إسرائيل تقمع مسيرة أحد الشعانين في بيت لحم وتعتقل عباس زكي ودباباتها تتوغل في خان يونس

نتنياهو: "حماس" والفصائل الفلسطينية يتحملون مسؤولية أعمالهم في غزة

تاريخ الإضافة الإثنين 29 آذار 2010 - 5:50 ص    عدد الزيارات 3074    التعليقات 0    القسم دولية

        


رام الله ـ أحمد رمضان

هدد القادة السياسيون والعسكريون الإسرائيليون مجددا بتصفية حكم حركة "حماس" في قطاع غزة، فيما كانت دبابات الإحتلال تتوغل في عبسان الجديدة شرق خان يونس، وجيشها يقمع مسيرة لمناسبة أحد الشعانين في بيت لحم وتعتقل عددا من الفلسطينين والمتضامنين الأجانب بينهم عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" عباس زكي.
وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن سياسة الرد الإسرائيلية قاسية وحازمة، وقال: "سنرد بكل صرامة على كل مس بمواطنينا وجنودنا، وهذه السياسة معلومة وستستمر".
وتطرق نتنياهو في افتتاح جلسة الحكومة الإسرائيلية امس، إلى العملية التي قُتِل خلالها جنود إسرائيليين، بالقول: "إن حماس والتنظيمات الفلسطينية الأخرى يتحملون مسؤولية أفعالهم".
كما هدَّد وزير المالية الإسرائيلي يوفال شطاينيتس بإعادة احتلال قطاع غزة والقضاء على الحكومة الفلسطينية هناك برئاسة "حماس" إذا لم يكن أمام اسرائيل أي خيار آخر، وذلك ردا على العملية التي وقعت في خانيونس يوم الجمعة الماضي، واسفرت عن مقتل ضابط وجندي إسرائيليين خلال اشتباك مسلح مع عناصر من المقاومة الفلسطينية.
ونقلت الاذاعة العبرية الرسمية امس عن شطاينيتس قوله: "لا يمكن لإسرائيل أن تسلم بتسلح حركة حماس بصواريخ بعيدة المدى".
وفي الإطار ذاته، قال عضو الكنيست ورئيس الشاباك السابق آفي ديختر من كتلة "كديما" ان "المشكلة الرئيسية التي تواجهها اسرائيل هي قضية قطاع غزة، وليس قضية القدس". واضاف في مقابلة مع الاذاعة الاسرائيلية ان "المشكلة الاستراتيجية تتمثل بكيفية هدم البنى التحتية الارهابية التي تبنيها حركة حماس في قطاع غزة بمساعدة إيران".
ورأى انه اذا لم تتمكن السلطة الفلسطينية من هدم هذه البنية بمساعدة الدول العربية، فإن اسرائيل ستضطر الى ان تفعل ذلك بنفسها متوقعا ان تستمر مثل هذه العملية فترة طويلة.
لكن وزير الدفاع الإسرائيلي أيهود باراك رأى انه "لا توجد للجيش الإسرائيلي أي مصلحة بإشعال الأوضاع على الحدود، ولكن في حال كان الطرف الآخر (في إشارة إلى حماس) يريد إشعالها فنحن نعرف كيف ندافع عن أنفسنا".
ونقلت القناة الثانية الإسرائيلية عن باراك القول "في حال استمرت حركة حماس باستفزازنا، فلن نقف مكتوفي الأيدي حيال إطلاق الصواريخ على الشعب الإسرائيلي، وسنرد على هذه الاعتداءات ولن نسكت عليها أبد"
صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية قالت في عددها امس ان "قلقا يسود في أوساط قيادة الجيش الإسرائيلي من إمكانية إقدام حركة حماس على تغيير قواعد اللعبة التي تسود الآن في قطاع غزة"، مشيرة الى ان "مبعث هذا القلق سببه مصرع اثنين من الجنود الإسرائيليين يوم الجمعة الماضي في اشتباكات مسلحة جرت مع مقاتلين فلسطينيين على الحدود الفاصلة بين القطاع وإسرائيل".
وأشارت "هآرتس" الى ان الجيش الإسرائيلي يخشى من إمكانية سعي حركة "حماس" إلى تغيير الأوضاع على طول الحدود مع قطاع غزة خاصة في مجال استهداف دوريات الجيش التي تسير في هذه المنطقة، لافتة الى انه "في حال تغيرت قواعد اللعبة فان هذا سينطوي على أول تحد عسكري يواجه رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو منذ توليه الحكم في إسرائيل".
ونقلت "هآرتس" عن مصادر استخبارية إسرائيلية قولها ان "إسرائيل تناقش الآن إمكانية إقدام حركة حماس على إغماض عينها عن عمليات إطلاق الصواريخ من القطاع، وهو الأمر الذي سينطوي على تغيير في التكتيكات هناك".
ووجّه ضباط عسكريين في قيادة المنطقة الجنوبية، انتقادات لاذعة للسياسة التي تتبعها وزارة الدفاع، والتي بحسبها يُمنَع على الجيش الرد بشدة على ما جرى في غزة قبل يومين.
ولفت الضباط إلى أن الجيش يكتفي بضرب الأنفاق على طول محور فيلادلفيا، بعد أحداث أمنية تقع مثل، إطلاق صواريخ على إسرائيل، زرع عبوات على طول الحدود، محاولات مكثفة للتسلل، وجمع معلومات استخبارية عن الجيش.
