لبنان.....الأخبار .... في انتظار المطر...نداء الوطن...سلطة فاشلة...«لبنان يحترق» مع «بركان نار» اجتاح مناطق واسعة..«هبّة أهلية» واكبتْ عمليات الإطفاء المتعدّدة الجنسية....نصر الله وفرنجية يدعوان لحوار مباشر ورسمي مع دمشق..انهيار هدنة «الوطني الحر» و«الاشتراكي»....صعوبات تواجه لبنان في السيطرة على الحرائق السياسية...

تاريخ الإضافة الأربعاء 16 تشرين الأول 2019 - 5:10 ص    عدد الزيارات 2340    التعليقات 0    القسم محلية

        


«لبنان يحترق» مع «بركان نار» اجتاح مناطق واسعة..«هبّة أهلية» واكبتْ عمليات الإطفاء المتعدّدة الجنسية...

الكاتب:بيروت - «الراي» ... الشوف «الجريح» أكثر المتضرّرين والمشرف صارت «أرضاً محروقة»... عاش لبنان في الساعات الماضية ما يشبه «فيلم الرعب» مع «بركان النار» الذي اجتاحتْ «حِمَمُهُ» مناطق عدة في الجبل والشمال والجنوب تَحَوَّلَ بعضُها... رماداً. ومنذ فجر اليوم قبضتْ «غزوةُ النارِ»، التي كانت «حرائقُها السبّاقة» أطلّت برأسها يوم الاثنين، على المشهد في «بلاد الأرز» التي حبستْ أنفاسها مع الصور المُرْعِبة التي احتلّت الشاشات على طريقة «تلفزيون الواقع»، في عرْض مباشِر لـ «الفاجعة» التي لم تعرف البلاد مثيلاً لها والتي أدّت إلى مقتل مواطن ونقْل نحو 20 إلى المستشفيات ومعالجة نحو 100 آخرين «على الأرض». وعلى مدار «الثلثاء الأسود» كانت فرق الإطفاء، التي ساندتْها طوافاتٌ «إطفائية» أرسلتْها كل من قبرص واليونان والأردن بناء على طلب لبنان، في «كرّ وفرّ» مع نحو 150 حريقاً تنقّلت بين المناطق، وطاردتْها العدسات التي ركّزت خصوصاً على «طوفان النار» في الشوف ولا سيما ساحله الممتدّ من الناعمة والدامور والدبية والمشرف، إلى جانب حرائق اندلعت في عاليه وتحديداً بتاتر وبعورتا وكفرمتى. ولم تكن النيرانُ أحنتْ رأسَها في الشوف وعاليه (مساء اليوم) مع أمطارٍ مفاجئة بدأت كأنّها «هدية من السماء»، حتى انتقلت الكاميرات قرابة السابعة مساءً إلى كسروان مع ألسنة نيرانٍ بدأتْ تأكل منطقة حرجية في كفرحباب - غزير، إضافة إلى حرائق أخرى في المتن، وسط استمرار «حال التأهب» القصوى تَحَسُّباً لتجدُّد اشتعال بقع النار في المناطق أو اندلاع حرائق في بلدات لم يشملها «الكابوس» غير المسبوق لناحية «وحشيّته» في التهام الأخضر واليابس ومحاصرته المنازل والسكان. وتحت وطأة «جهنّم الحرائق» التي بدا معها «لبنان يحترق»، هبّت البلاد في مواجهة «اختبار النار» وكأنها تكافح «باللحم الحيّ» في ظل غياب القدرات التجهيزية لأجهزة الإنقاذ والإطفاء التي استنفرتْ أقصى طاقاتها لاحتواء «الكارثة الوطنية» التي انخرط في الحدّ من انفلاشها المواطنون المدنيون الذين لبوا نداءات أحزاب سياسية وفرق الدفاع المدني و«زَحَفوا» بـ «سيترنات» المياه - التي غالباً ما شكّلت جزءاً من يوميات اللبنانيين الذين يتكيّفون على طريقتهم مع شحّ «مياه الدولة» - إلى «خطوط النار الأمامية» دفاعاً عن منازل لامستها الحرائق وإسناداً لوحدات الإطفاء التي ركّزت على «الجبهات الحرجية». ولم تقتصر «الانتفاضة الأهلية» على النزول إلى «أرض المعركة»، بل شملت حملاتٍ إغاثية، قادت أبرزها النائبة بولا يعقوبيان، أفضت إلى توفير عشرات المنازل البديلة للعائلات التي اضطرت إلى إخلاء بيوتها ومواد غئاية وطبية، وذلك بعدما كانت دور عبادة دخلت على خط الدعم، سواء عبر إعلان أحد المساجد في الدبية (الشوف) بمكبرات الصوت فتْح أبوباه أمام مَن يرغب الأهالي من المسلمين والمسيحيين الهاربين من «جحيم النار»، أو من خلال تولي الكنائس في المشرف (الشوف) قرع أجرائها فجر الثلثاء ليستفيق الناس من نومهم وينجوا بأنفسهم من النيران والدخان بعدما «استفاقت» الحرائق في غفلة من فرق الإنقاذ التي كانت أخمدت القسم الأكبر منها. وخطفتْ اللوحةُ السوداء التي ارتسمت في المشرف الأضواء بعدما أظهرت صور الحرائق حجم المأساة التي لحقتْ بالمنطقة التي تطغى عليها «الفيلات» والتي بدتْ أقرب إلى «الأرض المحروقة»، وذلك بعدما كان تمّ إنقاذ «جامعة رفيق الحريري»، و«مدرسة كارمل السان جوزيف» من النيران التي اقتربت منهما، قبل أن تتدحرج «كرة النار» نحو عدد من المناطق الشوفية الأخرى، كالدبية حيث تحولت نحو 12 سيارة رماداً، والدامور وتحديداً مقر جمعية (Arc en ciel) الذي تفحّم، وكذلك الناعمة حيث سُجلت أضرار في الأحراج وبعض المنازل. وفيما انطبع اليوم المشؤوم بلقطاتٍ مؤثّرة عبر وسائل الإعلام، بينها رسالة لمراسلة «الجديد» حليمة طبيعة التي ظهرت وهي تبْكي وتصرخ طالبة النجدة على وقع أصوات استغاثة كان يطلقها أسخاص عالقون بين النيران داخل