إسرائيل نحو تأهيل خطوط للسكك الحديد تحوّلها مركزاً إقليمياً إذا تحقّق السلام

تاريخ الإضافة الثلاثاء 22 حزيران 2010 - 5:49 ص    عدد الزيارات 3340    التعليقات 0    القسم دولية

        


إسرائيل نحو تأهيل خطوط للسكك الحديد تحوّلها مركزاً إقليمياً إذا تحقّق السلام

خارج إطار الزمان والمكان، تقبع عربتا قطار مهجورتان يرجع تاريخهما إلى الأربعينات من القرن الماضي، على جسر للسكك الحديد يمر فوق نهر الأردن إلى الجنوب مباشرة من بحيرة طبرية. لكن قضبانه الصدئة تحولت خردة، فبات جسراً لا يوصل إلى شيء.
وكانت حرب عام 1948 التي قسمت فلسطين، أدت كذلك إلى قطع خط مزدحم يربط قلب شبه الجزيرة العربية وميناء حيفا على البحر المتوسط. والآن تثير خطط طموحة لتوسيع شبكة السكك الحديد الإسرائيلية حلماً مثيراً بإنعاش ما كان ذات يوم شريان التجارة في الشرق الأوسط.
وقال مدير التخطيط في وزارة النقل الاسرائيلية اسحق سوشمان الذي يشرف على التخطيط لمشاريع جديدة بكلفة سبعة مليارات دولار: "الافتراض الأساسي وراء هذه الخطة هو السلام مستقبلاً". وأضاف: "القطار من بيسان إلى حيفا مصمم كذلك لخدمة الشحن في المستقبل من الأردن أو حتى من العراق". وقد يمتد "خط آخر إلى لبنان".
ولكن من السهل رؤية التصدعات في مثل هذه الأحلام. فهي منسوجة بدخان قطارات تعمل بالفحم من زمن بعيد، عندما شق سلاطين العثمانيين مع الامبرياليين الأوروبيين والمستثمرين المغامرين سككاً حديداً على امتداد طرق كانت تقطعها قوافل الجمال.
لكن فكرة إعادة ربط الشرق الأوسط ليستخدم أعداء إسرائيل من العرب في سوريا أو العراق أو المملكة العربية السعودية سككها الحديد للتعجيل في حركة التجارة إلى البحر، أو نقل السياح على امتداد الخط الساحلي القديم من القاهرة عبر تل أبيب إلى بيروت، تعتبر مغرقة في الخيال على أقل تقدير.
فخطط إسرائيل المحلية عينها لا تزال في طور التكوين. لكن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي يكرهه جيرانه العرب دعم اقواله بالعمل فأنفق على الخطة. وهو قال في شباط الماضي عن خطط لاستخدام البنية الأساسية للطرق والسكك الحديد لدفع الشركات والافراد إلى منطقة تل أبيب: "نحن نتحدث عن نحو 30 مليار شيقل (7,8 مليارات دولار) مدى عشر سنين الى 15  سنة... ويمكن تدبير ذلك".
وعلى مسافة بضعة أميال من عربتي القطار القديمتين المهجورتين في جيشر - وهي مزرعة جماعية "كيبوتز" اسمها معناه الجسر بالعبرية - يمتد خط سكك حديد إلى وادي اليرموك. ولا تزال حقول الألغام هناك ترسم حدود الأردن مع هضبة الجولان السورية المحتلة.
وقبل ان يفجره مقاتلون يهود عام 1946 كان ينقل الشحنات على خط حيفا إلى دمشق، وينضم إلى خط الحجاز الذي ينقل الحجاج إلى مكة. لكن عزلة إسرائيل عن العالم العربي التي بدأت بتفجير جسر اليرموك وغيره من الجسور مستمرة، ولم تقلّلها اتفاقات سلام مع الأردن ومصر.
وقال سوشمان في حديث في تل ابيب عن موازنته الجديدة: "القرار أول الأمر وفي الأساس يتعلق بالقطارات... هناك مشروعان - الأول هو مشروع قطار الوادي من العفولة إلى بيت شعان مع احتمال ربطه بالأردن في المستقبل". وكان هذا الخط عبر وادي جزريل يمتد 70 كيلومتراً من حيفا عبر العفولة قرب الناصرة إلى بيسان عند الاردن. ويمتد بعد ذلك إلى جيشر ثم إلى داخل الأردن وسوريا.
 والخط الثاني يمتد من ساحل البحر المتوسط جنوباً عبر صحراء النقب إلى ميناء إيلات على البحر الأحمر.
وقال سوشمان إن الأولويات المحلية ستقود إلى احتمالات دولية. و"الفكرة المهمة هي أن  معظم من يقيمون في إسرائيل يمكنهم الحضور إلى تل ابيب في أقل من ساعتين".
ويؤيد طرح مناقصة دولية لمد السكك الحديد من إيلات إلى العقبة في الأردن وطابا في مصر ثم إلى ميناء أشدود على ساحل البحر المتوسط.
وكان هذا المسار ذات يوم جزءاً من سلسلة امدادات عابرة للقارات تربط الهند بأوروبا بالمراكب الشراعية وقوافل الجمال من اليمن إلى غزة. والذين سيتأثرون مباشرة بخطط إسرائيل هذه أكثر من الدول العربية المجاورة لها هم الفلسطينيون الذين أتى رد فعلهم متبايناً.
وأكد سوشمان أن الخطط الراهنة لا تشمل أراضي فلسطينية إطلاقاً، لكنه تحدث عن محطة قرب جنين يمكنها ان تخدم التجارة الفلسطينية. وخلص الى انه: "إذا تحقق السلام... يمكن أن تمتد السكك الحديد من هناك إلى الضفة الغربية".

(رويترز)
 


المصدر: جريدة النهار

ملف خاص..200 يوم على حرب غزة..

 الأربعاء 24 نيسان 2024 - 4:15 ص

200 يوم على حرب غزة.. الشرق الاوسط...مائتا يوم انقضت منذ اشتعال شرارة الحرب بين إسرائيل و«حماس» ع… تتمة »

عدد الزيارات: 154,160,030

عدد الزوار: 6,937,497

المتواجدون الآن: 103