أخبار سوريا.....اللوبيات الاقتصادية في سوريا: أثرياء الحرب يعزّزون سطوتهم....اشتعال الصراع على «سلاح وقلب» عشائر شمال شرقي سوريا.... بعد اغتيال شيخ العكيدات....إحباط هجوم على «حميميم» ونشاط روسي لنزع ألغام حماة....

تاريخ الإضافة الأربعاء 12 آب 2020 - 5:11 ص    عدد الزيارات 1704    التعليقات 0    القسم عربية

        


اشتعال الصراع على «سلاح وقلب» عشائر شمال شرقي سوريا.... بعد اغتيال شيخ العكيدات في دير الزور وتوقيع عقد لاستثمار النفط بين شركة أميركية و«الإدارة الذاتية»....

الشرق الاوسط....لندن: إبراهيم حميدي.... الصراع الذي انطلق في منتصف العام الماضي، بين قوى دولية وإقليمية لكسب عشائر في شمال شرقي سوريا، يحتدم في هذه الأيام ويتركز في ريف دير الزور وتحديداً على «قلب وسلاح» العكيدات، إحدى أكبر عشائر المدينة التي كانت تحررت من «داعش» في مارس (آذار) العام الماضي.

- عودة إلى الماضي

بعد أسابيع على تحرير «قوات سوريا الديمقراطية» الكردية - العربية بلدة الباغوز في ريف دير الزور في مارس 2019، بدعم من التحالف الدولي بقيادة أميركا، خرجت مظاهرات في شرق الفرات للمطالبة بتحسين الخدمات وصرف عائدات الموارد في المناطق المحلية، إضافة إلى وقف «تصدير» النفط إلى مناطق الحكومة السورية. وتضم منطقة سيطرة «قوات سوريا الديمقراطية» التي تشكل ثلث مساحة سوريا (185 ألف كلم مربع)، 90 في المائة من النفط السوري، ونصف الغاز الوطني، وأكبر ثلاثة سدود، ومعظم المحاصيل الزراعية. وسعت معظم الأطراف الفاعلة إلى استقطاب العشائر في هذه المنطقة للتأثير في المسار العسكري والسيطرة. فظهرت عشائر بتحالف مع «قوات سوريا الديمقراطية» وأخرى بتحالف مع أنقرة، وثالثة باستعادة العلاقة مع دمشق، في حين سعت طهران إلى تقديم «إغراءات وتسهيلات» لاستقطاب شباب سوريين لتجنيدهم في ميليشيات تابعة لها. «المجلس العربي في الجزيرة والفرات»، الذي تشكل في 2017، دعم «مظاهرات دير الزور ضد ممارسات (قوات سوريا الديمقراطية)»، في المقابل رد قياديون أكراد بالإشارة إلى أن أبناء المنطقة تسلموا قيادتها. وقال أحدهم، إن «أبو خولة» رئيس «مجلس دير الزور» هو من أبناء العكيدات، إضافة إلى أن العديد من القيادات هم من أبناء العشائر. من جهتها، دعمت أنقرة تأسيس «المجلس الأعلى للقبائل والعشائر السورية» خلال مؤتمر تأسيسي له عقد في ديسمبر (كانون الأول) 2018 في إعزاز بريف حلب الشمالي، وأعربت «القبائل والعشائر المنضوية في المجلس عن دعمها للعملية التركية ضد (قوات سوريا الديمقراطية)». بل إن فؤاد أوقطاي، نائب الرئيس التركي، عقد لقاءً في أنقرة مع وفد «المجلس» في المقابل، رعى مقربون من دمشق بينهم حسام القاطرجي مؤتمراً لعشائر دير الزور في أثريا في ريف حلب، متعهدين توفير خمسة آلاف مقاتل، في وقت كانت إيران التي تقيم وجوداً عسكرياً في ريف دير الزور، خصوصاً في البوكمال إلى تجنيد آلاف الشباب في تنظيمات تابعة لها. وأعلن «لواء الباقر» المحسوب على طهران تشكيل «وحدات المقاومة العشائرية الشعبية لطرد القوات الأجنبية من الأراضي السورية».

