لبنان «المرتاب» من احتمالات «حرب كبيرة» أسير «حروب صغيرة»

تاريخ الإضافة السبت 29 أيار 2010 - 6:47 ص    عدد الزيارات 2804    التعليقات 0    القسم محلية

        


بيروت - «الراي»|
إرجاء الحوار حول الاستراتيجية الدفاعية ومعلومات غير مؤكدة عن تحضيرات لقمة لبنانية - سورية

عاد رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري من زيارته لواشنطن ونيويورك الى بيروت التي بدت أسيرة سجالات متجددة اندلعت على جبهة «الاستراتيجية الدفاعية» انطلاقاً من الكلام الاخير لرئيس الجمهورية ميشال سليمان وخطاب الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله وردود رئيس الهيئة التنفيذية لـ«القوات اللبنانية» سمير جعجع وبعض اطراف فريق «14 مارس» ودخول زعيم «التيار الوطني الحر» النائب العماد ميشال عون ورئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية على خط هذا السجال.
ففي وقت اعتُبرت زيارة رئيس الحكومة لأميركا محاولة لإبعاد شبح «الحرب الكبيرة»، فإن الأوساط السياسية في بيروت توقعت ان يكون الحريري امام مجموعة من «الحروب الصغيرة» في الداخل والتي من شأنها أن ترخي بثقلها على «حكومة الوحدة الوطنية».
وفيما استمرّ التراشق الداخلي حول الموقف من الاستراتيجية الدفاعية وسلاح «حزب الله»، لفت إرجاء جلسة الحوار الوطني التي كانت مقررة الخميس المقبل في القصر الجمهوري لبحث هذا العنوان الى موعد تردّد انه 17 يونيو المقبل، ما عكس حال البلبلة التي تسود الساحة السياسية.
ووسط هذه الاجواء، خرج الى دائرة الضوء الحديث عن امكان انعقاد قمة بين الرئيسين اللبناني ميشال سليمان والسوري بشار الأسد قريبا للبحث في عدد من الملفات المشتركة وفي مقدمها التهديدات الاسرائيلية وتنسيق المواقف من مسألة فرض عقوبات جديدة على ايران.
وفي حين نفت مصادر سياسية وجود معطيات الى امكان عقد القمة اللبنانية - السورية قريباً، لفتت مصادر أخرى الى ان مثل هذه القمة لا تحتاج الى تحضير ويمكن ان تتم في اي لحظة.
ونقلت «وكالة الأنباء المركزية» عن مصادر في الأكثرية «ان حملة التهديدات التي اطلقها السيد نصرالله بالتزامن مع وجود الرئيس الحريري في واشنطن اضافة الى الاشادة السورية بما يملكه حزب الله من سلاح متطور، انما تهدفان الى احراج لبنان في شقه الرسمي وتقديم خيار المقاومة المسلحة على خيارات الحوار التي نادى بها رئيس الحكومة في العاصمة الاميركية»، مشيرة الى ان «الجانبين ربما لاحظا في تصريحات الحريري خروجا على ما يمكن ان يكونوا اتفقوا عليه سابقا في اجتماعات تنسيقية عقدت في الضاحية الجنوبية ودمشق عشية الجولة الأميركية».
ولم تستغرب المصادر في الأكثرية قرار تأجيل جلسة الحوار الوطني، مشيرة الى ان الرئيس سليمان «لم يرجىء في الواقع لقاء وطنيا كان يمكن ان يفضي الى نتيجة بل مواجهة وطنية كان يمكن ان تؤدي الى كارثة»، موضحة ان رئيس الجمهورية «آثر تأجيل الجلسة على أمل اخماد التوتر الذي اعقب خطاب نصرالله وتحول سجالا بين قوى الثامن من مارس و«القوات اللبنانية» وبعض اركان الرابع عشر من مارس من جهة، واستيعاب المحاولات التي بذلها البعض لتحويل رئيس البلاد الى طرف ونزع الصفة الحيادية عن موقعه الوطني من جهة ثانية».
