أخبار سوريا....«تفجيرات غامضة» في مواقع إيرانية وروسية شرق سوريا..لماذا انسحب «رجل إيران» من الانتخابات السورية؟....5 غارات تستهدف قوات إيرانية في دير الزور...كيف يعاقب النظام السوري ضباطه الكبار المنشقين؟...سوريا في معركة الإيرادات: تمويل العجز بالديون!....

تاريخ الإضافة السبت 18 تموز 2020 - 4:50 ص    عدد الزيارات 1670    التعليقات 0    القسم عربية

        


«تفجيرات غامضة» في مواقع إيرانية وروسية شرق سوريا...مصادر محلية تشير إلى قصف من التحالف الدولي لريف البوكمال...

دمشق - لندن: «الشرق الأوسط».... قال مصدر بالمعارضة السورية، إن طائرات حربية يعتقد أنها تابعة للتحالف الدولي شنت غارات على مواقع للقوات الإيرانية شمال شرقي سوريا أمس، في وقت تعرض موقع روسي - سوري لقصف غامض. وقال المصدر في مجلس دير الزور العسكري التابع للمعارضة السورية لوكالة الأنباء الألمانية، «شنت طائرات حربية يعتقد أنها تابعة للتحالف الدولي 5 غارات على مواقع للقوات الإيرانية والفصائل الموالية لها غرب مدينة البوكمال على الحدود السورية - العراقية ومحيط بلدة الصالحية شرق مدينة الميادين في ريف دير الزور الشرقي». وأكد المصدر، أن «أصوات الانفجارات كانت قوية جداً سُمعت لمسافة تتجاوز الـ30كلم عن المنطقة وشوهدت سيارات تابعة للقوات الحكومية السورية تتجه إلى المواقع التي تعرضت للقصف وسط هلع ورعب الأهالي». وتعرضت مواقع القوات الإيرانية والفصائل الموالية لها في ريف دير الزور الشرقي لعشرات الغارات من قبل طائرات تابعة للتحالف الدولي قتل خلالها عشرات من عناصر تلك المواقع. من جهته، قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، إنه «هزت انفجارات عنيفة مناطق نفوذ القوات الإيرانية والميليشيات الموالية، بالقرب من الحدود السورية – العراقية». وزاد «لم ترد معلومات حتى اللحظة عن طبيعة الانفجارات، فيما إذا كانت قصفاً جوياً جديداً استهدف الإيرانيين، أم تفجيرات أخرى». وكان «المرصد السوري» أشار إلى أنه رصد في 12 من الشهر الحالي، «دخول تعزيزات عسكرية ولوجيستية جديدة، تابعة لميليشيا (الحشد الشعبي) نحو مناطق نفوذ القوات الإيرانية في البوكمال بريف دير الزور الشرقي، وتضم التعزيزات عناصر وآليات ومواد لوجيستية قادمة من العراق». وكان «المرصد السوري» نشر في السابع من الشهر الحالي، أن عشرات العناصر انشقوا عن «قوات الدفاع الوطني» وانضموا إلى الميليشيات الموالية لإيران، حيث قام 43 عنصراً من أقرباء قائد إحدى الميليشيات العشائرية الموالية لإيران، بالانشقاق عن الدفاع الوطني والانضمام لتلك الميليشيا المعروفة باسم «لواء الشيخ أكرم»، وذلك بعد إقناع قائد الميليشيا لهم بالانضمام إليه مقابل إغراءات مادية ومنحهم سلطات إضافية. وتنتشر قوات الحرس الثوري الإيراني وفصائل عراقية وأخرى أفغانية و«حزب الله» اللبناني في مناطق ريف دير الزور الشرقي وريف حمص ومحيط العاصمة السورية دمشق، وتنفي إيران وجود قوات تابعة لها في سوريا ولكن أعلام ورايات تلك الفصائل تشير إلى تبعيتها إلى إيران. ووقّعت الحكومة السورية وإيران الأسبوع الماضي اتفاقية لدعم الدفاع الجوي السوري. إلى ذلك، أفادت وكالة «هاورا» الكردية بـ«تعرض نقطة روسية في شمال غربي الحسكة، لقصف من طائرة مسيرة مجهولة؛ ما أدى إلى إصابة جنود روس عدة». وذكرت الوكالة، الخميس، أن «ستة أشخاص أصيبوا بقصف طائرة مسيرة على نقطة تنسيق للقوات الروسية في الدرباسية». وأوضحت الوكالة الكردية «أثناء اجتماع قيادات وعناصر روس وقوات النظام في نقطة التنسيق للتحقيق في حادثة القصف التي تعرّضت لها النقطة صباحاً، تمّ استهداف تجمّعهم من قِبل طائرة مسيرة نوع (درون) والتي انفجرت فوق النقطة؛ ما أدى إلى إصابة ثلاثة جنود روس وثلاثة من قوات النظام». ونشرت الوكالة تسجيلاً مصوراً أظهر إسعاف جنود بلباس عسكري روسي ونقلهم إلى عربات عسكرية روسية. ولفتت إلى أن نقطة التنسيق التي تقع على طريق الدرباسية – الحسكة تعرضت للقصف مرتين الخميس. ومن جانبها، اتهمت قوات الشرطة الكردية الطائرات التركية، باستهداف نقطة للقوات الروسية قرب الدرباسية. ويأتي ذلك بعد يوم من قصف طائرات حربية مجهولة مدينة الباب في ريف حلب؛ ما أسفر عن جرح أكثر من عشرة مدنيين. وقال «المرصد» أمس، إن فصائل «الجيش الوطني» استنفرت قواتها ضمن منطقة الباب بريف حلب الشمالي الشرقي، حيث جرى تعزيز وتحصين الحواجز ورفع الجاهزية العسكرية، وذلك بطلب من القوات التركية المتواجدة هناك، كما شهدت أجواء المنطقة خلال الساعات الفائتة، تحليقا لطائرات حربية. جاء هذا بعد مقتل شخص وإصابة 10 آخرين بينهم أطفال ونساء، جراء القصف الجوي الذي استهدف مواقع عدة في مدينة الباب شرق حلب، حيث كانت طائرة حربية يعتقد أنها روسية قصفت مواقع عدة في مدينة الباب. وفي سياق ذلك، سُمع أصوات صفارات الإنذار صادرة من النقاط التركية في محيط مدينة الباب، تزامناً مع تحليق تلك الطائرات. يذكر أنه القصف الجوي الثاني الذي تعرضت له مدينة الباب بطائرات حربية روسية منذ مطلع فبراير (شباط) العام الحالي، حيث استهدفت حينها بشكل مباشر مسجداً بالقرب من سوق الهال في مدينة الباب، وتسبب القصف باحتراق بناء، وأضرار مادية لحقت بالممتلكات.