- عوامل جديدة

ظهرت في الفترة الأخيرة سلسلة من التطورات الكبرى والصغيرة، ركزت الأنظار على شمال شرقي سوريا. أولاً، قرار الرئيس دونالد ترمب الموافقة على إبقاء عدد من قواته شرق الفرات بعد تلويحه بسحبها في أكتوبر (تشرين الأول) وقرب انتهاء ولاية ترمب مع شكوك بإمكانية بقائه في البيت الأبيض. ثانياً، استمرار الغارات الإسرائيلية على «مواقع إيران» في ريف دير الزور وفي البوكمال قرب حدود العراق. ثالثاً، استمرار روسيا بمحاولة اختبار مدى ثبات قرار أميركا بالبقاء العسكري، عبر محاولات متكررة للوصول إلى حدود العراق. داخلياً، بعد مفاوضات سرية لأشهر برعاية أميركية - فرنسية توصل أبرز طرفين كرديين في شمال شرقي سوريا إلى تفاهمات أولية تتضمن التمسك باتفاق هولير بينهما، الذي حالت الخلافات العميقة بين «المجلس الوطني الكردي» وتحالف «الاتحاد الديمقراطي» لتنفيذه. أما التطور الآخر، فهو إعلان «تيار الغد» بقيادة أحمد الجربا و«المجلس العربي في الجزيرة والفرات» و«المنظمة الاشورية» و«المجلس الوطني الكردي» تشكيل تحالف باسم «جبهة السلام والحرية». ويقول قياديون في هذا التكتل، إن هذه «الجبهة تضم قوى كردية وعربية وآشورية موجودة على الأرض للتأكيد على التآخي والتعاون بين المكونات. (قوات سوريا الديمقراطية) لها دور، لكن لا يمكن أن تهمين على المنطقة». وقال أحد القياديين لـ«الشرق الأوسط»، إن وفد «جبهة السلام» الذي اجتمع مع مسؤولين أميركيين شرق الفرات «تلقى رداً طيباً وتأكيداً أميركياً على التطلع للشراكة التي يستحقها الشعب السوري» مع دعم «مبادرات كهذه تساهم في إنقاذ المنطقة». من جهته، قام قائد «قوات سوريا الديمقراطية» مظلوم عبدي بسلسلة لقاءات مع قادة عشائر دير الزور للاستماع إلى مطالبهم. ومن التطورات الأخرى، إعلان السيناتور الأميركي لينسي غراهام ووزير الخارجية مايك بومبيو عن توقيع شركة «دلتا كروسنت انيرجي» الأميركية عقداً مع «قوات سوريا الديمقراطية» لاستثمار النفط في شرق الفرات واحتمال تصديره إلى خارج سوريا؛ الأمر الذي اعتبره البعض اعترافاً أميركياً بـ«الإدارة الذاتية» واتخاذ قرارات أحادية تخص ثروات وطنية سورية بعيداً من قرار دمشق. في خضم هذه التحركات المحلية والخارجية، جاء اغتيال امطشر جدعان الهفل أحد شيوخ قبيلة العكيدات في دير الزور بداية الشهر الحالي، وإصابة الشيخ إبراهيم الهفل.

