أخبار العراق.....خطط أميركا في العراق تعزز مخاوف قوى شيعية من تمرير حكومة الزرفي...تتباين بين الانسحاب تارة وإعادة الانتشار تارة أخرى....مصير الزرفي: ثلاثة سيناريوات تنتظر الحسم....فقراء العراق يزاولون أعمالهم رغم حظر التجول والمخاطر الصحية... 20 % من السكان يعانون شظف العيش....

تاريخ الإضافة الأربعاء 25 آذار 2020 - 5:23 ص    عدد الزيارات 1787    التعليقات 0    القسم عربية

        


خطط أميركا في العراق تعزز مخاوف قوى شيعية من تمرير حكومة الزرفي...تتباين بين الانسحاب تارة وإعادة الانتشار تارة أخرى...

الشرق الاوسط....بغداد: حمزة مصطفى..... رغم أن الكتل الشيعية الرافضة تمرير رئيس الوزراء العراقي المكلف عدنان الزرفي تدرك أنها تجاوزت حتى اللعب بالوقت بدل الضائع، فإنها لا تزال غير قادرة على حسم موقفها حياله سلباً أو إيجاباً. عزم الزرفي على المضي في تشكيل حكومته، بما في ذلك تشكيله فريقاً تفاوضياً يضم نواباً وشخصيات سياسية مؤثرة لم يكشف النقاب عن أسمائها، يضاعف من مخاوف مناوئيه في وقت دخل فيه عامل جديد عزز تلك المخاوف، متمثل فيما بدأت تنظر إليه تلك القوى على أنها مناورات أميركية بشأن الانسحاب مرة وإعادة الانتشار مرة أخرى. اللقاءات بين الكتل الشيعية الرافضة تمرير الزرفي لا تزال مستمرة، لكن دون التوصل إلى نتيجة بشأن ما إذا كانت على استعداد لمنحه فرصة مقابل ضمانات من جانبه، أو اللجوء إلى خيارات تبدو صعبة مثل ترشيح رؤساء جامعات لم يتم الاتفاق على أي منهم، أو محاولة البحث عن صيغة لإقالة رئيس الجمهورية برهم صالح الذي يحملونه مسؤولية ما حصل رغم علمهم بأن هذا الخيار شبه مستحيل. يأتي ذلك بالتزامن مع بدء ما عرفت بأنها بداية انسحاب أميركي من بعض القواعد العسكرية في العراق، قبل أن يتبين أن هذا الانسحاب يتراوح بين إعادة انتشار، وجزء من إجراءات حماية الجنود الأميركيين من فيروس «كورونا». وفي هذا السياق، أعلن التحالف الدولي عن قيامه بإجراء تعديلات في قواته في العراق. وقال بيان للتحالف أمس وبمناسبة الذكرى الأولى لهزيمة «داعش» الجغرافية إنه «قبل عام واحد قام التحالف الدولي بالتعاون مع شركائنا المحليين بتحرير آخر معقل متبقٍ لـ(داعش) في الباغوز (في سوريا) وسحق طموحاته الجغرافية التوسعية». وأضاف البيان: «اليوم، تحرَّر ما يقرب من 8 ملايين شخص من سيطرة (داعش) في العراق وسوريا، وقد عاد كثيرون إلى ديارهم لإعادة بناء حياتهم بفضل مساعدات التحالف المختلفة ودعمه عملية إعادة الاستقرار». وأكد التحالف الدولي أن «التقدم يسمح لحملتنا بإعادة هيكلة ما حققناه دون المساس بقدراتنا على تنفيذ مهمتنا، وفي الوقت الحالي، فإن التحديات غير المسبوقة التي فرضها وباء (كورونا) المنتشر، على الشعبين العراقي والسوري، وعلى مهمتنا، أدت إلى تعديلات مؤقتة لحماية قواتنا خلال هذه الفترة بالتنسيق الكامل مع السلطات العراقية». ولفت إلى أنه «وبينما نحتفل بهذا الحدث المهم خلال الحرب ضد (داعش)، فإن عمل التحالف الدولي لم ينته بعد؛ إذ لا يزال تنظيم (داعش) يشكل تهديداً كبيراً، وسيواصل التحالف الدولي جهوده الشاملة في العراق وسوريا، وعلى الصعيد العالمي، لمنع تحقيق طموحات (داعش) وأنشطة فروعه وشبكاته، حتى يتم إنجاز المهمة». إلى ذلك، دعا النائب عن كتلة «سائرون» رياض المسعودي الحكومة إلى موقف واضح من وجود القوات الأميركية في العراق. وقال المسعودي في تصريح صحافي إن «القصور في معالجة قضية وجود القوات الأجنبية كان من الحكومة الحالية والحكومات السابقة، التي لم تجرِ مباحثات بشكل واضح وبمستوى متقدم لإخراج تلك القوات». وأضاف: «نعتقد أن الحكومة العراقية ترى أن الوضع الداخلي الحالي ليس مناسباً لحوارات قوية ومطالب واضحة بهذا الشأن»، مشيراً إلى أن «عملية نصب معدات