واذ تحدثت تقارير عن ان إرجاء جلسة الحوار الوطني مردّه الى عزم رئيس مجلس النواب نبيه بري القيام بجولة على عدد من دول اوروبا الشرقية ابتداء من الثالث من يونيو، نُقل عن مصادر في الاقلية ان السيد نصرالله لم يهدف في خطابه الأخير الى احراج الرئيس الحريري في واشنطن، مشيرة الى ان خطابه في يوم التحرير لا يختلف ابدا عن كل خطبه السابقة.
ونفت المصادران يكون الأمين العام لـ «حزب الله» قصد في خطابه فرض رؤيته الاستراتيجية على اللبنانيين وانما قصد تكريس توازن الرعب مع اسرائيل المتحفزة على حدودها الشمالية، مؤكدة أن الدكتور سمير جعجع «افتعل مشكلة سياسية في البلاد لا تستند الى اي اساس». وأوضحت «ان قرار تأجيل جلسة الحوار الوطني في قصر بعبدا كان قرارا صائبا»، مشيرة الى «ان الحملة التي اندلعت بين جعجع وكل من الرئيس بري والعماد عون والنائب سليمان فرنجية في نوع خاص كان يمكن ان تنفجر في قصر بعبدا في شكل لا تتحمله البلاد في أي شكل من الأشكال، خصوصا انها كانت ستُواكب بتداعيات المعركة الانتخابية القاسية في كل من البترون وزغرتا».
ونفى جعجع امس ان يكون إرجاء جلسة الحوار على خلفية السجال الأخير في ما يتعلق بالاستراتيجية الدفاعية، وقال: «رتبت برامجي على اساس ان الجلسة كانت في الثالث من الشهر الجاري، واذا كانت ستنقل الى السابع عشر فان لدي اسبابا قاهرة تمنعني من الحضور». ولفت الى ان «مواعيد جلسات الحوار تحدد اجمالا بالاتفاق بين جميع اعضائها»، متمنيا «تأجيلها الى نهاية الشهر ليتمكن الجميع من الحضور».
وتمنى رئيس الهيئة التنفيذية في «القوات اللبنانية» على العماد عون «أن يُخرج قضية الاستراتيجية الدفاعية من السياسات الصغيرة والمحلية لأنه حتى اكثرية قاعدة التيار الحر ليست بعيدة عن نظرتنا بهذا الشأن». ورأى ان «قضية كشف لبنان امام العدو الاسرائيلي تطرّق لها السيد حسن نصرالله في خطابه الأخير ويستعيدها الجنرال عون من بعده»، سائلا: «لم أفهم كيف اذا أدليت بتصريح سيجعل ذلك لبنان مكشوفا للعدو وستستعد اسرائيل عندها للهجوم على لبنان؟»، مضيفاً: «امام توازن الرعب والصواريخ هل سيؤثر تصريح لسياسي لبناني على التحرك العسكري الاسرائيلي؟». واعتبر هذا المنطق «غير صحيح وغير سليم والهدف منه ألا يتركوا احدا لديه رأي مغاير لهم يتكلم، فهذا المنطق يُستعمل لكمّ الأفواه».
وفي ما يتعلق بقوة الردع التي يمكن للبنان الاتكال عليها، اعتبر «ان لدى لبنان قوة ردع كبيرة جدا لكن السياسيين لا يدعونه يستعملها وهي في الجيش اللبناني، باعتبار ان لديه ثلاثة الى اربعة الاف عنصر من القوات الخاصة وهي بكل المقاييس وبأسوأ الحالات على الاقل بمستوى عناصر حزب الله».
وكان العماد عون ردّ على اعتبار جعجع «ان تصريحات السيد نصر الله هي التي تكشف لبنان امام العدوان»، وقال «ان هذه التصريحات هي التي تكشف لبنان، وتعطي للعدو حقاً في القيام بالعمل الذي يقوم به». واضاف: «لبنان مكشوف اصلا، و«حزب الله» يحاول ان يبني قوة رادعة لصد أي اعتداء على لبنان، تكون كافية وحاسمة لكي لا يجرؤ احد على مهاجمة لبنان، واذا هاجمه فيعرف انه سيتعرض لخسائر كبيرة تجعل اعتداءه غالي الثمن عليه». واستغرب عون اتهام «حزب الله» بكشف لبنان، وقال: «الطيران الاسرائيلي لم يغادر سماءنا (طيلة يوم امس) وكنت اتمنى عليه ان يقول لنا ما هي قوة ردعه حيال التحرشات الدائمة على سمائنا وعلى ارضنا؟ اسرائيل هي التي تتحرش بنا، والكل يعلم ما هو عمل المقاومة وهدفها، هو الدفاع عن ارض لبنان. هذه التصريحات مسيئة للبنان، وتكشف لبنان، وما تقوم به المقاومة هو جزء من حقنا الطبيعي، في الاتكال على انفسنا وندافع عن انفسنا وعن ارضنا».
