أخبار وتقارير....نصر الله يكشف تفاصيل دور سليماني في لبنان والعراق....تحليل إخباري: هل يغامر إردوغان بعلاقته مع بوتين؟....«تجسّس» استخباري أميركي وألماني على أكثر من مئة بلد... عدو وحليف...قفزة هائلة في حصيلة ضحايا كورونا في الصين...شركة «نيسان» تطالب كارلوس غصن بـ91 مليون دولار..أفغانستان: نجاح اتفاق بين واشنطن و«طالبان» رهن وقف النار....75 عاماً على تدمير درسدن الألمانية....

تاريخ الإضافة الخميس 13 شباط 2020 - 5:07 ص    عدد الزيارات 2335    التعليقات 0    القسم دولية

        


نصر الله يكشف تفاصيل دور سليماني في لبنان والعراق..

الشرق الاوسط..لندن: عادل السالمي.. شرح أمين عام {حزب الله} اللبناني جوانب من العلاقات التي ربطت قواته بـ{الحرس الثوري} الإيراني في أعقاب الاجتياح الإسرائيلي للأراضي اللبنانية، قبل أن يتعرف علي قائد {فيلق القدس} قاسم سليماني في عام 1998. وكشف نصر الله، في حوار خاص مع التلفزيون الرسمي الإيراني، عن بدء العلاقة بين {الحرس} و{حزب الله} اللبناني بعد التوغل الإسرائيلي في الأراضي اللبنانية في 1982، مشيراً إلى أن قوات إيرانية مكوّنة من عناصر الجيش و{الحرس الثوري} دخلت الأراضي اللبنانية بأوامر من المرشد الإيراني الأول (الخميني). وأشار نصر الله إلى تغيير المهمة الدفاعية للقوات الإيرانية، بعد توقف الزحف الإسرائيلي، إلى مهمة {المساندة لتشكيل قوى مقاومة داخل للبنان للحرب ومواجهة إسرائيل}. وكشف عن بقاء قوات {الحرس الثوري} رغم عودة منتسبي الجيش بسبب ظروف الحرب التي كانت تواجه إيران في حرب الخليج الأولى.

اللقاء الأول في بيروت

وقال نصر الله إنه التقى سليماني أول مرة في لبنان بعد أمر من خامئني بتسميته قائدا للذراع الخارجي لـ{الحرس الثوري} في 1998. وصرح نصر الله بأنه لم يكن يعرف سليماني ولم يجمعهما لقاء قبل اجتماعهما في لبنان. ونقلت وكالات إيرانية عن نصر الله قوله {لم أكن أعرف (سليماني) لقد كان في جبهات الحرب أو في محافظات كرمان وبلوشستان... ولم نلتقيه في لقاءات جمعتنا بمسؤولين إيرانيين في طهران. لم يكن لدي معرفة مسبقة كان لقائنا الأول في بيروت}. ولفت نصر الله إلى أنه في اللقاء الأول علم بتعيين سليماني في قيادة قوات {فيلق القدس}، مشيراً إلى الحاضرين في الاجتماع من دون ذكر الأحياء، ومن بين هؤلاء مصطفى بدر الدين وعماد مغنية. وأضاف أن الاجتماع الأول {ترك انطباعا جيدا جدا وإيجابيا للتعاون}. ونفى نصر الله أن يكون تعيين عماد مغنية في قيادة الجناح العسكري لـ{حزب الله} على صلة بوصول سليماني إلى بيروت، موضحا أنه {تدبير داخلي} ومرتبط بـ{توسع أذرع حزب الله}. وردّاً على سؤال حول ما إذا كان قلقاً بشأن اجتماع سليماني صاحب الخبرة العسكرية مع عماد مغنية الذي كان خبرته تقتصر على المهام الأمنية، قال نصر الله إن قواته دخلت في حرب استنزاف حتى عام 2000، مما تطلب مراقبة أمنية. ومن جانب آخر قال إن {سليماني لم يكن قياديا عسكريا فحسب بل كان يفهم القضايا الأمنية بعمق وجدية، كان رجل أمن بكل ما في الكلمة من معنى}.

حرب 2006

وتابع نصر الله أن سليماني {لم يكن يعتمد على التقارير المكتوبة للقادة}. وقال في جزء آخر من تصريحاته إن سليماني ترك أكبر تأثير على حزب الله في السنوات الست الفاصلة بين انسحاب إسرائيل في عام 2000 إلى أول مواجهة بين حزب الله وإسرائيل في 2006، مشيرا إلى أنهما كانا يتوقعان اندلاع حرب مع إسرائيل خلال تلك السنوات. ونوّه نصر الله بأنهما لم يكونا يتوقعان توقيت الحرب بعد عام 2000، لكنه أشار، خلال تعليقه على سؤال حول بداية حصول {حزب الله} على الصواريخ، إلى تلك السنوات الذي ركز فيها سليماني على تسليح حزب الله، واصفاً توصُّل حزب الله للقدرات الصاروخية بـ{العملية المعقدة} و{الصعبة}. وقال إن سليماني أصر على التواجد مع حزب الله رغم قدرته على إدارة الحرب من سوريا أو إيران، مضيفا أن سليماني بقي مع مغنية طيلة الحرب. وخلال أيام الحرب أشار إلى تنقل سليماني بين بيروت وطهران، وبعد أسر جنديين إسرائيليين توجه قائد فيلق القدس إلى مشهد لحضور اجتماع للمسؤولين الإيرانيين برئاسة خامئني لبحث كيفية دعم حزب الله. وبحسب رواية نصر الله، دوّن سليماني مجريات اللقاء بخط يده ونقلها إلى نصرالله.

