أخبار وتقارير... فنادق لبنان أطفأتْ.. نجماتها الأزماتُ تركتْها لـ «الموت البطيء»...سجال أميركي ـ صيني في الأمم المتحدة حول العنصرية...أوستن يؤكد التزام واشنطن «شراكة دفاعية شاملة» مع الهند...السفير الروسي يغادر واشنطن إلى موسكو للتشاور بشأن مستقبل العلاقات...بايدن يكشف «منحى صدامياً» مع روسيا والصين في أيامه الـ60 الأولى... حاملة طائرات أميركية تصل اليونان.. والسفير الأميركي يوضح مهمتها...بعد تركيا.. الأسلحة الروسية تهدد العلاقات بين الولايات المتحدة وحليف آخر....

تاريخ الإضافة الأحد 21 آذار 2021 - 6:26 ص    عدد الزيارات 1783    التعليقات 0    القسم دولية

        


فنادق لبنان أطفأتْ.. نجماتها الأزماتُ تركتْها لـ «الموت البطيء»...

الراي.... بيروت – زيزي اسطفان:

* نقيب أصحاب الفنادق لـ «الراي»: عودة الخليجيين الى لبنان تشكل المنفذ لإحياء السياحة والفنادق...

* بعد انفجار المرفأ أقفل فينيسيا وفورسيزون ومونرو ولوغراي وفاندوم وغيرها نتيجة الأضرار...

* 80 بالمئة من أقسام الفنادق وغرفها ومطاعمها وخدماتها الأخرى مقفل...

* بعض الفنادق أقفل مطاعمه كلياً ولم يترك إلا فطور الصباح لتقديم الحد الأدنى للنزلاء

* البريستول حزم تاريخه الذهبي.. ورحل........

حين تعود بنا الذاكرة سنوات الى الوراء، الى أيامٍ كان فيها لبنان وجهةً متلألئة للسياحة العربية ومقصداً للسواح العرب والأجانب يجدون فيه كل المميزات المناخية والترفيهية والثقافية التي يسعون إليها، تقفز الى الأذهان على الفور أسماء لفنادق عريقة صنعت مجد لبنان السياحي وساهمتْ في رسْم صورته الراقية التي ضاهى بها أعرق البلدان السياحية. فنادق أزهرتْ في أيام العزّ، في زمن «الخمس نجوم» سياحة وازدهار، وكبرت ومدّت جذورها عميقاً في التربة السياحية، وصمدت في أقسى ظروف الحرب الأهلية وأصعبها وعادت لتتبوأ أعلى المراكز بعد ما خلع لبنان «المرقّط» إلى أن جاءتها النكسة التي قصمت ظهرها وأوصلتْها الى حالة «الرمق الأخير» كأنها تلفظ أنفاسها أو في شبه موت سريري. في تراثه وتقاليده تَمَيَّزَ الشعب اللبناني بضيافته المميزة وحُسن استقباله لكل زائر يفد إليه، وطوّر نتيجة هذا الحس صناعتَه الفندقية ورفعها الى أعلى المستويات بحيث جعلت هذا البلد المحدود بمساحته الجغرافية يفتح ذراعيه على وسع العالم بأسره ليستقبل السواح والأشقاء ورجال الأعمال في فنادقه ويقدّم لهم أفضل الخدمات وأرقاها. فنادق لبنان التي رافقت أدوار «بلاد الأرز» المختلفة، السياحية، التجارية، الترفيهية، الاستشفائية، التعليمية والخدماتية تعاني اليوم في استعادة موقعها بعدما باتت هذه الأدوار ملتبسة تتقاذفها الأزمات المتعددة بفعل الصراعات السياسية والأوضاع الأمنية والاقتصادية والمالية التي يشهدها لبنان، ما وَضَع قطاعه السياحي في مهب الريح ووجّه ضربة موجعة لفنادقه رغم كل ما تملكه من مقومات العيش والاستمرار.

طريق انحداري مع غياب أهل الخليج

فنادق أقفلت أبوابها منذ بضعة سنوات، وأخرى أقفلت القسم الأكبر من غرفها ومطاعمها، وثالثة توقفت عن العمل في انتظار عمليات الترميم بعد انفجار مرفأ بيروت في الرابع من أغسطس. وضْعٌ مأسوي بلا شك أضافت الى سواده سواداً جائحة كورونا التي اجتاحت العالم أجمع وتوّجها انهيار تام وناجز للعملة الوطنية. في لبنان ما يقارب 350 فندقاً تتوزّع بين بيروت والضواحي والأرياف ساحلاً وجبلاً، استُثمرت فيها مئات ملايين الدولارات من قبل لبنانيين ومستثمرين عرب وشركات عالمية، وتعتاش منها عشرات آلاف العائلات اللبنانية. كلها تعيش اليوم حالة غير مسبوقة من التراجع الذي يكاد يصل حد الإقفال في كثير من الأحيان. لكن الأزمة ليست وليدة ساعتها كما يقول لـ «الراي» نقيب أصحاب الفنادق في لبنان بيار الأشقر بل ان معالمها بدأت تلوح منذ العام 2011 لتتخذ شكلاً صارخا مع حلول 2013 «الأزمة بدأت حين أطلت في لبنان أزمة سياسية وراح قسم من الأحزاب اللبنانية يتهجم على الدول الخليجية وينتهج سياسات مناهضة لها، منعت على إثرها بعض دول الخليج العربي رعاياها من القدوم الى لبنان وحذرت دول أخرى رعاياها من ذلك فانعكس الأمر تراجعاً في مجيء الخليجيين الى لبنان وبدأت مسيرة خسارة الفنادق طريقها الانحداري». في العام 2010 سجلت عائدات الفنادق 9 مليارات و 300 مليون دولار اميركي وهو رقم خيالي موثّق من وزارة السياحة ومصرف لبنان يشير الى أهمية هذا القطاع في تمكين الاقتصاد اللبناني وإدخال العملة الصعبة إليه. لكن مع تراجع أعداد القادمين من بلدان الخليج العربي بدأت مداخيل الفنادق تتراجع وبدأت الأزمة تحفر في بدن العمود الفقري للسياحة في لبنان. ويؤكد النقيب الأشقر «أن الأمر واضح ومبرر فعدد السواح الخليجيين هو الأكبر في لبنان وهم الأكثر تردداً الى هذا البلد. والسائح الخليجي يطيل فترة إقامته وخصوصاً في فصل الاصطياف وقد تمتد الى شهر أو شهرين كما أنه الأقوى قدرة على الإنفاق. وبعد الأزمة مع بلدان الخليج تراجع عدد القادمين الى لبنان وزاد الطين بلة إقفال الحدود بين لبنان وسورية مع بدء الحرب السورية ما جعل لبنان يخسر سنويا 350000 سائح بينهم 200000 أردني». حاول لبنان في العام 2016 مع انتخاب الرئيس ميشال عون وتشكيل حكومة جديدة أن يبحث عن نوع آخر من السواح كبديل عن أهل الخليج علّه بذلك يستعيد موقعه على الخريطة السياحية ويعيد ضخ الحياة في فنادقه. وقامت وزارة السياحة والفئات المعنية بحملات لجذب السواح الأوروبيين الى لبنان. وبالفعل أثمرتْ الحملةُ عن زيادةٍ في أعداد هؤلاء بلغت 35 بالمئة. لكن تَبَيَّنَ في النهاية أنه رغم ازدياد عدد السواح الغربيين تراجعتْ مداخيل الفنادق بنسبة 40 بالمئة عن العام 2010 وذلك لأن مدة إقامة الأوروبي في لبنان أقصر وقدرة إنفاقه أقلّ. كذلك دخل على الساحة السياحية والفندقية عنصر جديد هو ما يعرف بـ RBNB اي البيوت التي يتم تأجيرها في الأرياف وهي التي تفضلها مجموعات السواح الشباب الغربيين.