منازلهم في الدامور، كان لبنان الرسمي «على سلاحه» يحاول من جهة تحديد أسباب الكارثة التي راوحت بين العوامل الطبيعية وارتفاع الحرارة أعلى بكثير من معدلاتها الموسمية، وبين العمل المفتعل (وهو ما انطلقت تحقيقات قضائية لحسْمه) ويسعى من جهة أخرى لاستجلاب الدعم الجوي من دول صديقة لم تتأخّر في الاستجابةِ التي دخلت على خطها أيضاً قوة «اليونيفيل» العاملة في الجنوب. وكان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون تابع منذ ليل الاثنين - الثلاثاء اتساع رقعة الحرائق التي اندلعت في عدد من المناطق اللبنانية، وتلقى تقارير حول الأضرار التي لحقت بعدد من الأحراج والمباني والمنازل. وأعطى توجيهاته لوضع كل الامكانات بتصرف الفرق التي تتولى عمليات الإطفاء، منوها بالجهود التي يبذلها رجال الدفاع المدني والاطفاء لمكافحة الحرائق، بدعم من القوى البرية والجوية في الجيش اللبناني. وأوعز عون الى المعنيين وجوب تقديم مساعدات عاجلة الى المواطنين الذين اضطروا الى مغادرة منازلهم المحاصرة بالنار، وتقديم الإسعافات اللازمة ومعالجة المصابين من السكان او من الذين يكافحون النيران. كما طلب رئيس التحقيق في الاسباب التي ادت الى توقف طائرات «سيكورسكي» الخاصة بالإنقاذ وإطفاء الحرائق عن العمل منذ أعوام، مطالباً بإجراء كشف سريع على الطائرات الثلاث لتأمين قطع الغيار اللازمة لها تمهيداً لإعادة تشغيلها. وترأس رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري جانباً من اجتماع الهيئة الوطنية لادارة الطوارئ والأزمات والكوارث التي التأمت منذ الصباح في السرايا الحكومية، في حضور وزيرة الداخلية والبلديات ريا الحسن، والمعنيين. وخلال الاجتماع، قال الحريري: «مع الاسف، اننا نشهد حرائق متكررة، هذا الامر يحصل في العالم كله ونحن نبذل كل الجهود الممكنة مع غرفة العمليات وكل الأجهزة المعنية من جيش وقوى أمن ودفاع مدني والمحافظين والبلديات والدفاع المدني والصليب الاحمر لإخمادها في أسرع وقت». وأضاف: «أجرينا انا ووزيرة الداخلية اتصالات مع عدد من الدول لإرسال طوافات وطائرات إضافية لإطفاء الحرائق التي شبت في العديد من المناطق اللبنانية والعمل على مكافحتها والحد من انتشارها. وأهمّ شيء بالنسبة إلي ان لا خسائر في الارواح، وبالتأكيد سنفتح تحقيقا بما جرى لنعرف كيف بدأ هذا الأمر. لا أود أن أوجّه أصابع الإتهام الى ايّ كان ولكن يجب إجراء تحقيق واضح لمعرفة اذا كان ما حصل مفتعلاً ام لا، واذا كان مفتعلا فيجب على الذين قاموا به ان يدفعوا الثمن». وتابع: «لقد طلبنا مساعدة الدولة الايطالية، ولم نترك جهة الا واتصلنا بها للمساعدة، وأجرينا اتصالات بالاوروبيين الذين سيرسلون وسائل مساعدة كي نتمكن من السيطرة أكثر على الحرائق المندلعة». وعن عدم الاستعانة بالطائرتين الموجودتين في المطار لاطفاء الحرائق، قال: «تمكنا أمس من اخماد الحريق، ولكن لسوء الحظ هبت رياح ساخنة أدت الى إعادة اشتعاله، نحن في حاجة للطائرات في بعض المناطق التي لا يمكننا الوصول اليها. المشكلة الأساسية التي كنا نواجهها في البداية هي عدم تمكننا من ارسال طائرات الهليكوبتر كي لا تصطدم بخطوط التوتر العالي، فكان من الضروري ان نستعين بالطائرات التي أرسلتها قبرص. أما بالنسبة الى الطائرات الموجودة فهي قديمة وفي حاجة الى صيانة. اليوم هناك طائرات وطوافات تابعة للجيش، وهناك 4 طائرات ستأتي للمساعدة، وإلقاء اللوم في هذا الموضوع وفي هذا الوقت بالذات لا يساعد اطلاقاً». وكان وزير الداخلية السابق زياد بارود كشف أنّ طوافات السيكورسكي الثلاث التي استُقدمت قبل نحو عشرة أعوام كانت هبة قُدّمت إلى الدولة اللبنانية بقيمة 13 مليون دولار، مشيراً إلى أنّ المشكلة بدأت بعد 3 سنوات عند انتهاء هبة الصيانة التي تكلف نحو 150 ألف دولار سنوياً، موضحاً أنّ الطوافات تستوعب 3000 إلى 4000 ليتر مياه وعملت خلال 3 سنوات على إخماد ما لا يقل عن 11 حريقًا. وأعلن الصليب الأحمر اللبناني أنه «على إثر الحرائق التي إندلعت في خراج عدد من المناطق وأتت على مساحات واسعة من الأشجار الحرجية المتنوعة ولامست المنازل في عدد منها، وضع الصليب الأحمر فرقه في حال من الإستنفار كما أقام مستشفى ميدانياً أمام مركزه في الدامور، وتمكنت فرقه منذ ما بعد منتصف ليل الإثنين وحتى صباح الثلاثاء تقديم الإسعافات الأولية في المستشفى الميداني وفي عدد من المناطق ونقل حالات أخرى إلى المستشفيات»، وذلك قبل أن يُعلن مقتل المواطن سليم ابو مجاهد (32 عاما) على أثر نوبة قلبية ألمت به خلال مساعدته في إطفاء الحرائق في بلدة بتاتر (عاليه)، ولم يصمد حتى بلوغ المستشفى.