«الدعم الفكري»

وخلال اللقاء، علّق نصر الله على سؤال حول موقف سليماني من أحداث لبنان بعد اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري ومحاولات نزع أسلحة حزب الله والمحكمة الخاصة بالاغتيال. وأشار إلى تعدد الوجوه لدى سليماني، ووصفه بـ{أكبر محلل سياسي والمفكر السياسي}، لافتا إلى رصده لكل المنطقة. وقال {كان يقدم لنا الدعم الفكري. أي لم يكن يتدخل أو يملي رأيه. لم يفرض، كان يقول دائما أنتم أهل البلد وتعرفون تياراته أفضل وأكثر، لكن في أغلب الأوقات كان يريد الاطمئنان}. وعن دور {فيلق القدس} بعد فتوي المرجع الشيعي علي السيستاني، قال نصر الله إن سليماني توجه من العراق إلى مطار دمشق قبل أن ينتقل إلى الضاحية الجنوبية، موضحا في الوقت نفسه أن الفتوى جاءت بعد أيام قليلة من كمين استهدف سليماني ومرافقيه في العراق. وسرد نصر الله تفاصيل حوار دار بينه وبين سليماني الذي وصل منتصف الليل إلى بيروت وطلب من نصر الله تقديم 120 قياديا عسكريا حتى بزوغ الفجر. وقدم سليماني الحصول على قيادات ميدانية بدلا من مقاتلين، مشيرا إلى أنه الطلب الوحيد الذي تقدم به سليماني بعد 22 عاماً من الصداقة جمعت بينهما. وقال نصر الله إنه أجرى اتصالات بستين قياديا من {حزب الله} وطلب من بعض قيادات حزب الله في سوريا التوجه إلى مطار دمشق، موضحا أن سليماني اصطحب على طائرته عددا من قيادات {حزب الله}. وفي السياق، قال نصر الله أنه تعرّف على أبو مهدي المنهدس نائب قائد الحشد الشعبي الذي قتل مع سليماني بداية الشهر الماضي، في بداية تسعينات القرن الماضي في طهران. مشيراً إلى أن آخر لقاء جمعه بالمهندس كان قبل شهور من مقتله. كما تحدث قلق المهندس من {نهاية الحرب مع داعش ويبقى هو على قيد الحياة}. في جزء آخر، قال نصرالله إنه حذر سليماني من مخاطر التوجه إلى الخطوط الأمامية للقتال، بعد تداول تسجيلات وصور عبر شبكات التواصل الاجتماعي. وأوضح نصرالله خفايا صورة ثلاثية جمعته مع سليماني والمهندس على هامش اجتماع مطول في الضاحية الجنوبية بعد هزيمة داعش في العراق. وعن آخر لقاء جمعه مع سليماني، قال نصر الله إنهما عقدا اجتماعا امتد ما بين ست إلى سبع ساعات، الأربعاء قبل أن يقتل قائد فيلق القدس فجر الجمعة في بغداد . وكان نصر الله سأل مقرباً من سليماني الاثنين ماذا كان ينوي زيارة بيروت لكنه أخبره بنيته للتوجه إلى العراق، قبل أن يلتقيه صباح الأربعاء في بيروت. وكان قد وصل الثلاثاء إلى دمشق. ولفت نصر الله إلى استغرابه من زيارة سليماني لأنه كان منشغلا تلك الأيام بملف العراق. ومع ذلك شدد نصر الله على أنه لم يكن يطرح أي قضية إذ كان ينوي مجرد الزيارة. وقال {سأل عن بعض الاوضاع والنواقص. كان يساعد بشكل شهري في حل المشكلات لكن هذه المرة ساعد حل مشكل أربعة أشهر مرة واحدة} وقال إنه طمأنه بأن لا مشكلة في ذلك.

نبأ اغتيال سليماني

وعن لحظة تلقيه نبأ اغتيال سليماني، قال نصر الله إنه كان يلقي نظرة خاطفة على شاشة التلفزيون أثناء القراءة عندما قرأ خبرا عاجلا عن استهداف سيارة في مطار بغداد. وقال {لقد كانت الساعة 12 ليلا. عادة عندما أقرا أفتح التلفزيون من دون صوت لقراءة الأخبار العاجلة}، مشيرا إلى أنه قرأ خبراً عن سقوط صواريخ كاتيوشا في مطار بغداد. وأضاف: {قلت لنفسي إن الوضع في العراق متشنج، بعد قصف قواعد الحشد الشعبي وبعدها أحداث السفارة الأميركية. بعد لحظات قرأت خبرا عاجلا عن استهداف سيارة للحشد الشعبي على يد الأميركيين. لا أتذكر ربما كان الساعة الواحدة أو الواحدة والنصف ليلا. لأنني كنت أعرف أنه (سليماني) يتوجه تلك الليلة من دمشق إلى بغداد اتصلت فورا بالأخوة، لأن من كان يرافقه إلى مطار دمشق من فريق حمايتي}. وتابع أنه أجرى اتصالات بعدة أطراف إيرانية وعراقية وسورية لكنه تأكد بعد إعلان مقتل محمد رضا الجابري مسؤول تشريفات الحشد الشعبي العراقي الذي كان يستقبل سليماني عادة.