- نيران الصراع

التزمت «الإدارة الذاتية» و«قوات سوريا الديمقراطية» الصمت إزاء إعلان واشنطن عن توقيع العقد النفطي، لكن أنقرة ودمشق وطهران وموسكو أعلنت بيانات رسمية ترفض هذا الاتفاق وتعتبره «انتهاكاً لسيادة سوريا» و«سرقة لثروات سوريا». وكان العقد من جهة واغتيال الشيخ الهفل من جهة أخرى ذخيرة أشعلت نيران الصراع بين قوى دولية وإقليمية ومحلية على عشائر دير الزور. «قوات سوريا الديمقراطية» نفت مسؤوليتها عن اغتيال الهفل، وألمحت إلى مسؤولية «خلايا النظام»، حيث جرى «القبض على عدد من الأشخاص ويجري التحقيق معهم»، حسب مسؤول كردي. وأضاف «العشائر غير منظمة سياسياً، والمنطقة تحررت من (داعش) قبل نحو سنة. ودورنا توفير الأمن لإجراء انتخابات ومساعدة العشائر تنظيم نفسها». وأشار إلى أن عدداً من «قادة العكيدات موجودون في المجالس المحلية والإدارات، بينهم أبو خولة رئيس مجلس دير الزور ورياض الهفل نائب رئيس الإدارة الذاتية». تزامن ذلك، مع صدور بيان آخر باسم «عشيرة العكيدات الزبيدية» مساء أول من أمس، أعلنت فيه تشكيل «مجلس عسكري لتحرير المنطقة» مع التنويه بـ«بطولات الجيش العربي السوري» وتوجيه «التحية لأصدقاء سوريا ودعمها في المعركة ضد الإرهاب قيادة الرئيس بشار الأسد»، في وقت أصدرت مجموعة أخرى باسم «عشيرة العكيدات» بياناً، وجهت فيه «كل الشكر لتركيا قيادة وحكومة وجيشاً لما قدمته للشعب السوري»، بعدما قدمت سلسلة مطالب، بينها «أن يتوقف التحالف بقيادة أميركا عن دعم (قوات سوريا الديمقراطية) ويسلم المنطقة لأصحابها، ورفض التغيير الديمغرافي». وكان «المجلس العربي في الجزيرة والفرات» حليف «تيار الغد» في «جبهة السلام» سارع إلى إدانة الاغتيال. لكن الموقف الأبرز جاء أمس من «شيخ قبيلة العكيدات الزبيدية» إبراهيم الهفل، الذي أصيب بمحاولة الاغتيال، حيث أصدر بياناً أمس، تضمن «تحميل التحالف المسؤولية الكاملة عما يجري في المنطقة» ومطالبته بـ«تسليم المنطقة لأصحابها، وأن يأخذ المكون العربي دوره الكامل». وطالب بـ«النظر في مدة زمنية لا تتجاوز شهراً لتنفيذ المطالب وتسليم المجرمين (عن اغتيال امطشر) للعدالة والمساهمة في استقرار البنية المجتمعية».....

العشائر تمهل «التحالف» شهراً: لا مكان لـ«قسد» في دير الزور

الاخبار......  اتهمت «قسد» الحكومتين السورية والتركية بدعم خلايا «داعش» لإحداث «فتنة» في المنطقة

دحض البيان الصادر أمس عن مشيخة قبيلة العكيدات ما كانت ادّعته «قسد» من تأييد عشائري لوجودها في مناطق انتشار القبيلة في محافظة دير الزور، إذ طالب البيان بإخراج قوات «قسد» من تلك المناطق، وأمهل «التحالف» شهراً لتنفيذ مطالبها، على اعتبار أنه هو مَن أسّس سلطات الأمر الواقع هناك.....تثبت التطورات التي يشهدها ريف دير الزور الشرقي أن ما قبل حادثة اغتيال الشيخ مطشر الهفل، أحد أبرز شيوخ قبيلة العكيدات، لن يكون كما قبله، في ظلّ إصرار العشائر العربية على إنهاء وجود «قسد» في مناطقها، واستعادة دورها هناك. وهو هدفٌ يبدو أن كلّاً من العشائر المنتشرة في مناطق سيطرة الحكومة السورية، وتلك الموجودة في مناطق سيطرة «قسد»، قد توحّدت عليه. وعلى رغم محاولات «قسد» استمالة عدد من أبناء العشائر لصالحها، وإلباسهم ثوب المشيخة للإيحاء بوجود تأييد عشائري لوجودها في شرقي الفرات، وبأن التطورات التي شهدها ريف دير الزور الشرقي أخيراً ليست إلا «فتنة»، إلا أن توالي ردود الفعل المضادّة لـ»قسد» يؤكد أن ثمة توجّهاً جدّياً لإخراج الأخيرة من مناطق انتشار العشائر. وكانت «قسد» أصدرت بياناً اتّهمت فيه «الحكومتين السورية والتركية بدعم خلايا داعش لإحداث فتنة بينها وبين عشائر المنطقة»، نافيةً «وجود أيّ مطالب عشائرية بخروج قواتها من المنطقة»، معتبرة أن ذلك «لا أساس له من الصحة». وأشارت إلى أن «مَن يدير المنطقة هم أبناؤها الذين يتولّون حماية مناطقهم بأنفسهم»، مُتحدّثةً عن «تزايد انتساب أبناء العشائر إلى صفوفها».