نصر الله وفرنجية يدعوان لحوار مباشر ورسمي مع دمشق

بيروت: «الشرق الأوسط»... أكد «حزب الله» اللبناني وحليفه «تيار المردة» الذي يتزعمه النائب السابق سليمان فرنجية «ضرورة الحوار المباشر والرسمي مع الحكومة السورية»، في اللقاء الذي جمع الأمين العام للحزب حسن نصر الله وفرنجية وامتد لنحو 6 ساعات، بعد أيام من لقاء نصر الله مع رئيس «التيار الوطني الحر» وزير الخارجية جبران باسيل. ويعد فرنجية حليفاً لـ«حزب الله»، وأحد المنافسين المحتملين لباسيل في الانتخابات الرئاسية المقبلة في العام 2022، وأعلن بيان لدائرة العلاقات الإعلامية في «حزب الله» أن اللقاء شهد «بحثاً معمقاً شاملاً في مختلف التطورات الإقليمية، لا سيما آخر المستجدات على الساحتين العراقية والسورية، وتوقف عند التطورات والملفات الداخلية لا سيما المرتبطة بالشق الاقتصادي». وذكّر الطرفان بـ«موقفهما المعروف بضرورة عودة العلاقات بين لبنان وسوريا إلى وضعها الطبيعي»، وجددا التأكيد على «ضرورة الحوار المباشر والرسمي مع الحكومة السورية، خصوصاً في مجالين مهمين هما الاستفادة من الفرصة الكبيرة التي يتيحها إعادة افتتاح معبر البوكمال لتعزيز الصادرات اللبنانية عبر سوريا إلى العراق والعمل المشترك مع الحكومة السورية في مسألة عودة النازحين السوريين إلى بلادهم وتخفيف الأعباء الاقتصادية والاجتماعية الكبيرة على لبنان». وجرى في اللقاء «استعراض الأوضاع الاقتصادية بشكل مفصل، والتأكيد على ضرورة العمل على زيادة الإيرادات وخفض النفقات، آخذين بعين الاعتبار المطالب المشروعة لذوي الدخل المحدود ورفض زيادة الضرائب المباشرة وعدم المس بالرواتب والأجور والحسومات التقاعدية والعمل على دعوة الحكومة إلى إيلاء الإيرادات الناجمة عن الأملاك البحرية اهتماماً جاداً، والتشديد على مكافحة الهدر والفساد». وقال البيان إن المجتمعين «أكدوا الحاجة إلى تضافر كل الجهود، خصوصاً بين الرؤساء الثلاثة والقوى السياسية المختلفة للحفاظ على الاستقرار النقدي والمالي باعتباره من ركائز الاستقرار الأمني والسياسي في البلاد».