صرخة لا يسمع صداها

في حين كان أصحاب الفنادق يطلقون صرختهم منذ العام 2012 ويحذرون أهل السلطة من مغبة تَفاقُم وضع الفنادق وتَراجُع مردودها نحو 5 مليارات دولار، كان هؤلاء يصمون آذانهم ويرون ان الأمور تسير على خير ما يرام، ولم يستوعب أحد المشكلة الى أن جاءت انتفاضة 17 اكتوبر 2019 وما رافقها من تظاهرات لتصب الزيت على النار، وتلتها جائحة كورونا التي أدت الى تَراجُع الإشغال الفندقي بنسبة 70 بالمئة بعدما كان التراجع قبلها قد بلغ 40 بالمئة. وشكّل انفجار المرفأ ضربة إضافية للقطاع الفندقي أدت الى إقفال أبرز الأسماء الفندقية في العاصمة مثل الفينيسيا والفورسيزون ومونرو ولوغراي وفاندوم وغيرها. ولم تعاود هذه الفنادق عملها لأنها لم تبتّ بعد في تكاليف الأضرار مع شركات التأمين كون هذا الملف لا يزال عالقاً نتيجة استمرار التحقيقات في أسباب انفجار المرفأ. لكن صرخة أصحاب الفنادق التي استبقت الأزمة الاقتصادية وتلمّستْ مَعالِمَها الآتية لم تؤثّر في مسؤولي الدولة اللبنانية إلى أن انهار الهيكل على رؤوس الجميع فلم يستثن لا الفنادق ولا سواها من القطاعات. ويتابع النقيب الأشقر توصيفه لوضع الفنادق اللبنانية حالياً قائلاً: «100 بالمئة من الفنادق اليوم مقفلة جزئياً بمعنى أن الجزء الأكبر منها، أي 80 بالمئة من أقسامها وغرفها ومطاعمها وخدماتها الأخرى مقفل. وبعضها أقفل مطاعمه كلياً ولم يترك إلا فطور الصباح لتقديم الحد الأدنى للنزلاء». ويكمل: «الصراع السياسي الذي يشهده لبنان وعدم وجود حكومة تدير ولا مصرف يموّل أمور تساهم في قتْل القطاع الفندقي. كيف يمكن ان ندفع رواتب موظفينا وأموالنا محجوزة في المصارف؟ كيف نستورد ما نحتاجه من مواد أساسية والعملة الصعبة لم تعد متوافرة؟». الضغوط كبيرة والخسائر أكبر لكن رغم كل الأزمات لا تزال مقومات الاستمرارية والنجاح موجودة. فالطاقات الإنسانية جاهزة وطبيعة لبنان الرائعة وثلجه وبحره وصيفه وشتاؤه كما حبه للحياة لا يزال يجتذب السواح. وأسعار الخدمات التي صارت منخفضة جداً نتيجة الأزمة المالية فصار لبنان من أرخص البلدان في العالم وبالتالي بات من الممكن أن يستعيد دوره السياحي سريعاً وأن تستعيد فنادقه روادها إذا استقرّ الوضع السياسي فيه. من هنا يؤكد نقيب اصحاب الفنادق أن أمام لبنان فرصة يمكن أن يستغلها إذا حيّد نفسه وبقي بعيداً عن مشاكل المنطقة واتبع سياسة النأي بالنفس «وكما قام بعد عدوان يوليو 2006 وعادت إليه السياحة يمكنه اليوم أن يقوم من جديد شرط ان يستقر الوضع السياسي ويدرك اللبنانيون جميعاً أن عودة الخليجيين الى لبنان تشكل المنفذ لعودة السياحة والفنادق. فشراكتهم هي التي ساهمت في ازدهار لبنان وإزدهار قطاع الفنادق والمطاعم والعقار فيه. وعودتهم ستعيد الأموال الى لبنان وتساعده على تخطي أزمته المالية الصعبة». لا شك أن الأزمات المتلاحقة كان لها أسوأ انعكاس على الفنادق وغابت أسماء رافقت تاريخ لبنان وذاكرة أبنائه وكل العرب مثل فندق «البريستول»، لكن الأمل لا يزال موجوداً ومقومات لبنان لا تزال رابضة تنتظر سياسة حكيمة تنفض عنها غبار الأزمات لتشرق من جديد وتعود مقصداً لكل العرب.

بعد تركيا.. الأسلحة الروسية تهدد العلاقات بين الولايات المتحدة وحليف آخر....

