"لو كنت لبنانياً لأقلقتني صورة الأسد ونجاد ونصرالله

"فيلتمان لـ"النهار": معلوماتنا عن سكود مصدرها أميركي ولا نزال ندرسها ولن نسمح لأي طرف باتخاذ إجراءات تؤدي إلى تفجير نزاعات

تاريخ الإضافة الأحد 25 نيسان 2010 - 6:24 ص    عدد الزيارات 3015    التعليقات 0    القسم دولية

        


واشنطن – من هشام ملحم:
صرح مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الأوسط السفير جيفري فيلتمان إن حكومته لن تسمح لأي طرف في منطقة الشرق الأوسط باتخاذ اجراءات مثل تزويد تنظيم مثل "حزب الله" اسلحة متطورة بينها صواريخ "سكود" او اي اجراءات "يمكن ان تؤدي الى سوء تقدير أو سوء حسابات" قد تفضي الى تفجير نزاعات خطيرة، "في منطقة مضطربة أصلاً وشهدت في السابق سوء حسابات أدت الى نزاعات وحروب وسفك للدماء". واضاف في مقابلة مع "النهار" انه "اذا كانت هذه التقارير صحيحة، فهذا يعني انها خطيرة جداً جداً، وعلينا أن ننظر في كل ما يمكننا ان نفعله لقلب To reverse او الغاء مثل هذا الاجراء".
وكان فيلتمان يوضح ما قاله في شهادته امام اللجنة الفرعية للشرق الاوسط الاربعاء من ان كل الخيارات مطروحة على الطاولة لقلب مثل هذا الاجراء اذا تبين ان سوريا قد زودت فعلاً "حزب الله" صواريخ ارض – ارض من طراز "سكود". وقال "نحن نريد صون الامن والسلام في المنطقة والتحرك في اتجاه السلام الشامل، واذا كانت هذه التقارير صحيحة، فانها تأخذنا في اتجاه مضطرب جداً".
وحين قلنا إن عبارة "كل الخيارات مطروحة على الطاولة" تعني عادة شمول الخيار العسكرين اكتفى بالجواب: "ما أقوله هو انه سيتوجب علينا التعامل مع مثل هذه الاجراءات على نحو جدي جداً، وأنا أتحدث عن قرارات اتخذها آخرون ويمكن ان تزج المنطقة في خطر".
وخلال المقابلة في مكتبه بوزارة الخارجية والذي استمر 50 دقيقة، نفى فيلتمان ما تردد في بعض الاوساط في بيروت من انه يعتزم زيارة لبنان قريباً، قائلاً: "ليست لدي اي خطط لزيارة بيروت قريباً".
وماذا عنى عندما قال في جلسة الاستماع من ان سوريا قد أخطأت في السابق ودفعت ثمناً لاخطائها، وما اذا كان يرى ان التقارير عن الاسلحة ترقى الى مستوى الأخطاء السورية السابقة؟ أجاب: "ما عنيته هو انه عندما يرتكب خطأ في مكان ما في منطقة الشرق الأوسط، من الصعب التنبؤ اين وكيف سينتهي. ولهذا علينا جميعنا أن نركز على تطبيق قرارات مجلس الأمن، واحترام سيادة الدول، والتوصل الى سلام شامل يشمل سوريا ولبنان، لأنك لا تستطيع ان تتنبأ عندما يحدث نزاع أن يبقى هذا النزاع محدوداً او عندما تبرز مشكلة صغيرة ان تبقى صغيرة. وعملية تزويد تنظيم ينشط خارج اطار الدولة في تلك المنطقة اسلحة يعتبر قضية كبيرة وليس قضية صغيرة".
وعن مكاملته الهاتفية مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم قبل الجلسة، قال إن البروتوكول الديبلوماسي يتعارض مع كشف مضمون مثل هذه الاتصالات الديبلوماسية و"السبب الوحيد الذي دفعني الى ذكر الاتصال الهاتفي بالوزير المعلم، وهو أمر لا أفعله عادة، هو أن الوزير المعلم نفسه طلب مني ان اقول لاعضاء اللجنة انه، اي الوزير المعلم، ينفي نفياً قاطعاً هذه التقارير". واضاف: "لقد وعدته بأن افعل ذلك، وكنت مديناً له بذلك، وهذا ما فعلته، على رغم أننا لا نناقش هذه الاتصالات الهاتفية علناً. وطبعاً ناقشت مع وزير الخارجية السوري قضايا اخرى أيضاً، لكنني احترم البروتوكول الديبلوماسي ولذلك لا استطيع التحدث عن مضمون المكالمة".
لكن النفي السوري لم يغير التقويم الاميركي. قال: "نحن قلقون من التقارير التي وصلتنا. القضية أوسع من ذلك بكثير. نحن قلقون من الترسانة العسكرية الموجودة لدى حزب الله وما تعنيه بالنسبة لاستقرار المنطقة، وما تعنيه بالنسبة الى سلطة القانون في لبنان وسلطة الدولة في لبنان... وعندما تستمع الى الامين العام لحزب الله حسن نصرالله، فانه يعترف او بالاحرى يتباهى Boast بأن لديه عشرات الآلاف من الصواريخ. لكن عشرات الآلاف من الصواريخ لم تصله من السماء بل جاءت من مكان محدد، وعندما تعبر هذه الاسلحة حدود لبنان، عندها ينتهك قرار مجلس الامن 1701. هذا القرار انهى نزاعا مؤلما جداً لم يكن ضروريا... واذا جاءت الاسلحة من ايران فانها تشكل انتهاكا للعقوبات المفروضة على ايران بموجب الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة. ولذلك فان المشكلة هي أكبر من التقارير الراهنة، انها مشكلة مستمرة نحن قلقون جدا في شأنها".
وكيف يمكنه ان يوفق بين ما يراه البعض تناقضا في الموقف الاميركي، أي عدم التأكيد القاطع لوصول صواريخ "سكود" الى "حزب الله" من جهة، والاحتجاج القوي، وكأن الصواريخ قد وصلت فعلاً من جهة اخرى؟ أجاب: "لا استطيع ان اقول اكثر مما قلته في شهادتي. لا نزال ندرس المعلومات المتوفرة لدينا. ووجدنا معلومات خلال هذه السنة مقلقة الى درجة دفعتنا الى إجراء عدة اتصالات مع السوريين في شأن هذه التقارير. لكنني لا استطيع ان اذهب ابعد مما ذهبت اليه في شهادتي".