تحليل إخباري: هل يغامر إردوغان بعلاقته مع بوتين؟..

الشرق الاوسط...لندن: إبراهيم حميدي.... الخلاف السطحي بين موسكو وأنقرة، يتعلق بتفسير اتفاق سوتشي. لكن واقع الحال يكشف عن وجود مقاربتين، روسية حول النفوذ الإقليمي، وأخرى تركية تتعلق بالأمن القومي. ولا شك أن حدود الاختبار التركي لروسيا يعود إلى قرار الرئيس فلاديمير بوتين من جهة، وإمكانات الدعم التي يمكن أن تقدمها أميركا و«حلف شمال الأطلسي» (ناتو) إلى أنقرة. بعض تجليات اختلاف المقاربتين، أن الجيش التركي عزز قواته وكأنه يستعد لغزو سوريا ويشارك بشكل مباشر في دعم فصائل معارضة، والجيش الروسي يشارك بشكل مباشر في تقديم الدعم الجوي والبري لقوات الحكومة. أيضاً، مقتل 13 جندياً تركياً بقصف من الجيش السوري وعدم تدخل موسكو لردع دمشق. كانت روسيا أبرمت اتفاقات «خفض التصعيد» في أربع مناطق: غوطة دمشق، ريف حمص، وجنوب سوريا، وشمال غربها. توصلت موسكو إلى تفاهمات مع قوى إقليمية وأميركا كي تعود الحكومة إلى ثلاث من مناطق «خفض التصعيد» وترحيل معارضين إلى المنطقة الرابعة في ربيع 2018، ثم توصل الرئيسان فلاديمير بوتين ورجب طيب إردوغان إلى اتفاق سوتشي في سبتمبر (أيلول) 2018، كان يعتقد الجانب التركي أنه بالإمكان الوصول إلى تفاهمات رئاسية ومقايضات مناطقية سورية، والعلاقات الاستراتيجية الثنائية ستترك المجال كي يكون وضع إدلب مختلفاً، أو على الأقل سيكون هناك تفاهم حول الوضع النهائي في إدلب مع ربطه بالملف الكردي ومآلات الأزمة السورية. فوجئ الجانب التركي بإصرار موسكو على الانخراط في الفترة الأخيرة في دعم تقدم قوات الحكومة السورية شمال حماة، وجنوب شرقي إدلب، وجنوب غربي حلب، وتقديم طهران الدعم البشري لهذا الهجوم. أي قيادة وزارة الدفاع للموقف الروسي. وفوجئ الجانب الروسي بإصرار أنقرة على وضع حدود لتقدم القوات السورية حيث انها تربط إدلب بالأمن القومي ومخاطر تدفق اللاجئين والإرهاب. وذهب الطرفان يتبادلان الاتهامات بعدم تنفيذ بنود اتفاق سوتشي. أنقرة، تقول إن موسكو خرقت الاتفاق بأنها شاركت في العمليات العسكرية وتوغلت إلى ما وراء خطوط التماس التي عبرت عنها النقاط التركية الـ12، بحيث باتت ثلاث نقاط محاصرة ومعزولة. «الأخطر» بالنسبة لها، أن الجيش الروسي لم يمنع الجيش السوري من قتل الجنود الأتراك. موسكو، تقول إن أنقرة لم تنفذ بندين في اتفاق سوتشي يتعلقان بـ«فصل المعتدلين في المعارضة عن الإرهابيين وحل مشكلة (هيئة التحرير الشام)، إضافة إلى عدم فتح الطريقين الدوليتين بين دمشق وحلب وبين حلب واللاذقية». حاول الطرفان الوصول إلى استعادة تنفيذ اتفاق سوتشي. عقدت جلسات في أنقرة. تبادل الطرفان الاتهامات. موسكو أصرت على فتح الطريقين ووقف هجمات المسلحين على قاعدة حميميم ومناطق الحكومة وقواتها. أنقرة اصرت على عودة قوات الحكومة إلى النقاط السابقة للتماس، حتى أن الاتصال الهاتفي بين بوتين وإردوغان مساء أول من أمس، لم يصل إلى نتيجة. الاختراق الوحيد، كان أنهما اتفقا على عقد جلسة تفاوض جديدة في موسكو. حتى أن الهدنة الكلامية بين الطرفين، لم تصمد طويلاً. عاد إردوغان إلى التهديد بالرد على أي هجوم على جنوده. وضع أربعة خطوط حمراء: عودة قوات الحكومة السورية إلى خطوط سوتشي قبل نهاية الشهر، استخدام القوة التركية في تنفيذ ذلك بعد المهلة، تحييد الطائرات من قصف الأماكن السكنية المدنية في إدلب، الرد على أي استهداف لجنود أتراك بغارات أوسع من مصدر القصف. كما أن الكرملين تدخل للرد على إردوغان بتحميل أنقرة مسؤولية الهجمات، ثم تدخلت وزارة الدفاع بتحميل الجيش التركي «سوء الوضع». لا شك أن إردوغان يختبر بوتين. لكن القرار مرتبط بإمكان التحرك بعيداً من «ضوء أخضر» روسي. أيضاً، مرتبط بإمكانية الدعم القادم من واشنطن وحلف شمال الأطلسي (ناتو). وزير الدفاع التركي خلوصي أكار طلب من نظيره الأميركي مارك إسبر في بروكسل «تقديم أميركا وحلف الناتو مساهمات ملموسة أكثر حول التطورات في إدلب». الرد الأميركي جاء في شكل غير مباشر من مستشار الأمن القومي روبرت أوبراين، الذي قال إنه «من المستبعد أن تتدخل أميركا عسكرياً في إدلب، وأن واشنطن ليست ملزمة بحل المشاكل القائمة في تلك المنطقة». وزاد: «واشنطن ليست في وضعية تلزمها وقف الفاعليات السيئة للنظام وروسيا وإيران»، مشيراً إلى «عدم وجود شيء سحري لإنهاء الوضع السيئ في إدلب». وقال مسؤول غربي إنه من المستبعد تفعيل المادة 5 من ميثاق «ناتو» في دفاع الدول الأعضاء عن بعضها بعضاً؛، إذ إن مقتل الجنود الأتراك حصل في سوريا وليس في تركيا. عليه، بات مستقبل إدلب رهن الحدود التي سيذهب بها إردوغان واستعداد بوتين للمغامرة بعلاقة مع «شهر العسل» بدولة عضو في «ناتو»، وعمق الدعم الأميركي وما إذا كان سيقتصر على كلمات المبعوث جيمس جيفري عن الدعم باللغة التركية لدى وصوله إلى أنقرة مساء أول من أمس. جولة المفاوضات المقبلة، ستكون اختباراً ما بين «الطلاق» الروسي - التركي او صوغ نسخة جديدة من اتفاق سوتشي... بانتظار جولة جديدة!..