الحرة / ترجمات – واشنطن... تحظى الهند بتعاون وثيق من الولايات المتحدة الأميركية خاصة على المستوى العسكري، لكن قضية واحدة بدأت تعكر صفو هذه العلاقات وقد تهدد نيودلهي بعقوبات أميركية في المستقبل. وينقل تقرير من "فورين بوليسي" أن تعامل الهند مع خصوم واشنطن وخاصة مع روسيا لاقتناء منظومة الصواريخ الروسية S-400 قد يوتر علاقاتها بالإدارة الأميركية. ونقلت المجلة عن مشرعين ومسؤولين أميركيين أن الصفقة قد تعرض نيودلهي لعقوبات وتحد من سقف العلاقات بين البلدين. ويسعى المسؤولون الأميركيون لتجنيب الهند سيناريو تركيا التي وجدت نفسها تحت وطأة العقوبات العسكرية بعد شرائها للسلاح الروسي. وينقل التقرير عن تانفي مادان، الباحث في معهد بروكينغز، وهو مركز أبحاث مقره واشنطن، أن هناك توافقا هنديا أميركيا لكن روسيا تعد نقطة رئيسية للخلاف. وأشار التقرير إلى رسالة كتبها السيناتور بوب مينينديز، رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، إلى وزير الدفاع لويد أوستن، الذي بدأ، الجمعة، زيارة للهند، يحثه فيها على إثارة المخاوف بشأن حقوق الإنسان وتراجع الديمقراطية في الهند، وأن يقول لنظرائه الهنود إن اتفاق S-400 قد يكون قابلا للعقوبات بموجب القانون الأميركي. وتشكل الأسلحة الروسية جزء كبيرا من ترسانة الهند، وتأتي بسعر أرخص وبقيود أقل مما تفرضه واشنطن خاصة فيما يتعلق بشروط حقوق الإنسان، كما أن الصفقات الروسية تبقي تبعية هندية لها فيما يخص الصيانة وقطع الغيار. ونقلت المجلة عن مسؤول كبير في وزارة الدفاع الأميركية، اشترط عدم ذكر اسمه، أن الهدف الأول للهند في شرائها المنظومة الروسية هو منع باكستان من الحصول عليها. وقد تواجه الهند عقوبات أميركية بموجب قانون CAATSA الصادر في 2017 والذي يفرض عقوبات على البلدان التي تشتري منظومات الأسلحة الروسية. وكشف متحدث باسم وزارة الخارجية حث واشنطن للهند على التخلي عن التعامل مع روسيا، مشيرا إلى أن الشراكة الدفاعية بين الولايات المتحدة والهند توسعت بشكل كبير في السنوات الأخيرة، بما يتناسب مع وضع الهند كشريك دفاعي رئيسي. ووصل وزير الدفاع الأميركي، الجمعة، إلى الهند حيث سيجري أول لقاء مباشر بين مسؤول في الإدارة الأميركية الجديدة ونيودلهي، وذلك في زيارة ستكون الهواجس المشتركة المرتبطة بالصين إحدى أبرز نقاط البحث فيها. وتعد الهند حليفا رئيسيا للولايات المتحدة في المنطقة، علما أن توقيت الزيارة يأتي في أعقاب محادثات أولى طغى عليها البرود بين وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ومسؤولين صينيين رفيعي المستوى في ألاسكا.

حاملة طائرات أميركية تصل اليونان.. والسفير الأميركي يوضح مهمتها

الحرة / ترجمات – واشنطن... أفادت وكالة الأنباء الحكومية اليونانية بأن حاملة الطائرات الأميركية "يو أس أس أيزنهاور" إلى قاعدة ماراثي البحرية في الساحل الشمالي الغربي لجزيرة كريت اليونانية، صباح السبت. وتأتي الزيارة ضمن ترتيبات لإجراء تمارين عسكرية مشتركة مع القوات المسلحة اليونانية في البحر المتوسط باستخدام الإجراءات التشغيلية والتكتيكية لحلف الناتو. وقال سفير الولايات المتحدة لدى اليونان، جيفري بيات، في تغريدة على تويتر: "تُظهر هذه الزيارة القدرات الفريدة التي توفرها (قاعدة ماراثي) لدعم الوجود الأميركي في منطقة شرق البحر المتوسط الديناميكية والاستراتيجية". وكان السفير بيات قد قال إن العلاقات الدفاعية بين الولايات المتحدة واليونان "في أعلى مستوياتها على الإطلاق، وهي تزداد قوة كل يوم"، بحسب موقع غريك ريبورتر دوت كوم. وبحسب تقارير صحفية، من المتوقع أن يزور رئيس الوزراء كيرياكوس ميتسوتاكيس الناقلة الأميركية، الثلاثاء. وتأتي هذه التدريبات في وقت تعاني فيه تركيا واليونان من خلافات متزايدة بشأن التنقيب في شرق المتوسط، وقد بدأتا قبل أسابيع محادثات في إسطنبول، في محاولة لتسويتها. وتعمل "يو أس أس أيزنهاور " بالطاقة النووية، وتقل أكثر من خمسة آلاف بحار قادرين على تنفيذ مجموعة متنوعة من المهام في جميع أنحاء العالم.

