أخبار لبنان.......عودة: نأسف لأن مدبري شعبنا لا يأبهون إلا لخلاص أنفسهم وتدفئة كراسيهم...تلاسن حاد بين «المستقبل» و«الوطني الحر»....لبنان المَسْكون بالكوابيس السود «استسلم» للعاصفة البيضاء...عون: انتظرنا الحريري 100 يوم فكان كمَن يلعب بزهرة «المارغريت»......الراعي يدعو إلى دعم دياب وتأليف حكومة «لإنقاذ لبنان»....توجه لإلغاء وزارات في الحكومة اللبنانية.. اقتراح بتولي بعض الوزراء أكثر من حقيبة...

تاريخ الإضافة الخميس 26 كانون الأول 2019 - 3:29 ص    عدد الزيارات 2227    التعليقات 0    القسم محلية

        


لبنان: الحركة الاستهلاكية تراجعت بنسبة 80% ...

القبس...محرر الشؤون الدولية - في موسم الأعياد انعكس الوضع الاقتصادي المتردي في لبنان بشكل واضح على تراجع كبير في حركة القطاع السياحي وقدرته على تحريك العجلة الاقتصادية، واشار نائب رئيس جمعية تجار بيروت جهاد التنير إلى أنه «هذه السنة أسوأ فترة أعياد مرّت في تاريخ لبنان، والحركة الاستهلاكية تراجعت حوالي 80 في المئة بالمقارنة مع العام الفائت، مضيفاً ان الإقبال فقط على بعض المواد الغذائية ارتفع، لكن بنسبة طفيفة جدّاً لإعداد سفرة العيد». موضحا أن ارتفاع الإقبال على المتاجر أو المجمعات التجارية لا تتخلله نسبة شراء مرتفعة، والناس يزورون هذه الأماكن للتسلية والترفيه، أما المشتريات فتقتصر بأغلبها على بعض المأكولات. في المقابل، استعاد عيد الميلاد في قاموس المتظاهرين معناه الأساسي، حيث برزت المبادرات الإنسانية في ظل الأزمة المعيشية والاقتصادية ورفع عدد من أصحاب الدكاكين والأفران، في عدد من مناطق لبنان، لافتات تدعو المحتاجين لأخذ ما يحتاجون.

البهجة المفقودة

واستفاق اللبنانيون في عيد الميلاد امس على مشهد غير مسبوق، وردد كثيرون منهم بيت الشعر الشهير للمتنبي «عيد بأية حال عدت يا عيد»، والذي يعبر عن واقع الحال، حيث غابت بهجة العيد بسبب الأزمة الاقتصادية والسياسية العاصفة التي طغت على العاصفة الجوية «لولو»، التي وصلت امس محملة بالثلوج، فيما تقاذف المسؤولون في الحكم رسائل معايدة من العيار الثقيل، بعد أن رسم رئيس الحكومة المستقيل سعد الحريري معالم مرحلة «المواجهة المفتوحة» مع عهد الرئيس ميشال عون، وبشكل أوضح مع صهره وزير الخارجية جبران باسيل، الذي جزم الحريري بأنه «لن يتعاون معه مطلقاً بعد اليوم... إن لم يعتدل»، معتبراً أن فريق الرئيس «يتعامل مع الدستور والقانون على أنه وجهة نظر». وبدلا من ان يأتي الرد على الحريري من قبل الوزير جبران باسيل، تكفل الرئيس عون بذلك، مؤكدا ان الحكومة «ستكون من اختصاصيين، وعلى ان من يؤلفها ليس الوزير جبران باسيل، كما يقال، بل من يجب ان يؤلفوها، كما انها لن تكون حكومة حزب الله كما يشيع الاعلام الغربي، بل حكومة جميع اللبنانيين بمن فيهم حزب الله». معتبراً ان «ما يحدد لونها هو التأليف». وتعليقا على كلام الحريري ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية بأن الحكومة هي حكومة باسيل قال عون: «افترضوا جبران باسيل أليس له الحق، أليس نائبا ورئيس اكبر تكتل؟ لكن في الواقع لا ليس هو من يؤلفها، بل من يجب ان يؤلفوها».

