مصر تنصح بعدم استفزازها و"حماس" تتهمها بإجهاض المصالحة

رام الله ـ أحمد رمضان

تبادلت وزارة الخارجية المصرية وحركة "حماس" أمس حملة اتهامات هي الاعنف من نوعها منذ رفض حركة "حماس" التوقيع على الورقة المصرية للمصالحة في تشرين الاول (اكتوبر) الفائت. وجاءت الحرب الكلامية بين الطرفين اثر تصريحات أدلى بها القيادي في الحركة محمود الزهار دعا فيها الى استبدال الوساطة المصرية للمصالحة بأخرى عربية.
وأعرب الناطق باسم حركة "حماس" فوزي برهوم عن استهجانه ما اعتبره "تصلب الجانب المصري غير المبرر في موضوع المصالحة الفلسطينية أمام ملاحظات "حماس" على الورقة المصرية الأمر الذي أحدث تعثراً واضحاً في جهود المصالحة".
وقال برهوم في تصريح امس ان "مصر رفضت التعاطي مع الجهد الذي بذله الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى لتذليل العقبات لإنجاح جهود المصالحة"، لافتاً إلى تراجع الرئيس محمود عباس عن إرسال وفد من الفصائل الفلسطينية بقيادة رجل الأعمال الفلسطيني منيب المصري إلى غزة للتوصل الى تفاهم فلسطيني ـ فلسطيني لتجاوز عقبة التوقيع.
وأكد الناطق باسم "حماس" أن حركته "ذللت كل العقبات أمام الجهود الدولية والعربية والمصرية لإنجاح المصالحة وقدمت مقترحات مرنة لموسى لا بد من أخذها في الاعتبار والتعاطي معها بشكل إيجابي".
وفي السياق نفسه، نفى القيادي في "حماس" أيمن طه وجود خلافات بين مواقف الحركة في الداخل والخارج، كاشفاً ان تصريحات المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية حسام زكي غير مقبولة ولا تأتي في مكانها.
وقال طه في تصريحات صحافية يوم امس ان "الزهار لم يدعُ الى استبدال الوساطة المصرية في المصالحة الداخلية الفلسطينية"، مؤكداً ان حركته دائماً تقول ان الدور المصري دور رائد، مستغرباً تصريحات زكي في هذا الوقت الذي يشهد ملف المصالحة حراكاً وبصيص أمل.
وأوضح ان هذه التصريحات قد تعيد الأمور الى الوراء قائلاً ان "كل الاتصالات التي تجري بين فتح وحماس تأتي تحت المظلة المصرية وأن القاهرة ليست خارج هذا الموضوع على الإطلاق".
وكانت الخارجية المصرية شنت هجوماً لاذعاً على الزهار بعد تصريحات أدلى بها إلى صحيفة مصرية ينتقد فيها وزير الخارجية المصرية أحمد أبو الغيط، مشيرة الى أن تصريحاته "مستفزة". وقال الزهار إن الملف الفلسطيني ليس في يد الخارجية المصرية.
ورأى زكي رداً على الزهار انه "يعكس بكلامه عدم فهم آليات العمل المصرية في مجال السياسة الخارجية، وهو يتصور أن الحديث عمن يدير الملف يتم بأسلوب التنظيمات وليس الدول. إن وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط مسؤول عن السياسة الخارجية ولا يحتاج إلى شهادة من أحد ليقول لنا من يدير هذا الملف أو ذاك".
وأضاف زكي أن "الكلام المكرر عن جهة إدارة الملف ثم أسلوب انتقاد وزير الخارجية المصري أمر غير مقبول، وإذا كان الزهار يتصور أنه بهذا الأسلوب يستطيع أن يسترضي أي جهة مصرية تسمح له باستخدام المعبر فإنه لن ينجح في ذلك، وهو يعلم مقدار العلاقة الوثيقة التي تربط بين القائمين بالإشراف على العلاقة مع فلسطين".
وقال زكي "أعتقد أنه (الزهار) فهم الرسالة وتصريحاته الأخيرة تعكس إحباطه من عدم تجاوب القاهرة مع صيغ التحايل المقترحة".
وأشار زكي إلى أن "اقتراح "حماس" استبدال الدور المصري بدور عربي من منطلق زعم تراجع الدور المصري يقصد به إلهاء الرأي العام عن حقيقة الموقف الذي يتمثل باستمرار رفض حماس الانخراط الجدي في عملية المصالحة والتوقيع على الوثيقة والبدء في السماح للسلطة الوطنية الشرعية بالعودة إلى قطاع غزة، وهذه المساعي تهدف إلى محاولة تحميل مصر مسؤولية تعطيل جهد المصالحة وهي محاولات مكشوفة ومرفوضة".
ونصح "كوادر الحركة وبعض قياداتها من العقلاء بالكف عن استفزاز مصر لأن الرد سيضعهم في مزيد من الحرج، كما أنصحهم بأن يتوقفوا عن تحريض مشايخهم داخل القطاع ضد مصر وقياداتها ومسؤوليها لأن تلك الأمور لا تؤخذ باستخفاف".
وقال زكي في تصريحات صحافية إن قيادات "حماس" في دمشق تتحكم في كل شيء، وأن قيادات غزة لا تستطيع التأثير على أي شيء.
في غضون ذلك، دمرت الشرطة المصرية امس، ثلاثة أنفاق مخصصة لتهريب البضائع والسلع الغذائية من مصر إلى قطاع غزة.
وقال مصدر أمني مصري "جرى تدمير ثلاثة أنفاق مخصصة للتهريب إلى قطاع غزة، بينها اثنان في منطقة الأحراش الخالية من السكان حيث تم التدمير بالتفجير، وكان النفق الثالث مخصصاً لتهريب الوقود ويقع في منزل وتم تدميره بالردم بالرمال والحجارة لكونه يقع داخل الكتلة السكنية في رفح المصرية".
وأضاف المصدر أن تدمير الأنفاق تم بالتنسيق مع حكومة غزة بعد التأكد من خلو تلك الأنفاق من المهربين.