أخبار العراق.... السيستاني يؤكد خلال لقاء النجف التاريخي ضرورة أن يعيش مسيحيو العراق في «أمن وسلام»... البابا والسيستاني بحثا في النجف التحديات المشتركة... ووجها نداء من أجل السلام... البابا من أور بالعراق يندد بـ«الإرهاب الذي يسيء إلى الدين»...روحاني للكاظمي: الولايات المتحدة تلعب دورا تخريبيا في العراق والمنطقة كلها...التغيير الديمغرافي هاجس سكان سهل نينوى...عائلة مسيحية واحدة كانت في انتظار البابا بالناصرية...

تاريخ الإضافة الأحد 7 آذار 2021 - 4:31 ص    عدد الزيارات 1500    التعليقات 0    القسم عربية

        


السيستاني يؤكد خلال لقاء النجف التاريخي ضرورة أن يعيش مسيحيو العراق في «أمن وسلام»...

البابا يصف من مسقط رأس النبي إبراهيم أعمال العنف باسم الدين بأنّها... «أكبر كفر»...

- فرنسيس يفكر بشكل خاص في سورية المجاورة المعذّبة...

- الكاظمي يُعلن 6 مارس «يوماً وطنياً للتسامح والتعايش»...

الراي.... بعد دعوته من بغداد للاستماع إلى «من يصنع السلام»، دخل البابا فرنسيس زُقاقاً ضيقاً في مدينة النجف المقدسة لعقد اجتماع تاريخي مع المرجع الشيعي الأعلى في العراق السيد علي السيستاني، الذي أكد أهمية «أمن وسلام» المسيحيين العراقيين وحقوقهم... وزار مدينة أور الآثرية، مسقط رأس النبي إبراهيم، لإدانة أعمال العنف باسم الدين، والتي وصفها بأنها «أكبر كفر». وسلّط الحدثان المتتاليان في مكانين يفصل بينهما نحو 200 كيلومتر، أحدهما في مدينة مأهولة ذات طبيعة متربة، والآخر في سهل صحراوي، الضوء على الموضوع الرئيسي لرحلة البابا المحفوفة بالمخاطر إلى العراق، وهي أن البلد عانى كثيراً. وفي لقاء كان بمثابة لفتة قوية تدعو للتعايش السلمي في أرض عصفت بها الطائفية والعنف، عقد الزعيم الروحي لـ1،3 مليار مسيحي في العالم، والسيستاني، الذي يُعدّ أعلى سلطة روحية بالنسبة للعديد من الـ 200 مليون شيعي في العالم، الاجتماع الأول بين بابا للفاتيكان ومرجع شيعي أعلى. وعلى الأثر، أعلن رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي يوم السادس من مارس «يوماً وطنياً للتسامح والتعايش في العراق» سيجري الاحتفال به كل عام. وبعد الاجتماع، قال السيستاني، في بيان إنّه أشار إلى «الدور الذي ينبغي أن تقوم به الزعامات الدينية والروحية الكبيرة في الحد من هذه المآسي، وما هو المؤمل منها من حثّ الأطراف المعنيّة، لاسيما في القوى العظمى، على تغليب جانب العقل والحكمة ونبذ لغة الحرب وعدم التوسع في رعاية مصالحها الذاتية على حساب حقوق الشعوب في العيش بحرية وكرامة». وأكد السيستاني خلال اللقاء الذي دام نحو 50 دقيقة، «اهتمامه بأن يعيش المسيحيون كسائر العراقيين في أمن وسلام»، وان يتمتعوا «بكامل حقوقهم الدستورية». وذكر الفاتيكان في بيان، «أكد (البابا) أهمية التعاون والصداقة بين الطوائف الدينية حتى يمكننا المساهمة من أجل صالح العراق والمنطقة عن طريق تشجيع الاحترام المتبادل والحوار». وعُقد الاجتماع في منزل السيستاني المتواضع الذي يستأجره منذ عقود والذي يقع في زقاق ضيق في النجف قرب مرقد الإمام علي ذي القبة الذهبية. ونادراً ما يظهر السيستاني في العلن أو يعقد الاجتماعات. وقال مصدر إنّ السيستاني وافق على لقاء البابا بشرط ألّا يحضر أي مسؤول عراقي الاجتماع. ورفعت في بعض شوارع النجف لوحات عليها صور البابا والسيستاني مع عبارة بالانكليزية «اللقاء التاريخي». وثمن رجل الدين الشيعي محمد علي بحر العلوم «الزيارة التي ستُعطي بلا شك بعداً آخر للنجف الأشرف».