 

الاجتماع الثلاثي

وعن الاجتماع الثلاثي في شباط الماضي في دمشق بين الرئيس السوري بشار الاسد والرئيس الايراني محمود احمدي نجاد ونصر الله والذي حظي باهتمام كبير خلال الجلسة من اعضاء اللجنة والذي وصفه فيلتمان بـ"الشنيع"، وعما عنته الصورة الثلاثية سياسيا ورمزيا، بدأ فيلتمان جوابه الطويل بقوله: "أولا نحن ملتزمون بقوة تطبيق سياسة الرئيس (باراك) اوباما بالتحاور مع سوريا. وسمعتني خلال الجلسة وانا اقدم دفاعا قويا عن اسباب اقتناعنا بضرورة التحدث مع السوريين والاستماع اليهم، ليس لان ذلك سيكون سهلا او ممتعا، بل لان ثمة خلافات جدية بين الولايات المتحدة وسوريا، وعلينا ان نرى ما اذا كان في الامكان احراز تقدم في شأن عدد كبير من المسائل. وهناك بعض القضايا التي ذكرتها في الجلسة التي أحرزنا فيها التقدم، ونحن نثمن الخطوات التي اتخذتها سوريا".
ثم تطرق الى الاجتماع الثلاثي فقال: "ولكن بالنسبة الينا نحن الذين ندعو بقوة الى التحاور مع سوريا، فان تلك الصورة وفرت السرد (الطرح) النقيض للتحاور counter narrative. تلك الصورة قالت لأولئك الذين يعتقدون انه يجب علينا ألا نتحاور مع سوريا، ان سوريا ليست جدية في سعيها الى تحسين العلاقات مع الولايات المتحدة. وعلى احد المستويات هناك مشكلة تكتيكية لنا نحن دعاة التحاور، بمعنى ان اؤلئك الذين يعتقدون اننا ساذجون قد وجدوا دليلا يستخدمونه ضدنا، وانت رأيت ذلك  في الجلسة، أي التاثير العميق لتلك الصورة على صانعي القرار في واشنطن".
 وأضاف: "وهناك أشياء أخرى رأيتها ايضا في تلك الصورة. أولا، يبدو ان هناك نمطاً ذكرته في الجلسة، وهو انه بعد كل زيارة يقو م بها مسؤول من الولايات المتحدة او من الغرب (لسوريا)، يقوم مسؤول ايراني بزيارة دمشق، او مسؤول سوري يقوم بزيارة طهران. لا اعلم ما الذي يعنيه هذا النمط، ولكنه يمكن ان يعني اشياء بالغة الاهمية".
وهنا انتقل الى مناقشة الصورة الثلاثية بأبعادها اللبنانية المعقدة، قائلا: "لكن هناك أمرا آخر في هذه الصورة. ولو كنت لبنانيا لكان ذلك مقلقا لي. حسن نصرالله ليس رئيس دولة. وبغض النظر عن الخلافات بيننا وبين الرئيسين الايراني والسوري، فهما رئيسان يمثلان دولتيهما، لكن هناك شخص ثالث في هذه الصورة يعامل كأنه رئيس دولة. وبالنسبة الى أولئك الناس وأنا منهم، الذين كان لهم شرف الخدمة او العيش في لبنان، فانه أمر مؤلم ان ترى ان حسن نصرالله يعامل كرئيس دولة. والامر يجعلني أتساءل: هل هناك تساؤلات جديدة في لبنان في أوساط أولئك المسيحيين الذين اعتقدوا ان توقيع اتفاق مع حزب الله سيحمي مصالحهم، وهم يرون الان ان الرئيس اللبناني، الرئيس الماروني في هذا السياق، قد تم تجاهله بينما هناك زعيم ميليشيا يعامل وكأنه  رئيس دولة؟".