«تجسّس» استخباري أميركي وألماني على أكثر من مئة بلد... عدو وحليف

الراي....استخدمت الاستخبارات الأميركية والألمانية على مدى سنوات، تجهيزات تابعة لشركة سويسرية متخصصة في تشفير الاتصالات، كانتا تملكانها سراً، للتجسس على أكثر من مئة بلد عدو وحليف. وكشف تحقيق مطوّل أعدّته «واشنطن بوست» بالتعاون مع التلفزيون الألماني «زد دي اف» ومحطة الإذاعة والتلفزيون السويسرية «اس ار اف»، ونشرته الصحيفة الأميركية، الثلاثاء، أن وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إي) اشترت في عام 1970 شركة التشفير «كريبتو إيه جي» في إطار «شراكة سرية للغاية» مع جهاز الاستخبارات الألماني «بي ان دي» عن طريق شركات مسجّلة في دول تعد ملاذات ضريبية. وكانت «كريبتو إيه جي» تربّعت بعد الحرب العالمية الثانية على عرش قطاع بيع تجهيزات التشفير المحمولة، وقد باعت تجهيزات بـ«ملايين الدولارات» لأكثر من 120 بلداً. وأبقي على تشفير التجهيزات التي بيعت إلى حلفاء الولايات المتحدة، أما ما عداها فكان العملاء الأميركيون قادرين على فك تشفيرها. وعمدت وكالتا الاستخبارات إلى «التلاعب بتجهيزات الشركة بغية فك الرموز التي كانت البلدان (الزبائن) تستخدمها في توجيه رسائلها المشفّرة». وتمكّنتا بهذه الطريقة من مراقبة أزمة احتجاز الرهائن في السفارة الأميركية في طهران في العام 1979، وتزويد بريطانيا معلومات عن الجيش الأرجنتيني إبان حرب (المالوين/‏‏‏فوكلاند)، ومتابعة حملات الاغتيال في أميركا اللاتينية، وفق «واشنطن بوست». وأتاحت هذه الآلية لـ«سي آي إي» امتلاك دليل على تورّط ليبيا في اعتداء استهدف في العام 1986 ملهى ليلياً في برلين الغربية أسفر عن مقتل جنديين أميركيين. وجاء في تقرير للوكالة المركزية يعود للعام 2004، اطّلع عليه معدّو التحقيق، أن العملية المسماة «تيزوروس» ومن ثم «روبيكون»، كانت «ضربة القرن» على صعيد العمل الاستخباري. وأورد أن «الحكومات الأجنبية كانت تدفع مبالغ كبيرة للولايات المتحدة وألمانيا الغربية لقاء امتياز (التشفير لكنّها كانت في الواقع تدفع لقاء) اطّلاع دولتين أجنبيتين على الأقل (وأحياناً ما يصل إلى خمس أو ست دول) على اتصالاتها الأكثر سرية»، في إشارة إلى تحالفها مع الاستخبارات البريطانية والأسترالية والكندية والنيوزيلندية. واعتباراً من 1970 باتت «سي آي إي» ووكالة الأمن القومي «تراقبان عمليا كل عمليات كريبتو»، وتتخذان القرارات المتعلقة بالتوظيف والتكنولوجيا والتلاعب بالخوارزميات واستهداف المشترين، وفق «واشنطن بوست». لكن البرنامج لم يتح التجسس على خصوم رئيسيين للولايات المتحدة ولا سيما الاتحاد السوفياتي السابق والصين، لعدم تعاملهما مع «كريبتو». وفي 1993 باعت «بي ان دي» حصتها في «كريبتو» لتخوّفها من عدم اكتفاء واشنطن بالتجسس على خصومها وانسحاب هذا الأمر على حلفائها. ولاحقا أتاح التقدم الذي تحقق في مجال التشفير للوكالة المركزية الأميركية التخلي في 2018 عن الشركة. وبعد بيع الشركة انقسمت إلى وحدتين الأولى تعمل لمصلحة الحكومة السويسرية، والثانية مكلفة العمليات التجارية الدولية. ورداً على سؤال لـ«فرانس برس»، أكدت «سي آي إي» أنها «على علم» بهذا التحقيق من دون الإدلاء بأي تعليق رسمي حول عملياتها. من جهته، أكد المنسّق السابق للاستخبارات الألمانية برند شميدباور للتلفزيون «زد دي اف»، أن «روبيكون» كانت بالفعل عملية استخبارية، مشيراً إلى أنها ساهمت في «جعل العالم أكثر أمناً». واعتبرت الشركة السويدية «كريبتو إنترناشونال» التي اشترت «كريبتو إيه جي»، أن التحقيق «يثير القلق»، نافية وجود «أي رابط مع وكالة الاستخبارات الأميركية وجهاز الاستخبارات الألماني». والثلاثاء، أبلغت السلطات السويسرية «فرانس برس» بأنها بدأت «استقصاء» حول الأمر في 15 يناير الماضي. وعلّقت برن في ديسمبر، رخصة عامة للاستيراد كانت منحتها للشركتين اللتين ورثتا «كريبتو إيه جي» وذلك «بانتظار تقديم الإيضاحات اللازمة».