نزق الصهر.. والمارغريت

كلام عون لم ينزل برداً وسلاما على تيار المستقبل، الذي استنفر آلته السياسية للرد على ما وصفه خرق جديد للدستور، حيث انه بعد اتفاق الطائف أصبح تأليف الحكومة صلاحية مشتركة بين رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء ولا دور لأي رئيس حزب أو رئيس كتلة نيابية مهما عظم حجمها وبلغ عددها في التأليف، بل ينحصر دور الكتل في تسمية الرئيس ومنح حكومته الثقة. وحول ذلك غرّد عضو المكتب السياسي في تيار المستقبل مصطفى علوش عبر «تويتر» قائلا: «بعد كلام رئيس الجمهورية يبدو ان كل محاولات حماية الرئاسة من نزق الصهر فشلت وكل ما نرجوه هو الرحمة للبنان من كيد الشرير وطمعه في ابتلاع كل شيء وحرمان اللبنانيين من الخير والأمل. تصبحون على وطن». بدورها، ردت النائب رولا الطبش عبر «تويتر»، على كلام عون وكتبت: «هل سألت نفسك يوماً عن الجدوى من تقديم مصلحة الصهر على مصلحة البلد؟ وهل ان الدستور ينص على ربط تأخير تشكيل الحكومات بصهر الجنرال؟ وهل ان اصرارك على حكومة تكنو سياسية بوجود جبران هو الذي عطل الاستشارات ام اصرار الرئيس الحريري على تشكيل حكومة اختصاصيين؟». وتابعت الطبش: «الدستور ليس زهرة مارغريت يا فخامة الرئيس، ورقة لجبران وورقة لجريصاتي». من جانبه، اعتبر النائب سامي فتفت أن القول انّ جبران باسيل يحق له أن يكون شريكاً بتأليف الحكومة لأنه رئيس أكبر كتلة نيابية، هو طعنة دستورية جديدة للعهد، ويخالف أصول تشكيل الحكومات. وأسف أن يصدر هذا الموقف عن رئيس الجمهورية المؤتمن على تطبيق الدستور، الا اذا اختار رئيس الجمهورية تجيير صلاحياته للآخرين.

دياب: لحكومة متجانسة

في المقابل، هنأ رئيس الحكومة المكلف حسان دياب بعيد الميلاد عبر تويتر قائلاً: «على أمل أن يبدّد الميلاد هواجس اللبنانيين وأن تكون ولادة الحلول لأزمات لبنان قريبة جداً»، في حين نقل وفد من ملتقى «عطاء وحوار بلا حدود»، عنه «التزامه الكامل بالمطالب التي ترفعها الانتفاضة»، محدداً «خصائص للحكومة بمعايير توحي بالثقة لجهة أن تكون حكومة مصغرة متجانسة من اختصاصيين مستقلين وغير حزبيين، خصوصا في الوزارات الحساسة، بعيدة عن التجاذبات والفئوية السياسية والحزبية، مع إعطاء حيز كبير وواسع لمشاركة ​الشباب​ والمرأة».

حزب الله يسهل

النائب عن حزب الله عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» حسن فضل الله، قال في احتفال شعبي ان البلاد دخلت مرحلة جديدة عنوانها التأليف بعد التكليف، ولا بد من السعي لتشكيل حكومة قادرة ومنتجة، ونحن من جهتنا نسعى لتوفير مناخ مساعد يسهم في تشكيل الحكومة. وقال فضل الله «إن تشكيل الحكومة له مسار دستوري لا أحد يستطيع تجاوزه، يوجد ممران، الأول أن يتفاهم الرئيس المكلف مع رئيس الجمهورية لإصدار مرسوم التشكيل، والثاني الحصول على أغلبية نيابية تمنح الحكومة الثقة، ولعبور هذين المعبرين يحتاج الرئيس المكلف إلى تفاهمات وتوافقات من أجل أن يشكل هذه الحكومة وأن يكون لها برنامج إصلاحي وطنيا قابلا للتطبيق. إلى ذلك، وفي حين دعا البطريرك الماروني بشارة الراعي في عظة الميلاد لدعم رئيس الحكومة المكلف قائلا ان الوقت ليس لحسابات شخصية أو مذهبية أو سياسية، ابدى متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عودة اسفه لأن رعاة البلد لا يتمثلون بالسيد المسيح وبدلا من نشر الدفء في قلوب المواطنين، وإعطائهم أدنى حقوقهم، نجدهم يهتمون فقط بتدفئة كراسيهم التي يخافون فقدانها.

عودة: نأسف لأن مدبري شعبنا لا يأبهون إلا لخلاص أنفسهم وتدفئة كراسيهم..