الحريري وبري ناقشا العقبات أمام إقرار مشروع الموازنة

بيروت: «الشرق الأوسط»... بحث رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، أمس، المسار الذي تسلكه الموازنة العامة في جلسات مجلس الوزراء واللجان الوزارية، غداة توتر شهدته جلسة مجلس الوزراء، التي انعقدت أول من أمس، ولم تسفر عن قرارات أساسية في مناقشات موازنة العام 2020. وسبق اللقاء اجتماعاً لمجلس الوزراء يعقد اليوم، لمتابعة درس مشروع الموازنة. واستقبل بري الحريري، أمس، في حضور وزير المالية علي حسن خليل، واستمر اللقاء نحو ساعة، غادر بعدها الحريري من دون الإدلاء بأي تصريح. وأفاد المكتب الإعلامي لرئيس مجلس النواب أن «اللقاء مع الرئيس الحريري تمحور حول المسار الذي تسلكه الموازنة العامة في جلسات مجلس الوزراء واللجان الوزارية وسبل تذليل العقبات لإنجاز الموازنة وإحالتها إلى المجلس النيابي في المواعيد الدستورية، فضلاً عن المخاطر الناجمة عن إضاعة الوقت في السجالات السياسية وانعكاساتها الخطرة على الوضعين المالي والاقتصادي اللذين لا يحتملان التلكؤ في اتخاذ الإجراءات الفورية للجم التدهور الحاصل». وأشار إلى أن «البلد الذي يحترق بنيران الأزمات بحاجة إلى خطوات تطفئ هذه النيران، وليس إشاعة أجواء تؤجج من اشتعالها». ولفت إلى أن «موضوع اتساع رقعة الحرائق التي التهمت مساحات شاسعة من الأشجار الحرجية في الشوف وجبل لبنان ومناطق لبنانية عدة كان حاضراً في اللقاء».

انهيار هدنة «الوطني الحر» و«الاشتراكي»