وعن المكالمة الهاتفية التي أجراها مع المستشار السياسي لرئيس الوزراء اللبناني محمد شطح، والتي كانت مصادر اميركية قد قالت لـ"للنهار" انه ناقش فيها خطورة الوضع على لبنان اذا تأكدت التقارير عن الصواريخ وانه أبدى انزعاجه من تصريحات رئيس الوزراء سعد الحريري عن الصواريخ، قال فيلتمان انه اجرى الاتصال، لكنه امتنع عن التطرق الى مضمون الاتصال الديبلوماسي، او ما قاله للمستشار شطح. "ولكن في ما يتعلق بتصريحات رئيس الوزراء الحريري، دعني أقل ان المعلومات التي بنينا عليها قلقنا، والتقارير التي ندرسها الان والتحليل الاولي الذي وصلنا اليه، كلها معلومات اميركية من أولها الى آخرها".
ولاحظ أن "هناك عموما نزعة لبنانية ترى ان أي شيء سلبي يكون مصدره اسرائيليا. وانا أريد ان أقول ان المعلومات التي أزعجتنا والتي لا نزال ندرسها، هي معلومات مصدرها اميركي، وليست معلومات وصلتنا من طرف ثالث". وحين قلت له انني سمعت من مسؤولين آخرين ان تصريحات الحريري لم تكن مساعدة، رد فيلتمان: "لا اريد ان أعلق على ذلك".
    
 

السفير في دمشق

وهل ثمة قلق من احتمال تأخير مجلس الشيوخ او تعليقه المصادقة على تعيين روبرت فورد سفيرا في دمشق، أجاب: "نأمل في ان يصادق مجلس الشيوخ على تعيين السفير فورد في أسرع وقت ممكن. وكما قلت في الجلسة، انه بسبب مثل هذه المشاكل من الضروري ان يكون لنا سفير في دمشق. نحن نعلم ان الرئيس الاسد يتشاور مع الايرانيين ويتشاور مع حزب الله ويتخذ قرارات قد تكون لها مضاعفات بعيدة المدى في سوريا وما وراء سوريا. ونعتقد انه من المهم ان تتوافر لنا القدرة للتحاور مع السوريين كي يفهموا مواقفنا وما يقلقنا، وان يدركوا ما الذي يمكن ان تؤدي اليه قراراتهم بالنسبة الى علاقتهم معنا... انا لا اقول ان السوريين سيتخذون قراراتهم انطلاقا من علاقتهم بالولايات المتحدة فقط.
بالطبع هذا لن يحدث، لان الدول ذات السيادة تتخذ قراراتها وفقا لعوامل عدة. ولكن في هذا الوقت الذي يتخذ فيه الرئيس الاسد قراراته التي يمكن ان تعني الحرب او السلم في المنطقة، فانه يفعل ذلك من غير ان تتوافر لديه حقيقة المواقف الاميركية بشكل واضح ولا لبس فيه، من حيث المضاعفات الناتجة من قراراته. وآمل في ان يتحرك مجلس الشيوخ بسرعة للمصادقة على السفير فورد. وكما قلت في شهادتي فقد أحرزنا تقدماً مع السوريين بالنسبة الى الوضع في العراق، وفي ما يتعلق بأمن ديبلوماسيينا وموظفينا في دمشق، ونحن نقدر ذلك، واعتقد انه كان في الامكان تحقيق هذه الاشياء بسرعة اكثر لو كان لدينا سفير في دمشق".
وعن احتمال تأثير التقارير عن تسليح سوريا لـ"حزب الله" على حجم او طبيعة التعاون العسكري بين الولايات المتحدة والجيش اللبناني، قال: "نحن ملتزمون مواصلة برنامجنا لتسليح وتدريب القوات اللبنانية المسلحة، لاننا ملتزمون أمن لبنان. هذا هو الجواب القصير. نحن نرفض التخلي عن التزاماتنا للبنان، وهذا يعني ان لدينا مسؤوليات محددة حيال تسليح وتدريب القوات اللبنانية المسلحة، وانا اتوقع ان نستمر في تلقي ذلك الدعم من الكونغرس الضروري لتمويل المساعدات التي نقدمها للبنان، كجزء من التزام الحزبين في الكونغرس دعم سيادة لبنان واستقلاله".