بايدن يكشف «منحى صدامياً» مع روسيا والصين في أيامه الـ60 الأولى

موسكو تتحدى بقدراتها النووية و«التعطيلية»... وبكين تنافس تكنولوجياً واقتصادياً

الشرق الاوسط....واشنطن: علي بردى... أظهرت الأيام الـ60 الأولى من عهد الرئيس جو بايدن المنحى الصدامي الذي تتخذه الولايات المتحدة بإدارته حيال كل من الصين وروسيا، إذ تصاعد التوتر بشكل واضح خلال الأسبوع الماضي بين واشنطن من جهة وكل من موسكو وبكين من جهة أخرى، بعدما وافق بايدن بنفسه على وصف نظيره الروسي فلاديمير بوتين بأنه «قاتل»، فيما شهد اجتماع شخصي أميركي - صيني رفيع المستوى خلافات عميقة واتهامات بين البلدين العملاقين. ووصف مراقبون أميركيون المؤشرات التي ظهرت الأسبوع الماضي بأنها تنذر من ناحية بتردي علاقة الولايات المتحدة مع روسيا إلى أسوأ مرحلة لها منذ انهيار جدار برلين والاتحاد السوفياتي في مطلع التسعينات من القرن الماضي، وكذلك مع الصين منذ إنشاء العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في مطلع السبعينات. وتعزز هذا الاعتقاد بعدما عملت إدارة بايدن خلال الأيام الـ60 الماضية على تعزيز سياستها الخارجية الحازمة حيال كل من روسيا والصين، منتقدة ما يقوم به هذان البلدان بشكل أكثر صراحة مع محافظتها على بعض السياسات المتشددة التي وضعها الرئيس السابق دونالد ترمب. ولا يرغب المراقبون في الولايات المتحدة في اعتبار هذه التوترات بمثابة عودة إلى الحرب الباردة التي كانت علامتها الرئيسية متمثلة بالمخاوف من وقوع هجمات نووية، مفضلين وصف الوضع الراهن بأنه منافسة على التكنولوجيا والنزاع السيبراني وعمليات التأثير. وأوردت صحيفة «نيويورك تايمز» أن اجتماع ألاسكا بين الأميركيين والصينيين يذكّر بكيف تصدر الزعيم السوفياتي الراحل نيكيتا خروتشوف عناوين الصحف حول العالم قبل 60 عاماً، بعدما ضرب بحذائه على منصة في الأمم المتحدة وهو يندد بـ«الإمبرياليين الأميركيين» وما كانوا يقومون به في تلك الحقبة.

- مؤشرات ألاسكا

وانعكست حال التوتر هذه في الاجتماع الشخصي الرفيع الذي عقده وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ومستشار الأمن القومي جايك سوليفان، مع نظيريهما الصينيين وزير الخارجية وانغ يي وعضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي يانغ جيتشي في مدينة أنكوراج بألاسكا، وعبروا فيه بوضوح عن وجهات متباعدة كثيراً ليس فقط في شأن العلاقات الثنائية بين بلديهما، بل أيضاً في شأن التعامل مع أكثر القضايا إلحاحاً في العالم. وقال بلينكن إن إدارة بايدن متحدة مع حلفائها في مقاومة الاستبداد المتزايد في الصين وتأكيدها في الداخل والخارج. وأشار إلى تصرفات الصين في شينجيانغ وهونغ كونغ وتايوان والهجمات الإلكترونية على الولايات المتحدة والإكراه الاقتصادي ضد حلفاء الولايات المتحدة، قائلاً إن «كل هذه الإجراءات تهدد النظام القائم على القواعد الذي يحافظ على الاستقرار العالمي». وأضاف: «هذا هو السبب في أنها ليست مجرد مسائل داخلية، ولماذا نشعر بواجب إثارة هذه القضايا هنا اليوم». ورد يانغ بسرد قائمة شكاوى صينية من الولايات المتحدة، متهماً إياها بـ«النفاق» لانتقادها سجل الصين في حقوق الإنسان وقضايا أخرى. وقال: «لا أعتقد أن الغالبية العظمى من دول العالم ستدرك أن القيم العالمية التي تدافع عنها الولايات المتحدة أو أن رأي الولايات المتحدة يمكن أن يمثل الرأي العام الدولي». وأضاف أن «هذه الدول لن تدرك أن القواعد التي وضعها عدد قليل من الناس ستكون بمثابة أساس للنظام الدولي». كان الهدف الضمني لرسالته هو أن الصين ستسرع من جهودها للسيطرة على المنتديات التي تضع القواعد، سواء كانت تلك منظمة التجارة العالمية، أو المجموعات الأقل شهرة التي تضع المعايير التكنولوجية. وبالنسبة إلى الأميركيين، كان جزء من هدف اجتماع ألاسكا هو إقناع الصينيين بأن إدارة بايدن مصممة على التنافس مع بكين في كل المجالات لتقديم تكنولوجيا تنافسية، مثل تصنيع أشباه الموصلات والذكاء الصناعي، حتى لو كان ذلك يعني إنفاق المليارات على الأبحاث التي تقودها الحكومة ومشاريع التنمية، وشراكات صناعية جديدة مع أوروبا والهند واليابان وأستراليا. وعكست تصريحات بلينكن نهج بايدن في إثارة المخاوف بشكل مباشر من انتهاكات حقوق الإنسان والاقتصاد في الصين وغيرها من السلوك العدواني في منطقة المحيطين الهندي والهادي. وعندما سئل عن التوتر الذي ظهر خلال اجتماع ألاسكا، قال الرئيس بايدن: «أنا فخور للغاية بوزيرة الخارجية». وهو كان أشار إلى أنه خلال محادثته الهاتفية التي استمرت ساعتين مع الزعيم الصيني شي جينبينغ، أكد له أن الرواية الصينية عن التراجع الأميركي «خاطئة تماماً».

- الطريق الصينية

وينظر الأميركيون إلى الصين من باب سلوكها طريقاً إلى السلطة العالمية عبر بناء شبكات جديدة بدلاً من تعطيل الشبكات القديمة، مع إعلان المسؤولين الصينيين أنهم يريدون تحقيق هدفين رئيسيين: الأول هو بناء أقوى جيش في العالم، والسيطرة في السباق على التقنيات الرئيسية بحلول عام 2049، أي الذكرى المئوية للثورة الصينية ماو تسي تونغ. ولا تنشأ قوتهم من ترسانتهم النووية الصغيرة نسبياً أو من مخزونهم المتزايد من الأسلحة التقليدية، بل من قوتهم الاقتصادية المتوسعة وكيف يستخدمون التكنولوجيا المدعومة من الحكومة للوصول إلى كل الدول؛ سواء في أميركا اللاتينية أو الشرق الأوسط أو أفريقيا أو أوروبا الشرقية، والتواصل معها عبر شبكات الجيل الخامس اللاسلكية التي تهدف إلى ربط هذه الدول أكثر من أي وقت مضى بالصين، فضلاً عن الكابلات البحرية التي يمددونها عبر العالم لتعمل ضمن دوائر تملكها الصين. ولهذا السبب، حذّر سوليفان من أن الصين تخطط للانتصار من خلال مواجهة الجيش الأميركي في المحيط الهادي بشكل مباشر. وهو كتب أن «المقدمات المركزية لهذا النهج البديل ستكون أن القوة الاقتصادية والتكنولوجية هي في الأساس أكثر أهمية من القوة العسكرية التقليدية في إقامة قيادة عالمية، وأن المجال المادي للتأثير في شرق آسيا ليس شرطاً مسبقاً ضرورياً لاستدامة هذه القيادة». ورغم هذا التوتر، تسعى إدارة بايدن إلى التعاون مع الصين في المجالات ذات الاهتمام المشترك، مثل تغير المناخ ومنع انتشار الأسلحة النووية، علماً بأن التوترات تشير إلى أن مثل هذا التعاون قد يكون صعباً.