الشرق الاوسط...بيروت: بولا أسطيح... عاد التشنج والسجال المفتوح إلى العلاقة بين «التيار الوطني الحر» و«الحزب التقدمي الاشتراكي» في لبنان، بعد هدنة هشة قصيرة الأمد بينهما بدأت في أغسطس (آب) الماضي، إثر لقاء رئيس الحزب وليد جنبلاط، رئيس الجمهورية ميشال عون، ثم اجتماع وزير الخارجية جبران باسيل بالنائب تيمور جنبلاط، ما أوحى بطي صفحة النزاع الذي اندلع على أثر حادثة قبرشمون التي وقعت أواخر يونيو (حزيران) الماضي. وخلال احتفال «الوطني الحر»، الأحد الماضي، بذكرى «حرب التحرير» التي شهدت إخراج الجيش السوري قبل 29 عاماً، قائد الجيش اللبناني، آنذاك ميشال عون، من القصر الرئاسي، أطلق باسيل سهامه باتجاه جنبلاط وفريقه السياسي، واصفاً إياهم بـ«المخرّبين الذين يتطاولون علينا بحراك وتحرّكات». وقال: «ما ترونه اليوم هو مشهد مصغّر لما يمكن أن يكون لتتذكروا أننا تيار وطني حر، وكما الماء نحن، نجرفكم في لحظة لا تتوقعونها، إن بقيتم منتظرين عند حافة النهر مرور جثتنا». ورد جنبلاط على باسيل، قائلاً: «تذكروا أنهم (النظام السوري) دخلوا على دم كمال جنبلاط، وخرجوا على دم رفيق الحريري. تزورون التاريخ وتحتقرون تضحياتكم وتضحياتنا. تنهبون البلاد وتدمرون (الطائف). تريدون تطويع الأمن - كل الأمن - لصالح أحقادكم إلى جانب الجيش. تستبيحون الإدارة على طريقة (البعث)، لكن تذكروا: أتى بكم الأجنبي وسيذهب بكم نهر الشعب». وشكّلت المظاهرة التي دعت إليها «منظمة الشباب التقدمي»، مطلع الأسبوع، وشارك فيها نواب ووزراء وقياديون في «التقدمي الاشتراكي»، مناسبة للرد على مواقف باسيل، إذ شهدت مواقف عالية النبرة كرست استعادة السجال الذي كان قد هدأ لفترة بين الفريقين. كما انتقد نواب ووزراء «الاشتراكي» إعلان باسيل نيته زيارة دمشق قريباً، وأكدوا أن «أي زيارة من هذا النوع ستبقى محصورة بإطارها الفردي، ولن تؤدي إلى جر لبنان الرسمي لاستعادة العلاقات مع النظام السوري». وحمّل عضو تكتل «لبنان القوي» آلان عون، «الاشتراكي»، مسؤولية «تحويل الموضوع إلى اختلاف مباشر بينهم وبين رئيس الجمهورية وفريقه في وقت اعتبرنا أننا تخطّينا حادثة قبرشمون، وأعدنا العلاقة إلى حالة هدنة». ورجح «أن يكون توقيت التصعيد مرتبطاً بحسابات، ليست فقط داخلية، ولكن أيضاً إقليمية تشهد تطوّرات كثيرة؛ خصوصاً أن (الحزب الاشتراكي) يضع نفسه في مقدمة محور ومواجهة بعد أن تخلى الرئيس الحريري عن هذا الموقع، وانخرط في التسوية مع (التيار الوطني الحر) و(حزب الله)، وابتعد عن المواجهات الإقليمية». وقال عون لـ«الشرق الأوسط»، إن «رئيس الجمهورية باقٍ حتى آخر يوم من عهده، ولا شيء يمكنه أن يغيّر هذا الواقع»، رداً على دعوات رحيله التي رفعت خلال المظاهرة أول من أمس. وأضاف: «لكل فريق شارعه، ولا أحد يمكنه أن يلغي الآخر، فالأجدر بالجميع بدل السجالات فوق السطوح أن يتعاونوا داخل الحكومة وداخل مجلس النواب لأخذ الخطوات الإنقاذية اللازمة وإخراج البلد من الأزمة». غير أن عضو كتلة «اللقاء الديمقراطي» النائب هادي أبو الحسن، أكد أن «(التقدمي الاشتراكي) لم يبادر إلى التصويب على العهد ومهاجمته، لكن نتيجة التعرض للصحافة وملاحقتها وتجاوز الأصول كما ملاحقة أصحاب الرأي الذي عبروا عن مواقفهم على وسائل التواصل الاجتماعي ما يوحي بأننا نتجه إلى دولة بوليسية، كان لا بد من رفع الصوت». وقال أبو الحسن لـ«الشرق الأوسط»: «سبق المظاهرة التي دعونا إليها إعلان باسيل رغبته زيارة سوريا ليضرب بذلك عرض الحائط موقف الحكومة اللبنانية. لذلك ارتأينا أن تكون المسيرة جرس إنذار لكل من تسول له نفسه التعدي على الحريات والمس بمصالح اللبنانيين». وأشار إلى أن «الخطوات اللاحقة التي سيقوم بها الحزب مرهونة بمجريات الأمور، فإذا رأينا أننا نتجه أكثر فأكثر إلى الهاوية، عندها سنرفع وتيرة المواجهة، وسيكون لكل حادث حديث».