 

لبنان والعقوبات على ايران

وعن الحملة الديبلوماسية الاستباقية التي تقوم بها ايران لاقناع الدول ذات العضوية غير الدائمة في مجلس الامن ومنها لبنان بالتصويت ضد مشروع القرار الذي ستتقدم به مجموعة الخمسة زائد واحد لفرض سلة عقوبات جديدة على طهران بسبب برنامجها النووي وهو ما سيفعله وزير الخارجية الايراني منوشهر متكي حين يزور بيروت قريبا، وما اذا كانت واشنطن قلقة من احتمال تصويت لبنان ضد القرار او امتناعه عن التصويت قال فيلتمان بكلمات محسوبة بدقة: "لقد اتخذ لبنان قرارا مهماً عندما قرر ان يرشح نفسه لمقعد في مجلس الامن. لبنان يتحمل دورا مهما في المساهمة في صون السلام والاستقرار العالميين، وانا اعلم ان اللبنانيين فخورون بالدور الذي يمكن ان يضطلعوا به في هذا المجال، وفي تطبيق ميثاق الامم المتحدة خلال وجودهم في مجلس الامن سنتين. لقد اقر مجلس الامن عددا من القرارات في شأن ايران خلال السنوات الاخيرة. ايران حتى الان لم تطبق تعهداتها الدولية سواء حيال معاهدة الحد من انتشار الاسلحة النووية، أم حيال الوكالة الدولية للطاقة النووية أم حيال مجلس الامن. واعتقد انه من المهم جداً ان يبقى مجلس الامن مؤسسة فعالة وذات صدقية تساهم في السلام والاستقرار العالميين... لذلك يبدو لي ان أي عضو في مجلس الامن يريد ان يضمن ان كل الدول في العالم يجب ان تدرك ان هناك عواقب عندما لا تنفذ التزاماتها وفقا لقرارات مجلس الامن. للبنان واللبنانيين تاريخ عالمي Cosmopolitan طويل وللبنانيين علاقات دولية متشعبة مع الولايات المتحدة ومع اوروبا وفي انحاء العالم، وانا واثق من ان اللبنانيين يدركون بشكل واضح جداً لماذا نحتاج الى السلم والاستقرار العالميين، اللذين يسمحان لهذه العلاقات العالمية بأن تبقى فعالة".
وانتهى الى القول: "كما قلت لبنان هو الذي اختار تحمل هذه المسؤولية في مجلس الامن. ولبنان يدرك ما هي واجباته عضواً في مجلس الامن وانا واثق من ان لبنان يتعامل مع هذه الواجبات بجدية كاملة، وانا مقتنع بأن لبنان ملتزم صون السلام والامن الاقليمي والدولي، ولبنان دفع ثمناً كبيراً للحروب في المنطقة، ولبنان لا يريد ان يرى حروبا اضافية بعد معاناته الحروب السابقة. ولدي ثقة بأن لبنان سيتخذ قراراته استنادا الى اهداف السلام والاستقرار العالميين".
 


المصدر: جريدة النهار

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,063,072

عدد الزوار: 6,750,838

المتواجدون الآن: 112