متطورة من منظومة (باتريوت) وإرسال (القوة المجوقلة 101)، رسالة واضحة بأن الولايات المتحدة تسعى لوجود عسكري في كردستان والمحافظات الغربية من البلاد». بدوره، أكد أستاذ الأمن الوطني رئيس «مركز أكد للدراسات الاستراتيجية والرؤى المستقبلية» الدكتور حسين علاوي، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «الوجود الأميركي في العراق يمر بتحول بسبب الوضع السياسي الانتقالي والأمني المتحول من حيث التهديدات الجديدة عبر صواريخ الـ(كاتيوشا) والطائرات المسيرة التي تسير من الجماعات المسلحة، والتي، على ما يبدو، ستقف القوات العراقية المشتركة بالضد منها وتحاول أن تحيدها أو تقبل المواجهة معها، لأن الحكومة العراقية ملتزمة بالتعهدات الدولية في إطار (اتفاقية الإطار الاستراتيجي) أو عضوية العراق في التحالف الدولي أو حلف الناتو والشراكة الجديدة». وأضاف علاوي أن «ما تسعى إليه قوات التحالف الدولي؛ إعادة تموضع والخروج من مراكز الارتباط الأمنية غير الضرورية لخدمة القوات العراقية المشتركة من حيث التدريب وتطوير الإمكانات والقدرات»، مشيرا إلى أن «هذا يتطلب انسحابها من بعض أماكن الارتباط المشتركة في القواعد العسكرية العراقية وتسليم المنشآت إلى القوات العراقية». وبيّن علاوي أن «هناك تفهماً أميركياً للتحديات التي تواجه العراق في الأمن والسياسة والاقتصاد، ولا بد من أن تقوم بمساعدته فنياً والتحول من الارتباط الصلب إلى المرحلة المرنة نتيجة ازدياد قدرات القوات المسلحة العراقية، ولذلك هي خرجت من قاعدة (القائم) العراقية، وقد تنسحب بعثتها من قاعدة (التقدم) العراقية، وربما يحدث في أماكن أخرى حيث تجري تفاهمات بهذا الشأن». في السياق نفسه، أكد الدكتور معتز محيي الدين، رئيس «المركز الجمهوري للدراسات السياسية»، لـ«الشرق الأوسط» أن «قيادة العمليات المشتركة أعلنت رسمياً تسلم معسكر القائم في المنطقة الحدودية مع سوريا، وهي عملية تأتي بعد موافقات مع الجانب الأميركي لجهة إعادة الانتشار والتموضع لقواتها التي هي حتى الآن غير محمية ضد الصواريخ التي دكّت أكثر من معسكر في بغداد أو مناطق أخرى في العراق»، مبيناً أن «المصادر تؤكد أن عملية إعادة الانتشار سوف تشمل أكثر من قاعدة عسكرية وعلى مراحل تنتهي أواخر شهر أبريل (نيسان) المقبل؛ حيث إن عديد القوة المنسحبة أكثر من 200 جندي، وسوف تكون وجهتها قاعدة (عين الأسد) الجوية، فضلاً عن أماكن أخرى في كركوك والسليمانية». وأوضح أنه «في مقابل ذلك؛ فإن الأميركيين أرادوا بهذا الانسحاب جس نبض القيادات السياسية العراقية التي أكدت إنها لا تزال تحتاج الوجود الأميركي لجهة أن خطر (داعش) لم ينته بعد في العراق، وبالتالي هي تتبنى مفهوماً جديداً هو إعادة تموضع هذه القوات وخروجها من محيط بغداد خصوصاً المعسكرات». ولفت محيي الدين إلى أن «أميركا أعطت رسالة مفادها بأنها تريد ضبط المنطقة الحدودية مع سوريا خوفاً من انتقال سلاح من إيران إلى لبنان وسوريا عبر الطريق البرية الرابطة بين العراق وهذه البلدان، خصوصا أن حكومة عادل عبد المهدي أكدت أكثر من مرة فتح منفذ القائم رغم عدم قبول الأميركيين، لأن هذا المنفذ قد يكون ذريعة لنقل أسلحة». وبشأن تأثير ذلك على العملية السياسية، وبالذات اختيار رئيس وزراء جديد، يقول محيي الدين إن «هذه المحاولات بدأت تثير شكوك الجهات الرافضة للوجود الأميركي في العراق، نظراً لما تعرفه عن رئيس الوزراء المكلف بأنه لا يؤيد خروجاً أميركياً من العراق دون ضوابط وسياقات يجب اتباعها بين الطرفين العراقي والأميركي؛ الأمر الذي أدى إلى استمرار ضغوط كثير من القوى الشيعية باتجاه الإسراع في إخراج الأميركيين دون قيد أو شرط، بعكس رؤية الزرفي والجهات التي ترى أن (داعش) لا يزال يحتاج إلى جهد دولي لهزيمته نهائياً».

