كشف إيراني يستحق الشكر!

تاريخ الإضافة الإثنين 26 نيسان 2010 - 7:05 ص    عدد الزيارات 3530    التعليقات 0    القسم دولية

        


 
وفيق السامرائي
هذه هي المرة الأولى التي تحدد فيها القيادة الإيرانية غاية واضحة وعملية لمناوراتها القتالية في منطقة الخليج. فقد صممت المناورات على أساس مواجهة توغل معاد في الجزر الواقعة في مياه الخليج. مما يدل على حصول تطور في تقدير الموقف الاستخباري، ولو على أساس افتراضات متغيرة. ففي السابق كانوا يتحدثون عن حفر مئات آلاف القبور على خط الحدود لدفن جنود العدو فيها! أما اليوم فيبدو أنهم تعلموا الانتقال الى احتمالات التهديد الأكثر توقعاً. لكنهم سيضيعون وسط تلاطم الاحتمالات، والتباين الشاسع في القدرات التكنولوجية، وصعوبة التمييز بين خطط الخداع والحرب النفسية، وبين الخطط الفعلية.
لو وقعت حرب افتراضا، مع التأكيد على عدم وجود مؤشرات حتى الآن، فإن احتلال الجزر المهمة في الخليج من قبل القوات المهاجمة سيكون حيويا، لتأمين إمدادات النفط. ولا يقتصر الأمر على استعادة الجزر الإماراتية الثلاث، التي لا بد أنها كانت في مقدمة مخطط المناورات الإيرانية. لذلك جاء رد وزارة الخارجية الإيرانية انفعاليا على تصريح لوزير خارجية الإمارات الشيخ عبد الله بن زايد، شبه فيه احتلال إيران لجزر بلاده بالاحتلال الإسرائيلي، محذرة من تكرار «تصريحات غير مدروسة»، وأن الشعب الإيراني هو من سيواجه هذه التصريحات «برد شديد» في المرات المقبلة.
وعلى الرغم من واقعية تصريح الشيخ عبد الله الذي اختار الحد الأدنى من توصيف الشعور بمرارة مواصلة إيران نهج التحدي، فإن الرد الإيراني صدر بصيغة غير قابلة للتراجع والتعديل، وليس معلوما كيف سيكون في وسع «الشعب» الإيراني الرد بشدة. فهل ستتعرض سفارة الإمارات الى أعمال غوغائية مثلا؟ أم ستحرك خلايا «مرصودة»في الإمارات؟ فقائمة الاحتمالات مفتوحة لكنها سترتد على فاعليها.
عسكرياً، لم تظهر في المناورات وسائل تكنولوجية وقتالية متطورة، فحتى الزوارق السريعة استخدمت مقذوفات تقليدية بدائية. مع ذلك أظهرت المناورات ثلاثة حقائق أساسية هي:
· لا رجعة عن المواقف الإيرانية المتخذة إلا تحت ضغط القوة.
· حصول تطور في مفهوم مسك الجزر عسكرياً.
· التشديد على نثر كميات كبيرة من الألغام في مياه الخليج، وهو أسوأ تهديد جدي.
أما ما يتعلق بالهجمات على السفن، ورشقات الصواريخ فيبقى تأثيرها محدودا، لتوافر قدرات كبيرة لدى القوات الغربية على المعالجة.
لقد أتاحت المناورات الأخيرة فرصة مثالية لأجهزة المخابرات العربية والغربية لقراءة وتحديد طرق ردود الفعل الإيراني تفصيلاً. فلم يبق لديهم شيء إلا قدموه مجاناً في هذا العرض المكشوف .أما إذا اعتقدوا أنهم حققوا الردع من خلال كشف الحقائق فهم مخطئون. ويفترض أن تقدم أجهزة المخابرات العربية والغربية شكرا معنويا لمعدي تقدير الموقف من الإيرانيين، فقد وفروا لهم جهداً ومالاً ووقتاً.
 


المصدر: جريدة القبس الكويتية

ملف خاص..200 يوم على حرب غزة..

 الأربعاء 24 نيسان 2024 - 4:15 ص

200 يوم على حرب غزة.. الشرق الاوسط...مائتا يوم انقضت منذ اشتعال شرارة الحرب بين إسرائيل و«حماس» ع… تتمة »

عدد الزيارات: 154,098,003

عدد الزوار: 6,934,669

المتواجدون الآن: 75