الجمهورية....ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عودة خدمة قداس الميلاد في كاتدرائية القديس جاورجيوس. بعد قراءة الإنجيل المقدس ألقى عظة قال فيها: "وطننا، لن يولد من جديد دون المرور بمخاض عسير وآلام صعبة. لكننا نأسف لأن رعاة هذا البلد لا يتمثلون بآدم الجديد، الملك المولود في التواضع والصمت. نجدهم يفضلون التمثل بآدم الأول، الذي أسقطته كبرياؤه في موت الخطيئة، فجر العالم كله معه. رأينا مسيحنا قد غسل أرجل تلاميذه ومات من أجلهم موت العار على الصليب، لكي يرفعهم من آلامهم، لكن مدبري شعبنا لا يأبهون إلا لخلاص أنفسهم، وبدلا من نشر الدفء في قلوب المواطنين، وإعطائهم أدنى حقوقهم، نجدهم يهتمون فقط بتدفئة كراسيهم، عروشهم، التي يخافون فقدانها. وبدلا من بث الطمأنينة يبثون الخوف والهلع من انهيارات إقتصادية وإجتماعية ومالية. بدلا من تحملهم مسؤولياتهم، يؤلبون الشعب على الكنيسة ليطالبوها بما هو واجب الدولة. هنا لا بد من الإشارة إلى أن الكنيسة لا أحد يعلمها ما يجب أن تفعل سوى ربها يسوع المسيح، وهي تقوم بما طلبه الرب وتعمل بحسب وصيته القائلة: "أما أنت فمتى صنعت صدقة فلا تعرف شمالك ما تفعل يميك" (متى 6: 3)". وأضاف: "القلوب اللحمية أصبحت عملة نادرة في بلادنا، وجميعنا نقف مشدوهين أمام مشاهد الصنمية المستشرية. فالقلوب أقسى من الصخر، وإستعباد المواطنين من أجل الوصول إلى مبتغى الزعماء لا حد له. وإن لم يذعن المواطن يهدد بمصدر رزقه أو لقمة عيشه أو مستقبل أبنائه. أما مفهوم الوحدة في الجسد اللبناني الواحد فغريب عن عاداتنا. كل عضو من هذا الجسد يظن أنه الأفضل، وأن الجسد لا يحيا من دونه، بينما يمكنه العيش من دون الأعضاء الأخرى. مبدأ "الأنا" متجذر في كياننا، ومن أجل المصلحة الخاصة يضحى بالوطن. نبذوا المحبة، أساس الوحدة، نبذوا الله الواحد، ونصبوا أنفسهم آلهة مكانه. فهل من أحد سيتمثل بالمسيح الذي صلب لأنه أحب؟ هل من يضحي بنفسه من أجل الخير العام؟"

لبنان المَسْكون بالكوابيس السود «استسلم» للعاصفة البيضاء...عون: انتظرنا الحريري 100 يوم فكان كمَن يلعب بزهرة «المارغريت»....

الكاتب:بيروت - «الراي» .... تُخَيِّمُ على استراحة أعياد الميلاد ورأس السنة في بيروت، أجواء مأسوية لم تعرفها البلاد في عزّ أزمات وحروب سابقة... فالمأزق السياسي الذي أصاب السلطة بتصدّعات قاسية مع انفجار الصراع بين اللاعبين المحليين وما ينطوي عليه من أبعاد إقليمية يشي بأن تشكيل الحكومة الجديدة، الملتبسة الهوية، لن يكون «نزهةً»، والصداعُ الاجتماعي - المعيشي يزداد استفحالاً على وهج الانهيار المالي - الاقتصادي وما يرافقه من أرقام مخيفة عن البطالة والفقر والعوز، أما «الثورة البيضاء» التي أصابها الخفوت في شهرها الثالث، فمرشَّحة لاندفاعةٍ جديدة مع انكشاف مناورةِ السلطة في معاودة إنتاج حكومة بمعايير قديمة. ورغم «البساط الأبيض» الذي حملتْه «لولو»، وهي أول عاصفة فعلية يشهدها لبنان هذه السنة، فقد شكلت «السودوية» العلامةَ الفارقة التي طبعتْ يوميات اللبنانيين في موسم الأعياد مع تَزايُد المخاوف من ملاقاة الـ2020 بأوضاع أكثر كارثية في ظل توالي التحذيرات من مجاعة، وإطلاق برامج مناطقية للتحوّط والتهافت على تخزين السلع الضرورية، وسط توقّعاتٍ بلجوء المصارف إلى تقنينٍ أكثر شراسة لسحوباتِ المودعين والعجز المحتمل عن تأمين استيراد الدولة للمواد الإستراتيجية، في وقت تتزايد مؤشرات أن السلطة تمضي وكأنها في «لا لا لاند» وتمارس اللعبة السياسية «وفق المعتاد» وتتباطأ في اجتراح الحلول رغم اشتراط الدول المانحة قيام حكومة تلتزم «إصلاحات هادفة ومستدامة وتعمل على تنفيذها» للإفراج عن أي مساعدات للبنان كتلك التي أقرّها مؤتمر «سيدر» وسواها. ورغم «المهادَنة المبدئية» التي قابَل بها الداخل والخارج على السواء تكليف الأكثرية البرلمانية (تحالف فريق رئيس الجمهورية ميشال عون والثنائي الشيعي، أي «حزب الله» وحركة «أمل») حسان دياب تشكيل الحكومة الجديدة، فإن الوقائع تؤشر إلى تضاؤل إمكان ولادتها في وقت قريب، وسط ملامح معارضة آخذة بالتبلور من شأنها تصعيب عملية الإفراج الوشيك عنها، خصوصاً مع تَزايُد انكشاف «العامل الإقليمي» الحاضر في المَقاعد الخلفية للصراع بين أطراف الائتلاف الحاكم ومع الشارع المتمرّد منذ أكثر من شهرين.