قصف متبادل في ريف إدلب بين الجيش التركي وقوات النظام

الشرق الاوسط....أنقرة: سعيد عبد الرازق... وسط تصاعد التوتر والاستهدافات المتبادلة بين القوات التركية وجيش النظام في شرق إدلب، نوه وزير الدفاع البريطاني بن والاس بالدور الفاعل للطائرات المسيرة التركية التي قال إنها غيرت «قواعد اللعبة» في سوريا وليبيا، في وقت أفرجت «هيئة تحرير الشام» بكفالة عن عامل إغاثة تقول بريطانيا إنها جردته من جنسيتها قبل 3 سنوات. وقال وزير الدفاع البريطاني، خلال مؤتمر للقوات الجوية والفضائية البريطانية، إنه يجب أخذ الدروس والعبر من الدول الأخرى، مضيفاً: «انظروا كيف استخدمت تركيا طائراتها المحلية (بيرقدار تي بي - 2) وكيف قامت بجمع المعلومات الاستخباراتية، وأداء مهام المراقبة، واستهداف خطوط الجبهة والإمداد والقواعد اللوجيستية، وما فعلته في سوريا، حيث كبدت قوات الأسد خسائر فادحة، بفضل طائراتها المسيرة، والأنظمة الذكية على دباباتها، ومدرعاتها». وتابع أن الأنباء تشير إلى أن قوات النظام السوري فقدت 3 آلاف جندي، و151 دبابة، و8 مروحيات، و3 طائرات استطلاعية، و3 طائرات مقاتلة، و8 أنظمة دفاع جوي، وقاعدة عسكرية، ولو كان نصف هذه الأرقام فقط صحيحاً، فإنها تؤدي إلى تغيير قواعد اللعبة». في سياق مواز، أفرجت «هيئة تحرير الشام» بكفالة عن شخص بريطاني المولد اعتقلته قبل 3 أسابيع في إدلب، شمال غربي سوريا، قالت إنه «عامل إغاثة» جردته بريطانيا قبل 3 سنوات من جنسيتها. واعتقلت «هيئة تحرير الشام» التي تسيطر على نحو نصف مساحة محافظة إدلب توقير شريف (33 عاماً) في 22 يونيو (حزيران) الماضي. وقالت شبكة «إباء» التابعة للهيئة على موقعها الإلكتروني. إن شريف سيمثل بعد أسبوعين أمام «محكمة» تابعة لها. وقال المسؤول الإعلامي في «هيئة تحرير الشام»، تقي الدين عمر، إن شريف صدرت مذكرة إيقافه بناء على أدلة قدمت للقضاء، وبعد التحقيق معه مثل أمام النيابة العامة في المحكمة العسكرية، واستمع للتهم الموجهة إليه وقدم ما لديه من دفاع ثم أحالته النيابة العامة إلى المحكمة العسكرية. وأضاف أنه تم إخلاء سبيله على ذمة المحاكمة بكفالة حضورية وطلب أهله، حيث أبلغته المحكمة أن موعد جلسته مع القضاء بعد 15 يوماً من تاريخ إخلاء سبيله، وبإمكانه خلال هذه المدة تجهيز دفاعه ليقدمه أمام القضاء، ثم يصدر الحكم القضائي. وكتب أقرباء شريف على «فيسبوك» أنّ الأخير «قد أطلق سراحه»، واصفين النبأ بأنه «رائع». وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن شريف اعتقل على خلفية علاقته المشبوهة بفصائل إسلامية منافسة. وتتّهمه هيئة تحرير الشام باستخدام أموال المساعدات في مشاريع تبث التفرقة في محافظة إدلب. ووصل شريف، المولود في بريطانيا والمتحدر من أصول باكستانية، إلى سوريا في 2012. بحسب منظمة «تطورات حية من سوريا» التي أسسها مع زوجته. وجردته بريطانيا من جنسيتها عام 2017 بعدما اتهمته بالارتباط بجماعة على صلة بتنظيم القاعدة الإرهابي، لم تحددها، بحسب وسائل إعلام بريطانية. لكنه نفى التهم. في غضون ذلك، نفذت القوات التركية قصفاً صاروخياً، أمس (الخميس)، على مناطق في بلدة سراقب الخاضعة لسيطرة النظام السوري، في حين قصفت قوات النظام الليلة قبل الماضية، أماكن في الفطيرة وكنصفرة وسفوهن وفليفل في جنوب إدلب، قتل فيها 3 عناصر وأصيب آخرون من غرفة عمليات «الفتح المبين». وكانت القوات التركية وغرفة عمليات «الفتح المبين» قصفتا بعشرات الصواريخ والقذائف تجمعات قوات النظام في كفرنبل وريفها في ريف إدلب الجنوبي، رداً على القصف المكثف الذي تعرضت له قرى ومناطق ريف إدلب الجنوبي. واستهدفت قوات النظام بقذائف صاروخية عدة محيط سرمين والنيرب وآفس شرق مدينة إدلب، تزامناً مع استهداف فصائل «الجبهة الوطنية» الموالية لتركيا مواقع قوات النظام براجمات الصواريخ في بلدة داديخ شرق إدلب. وتشهد محاور إدلب الشرقية استنفاراً عسكرياً للفصائل الموالية لتركيا، بالتزامن مع استنفار لقوات النظام على محاور القتال في المنطقة...