- روسيا ظل سوفياتي

أما بالنسبة إلى روسيا، عبر بوتين عن أسفه لأن بلاده في أوائل القرن الحادي والعشرين هي ظل الاتحاد السوفياتي الذي دربه على أن يكون قائداً لجهاز المخابرات الروسية، علماً بأن حجم اقتصاد روسيا يعادل تقريباً حجم اقتصاد إيطاليا. ويرى الأميركيون والأوروبيون أن أعظم ما في قوة روسيا الآن هو التعطيل وبث الخوف، عبر استخدام غازات الأعصاب مثل «نوفيتشوك» لإسكات معارضي بوتين في كل أنحاء العالم، أو نشر قدرتها الإلكترونية للتوغل بعمق في الشبكات الإلكترونية الأميركية. ورغم الضعف الاقتصادي لبلاده، أظهر بوتين مرونة عالية في مواجهة العقوبات الدولية المتصاعدة المفروضة منذ توليه شبه جزيرة القرم عام 2014، التي تكثفت بعد استخدام الأسلحة الكيماوية والهجمات الإلكترونية. ونقلت صحيفة «واشنطن بوست» عن الموظف السابق لدى وكالة الإستخبارات المركزية (سي آي إيه) روبرت غيتس، أن العقوبات «لن تحقق كثيراً من النفع»، مضيفاً أن «روسيا ستشكل تحدياً للولايات المتحدة، وتحدياً للأمن القومي الأميركي، وربما تكون، في بعض النواحي، الأكثر خطورة، لطالما ظل بوتين هناك».

السفير الروسي يغادر واشنطن إلى موسكو للتشاور بشأن مستقبل العلاقات

واشنطن: «الشرق الأوسط أونلاين»... غادر سفير روسيا لدى الولايات المتحدة، أناتولي أنتونوف، العاصمة الأميركية واشنطن متوجهاً إلى موسكو، للتشاور مع حكومة بلاده حول مستقبل العلاقات بين البلدين، وفقاً لوكالة الأنباء الألمانية. وأعلن أنتونوف أن السفارة تلقت رسائل اعتذار من الأميركيين عن تصريحات الرئيس الأميركي جو بايدن، وقال السفير لوكالة «سبوتنيك» الروسية: «أود أن أعرب عن أعمق امتناني لمواطني الولايات المتحدة الذين بعثوا برسائل إلى السفارة لدعم تطوير العلاقات الودية بين روسيا والولايات المتحدة، حيث أعرب الكثيرون عن عدم موافقتهم واعتذروا عن التصريحات المتهورة التي صدرت مؤخراً من الرئيس بايدن تجاه الرئيس بوتين وروسيا». وأشار أنتونوف إلى أنه تأثر بموقف الأميركيين الذين يتفهمون أن الحوار بين الدول يجب أن يقوم على أساس الاحترام المتبادل والمساواة، مضيفاً أن «هذا النهج من المواطنين الأميركيين يشير إلى أن احتمالات ترسيخ العلاقات بين الشعبين الروسي والأميركي لا تزال قائمة». ويأتي ذلك في ظل حرب تصريحات متبادلة بين البلدين، بعد أن أثار بايدن غضب موسكو بوصفه في مقابلة بثتها شبكة «إيه بي سي نيوز» الأميركية، الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بـ«القاتل»، مضيفاً أنه «سيدفع ثمن تدخله في الانتخابات الرئاسية الأميركية» الأخيرة، وأشار إلى أن ذلك «سيتحقق قريباً».

روسيا تنزع حقوق ملكية الأراضي للأجانب في القرم

موسكو: «الشرق الأوسط»... ذكرت وكالة أنباء «ريا نوفوستي» الروسية الرسمية، أمس (السبت)، أن روسيا بصدد نزع ملكية الآلاف من قطع الأراضي في شبه جزيرة القرم، في تحدٍّ لمعارضة هذه الخطوة من قبل الحكومة الأوكرانية. وهناك مرسوم رئاسي أصدره الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بمنع تملك الأجانب أراضي في معظم مناطق شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو إلى الاتحاد الروسي في عام 2014. وتقع معظم قطع الأراضي التي قررت روسيا نزع ملكيتها في المناطق الساحلية الشهيرة مثل يالتا وكيرش وسوداك. وبحسب السلطات الروسية، سيتضرر من القرار ملاك من 55 دولة، وبصفة خاصة من أوكرانيا - التي لا تزال تملك القرم بحسب القانون الدولي - ومن دول أخرى مثل ألمانيا وأستراليا وإسرائيل. ويأتي المرسوم الجديد للرئيس بوتين في هذا الشأن في أعقاب آخر صدر العام الماضي وأعطى ملاك الأراضي مهلة لمدة عام لنقلها إلى ملاك جدد من خلال بيعها لمواطنين روس أو شركات روسية، أو وضعها تحت رعاية الدولة الروسية. وفي الحالات الثلاث، سيتم تحويل الأموال إلى الملاك القدامى. وعارضت أوكرانيا نزع الملكيات وقالت، العام الماضي، إنها سوف تتخذ إجراءات قانونية أمام محاكمة دولية. وبررت روسيا تصرفها على أسس أمنية. يشار إلى أن المناطق الساحلية في شبه جزيرة القرم لها شهرة خاصة. ولا يزال بإمكان الأجانب تملك أراضٍ وشقق في بعض المناطق القليلة من القرم.