لقاء الأديان

وبعد لقاء النجف، الذي شكّل أبرز محطات زيارة الحبر الأعظم، حطّ البابا في أور (محافظة ذي قار)، الموقع الرمزي من الناحية الروحية، حيث ندد بـ«الإرهاب الذي يسيء إلى الدين». وبينما كانت رياح الصحراء تعبث بردائه الأبيض، تحدث فرنسيس أثناء جلوسه مع زعماء مسلمين ومسيحيين ويزيديين، حيث ظهر على مرمى البصر موقع الحفريات الأثرية للمدينة البالغ عمرها أربعة آلاف عام، والتي تضم بناء هرمي الشكل يعرف باسم «زقورة»، ومجمعاً سكنياً ومعابد وقصوراً. وقال البابا في خطابه الذي سبق صلاةً مع ممثلين عن الشيعة والسنة والايزيديين والصابئة والكاكائيين والزرداشتيين إنّ «من هذا المكان ومن أرض النبي إبراهيم بدأ الإيمان والتوحيد حيث شرع إبراهيم رحلته التي قدم فيها الكثير من التضحيات لكنّه في النهاية أصبح أباً للجميع». وأضاف: «من أرض أبينا إبراهيم دعونا نؤكد أنّ الله رحيم وأنّ أعظم كفر هو تدنيس اسمه بكراهية أخوتنا وأخواتنا». وأكد «لا سلام من دون تفكير بعضنا في بعض ويجب ألا ننسى أخوتنا فنحن جميعاً أحفاد ابراهيم». وأضاف أنّ «الإرهاب والعنف لا يأتيان من الدين بل إنّ الدين يستغل كغطاء ويجب منع ذلك اذ استهدف الإرهابيون جزءاً من التاريخ حين هاجموا العراق». وأبدى البابا أسفه لما أصاب الايزيديين من قتل وسوء معاملة، منوهاً في الوقت نفسه بالعمل المشترك للمسلمين والمسيحيين في إرساء دعائم السلام. وأكد البابا «لا يصدر العداء والتطرف والعنف من نفس متدينة بل هذه خيانة للدين... نحن المؤمنين لا يمكن أن نصمت عندما يسيء الإرهاب للدين بل واجب علينا إزالة سوء الفهم». وأشاد بالشباب المسلم لمساعدته المسيحيين في إصلاح كنائسهم «عندما اجتاح الإرهاب شمال هذا البلد الحبيب». وشكّلت زيارة أور، الموقع الأثري في جنوب العراق، حلماً للبابا الأسبق يوحنا بولس الثاني في عام 2000، قبل أن يمنع الرئيس حينها صدام حسين الزيارة. كما تطرّق البابا إلى جائحة كورونا، قائلاً إنّ العالم سيقضي عليها بالتعاون، مرجحاً أن تكون اللقاحات فاعلة ضدها. وأدت سنوات من العنف والاضطهاد إلى تراجع عدد المسيحيين في العراق من 1،5 مليون في 2003 إلى 400 ألف فقط اليوم. ويقول المسيحيون الذين يتفرعون إلى آشوريين وكلدان وسريان، إنهم يتعرضون للتهميش والتمييز في البلد الذي لم يعرف منذ 40 عاماً على الأقل استقراراً سياسياً وأمنياً. ويشكون من عدم الحصول على مساعدة من الحكومة لاستعادة منازل لهم وممتلكات صودرت خلال النزاع على أيدي مجموعات مسلحة نافذة. وفي إشارة إلى المسيحيين الذين يشكلون واحداً في المئة من السكان، شدّد البابا، الجمعة، على ضرورة «ضمان مشاركة جميع الفئات السياسية والاجتماعية والدينية، ويجب ألا يُعتبر أحدٌ مواطناً من الدرجة الثانية». وسمى الايزيديين «الضحايا الأبرياء للهمجية المتهوّرة وعديمة الإنسانية، فقد تعرّضوا للاضطهاد والقتل بسبب انتمائهم الديني وتعرّضت هويتُهم وبقاؤهم نفسه للخطر». وقال «السلام ليس فيه غالبون ومغلوبون، بل أخوة وأخوات، يسيرون من الصراع إلى الوحدة»، مضيفاً «لنصلّ ولنطلب هذا السلام لكلّ الشرق الأوسط، وأفكّر بشكل خاص في سورية المجاورة المعذّبة». كما دعا البابا أيضاً من أور إلى «احترام حرية الضمير والحرية الدينية والاعتراف بها في كل مكان» وتغيب بسبب التدابير الوقائية من وباء «كوفيد - 19»، الحشود التي اعتادت ملاقاة البابا في كل زياراته، مع استثناء خلال القداس الذي سيحييه اليوم في الهواء الطلق في إربيل في كردستان بحضور نحو أربعة آلاف شخص حجزوا أماكنهم مسبقاً للمشاركة فيه، علما أنّ المكان يتّسع لـ 20 ألفاً. ورغم أنّ النبي إبراهيم، يعتبر أب الديانات السماوية، فإنّ لقاء الأديان الذي جرى في أور لم يحضره أي ممثل عن الطائفة اليهودية. وفي عام 1947، قبل عام من إعلان قيام دولة إسرائيل بلغ عدد الجالية اليهودية في العراق نحو 150 ألفاً لكن العدد أصبح الآن يُعد على الأصابع. وقال مسؤول كنسي محلي إنّه تم الاتصال باليهود ودعوتهم، لكن الوضع كان بالنسبة لهم «معقداً»، خصوصاً أنّ ليس لديهم مجتمع منظم. وفي أحداث سابقة مماثلة في البلدان ذات الغالبية المسلمة، حضرت شخصيات يهودية أجنبية رفيعة المستوى. وعصر أمس، بدأ البابا، في اليوم الثاني من زيارته التاريخية، بإحياء أوّل قدّاس له في العراق في كاتدرائية مار يوسف في بغداد، بحضور مسؤولين ومصلين جلسوا بشكل متباعد التزاماً بالقواعد الصحية. وللمرة الأولى، يحيي الحبر الأعظم قداساً بالطقس الشرقي الكلداني، وتتخلله صلوات وتراتيل باللغتين العربية والآرامية.

استقبال بالحمام الأبيض

توقفت السيارة المصفّحة، في شارع الرسول قرب مرقد الإمام علي في النجف، ثم ترجل البابا فرنسيس منها وسار لعشرات الأمتار باتجاه منزل المرجع الشيعي الأعلى السيد علي السيستاني في طريق ضيق لا يتسع عرضه لدخول سيارة واحدة. وكان في استقبال البابا مجموعة من العراقيين يرتدون ملابس تقليدية، وتم إطلاق بعض الحمامات البيضاء لدى ترجله من السيارة كعلامة للسلام.