حاولت «قسد» إلباس عدد من الشخصيات ثوب المشيخة للإيحاء بوجود تأييد لها

لكن، خلافاً لادّعات «قسد» تلك، استمرّ إصدار البيانات العشائرية الرافضة لوجودها، والداعية إلى إخلاء كامل ريف دير الزور من أيّ وجود لها. وهو موقف جلّاه بوضوح اجتماع مُوسّع انعقد في ديوان مشيخة قبيلة العكيدات في بلدة ذيبان في ريف دير الزور الشرقي، بعد ساعات من رفض المشيخة استقبال وفد من «قسد» للتعزية بمقتل الشيخ الهفل. وكانت العشائر رفضت أيّ وجود لـ»قسد» أو «مجلس دير الزور العسكري والمدني» في محيط اجتماعها في ذيبان، وأوكلت مهمة تأمين المجتمعين إلى أبنائها، ما يعبّر عن تعمّق فجوة الثقة بين الجانبين. وأصدرت قبيلة العكيدات، في نهاية الاجتماع، بياناً حمّلت فيه «التحالف الدولي المسؤولية الكاملة عن كلّ ما يجري في مناطقها، لكونه هو مَن أَسّس سلطات الأمر الواقع ويشرف عليها». وطالبت القبيلة «قيادة التحالف بتسليم إدارة مناطقنا لأصحابها، مع أخذ المكوّن العربي لدوره الكامل في إدارة المنطقة وقيادتها، مع الإفراج عن المعتقلين المظلومين، وإيجاد حلّ للنساء والأطفال الموجودين في المخيمات»، مُمهِلةً إياه «شهراً للاستجابة لمطالبها، وإعادة الحقوق إلى أهلها، وتسليم المجرمين للعدالة». واتهم البيان، «قسد»، بشكل غير مباشر، بالوقوف خلف الاغتيالات الأخيرة، من خلال الإشارة إلى أنه «منذ سيطرة قسد، بدأت سلسلة اغتيالات تحت أعينهم، وعلى مسمع من سلاحهم وحواجزهم العسكرية، فما حموا مهدَّداً، ولا كشفوا جريمة، ولا فتحوا تحقيقاً جادّاً، والنتيجة دوماً ضدّ مجهول». كما طالبت «العكيدات» «التحالف وكلّ القوى الفاعلة في الملفّ السوري بالدفع باتّجاه الحلّ السياسي الذي يضمن حقوق جميع السوريين ووحدة سوريا واستقلالها». بالتوازي مع ذلك، نُقل عن مسؤول رسمي في «التحالف» أن «الخارجية الأميركية وقوات التحالف عقدت سلسلة من الاجتماعات مع القيادات العشائرية والمدنية وقسد لدراسة القضايا التي تعاني منها دير الزور». وبحسب المسؤول الذي تحدّث إلى شبكة «دير الزور 24»، فإن «الاهتمامات الرئيسة كانت تثبيت الأمن، وزيادة المساعدات الاقتصادية، وتعزيز الدور القبلي في حكم المنطقة وتأمينها».....

