السفارة الأميركية «تخترق» مناطق محسوبة على حزب الله وتنفذ برنامجا لتعليم الإنجليزية لنسوة الجنوب والضاحية

تاريخ الإضافة الثلاثاء 1 حزيران 2010 - 6:26 ص    عدد الزيارات 3593    التعليقات 0    القسم محلية

        


السفارة الأميركية «تخترق» مناطق محسوبة على حزب الله وتنفذ برنامجا لتعليم الإنجليزية لنسوة الجنوب والضاحية

قالت لـ «الشرق الأوسط»: الحزب لا يستفيد من خدماتنا لأنه منظمة إرهابية

بيروت: بولا أسطيح
رغم كل الحملات التي يشنها حزب الله على المشاريع الأميركية في لبنان، نجحت سفارة الولايات المتحدة في بيروت في تحقيق «اختراق» لافت للمناطق المحسوبة على الحزب عبر مشاريع تعليم الإنجليزية و«تمكين» النساء اللبنانيات. فالسفارة تمول منذ فبراير (شباط) 2008 وتشرف على تنفيذ مشروع «الإنجليزية للنساء» الهادف لتعليم نسوة لبنان اللغة الإنجليزية وخاصة لمن يسكن خارج إطار العاصمة بيروت «لتفعيل دور المرأة في مجتمعها، وتطوير المجتمع المدني من خلال تعزيز الجمعيات المحلية ولخلق شبكة من النساء تساعدها المنظمات غير الحكومية في تحسين فرص عملها».

واللافت أن السفارة جالت بمشروعها على كل المناطق اللبنانية، ودخلت كل المحافظات والبلدات ومن ضمنها محافظة الجنوب وضاحية بيروت الجنوبية المحسوبتان على حزب الله.

ويقول راين غليها، المسؤول الإعلامي في السفارة الأميركية لـ«الشرق الأوسط»، إن المشروع انطلق بعدما لمس القسم الثقافي في السفارة ومن خلال احتكاكه بنساء لبنان حاجتهن إلى تعلم اللغة الإنجليزية لتأمين فرص عمل لائقة وخاصة خارج إطار العاصمة بيروت. وأضاف: «تعلم اللغة الإنجليزية متاح لنساء بيروت في أكثر من مؤسسة لكن نساء المناطق الأخرى يعانين من افتقار بلداتهن للمعاهد المتخصصة ولذوي الخبرة لذلك انطلقنا بالمشروع بناء على رغبة النسوة وقدمنا كل التسهيلات اللازمة ليلتحق به العدد الأكبر منهن. لم نأتِ بهن إلى العاصمة، نظرا لصعوبة المواصلات فدخلنا بلداتهن من خلال مؤسسات المجتمع المدني، وقدمنا لهن اللغة الإنجليزية مجانا».

في المرحلة الأولى من المشروع التي امتدت من فبراير 2008 حتى أكتوبر (تشرين الأول) 2009، التحق بالدورات نحو 990 طالبة من مختلف المناطق اللبنانية. الدورة الثانية التي قسمت إلى مستويين أول وثان انطلقت منذ سنة و6 أشهر مع انضمام 700 طالبة جديدة ليبلغ بذلك العدد الإجمالي للمستفيدات من المشروع الأميركي نحو الـ1600 امرأة لبنانية. وفي محاولة لتوزيع هؤلاء طائفيا يتبين أن 54% منهن من الشيعة، 20% من الدروز و11% من المسيحيات فيما تبقى نسبة 15% موزعة على باقي الطوائف.

أبرز المناطق الجنوبية التي استفادت من المشروع، دير الزهراني، وخرايب، وتعمير، والقصيبة، والمروانية، ومعركة، وخرايب، وطاريا وغيرها... فيما تتابع طالبات منطقة الشياح في الضاحية الجنوبية لبيروت حاليا صفوفا سعين جاهدات لحضورها. ويقول غليها في هذا الموضوع: «أولا يجب أن نوضح أننا لا نعتبر الجنوب منطقة حزب الله. كما أننا لم ندخل المناطق الجنوبية التي لم ترحب بالمشروع فليس هدفنا إجبار أحد على التعلم كما أننا لا نؤمن الخدمات للمنتمين للمنظمات الإرهابية وبالتالي حزب الله لا يستفيد من خدماتنا لأنه منظمة إرهابية.. نساء حزب الله ودون أدنى شك لم يشاركن في الدورات لأنهن عرفن أننا المنظمون والممولون».

وتطبق السفارة الأميركية مشروعها بالتعاون مع شركاء أساسيين أمنوا لها بطاقة الدخول حيث لم تسمح لها الظروف السياسية والاجتماعية بهذا الاختراق. «هيا بنا» مبادرة لبنانية مدنية مكرسة لتقديم منصة للأصوات المعتدلة وهي ملتزمة مقاومة الخوف والتعصب. هذا التجمع المدني كان بمثابة اليد المنفذة للمشروع الأميركي في مختلف المناطق اللبنانية ما عدا منطقة الشمال التي يتسلمها مركز CESMO.

لقمان سليم رئيس جمعية «هيا بنا» شرح لـ«الشرق الأوسط» كيف تم تنفيذ المشروع، لافتا إلى أنه تم توكيل جمعيات محلية لها شرعيتها وحضورها في كل بلدة تولت تطبيق المشروع تحت إشراف «هيا بنا» والسفارة الأميركية. وأشار سليم إلى أنه يُعمل جديا لتوسيع المشروع الحالي ليتضمن صفوفا لمحو الأمية في مجالات الكومبيوتر والإنترنت، «فمجرد اكتشاف الأدوات المعرفية يسمح للنساء بالتعرف على حقوقهن والدفاع عنها».

أساتذة اللغة الإنجليزية نساء من بلدات الطالبات. فالسفارة سعت لتأمين فرص عمل لنساء القرى اللواتي يتقن الإنجليزية ولم تستقدم الأساتذة من العاصمة أو من الخارج. الصفوف تعطى بالتوافق بين الطالبات على الدوامات التي تتلاءم وظروف عيشهن، ولتتخطى الطالبة المرحلة الأولى (Level 1) يجب عليها أن تحضر 90 ساعة من الشرح.

وأكدت رانيا خليل مدرسة اللغة في بلدة معركة الجنوبية أنها لم تواجه أي صعوبات على الرغم من أن «البعض لم يعجبهم الوضع عامة».

وعن هدفها من حضور صفوف اللغة الإنجليزية قالت هنية زيدان الجنوبية (50 عاما): «ابنتي تعيش في لندن وكنت أجد صعوبة خلال السفر في قراءة التعليمات في المطار. نحن نشكر السفارة الأميركية التي أمنت لنا هذه الفرصة ونحضها على تكثيف الدورات التي لن نتغاضى عن المشاركة فيها».

 


المصدر: جريدة الشرق الأوسط اللندنية

ملف خاص..200 يوم على حرب غزة..

 الأربعاء 24 نيسان 2024 - 4:15 ص

200 يوم على حرب غزة.. الشرق الاوسط...مائتا يوم انقضت منذ اشتعال شرارة الحرب بين إسرائيل و«حماس» ع… تتمة »

عدد الزيارات: 154,231,549

عدد الزوار: 6,941,422

المتواجدون الآن: 110