البابا والسيستاني بحثا في النجف التحديات المشتركة... ووجها نداء من أجل السلام...

بابا الفاتيكان حقق حلمه بزيارة أور... وشدد على العمل معاً من أجل مستقبل أفضل....

بغداد: «الشرق الأوسط».... حقق البابا فرنسيس بابا الفاتيكان ورأس الكنيسة الكاثوليكية حلماً طالما راود سلفه البابا يوحنا بولس الثاني، الذي كان رغب عام 1999 في القيام بالرحلة نفسها التي تحققت أمس (السبت)، بالحج إلى مدينة أور مسقط رأس النبي إبراهيم عليه السلام. فبعد اللقاء التاريخي الذي جمعه على مدى ساعة تقريباً في مدينة النجف مع المرجع الشيعي الأعلى آية الله علي السيستاني توجه الحبر الأعظم إلى مدينة أور في محافظة ذي قار جنوب العراق. وفي الموقع الذي انطلق منه النبي إبراهيم خاطب البابا جمعاً من المسؤولين ورجال الدين من مسلمين وإيزيديين وصابئة قائلاً: «من هذا المكان هنا بدأ الإيمان والتوحيد أرض أبينا إبراهيم». وأضاف أن «الإرهاب والعنف لا يأتيان من الدين، ولا ننسى أن الإرهاب يستغل الدين والأمر متروك لنا لصيانة الدين ضد من يستخدمه كغطاء». وأشار البابا إلى أن «هذا البلد دمرته الحروب والجميع عانوا، نتذكر على وجه الخصوص الإيزيديين الذين مات كثير منهم، وأسيئت معاملة كثير من النساء والأطفال، كان هناك عنف يمارس ضدهم». وأكد أن «الإرهاب عندما هاجم هذا البلد هاجم جزءاً من التاريخ؛ وهي الكنائس والأديرة، ولكن بهذه الفترة المظلمة أشرقت النجوم والمسيحيون والمسلمون بدأوا ببناء السلام وعملوا معاً لتجاوز هذا الأمر». وقال الحبر الأعظم: «تعلمنا أنه لن يكون هناك سلام دون التعايش السلمي، لو فكر الآخرون في أنفسهم دون أن يفكروا بنا لن يكون هناك سلام في الشرق الأوسط»، مشدداً على أنه «ينبغي أن نعمل معاً من أجل مستقبل أفضل، ونفتح المجال أمام الشباب لتحقيق أحلامهم التي تتأثر بسبب الصراعات». إلى ذلك، استأثر اللقاء الذي وصف بالتاريخي بين البابا فرنسيس والمرجع السيستاني باهتمام خاص، سواء من قبل الجانبين اللذين أصدرا بيانين حول اللقاء أو عبر الإعلام العربي والعالمي. فطبقاً لما قاله مكتب السيستاني في بيان بمناسبة اللقاء الذي استمر 45 دقيقة، فإن اللقاء بين المرجعين دار الحديث فيه «حول التحديات الكبيرة التي تواجهها الإنسانية في هذا العصر ودور الإيمان بالله تعالى، وبرسالاته، والالتزام بالقيم الأخلاقية السامية في التغلب عليها». وأضاف البيان أن السيستاني «تحدث عمّا يعانيه الكثيرون في مختلف البلدان من الظلم، والقهر، والفقر، والاضطهاد الديني والفكري، وكبت الحريات الأساسية، وغياب العدالة الاجتماعية، خصوصاً ما يعاني منه كثير من شعوب منطقتنا من حروب وأعمال عنف وحصار اقتصادي، وعمليات تهجير وغيرها، لا سيما الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة». وأوضح البيان أن السيستاني أشار «إلى الدور الذي ينبغي أن تقوم به الزعامات الدينية والروحية الكبيرة في الحد من هذه المآسي، وما المؤمل منها من حثّ الأطراف المعنيّة، لا سيما في القوى العظمى على تغليب جانب العقل والحكمة ونبذ لغة الحرب، وعدم التوسع في رعاية مصالحهم الذاتية على حساب حقوق الشعوب في العيش بحرية وكرامة». وجدد السيستاني طبقاً للبيان، اهتمامه بأن «يعيش المواطنون المسيحيون كسائر العراقيين في أمن وسلام وبكامل حقوقهم الدستورية». أما الفاتيكان، فقد وصف اللقاء بين الحبر الأعظم والمرجع الشيعي بأنه كان «فرصة للبابا لتقديم الشكر إلى آية الله العظمى السيستاني، لأنه رفع صوته مع الطائفة الشيعية في مواجهة العنف والصعوبات الكبيرة في السنوات الأخيرة، دفاعاً عن الأضعف والأكثر اضطهاداً مؤكدين قدسية الحياة البشرية وأهمية وحدة الشعب العراقي». وحول أهمية هذه الزيارة التي يقوم بها بابا الفاتيكان إلى العراق، تقول النائبة السابقة في البرلمان العراقي عن المكون الإيزيدي فيان دخيل لـ«الشرق الأوسط»، إن «هذه الزيارة مهمة جداً للعراق بشكل عام وكردستان بشكل خاص، حيث إن كردستان كانت على مدى التاريخ ملاذاً آمناً للأقليات، سواء كانت مسيحية أم إيزيدية بل وحتى المسلمين ممن تعرض منهم للاضطهاد تحت أي اسم من قبل العصابات الإرهابية، سواء كانت (داعش) ومن قبله (القاعدة)»، مضيفة أن «هناك تعايشاً سلمياً واضحاً جداً بين كل المكونات في الإقليم بصرف النظر عن أي انتماء ديني أو مذهبي، حيث إن كل الأعياد الدينية لكل الأقليات تعد بمثابة عيد وطني رسمي وهو أمر له دلالاته المهمة». ورداً على سؤال بشأن ما تعرضت له النساء الإيزيديات من اغتصاب وخطف وتهجير واهتمام البابا بهذا الأمر، تقول دخيل إن «معاناة الإيزيديات التي بدأت على نطاق واسع منذ عام 2014 لا تحتاج في الواقع إلى إعادة تذكير للبابا، لأنه يعرف ذلك وسبق له أن قابل عدداً منهن في الفاتيكان، كما أنه ذكر معاناة الإيزيديين في كلمته في أور وسوف يقابل في كردستان شخصيات من مختلف الأديان ومن بينهم إيزيديون، ولكون البابا رجل سلام ونحن طلاب سلام، فإن كل ما نريده أن يعم السلام في ربوع بلدنا»، مبينة أن «ذلك لن يتحقق إلا حين تكون هناك سيادة قانون، وحين يكون هناك سلام داخلي يشمل الجميع». من جهته، يرى أستاذ الإعلام في كلية أهل البيت بالكوفة الدكتور غالب الدعمي في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، أن «زيارة البابا ببعدها السياسي حققت وستحقق نتائج لا يمكن حصرها، حيث إن العالم يصنف الحكومة العراقية الحالية من ضمن الحكومات المدنية»، مبيناً أن «هذا يعني أنها ستُدعم من مصادر القرار الدولية، فضلاً عن أنها رسالة واضحة للداخل بأن الحكومة العراقية ماضية في إعادة العراق إلى مكانته العربية والعالمية التي تجسدت برؤية جديدة، بدأ العالم يدركها بأن العراق هو البلد الوحيد الذي له المقدرة في تحقيق التأثير الإقليمي لو حظي بالدعم العالمي الحقيقي».