فالأوساط السياسية التي ترجّح احتمال بروز مصاعب تؤخر تشكيل الحكومة، رأتْ أنه رغم طابع «اللون الواحد» الذي جاء بدياب، فإن تَمايُزاتٍ برزت بعد تكليفه تناولت طبيعة الحكومة ومكوّناتها، ولعل الأبرز في هذا السياق:

سعي فريق عون (التيار الوطني الحر برئاسة الوزير جبران باسيل) إلى قيام حكومة اختصاصيين (تكنوقراط) تعيّنهم القوى السياسية التي جاءت برئيسها من خارج نادي رؤساء الحكومات وعبر لعب ورقة الأكثرية في البرلمان.

حرص «الثنائي الشيعي» على نزْع «اللون الواحد» عن تشكيلةٍ سيتم التعاطي معها على أنها «حكومة مواجهة»، وذلك عبر إقناع القوى التي لم تسمّ دياب بالمشاركة في الحكومة لتأمين «شبكة أمان» لها، أو الذهاب إلى صيغة تكنو - سياسية لضمان استمرار تمثيل «حزب الله» ذات المغزى الإستراتيجي في الحكومة.

محاولة الرئيس المكلف حماية «مجازفته» عبر إعلان رغبته بتشكيل حكومة اختصاصيين مستقلين لأن من شأن ذلك الحد من اعتراض بيئته السنية «الناقمة» وكسْب ودّ المجتمع الدولي الذي حدد مواصفات الحكومة التي يمكن أن تكون شريكة للدول المانحة والمؤسسات الدولية.

هذه التباينات المبكرة بين الأطراف التي أعلنت «أبوّتها» لدياب وحكومته المحتملة عكستْ إرباكاً من شأنه إفقاد هذا التطور زخمه واستهلاك الفرصة التي أعطيت له، وتالياً تَزايُد مَظاهر الاعتراض التي يشكلها استنكاف قوى سياسية عن المشاركة مثل «تيار المستقبل» و«القوات اللبنانية» و«الحزب التقدمي الاشتراكي». ولم تكن المواقف الحاسمة التي أعلنها رئيس الحكومة المستقيل زعيم «تيار المستقبل» سعد الحريري الذي رأى أن الحكومة التي يتم تشكيلها ستكون «حكومة جبران باسيل» سوى مؤشر على المهمة الصعبة التي تنتظر دياب الذي يجد نفسه محاصَراً وسط معركة قاسية لها أثمان ثقيلة بين عون وفريقه من جهة والزعيم السني الأبرز، أي الحريري. وجاء الكلام الذي أطْلقه عون أمس من بكركي قبيل مشاركته في قداس الميلاد برئاسة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ليكرّس هذا المناخ الاستقطابي الحاد، إذ أجاب الرئيس حين سئل عن رأيه بما يقال عن أن الميثاقية في لبنان بخطر جراء التكليف الذي حصل والذي لا يحظى بالغطاء السني: «انتظرنا (الحريري) مئة يوم ولم يحلّ المشكلة، أريد ولا أريد كمَن يلعب بزهرة المارغريت، الحكومة لا تؤلَّف هكذا». وردّ على كلام الحريري عن أن الحكومة التي تشكّل هي حكومة باسيل فضلاًَ عن عتب زعيم «المستقبل» على العهد الذي يتصرّف، برأيه، وكأن شيئاً لم يحصل في البلد، قائلاً: «افترِضوا جبران باسيل، أليس له الحق، أليس نائباً ورئيس أكبر تكتل؟ لكن في الواقع ليس هو مَن يؤلفها، بل مَن يجب أن يؤلفوها». وأمل عون، الذي عاد وتلقى اتصال تهنئة بالميلاد من الحريري، أن «تكون الحكومة العتيدة عيدية رأس السنة للبنانيين»، رافضاً الكلام عن حكومة اللون الواحد فـ «اللون ليس بالتكليف، بل ان ما يحدد اللون هو التأليف»، ومعتبراً أن الحديث عن حكومة «حزب الله» هو «خطأ، فالحكومة هي حكومة جميع اللبنانيين بمن فيهم حزب الله»، ومعلناً رداً على سؤال عما إذا كان ما زال على رأيه بأن تكون الحكومة تكنوسياسية «أعتقد لا، أعتقد ستكون من اختصاصيين». وفي موازاة ذلك، وبعد ملامح تحييد الحريري، الثنائي الشيعي عن المآل الذي بلغه الملف الحكومي وأفضى إلى عزوفه عن إكمال السباق الى رئاسة الوزراء، لفتت أمس إشارة سلبية ضمنية من «حزب الله» برسْم زعيم «المستقبل» عبّر عنها النائب حسن فضل الله الذي أعلن «هناك الآن فرصة للإنقاذ ندعو جميع المخلصين الى الاستفادة منها، وعدم تضييعها بمحاولة حصار الرئيس المكلف ورفض التعاون معه، فاستنزاف الوقت بالعرقلة والتعطيل وفرض الشروط التعجيزية والتنصل من المسؤولية الوطنية واستخدام الخطاب التحريضي المذهبي والطائفي، ومحاولات تهديد السلم الأهلي والاستقرار، يزيد من قلق اللبنانيين وهواجسهم على مستقبلهم، وكأنه لا يكفيهم القلق على أمنهم من خلال قطع الطرق والتحريض والشتائم». ووسط هذا المناخ، تمنى دياب في تغريدة عايد فيها اللبنانيين بالميلاد «أن تكون ولادة الحلول لأزمات لبنان قريبة جداً»، فيما كان زوار ينقلون عنه تمسكه «بحكومة مصغرة متجانسة من اختصاصيين مستقلين وغير حزبيين وخصوصاً في الوزارات الحساسة».

