استيعاب شيعي لتداعيات إشكال «يونيفيل» وأوروبيون يسألون عن «ثقافة» التحريض

تاريخ الإضافة السبت 3 تموز 2010 - 6:31 ص    عدد الزيارات 3459    التعليقات 0    القسم محلية

        


استيعاب شيعي لتداعيات إشكال «يونيفيل» وأوروبيون يسألون عن «ثقافة» التحريض
 
بيروت - محمد شقير

وكشفت المصادر نفسها ان الإشكالات التي حصلت الأربعاء بين الأهالي ووحدات من «يونيفيل» في عدد من البلدات الواقعة في منطقة العمليات المشتركة للقوات الدولية والجيش اللبناني في عدد من البلدات في قضاءي بنت جبيل ومرجعيون على خلفية اعتراضهم على مناورة بدأت «يونيفيل» تنفيذها تحاكي إطلاق صواريخ بالطاقة القصوى من الأراضي اللبنانية كانت مدار بحث بين قيادتي «أمل» و «حزب الله» في الجنوب.

ولفتت المصادر الى أن ردود الفعل كانت عفوية وغير منظمة، موضحة أن لا مصلحة وخصوصاً لـ «حزب الله» في الدخول في إشكال مع «يونيفيل» خصوصاً قبل أيام من مناقشة مجلس الأمن تقرير الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في شأن تطبيق القرار 1701 الذي يتزامن هذه المرة مع التجديد لـ «يونيفيل».

وتابعت المصادر: «لو افترضنا ان ردود الفعل كانت منظمة، مع ان هذا الاعتقاد غير صحيح، فإن لا مصلحة لحزب الله في اختيار هذا التوقيت للدخول في صدام مع «يونيفيل» من خلال دفعه الأهالي الى الاحتكاك بالوحدات التابعة لها. لا سيما انه سيؤثر في مضمون التقرير». وأخذت المصادر على قيادة «يونيفيل» موافقتها على القيام بمناورة تحت عنوان «محاكاة إطلاق الصواريخ بالطاقة القصوى من الأراضي اللبنانية»، وانطلاقاً من الاعتبارات الآتية:

- عدم التنسيق بين «يونيفيل» وقيادة الجيش اللبناني التي أخذت علماً بنية «يونيفيل» القيام بمناورة شاملة في منطقة العمليات في جنوب الليطاني من دون أن تشارك فيها.

- ان توقيت القيام بالمناورة مع بدء فصل الصيف يدعو الى القلق ومن شأنه أن يخلق جواً من الحذر في قرى الجنوب يمكن أن يؤثر سلباً في ارتيادها من جانب اللبنانيين عموماً والجنوبيين خصوصاً.

- ان توغل «يونيفيل» في عمق القرى، وتحديداً في شوارعها الداخلية، يمكن أن يتسبب بحساسية لدى الأهالي باعتبار ان النص الوارد في القرار 1701 يحصر تحرك «يونيفيل» في الطرقات العامة والتنسيق مع الجيش في حال اضطرت الى تسيير دوريات داخل الأحياء...

- كان يفترض بقيادة «يونيفيل» التريث في ضوء الأجوبة التي تلقاها المترجم اللبناني الذي يعمل لديها في الناقورة من رؤساء البلديات الذين أبلغوه عندما أعلمهم بنياتها القيام بمناورة بضرورة التنسيق مع قيادة الجيش بدلاً من الاتصال بهم مباشرة.

- وجود حذر يمكن ألاّ يبرر رد الفعل على المناورة، لكنه يأتي في محله ومرده أنه كان يفترض بقيادة «يونيفيل» تنفيذ مناورة متوازنة وألاّ تحصرها في الجنوب تحت عنوان محاكاة إطلاق صواريخ بالقوة القصوى وانما تعمل على تحديدها باتجاه ما هو المطلوب في حال لجوء اسرائيل الى خرق الحدود على نطاق واسع. وفي هذا السياق فإن الإشكالات المتنقلة بين «يونيفيل» والأهالي حضرت بامتياز في لقاء رئيس المجلس النيابي نبيه بري وممثل الأمم المتحدة في لبنان مايكل وليامز في حضور المستشار الإعلامي للأول علي حمدان ومسؤول العلاقات الخارجية في «أمل» طلال الساحلي، مع ان الاجتماع بينهما تقرر قبل حصول هذه الإشكالات.

