تشديد أميركي على أن أي سلام لا يفترض أن يتضمن «توطيناً قسرياً» للاجئين الفلسطينيين في لبنان

بيروت «انشغلت» بتأكيد أوباما للحريري عدم تهاونه في موضوع تهريب السلاح الى «حزب الله»

تاريخ الإضافة الأربعاء 26 أيار 2010 - 5:33 ص    عدد الزيارات 2743    التعليقات 0    القسم محلية

        


بيروت - «الراي»|
رغم ان الذكرى العاشرة لتحرير الجنوب من الاحتلال الاسرائيلي، امس، غيّبت اي نشاط رسمي وسط عطلة رسمية في لبنان اعادت تثبيت هذه الذكرى كعيد وطني، فان الاوساط السياسية ابدت اهتماماً بالغاً بالزيارة التي يقوم بها رئيس الحكومة سعد الحريري لواشنطن، والتي ينتقل منها اليوم الى نيويورك لالقاء كلمة امام مجلس الامن بصفة لبنان رئيساً له حتى نهاية مايو الجاري.
والواقع ان ما رشح علناً عن لقاءات الحريري مع المسؤولين الاميركيين وفي مقدمهم الرئيس باراك اوباما، قد لا يكفي وحده لتكوين صورة شاملة وتفصيلية عن نتائج هذه الزيارة. لكن الخلاصات الرئيسية التي استرعت الاوساط السياسية بدت الى حد بعيد ايجابية في معظمها.
فعلى صعيد الاهتمام الاميركي بالوضع اللبناني، بدا بوضوح ان الادبيات الاميركية حيال لبنان لم تتغيّر اطلاقاً ولا سيما لجهة التشديد على سيادته واستقلاله ودعم المحكمة الدولية وتنفيذ القرارات الدولية. واذا كان هذا الامر ليس جديداً، فان المهم في ما اطلق من مواقف على لسان المسؤولين الاميركيين في محادثاتهم مع الحريري ولا سيما منها المبعوث الاميركي الى الشرق الاوسط جورج ميتشل ومساعد وزير الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الاوسط جيفري فيلتمان هو التشديد تكراراً على ان لبنان لن يكون ثمناً لاي سلام في المنطقة او لاي حوار مع اي جهات اقليمية فيها. كما برز في المقابل التشديد الاميركي على ان اي سلام لا يفترض ان يتضمن «توطيناً قسرياً» للاجئين الفلسطينيين في لبنان.
وهذه التأكيدات تأخذ في بيروت صدى مهماً ولو لم يتم التعامل معها بقوة في انتظار انهاء زيارة الحريري ورصد مواقف القوى السياسية المختلفة منها. غير ان الاوساط السياسية نفسها تعتبر ان إصرار واشنطن على ابلاغ الحريري مواقف كهذه ينمّ عن تقدير عميق لمجريات الامور في لبنان وبين لبنان وسورية، بمعنى ان واشنطن تُظهر من هذه الناحية الحاجة الحيوية للحكم والحكومة في لبنان الى مواقف من هذا النوع تحول دون تعرضهما تكراراً للمزايدات او الاستهداف او الاضعاف على ايدي حلفاء سورية.
في المقابل، تعتبر الاوساط ان واشنطن اظهرت حزماً واضحاً في ابلاغها الحريري، وعلى لسان الرئيس اوباما مباشرة عدم تهاونها في موضوع تهريب السلاح الى «حزب الله»، وهو امر اكتسب دلالة بارزة عقب الموقف الذي كان الحريري اعلنه قبل اسابيع من موضوع صواريخ «سكود» والذي قارن فيه هذا الموضوع بملف سلاح الدمار الشامل في العراق واثار آنذاك انزعاج واشنطن. لكن الامر في هذا الاتجاه لا يعني الرد على الحريري مباشرة وانما ما يمكن ان ينطوي عليه الموقف الاميركي الذي اعتبر تهريب السلاح «تهديدا» وخرقا للقرار 1701، من تحذير ضمني للبنان من ان الخطورة هي امر واقع وماثل فعلا ولا يمكن الولايات المتحدة ان تساعد لبنان فيه ما لم يكن هناك مزيد من الاجراءات والمواقف التي تتخذ صدقية معينة تجاه المجتمع الدولي.