قمران روسيان يتعقّبان قمر تجسس أميركياً

اتهمت واشنطن، قمرين اصطناعيين روسيين بتعقب قمر أميركي مخصص للتجسس، في ما وصفته بأنه «سلوك مقلق»، ما استدعى رداً حذراً من موسكو. وأكد نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، الثلاثاء، تلقيه رسالة من واشنطن، مشيراً إلى أن «موسكو سترد بعد دراستها». وأضاف: «في ما يخص مناورات هذه الأجسام في الفضاء، هذه ممارسات تقوم بها العديد من الدول». أما الجنرال جون ريموند، قائد القوة الفضائية الأميركية الجديدة، فقال في مقابلة مع مجلة «تايم»، إن القمرين الروسيين شرعا بالقيام بمناورات باتجاه القمر الأميركي بعد وقت قصير من إطلاقهما في مدارهما في نوفمبر الماضي، إلى درجة أنهما اقتربا على مسافة 100 ميل (160 كيلومتراً) منه. وأضاف: «نحن نعتبر هذا السلوك غير عادي ومقلق»، لافتاً إلى أن هذا السلوك «يمتلك إمكانية خلق موقف خطير في الفضاء». وكان ريموند أصدر في وقت سابق بياناً قال فيه إن الأقمار الروسية «تتصرف على غرار مجموعة أخرى من الأقمار التي أطلقتها روسيا عام 2017، ووصفتها الحكومة الروسية حينذاك بأنها أقمار التحري». وتعد القوة الفضائية الأميركية التي أنشئت في ديسمبر القوة الرسمية السادسة للولايات المتحدة بعد الجيش والقوات الجوية والبحرية ومشاة البحرية وخفر السواحل.

قفزة هائلة في حصيلة ضحايا كورونا في الصين

الراي...الكاتب:(أ ف ب) .. قفز عدد الوفيات وحالات الإصابة الناجمة عن فيروس كورونا المستجد في الصين اليوم الخميس بشكل كبير مع تسجيل 242 حالة وفاة في يوم واحد في مقاطعة هوبي إضافة الى 15 ألف إصابة. وبعد إعلان السلطات عن الأرقام الجديدة، بلغ عدد المتوفين 1.355 شخصا على الأقل والمصابين نحو 60 الفا. وفي تحديثها اليومي، أكدت لجنة الصحة في مقاطعة هوبي حدوث 14.840 إصابة جديدة في هذه المقاطعة في وسط الصين التي شكلت البؤرة التي بدأ منها انتشار الفيروس. وتأتي هذه القفزة في الحصيلة مع إعلان مسؤولين محليين إعادة تغيير طريقة تشخيص حالات الإصابة بفيروس «كوفيد-19». وفي بيان قالت لجنة الصحة في هوبي إنها ستضم من الآن فصاعدا الى سجل الإصابات الرسمية حالات تم «تشخيصها عياديا». وهذا يعني أن صور الرئتين في حالات محتملة يمكن اعتبارها كافية لتشخيص الإصابة بالفيروس، بدلا من فحوص الحمض النووي. وأضافت أن التصنيف الجديد شمل 13.332 حالة إصابة وأكثر بقليل من نصف حصيلة الوفيات الجديدة. وأشارت لجنة الصحة في هوبي الى أن هذا التغيير يعني أنه بات بإمكان المرضى الحصول على علاج «في أسرع وقت ممكن»، كما أنه يجعل التصنيف «متوافقا» مع تصنيفات مستخدمة في مقاطعات أخرى. وقالت إنها قامت بهذا التغيير «مع تعمق فهمنا لمرض الالتهاب الرئوي الناجم عن فيروس كورونا المستجد، ومع تراكم خبراتنا في التشخيص والعلاج».