إحباط هجوم على «حميميم» ونشاط روسي لنزع ألغام حماة

الشرق الاوسط....موسكو: رائد جبر.... نقلت وسائل إعلام روسية عن مصادر عسكرية أن المضادات الجوية في قاعدة «حميميم» الروسية دمرت طائرة مسيرة في ريف اللاذقية، في تجدد لعمليات استهداف القاعدة الروسية انطلاقا من محيط مدينة إدلب. ووفقا للمصدر، فإن الطائرة المسيرة أطلقت من منطقة يسيطر عليها تنظيم «النصرة» لكنها لن تصل إلى أجواء القاعدة إذ تم التصدي لها في أجواء مدينة جبلة، ما أدى إلى إسقاطها في الأراضي الزراعية التابعة لقرية العسالة على أطراف المدينة. ولفتت وكالة أنباء «نوفوستي» الحكومية الروسية إلى أن المضادات الروسية أحبطت، على مدى الأشهر الأخيرة، عشرات الاعتداءات بطائرات مسيرة أطلقتها «التنظيمات الإرهابية» باتجاه قاعدة «حميميم» بريف اللاذقية وتم إسقاطها. وكانت وزارة الدفاع الروسية، أعلنت خلال الأسبوعين الأخيرين عن إحباط عدة هجمات شنها مسلحون من منطقة إدلب شمال غربي سوريا بواسطة طائرات مسيرة على قاعدة حميميم. وقال مدير مركز حميميم لمصالحة الأطراف المتناحرة في سوريا التابع لوزارة الدفاع الروسية، الفريق البحري ألكسندر شيربيتسكي، إن «الفصائل المسلحة غير الشرعية في منطقة إدلب لخفض التصعيد تواصل محاولات لشن جمات على قاعدة حميميم الجوية بواسطة طائرات مسيرة». محذرا من أن القوات الروسية سوف تواجه أي «محاولات استفزازية جديدة». إلى ذلك، أعلن الجيش الروسي، أمس، أن مفرزة مشتركة من خبراء ألغام سوريين ومهندسين عسكريين روس قاموا بعمليات مشتركة واسعة النطاق في ريف مدينة حماة استهدفت إزالة الألغام، فضلاً عن إيجاد وتدمير الكهوف التي نظمت فيها «الجماعات المسلحة غير الشرعية» مقار ميدانية ومستشفيات ونقاطا حصينة، جنوب شرقي محافظة حماة في سوريا. وقال قائد الفصيلة الهندسية الروسية، أندريه زاخاركوف، إنه تم اكتشاف أحد الكهوف مؤخراً بالقرب من بلدة مهجورة. وتم تدميره عن طريق التفجير. وفقا لزاخاركوف، فقد كان الكهف بمثابة مخبأ ومأوى محصن من القصف. وأشار زاخاركوف إلى أن الكهوف «يتم تدميرها لمنع الإرهابيين من استخدامها مرة أخرى». مشيرا إلى أن العمليات المشتركة نجحت في تدمير عشرات الأنفاق والكهوف و«لم يبق من الأنفاق السابقة سوى الأنقاض». وزاد أن المسلحين، الذين غادروا أراضي المحافظة، خلفوا وراءهم كثيرا من الذخائر غير المنفجرة، والتي «يتم الآن إزالتها من قبل الوحدات الروسية السورية المشتركة في المنطقة». وتعمل مفرزة مشتركة من المهندسين العسكريين الروس وخبراء الألغام السوريين في حماة منذ منتصف يوليو (تموز) الماضي. ووفقا لبيان أصدره مركز المصالحة بين الأطراف المتحاربة في سوريا، فقد أجرت المفرزة المشتركة بالفعل استطلاعاً لأكثر من 120 كيلومتراً من الطرق في حماة. على صعيد آخر، أعلن في موسكو أن وزير الصحة السوري، نزار يازجي، بحث مع السفير الروسي في دمشق، ألكسندر يفيموف، مجالات التعاون بين البلدين، خاصة ما يتعلق بسبل مواجهة جائحة كورونا. وكانت موسكو حذرت مؤخرا من تفاقم الموقف في سوريا على صعيد انتشار وباء كورونا، وأعلنت عن إرسال شحنات من المساعدات العاجلة، لكن أوساطا روسية قالت إن الطرفين يعملان لوضع آليات ناجحة لتعزيز التعاون في هذا المجال على خلفية زيادة اتساع رقعة انتشار الوباء ودرجة الضعف في الاستعدادات التي ظهرت لدى الأجهزة الطبية السورية. وبحث الطرفان أمس، وفقا لوكالة «نوفوستي» «مجالات التعاون في المرحلة القادمة، لجهة توفير المستلزمات والتجهيزات الطبية، وآليات سريعة للاستجابة لمتطلبات مواجهة جائحة كورونا»......

«قسد» ترفض الخروج من «مناطقها»

الشرق الاوسط....القامشلي: كمال شيخو... رفضت «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) العربية - الكردية، مطالب عشائر عربية، بإخراجها من مناطق في شمال شرقي سوريا. وقالت في بيان: «من يدير هذه المنطقة هم أبناؤها الذين يتولون حماية مناطقهم بأنفسهم، ويقومون بتنظيم أنفسهم»، ونوهت بأن العديد من أبناء القبائل العربية: «نرى تزايداً في التحاق الشباب من أبناء عشائر هذه المنطقة بصفوفنا، ورغم ما يحصل إلا أن كافة العشائر على امتداد المنطقة في الجزيرة والرقة تعلن تكاتفها معنا»، وثمنت موقف العشائر بشيوخها ووجهائها مقابل التطورات الأخيرة، وجهود التحالف الدولي: «عبر مساهمته في توضيح الصورة الحقيقية والوقوف إلى جانب العشائر وجميع أهالي المنطقة، وذلك عبر عقد الكثير من الاجتماعات واللقاءات مع أهالي ووجهاء وعشائر المنطقة». وأكدت القوات، في ختام بيانها، أنها لم تعتد على أحد، باستثناء استهدافها لتنظيم «داعش» الإرهابي، «وخلاياه النائمة المنتشرة على امتداد هذه المنطقة، خصوصاً أن هذا التنظيم استهدف أولاً أهالي المنطقة وعشائرها، حيث مجزرة الشعيطات التي راح ضحيتها المئات من أبناء العشيرة ماثلة للعيان». ودانت الاغتيالات التي طالت شيوخ عشائر عربية بارزة، وقدمت التعازي لعشيرة العكيدات وعائلة الشيخ امطشر جدعان الهفل الذي قتل في هجوم نفذه مسلحون مجهولون، بداية الشهر الحالي، وكذلك لعائلة سائقه. وحذرت من مساعي النظام السوري والحكومة التركية لزعزعة استقرار مناطق شرق الفرات وريف دير الزور بنشر حالة الفوضى والاضطراب.