صعوبات تواجه لبنان في السيطرة على الحرائق السياسية

تحريك «سيدر» ينتظر «موازنة استثنائية»... و«مزايدات» في مجلس الوزراء قد تؤخرها

الشرق الاوسط....بيروت: محمد شقير... كأن لبنان لا تكفيه الحرائق السياسية التي أشعلها رئيس «التيار الوطني الحر» وزير الخارجية جبران باسيل في خطابه الذي ألقاه لمناسبة مرور 29 عاماً على إخراج العماد ميشال عون من القصر الجمهوري في بعبدا، ليفاجأ بالحرائق الطبيعية التي اندلعت على غفلة والتهمت نيرانها مساحات خضراء في عدد من أقضية جبل لبنان واضطرت الحكومة إلى الاستعانة بمروحيات قبرصية لمحاصرتها والسيطرة عليها ومنعها من التمدد إلى مناطق أخرى. لكن السيطرة على الحرائق السياسية لا تزال تواجه صعوبات، بعدما ترتبت عليها تداعيات من خلال ردود الفعل التي استهدفت باسيل على ما ورد في خطابه من دون سابق إنذار أو بالأحرى لم يكن مبرراً، وهذا ما دفع بنائب رئيس الحكومة غسان حاصباني وبوزيري «اللقاء الديمقراطي» أكرم شهيّب ووائل أبو فاعور إلى الرد عليه بشدة غير مسبوقة في مستهل جلسة مجلس الوزراء التي عُقدت مساء أول من أمس في «السراي الكبيرة» برئاسة رئيس الحكومة سعد الحريري، من دون أن يحرّك باسيل ساكناً للرد على الحملات التي استهدفته. وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر وزارية أن باسيل لاذ بالصمت ومعه فريقه الوزاري استجابة لرغبة الرئيس الحريري الذي نجح في استيعاب التأزّم ومحاصرته، وصولاً إلى لملمة الوضع بعد أن كان سجّل اعتراضه على معظم ما ورد على لسان وزير الخارجية من مواقف غلب عليها التجنّي في محاولة منه لرمي المسؤولية على الذين شملهم بهجومه «الصاروخي» استباقاً للدفاع عن رئيس الجمهورية ميشال عون مع اقتراب ولايته الرئاسية من سنتها الرابعة. فباسيل، بحسب المصادر، أراد الدفاع عن «العهد القوي» في وجه الانتقادات التي لا تعفيه من مسؤوليته حيال تفاقم الأزمة الاقتصادية، وهذا ما أشار إليه بوضوح الوزير أبو فاعور. كما أن باسيل أراد تحميل مسؤولية تردّي الأوضاع الاقتصادية للسياسات التي اتبعت سابقاً أسوة، كما تقول المصادر الوزارية، بما كان يفعله رئيس الجمهورية الأسبق إميل لحود، رغم أن وزارة الطاقة كادت تكون بمثابة وكالة حصرية باسم «التيار الوطني» الذي تسلمها منذ 11 عاماً من دون أن يؤمّن الحلول لملف الكهرباء. ولفتت المصادر إلى أن باسيل أراد عن سابق تصوّر وتصميم استهداف خصومه في محاولة مكشوفة ليصرف الأنظار عن المواقف التي أعلنت في اللقاء الذي عقده «قدامى الجيش» في حضور النائب العميد المتقاعد شامل روكز، وفيه إشارة واضحة إلى «الذين استغلوا تضحيات العسكريين وتسلقوا على جثثهم وحصلوا على مناصب لا يستحقونها وأحاطوا أنفسهم بالمتزلّفين وأصحاب المال وهم اليوم يعيثون في الأرض فساداً ويتبجّحون بإنجازات وهمية». لذلك جاء الهجوم على باسيل من «أهل البيت»، وبدلاً من أن يرد على «قدامى الجيش» راح يصوّب قصفه السياسي على خصومه التقليديين من دون أن يستثني تيار «المستقبل» الذي التزم بالتسوية الرئاسية من جانب واحد ويحاول «التيار الوطني» التعامل معه على أنه الحلقة الأضعف في هذه التسوية ويحاول من حين لآخر الالتفاف على اتفاق «الطائف» للنيل من صلاحيات رئيس الحكومة. وعليه، فإن جلسة مجلس الوزراء عُقدت، كما تقول المصادر الوزارية «في أجواء مكهربة» لا تعود إلى ما قاله باسيل فحسب، لأن هناك من كان له بالمرصاد، وإنما إلى «لجوء البعض إلى ابتزاز الحريري لدى استكمال البحث في مشروع الموازنة للعام 2020، وتحديداً من خلال تبادلهم المزايدات الشعبوية وتراجعهم عن بعض البنود التي كانوا وافقوا عليها وأدرجوها في صلب أوراقهم الإصلاحية التي لا تزال تناقشها اللجنة الوزارية للإصلاحات المالية والإدارية». وأكدت المصادر نفسها أن من تراجع عن موافقته على بعض البنود لخفض العجز في الموازنة للعام المقبل الذي يُفترض أن ينسحب على خدمة الدين العام، كان سبق له أن أعلن موافقته عليها في الإعلام، بدلاً من أن يترجمها إلى أفعال في مشروع الموازنة. وكشفت أن «حزب الله» من خلال وزرائه في الحكومة لم ينفك عن مطالبته بزيادة الضرائب على المصارف بذريعة أنه يتوجب عليها التضحية أسوة بالآخرين. وبكلام آخر، فإن وزراء «حزب الله» يتعاطون مع المصارف لدى بحث مجلس الوزراء في زيادة الواردات المالية لخفض العجز على أنها «البقرة الحلوب» وبات مطلوباً منها الاستجابة لزيادة الضرائب على أرباحها، مع أن النظام المصرفي يمر حالياً في ظروف دقيقة للغاية بسبب الركود الاقتصادي الذي يسيطر على البلد من جهة، ولجوء بعض أصحاب الرساميل إلى تحويل مدخراتهم إلى الخارج من جهة أخرى. فالقطاع المصرفي في حاجة ماسة لتوفير الحماية له، لأن المساس به سيرتد سلباً على الاستقرار النقدي في البلد لكن لـ«حزب الله» رأي آخر، ما يدفع بعدد من الوزراء إلى السؤال عما إذا كانت هناك خطة لاستهدافه بذريعة أنه يلتزم بالعقوبات الأميركية المفروضة على الحزب. إلا أن المراوحة التي سادت جلسة مجلس الوزراء، خصوصاً لدى انتقال الوزراء لاستكمال البحث في مشروع الموازنة للعام 2020 دفعت برئيس الحكومة إلى مغادرة الجلسة احتجاجاً على الأجواء غير المشجّعة التي سادتها، مع أنه أبدى حرصه الشديد على اتباع سياسة تدوير الزوايا لأن ما يهمه هو الوصول إلى موازنة استثنائية وغير عادية. وتردد أن مغادرة رئيس الحكومة للجلسة كانت وراء رفعها مع بداية البحث في مشروع الموازنة، وبالتالي فإنه سيبادر إلى التواصل مع أبرز المكونات في الحكومة تحضيراً للجلسة التي تُعقد غداً الخميس وسيكون له الموقف الذي قد يفاجئ الجميع في حال أن النقاش لم يسلك طريقه باتجاه إنتاج موازنة فيها من الإنجازات التي يحملها معه إلى اجتماع الهيئة الاستراتيجية لمتابعة تنفيذ مقررات مؤتمر «سيدر» المقرر في 15 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل. ويبقى السؤال عما إذا كان مجلس الوزراء سيتمكّن من وضع اللمسات الأخيرة على مشروع الموازنة الذي يجب أن يتلازم مع إقرار رزمة من الإصلاحات المالية والإدارية يتسلح بها الحريري في اجتماعه الباريسي لإطلاق الضوء الأخضر لتنفيذ مجموعة من المشاريع لا مشكلة في تأمين تمويلها.