فقراء العراق يزاولون أعمالهم رغم حظر التجول والمخاطر الصحية... 20 % من السكان يعانون شظف العيش

الشرق الاوسط....بغداد: فاضل النشمي.... تعيش فئات اجتماعية واسعة من العراقيين منذ سنوات ظروفاً معيشية صعبة، نتيجة البطالة وانعدام فرص العمل، وهي عوامل دفعت كثيراً من أبناء تلك الفئات إلى الانخراط بقوة في معظم المظاهرات الاحتجاجية التي خرجت في البلاد، خصوصاً الأخيرة منها التي انطلقت مطلع أكتوبر (تشرين الأول) الماضي وعلقت منذ بضعة أيام بسبب المخاوف من تفشي فيروس «كورونا». وبعد سنوات من المعاناة وشظف العيش، جاءت أزمة «كورونا» وما استتبعت من حظر للتجوال، لتلقي بمزيد من المتاعب والصعاب المعيشية على شرائح سكانية يقدر عددها بنحو 7 ملايين مواطن، استناداً إلى إحصاءات وزارة التخطيط العراقية. رغم المخاطر الصحية المحتملة وقرار حظر التجوال التي اتخذته السلطات العراقية لمواجهة مخاطر انتشار فيروس «كورونا»، فإن غالبية الأسواق الشعبية، خصوصاً في الأحياء الفقيرة ببغداد وباقي المحافظات، تشهد حركة بيع وشراء «شبه طبيعية». ويتجاهل معظم الباعة والمتبضعون الإرشادات الطبية المتعلقة بتلافي مخاطر الفيروس القاتل. ويؤكد عدد من الشهود لـ«الشرق الأوسط» أن غالبية الأسواق الشعبية في أحياء شرق بغداد الفقيرة عامرة بالباعة والمتسوقين ولم تتمكن السلطات من إغلاقها وفرض حظر التجوال عليها، الأمر الذي يثير مخاوف كثيرين من تصاعد عدد الإصابات بين صفوف المواطنين بفيروس «كورونا». ويقول بائع الخضراوات صلاح اللامي إن «الانقطاع عن العمل ليوم واحد يؤثر على أوضاعي المعيشية. لديّ زوجة و4 أطفال تتوجب عليّ إعالتهم وتلبية احتياجاتهم». ويضيف لـ«الشرق الأوسط» أن «الكَسَبة في العراق لا أحد يلتفت إليهم، وعليهم تدبير أمورهم مهما كانت المخاطر، كل موارد النفط وأموال الدولة من حصة الموظفين، ولا ينال الكَسَبة منها شيئاً، لذلك نحن مضطرون للخروج إلى العمل رغم المخاطر واحتمال إصابتي بالعدوى، لا نملك خيارات أخرى». وفي حين تجد الحكومة العراقية نفسها عاجزة عن تقديم ما يمكن أن يساعد تلك الفئات على تخطي الأزمة الراهنة، حذّر مدير «إدارة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى» في صندوق النقد الدولي، جهاد أزعور، أمس، من تأثيرات فيروس «كورونا» على اقتصادات دول كثيرة في الشرق الأوسط. وقال أزعور لوكالة «رويترز» إن «التحدي سيكون مروعاً بشكل خاص