لماذا انسحب «رجل إيران» من الانتخابات السورية؟....

دمشق: «الشرق الأوسط».... أعلن اليوم رجل الأعمال السوري محمد حمشو، الذي يعتبره البعض «رجل إيران»، انسحابه من الترشيح لانتخابات مجلس الشعب (البرلمان) قبل يومين من الانتخابات، في خطوة فاجأت الكثيرين، وسط مؤشرات أن حزب «البعث» الحاكم تولى عملية إخراجه من المشهد الانتخابي، وتصاعد الصراع بين أركان النظام. وقالت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، إن الأمين القطري المساعد للحزب هلال الهلال «قطع زيارته إلى حلب بشكل مفاجئ، حيث كان يتولى إدارة الماكينة الانتخابية لـ«قائمة الوحدة الوطنية» البعثية في عاصمة الشمال، وعاد غاضبا إلى دمشق متوعدا حمشو وفي ذهنه شيء واحد هو معاقبة الرفاق البعثيين المتواطئين مع «قائمة شام» التي يقودها. وأشارت المصادر إلى أنه فور عودته إلى دمشق، عقد الهلال اجتماعا لـ«القيادة المركزية» لـ«البعث» التي أصدرت قرارات بمعاقبة خمسة من القيادات «البعثية» في فرع دمشق بسبب تنسيقها مع حمشو، حيث تم الاعتراض من قبل أعضاء في «المركزية» بأن قيادات «بعثية» تدعم رجل الأعمال بلال النعال». وبحسب المصادر، التقط حمشو المقرب من إيران واللواء ماهر الأسد قائد الفرقة الرابعة شقيق الرئيس بشار الأسد الرسالة من قرارات «القيادة المركزية» وقرر الانسحاب، ونشر بيانا على صفحته الشخصية جاء فيه: «أعلن انسحابي من الترشيح لعضوية مجلس الشعب عن الدور التشريعي الثالث». وأضاف «أينما يكن موقعي سأخدم بكل إخلاص ووفاء للوطن والمواطن وقائدي الرئيس المفدى بشار الأسد». وأشارت المصادر إلى أن حمشو أقدم على ترشيح نفسه متأخراً، إذ كان اسمه بين أواخر الأسماء التي تقدمت بطلبات ترشيح عن مدينة دمشق. وذكرت أنه قدم ترشيحه بعد أن «جاءته رسالة من الدوائر العليا للنظام بأن الرئيس الأسد ليس لديه ملاحظات على أدائه بالبرلمان وأن دوره هناك جيد لكنه غير راض عن تهم الفساد التي تورط بها». وكان حمشو قد تورط في فضيحة فساد بوزارة التربية اضطرته إلى دفع مبلغ تسوية 90 مليار ليرة سورية (حوالي 100 مليون دولار أميركي في حينه) بموجب قرار صادر عن الهيئة العليا للرقابة والتفتيش، وتندر كثيرون على «قائمة شام» التي شكلها وسموها بـ«قائمة التسعين مليار». وقد أبدى رئيس غرفة صناعة دمشق وريفها سامر الدبس رفضا قاطعا الانضمام إلى «قائمة شام»، وأصر على البقاء ضمن «قائمة دمشق» وعدم التحالف مع حمشو، رغم كل محاولات الأخير وطلباته. ووصل الأمر إلى حد تشكيل الدبس وهمام مسوتي قائمة مشتركة وصل عدد أعضائها إلى ثمانية مرشحين نافست «قائمة شام» المؤلفة من سبعة أعضاء يتنافسون على اثني عشر مقعداً مستقلاً عن مدينة دمشق في المجلس، وسط توقعات بارتفاع عدد أعضاء «قائمة دمشق» أكثر بعد انفراط عقد «قائمة شام» بانسحاب حمشو. واللافت أن حمشو رعى بشكل سري حملة «قائمة الوحدة الوطنية» في دمشق، وذكرت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، أنه نظم جلسات تصوير لأعضاء من القائمة بينهم عارف الطويل ومحمد خير عكام ونبيل طعمة، وأمر بنشر لافتات في أنحاء دمشق لهم على نفقته الشخصية في محاولة لنيل رضا قيادة «البعث» عن ترشيحه والفوز بأصوات البعثيين». ولاحظت مصادر متابعة للعملية الانتخابية أن حمشو غاب عن الجولات الانتخابية يومي الثلاثاء والأربعاء والخميس بشكل لافت ومن دون سابق إنذار، وأنه لم يكن مرتاحاً خلال الجولات التي نفذها وبينها اللقاء الكبير لقوائم المرشحين المستقلين عن مدينة دمشق في حي الميدان الدمشقي العريق. وكان لافتا خلال اليومين الماضيين أن حمشو كتب عدة مرات منشورات على صفحته بموقع «فيسبوك» تعلن انسحابه ثم حذفها، فيما رأى مراقبون في الأمر «تكتيكا للعب بأعصاب «قائمة دمشق»، قبل أن يتبين أن الرجل كان يطلق بالونات اختبار ليرى ردود فعل النظام عليها، إلا أن النظام لم يعط أي رد فعل خاص على إعلانات حمشو المحذوفة ما أكد للأخير أن النظام لا يدعم استمرار ترشيحه وأن المطلوب الانسحاب». بعد تأكيد حمشو لانسحابه، انقسمت الآراء حول الدوافع وراء هذه الخطوة. هناك من اعتبر أن «النظام استجاب لطلب روسي بعدم استفزاز واشنطن بترشيح رجل أعمال معاقب بموجب قانون قيصر»، وبعضهم رأى أن «النظام لا يريد للعملية الانتخابية أن ترتبط بفساد حمشو أو أن يستغل الأخير العملية للتغطية على فساده»، في حين اعتبر آخرون أن انسحابه «مؤشر جديد على تصاعد الصراع ما بين الرئيس الأسد وشقيقه اللواء ماهر». وقللت المصادر من السبب الأول، وأكدت أن النظام لم يقبل بأي نصيحة روسية حول الانتخابات البرلمانية، فضلاً عن أن النظام وافق على ترشيح رجل الأعمال خالد زبيدي كمستقل في ريف دمشق علما بأنه من أبناء حي الميدان الدمشقي العريق وشملته قائمة العقوبات التي أصدرتها الإدارة الأميركية مؤخراً. وقضى قرار حمشو الانسحاب من السباق الانتخابي على فرص بقية المرشحين على قائمته في الفوز بالانتخابات، وسط توقعات بانتعاش «قائمة دمشق» ومحاولتها استقطاب بعض المرشحين الأقوياء في «قائمة شام» والقوائم الأخرى التي كانت مدعومة من قبل حمشو، مثل «قائمة الياسمين». وتوقعت مصادر «بعثية» أن يقوم الهلال بإعادة هيكلة «قائمة الوحدة الوطنية» في دمشق وإلغاء ترشيح عكام وطويل نظراً لتلقيهم الدعم من حمشو، واستبدالهما بأشخاص آخرين.