نداء الوطن...سلطة فاشلة

تتكرر المأساة نفسها في كل عام، وكأن شيئاً لم يكن. أن تلتهم النيران جبال لبنان وما تبقى من مساحات خضراء ليس حادثاً عابراً تدمع له العيون فحسب، إنما هو واقع مخزٍ يُعرّي منظومة حكم ليس فيها مَن يُحاسِب ولا مَن يحاسَب. إندلاع حرائق تشرين، قد يكون بفعل القضاء والقدر وقد لا يكون. ولكن في الحالتين تكرار هذا المشهد المدمي وبشكل شبه منتظم في الوقت نفسه من كل عام لا يحمل سوى عنوان واحد: الإهمال والفشل! قدر اللبنانيين أن يتكرر هذا المشهد كل عام والسلطات والأجهزة شبه عاجزة عن إيقافه. فمن يتحرك لمعرفة ما حدث ولتدارك تداعياته ومسبباته قبل وقوع الواقعة؟ وأي وزير يستقيل أو أقلّه يضع استقالته بتصرف الرأي العام أمام هول وضخامة الكارثة حين تقع لأنه لم يستطع إيقاف تكرارها. لماذا لم تتحرك الطائرات المتخصصة لهذا الغرض بفعالية؟ ما الذي حال دون هذا الأمر؟ من المسؤول؟ أن تندلع نار، أمر يحدث في أي زمان ومكان، ولكن تكراره وتعاظم أضراره في كل مرة إنما يشي بمنظومة سلطة فاشلة لطالما امتهنت سياسة "الأرض المحروقة" في مختلف الملفات والقضايا الحيوية والمحورية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية. في نظام الإهمال، ونظام تغييب المحاسبة، الأولويات في مكان آخر. الأولويات هي لأجندات الأحزاب وطموحات زعمائها، الأولويات لحصصها من السلطة، ليست لإطفاء الحرائق، وما أكثرها، وليست لتلافيها ومنع تكرارها كقدر محسوم. ليست لصنع السياسات الإنقاذية فكيف بالحري السياسات الوقائية لتلافي الحرائق والمآسي أو التعلم من أخطاء أو تقصير الماضي. يقول المثل: الحكم ترقّب... والحكم مسؤولية. فمن لم يترقّب إندلاع حرائق الأمس ووقف عاجزاً عن تمددها كيف له أن يترقب حريقاً من نوع آخر يكوي المواطنين بنيرانه الاقتصادية وشراراتها المستعرة في هشيم الدولة... من ركود وكساد وفساد وبطالة...