إعلان 6 مارس يوماً وطنياً للتسامح والتعايش في العراق

بغداد: «الشرق الأوسط أونلاين»... أعلن رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، اليوم (السبت)، تسمية السادس من مارس (آذار) يوماً وطنياً للتسامح والتعايش في العراق، وفقا لوكالة الأنباء الألمانية. وقال الكاظمي، على موقع «تويتر»، إنه بـ«مناسبة اللقاء التاريخي بين قطبي السلام والتسامح، المرجع الشيعي علي السيستاني، والبابا فرنسيس، ولقاء الأديان في مدينة أور التاريخية، نعلن عن تسمية يوم السادس من مارس من كل عام، يوماً وطنياً للتسامح والتعايش في العراق»...

بابا الفاتيكان يحيي أوّل قدّاس له في العراق

بغداد: «الشرق الأوسط أونلاين»... بدأ البابا فرنسيس، اليوم (السبت)، في اليوم الثاني من زيارته التاريخية إلى العراق، بإحياء أوّل قدّاس له في البلاد بكاتدرائية مار يوسف في بغداد، بحضور مسؤولين ومصلين جلسوا بشكل متباعد التزاما بالقواعد الصحية الهادفة لاحتواء وباء كوفيد - 19، وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية. وللمرة الأولى، يحيي الحبر الأعظم قداسا بالطقس الشرقي الكلداني، وتتخلله صلوات وتراتيل باللغتين العربية والآرامية. وحضّ البابا، في وقت سابق السبت، في خطاب من أور في جنوب العراق على السير من «الصراع إلى الوحدة»، طالباً «السلام لكلّ الشرق الأوسط» و«بشكل خاص في سوريا المجاورة المعذبة». وعُقد في العراق صباح اليوم لقاءٌ غير مسبوق بين البابا فرنسيس الزعيم الروحي لـ1.3 مليار مسيحي في العالم، والمرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني، في النجف، في واحدة من أهم محطات زيارة البابا إلى البلاد، بعدما التقى زعماء الطوائف الكاثوليكية أمس (الجمعة) في بغداد.

ويقوم البابا فرنسيس حاليا بزيارة تاريخية للعراق تستغرق أربعة أيام.

البابا من أور بالعراق يندد بـ«الإرهاب الذي يسيء إلى الدين»

أور (العراق): «الشرق الأوسط أونلاين»... ندد البابا فرنسيس السبت بـ«الإرهاب الذي يسيء إلى الدين» خلال صلاة في موقع أور الأثري، وذلك بعد نحو أربع سنوات من دحر تنظيم «داعش» الذي سيطر بين 2014 و2017 على أجزاء واسعة من العراق، وزرع الرعب والدمار. وقال البابا في اليوم الثاني من زيارته التاريخية إلى العراق أمام مسؤولين دينيين مسلمين وإيزيديين وصابئة في الموقع الذي يُعتقد أنه مسقط رأس النبي إبراهيم، «لا يصدر العداء والتطرف والعنف من نفس متدينة: بل هذه كلها خيانة للدين»، مضيفاً: «نحن، المؤمنين، لا يمكن أن نصمت عندما يسيء الإرهاب للدين. بل واجب علينا إزالة سوء الفهم». كما حضّ البابا فرنسيس خلال خطابه على السير من «الصراع إلى الوحدة»، طالباً «السلام لكلّ الشرق الأوسط» و«بشكل خاص في سوريا المجاورة المعذّبة». وكان البابا ذكر الجمعة في كلمة أمام المسؤولين في بغداد أيضاً سوريا حيث تحوّلت انتفاضة شعبية إلى حرب لا تزال مستمرة منذ عشر سنوات راح ضحيتها أكثر من 387 ألف شخص. والتقى البابا في وقت سابق، اليوم، المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني، في منزله بمدينة النجف، في واحدة من أهم محطات زيارة البابا إلى البلاد. وتجري زيارة البابا وسط إجراءات أمنية مشددة، وفي ظل إغلاق تام سببه ارتفاع الإصابات بفيروس «كورونا» مع أكثر من خمسة آلاف إصابة في اليوم.