حشود عسكرية وقصف متبادل في إدلب بين الجيشين التركي والنظام السوري

الشرق الاوسط...أنقرة: سعيد عبد الرازق... وقع قصف صاروخي ومدفعي متبادل بين القوات الحكومية السورية والروسية من جهة، والقوات التركية وفصائل المعارضة الموالية لأنقرة في محافظة إدلب شمال غربي سوريا، بينما استقدمت تركيا تعزيزات عسكرية جديدة إلى المنطقة وأمرت الفصائل الموالية لها في مدينة الباب في حلب برفع استعدادها بعد غارات جوية للطيران الروسي قصفت على أثرها مواقع لقوات النظام والقوات الروسية وتحالف قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في أعزاز. وأطلقت القوات التركية وفصائل المعارضة 10 قذائف مدفعية استهدفت مواقع للقوات الروسية والحكومية السورية في محيط مدينة سراقب في ريف إدلب الشرقي، رداً على القصف المدفعي والصاروخي العنيف من القوات الحكومية على مناطق سيطرة المعارضة في جبل الزاوية جنوب إدلب وريف اللاذقية. وقالت مصادر في «الجبهة الوطنية للتحرير» التابعة لـ«الجيش السوري الحر» إنه بعد استهداف مواقع القوات الروسية ردت تلك القوات باستهداف بلدة سرمين والمناطق المجاورة بأكثر من 20 قذيفة. كما قصفت المدفعية التركية مواقع للقوات الحكومية السورية والروسية وأخرى لـ«وحدات حماية الشعب» الكردي في قرية مرعناز ومحيطها غرب مدينة أعزاز، رداً على قصف الطائرات الحربية الروسية مدينة الباب التي تسيطر عليها القوات التركية والفصائل الموالية لها بريف حلب الشرقي أول من أمس، وإصابة أكثر من 10 أشخاص. كانت مصادر في المعارضة السورية قد أكدت أن القوات الحكومية السورية دفعت خلال الأيام القليلة الماضية بتعزيزات عسكرية قادمة من ريف دمشق وحمص، إضافةً إلى قوات تتبع للفيلق الخامس المدعوم من روسيا ووحدات روسية خاصة وصلت إلى محافظة إدلب. ورجحت المصادر استعداد قوات النظام لعمل عسكري ربما تنطلق بعد الانتخابات المقررة غداً (الأحد)، وربما تكون هذه الحشود العسكرية ورقة ضغط على تركيا التي ترسل بشكل مستمر تعزيزات عسكرية عبر معبر كفرلوسين في محافظة إدلب. وواصل الجيش التركي، أمس (الجمعة)، إرسال التعزيزات إلى إدلب. ودخل رتل عسكري جديد عبر معبر كفرلوسين الحدودي شمال إدلب، وتوجهت الآليات التي تحمل تعزيزات عسكرية ولوجيستية نحو النقاط التركية المنتشرة ضمن منطقة خفض التصعيد في إدلب. في الوقت ذاته، قامت فصائل ما يعرف بـ«الجيش الوطني السوري» الموالي لتركيا بوضع عناصرها ضمن منطقة الباب بريف حلب الشمالي الشرقي في حالة تأهب، حيث جرى تعزيز وتحصين الحواجز ورفع الجاهزية العسكرية، وذلك بطلب من القوات التركية الموجودة هناك. وقُتل شخص وأُصيب 10 آخرون بينهم أطفال ونساء، جراء القصف الجوي الذي استهدف عدة مواقع في مدينة الباب شرق حلب، حيث كانت طائرة حربية روسية قد قصفت مواقع عدة في مدينة الباب الخاضعة للفصائل الموالية لتركيا. وأثار استهداف مدينة الباب بريف حلب الشرقي بغارتين من طائرات حربية، استغراباً وتساؤلات حول أسباب التصعيد في المنطقة، كونها تعد خارج التفاهمات العسكرية والسياسية التي تجري بين روسيا وتركيا في الشمال السوري. ولم تعلن روسيا أن طائراتها هي التي قصفت الباب، كما لم تصدر تعليقات من تركيا حول القصف. وقال «الائتلاف الوطني» المعارض على «تويتر» إن «العدوان الروسي على الباب يمثل تصعيداً خطيراً، وخرقاً للاتفاقات والتفاهمات التي تم التوصل إليها لضمان خفض التصعيد». ووقع قصف إدلب وسط تصعيد تركي في إدلب ورفض أنقرة وقف حملتها على المنطقة وإعلان فصائل المعارضة الموالية لها إطلاق عملية عسكرية في ريف حلب الشرقي ضد قوات النظام السوري.