للدول الهشة والممزقة مثل العراق، والسودان، واليمن». بدوره، يقر المتحدث باسم وزارة التخطيط عبد الزهرة الهنداوي، بالظروف القاسية التي تواجه الشرائح الفقيرة في العراق هذه الأيام. ويقول في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن «نسبة الفقر في العراق 20 في المائة من مجموع السكان، وهي تعادل نحو 7 ملايين مواطن، يوجد معظمهم في المحافظات الجنوبية». ويتفق الهنداوي على أن «حالات الفقر الشديد دفعت ببعض الفئات إلى التمرد على قرار حظر التجول وعدم الاكتراث بمخاطر انتقال عدوى الفيروس». ويشير إلى أن «السلطات تناقش مجموعة من الإجراءات للتخفيف عن كاهل الفئات الفقيرة الذي تمثل 20 في المائة من عدد السكان، لكنها غير قادرة حتى الآن على اتخاذ الخطوات العملية في هذا الاتجاه، نظراً للمشكلات الاقتصادية التي تعاني منها البلاد». المصاعب المعيشية التي تعصف بالفئات الصغيرة، دفعت فعاليات اجتماعية ومدنية ودينية خلال الأيام الماضية، إلى إطلاق حملات لإيصال «سلة غذاء» متكاملة إلى العوائل الفقيرة في بغداد وبقية المحافظات. كما دفعت المناشدات والانتقادات الشعبية الموجهة إلى الأحزاب والكتل السياسية إلى مبادرة بعضها لتقديم العون في مواجهة خطر فيروس «كورونا» في العراق. وفي هذا الاتجاه، وجّه رئيس تيار «الحكمة» عمار الحكيم بوضع إمكانات تياره تحت تصرف وزارة الصحة في مواجهة «كورنا». وقال الحكيم في رسالته إلى وزير الصحة جعفر علاوي: «من أجل المساهمة الحقيقية في دعم جهود المخلصين المتفانين من ملاكات وزارتكم والوزارات والمؤسسات الساندة لدرء خطر هذا الوباء الداهم عن ربوع وطننا وأبناء شعبنا، نود أن نضع كل إمكانات وقاعات (تيار الحكمة) تحت تصرفكم في كل محافظات العراق حسب الحاجة».

مصير الزرفي: ثلاثة سيناريوات تنتظر الحسم

الاخبار....نور أيوب... مفاوضات إيجاد البديل، وفق أكثر من مصدر، «عُلّقت» منذ يومين تقريباً

في ظل مشهد مُحاط بأزمات مركّبة، تنحو تصاعداً يوماً بعد آخر، بات المشهد السياسي لبلاد الرافدين محكوماً بثلاثة «احتمالات» يُعمل على إنضاج واحد منها في الأيام القليلة المقبلة. يقضي الاحتمال الأوّل بتسهيل مهمّة تأليف حكومة المكلّف بالتأليف عدنان الزرفي، وتمريرها لاحقاً برلمانياً، فيما الثاني يدور في فلك «البحث عن بديل» للرجل، أما الثالث، فأقرب لأن يكون «نداءً» يدعو إلى الإبقاء على المستقيل عادل عبد المهدي ....