شركة «نيسان» تطالب كارلوس غصن بـ91 مليون دولار

طوكيو: «الشرق الأوسط»... أعلنت شركة «نيسان» أمس (الأربعاء) أنها رفعت دعوى أمام محكمة مدنية في اليابان للمطالبة بعشرة مليارات ين (91 مليون دولار) كعطل وضرر من مديرها السابق كارلوس غصن الذي يقاضي هو أيضاً مجموعة صناعة السيارات اليابانية بتهمة فسخ عقده.ونقلت وكالة «الصحافة الفرنسية» عن مجموعة صناعة السيارات اليابانية أن الدعوى تهدف إلى استعادة «قسم كبير» من الخسائر التي تقول إن غصن سببها خلال سنوات من «سوء الإدارة وأنشطة الاحتيال» التي قام بها. ويواجه رجل الأعمال البالغ 65 عاماً اتهامات بمخالفات مالية في اليابان لكنه فر إلى لبنان قبل مثوله أمام المحكمة. وينفي غصن ارتكاب أي مخالفة. وتتهم الدعوى غصن بـ«استخدام عقاراته السكنية في الخارج من دون دفع إيجار، والاستخدام الشخصي لطائرات تابعة للشركة والقيام بمدفوعات لشقيقاته ولمحاميه الشخصي في لبنان». وقالت إن المبلغ الذي تطالب به قد يرتفع كما ستسعى الشركة لمقاضاة غصن بتهمة الإدلاء «بتصريحات لا أساس لها والافتراء» في المؤتمر الصحافي الذي عقده في لبنان. وكان غصن يواجه المحاكمة في اليابان بتهم عدة من بينها عدم التصريح عن 85 مليون دولار من إجمالي دخله. ويعتقد غصن أن «نيسان» انقلبت عليه لأن المديرين التنفيذيين فيها يشعرون بالقلق إزاء مساعيه لدمج الشركة مع شركة «رينو» الفرنسية، وهي الطرف الثالث في التحالف مع شركة «ميتسوبيشي». ويطالب كارلوس غصن من جهته شركتي «نيسان» و«ميتسوبيشي» بـ15 مليون يورو كتعويضات عن فسخ عقده، وذلك عبر إجراء في هولندا حيث عقدت الجلسة الأولى الاثنين في هذه القضية. وقال أشخاص مقربون منه إن المحامين المدافعين عنه سيردون في الوقت المناسب على دعوى الشركة.

أفغانستان: نجاح اتفاق بين واشنطن و«طالبان» رهن وقف النار

أشرف غني أكد إحراز «تقدم ملموس»... و«ناتو» شدد على التزام الحركة خفض العنف

كابل: «الشرق الأوسط»... بدت الولايات المتحدة و«طالبان»، أمس، أقرب إلى التوصل لاتفاق حول انسحاب القوات الأميركية في أفغانستان، مع تأكيد الرئيس الأفغاني أشرف غني إحراز «تقدم ملموس» في المفاوضات لحلّ النزاع وإعلان مسؤول في «طالبان» أن خفضاً للعنف قد يتحقق في الأيام المقبلة. وتتفاوض «طالبان» مع واشنطن حول انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان مقابل ضمانات أمنية وخفض للعنف وإطلاق حوار داخلي أفغاني منذ أكثر من عام، في محاولة لإنهاء أطول حرب خارجية خاضتها الولايات المتحدة. وأعلن غني تلقيه اتصالاً من وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، مساء الثلاثاء، لإبلاغه بتطورات المفاوضات بين واشنطن و«طالبان» الجارية في الدوحة، كما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية. وذكر الرئيس الأفغاني في تغريدة: «اليوم، كان لي شرف تلقي اتصال من مايك بومبيو أبلغني فيه عن إحراز تقدم ملموس في مفاوضات السلام الجارية مع (طالبان)». وأضاف: «أبلغني وزير الخارجية بمقترح (طالبان) الهادف إلى خفض العنف بمستوى ملحوظ ودائم»، معرباً عن سعادته بـ«تطور جدير بالترحيب». من جهته، قال مسؤول في «طالبان» من أفغانستان، للوكالة الفرنسية، إن الحركة مستعدة لتقليص هجماتها. وأوضح: «إذا تم توقيع اتفاق، ستبدأ (طالبان) بخفض العنف الجمعة»، مضيفاً أن العمل جارٍ لضبط الجماعات المنشقة عن الحركة. وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، نقلاً عن مصادر أفغانية وأميركية، أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، وافق الاثنين، على اتفاق مع «طالبان»، لكن وفق شروط. ورفض الرئيس ترمب في اللحظة الأخيرة توقيع اتفاق مع «طالبان» في سبتمبر (أيلول)، بعد هجوم أدى إلى مقتل جندي أميركي. وأوضحت الصحيفة أن ترمب لن يعطي موافقة نهائية على الاتفاق إلا إذا التزمت «طالبان» بخفض العنف «لمدة سبعة أيام في وقت لاحق هذا الشهر». وقال مصدر «طالبان» في باكستان من جهته، إن الحركة وافقت على المقترح، مضيفاً أن ذلك سيكون بمثابة وقف لإطلاق النار لكن لن تُطلق عليه هذه التسمية على خلفية عدة «تعقيدات». وسيسمح وقف لإطلاق النار بحكم الأمر الواقع للأميركيين بالبدء في سحب الآلاف من قواتهم المتمركزة في أفغانستان، والتي يبلغ عددها حالياً بين 12 و13 ألفاً. من جهته، رحّب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ، أمس، بالتقدم نحو التوصل إلى اتفاق بين الولايات المتحدة و«طالبان» في أفغانستان، إلا أنه أكد ضرورة أن تخفض الحركة المسلحة هجماتها. وصرح ستولتنبرغ لدى وصوله إلى اجتماع وزراء دفاع دول «ناتو» الذي سيناقش مهمة الحلف للتدريب والدعم في أفغانستان اليوم: «نرحب بأي خطوة يمكن أن تؤدي إلى خفض العنف». إلا أن التقدم لا يزال هشاً، إذ وقع هجوم انتحاري دامٍ في كابل، أول من أمس (الثلاثاء)، أكد التهديد المستمر للعنف، وقال ستولتنبرغ إن على حركة «طالبان» الوفاء بوعودها. وأضاف: «على (طالبان) أن تُظهر إرادة حقيقية وقدرة على خفض العنف، لإتاحة المجال لأي تقدم نحو التوصل إلى حل سلمي دائم ومستدام في أفغانستان...»... ولم يشهد النزاع الأفغاني الذي بدأ عام 2001 مع الغزو الأميركي وقفاً لإطلاق النار إلا مرة واحدة في السابق عام 2018 خلال عيد الفطر. تشارك حينها مواطنون أفغان المثلجات مع مقاتلي «طالبان» والتقطوا معهم الصور، لكن العنف استؤنف بعد ذلك. رغم المفاوضات الجارية بين الولايات المتحدة وأفغانستان، لا تزال الحرب مستمرة، فيما بلغت المواجهات مستوى قياسياً في الربع الأخير من عام 2019، وفق تقرير لجهاز مراقبة حكومي أميركي. ويشكّك الأفغان الذين يعيشون في مخيم للاجئين في باكستان بإمكان أن يؤدي أي اتفاق إلى سلام حقيقي. وحذر اللاجئ هزرت حسين البالغ من العمر 60 عاماً، من أن البلاد قد تغرق من جديد في حرب أهلية إذا انسحب الأميركيون منها، كما حصل مع انسحاب الاتحاد السوفياتي عام 1989. وقال للوكالة الفرنسية من المخيم الواقع على تخوم مدينة بيشاور الشمالية الغربية، إن «الناس يخشون التقاتل الداخلي والحرب من جديد».ومطلع فبراير (شباط)، أكد الرئيس الأميركي من جديد رغبته في سحب القوات الأميركية من أفغانستان. وأعلن: «ليس دورنا أن نؤدي عمل أجهزة حفظ النظام في دول أخرى».