وقال العميد في الاحتياط "تسفيكا فوقل" المسؤول عن الدفعية في قيادة المنطقة الجنوبية: "نحن نمر بمرحلة تصعيد منذ فترة طويلة، وغزة في البداية كانت تحت صدمة عملية الرصاص المصبوب، ثم عاشت أجواء مفاوضات صفقة (الجندي الاسرائيلي الاسير لدى "حماس" جلعاد) شليط، ولكن الوضع الآن في غزة تغير، وباتوا هناك يعملون أكثر ضدنا ويجب أن يتوقف ذلك". وأضاف "ضرباتنا للأنفاق ومخازن السلاح لن تُوقف النشاط الإرهابي، لذلك يجب العودة إلى الاغتيالات الدقيقة، وما يجري سيتوقف فقط عندما نمس بنشطاء التنظيمات الإرهابية وهم يستقلون سياراتهم".
وأوضح ضابط رفيع آخر، أن "التصعيد الحالي سيستمر لأسبوعين إضافيين على أقل تقدير، وذلك لأن صفقة شليط لم تُنجَز بعد"، زاعما أن "حماس تريد الضغط أكثر لتنفيذ الصفقة من خلال محاولة تنفيذ عمليات لخطف جنود إسرائيليين".
"حماس" وعلى لسان المتحدث باسمها فوزي برهوم قالت في تعقيب على التهديدات الاسرائيلية "ان مثل هذه التصريحات تتطلب ضرورة الإسراع في اتخاذ قرارات إقليمية ودولية حاسمة ضد الحكومة الاسرائيلية وعزلها إقليمياً ودولياً والبدء الفوري في محاكمة قياداته كمجرمي حرب في محاكم الجنايات الدولية، والعمل على لجم هذا العدوان ووقف جرائمه وانتهاكاته بحق الشعب الفلسطيني".
وأكد برهوم في بيان صدر عنه امس أن "أي حديث عن مفاوضات أو علاقات أو تطبيع مع اسرائيل مهما كان شكلها من أي طرف ستكون بمثابة غطاء لهذه الجرائم، وستجرأ حكومة الاحتلال على ممارسة المزيد من الإرهاب والإجرام بحق الشعب الفلسطيني".
ميدانيا، قالت مصادر امنية فلسطينية في قطاع غزة، ان قوات الاحتلال الإسرائيلي، توغلت يوم امس، في بلدة عبسان الجديدة شرق خان يونس جنوب قطاع غزة.
وذكرت المصادر، أن خمس جرافات معززة بعدد كبير من الدبابات توغلت مسافة 500 م في أراضي المواطنين، وشرعت بتجريف أراضي المواطنين واقتلاع أشجار الزيتون المثمرة.
وفي الضفة الغربية اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي ظهر امس تسعة فلسطينيين بينهم عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" عباس زكي إضافة إلى خمسة متضامنين أجانب من بينهم متضامنة أميركية في مسيرة سلمية خرجت من أمام كنيسة المهد في بيت لحم جنوب الضفة الغربية تحت عنوان "حرية الأديان وحرية التنقل الديني" بمناسبة عيد أحد الشعانين.
وتوجه المتظاهرون الفلسطينيون يشاركهم متضامنون دوليون باتجاه حاجز "قبة راحيل" (مسجد بلال) ودخلوا من الحاجز العسكري الذي لا يسمح لحملة الهويات الفلسطينية من دخوله باتجاه مدينة القدس واجتازوا مسافة حتى وصلوا إلى مثلث بيت صفافا.
وأفاد شهود عيان أن قوات الاحتلال قمعت المتظاهرين وحاصرتهم إلى أن أوصلتهم إلى المعبر الذي يعزل مدينة بيت لحم عن القدس وأخرجتهم من هناك بعد أن احتجزت عددا لم يتم تحديده حتى الآن.
وأوضح منسق اللجان الشعبية في الحملة الشعبية لمقاومة الجدار سهيل السلمان أن المتظاهرين أثبتوا أن حصار مدينة القدس شي مؤقت وكسر هذا الحصار لا يحتاج إلا إلى إرادة حقيقية، كما أثبتت إرادتهم أنها قادرة على عبور الحواجز العسكرية والوصول إلى المدينة المقدسة.
كما اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي فجر أمس خمسة فلسطينيين من مختلف المناطق خلال عمليات دهم وتفتيش واسعة شنتها باستخدام الكلاب البوليسية والجيبات العسكرية.
وذكرت مصادر فلسطينية أن قوات كبيرة من جنود الاحتلال اقتحمت مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية واعتقلت شابين فلسطينيين بدعوى أنهما مطلوبان، كما دهمت عدة قرى في مدينة رام الله قبل أن تعتقل فلسطينيين آخرين.
وأشارت إلى أن قوات الاحتلال توغلت فى منطقة رأس العين فى الجزء الجنوبي من مدينة نابلس شمال الضفة ودهمت منزل شاب يبلغ من العمر 22 عاما قبل اعتقاله ونقله إلى أحد مراكز التحقيق.
وتشن قوات الاحتلال الإسرائيلي بشكل شبه يومي حملات دهم لمدن وقرى الضفة الغربية بدعوى البحث عن مطلوبين لاعتقالهم، إلا أنها تهدف إلى كسر سيطرة السلطة الفلسطينية على الضفة الغربية في ظل تعثر انطلاق المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.


المصدر: جريدة المستقبل

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 154,811,293

عدد الزوار: 6,967,174

المتواجدون الآن: 59