كان منظماً. ماذا تعني بذلك ومن ينظمها ولماذا؟

- حين تكون لديك قوات أجنبية في بلد ما، سواء كانت تحت علم الأمم المتحدة أم تحت أي صيغة لا بد من أن تقع بعض الاحتكاكات. مثلاً حين تزور الجنوب تدرك كم أن الطرقات فيه سيئة، حتى بالمقاييس اللبنانية. وأحياناً تقع حوادث سير، لا يمكن تجنبها. و«يونيفيل» لديها الكثير من الآليات، وهذا يقود الى احتكاكات وبعض الحوادث، والمرء هنا يستطيع تفهم قلق الأهالي. وقد تكون هناك ضرورة لأن تبذل «يونيفيل» مجهوداً كبيراً كأن تعطي تعليمات الى جنودها ليكونوا حساسين للعادات المحلية والاعتقادات والتقاليد وطريقة الحياة، لكن الجنود بشر.

وقد تحصل حوادث معزولة لهذا السبب. أما في ما يتعلق بالتمارين التي قامت بها «يونيفيل» وكانت تمارين كبيرة كان فيها بين 4 و 5 آلاف جندي حصلت بعض الحوادث سببها بعض الأهالي المحليين الذين لم يكونوا مرتاحين من أن الشاحنات والآليات كانت تدخل القرى وما شابه. ولكن في الإجمال فإن «يونيفيل» تقوم بما في وسعها للتصرف بتفهم للحساسية المحلية والجنرال أسارتا يعمل في مناقشاته مع القيادات المحلية للدفع في هذا الاتجاه. الا أن مع هذا فإن عدد الحوادث أثناء التمارين كان كبيراً أي حوالى 24 حادثاً. ان حصول 4 أو 5 أو 6 حوادث مفهوم، لكن حصول 24 حادثاً مسألة مزعجة. وأحياناً كان عدد الأشخاص (من الأهالي) المشاركين عالياً أي كان هناك أحياناً 50 شخصاً (يحتجون) في بعض الحالات وفي بعضها 100 شخص. لم يكن الأمر أن شخصاً وقف الى جانب الطريق وأخذ يصرخ ويتذمر.

> قلت في آخر تصريح لك أن تمارين «يونيفيل» كانت جزءاً من تحركها العادي فيما من الجهة الثانية قيل أن الجيش لم يوافق على المشاركة في المناورة وأراد هدفاً آخر للمناورة وبما أنه لم يشارك ليس مسموحاً لـ «يونيفيل» أن تقوم بالتمرين من دون مشاركة الجيش. هل هناك سوء تفسير للقرار 1701 ولقواعد الاشتباك أم ماذا؟

- لن أدخل في التفاصيل لأنها تناقش بين «يونيفيل» والجيش اللبناني وبين الجنرال أسارتا ونظرائه. وهو اجتمع أمس (الإثنين) مع الجنرال قهوجي، هناك تعاون وثيق بينهما، من وجهة نظري السياسية كممثل للأمم المتحدة في لبنان أريد لهذا التعاون أن يكون وثيقاً جداً قدر الإمكان، ولكن في الوقت نفسه من الملحّ لـ «يونيفيل» كي تقوم بعملياتها وتنفذ ولايتها بالكامل بحسب 1701 أن تكون لها حرية العمل.

> هل التقيت «حزب الله» في اطار جهود احتواء هذه الحوادث؟

- ألتقي «حزب الله» في شكل منتظم، ولم نلتق خلال هذا الأسبوع بعد حصول الحوادث. لكن في اجتماعاتنا العادية أحد عناوين النقاش كان دائماً الوضع في الجنوب وكيف يحتاج الأمر الى أن يساهموا من جهتهم في محاولة تفادي حوادث خطيرة. مثلاً تحدثت سابقاً معهم عن التظاهرات على الخط الأزرق والأحداث التي وقعت في تموز (يوليو) السنة الماضية في خربة سلم بعد انفجار مخزن أسلحة، حيث حصلت تظاهرات. وأنوي مواصلة هذه المناقشات مع «حزب الله».

> ظهر بعض التفسيرات لأسباب هذه الحوادث سياسياً. بعضهم ربط الأمر بالمحكمة الدولية والبعض الآخر بالعقوبات على ايران ومن الجهة المقابلة بتصريحات الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي حينما طالب اسرائيل بضمان أمن الوحدات الفرنسية في الجنوب. ما رأيك بها؟

- من الصعب التعاطي معها، لأنني أتساءل الى أي حد يتلقى القرويون في تولين آراء الرئيس ساركوزي. بعض أسباب ما حصل ممكن، ولهذا الجنرال أسارتا حريص على أن يتطرق خلال الأيام والأسابيع المقبلة اليها، لأنه يدرك كم هو مهم البحث فيها. هل هناك أسباب خارجية؟ من الصعب علي أن أقومها. والمحكمة ليست مؤسسة تابعة للأمم المتحدة على رغم أن جسم أنشئ بموجب قرار مجلس الأمن. إنها جسم مستقل؟