الراعي يدعو إلى دعم دياب وتأليف حكومة «لإنقاذ لبنان»

بيروت: «الشرق الأوسط»... أعرب البطريرك الماروني بشارة الراعي عن أمله بأن تشكل حكومة لبنانية من شخصيات وطنية واختصاصيين «لإنقاذ لبنان»، مؤكداً «أهمية دعم رئيس الحكومة المكلف». وشدد على أن «الوقت ليس لحسابات شخصية أو مذهبية أو سياسية، فيما مركب الوطن في حالة الغرق». وتوجه الراعي إلى رئيس الجمهورية ميشال عون الذي شارك في قداس أعياد الميلاد، قائلاً: «فخامة الرئيس، نحن وكل الشعب اللبناني نعرف همومكم وأولها تأليف حكومة جديدة استثنائية لظرف استثنائي، تكون حكومة إنقاذ مؤلفة من شخصيات وطنية معروفة باختصاصاتها وكفاءاتها وقدراتها، بحيث تتمكن من وضع البلاد على طريق الخلاص الاقتصادي والمالي والاجتماعي». وأضاف: «أنتم تدرون أكثر من غيركم إلى أي حال بلغت أوضاعنا في هذه القطاعات، وكيف تتراجع الدولة وكأنها في مسيرة تفكك، وكيف تُذل حياة المواطنين يوماً بعد يوم». وقال إن «السلام لا يتعايش مع الجوع والبطالة والحرمان والظلم، ولا مع المناكفات والعداوات والانقسامات، ومع اللااستقرار السياسي والمالي والاقتصادي، ولا مع السعي إلى المصالح الخاصة على حساب الصالح العام». وشدد على أن «الوقت ليس لحسابات شخصية أو مذهبية أو سياسية، فيما مركب الوطن في حالة الغرق»، مؤكداً أنه «يجب وضع خير الأمة والشعب فوق كل اعتبار، والتعالي عن المصالح الخاصة. ويجب دعم رئيس الحكومة المكلف من أجل تشكيلها وفقاً لتحديات لبنان وانتظارات الشعب اللبناني الذي ما زال يعبر عنها منذ سبعين يوماً بانتفاضة - ثورة في جميع المناطق اللبنانية، وبحركة عفوية، للدلالة على أن الوجع مشترك والصوت واحد على تنوع المذاهب والانتماءات». وذكّر عون بأن الانتفاضة الشعبية «كان مطلبها الأول في سلسلة المطالب التي رفعت إلى فخامتكم: تشكيلا سريعا لحكومة انتقالية إنقاذية من الاختصاصيين المستقلين، تتمتع بصلاحيات استثنائية. إليكم، كرئيس للبلاد وقائد لسفينة الوطن، يتطلع اللبنانيون، من أجل نجاحها والوصول بها إلى ميناء الأمان».