ونقلت مصادر نيابية عن بري تأكيده أنه مر على علاقة «يونيفيل» بأبناء الجنوب أكثر من ربع قرن وهي جيدة وبناءة وهناك رغبة في تطويرها وتعزيزها بما يخدم لبنان في استكمال تحرير أرضه. وإذ شدد على ضرورة التنسيق بين قيادة الجيش و«يونيفيل»، أكد في المقابل أن لا نيات مبيتة من أبناء الجنوب ضد القوات الدولية وان ما حصل أخيراً ما هو إلا اشكال يجب أن نعمل جميعاً لتطويق تداعياته ومنع تكراره. وأوضحت المصادر أن بري سيبلغ موقفه هذا الى قائد قوات «يونيفيل» الجنرال البرتو أسارتا في اجتماعهما في الساعات المقبلة.

وفي شأن موقف «يونيفيل» من هذه الإشكالات، أبدت جهات أوروبية مشاركة فيها، مخاوفها من وجود مخطط يهدف الى تغيير قواعد الاشتباك في الجنوب، من دون أن تدخل في تحديد الجهة الراغبة في فرض ذلك على الأرض. وسألت عن الجدوى السياسية من لجوء بعض الى تعميم «ثقافة» التحريض على «يونيفيل» والتعرض لدورياتها بذريعة توغلها في الأحياء الداخلية؟ مؤكدة في الوقت نفسه ان المحاولات لترويض «يونيفيل» من هنا أو هـناك لـن تـرى النـور وستصطدم بإصرار المجـتمع الـدولي على تـطبيق القرار 1701.

واعتبرت أن ما حصل وأدى الى صرف النظر عن استكمال المناورة من دون أن يصدر بيان عن «يونيفيل» في هذا الخصوص لن يغير من العناوين الرئيسة للتقرير الذي يعرضه بان كي مون على الأمم المتحدة، بمقدار ما انه سيضغط باتجاه تضمينه فقرة خاصة بهذه الإشكالات مع الإيحاء بأن بعض ردود الفعل جاء عفوياً وبعضها الآخر كان منظماً...

وسألت الجهات الأوروبية عن المصلحة في استمرار الاحتكاك بين «يونيفيل» والأهالي؟ وعن المستفيد من توتير الأجواء فيما تعمل القوات الدولية للحفاظ على التهدئة وخفض منسوب التوتر وبالتالي التقليل من الترويج لخريف ساخن جنوباً؟

وكان وليامز قال بعد لقائه بري أنه عبّر له عن قلقه من الأحداث التي حصلت جنوباً، «حيث جرى انتهاك حرية حركة قوات يونيفيل وهذا يقلق الأمم المتحدة والدول المشاركة في القوات، وعلينا تأكيد أن حرية حركة يونيفيل يجب أن تكون محترمة بالكامل وأن التدريبات التي تجريها في المنطقة من ضمن مهمتها وعملها الطبيعي ويجب احترام المهمة»، مشيراً الى أن الجيش اللبناني «ساعد على تخفيف التوتر».

وأضاف وليامز أن «الرئيس بري وأنا اتفقنا على أن نعمل بجهد لتفادي تكرار ما حصل وعلى جميع الأفرقاء أن يشاركوا في منع تكرار ما حصل والعمل على تخفيف التوتر وباعتقادي أن مندرجات القرار 1701 تشكل ضمانة لعدم عودة الصدام وان قوات يونيفيل عامل أساسي بوجودها وانتشارها في الجنوب وبالتنسيق والتعاون مع الجيش اللبناني يؤمنان تطبيق القرار 1701 وهذا يعود بالفائدة على لبنان واستقرار المنطقة».

وأضاف إن بري أكد له «بقوة حرص لبنان على أفضل العلاقات والتعاون مع قوات يونيفيل على المستوى الشعبي والرسمي، ورحبت بحرارة بهذا التأكيد وأنا متأكد من أن العلاقات بين يونيفيل والشعب في الجنوب ستبقى موضع ثقة ووئام». وأشار الى أن بري «أثار معي عملية ترسيم الحدود البحرية وأكدت له إني سأنقل ذلك في نيويورك الى المسؤولين المعنيين».

ووزع أن بري «أكد ضرورة عدم إعطاء ما جرى حجماً أو تفسيراً آخر تُغطى من خلاله كل الخروق الصارخة للقرارات الدولية التي ارتكبت وترتكب من قبل إسرائيل سواء جواً أو براً أو بحراً».


المصدر: جريدة الحياة

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,653,012

عدد الزوار: 6,906,858

المتواجدون الآن: 119