لقاء تاريخي بين البابا فرنسيس والسيستاني في النجف

بغداد: «الشرق الأوسط أونلاين»..... عُقد في العراق صباح اليوم (السبت) لقاءٌ غير مسبوق بين البابا فرنسيس الزعيم الروحي لـ1.3 مليار مسيحي في العالم، والمرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني، في النجف، في واحدة من أهم محطات زيارة البابا إلى البلاد، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية. وبعدما التقى زعماء الطوائف الكاثوليكية أمس (الجمعة) في بغداد، يمد البابا اليد إلى المسلمين الشيعة بزيارته السيستاني البالغ من العمر 90 عاماً، الذي لا يظهر في العلن أبداً، في منزله بمدينة النجف على بعد 200 كلم إلى جنوب بغداد. وعقد الرجلان لقاءً مغلقاً استمر لنحو ساعة يأتي بعد عامين من توقيع البابا فرنسيس وثيقة الأخوة الإنسانية مع إمام الأزهر، إحدى أبرز المؤسسات التابعة للمسلمين السنة ومقرها مصر. وأكّد السيستاني على «اهتمامه بأن يعيش المواطنون المسيحيون كسائر العراقيين في أمن وسلام»، بحسب بيان صدر عن مكتبه عقب اللقاء التاريخي الذي جمعه مع البابا فرنسيس. وشدّد السيستاني خلال اللقاء الذي بدأ نحو الساعة التاسعة (7,00 ت غ) في منزله وانتهى بعد خمسين دقيقة، على ضرورة أن يتمتع المسيحيون «بكامل حقوقهم الدستورية»، شاكراً الحبر الأعظم على زيارته. ونشر الموقع الرسمي لأخبار الفاتيكان صورة تجمع الرجلين. ويشكل السنة تسعين في المائة من مسلمي العالم، بينما يشكل الشيعة عشرة في المائة يتركز معظمهم في العراق وإيران، حسب معهد الأبحاث الأميركي «بيو» (بيو ريسرش سنتر). ورفعت في بعض شوارع النجف لوحات عليها صور البابا فرنسيس والسيستاني مع عبارة بالإنجليزية «اللقاء التاريخي». يقول رجل الدين الشيعي محمد علي بحر العلوم لوكالة الصحافة الفرنسية، إن هذه الزيارة تشكل مصدر «اعتزاز». في مطار بغداد الدولي الذي نزل به الحبر الأعظم، أمس، رفعت لافتة كبرى فيها دعوة إلى التعايش والحوار بين الأديان. والسيستاني أعلى مرجع لغالبية الشيعة في العراق. وهو من أهم مراجع الشيعة في العالم البالغ عددهم مائتي مليون، بسحب معهد «بيو»، ويشكلون أقلية من 1.8 مليار مسلم بالإجمال، حسب معهد «بيو». ويمثل السيستاني المولود في إيران مرجعية النجف التي تؤيد أن يكون دور المرجعية استشارياً للسياسيين وليس مُقرراً، مقابل مرجعية قم في إيران التي تؤكد أن لرجال الدين دوراً في إعطاء توجيهات سياسية. ويرى الكادرينال الإسباني ميغيل أنخيل أيوسو، الذي يرأس المجلس البابوي للحوار بين الأديان، أن «مدرسة النجف الفقهية أكثر علمانية من مدرسة قم التي لها اتجاه أكثر تديناً»، مضيفاً أن النجف «تعطي أهمية أكبر للبعد الاجتماعي» أيضاً. ألقى السيستاني بثقله في عام 2019 لإسقاط الحكومة حينها بعد أشهر من تظاهرات قادها شباب احتجاجاً على الفساد والتردي في الأوضاع الاجتماعية في بلادهم. وينحو البابا، كما السيستاني، إلى إطلاق مواقف سياسية غالباً. لكن كلاهما يعتمدان أسلوباً موزوناً في إطلاق مثل هذه المواقف. وفي خطابه أمس في بغداد، تطرق البابا إلى مواضيع حساسة وقضايا يعاني منها العراق خلال لقائه الرئيس برهم صالح. فقال: «لتصمت الأسلحة! ولنضع حداً لانتشارها هنا وفي كل مكان! ولتتوقف المصالح الخاصة، المصالح الخارجية التي لا تهتم بالسكان المحليين. ولنستمع لمن يبني ويصنع السلام!». وأضاف: «كفى عنفاً وتطرفاً وتحزبات وعدم تسامح! ليعط المجال لكل المواطنين الذين يريدون أن يبنوا معاً هذا البلد في الجوار وفي مواجهة صريحة وصادقة وبناءة». ودعا أيضاً إلى «التصدي لآفة الفساد وسوء استعمال السلطة، وكل ما هو غير شرعي». وتجري زيارة البابا وسط إجراءات أمنية مشددة، وفي ظل إغلاق تام سببه ارتفاع الإصابات بفيروس كورونا مع أكثر من خمسة آلاف إصابة في اليوم. وتلقى البابا لقاحاً مضاداً للفيروس، فيما لم يشر مكتب السيستاني إلى أنه حصل على لقاح من جهته. بعد النجف، يتوجه البابا فرنسيس جنوباً أيضاً إلى أور، الموقع الأثري الذي يعتقد أنه مكان مولد النبي إبراهيم، أب الديانات السماوية. وسيشارك هناك في صلاة مشتركة مع رجال دين شيعة وسنة وإيزيديين وصابئة.