توجه لإلغاء وزارات في الحكومة اللبنانية.. اقتراح بتولي بعض الوزراء أكثر من حقيبة... ودعوات للتخلص من «الإعلام»

الشرق الاوسط....بيروت: بولا أسطيح... ينتظر اللبنانيون أن تقترن مواقف ووعود رئيس الحكومة المكلف حسان دياب، بتشكيل حكومة مصغرة بخطوات عملية، فيشهدوا ولادة مجلس وزراء مصغراً بعدما اعتادوا على مر السنوات الماضية الحكومات الثلاثينية الفضفاضة. وبما أن الحكومة وفق المواقف المعلنة من المرجّح أن تكون من المتخصصين غير السياسيين، فإن ذلك من شأنه أن يساعد دياب على تقليص عدد الوزارات الذي كان يتم رفعه لتأمين التمثيل اللازم للكتل السياسية تبعاً لأحجامها في مجلس النواب. ويرى الوزير السابق الخبير القانوني والدستوري زياد بارود، أن «المطلوب التخلي عن كل وزارات الدولة التي تبدو غير مجدية في المرحلة الحالية والتي كان يتم اللجوء إليها لتأمين التمثيل السياسي للفرقاء الممثلين في الحكومة من منطلق أن فعالية وزير الدولة في عملية التصويت داخل مجلس الوزراء لا تقل بشيء عن فعالية أي وزير آخر يحمل حقيبة سواء كانت أساسية أو ثانوية». وأوضح بارود لـ«الشرق الأوسط» أنه «بخلاف ما يحصل في لبنان، يتم في فرنسا اختيار وزير الدولة تبعاً لخبراته الكبيرة والمتراكمة»، لافتاً إلى «إمكانية أن يتخلى رئيس الحكومة المكلف عن معظم وزراء الدولة باستثناء وزير الدولة لشؤون التنمية الإدارية الذي بات أقرب إلى وزير يحمل حقيبة نظراً إلى المشاريع التي يتولى إدارتها سواء بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي أو الأمم المتحدة وغيرهما». وتضم حكومة تصريف الأعمال الحالية 7 وزراء دولة، وهو رقم غير مسبوق منذ سنوات، وهم: وزير دولة لشؤون التجارة الخارجية، ووزير دولة لشؤون التمكين الاقتصادي للنساء والشباب، ووزير دولة لشؤون تكنولوجيا المعلومات والاستثمار، ووزير دولة لشؤون رئاسة الجمهورية، ووزير دولة لشؤون النازحين، ووزير دولة لشؤون التنمية الإدارية، ووزير دولة لشؤون مجلس النواب. ويرى مدير «معهد الشرق الأوسط للشؤون الاستراتيجية» الدكتور سامي نادر، أن تقليص عدد الوزارات يجب ألا يطال حصراً وزارات الدولة، وإنما وزارات أخرى كالإعلام ومكافحة الفساد وغيرهما، مشدداً على «وجوب الحفاظ فقط على الوزارات التي تعد الملفات التي تحملها من الأولويات في المرحلة الحالية وبالتحديد تلك المرتبطة بإنقاذ الوضعين المالي والاقتصادي». وقال لـ«الشرق الأوسط» إنه «قد يكون من المجدي دمج بعض الوزارات كي تكون حكومة تضم أقل من 18 وزيراً»، لافتاً إلى أن ذلك «من شأنه تفعيل عمل بعض الإدارات العامة». ومنذ عام 2008 درج أن تكون الحكومات من 30 وزيراً مع استثناءين فقط، إذ ترأس فؤاد السنيورة في عهد رئيس الجمهورية السابق ميشال سليمان، حكومة من 30 وزيراً وخلفه سعد الحريري في عام 2009 بترؤس حكومة ضمت نفس عدد الوزراء. وفي عام 2011 ترأس نجيب ميقاتي حكومة ضمت 32 وزيراً، قبل أن يشكل تمام سلام عام 2014 حكومة من 24 وزيراً. وفي عهد رئيس الجمهورية الحالي ميشال عون، شكّل سعد الحريري حكومتين من 30 وزيراً الأولى عام 2016 والثانية عام 2019. ويطرح بارود تولي بعض الوزراء أكثر من حقيبة كأن يحمل مثلاً وزير معين حقيبتي العمل والشؤون الاجتماعية ووزير آخر حقيبتي الثقافة والتربية، مشدداً على وجوب إلغاء وزارات الإعلام باعتبار أن الناطق الرسمي باسم الحكومة هو رئيسها أو أي وزير آخر يكلّفه بذلك، علماً بأنه في بعض الدول فإن الناطق باسم الحكومة هو موظف برتبة عالية وليس وزيراً. ويشدد بارود على «وجوب أن تكون الحكومة المنوي تشكيلها من 14 أو 18 وزيراً بمن فيهم رئيسها، على أن يتفرغ هؤلاء للعمل 24 ساعة يومياً باعتبار أننا لن نكون على موعد مع حكومة عادية، إنما حكومة استثنائية قد تكون انتقالية فلا يتجاوز عمرها 6 أو 8 أشهر».