75 عاماً على تدمير درسدن الألمانية... ما تعرضت له المدينة بين تعاطف المحبين وموضوعية المؤرخين

درِسدن: «الشرق الأوسط».... تستخدم الترجمة الإنجليزية لعبارة «مثل درسدن»، في الدول المتحدثة بالإنجليزية كمرادف للنيران الكارثية ذات القدرة التدميرية الهائلة. في فبراير (شباط) 1945، عايش الكاتب الأميركي كورت فونيغوت، بصفته أسير حرب، الغارات الجوية التي شنتها قوات الحلفاء على المدينة. ووصف في كتابه «المذبح 5» أن المدينة «أصبحت مضاءة مثل القمر»، بسبب النيران. الشاعر الألماني جرهارت هاوبتمان، قدم وصفا دقيقا يعبر به عما حل بالمدينة من دمار في نهاية الحرب العالمية الثانية، حيث قال: «من نسي البكاء يستطيع أن يتعلمه مرة أخرى عند مشاهدة زوال درسدن». بدأ البريطانيون مساء يوم 13 فبراير 1945، هجومهم على المدينة التي ظلت حتى ذلك التاريخ بمنأى تماما عن أحداث الحرب. وبعد يومين من الغارات الجوية الليلية المتواصلة لسلاح الجو الملكي البريطاني، واصل الأميركيون غاراتهم نهارا في 14 فبراير، ثم 15 من الشهر نفسه. وقتل خلال هذه الغارات ما يصل إلى 25 ألف شخص. وأحرقت العاصفة النارية ما يقرب من 25 ألف منزل، وحولت منطقة وسط المدينة إلى ساحة مقفرة. وبمناسبة الذكرى السنوية لتدمير درسدن، التقى عمدة المدينة، دِيرك هيلبرت، بتلاميذ في الصف الأول الثانوي لإحدى مدارس المدينة، وذلك قبل أيام من الذكرى السنوية للتدمير. وتحدث معهم عن تلك الأيام التي شهدتها درسدن قبل 75 عاما، وساد الوجوم وجوه التلاميذ، بداية الأمر، ولكن ليس لأن حديث عمدة المدينة تطرق إلى أبعاد عمليات التدمير الجوي، فهم لا يعرفون كثيرا عن هذا الأمر. وذكر شاب أن جديه لم يتحدثا أبدا عن هذه الفترة، فرد هيلبرت عليه بالقول إن الشهود على هذا التدمير ماتوا واحدا تلو الآخر. وتساءل أحد التلاميذ: «إذا كان حدث مثل هذا قد وقع قبل وقت طويل، فكيف يمكن توثيق ذكراه؟»، وذلك لأنه ومنذ أن بدأ المتطرفون اليمينيون إساءة استخدام هذا التاريخ لأغراضهم، أصبحت المدينة تناضل من أجل الوصول للشكل الصحيح لإحياء الذكرى. هناك منذ وقت طويل حرب خلافية على تفسير الأحداث التي تعرضت لها درسدن. تدور هذه الأحداث حول أعداد الضحايا، والغارات المزعومة التي تعرضت لها المدينة من قبل طائرات تحلق على ارتفاع منخفض، وكذلك حول ما إذا كان الحلفاء في درسدن قد ارتكبوا جريمة حرب بشأن المدينة، وهناك خبراء في القانون الدولي يجيبون عن هذا السؤال بنعم، ولكن لا بد من تزويد هذه الإجابة بـ«لكن» كبيرة، حسبما يرى المؤرخ ينزن فينر، مشيرا إلى أنه لا يمكن رؤية درسدن بمعزل عن سياق الحرب. ويرى المؤرخ، كما جاء في تحقيق الوكالة الألمانية بالمناسبة، أنه إذا اعتبرت درسدن جريمة حرب، فإن ذلك ينسحب أيضا على الكثير من الغارات الجوية الأخرى التي وقعت في الحرب العالمية الثانية، سواء من الجانب الألماني أو من جانب قوات الحلفاء. وحرص الجهاز الإعلامي النازي نفسه على المسارعة بإحاطة درسدن بسيل من الأساطير. فبينما تحدثت السلطات المعنية في ألمانيا آنذاك عن انتشال جثث 18000 إلى 25000 ضحية، وهو ما أكدته لجنة من المؤرخين