العراق: 11 وفاة و4 آلاف إصابة بـ«كورونا»

بغداد: «الشرق الأوسط أونلاين».. أعلنت وزارة الصحة والبيئة في العراق، اليوم (السبت)، تسجيل 4 آلاف و68 إصابة جديدة بفيروس «كورونا» المستجد، ليرتفع العدد الإجمالي للإصابات في البلاد إلى 723 ألفاً و189 حالة، وفقاً لوكالة الأنباء الألمانية. وذكرت إحصائية للوزارة أنه تم تسجيل 11 حالة وفاة جديدة بالفيروس، ليصل إجمالي الوفيات إلى 13 ألفاً و548 حالة. وأوضحت الإحصائية أنه تم رصد 3883 حالة شفاء جديدة من الفيروس، ليرتفع إجمالي حالات الشفاء إلى 657 ألفاً و32 حالة بنسبة شفاء 9.90 في المائة.

روحاني للكاظمي: الولايات المتحدة تلعب دورا تخريبيا في العراق والمنطقة كلها

المصدر: RT.... قال الرئيس الإيراني، حسن روحاني، خلال اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، إن الولايات المتحدة تلعب "دوريا تخريبيا" في الشرق الأوسط بما في ذلك العراق. وأفاد مكتب الرئيس الإيراني، في بيان، بأن روحاني والكاظمي بحثا التطورات الإقليمية والإفراج عن أموال إيران المجمدة في العراق. وشدد روحاني على أن "أمن العراق ووحدة أراضيه واستقراره من أولويات إيران"، مؤكدا أن بلاده ترفض التدخلات الأجنبية في الشؤون الداخلية العراقية وتعتبرها مضرة للعراق ولكل المنطقة. وأشار روحاني إلى أن "هناك مليارات الدولارات المحتجزة بشكل غير قانوني في العراق وينبغي الإفراج عنها على الفور"، لافتا إلى أن "الأموال الإيرانية لا تزال مجمدة في العراق على الرغم من الوعود المتكررة للمسؤولين العراقيين للإفراج عنها". كما شدد الرئيس الإيراني على أن "الوجود العسكري الأمريكي في الشرق الأوسط يجلب عدم الأمن والاستقرار"، معتبرا أن "واشنطن لا تزال تلعب دورا تخريبيا في المنطقة والعراق". وأضاف: "الإسراع في إخراج القوات الأمريكية من العراق وفق قانون البرلمان العراقي من شأنه أن يسهم في أمن واستقرار العراق وكل المنطقة". وجدد أن "حل مشكلات الشرق الأوسط يتم عبر دول المنطقة من دون تدخلات أجنبية"، مؤكدا أن إيران مستعدة للتعاون مع الدول الإقليمية لتسوية الأزمات وتحقيق السلام والاستقرار. كما نقلت الرئاسة الإيرانية عن الكاظمي قوله إن العقوبات الأمريكية على إيران "ظالمة وغير قانونية". وأشار رئيس الوزراء العراقي، حسب البيان، إلى أن التغيير في الإدارة الأمريكية هيأ أجواء جديدة للتعاون بين الدول، لافتا إلى أن العراق سيبذل كل جهوده لرفع العقوبات عن إيران.

التغيير الديمغرافي هاجس سكان سهل نينوى.... مسيحيو المنطقة يعلقون آمالهم على زيارة البابا لوقفه