تلاسن حاد بين «المستقبل» و«الوطني الحر»...

عون يدافع عن «حق باسيل» في تأليف الحكومة... ونواب يعدّون كلامه خرقاً للدستور...

بيروت: «الشرق الأوسط»... فجّرت تصريحات رئيس الحكومة اللبنانية المستقيل سعد الحريري التي هاجم فيها عهد الرئيس ميشال عون وصهره الوزير جبران باسيل، سجالاً بين «تيار المستقبل» و«التيار الوطني الحر». ودافع عون عن «حق» باسيل في تشكيل الحكومة، وإن قال إنه لا يتدخل فيها، وهو ما عدّه نواب «المستقبل» موقفاً «مخالفاً للدستور». وقال عون: «ليس باسيل من يؤلف الحكومة. لكن لنفترض أنه كذلك. أليس له الحق؟ أليس نائباً ورئيس أكبر تكتل؟». ولمح إلى إمكانية التراجع عن تمسكه بحكومة «تكنوسياسية»، متمنياً في حديث مع الصحافيين بعد الخلوة التي عقدها مع البطريرك الماروني بشارة الراعي في بكركي قبيل مشاركته في قداس عيد الميلاد، أن «يتجاوز لبنان أزمته الراهنة، وتكون الحكومة هدية رأس السنة». وأكد أنه طمأن البطريرك إلى «مسار الأمور». وعن كلام رئيس الحكومة المستقيل، قال عون: «هل يريد الحريري أن يحسدني على هدوئي كي أحافظ على الهدوء في البلد أم على حماقتي التي تجعلني أتصرف بشكل سيئ؟». وقال إنه «لم يتم الحديث لغاية الآن عن شكل الحكومة»، لكنه رد على سؤال عن حكومة اللون الواحد بالقول إن «اللون ليس بالتكليف، بل من يحدد اللون هو التأليف». وحين سُئل عما إذا كان لا يزال متمسكاً بحكومة تكنوسياسية، أجاب: «أعتقد لا. أعتقد ستكون من اختصاصيين». ورفض اعتبار أن الميثاقية أصبحت في خطر بعد تكليف حسان دياب لتأليف الحكومة، وقال: «انتظرنا مائة يوم ولم تُحل المشكلة، أريد ولا أريد (في إشارة إلى موقف الحريري)، كمن يلعب بزهرة المارغريت... الحكومة لا تؤلف هكذا». واستنكر وصف الحكومة المقبلة بـ«حكومة حزب الله»، عادّاً أن «هناك الكثير من الأطراف غير فرحين ويلجأون إلى نشر هذا الخبر، فالحكومة هي حكومة جميع اللبنانيين بمن فيهم (حزب الله)». وكان الحريري قد أطلق مواقف تصعيدية في وجه عون وصهره، مساء الثلاثاء، واصفاً الحكومة المقبلة بأنها «حكومة باسيل». وأكد أنه لن يتعاون بعد الآن مع باسيل «إن لم يعتدل». وعدّ أن فريق الرئيس «يتعامل مع الدستور والقانون على أنهما وجهة نظر»، رافضاً في الوقت عينه «الحملة على الحريرية السياسية». ورحب نواب في «المستقبل» بكلام الحريري، ورأى فيه البعض «تخلصاً من حمل التسوية الرئاسية»، ولاقت مواقفه ردوداً من قبل مسؤولين في «التيار الوطني الحر». وتوجّه وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية سليم جريصاتي إلى الحريري بالقول: «عذراً مجدداً دولة الرئيس. نحن قوم نستذكر الفضل والحسني في ليلة الميلاد ولا نجحد أو ننسى أو نهذي. العهد لا يرمى منك إلا بالورد وأنت الأعلم بما صدر عنك وعانى منك. أما أتباعك ممن اصطفيت فهم حاقدون ولا يرتوون من سم الكراهية، فتخلص من أدرانهم القاتلة قبل أن تفتك باعتدالك ورجاحة فكرك، فلا تقع في الهذيان». ولم تكد موجة السجالات تهدأ مساء على خليفة كلام الحريري حتى تجددت صباحاً إثر موقف عون، وقوله إنه «يحق لباسيل» تأليف الحكومة. وردت النائبة في «المستقبل» رولا الطبش على كلام عون، عبر حسابها على «تويتر»، قائلة: «هل سألت نفسك يوماً عن الجدوى من تقديم مصلحة الصهر (باسيل) على مصلحة البلد؟ وهل أن الدستور ينص على ربط تأخير تشكيل الحكومات بصهر الجنرال؟ وهل أن إصرارك على حكومة تكنوسياسية بوجود جبران هو الذي عطل الاستشارات، أم إصرار الرئيس الحريري على تشكيل حكومة اختصاصيين؟». وأضافت: «الدستور ليس زهرة مارغريت يا فخامة الرئيس، ورقة لجبران وورقة لجريصاتي». من جهته، وصف النائب سامي فتفت، كلام عون بـ«الطعنة الدستورية الجديدة»، وعدّ «القول بأن جبران باسيل يحق له أن يكون شريكاً بتأليف الحكومة لأنه رئيس أكبر كتلة نيابية، هو طعنة دستورية جديدة للعهد، ويخالف أصول تشكيل الحكومات، والكتل النيابية يتم التشاور معها». وأسف في سلسلة تغريدات عبر «تويتر» لصدور هذا الموقف عن «رئيس الجمهورية المؤتمن على تطبيق الدستور». وقال: «تأليف الحكومة حق حصري بالدستور برئيسي الجمهورية والحكومة، إلا إذا اختار رئيس الجمهورية تجيير صلاحياته للآخرين، أو تنازل الرئيس المكلف عن صلاحياته». وأسف النائب في «المستقبل» محمد حجار لجهة «ألا يرى الرئيس عون في البلد إلا جبران باسيل». وكتب عبر «تويتر»: «أمر مؤسف ألا يرى الرئيس ميشال عون بالبلد إلا جبران باسيل، وأن يعتبر أن قواعد الدستور والحياة السياسية اللبنانية تدور من حوله». وأوضح أن «القول بأن الرئاسة انتظرت الرئيس الحريري مائة يوم، مثير للاستغراب، لأن البلاد كانت تنتظر من الرئاسة فك عقدة جبران وتمسكه بحكومة تكنوسياسية، وأن الرئيس الحريري قال لهم من اليوم الأول لنذهب إلى حكومة اختصاصيين... الحكومة التي نطقوا بها أخيراً من بكركي». وأضاف أن «اللبنانيين يتذكرون من قال عام 2017 لعيون صهر الجنرال لا تتشكل حكومة. ويتذكرون من قال قبل أشهر للمتظاهرين من لم يعجبه فليهاجر». وكتب النائب السابق والقيادي في «المستقبل» مصطفى علوش على «تويتر» قائلاً: «بعد كلام رئيس الجمهورية، يبدو أن كل محاولات حماية الرئاسة من نزق الصهر فشلت». وردّ النائب في «الوطني الحر» سليم عون على نواب «المستقبل»، قائلاً في تغريدة عبر «تويتر»: «نتفهم جيداً ما يتخبط به تيار سياسي وردات فعله المتوترة، نتيجة إصابته أخيراً بنكستين: الأولى فشله بإدارة معركة مرشحه لرئاسة الحكومة، والثانية عدم استطاعته عرقلة الرئيس المكلف رغم استعماله التحريض المذهبي، لا بل بدأ يشعر بثبات وقدرة هذا الرئيس واتجاهه نحو تأليف ناجح وسريع».