في موازاة ذلك، اشارت الى ان الرئيس سعد الحريري رفض في نيويورك تبني موقف قاطع في شأن طريقة تصويت لبنان على مشروع القرار الذي تقدمت به الولايات المتحدة لفرض عقوبات اضافية على إيران بسبب برنامجها النووي، ولكنه قال إنه سيضع «أمننا ومصلحة لبنان ومصلحة العرب» عند اتخاذ القرار النهائي.
وقال الحريري في اللقاء الذي جمعه مع السفراء العرب المعتمدين في الأمم المتحدة إن لبنان «يؤمن بحق الدول في الاستخدام السلمي للطاقة النووية تحت اشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية، كما ان لبنان يعارض في الوقت نفسه امتلاك أي دولة في المنطقة لسلاح نووي لأن ذلك معناه انطلاق سباق للتسلح ستتأثر به الدول العربية وسيتأثر به لبنان أكثر من غيره».
ورداً على سؤال لممثل مصر في اللقاء حول التهديدات الإسرائيلية تجاه لبنان وموقف إدارة الرئيس باراك أوباما منها، قال الحريري إن واشنطن والدول الغربية تحرّكت بشكل واضح وصريح لردع اسرائيل عن تهديد لبنان وكان هناك تطمينات لبيروت في هذا المجال. وأضاف ان إسرائيل حاولت إثارة البلبلة في الرأي العام العالمي بإثارة قضية تهريب صواريخ «سكود» إلى «حزب الله»، وقال انه نفى تماماً صحة هذه التقارير في لقائه مع الرئيس أوباما.
ولم تحجب مجمل هذه الملفات الأنظار عن الزيارة التي قام بها رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط لدمشق يرافقه نجله تيمور ووزير الأشغال العامة والنقل غازي العريضي، حيث التقى معاون نائب الرئيس السوري اللواء محمد ناصيف.
واشارت معلومات الى ان زيارة جنبلاط كانت ناجحة وإيجابية للغاية، واتسمت بكثير من الصراحة والشفافية بخصوص الأوضاع الداخلية في لبنان والوضع في المنطقة والتهديدات الاسرائيلية لكل من لبنان وسورية.
وعُلم ان جنبلاط تبلّغ من اللواء ناصيف ارتياح القيادة السورية لأدائه على الساحة اللبنانية، وان الرئيس بشار الاسد ينظر الى هذا الأداء بايجابية.


قطع طريق المطار
بالإطارات المشتعلة
احتجاجا على انقطاع الكهرباء


بيروت - «الراي»:
قطع عدد من الشبان بعد ظهر امس طريق مطار رفيق الحريري الدولي بالإطارات المشتعلة احتجاجاً على الانقطاع المتمادي للتيار الكهربائي.
وفي التفاصيل ان أكثر من 20 شابا عمدوا إلى قطع طريق مطار بيروت بالاتجاهين، بعدما أشعلوا الإطارات المطاطية، مطالبين بـ «معالجة مشكلة التيار الكهربائي في مناطقهم وإصلاح المحطات المحروقة بفعل كثرة الاستهلاك بما يفوق قدرتها».
وتسبب قطع الطريق بزحمة سير خانقة فيما عمل عناصر الجيش اللبناني على معاودة فتحها.
 


المصدر: جريدة الرأي العام الكويتية

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,728,408

عدد الزوار: 6,910,731

المتواجدون الآن: 104