أربيل: «الشرق الأوسط».... يترقب مسيحيو سهل نينوى زيارة بابا الفاتيكان التاريخية لمناطقهم اليوم، حاملين آمالهم وتطلعاتهم التي في مقدمتها ضرورة تدخله لوقف التغيير الديمغرافي الممنهج في مناطقهم على يد المجاميع المسلحة، معتبرين في أحاديث لـ«الشرق الأوسط» زيارته آخر فرصة لإنقاذ وجود المكون المسيحي الذي بات على وشك الانتهاء في العراق بشكل عام ومناطق نينوى بشكل خاص. بشارة وردة، مطران كنيسة الكلدان الكاثوليك، قال لـ«الشرق الأوسط» إن «وجود خمسة فصائل مسلحة مختلفة في منطقة سهل نينوى يولد لدى المواطن المسيحي انطباعاً بعدم الأمان، ففي حال نشوب أي خلاف بين هذه الفصائل ذاتها سيتحول إلى نزاع مسلح يحرق مناطق وجود المسيحيين في نينوى»، مضيفاً أن «هذا الوجود يعطي انطباعاً باللادولة، فالميليشيات هي العقدة الدائمة في العملية السياسية في أي مكان بالعالم». وردة أضاف أن «المكون الشبكي الذي يضم معظم هذه المجاميع يسعى بكل الأشكال إلى التوسع على حساب الوجود المسيحي بطرق قانونية وغير قانونية»، موضحاً أن «هناك عملية تغيير ديمغرافي ممنهجة تبدأ من شراء منازل المسيحيين بأسعار مضاعفة وتوزيع الأراضي في المنطقة على المكونات الأخرى، وصولاً إلى استهداف المسيحيين لدفعهم إلى الهجرة ومغادرة المنطقة». وعن سبب توجه الفصائل الشيعية إلى منطقة سهل نينوى، قال الناشط المدني أكرم البغديدي (وهو اسم مستعار) لـ«الشرق الأوسط» إن «تمركز فصائل الحشد الشعبي في منطقة سهل نينوى هدفه إكمال خطة السيطرة على ما يسمون (الهلال) الذي تروم إيران وحلفاؤها تأمينه لضمان استمرار الطريق من إيران إلى سوريا عبوراً بنينوى»، مبيناً أن «حلفاء إيران من الفصائل المسلحة تستخدم جميع الوسائل لإتمام سيطرتها على هذه المناطق، وبشكل خاص قرقوش وبرطلة»، مضيفاً: «إن لم يتدخل البابا لوقف هذا التغيير الديمغرافي الممنهج سنكون أمام نهاية وجود المكون المسيحي في نينوى والعراق عامة». وكانت فصائل مسلحة قامت باستهداف مطار أربيل الدولي بإطلاق مجموعة من الصواريخ من قاعدة متحركة في منطقة برطلة التي يسيطر عليها «اللواء 30» في الحشد الشعبي في سبتمبر (أيلول) 2020، وتبعتها عملية استهداف ثانية للمطار الشهر الماضي، تسببت بمقتل وإصابة العشرات، أكدت الأجهزة الأمنية في إقليم كردستان تورط فصائل «سيد الشهداء» فيها بعد أن عرضت اعترافات أحد المشتبهين الذي أُلقي القبض عليه من قِبل القوات الأمنية. وسام أبو فراس (وهو اسم مستعار) من مواطني برطلة قال، لـ«الشرق الأوسط»، إن «مواطني سهل نينوى يواجهون توسعاً شرساً من قبل مكونات أخرى مدعومة من الميليشيات، فأصبحوا يستهدفونهم بشتى الطرق، تبدأ من إسكان أناس من خارج المنطقة يختلفون بالعادات والتقاليد، يزعجون سكان المنطقة من المسيحيين بتصرفاتهم الغربية مثل تربية المواشي داخل الأحياء السكنية والتحرش بالنساء المسيحيات دون مراعاة أي عادات وتقاليد وأصول للجيرة». أما خالد يوشع، وهو تاجر من منطقة سهل نينوى، نزح إلى أربيل فقال إن «نقاط التفتيش التابعة لفصائل الحشد الشعبي تبتز المسيحيين بشكل مباشر من خلال فرض إتاوات على كل سيارة تعبر إلى المنطقة، إضافة إلى عمليات الإزعاج التي تهدف إلى دفعهم لترك المنطقة»، مبيناً أن «الأمل كبير في أن يكون لزيارة البابا تأثير على تغيير الحال في المنطقة، ووقف عملية استهداف المسيحيين التي ستؤدي إلى إنهاء وجودهم إلى الأبد». من جهته، نفى النائب عن المكون الشبكي قصي عباس أن يكون هناك أي تغيير ديمغرافي في المنطقة، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «منطقة سهل نينوى هي الموطن الأصلي للمكون الشبكي وليس لديهم أي موطن آخر غيره في العراق»، مبيناً أن «بعض الإخوة المسيحيين يوجّهون بين الحين والآخر اتهامات للمكون الشبكي بالتوسع على حسابهم، وهذا غير صحيح، فالشبك شركاء لباقي المكونات ووجودهم تاريخي في المنطقة». عباس أضاف أن «قوات الحشد الشعبي الموجودة في المنطقة ليست مهمتها التغيير الديمغرافي، إنما تعمل على توفير الأمن والأمان للمواطنين بجميع انتماءاتهم، وتضم في صفوفها عناصر من كل المكونات، من ضمنها الحشد المسيحي وقوات بابليون». بدوره، يقول جوني، ناشط سياسي، إن «لزيارة البابا أهمية كبيرة من الناحية العقائدية لجميع المسيحيين، إلا أن سكان منطقة سهل نينوى يأملون في أن يكون لهذه الزيارة تأثير إيجابي لتغيير الحال بشكل واقعي، وذلك بتدخله من خلال حثِّ السلطات العراقية والمرجعية الدينية على إبعاد الفصائل المسلحة من مناطقهم، ووقف عملية التغيير الديمغرافي الممنهج الذي يتعرضون له، ليكون ذلك أملاً جديداً للمسيحيين في البقاء بمناطقهم، ووقف نزيف الهجرة المستمر عن أرض آبائهم وأجدادهم».

عائلة مسيحية واحدة كانت في انتظار البابا بالناصرية.... ماهر طوبيا يأمل أن تحسن الزيارة أوضاع أحد معاقل الحراك