الأزمات التي تعصف اليوم ببلاد الرافدين، بمثابة سقوط مدينة الموصل بيد تنظيم «داعش» (حزيران/ يونيو 2014)، وتداعيات فشل مواجهتها واحتوائها ستكون كارثية، لأنها تطال «آخر أركان الدولة»: انقسام سياسي حاد يتّسع شرخه يومياً (أزمة سياسية)، وهبوط حادّ في الإيرادات النفطية مع هبوط أسعار النفط عالمياً (أزمة اقتصادية)، وتصاعد أعداد المصابين بفيروس «كورونا المستجدّ» (أزمة صحّية)، وسط تخوّف رسمي من أن يفتك الوباء بشريحة واسعة من المواطنين، لافتقاد البلاد البنية التحتيّة اللازمة للحدّ من انتشار الفيروس، من جهة، ورفض بعض الشرائح الاجتماعية الالتزام بالتوجيهات الرسمية من جهة أخرى. مشهد «لا يدعو إلى الاطمئنان أبداً»، بتعبير مصدر سياسي بارز، آملاً، في حديث إلى «الأخبار»، أن تحمل الأيام القليلة المقبلة «انفراجاً ما، يخفّف من احتقان مشهد آيل للانفجار». في هذا الإطار، يبرز إعلان «صندوق النقد الدولي» عن طلب مقدّم من 10 دول، بينها العراق، للحصول على دعم مالي لمواجهة تبعات فيروس «كورونا» على اقتصاداتها، في وقت نقلت فيه وكالة «رويترز» عن مسؤولين ومشرّعين عراقيين قولهم إن العراق «سيتخلّى عن معظم مشروعات التنمية والطاقة... وسيتّجه للاقتراض من الخارج لضمان قدرته على دفع رواتب موظّفي القطاع العام، وتسديد قيمة واردات الغذاء، مع استمرار هبوط أسعار النفط». حديث من شأنه أن يفاقم الأزمات أكثر، مع عجز الأحزاب والقوى السياسية عن الوصول إلى حلول لمواجهة التحدّيات، واتسام «الحلول» المقدّمة بـ«الكيدية»، وتصفية الحسابات الشخصية. يؤّكد مصدر سياسي مطّلع أن فرص نجاح المكلّف بتأليف الحكومة، عدنان الزرفي، وفشله، متساوية. ثمّة من يقول إن الزرفي أطلق عجلة التفاوض مع معظم الأحزاب والقوى، باستثناء «تحالف الفتح» (تكتّل برلماني يضم الكتل المؤيّدة لـ«الحشد الشعبي») بزعامة هادي العامري. ثمّة من يقول العكس؛ طيف واسع من «الفتح»، باستثناء العامري، يفاوض الزرفي على «حصّته» من «الكعكة الحكومية». في المقابل، تؤكّد مصادر بارزة في «تحالف البناء» (ائتلاف برلماني يضم العامري ونوري المالكي وفالح الفيّاض وخميس الخنجر، وآخرين...)، أن من «فاوض» الزرفي «فاوضه بشكل شخصي، والتحالف متمسّك بقراره الرافض للزرفي، والعمل جارٍ على ضبط هذه التصرّفات الشخصية». وتضيف مصادر «البناء»، في حديث إلى «الأخبار»، أن مصير الزرفي محكوم بـ«التوافق الرباعي»، أي: «الفتح»، و«دولة القانون» بزعامة المالكي، و«تحالف سائرون» المدعوم من زعيم «التيّار الصدري» مقتدى الصدر، و«كتلة الحكمة» المدعومة من زعيم «تيّار الحكمة الوطني» عمّار الحكيم.