وهذه النقطة اثارت في الواقع خشية الاوساط السياسية ولو انها لم تفاجئها. وتنتظر الاوساط عودة الحريري للوقوف على مزيد من التفاصيل لانه يُعتقد ان هذا الموقف الاميركي سيكون موضوع متابعة حتى مع ميتشل الذي يحتمل ان يقوم بزيارة جديدة لبيروت في الاسابيع المقبلة.
وفي اي حال ستكتسب كلمة الحريري اليوم امام مجلس الامن اهمية استثنائية، اذ يمكن ان تضيء على جوانب معينة من وضع لبنان وسط كل المخاوف الاقليمية، مع ان الكلمة ستتناول موضوع حوار الحضارات وما يمثله لبنان من نموذج لتفاعلها.
وعشية انتقاله الى نيويورك، التقى الحريري في واشنطن، رئيسة مجلس النوّاب نانسي بيلوسي ورئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ السناتور جون كيري الذي كان في دمشق قبل ايام قليلة، ونائب وزيرة الخارجيّة الأميركيّة جيمس سايتبرغ ورئيس اللجنة الفرعيّة في مجلس النوّاب لشؤون الشرق الأوسط وغرب آسيا غيري أكرمان. كما اجتمع بأعضاء اللجنة الأميركيّة للشؤون الخارجيّة والعلاقات الدوليّة، قبل ان يلتقي السفراء العرب.
وبعدما التقى رئيس الحكومة مع رئيس البنك الدولي روبرت زوليك، انتقل الى جامعة جورجتاون، وتحديداً الى مبنى رفيق الحريري التابع لكلية روبرت ايميت مكدونو للتجارة الذي افتتح في 16 سبتمبر الماضي بتكلفة 82.5 مليون دولار (ساهمت عائلة الحريري بنحو 20 مليون دولار منه)، حيث القى كلمة امام الطلاب. علماً ان الرئيس سعد الحريري تخرج من هذه الجامعة العام 1992 حائزاً على إجازة في إدارة الأعمال الدولية.
يذكر ان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون استبق زيارة رئيس الوزراء اللبناني لنيويورك مرحّباً بها، ومعرباً عن قلقه من «الوضع السياسي والأمني في لبنان، بما في ذلك نقل السلاح غير الشرعي إليه»، وقال: «بوجود رئيس وزراء جديد وقيادة جديدة في لبنان، ومع محادثات التقارب بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، نأمل في أن يتحسن الوضع في لبنان».
وكان الحريري توّج اليوم من لقاءاته الأميركية باجتماع في البيت الابيض مع اوباما، وسط تقارير عن ان رئيس الوزراء شدد على ثلاث نقاط اساسية ابرزها اهمية تجنيب لبنان اي مغامرة اسرائيلية جديدة من طريق تأمين مظلة حماية عربية - دولية، ومعاودة اطلاق عملية السلام ومدّ الجيش اللبناني بكل ما يحتاج اليه من معدات وتدريب.
ولفت ان اللقاء بين اوباما والحريري الذي عُقد في المكتب البيضوي في البيت الأبيض «مُدّد» 15 دقيقة، اذ كان مقرراً ان يستمر 30 دقيقة، علماً انه بدأ ثنائياً ثم توسع في الدقائق العشر الاخيرة. وعزا مسؤولون في البيت الابيض الامر الى ان الرئيس الاميركي اراد من اطالة أمد اللقاء تأكيد اهمية العلاقات بين الولايات المتحدة ولبنان ومدى صلابتها.
وفيما ذكرت صحيفة «النهار» ان اوباما شدد على «سلامة لبنان واستقراره وسيادته غير القابلة للمساومة، والسعي الى تحقيق السلام من طريق المفاوضات والحوار اساسا لحل الازمات، والدعم المطلق للبنان في ما يتعلق بتسليح الجيش، والتمسك بالقرارات الدولية»، برز تأكيد الحريري بعد اللقاء «أن الأمور لن تصطلح في الشرق الأوسط إلا عندما يكون هناك سلام عادل وشامل».