5 غارات تستهدف قوات إيرانية في دير الزور

لندن: «الشرق الأوسط أونلاين».... قال مصدر بالمعارضة السورية، إن طائرات حربية يعتقد أنها تابعة للتحالف الدولي ضد تنظيم «داعش» الإرهابي شنت غارات على مواقع للقوات الإيرانية شرق سوريا، اليوم (الجمعة). وذكر المصدر في مجلس دير الزور العسكري التابع للمعارضة السورية لوكالة الأنباء الألمانية «شنت طائرات حربية يعتقد أنها تابعة للتحالف الدولي 5 غارات على مواقع للقوات الإيرانية والفصائل الموالية لها غرب مدينة البوكمال على الحدود السورية العراقية ومحيط بلدة الصالحية شرق مدينة الميادين في ريف دير الزور الشرقي». وأضاف أن «أصوات الانفجارات كانت قوية جداً سمعت لمسافة تتجاوز الـ30كم عن المنطقة، وشوهدت سيارات تابعة للقوات الحكومية السورية تتجه إلى المواقع التي تعرضت للقصف وسط هلع ورعب الأهالي». وتعرضت مواقع القوات الإيرانية والفصائل الموالية لها في ريف دير الزور الشرقي لعشرات الغارات من قبل طائرات تابعة للتحالف الدولي قتل خلالها العشرات من عناصر تلك المواقع. وتنتشر قوات «الحرس الثوري» الإيراني وفصائل عراقية وأخرى أفغانية ومقاتلو «حزب الله» اللبناني في مناطق ريف دير الزور الشرقي وريف حمص ومحيط العاصمة السورية، دمشق. ووقّعت الحكومة السورية وإيران، الأسبوع الماضي، اتفاقية لدعم الدفاع الجوي السوري.

كيف يعاقب النظام السوري ضباطه الكبار المنشقين؟

الحرة / خاص – واشنطن.... بفضل روسيا وإيران استعاد الأسد تدريجياً الجزء الأكبر من مساحة البلاد... بعد هدوء حدة المعارك وفرض سيطرته بقوة السلاح على أكثر من ثلثي مساحة البلاد بدعم روسي وإيراني، تفرّغ النظام السوري لمعاقبة من وقف في وجهه من العسكريين أو حتى المدنيين. ولم تتوقف الإجراءات العقابية للسوريين التي ينتهجها النظام على تهجير مئات الآلاف من السكان من مدنهم وبلداتهم، بل تجاوزت ذلك إلى الاستيلاء على ما تبقى لبعض هؤلاء من ممتلكات، وعلى وجه الخصوص الضباط المنشقين. وقالت مصادر "للحرة" في سوريا إن النظام قام بالاستيلاء على عشرات المنازل التابعة لضباط انشقوا عنه مع بداية الاحتجاجات التي واجهتها السلطات بحملة قمع أودت بحياة عشرات الآلاف. وأشارت المصادر إلى أن سلطات النظام سلمت خلال الأيام السابقة منازل لبعض هؤلاء الضباط المنشقين إلى ضباط آخرين يدينون بالولاء المطلق للأسد ونظامه. ومن بين العقوبات التي يفرضها النظام أيضا على شعبه، حرمان الموظفين الحكوميين ممن رفضوا الالتحاق بالخدمة العسكرية الاحتياطية من وظائفهم. واضطر الآلاف من هؤلاء إلى التخلي عن وظائفهم الحكومية، وأجبر بعضهم على الفرار خارج سوريا أو إلى المناطق الخارجة عن سيطرة النظام هربا من الخدمة الاحتياطية. ومنذ بداية الثورة السورية، بدأت الانشقاقات وطالت عسكريين ومنهم برتب كبيرة في قوات النظام ممن رفضوا إطلاق النار على أبناء شعبهم. وبفضل دعم حليفين أساسيين، روسيا وإيران، استعاد الأسد تدريجياً الجزء الأكبر من مساحة البلاد، وبات اليوم يسيطر على أكثر من سبعين في المئة منها وتضم غالبية المدن الرئيسية. وفي العام 2011، تحولت حركة احتجاجات ضد النظام في سوريا إلى نزاع مدمر تدخلت فيه أطراف إقليمية ودولية وأسفر عن مقتل أكثر من 380 ألف شخص وتشريد أكثر من نصف السكان من ديارهم داخل البلاد وخارجها.

موسكو ودمشق تدعوان واشنطن للتوقف عن تصعيد الوضع في سوريا

جريدة الجريدة..... RT.... تؤكد روسيا وسوريا، على أن الرجال في مخيم "الركبان" للاجئين، يضطرون للانضمام إلى الجماعات المسلحة الخاضعة للسيطرة الأمريكية. وجاء في بيان مشترك، نشره اليوم المقر الروسي-السوري لتنسيق عودة اللاجئين السوريين، أنه "من أجل الحصول على إمكانية العيش في الركبان، ولإطعام أسرهم، يضطر السكان الذكور في المخيم، للانضمام إلى صفوف الجماعات المسلحة التي تسيطر عليها الولايات المتحدة". وقد أدلى بهذه الشهادات مسلحون من العصابة المسلحة المعروفة باسم "مغاوير الثورة"، تسللوا إلى الأراضي الخاضعة للحكومة السورية. وقال الشهود إن "المسلحين الخاضعين للسيطرة الأمريكية، يقومون عن قصد بخلق كل الظروف، التي التي تمنع غير الراغبين في القتال إلى جانب الجماعات المسلحة، من الحصول على المساعدات الغذائية والطبية". ودعا الجانبان الروسي والسوري، الولايات المتحدة إلى التوقف عن الممارسات الهادفة لزعزعة استقرار الوضع في سوريا، والالتزام الصارم بالقانون الدولي، ومبادئ الأمم المتحدة، وتسليم السيطرة على جميع الأراضي السورية المحتلة، للحكومة السورية. وقال الجانبان في بيان مشترك: "إن احتلال الولايات المتحدة وحلفائها لبعض الأراضي السورية، يزيد من معاناة المدنيين، ويؤخر العودة إلى الحياة السلمية في البلاد".