اللوبيات الاقتصادية في سوريا: أثرياء الحرب يعزّزون سطوتهم

الاخبار... زياد غصن .... بقيت الوعود بتخفيض أسعار السلع والمنتجات مجرّد كلام لم يلمس المواطن أصداءه ....لا تكاد تنقطع المؤشّرات إلى تزايد نفوذ اللوبيات الاقتصادية في سوريا، والتي بدّلت الحرب من مفهومها وخارطة انتشارها، دافعةً إلى دائرة الضوء شخصيات وجهات جديدة باتت لها الكلمة الفصل في الكثير من الملفات. وهو نفوذٌ يكفي للتدليل عليه فشل الحكومة في إلزام التجّار والصناعيين بخفض أسعار منتجاتهم التي ارتفعت أكثر من أربعة أضعاف عمّا كانت عليه بداية العام الحالي، والتنازلات المستمرّة من قِبَلها لقطاع الأعمال من حيث الإعفاءات والتسهيلات.... منذ الأيام الأولى لتسلّمه منصبه، قصد وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك، طلال البرازي، مقرّ غرفة تجارة دمشق ثلاث مرات، طالباً المساعدة في تخفيض أسعار السلع والمنتجات في الأسواق المحلية. وللغرض نفسه، زار البرازي غرفة صناعة دمشق وريفها. لكن ما حصل عليه الوزير من وعود في تلك الزيارات بقي مجرّد كلام لم يلمس المواطن أصداءه الإيجابية، لا بل إن أسعار العديد من السلع عاودت الارتفاع، في وقت لا تجد فيه الحكومة مانعاً من الاستجابة مجدّداً لمطالب بعض الصناعيين والتجار، عبر السماح لهم بتصدير الكمامات والمنظّفات والمعقّمات وبعض السلع الغذائية، على رغم ارتفاع أسعارها محلّياً.

الضغط التقليدي

شكّلت غرف التجارة والصناعة، تاريخياً، إلى جانب اتحاد نقابات العمّال والمنظّمات والنقابات المهنية، إحدى الجهات المؤثّرة في صناعة القرار الاقتصادي الحكومي. وهي سمة ليست دائماً ذات مدلول سلبي؛ إذ يُفترض أن هذه التجمعات تُمثّل مصالح منتسبيها وأعضائها، ومن واجبها الدفاع عنها، إلا أن الأمر يبدو مختلفاً لدى محاولة بعضها فرض ما يتعارض وأولويات المواطنين ومصالحهم، باستخدام أدوات ضغط مختلفة، كالحملات الإعلامية وإرباك أوضاع السوق المحلية وغيرهما. ولعلّ من أكثر الأمثلة حضوراً هنا، الموقف من استيراد العديد من السلع والمواد، بدءاً من الألبسة المستعملة (البالة) وليس انتهاءً بمادة السيراميك، فضلاً عن الضغط المتزايد من قِبَل قطاع الأعمال للحصول على مزيد من المزايا والتسهيلات والإعفاءات الضريبية، كما هي الحال في مشروع قانون الاستثمار المرتقب صدوره، في وقت يُرفض فيه اقتراح تعليق أو إلغاء الضريبة المفروضة على الرواتب والأجور المتدنية أصلاً. توضح وزيرة الاقتصاد والتجارة الخارجية السابقة، لمياء عاصي، في حديث إلى «الأخبار»، أن «مجموعات الضغط الاقتصادية تَتشكّل من رجال أعمال وأصحاب شركات كبيرة، وهي تؤثّر في القرار والسياسات الاقتصادية الحكومية لضمان مصالحها». وتضيف أنه «في الدول المتقدّمة نجد مجموعات ضغط مقابِلة تتألّف من النقابات أو الجمعيات المهنية أو المجتمع المدني، تقوم بالتصدّي لبعض القرارات وتجبر الحكومات على تغيير القرار أو السياسة الحكومية، مثل جمعيات أو أحزاب البيئة التي كان لها نشاط حيوي أَجبرت من خلاله الحكومات على تغيير قراراتها في شأن مشروعات كبيرة يمكن أن تؤذي البيئة. أما الوضع في سوريا فيقتصر على مجموعات الضغط الاقتصادية التي تَتمثل في رجال الأعمال فقط، في حين أن النقابات والاتحادات ليست مجموعات ضغط مقابِلة حقيقية لكونها لا تمارس ضغطاً يذكر».