الأخبار .... في انتظار المطر

الأشجار في منطقة الفخيتة، في بلدة الدبيّة الشوفية، ترتفع حتى تلامس أسلاك الكهرباء. تلك الأشجار لا تُشَحّل. كان ينبغي أن يتولّى هذه المهمّة مأمورو الأحراج الذين نختلف، طائفياً، على تعيينهم. تُهدَر سنوات كما لو أن الوقت بلا قيمة. والقيمة هنا مالية وبيئية واقتصادية... أسلاك الكهرباء في تلك المنطقة متدلّية أكثر مما ينبغي. خطة نقل الكهرباء، كما كل خطة الكهرباء، معطلة بسبب الخلافات على الحصص. والحصص هنا أيضاً تُقتطع بأسماء الطوائف. تُهدر سنوات أيضاً كما لو أن الوقت بلا قيمة. وفضلاً عن قيمة الوقت نفسه، تُهدر مليارات الدولارات لأن البلاد عاجزة عن إنجاز مشروع لتحسين شبكة الكهرباء. تهب الرياح العاتية. تهتز الأشجار لتهز معها أسلاك الكهرباء المتدلية، والتي زادت درجات الحرارة من ارتخائها. احتكت الأسلاك بعضها بالبعض الآخر، فأنتجت شرراً أدى إلى اشتعال الأشجار. هكذا بدأ الحريق الذي روّع منطقة ساحل الشوف في اليومين الماضيين. هي على الأقل الرواية الأكثر تداولاً بين العاملين على إطفاء الحرائق في المنطقة. وهي الرواية الأكثر تعبيراً عن الواقع، إذا ما أضيفت إلى ما جرى بعد الحريق. في الدبية نفسها، يتنقّل عنصر من الشرطة البلدية، غير مجهّز بما يقيه شر النار. معه خزان يسع ألف ليتر لا أكثر من الماء، ومضخة تكاد لا تكفي لغسل سيارة. يرتدي «شورت» و«فلانيل»، اسودّ لونهما حتى صار الصليب الخشبي المتدلّي من رقبته أكثر وضوحاً. قطع الطريق أمام النار من ثلاثة محاور. يتحدّث بثقة جنرال منتصر. يوجّه المحيطين به. يحذّر من اقتراب الحريق من محوّل الكهرباء، فيهرع الجميع لإبعاد سياراتهم، عسكريين ومدنيين... بدا الرجل فجر أمس كأنه دولة لوحده. غرفة عمليات متنقلة. كل واحد من أولئك الذين انتشروا من الدامور إلى حدود البرجين كان كذلك. دولة متنقلة. لم ينتظر أحدهم أمراً من أحد. لم يسأل أحدهم عن «دولة». لم يحتج أيّ منهم إلى قائد. لم يسألوا عن الدولة. لم يكرروا لازمة «وينيّي الدولة؟». من يحتاج إلى دولة أصلاً؟ الدولة كانت نائمة فجر أمس. من أيقظها؟ ولماذا؟ ليست جهودها ما أطفأ الحريق. هي في الأصل أشعلته. المحاربون من الدامور إلى الدبيّة كانوا ينتظرون المطر لا أكثر. ثقتهم بالغيم أقوى من ثقتهم بالدولة. كانوا في ذلك على حق.



السابق

مصر وإفريقيا..مصر لمساعدة دولية حيال أزمة سد النهضة..ممثلو 85 دولة يناقشون في القاهرة «إدارة الخلاف الفقهي»...الجزائر: سياسيون يطرحون 7 شروط «ضرورية» لإنجاح «الرئاسية»...«تحديات بالجملة» تنتظر قيس سعيّد بعد تنصيبه رئيساً جديداً لتونس...السودان: انطلاق المفاوضات مع الجماعات المسلحة... ودقلو متفائل بالسلام...

التالي

أخبار وتقارير.....بوتين يبحث مع أردوغان الوضع في سورية ويدعوه لزيارة روسيا...بنس وبومبيو إلى تركيا.. لبحث "غزوها" شمال سوريا...صحفيون يحققون في أنشطة مرتزقة روس في سورية وأوكرانيا تلقوا تهديدات....أميركا تتهم بنكا تركيا بدعم إيران والالتفاف على العقوبات...لاريجاني: مستعدون للوساطة في حال قبلت السعودية بحل سياسي في اليمن...هولندا.. العثور على عائلة اختبأت في ملجأ "نهاية العالم" لسنوات...

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,666,410

عدد الزوار: 6,907,607

المتواجدون الآن: 102