«قوات سوريا الديمقراطية» تستأنف ملاحقة «خلايا داعش»

الشرق الاوسط....الحسكة: كمال شيخو - واشنطن: معاذ العمري.... أعلنت «قوات سوريا الديمقراطية» البدء بالمرحلة الثانية من حملة «ردع الإرهاب» لتعقب وملاحقة خلايا «داعش» شمال شرقي سوريا، على طول حوض نهر الفرات والمناطق المتاخمة للحدود مع العراق المجاور. وقالت في بيان نُشر على حسابها الرسمي أمس: «أطلقت قواتنا صباح الجمعة المرحلة الثانية من حملة (ردع الإرهاب) لتعقب وملاحقة خلايا تنظيم (داعش) الإرهابي في مناطق دير الزور»، في وقت أحبطت قوى الأمن داخل مخيم الهول بالحسكة محاولة هروب 4 نساء «داعشيات» يتحدرن من الجنسية السودانية والتنزانية. وشنت وحدات مكافحة الإرهاب التابعة لـ«قوات سوريا الديمقراطية» العربية الكردية، بالتنسيق مع غرفة عمليات التحالف الدولي بقيادة واشنطن، حملة أمنية واسعة ضمن عملية «ردع الإرهاب»، استهدفت مدن وبلدات البصيرة والشحيل والحوايج وذيبان الواقعة على طول حوض نهر الفرات الشمالي بمحافظة دير الزور. وقالت الناطقة باسم «مجلس دير الزور العسكري» ليلوى العبد الله: «هذه المرحلة تستهدف أوكار (داعش) وخلاياه التي تهدد الاستقرار والسلم الأهلي في مناطق دير الزور»، وأشارت إلى أن الحملة جاءت بطلب من الأهالي وشيوخ ووجهاء عشائر عربية بعد لقاء عقدوه مع مظلوم عبدي قائد القوات، قبل يومين، وأضافت: «في الآونة الأخيرة زادت هجمات (داعش) الإرهابية واستهدفت المدنيين، وباتت تشكل تهديداً مباشراً على حياتهم، وبعد طلب وجهاء وشيوخ العشائر العربية تدخل قواتنا، نفّذنا هذه العملية»، ولفتت إلى أن الحملة بإسناد جوي من طيران التحالف «ستستمر حتى تحقيق الهدف الذي حددته القيادة العامة»، حسب المسؤولة العسكرية ليلوى العبد الله. من جهة أخرى، أحبطت قوى الأمن داخل مخيم الهول ويبعد نحو 45 كيلومتراً شرقي مدينة الحسكة، محاولة فرار 4 نساء «داعشيات» برفقة أطفالهن، وكشفت مصادر أمنية من إدارة المخيم أنها ألقت القبض على النساء الأربع في أثناء محاولة الفرار، وأخبرت: «اثنتان تحملان الجنسية السودانية، واثنتان تحملان الجنسية التنزانية، ولديهن أطفال، حاولن الهروب لكنّ أجهزة الأمن ألقت القبض عليهنّ». وقال الجنرال كينيث ماكينزي، قائد القوات المركزية الأميركية في الشرق الأوسط، إن خطر «داعش» بدأ يتصاعد في المناطق التي تسيطر عليها قوات النظام السوري وروسيا، وهي المناطق الواقعة غرب نهر الفرات، محملاً روسيا والنظام السوري مسؤولية تدهور الأوضاع هناك، بسبب عدم قدرتهم الصحيحة في إدارة المنطقة. وأكد ماكينزي في حوار له مع إذاعة «صوت أميركا»، أن الولايات المتحدة تشعر بالقلق من هذه الثغرة التي قد يستغلها «داعش» في إعادة ترتيب صفوفه مجدداً: «ليس لدى روسيا ونظام الأسد أي فكرة عن كيفية إدارة هذه المنطقة بالفعل بعد أن قمت بمسحها عسكرياً»، مشيراً إلى أن خطر التنظيم لم ينتهِ بعد، وهو يتصاعد في الغرب، وتقف الولايات المتحدة الأميركية مكتوفة الأيدي لأنه لا توجد لديها قوات في تلك المنطقة. واقترح الجنرال الأميركي أن يتم تشكيل قوات محلية سورية من تلك المناطق لمواجهة «داعش» ومحاربته: «وذلك بإنشاء أنظمة محلية قادرة على التعامل مع (التمرد) حتى لا يحتاجون إلينا للقيام بذلك، وسنقوم بالدعم القليل جداً لهم». وأضاف: «أتيحت لي الفرصة لزيارة قواتنا في مناطق شرق نهر الفرات، والتقيت أيضاً الجنرال عبدي مظلوم في سوريا الأسبوع الماضي، ونقلت له أننا نواصل الشراكة معهم، ولدينا مهام لا يزال يتعين إنجازها ضد (داعش)، وتحدثت معه أيضاً عن إدارة قوات الدفاع الذاتي للنازحين داخلياً والسجناء الموجودين هناك، والقلق الذي ينتابنا بشأن تلك السجون، ونحن معنيون من منظور أمني، ونشعر بالقلق من منظور إنساني».....