أوستن يؤكد التزام واشنطن «شراكة دفاعية شاملة» مع الهند

نيودلهي لن تتعرض لعقوبات «كاتسا» لأنها لم تحصل على صواريخ «إس 400»

الشرق الاوسط....واشنطن: إيلي يوسف... قال وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، إن الهند لن تتعرض للعقوبات الأميركية بموجب قانون «كاتسا» بسبب عدم حصولها على منظومة الصواريخ الروسية «إس 400». وحض أوستن شركات الصناعات العسكرية الأميركية على زيادة استثماراتها في قطاعات الدفاع الهندية، مستشهداً بما أسماه «سياسات الاستثمار الأجنبي الحر المباشر». وأضاف أوستن في مؤتمر صحافي عقده مع نظيره الهندي راجناث سينغ، خلال زيارته الأولى للهند، أنه ناقش معه هذه القضية، مشيراً إلى أن «الهند شريك مهم تتزايد أهميته في الديناميات الدولية المتغيرة بسرعة، وأنا أعيد تأكيد التزامنا بشراكة دفاعية تطلعية شاملة معها باعتبارها ركيزة أساسية لنهجنا تجاه منطقة المحيطين الهندي والهادي». من ناحيته، قال وزير الدفاع الهندي راجاث سينغ، إن محادثاته مع نظيره الأميركي تركزت على «توسيع المشاركة العسكرية بين الجيوش». وأضاف: «نحن مصممون على تحقيق الإمكانات الكاملة للشراكة الاستراتيجية العالمية الشاملة». وشكلت صفقة «إس 400» إحدى أبرز العقبات بين البلدين، بعدما نقلت مجلة «فورين بوليسي» عن مشرعين أميركيين أن الصفقة التي كانت الهند تعمل على توقيعها مع روسيا، قد تعرضها لعقوبات بموجب قانون «كاتسا» وتحد من سقف العلاقات بين البلدين. ونقلت المجلة عن مسؤول كبير في وزارة الدفاع الأميركية، أن الهدف الأول للهند في شرائها المنظومة الروسية هو منع باكستان من الحصول عليها. وتصاعد التعاون العسكري الوثيق بين الهند والولايات المتحدة، بعد المواجهات العسكرية الأخيرة مع الصين على طول حدودهما المتنازع عليها في شرق لاداخ، حيث اندلعت اشتباكات دامية العام الماضي. وخفت حدة التوترات بين العملاقين الآسيويين المسلحين نووياً بعد أن سحبت الدولتان قواتهما من مناطق النزاع. غير أن قضية السلاح الروسي الذي يشكل العمود الفقري للقوات الهندية، يعكر هذا التعاون العسكري الذي تطمح واشنطن لتعزيزه في مواجهة التهديدات التي تمثلها الصين في المنطقة. وكشف متحدث باسم الخارجية الأميركية أن واشنطن حضت نيودلهي على التخلي عن التعامل العسكري مع روسيا، مشيراً إلى أن الشراكة الدفاعية بين البلدين توسعت بشكل كبير في السنوات الأخيرة، بما يتناسب مع وضع الهند كشريك دفاعي رئيسي. وعززت الولايات المتحدة والهند بشكل مطرد علاقتهما العسكرية في السنوات الأخيرة، ووقعتا سلسلة من الصفقات الدفاعية، وعمّقا تعاونهما العسكري. وأبرم الجانبان عام 2019 صفقات دفاعية تزيد قيمتها عن 3 مليارات دولار، كما زادت التجارة الدفاعية الثنائية من الصفر تقريباً عام 2008 إلى 15 مليار دولار عام 2019. وتتمتع الشراكة الأمنية بين الولايات المتحدة والهند بدعم قوي من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، وقد نمت بشكل كبير منذ أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، رغم أن الاتفاقيات التجارية كانت نقطة شائكة. لكن في السنوات الأخيرة، كانت علاقاتهما مدفوعة بتقارب المصالح لمواجهة الصين. وتأتي زيارة أوستن إلى الهند في أعقاب الاجتماع الذي جرى الأسبوع الماضي بين زعماء أستراليا والهند واليابان والولايات المتحدة، المعروفة باسم «كواد» أو الرباعية المطلة على المحيطين الهندي والهادي. وينظر إلى تلك المجموعة على أنها قوة موازنة للصين، التي تواجه انتقادات بسبب تمدد قوتها العسكرية في منطقتي بحر الصين الجنوبي والشرقي ومضيق تايوان وحدودها الشمالية مع الهند، الأمر الذي تعتبره الصين محاولة لاحتواء طموحاتها. ووصل أوستن إلى نيودلهي يوم الجمعة، والتقى برئيس الوزراء ناريندرا مودي ومستشار الأمن القومي أجيت دوفال. وبحسب بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء نقلته وكالة «أسوشيتد برس»، أوضح مودي «رؤيته للشراكة الاستراتيجية بين البلدين وشدد على الدور المهم للتعاون الدفاعي الثنائي وعلى الروابط بين الهند والولايات المتحدة». وزار أوستن يوم السبت قبل محادثاته مع رئيس الوزراء الهندي النصب التذكاري للحرب الوطنية، حيث منح وسام حرس الشرف.