لرجال الأعمال الجدد حظوة لافتة على حساب أبناء الطبقة البرجوازية المعروفة

غيّرت الحرب من المفهوم السابق لجماعات الضغط الاقتصادية، ومن خارطة توزّعها في البلاد، حيث أدّت إلى بروز جهات وشخصيات جديدة، تَمكّنت من فرض إرادتها الاقتصادية في جوانب عديدة، والاستحواذ على أنشطة مشروعة وغير مشروعة، مستفيدة في ذلك من تبعات الحرب والعقوبات الخارجية وعلاقاتها مع بعض المسؤولين الحكوميين. وفي هذا الإطار، تشير عاصي إلى أن «عملية الضغط على المجموعة الحكومية واضحة للعيان، بدليل السياسات المتعثّرة والمتخبّطة التي تؤدي بمجملها إلى تكدّس الثروات عند الأثرياء وتعميق الفقر عند غالبية الناس، حيث لا توجد قرارات اقتصادية تعكس رؤية وطنية تهدف إلى نهوض اقتصادي شامل بعيداً عن مصالح ضيّقة لبعض رجال الأعمال». وتلفت إلى أنه «من دون شك، هناك مصالح متبادلة بين رجال الأعمال وبعض متخذي القرار وصانعيه من الموظفين الحكوميين»، وهذه المصالح يتمّ التعبير عنها بأشكال متعدّدة، كالضغط باتجاه إصدار قرارات اقتصادية معيّنة من خلال طبيعة المعلومات التي يجري تقديمها إلى الجهات المعنيّة، أو تسريب مشروعات قرارات للرأي العام أو جزء منه للحيلولة دون صدورها، أو ضرب المنافسين ومصالحهم وغير ذلك. لكن غياب الشفافية، والغموض الذي يلفّ الكثير من الإجراءات الاقتصادية، وعجز الحكومات المتعاقبة عن حسم بعض الملفات المشبوهة، جميعها عوامل تدفع الباحثة الاقتصادية، رشا سيروب، إلى توصيف الأمر على أنه «أعمق من مجرّد وجود جماعات ضغط، هي برأيها خاضعة لقوى أخرى، ولا تؤثر إلا في الحدود المرسومة لها». وتُبيّن سيروب، في حديث إلى «الأخبار»، أن «جميع الاتحادات والغرف والنقابات تعمل تحت وصاية الوزارات المختلفة؛ على سبيل المثال، يتمّ تعيين ثلث أعضاء مجلس إدارة غرفة الصناعة من قِبَل وزارة الصناعة، والنظام الداخلي يصادق عليه الوزير، وذلك وفقاً للمرسوم التشريعي 52 لعام 2009».