سوريا في معركة الإيرادات: تمويل العجز بالديون!

الاخبار.... زياد غصن .... قامت سياسات بعض الدول على تجفيف مصادر إيرادات الخزينة السورية .... استدرجت سنوات الحرب، وما تخلّلها من عقوبات غربية، الاقتصاد السوري إلى معركة لم يكن مستعداً لها، تتعلّق بقدرته على إيجاد مصادر جديدة للإيرادات تساعده على سدّ عجز الموازنة السنوي. هكذا، لجأت الحكومات المتعاقبة إلى الحلّ الأسهل المتمثل في «التمويل بالعجز»، والذي يُعدّ سبباً رئيساً في الغلاء وانخفاض قيمة الليرة.... قبل نحو خمسة عشر عاماً، دخلت سوريا نادي الدول الأقلّ مديونية خارجية، وذلك على خلفية اتفاقها مع روسيا على تسوية كتلة الديون المترتّبة عليها لمصلحة الاتحاد السوفياتي السابق، والبالغة آنذاك حوالى 14.5 مليار دولار. لكن، سرعان ما جاءت الحرب وغَيّرت من تلك المعادلة، لتتحوّل سوريا إلى بلد مديون داخلياً، وخارجياً أيضاً وإن بنسبة أقلّ. وبحسب أحدث تقديرات «المركز السوري لبحوث السياسات»، فقد ارتفع إجمالي الدين العام من حوالى 30% من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2010، إلى حوالى 208% في عام 2019. كان واضحاً، منذ بداية الحرب، أن سياسات بعض الدول تقوم على تجفيف مصادر إيرادات الخزينة السورية، سواء تلك المتأتية من صادرات النفط والفوسفات وغيرهما من الثروات الوطنية المهمة، أو تلك التي توفرها القاعدة الإنتاجية الداخلية، وذلك بغية تحقيق واحد من اثنين: إما إجبار الحكومة السورية على تقليص إنفاقها إلى حدود تُفقدها السيطرة الاقتصادية على البلاد وتضعف قدراتها العسكرية، أو دفعها إلى الاقتراض الداخلي والخارجي وإغراقها في مستنقع التضخّم والغلاء الكفيلين بتأليب الحاضنة الشعبية لـ«النظام» عليه. للأسف، هذا ما تحقّق جزئياً، من خلال لجوء الحكومات المتعاقبة إلى اتباع سياسة «التمويل بالعجز»، باعتبارها الطريق الأسهل. ووفقاً لدراسة صادرة عن «مركز دمشق للدراسات والأبحاث»، فإن قيمة الدين الداخلي وحده وصلت مع نهاية عام 2015 إلى حوالى 3400 مليار ليرة، فيما تشير بعض التقديرات إلى ارتفاع الرقم إلى حوالى 7 آلاف مليار ليرة بنهاية عام 2019.

تراجع الإيرادات وازدياد العجز

عوامل كثيرة أدّت إلى تراجع إيرادات الخزينة السورية خلال السنوات التسع الأخيرة. أوّلها تضرّر القاعدة الإنتاجية للبلاد نتيجة وقوعها داخل دائرة المعارك، وثانيها خروج مناطق واسعة عن سيطرة الحكومة، ما أدى إلى توقّف توريد جزء كبير من إيرادات الضرائب والرسوم، وثالثها العقوبات الغربية التي ضربت مصادر الإيرادات، وخصوصاً في قطاع النفط الذي كانت صادراته المورّد الرئيس للقطع الأجنبي، وما تلا ذلك من تجميد للأموال السورية في الخارج، وصولاً إلى محاولة استهداف عمليات استيراد مكوّنات الموادّ الأولية اللازمة للقطاعين الصناعي والزراعي. أما العامل الرابع، فتتحمّل مسؤوليته الحكومات المتعاقبة، كونه متصلاً بالسياسة المالية والضريبية القائمة على تحصيل أكبر قدر ممكن من الرسوم والضرائب غير المباشرة، وإهمال الضرائب المباشرة، وخاصة تلك المفترض تطبيقها على الأغنياء ورجال الأعمال وأصحاب القدرات التكليفية العالية، والذين زاد عددهم بشكل كبير خلال سنوات الأزمة، حيث استغلّوا موارد الدولة وثرواتها وهرّبوا أرباحهم إلى الخارج، مستفيدين في ذلك من شبكة الفساد الذي تمأسس في خلال فترة الحرب.

لجأت الحكومات منذ عام 2012 إلى الاقتراض من المركزي لتغطية إنفاقها

بناءً على ما تقدّم، كان من الطبيعي أن يزداد العجز المتوقّع في موازنات الأعوام الممتدّة من عام 2012 لغاية اليوم، ولا سيما أن الأمر لا يتعلق فقط بالتراجع الكبير في الإيرادات الحكومية، وإنما أيضاً بانهيار القوة الشرائية للإيرادات. وفي هذا السياق، ذكر وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية، سامر خليل، خلال ندوة عُقدت أخيراً في دمشق، أن «قوائم المالية العامة أظهرت وجود عجز كبير خلال سنوات الحرب بسبب الفجوة المتشكّلة بين الإيرادات القليلة والإنفاق المتزايد». وتأكيداً لما سبق، تشير البيانات الرسمية إلى أن العجز المتوقع في موازنة العام الحالي قُدّر بحوالى 37.3%، فيما قُدّر في موازنة عام 2018 بما نسبته 25.3%، وفي موازنة عام 2017 بحوالى 27.88%، وفي موازنة 2016 بحوالى 31.3%. أما في موازنة عام 2014، فقد قُدّر بحوالى 40.5%. وبحسب تقديرات «المركز السوري لبحوث السياسات»، فقد شكّلت إيرادات الحكومة في عام 2010 ما نسبته حوالى 30.1% من إجمالي الناتج المحلي الإجمالي، إلا أنها مع بدء الأزمة أخذت بالتراجع، لتعاود الارتفاع في عام 2014 مسجّلة 12.6%، قبل أن تعاود الانخفاض في عام 2015 حيث سجّلت 10.3%. وفي عام 2017، سجّلت ثاني أدنى نسبة خلال سنوات الحرب (7.8%)، بعد أولى سُجّلت في العام الماضي (7.4%).