سجال أميركي ـ صيني في الأمم المتحدة حول العنصرية

بكين رفضت «الأكاذيب الأميركية»... وواشنطن اتهمتها بارتكاب «إبادة» بحق الأويغور

الشرق الاوسط....واشنطن: علي بردى... شهد اليوم الدولي للقضاء على التمييز العنصري الذي أحيته الجمعية العامة للأمم المتحدة سجالاً قارصاً بين المندوبة الأميركية الدائمة لدى المنظمة الدولية ليندا توماس - غرينفيلد، التي اتهمت الصين بارتكاب «إبادة جماعية» ضد مسلمي الأويغور والأقليات الأخرى، ونائب المندوب الصيني داي بينغ، الذي أشار إلى الكراهية «وحتى القتل الوحشي للأشخاص المتحدرين من أصول أفريقية وآسيوية» في الولايات المتحدة. وبدأ هذا الصدام الدبلوماسي الحاد بعدما ذكرت السفيرة توماس - غرينفيلد بأنها متحدرة من أسرة أفريقية عانت العنصرية، قائلة: «أعرف الوجه القبيح للعنصرية. لقد عشت العنصرية وعانيت العنصرية ونجوت من العنصرية»، مضيفة أن «العنصرية هي مشكلة العنصري. ومشكلة المجتمع هي التي تنتج العنصري. وفي عالم اليوم في كل مجتمع». وكانت صريحة بحدود غير معهودة حيال تاريخ الولايات المتحدة، إذ اعترفت بأن «العبودية هي الخطيئة الأصلية لأميركا»، موضحة أن «تفوق البيض ودونية السود منسوجان في وثائقنا ومبادئنا التأسيسية». وأكدت أن «العنصرية كانت ولا تزال تشكل تحدياً يومياً أينما كنا. وبالنسبة إلى الملايين، هذا أكثر من تحدٍ. إنه قاتل»، مشيرة على سبيل المثال إلى ميانمار حيث «يتعرض مواطنو الروهينغا وغيرهم للقمع والانتهاكات وللقتل بأعداد مذهلة»، وإلى الصين حيث «ترتكب الحكومة إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية ضد الأويغور وأفراد الأقليات العرقية والدينية الأخرى في شينجيانغ» بشمال غربي الصين. وكذلك قدمت توماس غرينفيلد بعض النصائح لمواجهة العنصرية عالمياً، قائلة: «نحن بحاجة إلى تفكيك سيادة البيض في كل منعطف». وأوضحت أن «هذا يعني النظر إلى أنواع أخرى من الكراهية أيضاً»، مشيرة إلى تقارير مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) عن ارتفاع جرائم الكراهية خلال السنوات الثلاث الماضية، أخيراً إلى مستوى لم نشهده منذ أكثر من عقد، خصوصاً «ضد الأميركيين اللاتينيين والسيخ والأميركيين المسلمين والأميركيين اليهود والمهاجرين». وتطرقت إلى مقتل ثمانية أشخاص، بينهم ستة آسيويون، برصاص مسلح أبيض في أتلانتا (بولاية جورجيا) خلال الأسبوع الماضي. ورأت أن هذا «ليس إلا أحدث مثال على هذا الرعب». وشددت على أنه «من المهم للغاية أن نقف سوية - نقف متحدين - ضد هذه الآفة»، قائلة إن «لدينا عيوباً - عيوباً عميقة وخطيرة. لكننا نتحدث عنها (...) ونحن نعمل على معالجتها». وما إن انتهت توماس - غرينفيلد من كلمتها، طلب نائب المندوب الصيني داي بينغ، الذي لم يكن مدرجاً في قائمة المتحدثين، حق الرد لرفض ما سماه الادعاءات الأميركية المدفوعة سياسياً، معتبراً أنها «عمل من أعمال الترويج للشائعات مرة تلو الأخرى، وهي كذبة عارية». وإذ اتهم الولايات المتحدة بالتدخل في الشؤون الداخلية للصين، قال إن «الكذب هو الكذب»، وإن «الحقيقة ستنتصر في نهاية المطاف». وأشار إلى ما أوردته المندوبة الأميركية في كلامها حول أصلها الأفريقي، معتبراً أنه «في حال استثنائية، اعترفت بسجل حقوق الإنسان السيئ لبلدها، لكن هذا لا يمنح هذه الدولة ترخيصاً بركوب أعلى ما في خيلها لإبلاغ البلدان الأخرى بما ينبغي القيام به». ونصح الولايات المتحدة بأن «تتخلص من تحيزها الآيديولوجي»، وبأن تتوقف عن استخدام حقوق الإنسان لأغراض سياسية وإثارة المواجهات السياسية، فضلاً عن تعطيل التعاون الدولي في مجال حقوق الإنسان. وقال: «أقترح عليك اتخاذ إجراءات عملية لوضع حد لسلسلة مستمرة من حوادث التمييز والكراهية، بل وحتى القتل الوحشي للأشخاص المتحدرين من أصل أفريقي وآسيوي». وأضاف أن الولايات المتحدة «ستخدم قضية حقوق الإنسان الدولية بشكل أفضل من خلال بذل المزيد من الجهد في العمل العملي والبناء». ويسلط هذا الصدام الضوء على التوترات المتزايدة بين الولايات المتحدة والصين، التي برزت بوضوح في أول اجتماع شخصي بين دبلوماسيين أميركيين وصينيين منذ تولي الرئيس جو بايدن منصبه. كان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، افتتح هذا الاجتماع بالقول إن «العنصرية جائحة تجتاح العالم»، مشيراً إلى أن «الظلم التاريخي والعنصرية ساهما في الفقر والتهميش والإقصاء المجتمعي وانعدام الاستقرار». وأعاد إلى الأذهان قتل شرطة جنوب أفريقيا 69 شخصاً كانوا يحتجون بشكل سلمي ضد الفصل العنصري وقوانينه عام 1960، قائلاً إنه «على الرغم من تخطي نظام الفصل العنصري، إلا أن العنصرية حول العالم لا تزال قائمة». وكذلك أقر رئيس الجمعية العامة، فولكان بوزكير، بأنه على الرغم من مضي 55 عاماً على إقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة لليوم الدولي للقضاء على التمييز العنصري، فإن هذا لا يزال قائماً. وحضت المفوضة السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان ميشال باشيليه الدول الأعضاء على التعجيل بإنشاء منتدى دائم معني بالمتحدرين من أصول أفريقية، وصوغ مشروع إعلان الأمم المتحدة لتعزيز حقوق الإنسان للمتحدرين من أصول أفريقية.