بالفعل عام 2010، أضاف النظام النازي، كدليل على ارتكاب الحلفاء جريمة حرب، صفرا إلى هذا الرقم، «وفي النهاية وجهت الخارجية الألمانية في مارس (آذار) 1945، بعثاتها في الدول المحايدة، لاستخدام ما يصل إلى 200000، عند الحديث عن أعداد الضحايا»، حسبما جاء في التقرير الذي انتهت إليه لجنة المؤرخين. ولا يزال هذا الرقم حتى اليوم حقيقة بالنسبة للمتطرفين اليمينيين، وكأن عدد 25000 لم يكن سيئا بالقدر الكافي. ويقول عمدة المدينة، هيلبرت: «بالنسبة لنا فإن حقيقة أننا نفرح لكوننا قبلة يقصدها السائحون، هي كارثة في حد ذاتها». وظف النازيون الغارات الجوية على درسدن بالفعل، وواصلت ألمانيا الشيوعية هذا التوظيف. وفعلا استخدمت القيادة السياسية في ألمانيا الشرقية هذا التاريخ كدليل على «الإرهاب الأنجلو أميركي»، حسبما يوضح المؤرخ الألماني يوهانيس شوتس. ويقول شوتس إن النظر لهذه الغارات لم يصبح أكثر دقة إلا في التسعينات من القرن الماضي، حيث قال رئيس الحزب الشيوعي، ورئيس جمهورية ألمانيا الديمقراطية، أريش هونيكر، لدى إعادة افتتاح دار أوبرا زِمبر، أوبرا درسدن، في 13 فبراير 1985، إن الحرب التي اندلعت من برلين عادت آنذاك إلى درسدن. واستقرت خلال السنوات الماضية، الرؤية النقدية لأسطورة «المدينة البريئة»، حيث دأب خبراء معنيون على التشكيك في براءة المدينة، ورأوا أنه كانت هناك أسباب للقصف الذي تعرضت له المدينة، وذلك لأن درسدن لم تكن آنذاك قلعة للنازيين فحسب، بل كانت أيضا ملتقى طرق مهم، ومركزا لمصانع الأسلحة. «ففي درسدن كانت تصنع الأسلحة من أجل الحرب، وكان النظام يجبر العمال على العمل القسري في المعسكرات الحربية، كل ذلك لم يكن يحدث بشكل متخف أو سرا، كان ظاهرا للجميع»، حسب هِلما أورستس، التي كانت عمدة درسدن قبل هيلبرت، مضيفة أن درسدن كانت تتحمل وزرا.



السابق

أخبار مصر وإفريقيا....مصر «جاهزة» لتدريب دول الساحل على مواجهة الإرهاب....رؤساء أركان الساحل الأفريقي يناقشون مقترح «قوة مكافحة الإرهاب»....البرهان: لا أحد فوق القانون وسنتعاون مع الجنائية الدولية....مجلس الأمن الدولي يوافق على مشروع القرار البريطاني حول ليبيا...وزراء خارجية ودفاع روسيا وإيطاليا يبحثون الوضع في ليبيا الأسبوع المقبل....واشنطن تحذر مؤججي الصراع في ليبيا من «تداعيات وخيمة»...الفخفاخ يقدم غداً حصيلة مشاورات تشكيل الحكومة إلى الرئيس التونسي...

التالي

أخبار لبنان....صندوق النقد يشترط تخفيض قيمة الليرة لإبرام اتفاق!.... تجاذبات ومخاوف ترجئ خيارات الإجتماعات المالية.. وقرار كيدي ضد المستقبل في الإتصالات....تعميم جديد من مصرف لبنان: تخفيض الفوائد لا يشمل القروض!....السلطة تُقونِن "الكابيتال كونترول".. الحريري 2020... "سعد vs العهد"....جبهة الزعيترية - سد البوشرية عصيّ وحجارة ورصاص وكثير من فائض القوّة....ذكرى اغتيال الحريري اليوم تختزل «اختلالات» 15 عاماً في الواقع اللبناني...موفد فرنسي في بيروت للتحضير لتنفيذ مقررات «سيدر»..

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,062,787

عدد الزوار: 6,750,821

المتواجدون الآن: 102