> كيف ستؤثر الحوادث على المناقشات في 14 الجاري في مجلس الأمن حول تقرير 1701؟

- سيكون لها أثر كما هو واضح، وكذلك في أواخر آب (اغسطس) لدينا مناقشات التمديد لـ «يونيفيل». أتوقع أن تبدي دول مشاركة في القوات والمجلس قلقها ولا سيما فرنسا، والمجلس فيه دول أخرى مشاركــة مثـــل تركيا. طبيعـــي أن تكون قلقة. لكن آمل بأن نتمكن مــــن سلوك اتجاه يبدد قلقها وأن تقــــول ان هذه الحوادث مؤسفـــة جـــداً لسوء الحظ وأن الجميع قلق، «يونيفيل» والحكومة اللبنانية والجيش اللبناني، يسعون بأقصى ادراك، بما يؤدي الى تفادي تكرارها. ولهذا السبب من المهم جداً أن يسوى الوضع مجدداً في الجنوب.

> هل من توقعات أن تطرح الدول المشاركة في «يونيفيل» أي تغيير في المهمات وفي قواعد الاشتباك؟

- لا على الإطلاق، وبالطبع ما زال أمامنا 6 أسابيع قبل التجديد للقوات. لكن من نافل القول إن أي دولة ديموقراطية مثل فرنسا، ايطاليا، اسبانيا أو تركيا أو اندونيسيا أو أي دولة مشاركة في القوات، تتحمل حكوماتها التي تنشر قوات في الخارج، إحدى أكبر المسؤوليات. أنا عملت في الحكومة البريطانية، وهذا من المسؤوليات الجسيمة لأي حكومة وعليك أن تقوم بأقصى ما تستطيع لحماية الجنود خصوصاً في عملية حفظ سلام كهذه، ولذلك فإن المشاركين في القوات يقلقون حين يرون حوادث من هذا النوع هذا أمر أفهمه وطبيعي.

> ثمة مزاعم بأن تحركات «يونيفيل» داخل القرى مرتبطة بمعلومات اسرائيلية عما يحصل في هذه القرى؟

- الجنرال أسارتا وسلفه الجنرال غراتسيانو يلتقيان الإسرائيليين بانتظام وشهرياً وهم يقدمون ادعاءات لي ولهما. لكن «يونيفيل» لديها فهمها الخاص بها للوضع في الجنوب. وهي تعتقد في ما يخص الأسلحة انه ليس هناك وجود واضح للأسلحة في الجنوب.

> قلت إنك ستطرح مسألة ترسيم الحدود المائية بين لبنان واسرائيل. هل من اقتراحات محددة ستطرحها في نيويورك في هذا الصدد؟

- هذا أمر طرح أثناء المحادثة بيني وبين الرئيس نبيه بري ونحن بالطبع تابعنا الاهتمام الجدير بالاعتبار هنا في البرلمان والصحافة في شأن الحدود المائية، وطبعاً كان هناك اهتمام كبير في احتمال قوي لوجود غاز وبترول في عرض البحر. وهذا يجب أن يكون وهناك بعض الدلائل لوجود توقعات بوجودها وهو أمر قد يكون ذا منفعة هائلة للشعب اللبناني.

اذا كان هناك من حقول نفط وغاز سيكـــون من الأساسي أن يحــدد لبنان حدوده المائية. وعما اذا كان هذا دور يجـــب أن تلعبــــه الأمم المتحدة فلست متأكداً من ذلك. وهذا يحتاج الى طلب رسمي من الحكـــومة اللبنانية بالدرجة الأولى، ومن ثم سأحتــــاج الى مناقشـــة ذلك مع الأمين العام ومكتب القضايا القانونية. وهناك حالات كهذه إذ كانت الأمم المتحدة معنية فيها.

> هل ناقشت هذه الأمور مع الإسرائيليين؟

- لا أبداً. ولم تحصل مناقشات أخيراً بيني وبين الإسرائيليين. وأعتقد أن الشهر المنصرم شهد اهتماماً بالموضوع في لبنان وكان هناك قلق، من أن حقوق لبنان لن تحترم من قبل اسرائيل، بغياب الحدود المائية. وأنا أتفهم هذا القلق اللبناني.


المصدر: جريدة الحياة

ملف خاص..200 يوم على حرب غزة..

 الأربعاء 24 نيسان 2024 - 4:15 ص

200 يوم على حرب غزة.. الشرق الاوسط...مائتا يوم انقضت منذ اشتعال شرارة الحرب بين إسرائيل و«حماس» ع… تتمة »

عدد الزيارات: 154,111,345

عدد الزوار: 6,935,238

المتواجدون الآن: 93