معارضو الرئيس البرازيلي يواجهون أوقاتاً عصيبة

يتهمون بولسونارو بتفعيل قانون الأمن القومي ضدهم

ريو دي جانيرو: «الشرق الأوسط».... استشاط الشاب البرازيلي الشهير فيليبي نيتو الناشط على يوتيوب، غضبا عندما جاءت الشرطة إلى منزله لإبلاغه بفتح تحقيق ضده بتهمة المساس بالأمن القومي، بعد أيام على وصفه الرئيس جايير بولسونارو بأنه «مرتكب إبادة جماعية» بسبب إدارته لأزمة كورونا. وفتح التحقيق بطلب من كارلوس بولسونارو أحد أبناء الرئيس، والعضو في مجلس مدينة ريو دي جانيرو ومسؤول عن حسابات والده على وسائل التواصل الاجتماعي. لكنّ قاضيا علّق التحقيق الخميس باعتباره غير قانوني. بعد ذلك مباشرة، أعلن فيليبي نيتو (33 عاما) الذي لديه 41 مليون مشترك في قناته على يوتيوب و12,4 مليون متابع على تويتر، أنه سيدفع بنفسه أتعاب المحامين الذين سيدافعون عن معارضين آخرين تتم مقاضاتهم. وتساءل نيتو: «كيف أرادني (كارلوس بولسونارو) أن أتحدث عن رئيس يصف أكبر وباء منذ سنوات بأنه إنفلونزا بسيطة ويشجّع الناس على الخروج من المنازل كأن شيئا لم يحدث؟». واستند فتح التحقيق ضده إلى قانون الأمن القومي الذي يعود تاريخه إلى الديكتاتورية العسكرية (1964-1985) وما زال ساريا. وهو يهدف إلى «إسكات الآراء المخالفة»، كما أوضح تياغو أمبارو، المحامي وأستاذ القانون في مؤسسة جيتوليو فارغاس. قضية نيتو ليست الأولى. فبحسب الصحافة البرازيلية، طلبت وزارة العدل من الشرطة الفدرالية فتح تحقيق ضد عالم اجتماع من بالماس (شمال) اشترى مساحة على لوحات إعلانية لوضع ملصقات كاريكاتورية لبولسونارو، وقال إنه «يكذب» و«لا قيمة له». ويشعر العديد من المحامين والمدافعين عن حقوق الإنسان بالقلق إزاء التصعيد الأخير في محاولات إسكات الأشخاص الذين ينتقدون الحكومة، بكل الوسائل، سواء كانت قانونية أو غير قانونية. ولا تقتصر هذه الهجمات على المعارضين السياسيين. فهناك صحافيون وفنانون وعلماء يدينون بانتظام الهجمات المنسقة من قبل «ميليشيات رقمية» تعمل لصالح بولسونارو. وقالت المتخصصة في أمراض القلب لودميلا حجار التي تردد اسمها الأسبوع الماضي كمرشحة لمنصب وزير الصحة، إنها تلقت تهديدات بالقتل لأنها ألقت خطابا يختلف عن خطاب الزعيم اليميني المتطرف بشأن إدارة الوباء، ودافعت خصوصا عن الإجراءات التقييدية من أجل وقف انتشار الفيروس. ووفقا لها، حاول أفراد اقتحام غرفتها في أحد فنادق برازيليا قبل اجتماعها مع رئيس البلاد الأحد الماضي. وأوضحت حجار أنها أبلغت بولسونارو بهذه التهديدات، ورد بأنه «علينا التعامل مع ذلك». وردا على استفسار لوكالة فرانس برس، لم ترغب الرئاسة في التعليق على الموضوع. قالت إيلونا زابو المؤسسة المشاركة ورئيسة معهد الأبحاث «إنستيتوتو إيغارابي» المتخصص في قضايا الأمن والتنمية: «نعيش لحظة دقيقة جدا، لأن بولسونارو هو من القادة الذين يقوضون الديمقراطية من الداخل». وتحدث معهدها في تقرير عن مائتي «هجوم على الفضاء المدني» على الأقل في الفترة الممتدة بين الأول والعاشر من مارس (آذار)، بين التضليل والتخويف وإساءة استخدام السلطة. وبحسب التقرير، فإن حكومة بولسونارو مسؤولة عن 55 في المائة من هذه الهجمات. وتابعت إيلونا زابو بأن «بولسونارو زعيم شعبوي وسلطوي لا يقبل المعارضة. إما أن تكون مخلصا له بنسبة مائة بالمائة أو تكون عدوه». وحتى لو كانت انتهاكات حقوق الإنسان موجودة منذ زمن طويل في البرازيل، خصوصا على صعيد عنف الشرطة والهجمات التي تستهدف الناشطين البيئيين «هناك تآكل كبير للديمقراطية»، كما قالت الباحثة. وتسبب هذا الوضع في «هجرة الأدمغة». واضطرت إيلونا زابو لمغادرة البلاد لأنها عارضت علنا سياسات الحكومة المؤيدة للسلاح وتشددها الأمني. كذلك، أجبرت المحامية وعالمة الأنثروبولوجيا ديبورا دينيز على الذهاب إلى المنفى بعد تلقيها تهديدات بسبب نشاطها لصالح تشريع الإجهاض. وبعد أقل من شهر من تولي جايير بولسونارو منصبه، تخلى النائب اليساري المثلي جان ويليز عن منصبه بعد إعادة انتخابه، ليذهب إلى المنفى في أوروبا بعد حملة تضليل اتهمته بالاعتداء الجنسي على أطفال.

 



السابق

أخبار مصر وإفريقيا... مصر وتركيا تدخلان تهدئة معلنة تمهيداً لمفاوضات مباشرة...إجراءات تركيا بشأن قنوات «الإخوان» تثير سجالاً إلكترونياً في مصر...أكثر من 5 «جيوش» تنتشر بين المدنيين في الخرطوم تهدد التحول الديمقراطي...إثيوبيا: مقترح إشراك «الرباعية» بمفاوضات سد النهضة خدعة...رئيس المجلس الرئاسي الليبي يتلقى دعوة لزيارة تركيا.... ناشطون ينتقدون الجيش الجزائري لـ«تضييعه فرصة الانتقال للديمقراطية».... المغرب يرفض بيان مجلس السلم والأمن الأفريقي حول الصحراء....

التالي

أخبار لبنان... «حزب الله» يشكّل وحدة لفتح الطرقات...رؤساء الحكومات يتهمون عون بالتعدي على النص الدستوري...الحريري أمام فرصة الحل أو المواجهة....عون: لا مساومة على الثلث والدا خلية...ماكرون يبحث والبابا وضع لبنان: "إستخدام الطائفية لأهداف سياسية"... مداولات عون ـ جنبلاط على طاولة محادثات الحريري في بعبدا اليوم...عمل الجمعيات الخيرية اللبنانية يتضاعف...مؤسسة باسم لقمان سليم تعنى بـ«الاغتيال السياسي»....

ملف خاص..200 يوم على حرب غزة..

 الأربعاء 24 نيسان 2024 - 4:15 ص

200 يوم على حرب غزة.. الشرق الاوسط...مائتا يوم انقضت منذ اشتعال شرارة الحرب بين إسرائيل و«حماس» ع… تتمة »

عدد الزيارات: 154,564,098

عدد الزوار: 6,955,327

المتواجدون الآن: 61