كما جدد التزام لبنان باحترام القرار الدولي 1701، مؤكداً «ضرورة استعادة سيادتنا على قرية الغجر ومزارع شبعا وتلال كفرشوبا المحتلتين»، لافتاً الى انه شدد امام اوباما على «ضرورة استمرار هذا الدعم لمساعدة لبنان على زيادة قدراته الدفاعية ولمساعدة مؤسساته الامنية على فرض سيادتها على كامل الاراضي اللبنانية».
وتابع ان «العزم الملح الذي اظهره الرئيس اوباما حيال عملية السلام والحاجة الى ايجاد حل للصراع العربي - الاسرائيلي كان جليا»، وقال: «ليس لدينا ادنى شك بان الفشل سيولد مزيدا من التطرف واشكالا جديدة من العنف وهو ما يطرح مخاطر جمة للجميع في الشرق الاوسط وفي العالم ككل، الا ان النتائج الايجابية لذلك اكبر. وقد قلت للرئيس اوباما اننا اليوم نملك فرصة حقيقية. فالعالم مستعد وعلى الولايات المتحدة، من خلال التعاون الوثيق مع شركاء الرباعية الدولية قيادة الجهود الدولية للتوصل لحل دولي لهذه المشكلة التي تطوال كل العالم».
سئل: هل اطلعك اوباما على قلقه ازاء امكان ان تكون سورية نقلت «سكود» الى «حزب الله»؟ اجاب: «تطرقنا الى كل هذه المواضيع، وساتحدث عنها لاحقا مع الصحافة».
بدوره، اصدر البيت الابيض عقب الاجتماع بياناً جاء فيه «ان الرئيس اوباما اثنى على قيادة الرئيس الحريري وعلى مواصلته ارث والده، وهنأه برئاسة لبنان لمجلس الامن». وقال: «جدد الرئيس ورئيس الوزراء التزامهما تعزيز سيادة لبنان واستقلاله ومواصلة علاقة الشراكة البعيدة المدى والمتشعبة بين الولايات المتحدة ولبنان. وراجعا التقدم المتصل بالعلاقات الثنائية والقضايا الاقليمية مثل العمل من اجل تحقيق السلام الشامل العربي - الاسرائيلي وتطبيق قرارات مجلس الامن 1701 و1680 و1559».
اضاف: «شدد الرئيس اوباما على اهمية الجهود الرامية الى ضمان امتثال ايران لالتزاماتها الدولية المتعلقة بحظر انتشار الاسلحة النووية، والتهديد الذي يمثله نقل الاسلحة الى لبنان في انتهاك لقرار مجلس الامن 1701. وخلال اجتماعهما، عبّر الرئيس عن تصميمه على مواصلة جهود الولايات المتحدة لدعم المؤسسات اللبنانية مثل القوات اللبنانية المسلحة وقوى الامن الداخلي وتعزيزها، والمساهمة في النمو الاقتصادي والتنمية في لبنان».
وختم البيان: «كرر الرئيس لرئيس الوزراء ان سياسة التحاور الاميركية في المنطقة لن تكون ابداً على حساب لبنان، وأكد مجدداً الدعم الاميركي القوي للمحكمة الدولية الخاصة بلبنان».
وبعد استقباله في مقر اقامته في واشنطن، فيلتمان، اكد الأخير «الالتزام الاميركي القوي بالشراكة والعمل مع لبنان».
وعن امكان التضحية بلبنان على حساب اقامة العلاقات الجيدة مع سورية وايران، رد فيلتمان «نجدد التزامنا بدعم سيادة واستقرار وازدهار لبنان».
وأوضح مسؤول بارز في الخارجية الأميركية، طلب عدم كشف هويته، ان فيلتمان والحريري ناقشا «أهمية التصويت المقبل على قرار في مجلس الأمن لفرض مجموعة رابعة من العقوبات على إيران». ولمح فيلتمان إلى المخاوف من اندلاع حرب جديدة بين إسرائيل و«حزب الله» أثناء تأكيده على ضرورة تنفيذ القرارات الدولية المتعلقة بالمنطقة الحدودية.
وأكد ان فيلتمان ناقش مع الحريري المزاعم بنقل سورية صواريخ إلى «حزب الله».
 


المصدر: جريدة الرأي العام الكويتية

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,054,721

عدد الزوار: 6,750,259

المتواجدون الآن: 113