حظوة قطاع الأعمال

يوماً بعد يوم، يترسّخ الاقتناع بفاعلية أصحاب المال والأعمال في صناعة القرار الاقتصادي، في ظلّ غياب المبرّرات الموضوعية للعديد من السياسات والتوجّهات الحكومية، والحظوة اللافتة لأثرياء الحرب ورجال الأعمال الجدد على حساب أبناء الطبقة البرجوازية المعروفة. وللتدليل، تكفي هنا الإشارة إلى إغلاق ملفات تفتيشية لرجال أعمال كثر مقابل تسديد ما يَترتّب عليهم من مبالغ مالية للخزينة العامة، في حين يتمّ صرف كثير من الموظفين من الخدمة على الشبهة، أو توقيف بعضهم على ذمّة التحقيق. وحتى عندما يتحرّك بعض الجهات الحكومية للمطالبة بحقوق الدولة المالية، «تقوم الدنيا ولا تقعد». تُذكّر عاصي، في هذا السياق، بأن «دفاع المسؤولين غالباً ما يكون عن مصالح شخصية لمجموعة من رجال الأعمال على حساب المصلحة العامة والأجندة الوطنية»، علماً بأن هذه المصالح تتباين في العديد من الملفات، «مثل السجال الطويل الدائر بين التجار والصناعيين حول إمكانية اعتبار الأقمشة من المواد الأولية أو لا، وهو ما لم تستطع الحكومات المتعاقبة حسمه إلى الآن». وتستشهد الوزيرة السابقة، كذلك، بقرار «اعتبار السيارات المستوردة لمصلحة البعض سيارات مجمّعة محلياً، من خلال الالتفاف على القانون في موضوع صناعة تجميع السيارات، والتي هي في الأساس صناعة وهمية خسرت بسببها الخزينة العامة مليارات الليرات. وهناك أيضاً قرار تمويل المستوردات ومنح القروض الكبيرة للبعض. كلّ تلك القرارات وغيرها الكثير يُفسّرها زواج المصلحة بين المسؤولين الحكوميين وكبار رجال الأعمال الذين باتوا يشكّلون مجموعات الضغط الاقتصادية»، على حساب دور المؤسسات التقليدية المُمثِّلة لقطاع الأعمال كغرف التجارة والصناعة. وبالنسبة إلى سيروب، فإن هذه الأخيرة فقدت تأثيرها منذ زمن، فـ»في فترة خمسينيات وستينيات القرن الماضي، كان بالإمكان القول إن غرف الصناعة والتجارة تُمثّل جماعات ضغط تقليدية، وكانت فعلاً تعمل وفق مفهوم جماعات الضغط (تحقيق مصالحها القطاعية من دون إغفال انعكاس هذه المصلحة على المواطن والدولة على السواء). أما الآن، وإذا ما افترضنا أنهم يمثلون جهات ضغط، فهم في حقيقة الأمر أضعف بكثير، إذ يعملون منفردين متضادّين، والمصالح المركّزة تفوز عادة على المصالح المتفرّقة، ومن يملك الذهب هو من يضع القواعد». ومع أن السنوات الأخيرة شهدت دخول شبكات التواصل الاجتماعي دائرة الضغط على الحكومة، وحتى على قطاع الأعمال لتعديل بعض الإجراءات والسياسات غير الشعبية، إلا أن الواقع يشير إلى أن جزءاً غير بسيط من تلك المنصّات والصفحات يمثّل واحدة من أدوات الضغط الذي يمارسه أصحاب المصالح والأعمال، الذين أدرك بعضهم أهمية وسائل الإعلام الجديد في توجيه الرأي العام، وممارسة الضغط على المؤسسات والشخصيات الحكومية لتحقيق مصالحهم.



السابق

أخبار لبنان.....توزيع أوّليّ للمسؤوليات عن انفجار المرفأ: هؤلاء كانوا يعلمون.....خبراء يحذرون من 20 حاوية كيماوية....«أمن الدولة» حذَّر ميشال عون وحسان دياب عشية الكارثة.... رئيس الجمهورية ميشال عون يضحي بمدير أمن الدولة...«إغراءات» أميركية لحكومة يرأسها الحريري....مسار تشكيل الحكومة بين حدين: الحكم باغتيال الحريري والزيارة الثانية لماكرون...انفجار المرفأ يحيي مشاريع أميركية لمعاقبة مسؤولين لبنانيين... بينهم مسؤولون في «حزب الله» وباسيل وبري....

التالي

أخبار العراق.....بغداد تلغي زيارة لوزير الدفاع التركي وتستدعي سفير أنقرة....الفصائل الموالية لإيران تصعّد هجماتها ضد القوات الأميركية في العراق..بغداد تبحث مستقبل العلاقة مع التحالف الدولي... «الدواعش» في العراق وسوريا بين الملفات.... طائرة مسيرة تركية قتلت ضابطين وسائق في «حرس الحدود»....

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,091,500

عدد الزوار: 6,752,276

المتواجدون الآن: 96