قد يتحوّل الانقسام على دعم الزرفي إلى إجماع في الأيام القليلة المقبلة

ترسم مصادر سياسية متابعة «خارطة مواقف» هذه الكتل من الزرفي، موضحة أن «الفتح» و«القانون» في الجبهة الرافضة للزرفي، أمّا الصدر والحكيم فموقفهما ضبابي مقارنة بتصريحاتهم العلنية، وتفاهماتهما مع «المكلّف» البعيدة عن الأضواء. فالأوّل، يعرب عن دعمه المطلق للزرفي ومن كلّفه، أي رئيس الجمهورية برهم صالح. أما الثاني، فمعارضٌ له إن فشِل وداعم له إن نجح، راهناً موقفه بـ«تفاهم أركان البيت الشيعي»، ومحافظاً، في الوقت عينه، على علاقة طيّبة بصالح. أما «تحالف النصر» بزعامة رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي، فمتمسّك بالزرفي، في وقت تعارض فيه كتلتا «العقد الوطني» المدعومة من مستشار الأمن الوطني فالح الفيّاض، و«النهج الوطني» المدعومة من المرجع الديني محمد اليعقوبي، خيار الزرفي، من دون أن تقطع «علاقتها» معه، بتعبير المصادر عينها، في حين ترفض مصادر الفيّاض أي حديث مماثل، مشيرة إلى أنّ قرارها هو «رفض تمرير الزرفي». هذا الانقسام، وفق أكثر من مصدر، من شأنه أن يتحوّل إلى إجماع في الأيّام القليلة المقبلة، إن نجح الزرفي والأطراف المعارضون في الوصول إلى «تفاهمات»، إزاء الحقائب والمغانم أوّلاً، والبرنامج الحكومي ثانياً، و«شكل» علاقات العراق مع طهران وواشنطن ثالثاً. هنا، يؤكّد مصدر حكومي رفيع أن الأحزاب والقوى باتت «تخشى» الزرفي، الساعي في مفاوضاته معها إلى «تأمين رغباتها». المفارقة، بتعبير المصدر، أن «المكلّف» عليه أن يخشى الأطراف السياسيين، لكنّ حرص الأخيرة على «تأمين مصالحها» نقلها من «موقع القوي إلى موقع الضعيف». وبناءً عليه، حظوظ «تمريره» برلمانيّاً قد ترتفع «إن أجاد استثمار هذا الواقع». لا تستبعد مصادر «البناء» أن «تسهّل كتلُها مهمّة الزرفي، ولاحقاً تمريره برلمانيّاً»، راهنةً نجاح الرجل في «إنضاج تفاهمات تراعي خصوصيّات الجميع»، فـ«خلافنا ليس مع الزرفي، إنّما خلافنا مع صالح وآلية تكليفه». هذا التراجع «التكتيكي» يشي بأن «المواقف قابلة للتغيّر»، خاصّة أن «المكلّف» ماضٍ في استحقاق التأليف، رامياً نيل «الثقة» على البرلمان، وتحديداً النوّاب لا الكتل. ويقابل احتمال المضيّ بالزرفي البحثُ عن مخرج يحفظ ماء وجهه، لتبديله تالياً. مفاوضات إيجاد البديل، وفق أكثر من مصدر، «عُلّقت» منذ يومين تقريباً بعد تقديم الفريق «المعارض» للزرفي إلى الصدر، مجموعة خيارات أخرى من مديري الجامعات والكلّيات (أبرزهم منير السعدي، وعماد الحسيني)، لكنّه حتى أمس لم يلقَ ردّاً. عمليّاً، يخوض الزرفي أسبوعاً ساخناً يحسم مصيره كـ«حاكم لبغداد».



السابق

أخبار سوريا...شويغو يجري اختبار الكشف عن «كورونا» بعد لقائه الأسد....حظر تجول في سوريا بسبب كورونا.. شبح كورونا يهدد شمال شرق سوريا وسط نقص التجهيزات والمساعدات...وسوريا الديمقراطية تدعو لهدنة....شويغو نقل «رسائل حازمة» للأسد حول إدلب وشرق الفرات....درجات متفاوتة من القلق في «مناطق النفوذ» الثلاث في سوريا.....دعوة أممية إلى «وقف نار شامل» في سوريا لمواجهة «كورونا».....بيدرسن يبدي استعداده للعمل مع الحكومة والمعارضة والقوى الخارجية... ويناشد إطلاق المعتقلين...

التالي

أخبار اليمن ودول الخليج العربي...تدابير يمنية تستبق وصول الوباء وتحذير من تسبب إجراءات الحوثي بـ«كارثة».....الملك سلمان يترأس قمة استثنائية افتراضية لزعماء دول "G20" لبحث مكافحة أزمة كورونا...رئيس الحكومة الكويتية: أزمة «كورونا» ليس لها مدى زمني... البحرين تسجل وفاة مواطن... والإمارات ترصد 50 إصابة جديدة....اختراقات واسعة لقرار حظر التجول في الأردن من أجل التزود بالمؤن...


أخبار متعلّقة

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,056,293

عدد الزوار: 6,750,373

المتواجدون الآن: 101