العلاقات العسكرية في خطر -

تاريخ الإضافة الخميس 3 حزيران 2010 - 7:04 ص    عدد الزيارات 3558    التعليقات 0    القسم دولية

        


نص اسرائيلي
العلاقات العسكرية في خطر -  
بقلم يوسي ميلمان 

قبل المأساة التي وقعت في البحر، كانت العلاقات العسكرية بين تركيا وإسرائيل مثل الوتر المشدود، الآن هذا الوتر على وشك أن يتمزق. ولكن هذه العلاقات كان لها وجه آخر خفي، يختلف عن العلاقات السياسية والتصريحات العلنية.
تقوم العلاقات المميزة بين أنقرة والقدس على ثلاثة أسس أساسية شكلت قاعدة للحلف الإستراتيجي بين الدولة المسلمة غير العربية التي هي نفسها على خلاف مع جيرانها، وبين إسرائيل. الأساس الأول هو الصلة بين الصناعة العسكرية بين البلدين. ففي العقد الأخير شكلت تركيا واحدة من أهم خمسة أسواق لتصدير السلاح الإسرائيلي الى جانب الهند و سينغافوره والولايات المتحدة والإتحاد الأوروبي. وبلغ حجم الصادرات العسكرية خلال الأعوام العشرة الأخيرة أكثر من 2,5 ملياري دولار.
وقد تضمنت الصادرات العسكرية لتركيا صفقة ضخمة للصناعة الجوية قيمتها أكثر من مليار دولار من أجل تحسين وتجديد 50 طائرة فانتوم تابعة لسلاح الجو التركي؛ بالإضافة الى صفقة كبيرة أخرى لتحسين دبابات الجيش التركي تبلغ قيمتها 600 مليون دولار، الى جانب بيع طائرات من دون طيار قيمتها 250 مليون دولار، وتجهيزات من الصناعة العسكرية الإسرائيلية تتضمن أجهزة استخبارية ومعدات تصوير واتصال. إن العصر الذي كانت فيه تركيا هي السوق الأساس للصناعة العسكرية على وشك الأفول، وقد تمر أعوام عدة قبل أن يصار الى ترميم ما حدث والعودة الى أيام الإزدهار.
أما الأساس الثاني، فهي سماح تركيا لسلاح الجو الإسرائيلي الإقلاع من قواعدها الجوية والتدرب في أجوائها الجوية، وبهذه الطريقة تستطيع إسرائيل التعويض عن ضيق مساحاتها، الأمر الذي كان يلحق الضرر بقدرة الطيارين الإسرائيليين على التدرب والقيام بتمارين معقدة، ناهيك بوجود شبكة لتبادل المعلومات والدروس، وكل هذا من شأنه أن يتضرر بصورة كبيرة.
صحيح أن الجيش التركي وسلاح الجو ليسا معنيين بقطع العلاقات، ولكن ثمة شك بأن تكون القوات المسلحة في أنقرة قادرة على الوقوف في وجه الضغوطات التي تمارسها الحكومة الإسلامية. إن رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان يسعى بصورة منهجية خاصة بعد عملية "الرصاص المسكوب" في غزة الى تقليص العلاقات مع إسرائيل و الغاء التحالف الإستراتيجي بين الدولتين.
أما القاعدة الثالثة الأكثر حساسية، فهي التعاون الاستخباري القائم بين الدولتين منذ أكثر من 50 عاماً، حتى خلال الفترة التي عرفت فيها العلاقات الديبلوماسية والعلنية مع تركيا تراجعاً. لستَ بحاجة الى أن تكون خبيراً كي تدرك مدى أهمية تركيا لإسرائيل لاسيما وأن بجوارها أكبر عدوين لإسرائيل إيران وسوريا، هذا بالاضافة الى المصلحة المشتركة التي تربط بين تركيا وإسرائيل في محاربة الإرهاب الإسلامي المتطرف التي تشكل تركيا هدفاً له.
لقد عرفت العلاقات بين الدولتين حتى العسكرية منها صعوداً وهبوطاً، ولكن كانت هناك دائماً وسيلة لتجاوز العقبات واعادة العلاقات الى ما كانت عليه. ولكن في ظل الظروف القاسية الحالية من الصعب ترميم الصلة بين البلدين في المدى المنظور.


 


( "هآرتس" ترجمة ر. ح عن العبرية)  


المصدر: جريدة النهار

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,733,217

عدد الزوار: 6,911,019

المتواجدون الآن: 115