الحلّ الأسهل

فضّلت الحكومات المتعاقبة، في معالجتها التراجع الحادّ في الإيرادات وارتفاع حجم الإنفاق الحكومي، اللجوء إلى الخيار الأسهل والأسرع المتمثل في «التمويل بالعجز»، وذلك عبر الاستدانة من المصرف المركزي. وبحسب ما يذكر الباحث ربيع نصر، فإن الحكومة «لجأت منذ عام 2012 إلى الاقتراض من المركزي لتغطية إنفاقها، ومن ضمنه تمويل بند الرواتب، من دون أن تدرك عواقب ذلك». ويضيف نصر، في حديثه إلى «الأخبار»، إن «هناك إشكاليتين في هذا الملف، الأولى تتعلق بواقع سعر صرف الليرة عند عملية الاقتراض وعند عملية السداد، وهذا ما يجعل المبلغ المسدّد ليس حقيقياً، والثانية تتصل بعملية الإقراض نفسها التي تتمّ من دون أيّ مسؤولية في السداد أو إمكانية التغطية». وتظهر التقديرات غير الرسمية أن نسبة الدين الداخلي من إجمالي الناتج المحلي الإجمالي ارتفعت من حوالى 17% في عام 2010 إلى حوالى 92% في عام 2019، علماً بأن العامين 2013 و2014 سجّلا أعلى نسبة للدين الداخلي من الناتج الإجمالي (107% و109% توالياً). أما أقلّ نسبة خلال سنوات الأزمة فكانت في عام 2011 بحوالى 39%..... وتُمثل زيادة حجم الدين الداخلي والإصدار النقدي غير المغطّى إنتاجياً سبباً رئيساً في تضخم الأسعار وتدهور سعر الصرف. وفي هذا الإطار، يبيّن الأستاذ الجامعي، إلياس نجمة، في حديث إلى «الأخبار»، أن «سعر صرف الدولار يتأثر ويرتفع بالتوازي مع ظاهرة ارتفاع الأسعار الناجمة بشكل أساسي عن عجز الموازنة، والذي يتمّ تمويله مع الأسف عبر الإصدار النقدي». ويضيف إن «هذا الحلّ السهل يؤدّي إلى إغراق السوق بتدفقات نقدية لا يقابلها عرض مواز وكاف من السلع والخدمات لامتصاصها، فترتفع جميع الأسعار بنسب متفاوتة، وخصوصاً أسعار السلع القابلة للتسييل بسهولة، كالذهب والعملات الأجنبية وأهمها الدولار». والأخطر، كما يقول نجمة، هو أن «التضخم يأكل موارد الدولة أكثر مما يأكل موارد الأفراد، لأن جميع مواردها نقدية». حاولت الحكومة، متأخرة، البحث عن مصادر جديدة للإيرادات، وتمكّنت بين عامي 2017 و2019 من استعادة ما يقرب من 180 مليار ليرة في معالجتها ملف القروض المتعثّرة، وحوالى 76 مليار ليرة من إعادة النظر في بدلات استثمار أملاك الدولة المؤجّرة للقطاع الخاص، وحوالى 35 مليار ليرة جرّاء رفع بدلات استثمار المقالع والعائدات النفطية وغير ذلك. كما طرحت بداية هذا العام، ولأول مرة، سندات خزينة بالليرة السورية، وجذبت بفضلها ما يقرب من 140 مليار ليرة، إلا أن تأخر البلاد في استعادة إمكاناتها الإنتاجية، واستمرار السياسة الضريبية على حالها، أسهما في استدامة الفجوة بين كتلة الإيرادات وحجم الإنفاق المتزايد. وتالياً، فإن التمويل بالعجز سيظلّ خياراً محتملاً في موازنات الأعوام المقبلة.

 



السابق

أخبار لبنان......«اليونيفيل» إلى تعزيز الجهد الاستخباريّ: طائرات مسيّرة وكاميرات....عندما يُبْرِزُ «حزب الله» خيار الصين وإيران... تتراجع أميركا!...بطريرك الموارنة يحمّل «حزب الله» مسؤولية الأزمة الاقتصادية...السفيرة الأميركية تزور قوات «يونيفيل» في لبنان....رجال دين شيعة يرفضون طرح الحياد... وقبلان يعتبره «خيانة»...الحريري يصالح جمهوره...مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت يصرف ألف موظف...صندوق النقد... "لا مهرب من التدقيق الجنائي والتفاوض البحري"..روكز يكسر «دوامة الصمت» وينتفض على الصفقات..

التالي

أخبار العراق....وزارة الدفاع العراقية تعلن مقتل أحد قادتها بإطلاق نار في بغداد...ظريف في بغداد عشيّة جولة الكاظمي الإقليميّة: عودة الوساطة بين الرياض وطهران.. سيزور الكاظمي السعوديّة ليعود الثلاثاء إلى إيران محمّلاً بـ«الأجوبة المنتظرة» ...العراق يواجه نقصاً بالغاً في تدفق المياه بسبب مشروعات تركية.... هجوم جديد على «إمدادات» أميركية....مصطفى الكاظمي يتوج في واشنطن «الحوار الاستراتيجي»...تعهد فرنسي بدعم إقليم كردستان العراق...

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 155,408,495

عدد الزوار: 6,990,292

المتواجدون الآن: 70