الناصرية: «الشرق الأوسط».... اختار البابا فرنسيس زيارة مدينة أور، مسقط رأس النبي إبراهيم وفق التقليد، ضمن محطات زيارته إلى العراق، لكنه لم يجد في محافظة ذي قار في جنوب العراق، التي مركزها الناصرية، إلا عائلة مسيحية واحدة. ويؤكد ماهر طوبيا (53 عاما) لوكالة الصحافة الفرنسية أن عائلته هي آخر العائلات المسيحية في المحافظة حيث موقع أور الأثري، ويحقق حضور البابا بالنسبة إليه حلماً كبيراً. ذلك أن زيارته هي «أساسا رسالة محبة وسلام»، كما يقول من غرفة الجلوس في منزله في الناصرية. قبل الحصار الاقتصادي على العراق في التسعينات، كانت الناصرية تضمّ ما بين «عشرين إلى ثلاثين عائلة مسيحية»، وفق طوبيا. لكن اليوم لم تبق إلا عائلته وعائلة شقيقه. وقد تراجع عدد المسيحيين على مراحل لا سيما بعد الغزو الأميركي للعراق في عام 2003. وقتل قبل أسبوع في المنطقة ستة متظاهرين خلال احتجاج على أوضاعهم الاقتصادية والمعيشية. وكان البابا تضامن مع الانتفاضة الشعبية التي قادها شباب في العراق ابتداء من نهاية 2019 ضد الطبقة السياسية والفساد، ودعا إلى عدم قمعها. وقتل خلال تلك التحركات 600 شخص وأصيب ثلاثون ألفا بجروح. ومع البابا فرنسيس الأرجنتيني الأصل الذي يأتي إلى العراق حاملاً «رسالة صداقة وسلام»، كما قال، يثق طوبيا بـ«تحسن الأوضاع» في الناصرية. وخلال العامين الماضيين، شهدت هذه المدينة تظاهرات احتجاجاً على تردي الأوضاع المعيشية في العراق والفساد، تخللها عنف مع قوات الأمن راح ضحيته العشرات. ويتابع طوبيا: «يمكن أن تكون لها انعكاسات كبيرة». وبدأ البابا الجمعة زيارة إلى العراق تنتهي الاثنين، وهي أول زيارة بابوية على الإطلاق لهذا البلد، ومن شأنها تقديم دعم معنوي مهم للمسيحيين الذين تعود جذورهم في بلاد الرافدين إلى تاريخ طويل، ولكنهم عانوا في التاريخ الحديث من استهداف وصعوبات دفعت العديد منهم إلى الرحيل. وتراجع عدد المسيحيين تدريجيا في العراق لا سيما بعد الاجتياح الأميركي في عام 2003 الذي تلته حروب طائفية. ويروي طوبيا أن أباه كان رجل أعمال استقر في المدينة حينما كانت تحت ظلّ الحكم العثماني. وعلى مر العقود التي تخللتها حرب عالمية ثانية وسقوط الملكية في العراق وصعود نظام حزب البعث، لم تبارح عائلة طوبيا المدينة. لكن غياب فرص العمل و«إهمال الدولة» بالدرجة الأولى، وفق طوبيا، دفع آخرين إلى المغادرة. ويضيف: «من كان لديه مشروع كمطعم مثلاً، غادر بسبب الضيق المادي». وغادر المسيحيون إلى بغداد أو شمال العراق، وفق طوبيا، أو إلى الخارج مع مرور الأيام. وبات عدد المسيحيين العراقيين ما بين 300 إلى 400 ألف، بعدما كان مليون ونصف المليون قبل عام 2003. ويحلم كثيرون ممن لا يزالون في العراق بالرحيل بدورهم في ظل الأزمة الاقتصادية التي يغرق فيها العراق وعدم الاستقرار السياسي والأمني. إلا أن ماهر طوبيا متعلق بجذور عائلته في المدينة التي تعود إلى أكثر من مائة عام، ويقول: «نحن في ذي قار منذ عام 1900 تقريباً». وتخلو مدينة الناصرية من الكنائس، لذلك يتوجه طوبيا إلى بغداد أو البصرة في الجنوب، للأعراس والجنازات. مع ذلك، فهو يؤكد أن لديه «انتماء» إلى مدينته يدفعه إلى البقاء فيها، رغم كل شيء. ويتمنى أن تفتح الزيارة البابوية الباب أمام قدوم مزيد من الحجاج إلى هذه المنطقة المقدسة. ويقول: «هذا حدث كبير، قد يرفع المستوى المعيشي في المنطقة... قد يفتح الباب أمام مزيد من الزوار... شرط تأهيل المناطق السياحية». كما يأمل أن تدفع الزيارة إلى «بناء كنيسة في ذي قار» أيضاً.

 

 

 



السابق

أخبار سوريا.... تحليل: التقارب الأميركي-الروسي قد يغير الوضع في الشرق الأوسط... «القناة السرية» بين أميركا وروسيا في فيينا... تفاهمات عسكرية وخيبات سياسية...بايدن يعين سوريّة لإدارة ملف بلادها في مجلس الأمن القومي الأمريكي...إنزال جوي أميركي في الحسكة وغارات روسية بالبادية السورية.. تصاعد حاجة السوريين للمساعدات الإنسانية وتراجع قدرة توفيرها..

التالي

أخبار دول الخليج العربي.. واليمن.. التحالف: تدمير 5 مسيرات حوثية مفخخة حاولت استهداف المدنيين.. 90 قتيلاً بمعارك عنيفة في مأرب...الحكومة اليمنية ترجّح الخيار العسكري لدفع الحوثيين نحو السلام..موجة حوثية تستهدف مدارس صنعاء لتجنيد المعلمين والتلاميذ.. المبعوث الأميركي إلى اليمن يمدد جولته {لأجل غير مسمى»...عشرات القتلى في احتدام معارك مأرب وتعز وعدد النازحين تجاوز مليونين...السعودية تشدد إجراءات الوقاية مع عودة الأنشطة .....

ملف خاص..200 يوم على حرب غزة..

 الأربعاء 24 نيسان 2024 - 4:15 ص

200 يوم على حرب غزة.. الشرق الاوسط...مائتا يوم انقضت منذ اشتعال شرارة الحرب بين إسرائيل و«حماس» ع… تتمة »

عدد الزيارات: 154,228,355

عدد الزوار: 6,941,296

المتواجدون الآن: 136