السابق

أخبار وتقارير.....رئيس الأركان الإسرائيلي لا يستبعد «مواجهة محدودة» مع إيران....«مجلس الأطلسي» الأميركي: أفضل للعراق إن عاش السيستاني مدة أطول من خامنئي....المونيتور: الجيش الإسرائيلي يدرس تنفيذ ضربة ضد حزب الله...«إسرائيل اليوم» لمواصلة استهداف الإيرانيين في سورية من دون حرب....روسيا تنظر في استثمار جزء من الصندوق الوطني للثروة في الذهب...روسيا تعلن تحطم أولى طائراتها الحربية «إس.يو-57» الأكثر تطورا...«البنتاغون»: الانسحاب من أفريقيا خطوة أولى في التحول نحو مكافحة الإرهاب...فرنسیة وأسترالية محتجزتان في طهران تضربان عن الطعام...

التالي

أخبار العراق...مسيرات ترفض ترشيح العيداني.. والصدر: كفاكم تجاهلاً للعراقيين...مشاورات قبل تكليف أسعد العيداني بالحكومة في العراق....كتلة «البناء» تتحدى الشارع وترشح محافظ البصرة المنتفضة لرئاسة الحكومة...حرق مقرات أحزاب كبرى وفصائل مسلحة موالية لإيران في الديوانية...

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,169,320

عدد الزوار: 6,758,601

المتواجدون الآن: 127